روايات

رواية ميراث الندم الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أمل نصر

رواية ميراث الندم الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أمل نصر

رواية ميراث الندم الجزء الثامن والعشرون

رواية ميراث الندم البارت الثامن والعشرون

ميراث الندم
ميراث الندم

رواية ميراث الندم الحلقة الثامنة والعشرون

– ما شاء الله، حلوة الجلبية عليك .
تمتم بها بسيوني، معبرنا عن اعجابه وهو يدلف لداخل الغرفة التي بدل بها الاخر ملابسه، والذي كان يقف الاَن امام المراَة لا يصدق نفسه بالهيئة الجديدة ، حتى عقب ردًا عليه:

– بجد يا بسيوني؟ يعني فعلا هي لايقة؟ ولا انت بتجاملني؟
ضحك المذكور يجيبه بمودة:
– وما تلجيش ليه بس عليك؟ انتي عودك سارح، دا غير ان كتفاتك عريضة وشايلة من فوج، ودي اهم حاجة، دا انت كدة ممكن تنافس غازي الدهشان بهيبتك دي؟

– يا راجل!
دمدم بها ثم اطلق ضحكة جلجلت في قلب الغرفة المتواضعة، ليُكمل بابتهاج يشعر به:
– طب تصدق بقى، انا نفسي فعلا ادخل عليه بيها واخضه، عشان يعرف ان احنا كمان رجالة جامدين زيه، بس انت مقولتليش، دي بتاعة مين؟

– بتاعتي
– بتاعتك!
– ايوة يا بيه بتاعتي متستغربش، بس من سنتين فاتوا، ما انا مكنتش ضخم كدة، الجتة والعضلات ربيتهم بسبب غازي الدهشان، من ساعة ما خلاني يده اليمين، اصر ان اكون حارسه الاَمين كمان، ربنا يباركلوا ، زودلي المهية اضعاف مضاعفة، عشان الأكل والتمرين

رمقه يوسف بابتسامة حانية يربت على كتف ذراعه:
– واضح ان انت بتحبه اوي، والعلاقة ما بينكم اكتر من علاقة واحد والراجل اللي شغال معاه.

– دا خيره عليا من ساسي لراسي. وانا افديه بروحي والله،
قالها بسيوني بصدق تخلل نبرته، ووصل الى الاخر بقوة، ثم ما لبث ان يغير دفة الحديث بقوله:
– المهم بجى انا كنت جايلك عشان نتغدى، الاكل جاهز وسخن برا ع الطبلية.

سمع منه وتوسعت عينيه يردد بحماس لا يخلو من الانبهار:
– كمان ع الطبلية! ايه الجو ده؟ دا انا لو كنت طلبتها بنفسي مكنتش هلاقيها بالشكل؟ اني اعيش يومي في الريف بالكامل والتفاصيل المهمة دي.

اضاف بسيوني يزيد من ابتهاجه:
– وهناكل برا في الهوا، جمب أحواض الزرع وتحت عرش العنب ، ياللا يا سيدي
– حبيبي يا بسيوني.
هتف بها بلهفة شديدة، قبل ان يتحرك على الفور ذاهبًا يسبقه للخارج، ليغمغم هذا من خلفه ضاحكًا:

– يعني هي كانت أمنية بالنسبالك كمان؟ اما دي حكاية يا ولاد،

❈-❈-❈

– غازي مين اللي يتجوزني؟!
غمغمت بها، ومقلتيها تتحرك دون هوادة ، نحو والدتها وشقيقها الذي أخبرها بالأمر، وما تم بالجلسة حتى وصل الى ما انهى به الجدال، صاعقًا ناجي بقوله الحاسم ليغلق به باب النقاش.
فعادت تسأله بما يشبه الرجاء:

– طب يعني انا افهم من كدة يا واد ابوي، ان انت جولت الكلام دا لأجل ما تسكت ناجي، وتمنع شره عني صح؟

رد يجيبها بجمود يحتفظ به من وقت مجيئه:
– لا يا نادية، مكنش كلام وخلاص، انتي فعلا دلوك بجيتي مخطوبة لغازي الدهشان، منتظرين بس تخلص سنوية المرحوم وبعدها تبجي مرته رسمي.

اصبحت تردد بعصبيه وكأن مسها الجنون:
– مرة مين؟ انا مش مرة حد غير حجازي الله يرحمه، لا هتجوز ولا هيدخل حياتي راجل غيره، بتقرره ليه من دماغكم؟

رد بدوره يذهلها بصرامته:

– لأ يا نادية هتتجوزيه، والقرار دا مفيش منه رجوع، انا جولتها كلمة جدام الرجال، ومش هطلع هفج ولا عيل جدامهم بتأليف قصة من خيالي، الحل دا هو الوحيد اللي هيوجف ناجي عند حده، لا هو ولا اخته الزفتة حد فيهم هيفلط بنص كلمة تاني.

– ولما انت عارف انه ناجص كنت مشاركه ليه يا عزب؟ عشمته لحد ما افتكر ان فرصته جريبة معايا، وانه ضامن موافجتك، ودا اللي خلاه يجي ويكلمني بنفسه.

ضرب بكفه على ذراع المقعد، يشدد غاضبًا:
– اسمها كنت بهاوده مكنتش بعشمه، انا مجيتش في مرة وشديت عليكي عشان تتجوزيه، ولو كنتي خبرتيني باللي حصل، انا كنت فضيت شراكتي معاه فورا، انا مش راجل ناجص عشان اجبل بحاجة زي دي، واللي عمله غازي النهاردة هو الصح بعينه.

تدخلت جليلة سائلة له بفضول:
– طب انت يا ولدي مجولتلناش، عرفت كيف؟ وامتى غازي اتكلم على اختك؟

طالعاها دقيقة صامتًا، يعود بذاكره لساعتين قبل ذلك، حينما دلف المنزل الكبير، من الباب الخلفي بناءًا على رغبة غازي الذي هاتفه يطلب مجيئه، قبل عقد الجلسة،

– ها يا عزب، انا طلبتك في الدار عشان تبجى على نور من اولها، اديني شرحتلك الوضع، واللي جومت انا بيه مع الزفت ناجي، ايه رأيك بجى في اللي جولته؟

ببغض شديد تحدث كازًا على أسنانه:
– مفيش جول، فيه افعال وبس، حتى ولو انت اتصرفت من مخك، بس انا برضو لازم اربيه، الكلب دا لازم احطه تحت رجلي، ولو هو مفكر ان شراكته معايا هتخليني راجل مدلدل، اتغاضى عن اللي عمله واجبل بيه، يبجى على جتني، ان دا يحصل.

اومأ غازي بأعجاب يعقب على قوله:
– براوة عليك يا عزب، انا كنت عارف من الأول ان انت راجل ودمك حامي، انا بجى يا حبيبي هجيبلك الناهية، بس اسمع مني كويس وافهمني، عشان الحكاية مهياش عافية وخلاص، ولو ع العافية، فصاحبك جام بالواجب معاه

– عايز توصل لإيه يا غازي يا دهشان؟
سأله بارتياب، فجاء رد على الفور .
– اقولك يا عزب وانت قرر.

❈-❈-❈

انهى اخيرا تناوله وجبته، ليبتعد بجلسته عن طاولة الطعام الصغيرة مرتدًا للخلف ، يردد بامتلاء:

– الحمد لله، انا شبعت اخيرا.
ضحك بسيوني يردد خلفه :
– بالهنا والشفا يا سعادة الباشا، بس انت برضوا أكلتك على كدك، كمل معايا ومتتكسفش.

قهقه يوسف ردًا عليه:
– انكسف بأمارة ايه يا عم الحج؟ دا انا هجمت ع الطبلية زي المجنون، معدتي مبقاش فيها مكان للمية حتى، بس الأكل بتاعكم تحفة، بنكهة السمن البلدي، هو دا نفس الست الوالدة ولا مراتك، انا معرفتش صح عن حالتك الاجتماعية.

نفض بسيوني كفيه من أثر الطعام ليجيبه، وهو ينهض ليقف رافعًا بيديه طاولة الطعام:
– انا لا ليا ام ولا متجوز من الاساس، بنت الحلال لسة بدور عليها، وامي الله يرحمها ، معاييش غير اختي ، ترازي فيا وارزي فيها، على ما ربنا يحلها عليا والاجي اللي ترضى بيا .

– ان شاء الله يا حبيبي، تلاقي اللي تستاهلك، انت راجل جدع وتستاهل كل خير.

تمتم بها يوسف وهو ينهض ايضًا عن الوسادة القطنية التي كان يتخذ جلسته عليها، يتابع بجدية:
– احنا يدوب بقى نلحق نرجع

توقف بسيوني، ليلتف له بما يحمله معارضًا:
– نرجع فين يا بيه؟ مش تستنى لما نشرب الشاي الاول دي الأصول.

هم يوسف ان يعترض، ولكنه تفاجأ بها تخرج لهما بصنية فضية تحمل كوبين زجاجين داخلها الشاي الساخن، لتردف بابتسامة مستترة ظهرت جليا على ملامحها؛

– واهو على ما تشرب، نكون كوينا الهدوم اللي اتبهدلت في الطين من شوية، دي نضفت وبجت تمام بعد ما طلعت عيني في غسيلها.

طالعها بغيظ شديد يكتمه، حتى اقتربت تضغ الصنية على كرسي خشبي بالقرب منه، وابتسامة تفضح ما يدور برأسها، زادت في استفزازه، ليغمغم كازًا على أسنانه:.
– اضحكي اضحكي، وبالمرة جيبي زينهم صاحبك يتريق عليا شوية بعد ما هزقني، واتفق معاكي عليا، صاحبك اللي واخد مني الموقف العدائي، رغم اني كنت بتكلم على مصلحته الغبي .

استدارت تقارعه بمرح:
– وه ، وانت هتعمل عجلك بعجله، دا بهيمة مبيفهمش ، وبصراحة هو كيفه كدة مع أي حد غريب او معدي في الشارع ، امال انا يعني كنت بعنفه واشد عليه ليه؟ عشان جليل أدب وعايز رباية.

قالتها ثم تحركت تتخطاه وتذهب، ليدمدم من خلفها:
– هو برضوا اللي عايز رباية؟!

ظل متابعًا أثرها، يشعر بضحكها حتى وهي تعطيها ظهرها، وبرغم حنقه من سخرينها منه وما فعله بها زينهم، الا انه لا ينكر سعادة تكتنفه من وقتها، ولا يعرف لها سببًا واضحًا.

❈-❈-❈

بالصياح العالي، يردد بسخطه وعقله ما زال حتى الآن، رافض التصديق:

– لعبة، عليا النعمة لعبة وواد أخوك بيعملها علينا يا بوي ، وانا مش هسكت، عليا النعمة ما هسكت.

زفر سعيد يشيح بوجهه للناحية الآخرى، يحجم نفسه بصعوبة عن توبيخه، وقد ضاق به وضجر بعدم احتمال، لتعلق رئيسة ردًا له:
– لعبة بجى ولا مش لعبة، ما خلاص يا ناجي، يعني هي اللي خلجها مخجلش غيرها؟ ما تصحى لنفسك بجى يا ولدي، بنات الحلال كتير.

احتج معارضًا يردد:
– لا ياما مخلجش غيرها، نادية دونًا عن الحريم كلها مخلجش غيرها، يعني تضيع مني مرتين، مرة ياخدها واد الدهشوري والمرة التانية ياخدها غازي…. غازي يا بوي اللي خد مكانتك، وجدي كبره عليك من وهو عيل ولا يسوى…….

اثار بقوله الغضب الشديد لوالده، ليحدجه بأعين نارية، وقد ضغط بمكره على منطقة الضعف به، فلم يكتفي، ليوصل صب نيرانه نحو الجهة الأخرى، تلك التي وجمت صامتة من وقت سماعها بالخبر، وكأنها لم تستوعب بعد:

– ساكتة ليه يا ست فتنة؟ مش الكلام ده برضوا يخصك؟ ولا صاحبنا مكانش جوزك ولا ابو بناتك؟ ما تردي، ولا هو لسانك دا ميطلجش غير في التفاهات؟

استطاع بكلماته السامة، ان يخرجها من صمتها ، لتعلق بكبرياء وعنجهبة كرد لكرامتها:
– وانا هيهمني في إيه؟ ما انت جولت بنفسك، كان جوزي، يغور في داهية هو وهي، انا من الاول كنت عارفة ان دا هيحصل، هي مسهوكة وسهتانة، وهو مايملاش عينه غير التراب، عشان بس تعرفوا ان هي كانت سبب الخراب عليا .

صرخت بها رئيسة ردًا لها، وقد فاض بها منها:
– لا يا فننة، محدش خرب عليكي غير جلة عجلك, جلة عجلك اللي مخلياكي تكابري دلوك، وبتنكري انك متأثرة باللي حصل، دا بدل ما تفكري في حل يرجعك ليه؟

هتف ناجي يسبق شقيقته بلهفة سائلًا:
– حل ايه ياما؟ لو في حاجة توجف اللي حاصل دا جولي.

ردت رئيسة وقد التفت انظار الجميع نحوها بانتباه:
– الحل ان ناخد البنات حجة يا ناجي، أبوك يكلم عمك يامن وناس من كبارات العيلة، عشان نضغطوا عليه يرجعها، اهم حاجة العمار يا ولدي.

تدخل سعيد يدلي بدلوه، يضحض الأمل الاَخير لابنه:
– ايوه يا اختي، بس دا لو حصل وغازي جبل يرجعها، برضوا مش هيلغي جوازو من بت هريدي، يعني بنتك لو رجعت، هتعيش مع ضرة….

– دا على جثتي.
صاحت بها فتنة مقاطعة الجميع، لتردف بتعالي مقصود:.
– بجى انا… فتنة سعيد الدهشان…. اعيش مع ضرة!….
ليه ان شاء الله؟ وانا ايه اللي يجبرني، مش هو عايز يتجوزها، يغور بيها، ع الاجل تبجى خدامة لبناتي، لكن انا بكرة اتجوز سيد سيده.

بصقت كلماتها وذهبت من امامهم، ليظلوا لعدد من الوقت، مطالعين أثرها وكأن على روؤسهم الطير، حتى استوعبت رئيسة اخيرا لتغمغم بغضب:
– ما حد هيجيب مناخيرك الأرض غير كبرك يا بتي، ربنا يسترها عليكي.

❈-❈-❈

دلفت بغرفتها تصفق الباب بقوة في غلقه خلفها، ونيران تسري بداخلها، لقد فعلتها هذه الماكرة الساهية فعلتها، في البداية تحظى بحبيب مراهقتها، لتعيش اعوامًا محلقة معه في عالم العشق والسعادة معه، قبل ان يرحل، لتأتي الاَن، وتستولي على مكانتها كزوجة لكبير العائلة، حتى وان كان لا يستحق، ولكنها فازت عليها في هذه الجولة ايضًا، تبًا لها وبهذه الهيئة التي تدعي بها الطيبة والاستكانة، وهي ملعونة تخطط وتصل لما تريد بدون أدنى أي جهة منها .

زمجرة غاضبة خرجت منها ، تضرب الأرض بقدميها ، حتى تحركت لتخطو نحو الشرفة لتتطلع منها نحو الطريق والسيارات،، تحسب المتبقي لها من اشهر العدة، حتى تخرج للحياة التي تنتظرها، لتُري الجميع من هي فتنة، هي المرأة التي تستحق الأفضل، لأنها الأجمل.

قطعت فجأة سيل افكارها منتبهة لهذا الوسيم الذي رأته منذ ساعات يسير امام منزلها مع هذا المدعو بسيوني،،والذي يصحبه الاَن في العودة ايضًا، تبسمت تطالعه بتركيز، وقد عرفت بهويته من ابنتها بعدما سألتها عنه ، عقب انتهائها من الشجار مع طليقها غازي، والذي اتضح لها انه شريكه المذكور منذ سنوات، ويدعي .

– يوسف
تمتمت بالأسم بصوت واضح، وكأنها تحفظ الاسم وصاحبه.

❈-❈-❈

قطبت باستغراب تُرهف السمع لصوت ضحكاته العالية، وبعض التعليقات التي كانت تصلها داخل المطبخ، وهي
تخرج من البراد بعض قطع الفواكه المختلفة، لتقوم بغسلها جيدًا قبل ان تضعها في الطبق، ثم تخرج بها اليه، بعدما بدلت ملابسها لأخرى، تلبية لرغبته، فلم تتخلى عن تحفظها، في ربط حزام المئزر الذي كان يعلوا المنامة جيدًا، لتخفي عُريها، يكفي انها قصيرة وتظهر ركبتيها وسيقانها،

مطلقة شعرها الذي يتحرك مع خطواتها وكأنه يسير معها او يتراقص بشقاوة، هذا ما شعر به اثناء تحديقه بها وهي تخطو بملوكية لتجلس على الكرسي المقابل له، امسكت بثمرة التفاح لتقطيعها لشرائح، في انتظار
انتهاءه من المكالمة والتي انجزها سريعًا ليعطيها انتباهه بالكامل، يتأمل كل تفصيلة بها بجرأة تخجلها، ومع ذلك تجاهد حتى تندمج وتعتاد:

– شيفاك بتضحك ومبسوط يعني؟
قالتها بارتباك انتبه اليه، نتيجة طبيعية لابصاره التي كانت تمشطها من الأعلى للأسفل بتأني، حتى رفق بها يجيبها متذكرًا فحوى المكالمة:

– بضحك عشان اخوكي، اللي كنا جلجانين عليه، لا يعمل مصيبة ويكبر الموضوع بجنانه، ونسينا انه الكبير، دا لمها بمنتهى السهولة، لا وكمان جابه لمصلحته.

– جابه مصلحة! حلها كيف غازي؟
تبسم باتساع يجيب عن سؤالها:
– حل الأمر مع عزب، وخلاه يعلن خبر خطوبته على نادية جدام الكل.

– خطوبته كمان! وه.
صدرت منها باندهاش شديد جعلها تفتح فاهاها للحظات ، حتى رددت خلفه بعدم استيعاب، لتخرج منها الكلمات بعفوية انستها ارتباكها:
– احلف، يخرب عجلك يا غازي، معجولة عملها بجد؟

اومأ يغمز بطرف عيناه مندمجًا معها:
– اخوكي مش سهل، دا النسخة التانية من الدهشان الكبير، ودي مش حاجة هينة ولا عادية بالنسباله، عشان يسيبها كدة من غير ما يمسك فرصته.

خبئت ابتسامتها مع تركيزها في فحوى كلماته:
– هو لدرجادي كان بيحبها؟ انا كان جلبي حاسس والله، ما هو غازي دا من النوع اللي ميعرفش يخبي بيبان عليه، وحبيبي كان مظلوم في جوازته من واحدة مكنتش بتحبه، كان رابطه البنات وجابرينه يكمل معاها، لحد ما فاص بيه منها،

كانت تتحدث شاردة وهو ظل صامتًا يستمع لها بإنصات جيد، حتى انتبهت لترفع أبصارها إليه، وهذا السكون المريب منه، فتحمحمت تعود لاضطرابها، ارجعت الشعيرات المتمردة منها للخلف، لا تقوى على مواجهة ثاقبتيه التي تخترقها وكأنه يغوص في أعماقها، لا تعرف لما يزيد الأمر عليها صعوبة،

لا ترى ابتسامته الخبيثة، في مراقبتها، فتكلم يخاطبها بمشاكسة:
– روح هو انتي جايبة التفاح دا لنفسك وبس؟ ولا انتي شيفاني يعني مليش نفس…. للحاجات الحلوة دي.

حانت منه نظرة وقحة في الاخيرة جعلتها تخرج عن صمتها:
– في ايه يا عارف؟ ما انت لو عايز جول، هو انا منعتك…..
قاطعها مرددًا ببرائة والمكر يلوح في عينيه بوضوح تام:
– منعتيني عن ايه؟ انا جصدي على التفاح على فكرة، ماتعرفيش انا نفسي مفتوحة عليه كد ايه؟

افتر فاهاها ثم اغلقته على الفور، وقد عجزت في البحث عن رد مناسب له، يتلاعب بها، وهي الغبية دائمًا ما تقع في الفخ.
زفرت بقلة حيلة، لتقرب منه شريحة من طبقها ، اطبق على كفها ليرفعها ويقربها من فمه، يقضمها كاملة، ثم لوك يمضغ فيها بتأني، وما زالت كفها محجوزة بقبضته،
ثم حطت شفتيه على بشرتها ليلثمها بقبلة طويلة متعمقة، ليردف اخيرًا:
– تسلم ايدك.
اومأت رأسها بارتباك، تحاول نزع يدها وقد ظنته اكتفى وانتهى، ولكنها فاجئها بأن جذبها حتى ارتطمت بصدره، لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه، حاولت كبت اجفالها، والاسترخاء حتى لا ينفر منها، تُعد نفسها للقادم، فزاد بتقريبها حتى اصبح لا يفصل وجهها عن وجهه سوى سنتميترات، تختلط انفاسها بأنفاسه، وعلى عكس ما توقعته من تقبيلها، مال يتمتم امام شفتيها بهمس متحشرج:

– بحبك يا روح، اكتر من نفسي، واكتر حتى من رغبتي فيكي.

رفعت عينيها اليه، تطالعه باستفسار، متناسية خجلها، قابلها بابتسامة حانية، ثم قبلها اعلى جفن عينيها، ليضمها بعد ذلك بقوة كادت ان تعصر عظامها، يتمتم بلوعة من داخله:

– انا لسة صابر ونفسي طويل، ومسيري هوصل.

❈-❈-❈

في اليوم التالي

خرج عزب من منزله، ليستقل السيارة النصف نقل خاصته ، التي يصطفها بالقرب منه، في طريقه نحو عمله، وقبل ان يصل اليها، تفاجأ بمن يتصدر بجسده يقطع عليه طريقه،

– افندم بتقطع عليا السكة وتفاجئني بطلتك البهية، عايز ايه يا غالي؟
تفوه بها بلهجة لا تخلو من تهكم، قابلها الاَخر بغضب يعنفه:

– وكمان ليك عين تتمسخر وتتمهزج يا خاين يا جليل الأصل.

– خاين وجليل الاصل!
ردد بها من خلفه، ليتخصر بحنق متعاظم في الرد عليه:
– لكن انت واعي لنفسك والكلام اللي بتهلفط بيه دا يا ناجي؟ ولا تكون شاربلك كاسين مع صاحبتك الخوجاية، اعديها لو كان كدة، ليس على المريض حرج…..

– مريض يا خاين.
هتف بالاَخيرة يقاطعه، ليقبض بكفيه على ياقة جلبابه ليتابع بهياجه:
– ايوة خاين يا عزب لما تنيمني في العسل شهور، وبعدها تفوجني بجلم شديد زي ده تبجى خاين، غازي من امتى خطب اختك ياد.

صرخ بالاَخيرة، قبل ان يجفله عزب بنفض كفيه عنه بغضب شديد يردف بتحدي :.

– خطبها امبارح وانا وافقت، عشان اجفل خشم واحد زيك ، بتتهمني بجلة الأصل والخيانة، واللي عملته انت تسميه ايه؟ وانت عايز تستفرض بيها في غيابي، فاكرها هينة ليك ولا لغيرك ياك؟ ولا فاكرني انا خرونج، عشان اجبل بواحد واطي زيك .

– انا واطي يا عزب؟
صاح بها بصدمة، وعدم تصديق، فواصل الاخر بتحدي:
– ايوة واطي يا ناجي، وانا ابجى جليل عجل ولو فضلت على شراكتي معاك، من دلوك اعتبر كل شغل ما بينا انتهى، انت في حالك وانا في حالي، خلصت يا ناجي .

لم يستوعب الاَخير الرفض، حتى صار يردد بكلماته بعدم تصديق:
– خلصت! خلصت يا عزب، وبتجولها في وشي، دا انت جلبك بجي جامد جوي على كدة .

تبسم غامزًا بطرف عيناه ليغيظه:
– وماله لما يبطى جلبي جامد؟ مش هناسب غازي الدهشان، وسع ياللا، وسع من جدامي،

صدح بالاخيرة يدفعه بقوة عن طربقه، ليستكمل حتى وصل يستقلها ويتحرك بها مغادرًا من امامه بعدم اكتراث، ليصرخ ناجي مرددًا بالسباب وافظع الشتائم:

– والله وبجيلك حس يا كلب، والله وجه عليك الوجت عشان تتحداني، انا هرببك يا عزب انا هربيك

❈-❈-❈

وقف أمامها بهيبته، وبعكس الفترة الماضية حينما كان يتجنبها دائمًا، ويتجنب حتى اللقاء بها بالصدفة، ابصاره هذه المرة كانت منصبة عليها مباشرةً، وهو يخاطبها:

– طلبتي تجابليني؟
– أيوة طالبت اجابلك.
ردت بالإجابة بقوة، لتجسر نفسها ، مستجمعة شجاعتها، تلقي بوجهه الكلمات التي ظلت تحفظها طوال الليل، بتوتر تفضحه أفعالها:

– انا طبعا مجدرة لكل جمايلك معايا، وكفاية ان انا وولدي عايشين في حماك، بس بصراحة انك تاخد حجي من ناجي واد عمك شيء، وان اتجوزك عشان امنع الكلام والحديت عني شيء تاني، انا لا يمكن اجبل بحاجة زي…..

– يعني انتي رافضة جوازك مني؟
قاطعها بحدة يزيد من صعوبة مهمتها، ولكنها تُصر على موقفها، ولن يثنيها شيء عما قررته برأسها:

– مش حكاية رفضاك انت بالذات، انا رافضة الجواز كله،
فما بالك لما يجي بالأسلوب ده، انا مش رمية عشان ارضى ب……

– اللي يجول كدة امحيه من على وش الدنيا.
باغتها بقوله حتى توقفت تطالعه بانشداه، وهو يردف دون مواربة:
– وانت مش رمية، انت ست الكل والدار دي كلها، من ساعة ما دخلتي البيت ده، وانتي بجيتي سته، لا ناجي ولا عشرين من عينته حد فيهم هيجدر يمسك بكلمة واحدة وانتي على زمتي.. جوازنا بجي ضرورة.

ضغطت بغيظ شديد تعقب على كلماته:
– طب لو فرضنا اني سلمت بكلامكم انت وعزب وجبلت، هترضى تسيبني كدة على زمتك…… جواز على ورج؟ لأن بصراحة معنديش حاجة اجدمها .

ضيق عينيه لنصف دقيقة يستوعب المغزى من خلف عبارتها القاسية، قبل ان يخرج قوله بحزم، وبجرأة أخجلتها:

– لأ يا نادية، معنديش حاجة على ورج، عشان انا عايزك
، عايز اتجوزك صح…. وانتي عندك كتير تجدميه.

انتفضت تدير بوجهها عنه، وقد صعقها رده، لتغزو السخونة وجنتيها، يغلبها الحياء رغمًا عنها وعن تحديها له بجرأة هي ليست من صفاتها،

فتابع موضحًا، بنبرته الحادة، تخترفها سهام عينيه:
– ماتفهمنيش غلط، بس انا صريح ومبعرفش ازوج في الكلام، اسمعي يا نادية، مش هزيد في الضغط عليكي، بس انا مسافر اخلص الشغل اللي ورايا مع شريكي، هسيبلك حرية التفكير مع نفسك، ياريت تحددي قرارك الصح .

❈-❈-❈

– تعالي يا هدير، تعالي يا بنتي.
هتف والدها يرحب بدخولها غرفة الاستقبال، بعدما انهى جلسته مع خطيبها المزعوم، والذي وقف يصافحها باحترام، قبل ان يستأذن مغادرًا لصلاته، تاركًا الاثنان .

– جاعدة على اَخر الكنبة ليه؟ هو انا هخطفك؟
صدرت منه بغضب اربكها لتنهض على الفور، مرددة بأسف، لتغير مقعدها لجواره:

– لا والله مش جاصدة، انا جعدت كدة وخلاص.
– جربي كمان .
هتف بها يشير بكفه لتقترب اكثر، اذعنت لتنفيذ أمره، حتى جلست بجواره، ليتلقاها بقوله:

– من اولها كدة، ايه موحشتكيش؟
تبسمت تجيبه بمرح:
– لا طبعا وحشتني، ودي فيها كلام ، انا بس مكسوفة يعني .

قالتها بعفوية اطربته، شاعرًا بحجم تأثيره على قلبها الندي، جال بعيناه يتأمل هيئتها في تنفيذ تعليماته، حتى وان كانت الملابس ليست بالقدر المطلوب من الاناقة ، ولكنها تحاول لإرضاءه، حتى جرأتها اصبحت تحجمها من اجله، جميلة وصغيرة، كقطعة الحلوى التي تذوب في الفم، زهرة تتفتح حديثًا، هو اول من يقطفها، خير مخدر لجراحه،

– شوفتي جيبتلك ايه النهاردة؟
التمعت عينيها لتهتف بلهفة، فور ان وقعت ابصارها على الهدية التي اخرجها من العلبة المغلفة:

– جيبتلي تلفون، وكمان عدة (……. ) الحديثة.

تبسم ساخرًا يعقب على قولها:
– وانت كمان عرفتي عدة (…….) دا انتي متابعة بجى.

ردت بحماس يستبد بها، وهي تتأمل الهاتف الجديد:
– ايوة امال ايه؟ انا اعرف كل العدد الجديدة، البت يمنى صاحبتي معاها واحدة زيها، بس دوكها جديمة على دي شوية، ياما لعبت انا وهي عليها، اصل كمان عندهم واي فاي، يعني نت على كيفك.

أشتدت ملامحه وتحول فجأة، ليقبض على كفها بعنف يسألها:
– والنت ده بتشوفي عليه ايه؟ ليكي حسابات كمان ع التطبيقات، ولا انتي فرجة بس؟

رددت على الفور نافية:
– لا والله فرجة وبس، وحتي لما بتتفرج انا وهي، كلها مسلسلات كوري او هندي، يا اما اغاني من اللي طالعة جديد، انا معنديش حساب زيها، عشان تلفوني اساسا بزراير مش شاشة.

ارتخى ببعض الارتياح، ليرد على قولها:
– شاطرة يا هدير، بس التليفون دا مش عليه غير خطي انا ، وباجي الارقام هحطها انا بنفسي من خطك الجديم ومن هنا ورايح مفيش روحة لصاحبتك يمني ولا غيرها، كلها اسبوع بالكتير وتبجى في بيتك عندي، تشتغلي ع النت على كيفك، بس برضوا تحت عيني.

لم تركز في معظم ما فات، وقد انتبهت لشيء واحد ، كي تسأله:
– اسبوع ازاي؟ مش ابويا جالك ان احنا لسة هناخدوا وجت على ما نجهزوا الانتيريه، والمطبخ عند النجار احنا حسبناها امبارح ع الاجل شهر

رد ببساطة اذهلتها
– وانا حليتها معاه جبل ما تاجي، متشغليش نفسك انتي، ركزي بس في المهم

– وهو ايه المهم؟
ارتفعت كفه ليربت على الخد المكتنز ويتلمس نعومته، ليردف لها:
– تسمعي الكلام، وتركزي معايا، وجت ما اتصل بيكي تردي على طول، عايزك تفهميني وتفهمي طبعي، المدة جصيرة وانا مش عايزك تدخلي على عماكي معايا.

– مش فاهمة.
تمتمت بها ثم تابعت بسؤالها المُلح:
– طب مدام هو كدة، ما نستنى شوية، ايه لزوم الاستعجال؟

تبسم بجانبية لاندفاعها في الرد دون انتباه منها كالعادة، ليشملها بنظرة شاملة، تركز على أشياء بعينها، ليزفر قبل أن يجيبها على قدر فهمها:
– عشان انا عايز كدة، مينفعش استنى تاني، انا لو عليا اتجوزك النهاردة، مش بعد اسبوع، ولا انتي مش مستنية اليوم ده زيي؟

ردت ببعض الخجل وحالمية ما يدور برأسها:
– لا ازاي يعني ؟ اكيد طبعا مستنية اليوم ده، اني ابجى معاك ع الكوشة والبس احلى فستان ابيض، والبنات كلها تتغاظ اني متجوزة احلى عريس، دي تسوى الدنيا كلها.

تبسم ضاحك من قلبه ليعلق بمكر:
– تسوى الدنيا كلها كمان. ماشي يا هدير….. يا مين يصبرني؟

❈-❈-❈

فتحت باب الاستراحة للطارق، فتفاجأت به أمامها، يقف بكامل هيئته مرتديًا حلة رمادية أنيقة، والنظارة السوداء تغطي عينيه وكأنها ترى رجل اخر، ليس غازي الدهشان الذي تعرفه، يبتسم لها بوسع فمه يخاطبها:

– انا جولت اجي اسلم جبل ما اسافر.

– تسلم عليا انا !
رددت بها من خلفه باستنكار يعلو ملامحها، قابله بابتسامة مشاكسة، يرد:
– لا طبعًا مستغناش، بس انا جاي لصاحبي، واد يا معتز ، معتز

خرج الاَخير على الصيحة راكضًا نحوه، ليتلقفه بين يديه ثم يرفعه ليضمه اليه بقوة متمتمًا بمغزى؛

– هتوحشني يا معتز ، هتوحشني يا حبيبي الكام دول.
ختم يقبل الصغير على وجنتيه وابصاره لا تتركها، لتتكتف مشيحة بوجهها عنه ، تنتظر انتهاء هذا المشهد الدرامي، ومدعابات الاثنان وحديث يدور بينهما، بتفاهم لطالما اثار استغرابها، لكنه زاد هذه المرة بتلميحات ليست بالغبية لتغفل عنها ، رغم استغرابها ايضًا أن تخرج من رجل مثله، حتى وصل لمرحلة لا يصح عنها السكوت

– انا سايب في البيت راجل ياد، تخلي بالك من نفسك ومن امك، فاهم يا زيزو،
– هو مين اللي سايب في البيت راجل؟ انت تجصد ايه بكلامك؟

على الفور انكر ببرائة يدعيها:
– وه يا نادية، هو انا لما اوصي الواد، لازم يعني اكون جاصد حاجة مش كويسة، انا بوصيه وخلاص.
اومأت على مضض لتصرف ببصرها عنه، نحو شقيقتها، والتي أتت هذا اليوم لزيارتها بعد اخبار الأمس.

والتي أشار لها غازي بالتحية من محله، حينما انتبه لوجودها :
– ام احمد، عاملة ايه؟ وعاملين ايه عيالك؟
بادلته المرأة رد التحية بود :
– اهلا يا غازي يا واد عمي، حمد لله يا سيدي انا زينة وعيالي وجوزي كمان رايجين، تشكر يا كبيرنا ع السؤال.
دار حديث سريع بينهم وهذه الأسئلة الروتينية التي تدار في مثل هذه اللقاءات، حتى استغربت تلك التي ظلت واقفة بينهم تنتظر مغادرته، تذهب عينيها كل دقيقة نحو صديقه الذي يقف بجوار السيارة في انتظاره ايضًا، ليسافرا معًا.

حتي اجفلها مناديًا باسمها:
– ناادية
التفت تطالعه باستفهام، حتى اردف قائلًا لها:
– كنت بسألك لو عايزة حاجة اجيبها معايا؟

لوحت بسبابتها نحوها بتساؤل، وقد اصابها عدم الفهم في البداية، لكن سرعان ما استدركت لترد بحدة:
– لأ طبعا مش عايزة حاجة، ربنا مكفينا والحمد لله الف شكر .

تبسم باتساع يردف لها:
– شالله دايما، انا بس بسأل عادي على فكرة، ولا ايه رأيك يا ام احمد؟ عايزة انتي حاجة اجيبهالك معايا ؟
ضحكت له الأخيرة تجيبه بزوق:
– يا سيدي وانت لو جيبت هجولك لا؟ على العموم احنا عايزين سلامتك، تروح وترجع بألف سلامة .

التقط من الاخيرة ليضيف معلقًا بمغزى؛
– الله يكرمك يارب ويسعدك، والله دعوتك دي بالدنيا كلها، واخدة بالك يا نادية.

للمرة الثانية يجفلها ، ليردف ببعض تعليماته؛
– بتمنى بس تطلي على جدتي في غيابي، اينعم خواتي وبنات اخواتي بيجوا يطلوا عليها يوماتي، بس دا ميمنعش انك تطمني عليها كل يوم لو تسمحي؟

– اسمح ايه؟ هي جدتي فاطنة محتاجة وصية؟ دي في عيني من جوا.
قالتها بعفوية وحمائية تتخلل نبرتها، ليقابلها بقوله قبل أن يتحرك ذاهبًا:
– ما هو دا العشم برضوا، ع العموم لو عوزتي اي حاجة اطلبيها من بسيوني، ولو مفيش بسيوني اتصلي بيا انا شخصيًا، اكيد انتي حافظة نمرتي، زي انا كمان ما حافظ نمرتك…… ياريت بجى لما اتصل عشان اطمن تردي، ماشي يا نادية

اومأت زامة شفتيها، حتى اذا ذهب، واغلقت الباب من خلفه، رددت:

– ناادية، خدتي بالك؟ هو بيمد الألف ولا بيزود عليها؟ أنا مش فاهمة، بس الراجل ده بينطج إسمي بشكل غريب.
قالتها بحنق؛ أضحك شقيقتها بصخب، لتزيد من استفزازها قائلة:
– بصراحة دي اول مرة اسمعه وهو بينده عليكي، حسيته وكأنه بيستطعم الأسم.
– وه.
تمتمت بها بسخط، لتطلق زفرة مشبعة بغضبها تتابع:
– دا انتي باينك اتجنيتي انتي كمان؟

توقفت برهة باستدراك وهي تعيد برأسها على تعليماته لتتسائل بعدم فهم:
– استني صح، طب هو بيوصيني على جدتي، ودي حاجة مش محتاجة وصاية، لكن ايه لزوم الاتصال وتردي عليا ومش عارف ايه؟ هو مش جال هبعد عشان مضغطتش عليكي، طب دا اسمه ايه بجى؟

تبسمت الأخرى بصمت أمامها وبداخلها تغمغم:.
– دا على اساس انه فعلا غازي الدهشان ها يديكي مساحة للأختيار؟ والنعمة انتي غلبانة

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الندم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى