روايات

رواية ميراث الندم الفصل الثلاثون 30 بقلم أمل نصر

رواية ميراث الندم الفصل الثلاثون 30 بقلم أمل نصر

رواية ميراث الندم الجزء الثلاثون

رواية ميراث الندم البارت الثلاثون

ميراث الندم
ميراث الندم

رواية ميراث الندم الحلقة الثلاثون

– راجع من فين يا غالي؟
هتف سائلًا له فور ان حطت قدميه داخل المنزل عائدًا من الخارج، ليرمقه الاَخر باندهاش لم يخلو من الاستنكار برده:

– ومن امتى السؤال؟ وايه لازمته اساسًا وانا راجع على بداية المسا ، متأخرتش يعني.
صاح فايز يستقبله بسخطه مرددًا:
– متأخرتش يا حبيبي، بس انت اساسًا بجيت مش مفهوم، عامل زي الديب الصحراوي، بتلف وتدور ولا حد عارفلك مركز ياد؟ رايح جاي على بيت جدك ليه؟ ايه ليك هناك عشان تتحفهم يوماتي بطلتك البهية؟

– ليا جدتي.
تمتم بها بثبات ليتخطاه بعدم اكتراث، حتى جلس بأريحية على الاََريكة، يجيبه بمراواغة واضحة:

– بروح أطل على جدتي الغالية، لتكون عايزة حاجة ولا محتاجة أي شي،، ، هي صلة الرحم بجيت حاجة عفشة دلوكت يا بوي؟

صاح فايز بانفعال جعله بميل برقبته نحوه:
– اطلع من دول ياد، هو انت من امتى ليك في الحنية ولا تعرف جدتك من اصله، عشان تراعيها وتراعي طلباتها، فاكرني مش فاهمك ولا عارف باللي بيدور في مخك.

– ايه هو بجى اللي بيدور في مخه؟ جول ونورنا.
هتفت بها زوجته، والتي اتت على أصوات الشجار ، لتدلي بدلوها هي الأخرى، وتواجهه بغضبها المكتوم، فهي أيضًا ليست بالغافلة عما يدور برأسه الاَن:

– سكت ليه؟ ما ترد يا فايز.
– ارد اجول ايه يا بت؟ انت ايه دخلك اصلا في الكلام ، واحد بيستفسر من ولده، ايش دخلك انتي؟ ولا هي جلة ادب وخلاص منك؟

عضت على نواجزها، تكبح لسانها بصعوبة عن الرد بما يليق به، تفضحه امام نفسه بعدما نفض يداه من معظم المصروفات، يدفع بالكاد لطعامهم والملتزمات الأساسية للمنزل، اما تحتاجه هي من اشياء جديدة كما كانت معتادة فقد اصبح من المستحيلات، واقساط القديم يعذبها حتى يمن عليها بهم.

– لا مش جلة أدب يا غالي، انا برد الرد الطبيعي على شندلتك للواد، واحد بيزور جدته ، انت زعلان ليه؟

بشرار انظارها الحادة، صارت تواجه جحيم عينيه ، في حديث مشتعل، يحمل العديد من الرسائل المتبادلة بينهما، امام هدوء يثير الحيرة من ابنهم المتابع الحرب الباردة بينهما بدقة، حتى خرج رده:

– معلش ياما، هو يمكن فاهم غلط ولا فاكرني لسة عيل صغير على الأصول، لكن انا عايز اطمنك يا بوي، انا بروح بس اطمن على جدتي اصلها مسكينة بتتعب كتير، وعمتي سليمة يدوب كلامي معاها على كد السؤال.

تهكم فايز يردد خلفه بغيظ:
– عمتك سليمة! مرة ابوك….. خليتها عمتك يا مخبل ؟
تبسم مالك ينهض عن مقعده ليضيف عليه ببرود، قبل ان يتحرك ذاهبًا نحو غرفته:

– وه يا بوي، يعني هندهلها واجولها ايه بس؟ ما هو انا فعلا شايفها زي عمتي هوايدا ونعيمه.
– شايفها زي عمتك، خيبة تاخدك يا خوي.
غمغم بها فايز بغيظ لا يخفيه أمام ابصار زوجته، والتي تراقب ردود أفعاله بتركيز شديد

❈-❈-❈

باستهزاء جلي، وقفت تتأملها وهي تحاول بالملقط، نتف الشعيرات الزائدة من حاجبيها بغرض تزينهم بما يرضيها كامرأة متزوجة، شعرت بها، ترى انعكاس صورتها في المراَة التي تمسكها بيدها، تضحك بوسع فمها لتعلق باستهزاء:

– بتعملي ايه يا خايبة؟
عبست عزيزة تشيح بوجهها للناحية الأخرى، بإحباط متعاظم تعبر عنه:
– يا بوي عليكي يا فتنة وعلى كلامك التجيل، مفيش مرة اجيلك عشان اجضي لحضة زينة معاكي، الا ما كنتي تسممي بدني بكلامك.

ضحكت الأخيرة تتقدم بطبق الفاكهة لداخل الغرفة الاتي اتخذتا الجلسة بها ، لتعلق بمزيد من التقليل:
– انا برضوا اللي بسمم بدنك ولا انتي خايبة صح؟ اسيبك شوية ارجع الاَجيكي، ماسكة الملقاط وشغالة جرطيم في حواجبك، ما تشيلهم احسن.

ضربت عزيزة بكفها على صدرها تردد بجزع، متأملة حاجبيها مرة أخرى بتمعن في المراَة:
– يا مري……. حرام عليكي يا فتنة، مش لدرجادي يعني ، ليه بتخلعيني عليهم؟ دا بدل ما تشجعيني، عشان اكمل التاني.

– اشجعك .
رددت بها لتزيد بانتقادها القاسي:
– انا مش فاهمة انتي ليه عايزاني اضحك عليكي؟ الحاجب ان ما كان يبجى رفيع ومرسوم الرسمة اللي هي ، الوش يبان كيف؟ ثم كمان، الحاجات دي ليها ناسها، مش جادرة تدفعي وتكلفي نفسك؟ معاكيش فلوس؟

– لأ معايا يا فتنة، بس مفيش وجت عشان اروح كوافير واتعدل، ما انت عارفة الخدمة والعيال والراجل اللي عايزة طول الوجت، مرة شديدة…….

توقفت برهة تطالع الأخرى وهيئتها المهندمة، والمتأنقة على الدوام حتى في الملابس البيتية، بنظرات اعجاب، لتردف بتحسر:

– نفسي اهتم بنفسي زيك كدة يا فتنة، بس عزب شديد، وعامل زي الجطر، مش واخدة فرصتي معاه واصل.

بثقة تعدت الغرور سخرت الأخيرة لتعقب ردًا لها:
– هو الاهتمام محتاج فرصة؟ ما تبعتي للبت نفيسة، تظبط حواجبك، وتنضف الوش والجسم وحتى صبغة الشعر كمان تعملها، وتخليكي عروسة جديدة وانت في بيتك ، لا تحتاجي لكوافير ولا كلام فاضي، معايا رقم تلفونها، اتصلك عليها تجيلك هنا جبل ما تروحي، ايه رأيك؟

سمعت عزيزة ليلتوي ثغرها بامتعاض، فتظل صامتة لبعض الوقت ، قبل ان يخرج ردها:
– يعني انا اجولك عايزة اهتم بنفسي، وانتي تجوليلي ، اجيبلك نفيسة، انتي عايزة عزب يطلجني؟ دا يطيج العما ولا يطيجها، ثم تعالي هنا، مش البت دي سبب الخراب عليكي، كيف لساكي بتكلميها؟.

احتجت فتنة تنفي بتعالي:
– سبب الخراااب! لا يا ماما، مش هي سبب الخراب، دي مجرد خدامة تخدمني وتاخد اجرتها، واد عمك هو اللي خرب على نفسه يا حبيبتي، عشان خاطر يبرئ البرنسيسة اخته، ودي حمارة بتخاف من خيالها، مش هتخاف منه؟ ولا تنفذ اللي يأمر بيه؟ يا للا بجى في داهية، هو الخسران

ابتعلت عزيزة اعتراضها كالعادة، لتصمت بجبن منها، حتى لا تغضبها، ولتحتفظ برأيها لنفسها ، فتابعت الأخرى بعملية وهي تتناول الهاتف:

– انا هتصل بيها تجيني دلوك على طول
– يا مري، لا يا فتنة يبجى انا ماشية عاد
قالتها تنتفض ناهصة عن الفراش ترفع طفلها النائم معها، لتلحقها الأخرى باستهجانها:

– انتي هبلة يا عزيزة؟ دا انا هجيبها مخصوص عشان خاطرك ، لاجل ما تتنيلي وتهتمي بنفسك، يمكن تأثري في جوزك ده ويخف شدته عليكي لما يشوفك حلوة.

– يشوفني حلوة!
تمتمت بها عزيزة داخلها، بتأثرًا وحزن تخفيه، لتعمد فتنة الدائم بالتقليل منها، مما زادها تصميمًا للمغادرة:

– يا ستي عنه ما شافني حلوة، برضو احسن ما يطلجني لو عرف ان نفيسة هي اللي عدلتني!

صدر صوت شقهة الاستنكار من فتنة تتبعها بعيناها حتى خرجت لتغمغم خلفها بازدراء وسخرية، وقد وصلها ما تقصده:
– وه يا مخبلة…….. دي افتكرت نفسها مرة دي كمان، وبتلجح عليا، جبر يلم العفش.
ختمت بمصمصة بشفتيها قبل ان تضغط الاتصال على الملعونة الأخرى:

– ايوة يا بت يا نفيسة، سيبي اللي في يدك وتعالي عشان تصبغيلي شعري وتمكريلي يديا ورجليا……

❈-❈-❈

أنهت زيارة منزل العائلة، بعدما قضت نصف يومها وسط اخواتها المتزوجات وابناءهم، في تجمع اقيم خصيصًا من أجلها، لتنسى بلقاء الاحباب وقضاء الوقت السعيد معهم، زيارتها الكارثية لمنزل زوجها الراحل، وقد فاجئتها سليمة بجفاء لم تعتاده منها ابدا، ولكنها الاَن في حالة مزاجية رائقة، تدفعها لعدم التفكير في أي شيء يقلقها، هي اليوم تتصرف بحرية، بعيدا عن تحكمات فرضت عليها منذ وفاة الراحل، لقد خرجت بدون اذن من احد، والاَن عائدة، وبيدها طفلها بحرية انتزعتها في غفله من المراقبين، ولكن يبدوا ان فرحها لن يكتمل، وقد تفاجأت الاَن بهذا البغيض يغلق بسيارته الشارع الممهد والذي من المفترض أن تمر به، تاركًا جزء صغير للمرور،

– ايه يا نادية، واخدة في وشك وهترجعي عن طريجك ولا ايه؟
هتف بالسؤال حينما التفت تستدير بقصد تغيرها طريقها بالفعل، وقد انحصرت الحلول امامها، إما التكملة والمرور بجانبه في هذه المساحة الضيقة، اي ترك فرصة له ليحتك بها، او الغوص داخل الاراضي الزراعية على جانبي الطريق.

لذلك قررت على الفور، أن تغير السير لجهة أخرى هو الحل الأسلم، ولكنه لم يتركها لخيارها، وقد تحرك من محله ، ليجفلها بأن يتصدر أمامها، يمنع عنها المواصلة، صدرت منها شهقة الاجفال في البداية وقدميها ترتد للخلف، ثم تنهره غاضبة:

– إنت اتجننت يا ناجي ولا خيبت؟ واخد الطريج لحسابك، واديني سيبتهولك، جاي ورايا تتصدر جدامي كمان؟

– واعملك ايه؟ ما انتي مش مدياني فرصة، عاملة غازي الدهشان ولا اكنه ولي امرك، ودلوك عاملينها لعبة عليا ومدعيين انك مخطوباله، طب مش كنتي عملاها حجة انك مش عايزة تتجوزي بعد اللي غار يا به، دلوك ايه اللي حصل؟

– غار في عينك.
احتجت بها غاضبة بوجهه لتردف بنيران تستعر داخلها ، نتيجة لتبجحه في الحديث معها، غافلة عن من استرقت السمع اثناء مرورها بجوارهما، تلعن حظها انها لم تنتبه لوقفتهما من البداية، لكانت اتخذت محلها في المراقبة جيدًا:

– العيب ان طلع من اهل العيب ميبقاش عيب،، وانت ابو العيب، لو عندك ذرة احترام لنفسك مكنش لسانك اتجرأ يغلط في اللي راح، حصلت بيك جلة الحيا توجف ولية في نص الطريج عشان عايز تفرض نفسك عليها،
طب غازي الدهشان يخطبني ولا ميخطبنيش، اجبل بيه ولا ارفضه، انت مالك؟…. في جميع الحالات يا ناجي انا عندي الموت أهون من اني اتجوز واحد زيك..

كانت حازمة ، كانت قاسمة بقولها حتى اهتز في وقفته، لا يستوعب ان القطة الوديعة، تبصق بوجهه كم هذا الكره والمقت، ليردد بسخرية ردًا لها:
– واحد زيي! ليكون مش عاجبك ولا مالي عينك كمااان؟ إيه يا بت هريدي انتي هتشوفي نفسك عليا ولا ايه……..

قطع مجفلًا على اثر الكف اللي حطت على ساعده، قبل ان يفاجأ بالذراع الضخم يلتف حول كتفيه، يضمه الى محيط الصدر العريض، انتفض يحاول الفكاك من القبضة الحديدية، وقد صعق بهوية الشخص، امام صدمة الأخرى أيضًا:

– بعد يدك دي عني ياد، ولا انت هتتجرأ على أسيادك يا كلب؟
سمع منه ليزيد بالضغط عليه متوجهًا بالحديث نحوها:
– امشي خدي طريجك عدل يا ست نادية.

أومأت بهزا رأسها له، ممتنة لحضوره المفاجئ، و
بنجدتها من هذا الغليظ، لتعود لنفس اتجاه البداية، متخذة طريقها المستقيم نحو منزلها الاَمن هناك،

أما ناجي فقد باشر السباب والشتائم بأقبح الالفاظ، نحو هذا الذي احكم شل حركته، بجمود يثير الرعب بقلب خصمه، ليخرج صوته بعد فترة من الوقت

– شد حيلك في الشتيمة على كد ما تجدر، بس نصيحة مني ، بلاش تتعرضلها تاني، عشان انت كدة بتلعب في عداد عمرك، بت هريدي وولدها، عند غازي الدهشان خط احمر زي عياله بالظبط.

تركه يدفعه عنه بعنف جعله يسقط بثقلة في الارض المزروعة على الجانب القريب، ليصرخ عليه بهياج المهان في كرامته:

– يا بن ال……. يا بسيوني الكلب، انت كدها دي؟ دا انا هربيك واعرفك تمنها غالي دي، يا…… يا…….

طالعه من علو يعدل ياقة جلبابه، بنظرة متعالية، كرد طبيعي على كم السباب والالفاظ البذيئة التي يتفوه بها عليه، ليردف قبل ان يتحرك ويتركه:

– صدجت والله لما جالت انك ابو العيب.

❈-❈-❈

اعطى العامل عدد من الأوراق النقدية، موجهًا بكلمات الشكر والامتنان له، بعدما اسند الحقائب داخل الغرفة، لينصرف بعدها، ويغلق خلفه الباب، ودلف داخل الجناح الفاخر يبحث عمن اختفت فجأة، ليجدها بعد قليل من البحث، مبصرًا طيفها من خلف الستائر البيضاء داخل الشرفة الشاسعة،

اتخذ طريقه نحوها، حتى إذا وصل اجفلها بلف ذراعيه حول خصرها ليضمها اليه من الخلف، يتطلع نحو الجهة المقابلة لهم، وهذا البحر الهائج بأمواجه أمامهما، دافنًا انفه خلف حجابها، يرى ويشعر بجمال الاشياء معها ، فخرج صوتها بفرح يغمرها:

– الله يا عارف انا حاسة وكأني في حلم، المنظر هنا يجنن،، مش هتصدج لما اجولك، انا من زمان ونفسي فيها دي، اصحي من النوم على منظر البحر، يعني انا مستعدة دلوك اجضي كل ايامنا هنا مكاني، لا اروح ولا اجي، كفاية عليا الجمال ده .

صدرت منه ضحكة عابثة، ليعلق ساخرًا
– والله يا حبيتي انا احب ما عليا ، ان اجعد طول الشهر دا معاكي في مكان مجفول علينا، مش في البلكونة المفتوحة دي.

نصف شهقة صدرت منها، وقد انتبهت على مغزى كلماته، لتلكره بمرفقها:
– بطل جلة حيا، انا بتكلم بجد .

– اااه
تأوه بها ليردد متوجعًا:
– براحة يا بت، انا جعان اساسا،، يعني مش حملك.
التفت ضاحكة تردد بعدم تصديق:
– اول مرة اشوف واحد ميتوجعش غير وهو جعان.

شاركها الضحك، يشبع عيناه من الوجه الفاتن، والضحك بدون تكلف، تذكره بأيام طفولتها، قبل النصوج وحسابات الكبار في الزواج والارتباط الملزم لأبناء العمومة، الذي كانت تجاهد بضراوة للتنصل منه، على عكسه تمامًا، وقد كان محددًا هدفه، بأنها نصيبه السعيد.

– انا بجول كفاية كدة، ونكمل بص ع البحر بعدين .
هتف بها، ليسحبها داخل الغرفة، ثم اغلق نوافذها قبل ان يضمها بدون مقدمات وينهل من شهد شفتيها، ولكنها انتزعت نفسها فجأة توقفه بمطلبها:

– طب ثواني بس، جبل اي حاجة، سؤال خطرلي دلوك وعايزة اجابته،
التوي ثغره بهيئة اضحكتها، قبل ان يعطيها موافقته على امتتعاض:

– مع انه مش وجته خالص، بس اتفضلي يا ستي وخلصيني.

ردت بلهفة شديدة:
– حلو خالص، انا اللي عايزة افهمه، كيف جدرت تستناني رغم ان تجريبًا مكنش في حتى ولو أمل ضعيف؟

سمع منها لتلوح بثغره ابتسامة لم تفهما الا حينما سمعت اجابته:
– بصراحة كنت بدعي دايمًا، انك تموتي ولا تبجي من نصيب حد غيري.

شهقت وتوسعت عينيها بصدمة، لتضربه بقبضتيها على صدره، تعبر عن سخطها من دعوته:
– كنت بتدعي عليا بالموت، بالموت يا عارف ،وجالك جلب جالك جلب.

قهقه يسيطر على قبضتيها بتسلية، ليضيف بعد ذلك موضحًا:
– بهزر معاكي يا مجنونة، الدعوة كانت العكس، ودي بجيت ادعيها بعد ما طلجت مراتي الاولى

جذب انتباهاها لتهدأ، ثم تابع بصدقه:
– مجدرتش اتحمل العيشة مع واحدة غيرك، بعد ما غصبت نفسي وكنت فاكر ان بيها هنساكي.

طلجت بنت الناس في شهور جليلة عشان مظلمهاش، وبجيت الدعوة دي ملازمة لكل صلاة بصليها، اني يارب اموت جبل ما اشوفك من نصيب حد غيري.

تلجمت ولم تعد لديها اي قدرة على الكلمات بعد ذلك، فلم يتبقى لها سوى ان تلقي بنفسها داخل حضنه، وكان هذا ابلغ ردًا منها اليه،

❈-❈-❈

كالعادة تدخل كل منزل بمزاحها وأحاديثها المتنوعة في عدة اشياء تجذب انتباه السامع ، فلانة فعلت هذا ويالها من بائسة، والأخرى التي اغضبها زوجها، أما الثانية فتلك التي سارت مع ابن فلان حتى غذر بها ولم يعد يسأل عنها.

تلك المرأة التي تحتاجها النساء، وتدخل كل بيت فتكشف أسراره، ثم تذيع بها في باقي المنازل ، كتسلية في تقضية الوقت وكأنهم في مأمن عن لسانها،

ورغم علم فتنة بشخصيتها الكريهة، الا انها لا تستطيع الاستغناء عن خدماتها ، ولذلك دائما ما تتغاضى عن هفواتها:
– تحبي نبتدي بإيه يا ست الناس؟ بصبغة الشعر ولا تظبيط الوش والحواجب؟

– لا دي ولا دي، اجعدي اعملي مناكير لرجلي الاول .
قالت فتنة وهي تشير لها للجلوس على الارض، ازعنت الأخرى لتجلس مكان ما أمرت واتخذت هي مقعدها على الفراش ، لتتحفها الأخرى بالتغزل في حسنها وجمال قدميها، قبل البدء في حديثها اللئيم، اثناء ما تعمل:

– بجالي يومين مطحونة شغل في فرح اللي اسمه عمر ده، اشي صبغة ولا رسم حنة وحفافة لاخواته وبناتهم ، وكأنهم ما صدجواا، النعمة بانت عليهم.

مصمصت الأخرى بتقليل:
– مهما يعملوا، برضوا مش هينضفوا الرك ع الأصل

ضحكت لها بمكر، قبل ان تدخل بها في الجهة التي تريدها:
– هو صح زي ما بتجولي كدة، بس اللي اسمه عمر عامل جلبان وصارف ياما، ولا اكنه ورث، هيتجوز بت إجلال، صغيرة جوي عليه، حتى مكملتش سنها، بصراحة مكدبش عليكي انا كنت ناوية اشور على الست الوالدة بيها، لناجي بيه بس هي اتخطفت، عجباله هو كمان، انا مش عارفه ايه اللي موجف حاله، ما تشوفوا ريحته يا ست فتنة ، ليكون حد كدة ولا كدة عمله عمل، الناس مش مضمونة.

– لا يا اختي من غير ما نشوف احنا عارفين مشكلته، منها لله اللي كانت السبب.

تحفزت نفيسة واستبد بها الفضول، لتردف لها بغرض كشف المزبد:
– واحدة ست يعني هي السبب في وجف حاله، بصراحة يا ست فتنة، انا جبل ما اجيلك هنا، شوفته بيشد في الحديت مع الست نادية، مرة المرحوم حجازي، وغصب عني، غصب عني والله سمعت شوية حاجات كدة وانا بعدي الطريج جمبيهم، اصله كان واجف بيتحدت معاها….

– حاجات ايه يا بت؟
وجهت لها السؤال بغضب، قابلته الأخرى بادعاء الخوف:
– مش حاجة عفشة لا سمح الله، انا بس سمعته كيف تتخطبي لغازي الدهشان وترفضيني، يا مري، ليكون الكلام ده صح يا ست فتنة؟

خرج الرد من الأخيرة بسرعة البرق، وكأنها تنفي عنها تهمة ان زوجها تركها من اجل أخرى:

– صح يا ختي، عشان تعرفي بس بكهن الحريم اللي بتدخل البيوت تخربها وتخطف رجالتها،

– ااااه
تمتمت تتطقطق بفمها صوت استهجان، وكانها تدعمها في الرأي:

– ما انا برضك استعجبت يا ست فتنة، كيف يعني راجل زي جوزك ده، جدر كدة يستغني عن واحدة زيك؟ دا عمل زي اللي مصدج ولجى حجة!

أمتقع وجه الأخيرة، حتى صار الدخان يخرج من اذنيها وفتحتي أنفها، وهي تراقب الملعونة تتحدث بما يشبه الشماتة، رغم ادعائها الخنوع:

– انتي جولتيها بنفسك، واحدة زبيي، يعني انا يتمناني سيد سيده، لكن بجى الرمرمة تجولي فيها؟

بلؤم لا تخفيه، رددت تدعي مجارتها:
– فعلا عندك حج، رجالة مايملاش عينها غير التراب، وحتى الحريم كمان، بس الحظ بجى، انا مش جادرة اصدج والله من ساعة ما شوفت بعيني، بجى مضروبة الدم دي، ترفض ناجي بيه اللي نص حريم البلد تتمناه، وترمي حبالها على راجل متجوز، اخص على دي ربابة اخص

– فعلا يا نفيسة، هي جلة رباية صح
سخرت بها فتنة رغم علمها التام بنفاق الأخرى وتملقها لها، ولكنها لا تكترث، يكفي ما سيأتي من خلف الحديث من نتائج، قد تثلج صدرها عن قريب

هذا اللسان الذي يستحق قطعه، لن يصمت أبدًا على خبر مهم مثل هذا، حتى وبرغم علمها التام بخطورة ما تغعله، لن تغلبها الحيلة.

❈-❈-❈

دلفت جليلة اليها داخل الغرفة بعدما عادت من منزلها في ميعادها اليومي كالعادة ، كانت قد غفت بجوار ابنها على التخت، بعدما استبد بها القلق والضجر، نتيجة لقاءها بهذا البغيض، ثم نجدتها بالفرار منه بفضل بسيوني، والذي لم تعلم كيف وجدته فجأة امامها، هل كان الأمر بالصدفة ام هو مراقبًا لها، مما زاد عليها وارهقها بالتفكير، حتى لم تجد راحتها سوى بالنوم، لتستيقظ الاَن بفضل نداء والدتها:

– نادية، انتي يا بت، لحقتي امتى تنامي والوجت دلوك العشا؟
تطلعت الأخيرة حولها لتجد الظلام بالفعل قد حل، مما جعلها تعتدل على الفور مع مداومة والدتها بالحديث:

– نايمة بعبايتك السودة، انبي شكلك نمتي من ساعة ما جيتي وحتى ولدك كمان نام معاكي، طب عشيه الاول ،
على الاقل عشان ميصحاش في نص الليل ويجولك انا جعان، حريم خايبة صح، دا انا مرضيتش اتعشى مع اخواتك يا زفتة اجي الاجيكي مخمودة.

ضحكت تعقب وهي تلملم شعرها الذي انفلتت عقدته مع نومها:
– خلاص يا ام عزب متزعليش نفسك، انا هجوم دولك اسخن نتعشى احنا الاتنين الاول، وان كان على معتز، هبجى اصحيه كمان بالمرة بعد شوية كدة.

ردت جليلة بوجه عابس:
– طيب يا اختي بس متعوجيش، اروح اصلي انا على ما انتي خلصتي.

صدح صوت جرس المنزل ف انتبهت نادية توقف والدتها التي كانت على وشك الخروج اليه:
– استني ياما ، روحي انتي اتوضي عشان تحصلي الفرض، وانا هروح افتح واشوف مين؟

لم تجادلها جليلة، لتخرج باتجاه المرحاض القريب بالطرقة ، وذهبت هي لترى من الطارق، وكانت المفاجأة حينما وجدته أمامها، حتى انها لم تصدق عينيها، لتظل لفترة من الوقت تحدق به بعدم استيعاب، حتى قطع هو الصمت بقوله:

– إيه مش هتجوليلي حمد الله ع السلامة؟
قالها بجمود يماثل هيئته، وهذه النظرة الغامضة التي يرمقها بها، لتضع بقلبها شعور عدم الارتياح، ف ابتعلت لتردد بتماسك مزيف:

– حمد على سلامتك، انا مكنتش اعرف انك وصلت.

ارتسمت نصف ابتسامة على زاوية فمه، ليعقب على قولها
– واديني واجف بطولي جدامك، معناها اني جيت، هتسببني كدة من غير ما تجوليلي اتفضل؟!

بدا التردد جليًا على صفحة وجهها، ما بين استهجان لطلبه المباشر لها، وما بين ورفض تود البوح به، ولكنها لا تجرؤ.

ضاقت عينيه وكأنه يقرأ جميع ما يدور برأسها، ظل صابرًا حتى لبت طلبه على استحياء، تزيح بجسدها عن الباب :

– اتفضل طبعًا.
دلف لداخل الاستراحة يرمقها بطرف عينيه، قبل ان ينتبه على صوت جليلة التي تفاجأت بحضوره:
– وه، غازي الدهشان وصل من السفر؟ حمد الله ع السلامة يا غالي.

– الله يسلمك يا خالة.
تمتم بها يستقبل ترحيبها بحفاوة، ليصافحها قبل ان يخلع سترته ثم يجلس مقابلًا لها بالقميص المنشي الابيض، والبنطال الأسود، امام ابصار تلك المصدومة من فعله، لتغمغم داخلها:

– وه، دا جعد وخد راحته كمان، ولا اكنه في بيته.
– نادية!
هتفت جليلة منادية بإسمها ، لتلفت انتبهاها لها، ثم تأمرها:
– روحي اعملي كوباية عصير ولا حاجة لواد عمك، ولا تعملك جهوة احسن.
توجهت بالاخيرة نحوه، فجاء رده مخالفًا:
– لا دي ولا دي يا خالة، انا راجع من السفر عليكم على طول، هموت من الجوع، عندكم عشا اتعشى معاكم؟

– وه ، انت بتسأل؟ دا احنا عندنا الخير كله يا ولدي، شكلك واد حلال وحماتك هتحبك، جبل ما تاجي على طول كانت داخلة تسخن، ياللا نادية، سخني كل اللي في التلاجة.

أومأت تحرك رأسها بزهول يشل افكارها، لتزعن على مضض، لتنفيذ الأمر،وقبل أن تستدير بجسدها، أوقفها بقوله:

– ياريت يا نادية لو فاضل محشي من بتاع امبارح، تلحجيني بطبج، ولا يكون خلص، وانا مليش نصيب ادوج منه .

– لاه والنعمة فيه، مش بجولك واد حلال.
صاحت بها جليلة بلهفة تخبره، قبل ان تعيد بتوجيه الأمر، نحو تلك التي ما زالت لا تستوعب حتى الاَن ما يحدث أمامها، وهذه الاريحية المبالغ فيها منه،

– سخني الحلة كلها يا نادية، دا باين غازي وصل النهاردة مخصوص عشان يفتح نفسنا والله، حمد ع السلامة يا غالي.

– تسلمي يا خالة، امال فين الواد معتز، واد يا معتز .
– معتز نايم هجوم اصحيهولك

❈-❈-❈

في صالة منزله الجديد، وبعد انتهاء الزفاف، امام المراَة التي تتوسط الحائط وقف يتطلع لنفسه الاَن بها في انتظار خروج العروس اليه، الى حين أن تنتهي من تبديل ملابسها، يتسائل داخله:

أين هي فرحة العرس؟.
لقد فعل كل شيء ، ليلة حناء صاخبة شهد عليها القاصي والداني، وقد ذاع صيتها على كل ارجاء البلدة وما حولها، واكثر ، نظرا للشهرة الواسعة التي يتمتع بها النجوم الذين أحيوها، والفرقة، والفقرات المتنوعة، والذبائح، ثم اليوم وهذا الزفاف الاسطوري في القاعة الفخمة في المحافظة،

انه لم يترك شيء للتفاخر والزهو، حتى انه اندمج مع ما يحدث بالأمس، وظن انه قد نسي، وعاش ليلة الأمس بفرحها وصخبها ، ولكن ومع بزوغ الصباح، ورؤيته بالصدفة لها اثناء مرور السيارة التي كانت تقلها مع هذا المدعو زوجها وابن عمها، لقد كانا يضحكان، يعيشان السعادة التي كان يوعد نفسه بها معها،

انتفض يستفيق من شروده مع صوت فتح الباب ، ثم خروج هذه الصغيرة، والتي تقدمت حتي وصلت اليه،

وقفت أمامه بطلتها المبهرة، تنهج من فرط حماسها، قلبها الفتي يطالع هيئته المهلكة بوله، تتأمل كل تفصيلة من ملامح وجهه الخشنة بهذه الجاذبية القادرة على الإيقاع بأجمل النساء، وهي المحظوظة بأن وقع اختياره عليها، وها هي اللحظة التي تُراود خيالها من وقت الطفولة، لحظة القرب من الرجل الذي انعم عليها القدر لتكن من نصيبه.

كانت كالكتاب المفتوح أمامه، ليس بها الخجل الذي يتوقعه الرجل الشرقي من عروسه في ليلة كهذه، بل هي امرأة راغبة، نظرتها مشبعه بإعجاب قادر على ارضاء غروره كرجل، بدعوة صريحة للغرق معها في بحر العسل؛ ولكنها ليست هي؟
ليست عروسه التي تمناها ودفع ثمن الوصال بها من عمره، ليست هي الحلم الذي عاش من أجله، ليست هي من كسرت قلبه الذي ذاب عشقًا بها، حتى أصبح خيال رجل، في انتظار اكتمال لن يحدث.

ولكنه الاَن على أرض الواقع، والمفروض به ان يفرح، ان يتجاوز، ان يكون عريسًا لهذه العروس

صدرت شهقة مجفلة منها بعد أن طوقها فجأة بذراعه، بوجه متجهم ليس له أي صلة بما كانت ترسمه في خيالها، ازدردت ريقها بتوتر تحاول السيطرة على خفقان قلبها، وسبابته تمر على شفتيها، يحدثها بصوت وكأنه يأتي من البعيد بعد أن تاهت بهذا الوجه الغريب منه:

– لتكوني خايفة مني؟
– ها.
تمتمت بها بعدم تركيز ثم سرعان ما حركت رأسها نافية، رغم فزعها بالفعل منه،
ضاقت عينيه، ليمط ثغره بنصف ابتسامة ساخرة زادت من توجسها، قبل ان تصدر شهقتها الثانية بصوت أعلى من الاولى حينما وجدته يرفعها عن الأرض بعنف، قبل أن يتحرك بها نحو غرفتهم قائلًا:

– يبجى أحسنلك تخافي

❈-❈-❈

على مائدة السفرة، وقد اجبرت على الانضمام معهما بفضل إلحاح والدتها وطلبه المباشر لها ، وكأنه هو من يضايفها وليست هي، تمضغ الطعام بصعوبة، يحكمها الخجل امام اَريحته المبالغ فيها، وقد كان يتناول الطعام بشراهة أمامها، يتلذذ بالطعم، واضعًا صغيرها بحجره يطعمه بيده:

– امممم دوج يا واد الحلاوة دوج، يسلم ايدين اللي عملته، اول مرة اكل محشي كرنب بالحلاوة دي.

عقبت جليلة ضاحكة، وكأنها تلبست الدور هي الأخرى، تسلم ايديها هي بجى، ما هي نادية هي اللي عملاه، وانا والنعمة ما اعرف اعمله بالحلاوة دي زيها،

نقل بنظره نحوها بغزل مبطن:
– رغم ان جدتي كانت حاكيالي عن طعامته، بس والله حسيت بنفسها فيه..

– حسيت كيف يعني؟
سألته بتحفز رافعة حاجبًا واحدًا بشر قابله بعبث ابتساماته المستفزة لها، وتباسط والدتها معه، يجعل عقلها على وشك الانفجار، فما يجري حولها الاَن، يشعرها وكأنه…….

نفضت رأسها، رافضة الفكرة ان تطرا بعقلها من الأساس، لتضع همها في الطعام، ولكن كيف لها التناول؟ وسهام انظاره المتربصة لها، منصبة عليها ولا تتركها؟

– كفاية يا ولدي، دا باين النوم غلبه من تاني، ومعدتش فيه نفس للوكل اساسًا.

هتفت بها جليلة بالإشارة نحو معتز الذي غفى بالفعل على صدره، قبل ان تنهض من محلها مردفة:
– هات اخده اغسله وشه وخشمه، جبل ما احطه يكمل نومه ع السرير من تاني.

– خليكي انتي كملي وكل، انا اللي جايمة عشان شبعت.
– لا انتي استني يا ناادية…..
تفوه يوقفها بكف يده التي صدرها امامها، لتلتزم محلها على مضض، يكتنفها احساس انه قد تجاوز بالفعل،، ولابد لها ان توقفه، انتظرت حتى ذهبت والدتها بصغيرها، لتبادره السؤال:

– نعم ، كنت عايزني استنى ليه،؟
لم يكترث لحدتها، بل ادهشها بتحول ملامحه فجأة، لتغلف بتجهم تناقض تمامًا مع هيئته منذ قليل، يجفلها هامسًا بأعين تطلق شررًا من الجحيم:

– طلعتي ليه من غير ما تبلغيني ولا تبلغي حد من الرجالة؟ بسيوني دا اللي رازعه تحت امرك وامر معتز، مكنتيش جادرة تديله خير؟

اكتنفها فزع كاد ان يوقف قلبها في البداية من هيئته، لكن سرعان ما تمالكت لتغلبها روح العند في الرد عليه؛

– وافرض يعني معملتش كل اللي جولت عليه دلوك، انت مالك؟ عشان تيجي وتحاسبني كدة؟

لم يكن متوقعًا لهذا الرد منها على الاطلاق، حتى ارتدت رأسه للخلف بمفاجأة ، ليستوعب قليلًا، فينحي هذا الجزء الصارم في شخصيته، ليخفف من حدته قليلًا حتى يقتنع رأسها العنيد، وليعطيه الله القوة حتى لا يضعف امام العيون الساحرة تلك:
– يعني انتي معرفاش بحاسبك ليه؟ ولدك دا اللي مسؤلية امنه في رجبتي، لو حصله حاجة لا قدر الله، ساعتها هيبجى ايه وضعي انا؟….. الزفت ناجي كان هيقدر يجرب منك، لو ماشية مع حد من رجالتي؟
انتي مغلبة عِندك ليه على مصلحة وأمان ولدك؟

رددت خلفه بصدمة محتجة:
– انا مغلبة عندي على مصلحة ولدي؟ ليه ان شاء الله؟ عايزه اذيته يعني؟

رد موجهًا لها سؤاله المباشر:
– بعد اللي حصل النهاردة، معترفة ان اللي عملتيه صح ولا غلط؟

– عملت إيه؟ وانا ايه ذنبي لو الزفت……
قطع مانعًا عنها الجدال او التبرير مرددًا:
– معترفة باللي عملتيه صح ولا غلط؟

اجبرتها حدته هذه المرة على الرد لتطالعه بوجه ممتقع:

– انا ممكن اكون غلطت في حاجة واحدة بس، هي اني مبلغتش بسيوني….

– يبجى اعترفتي، ومن هنا ورايح، مفيش فرصة تاني للغلط ، اللي اجوله يتسمع ومن غير مراجعة.

– من غير مراجعة!
– ايوة من غير مراجعة، ولاحظي اني بتكلم معاكي وبحاول اقنعك كواحدة عاجلة لوحدينا، من غير ما ادخل اخوكي ولا امك معانا، وانتي عارفة طبعا رأيهم ساعتها هيبقى مع مين؟

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الندم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى