روايات

رواية مهمة زواج الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الجزء الرابع والعشرون

رواية مهمة زواج البارت الرابع والعشرون

مهمة زواج
مهمة زواج

رواية مهمة زواج الحلقة الرابعة والعشرون

قبل ما نبدأ في الأحداث الجديدة أحب أنوه ان التفاعل على الرواية قل جدا و دا طبعاً بيقلل وصولها للمتابعين
يعني بجد حرام ابقى عاملة فيها مجهود و كتير جدا بيستنوها و الحمد لله انا واثقة انها من الروايات المشوقة و مع ذلك مش لاقية تقدير متكافئ و لا تفاعل يستحق الاستمرار في النشر
فضلاً اتفاعلو و قولو رأيكم و ارفعوا الفصول بكومنتات كتير
بينما كان آسر جالسا بفراشه شاردا في ذكرياته مع حبيبته الراحلة يسترجعها من خلال صورهما المحفوظة بهاتفه بعدما جافى النوم عينيه، أتاه اتصال مكالمة فيديو من حماه السابق محمد.
للوهلة الأولى شعر بالخجل من نفسه لأن حماه من بادر بالاتصال به مع أنه من المفترض أن يبادر هو بالسؤال عليه و متابعة أخباره أثناء اغترابه بابنته المريضة، و لكنه لا يدري كيف فاته ذلك الأمر… و لكنه بالأخير اعتدل بجلسته ثم فتح المكالمة ليجيب:
ـــ ازيك يا عمو محمد أخبارك إيه؟
ـــ الحمد لله يابني بخير… يااه يا آسر مكانش العشم.
حمحم بحرج و هو يبتلع ريقه:
ـــ أنا عارف اني مقصر معاكم بس اعذرني انشغلت شوية في الشغل.
ـــ أنا بعاتبك لأني بعتبرك ابني اللي مخلفتهوش.. و مكنتش اتمنى ابدا انك تقطع علاقتك بينا بعد وفاة ميري.
ـــ ماتقولش كدا يا عمي… حضرتك في مقام والدي بالظبط و مودة كمان زي أختي… بالمناسبة هي عاملة ايه بعد العملية؟!
ـــ الحمد لله في تحسن كبير.. استردت وعيها الى حد ما.. بس طول اليوم نايمة و بتصحى دقايق بسيطة و بتنام تاني.
ـــ أكيد جسمها مجهد بعد كل اللي مرت بيه.. ربنا يتمم شفاها على خير.
ـــ يا رب يابني… كل ما بتصحى بتسألني عليك.. و بتسألني على ميري… مش عارف أقولها ايه؟!
أجهش محمد في البكاء ثم قال بنبرة باكية:
ـــ أنا محتاجك جنبي يا آسر… محتاج مساعدتك في ان مودة تتخطى أزمة موت اختها بدون ما تتأثر.. أنا بجد محتار و مش عارف اعمل ايه… خايف.. خايف اوي لتروح مني هي كمان…
أجهش مرة أخرى في البكاء، لينخلع قلب آسر لمظهره الأليم فأخذ يواسيه:
ـــ عمو محمد استهدى بالله…كل حاجة هتعدي باذن الله و هتبقى زي الفل.. انا على اتم استعداد اني أجيلك ألمانيا..
أخذ يمسح عبراته من وجنتيه و هو يقول:
ـــ لا يا آسر ان شاء الله هحاول أسرع اجراءات رجوعنا و كدا كدا هي لسة محتاجة رعاية في المستشفى و هتكمل في مستشفى الدكتور رؤف ان شاء الله.
ـــ تمام يا عمو… و انا ان شاء الله هكلمك كل يوم عشان أطمن عليكم.. و انا متأسف جداً على تقصيري الأيام اللي فاتت.
ـــ لا يا حبيبي ولا يهمك… انتي غالي عندي اوي يا آسر.. غلاوتك من غلاوة ميري الله يرحمها… كفاية انك من ريحتها و أكتر واحد كانت بتحبه.
اغرورقت عينا آسر بالعبرات من كلمات حماه المؤثرة ثم قال و هو بالكاد يتمالك نفسه:
ـــ سلملي على مودة لما تصحى.
ـــ هخليك تكلمها فيديو المرة الجاية ان شاء الله..
ـــ تمام يا عمو في الانتظار… في رعاية الله يا حبيبي..
أغلق المكالمة ثم استند بظهره الى الوسادة و هو يشعر بالضياع و الحزن الشديد… يا الله متى يأني لهذا الحزن أن يزول!!…
بقي أدهم في غرفته شاردا بحزن بعدما أخبر شقيقته بما عرفه عن معتصم …
كان يفكر بريم و كيف سينكسر قلبها بعدما تعلقت به و هامت به الأفكار من هنا لهناك حتى أنه مرت عليه أكثر من ساعة و لم يتذكر حتى أن يطمئن على ندى منذ مجيئه من الخارج.
بعد تفكير طويل استقر أن يتفقد ريم أولا ربما تسوء حالتها النفسية و هي لا ينقصها… فهي أساسا غير متزنة نفسيا منذ تلك الحادثة الأليمة التي تعرضت لها في طفولتها و جعلت أعصابها تتلف من أقل شيئ.
بدل ملابسه لأخرى بيتية ثم خرج من غرفته و سار باتجاه غرفة ريم، ثم طرق الباب عدة مرات و لكنها لا ترد، الأمر الذي أقلقه للغاية، ففتح الباب فورا و دلف ليجدها متمددة على الأريكة الكبيرة بالغرفة و يبدو أنها شاردة للغاية حتى أنها لم تسمع طرقاته.
اقترب منها ثم برك أمامها على ركبتيه ثم أخذ يهزها من كتفها برفق:
ـــ ريم…. مالك يا حبيبتي؟!
نظرت له بملامح ذابلة و تبدو آثار البكاء عليها، فآلمه قلبه للغاية لأجلها فاسترسل بجدية و هو يمسد على شعرها بحنو:
ـــ صدقيني يا حبيبتي ميستاهلش دمعة واحدة من عيونك الحلوين دول.. ارميه ورا ضهرك يا ريم و كأنك معرفتهوش.
بدأت ملامحها تنكمش و كأنها توشك على البكاء ثم تحدثت بنبرة شبه باكية و هي تضع يدها على موضع قلبها:
ـــ قلبي بيوجعني أوي يا أدهم… مش قادرة أصدق ان… ان معتصم يبقى كدا…
أطبق جفنيه بغضب من مجرد ذكر اسمه… ثم سيطر على غضبه متسائلا بترقب:
ـــ انتي بتحبيه يا ريم؟!
اعتدلت لتجلس فنهض أدهم و جلس بجوارها فسكتت قليلا تفكر ثم رفعت كتفيها لأعلى و هي تقول بذات النبرة الباكية:
ـــ مش عارفه… يعني متكلمناش كتير… و كنت دايما بكلمه بحدود.. بس أكيد كنت معجبة بيه مش هكدب عليك… بس هل حبيته.. مش قادرة أقول اه و مش قادره اقول لأ..
استرسل يسألها بحنو:
ــــ طاب ايه اللي عجبك فيه؟!
سكتت مليا تتذكر بعض المواقف التي مرت بهما سويا ثم حانت منها نصف ابتسامة و هي تقول:
ـــ عجبني فيه شخصيته المختلفة… كان قوي و في نفس الوقت هادي و رزين… شديد و في نفس الوقت حنين و رقيق… كنت بشوفك فيه يا أدهم… يعني بشوف فيه السند اللي اعتمد عليه و اللي ممكن ارمي نفسي في النار و مخافش طالما هو معايا.. هو بالنسبالي كان نسخة تانية من أدهم حبيبي.
ـــ اممممم… و ايه تاني اللي عجبك فيه؟!
أطرقت رأسها بخجل ثم نظرت بعينيه و هي تقول بجدية:
ـــ انت عارف اني مش بحب أخبي عليك حاجة.. و بتكلم معاك كأني بتكلم مع نفسي..
هز رأسه عدة مرات و هو يحثها برفق:
ـــ اتكلمي يا ريم متتكسفيش مني.
ابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت:
ـــ أنا أعجبت بشكله كمان…يعني هي مين أصلاً اللي ممكن تشوفه و متعجبش بيه… دا حتى مارتينا صحبتي الصيدلانية اللي عرفتك عليها في فرح حمد امبارح… فاكرها؟!
ـــ اه اه فاكرها..
ـــ رغم انها مسيحية بس هي كمان كانت كل يوم تقعد تقولي اشعار في شكله و جسمه و شعره و و… كانت بتقولي لو مكنتش مسيحية كنت اتجوزته.. ههه.. قولتلها يجوز تتجوزيه على فكرة… قالتلي هو يستاهل اني أضحي عشانه بكل حاجة بس مش لدرجة اني أضحي بعمري يا حبيبتي… دا أهلي يدبحوني قبل ما اعملها… هههه..
ضحك أدهم ضحكة بسيطة فاسترسلت ريم بجدية:
ـــ يعني ممكن اكون انجذبت لشكله الحلو شوية… او كتير ممكن.. كل حركة بشوفها منه كانت بتشدني ليه أكتر… طريقة كلامه… وقفته.. ابتسامته… ضحكته.. كل حاجة فيه حلوة… اه سبحان من صوره يا أدهم.
حانت منه نصف ابتسامة ليقول بسخرية:
ـــ انتي في لحظة كدا نسيتي اللي عمله و عمالة تتغزلي فيه و كأنك ما صدقتي اني أسألك عنه.
تنهدت بعمق ثم قالت:
ـــ أنا بس بفضفض معاك.. يمكن اهدى شوية و انسى الوجع اللي جوايا.
قبض على كفها المستقر بجوارها ثم قال بجدية تامة:
ـــ انتي عارفة يا ريم؟!… ساعات الجمال بيبقى لعنة على صاحبه..و فتنة للي حواليه.. يعني سيدنا يوسف عليه السلام جمال خلقته خلى زوجة العزيز تفتتن بيه و كانت سبب في دخوله السجن كام سنة لحد ما ربنا أذن بخروجه.. يعني لو مكانش جميل مكانش اتعرض للكرب دا.. و معتصم شكله هو اللي خلى واحدة زي الست اللي اتجوزها دي انها تعرض نفسها عليه مقابل انها تأسسله شركة ضخمة زي اللي بيديرها حاليا… يعني انا مش ببررله بس طبعا كان عرض لا يقاوم..
اتسعت عيني ريم بصدمة لتسأله باستنكار:
ـــ هي اللي طلبته للجواز؟!.. انت قصدك انها اشترته بفلوسها؟!.. يعني معتصم باع نفسه ليها!!.. معتصم!!
رفع كتفيه لأعلى و هو يقول:
ـــ مش بقولك الجمال احيانا بيبقى لعنة لصاحبه.
تنهد بعمق ثم استرسل بجدية و حنو في آن واحد:
ـــ عايزك تنسيه و تلتفتي لشغلك و مستقبلك… و صدقيني يا ريم لو كان ليكي نصيب فيه لو الناس كلها اجتمعت عشان ميكونش ليكي.. هيكون لو مهما حصل.. انتي مش صغيرة و فاهمة اللي بقوله كويس.
ردت بنبرة حزينة:
ـــ متقلقش يا أدهم…هو أصلا نزل من نظري بعد ما كان حاجة كبيرة اوي في عنيا… و اللي حصل دا درس اتعلمت منه ان الشكل مش كل حاجة… و ان الجمال جمال الروح.
مسد على شعرها و هو يبتسم لها بفخر و يقول:
ـــ و هي دي ريم بنتي اللي ربيتها و فخور انها اختي.
ابتسمت له ثم احتضنته بحب أخوي و هي تغتصب ابتسامة على شفتيها لعلها تخرج من حالة الاكتئاب التي أصابتها..
خرج من عندها و هو يشعر بالارتياح قليلا متمنيا في نفسه أن تتخطى تلك الأزمة بأقصى سرعة، ثم سار باتجاه حبيبته الثانية ليطرق باب غرفتها فسمعها تأذن له بالدخول، ففتح الباب ليجدها تجلس بمنتصف الفراش و تنظر له بعتاب، فدلف الغرفة مغلقا الباب خلفه ثم وقف أمامها يتأمل ملامحها الغاضبة و حركة صدرها السريعة ليقول من مكانه:
ـــ أنا عارف انك زعلانة مني عشان مسألتش عليكي النهاردة ولا شوفتك… بس لو عرفتي انا كنت مشغول قد ايه هتعذريني..
سار نحوها و لكنها استوقفته سريعا لينظر لها بعتاب، فأسرعت باستخراج كمامة مغلفة من أسفل الوسادة ثم أعطتها له و هي تقول:
ـــ عشان خاطري متقربش مني غير لما تلبس الكمامة الأول.
تنهد بنفاذ صبر ثم أخذها منها و ارتداها ثم سار نحوها حتى جلس بجوارها بالفراش و التقط كفيها يحتضنهما بين كفيه و ينظر لها بهيام:
ـــ عاملة ايه النهاردة؟!…في تحسن يعني؟!
ـــ الحمد لله أحسن كتير.
ـــ أومال لسة بتنهجي ليه؟
ـــ متقلقش يا أدهم النهجان دا طبيعي… هياخد فترة كدا و هيعدي ان شاء الله.
هز رأسه عدة مرات و هو يتأملها بعشق، فقد افتقدها كثيراً، الأمر الذي أثار خجلها من نظراته المصوبة عليها تماما… فهي لا ترى سوى عينيه بسبب تلك الكمامة، و لكنها حمحمت بتوتر ثم سألته لتتهرب من نظراته:
ـــ احم.. قولي بقى ايه اللي كان شاغلك؟!
تنهد بحزن ثم قال:
ـــ قابلت معتصم النهاردة.
سألته بحماس:
ـــ أكيد طبعاً بلغته موافقتك.
هز رأسه بنفي ثم قال بشجن:
ـــ كان نفسي أوافق خاصة لما حسيت ان ريم مبسوطة بيه و بتحبه… بس للأسف عرفت انه متجوز من فترة و مخبي.. و لولا اني كلفت حد يجيبلي اخباره مكنتش عرفت.
حزنت ندى كثيراً لأجل ريم ثم قالت بخيبة أمل:
ـــ أوف ليه كدا بس… دي ريم كانت فرحانة اوي و كلمتني و هي هناك حسيتها طايرة من الفرحة…ليه يخبي عليها حاجة مهمة زي دي.
ـــ مفيش نصيب.. الحمدلله اننا عرفنا بدري قبل ما كانت تتعلق بيه أكتر من كدا… ساعتها الصدمة كانت هتكون شديدة.
ـــ قدر الله و ما شاء فعل.
سكتا قليلا بشرود ثم عاد أدهم ينظر لها بهيام:
ـــ المهم عايزك تخفي بسرعة بقى عشان محضرلك مفاجأة..
ـــ مفاجأة ايه؟… قول دلوقتي..
ضحك و هو يقول:
ـــ و دي هتبقى مفاجأة ازاي؟… و بعدين مفاجأتي عايزاكي تبقي كويسة و صحتك بمب.
تبسمت ضاحكة و هي تقول:
ـــ شوقتني يا أدهم قول بقى.
ـــ تؤتؤ… مش هقول دلوقتي.. متحاوليش… أخدتي علاجك؟!
ـــ أيوة أخدته.
ـــ طيب نامي بقى عشان ترتاحي و تخفي بسرعة.
تزمرت ملامحها بضيق و هي تقول:
ـــ أوف انا زهقت من النوم و الحبسة في القوضة.
ضحك و هو يقرصها من وجنتها:
ـــ لاحظي ان معداش غير يومين من الاسبوعين… خلي نفسك طويل يا روحي.
هزت رأسها و هي تتنهد بقلة حيلة، فعدل الوسادة خلفها ثم ساعدها على الاستلقاء و دثرها جيدا بغطاء خفيف ثم نظر بعينيها بعشق مخللا أصابعه بين خصلات شعرها الناعمة و هو يقول برقة بالغة:
ــــ تصبحي على خير..
بالكاد خرج صوتها و هي تقول:
ـــ وانت من أهل الخير.
ابتسم لها بسمته الجذابة التى انعكست على عينيه ثم تركها و سار نحو الباب بخطى بطيئة للغاية و كأنه لا يريد تركها و لكن حسنا… فليصبر الى أن تُشفى تماما.
عاد معتصم الى شقته في ساعة متأخرة بحالة يرثى لها، فقد كان شعره أشعث من كثرة عبثه به من فرط غضبه، و أزرار قميصه العلوية مفتوحة من شدة ما جثم على صدره حتى جعل تنفسه بحرية أمرا عسيرا، و چاكت بدلته يمسكه باهمال، و بمجرد ان دلف الشقة ألقى بالچاكت على أقرب كرسي ثم سار الى الغرفة و فتحها ليتفاجئ بنرمين نائمة بالفراش و كأنه قد نسيها تماما، فدلف الغرفة بهدوء و فتح خزانته ليستخرج منها ملابس للنوم ثم خرج بهدوء حتى لا يوقظها ثم اتجه الى غرفة أخرى و أخذ حماما باردا و بدل ملابسه ثم استلقى بفراشه.
شرد قليلا بما حدث في ذلك اليوم الصعب، ثم التقط هاتفه ليفتحه على تلك الصورة الوحيدة التي التقطها لها دون أن تشعر حين كانت تصفق بسعادة في حفل خطبة حمد حين ارتدت ذلك الفستان الأبيض المزرقش بالزهور الحمراء.. كانت رقيقة و بريئة حقا… وجهها يشع ببراءة لم يراها من قبل…
رغم الموقف البغيض الذي اتخذه من شقيقها الا أنه يشعر نحوه بالامتنان أن قام بتربيتها على أحسن ما يكون.
أخذ يتأمل الصورة طويلا و هو يتحسسها بأنامله و كأنها أمامه الآن حتى آلمه قلبه بشدة حين خطر بباله أنه من الممكن أن يخسرها للأبد..
أطبق جفنيه بقوة يحاول عدم التفكير في ذلك الأمر و الا تَعِست حياته، ثم فتح عينيه و هو ينوي باصرار عدم الاستسلام بسهولة و أن يفعل ما بوسعه لربما تسمعه و تسامحه.
أما حمد أيضا لم يكن يومه الأول مع زوجته على خير ما يرام، بل أبداً لم يستطع التعامل معها بطبيعته، فمازال متخذا منها موقف بسبب غبائها في ليلتهما الأولى… كان يتعامل معها بصمت تام فقط يطلب الطلب ولا يطيل.
أما صافية فقد استقبلت أمها و أخواتها و هي في حالة من الرعب خشية أن ينفلت لسانها بشيئ يغضبه.
ليس حبا فيه و لكن خوفا من بطشه الذي لاقته منه في أول ليلة لهما… تلك البريئة لم تفهم بعد قيمة زوج كحمد… مازالت تعيش بقوقعة أمها المتسلطة.. لم تفهم معنى الزواج ولا عش الزوجية و ما به من أسراره الخاصة… لم تذق طعم الحب بعد.. و لكن هل سيستطيع حمد أن يستخرجها من شرنقة أمها لتتحول الى فراشة حرة تحلق في سماء حياته؟!
نام بجوارها تلك الليلة و لكن دون أن يلتفت لها رغم اشفاقه عليها من تلك السذاجة التي ستجعل مهمته معها عسيرة للغاية.
كانت ليلة سيئة حقا على الجميع…
ريم نامت باكية على أطلال حبها لمعتصم..
معتصم نام و الهاتف مفتوح على صورتها بيديه.. نام بعدما تألم قلبه و احترق من شدة الألم..
ندى نامت و قلبها يتحرق شوقا لقرب حبيبها.
أدهم نام و هو يحصي الليالي و الأيام حتى يعترف لها بحبه الذي ينمو بسرعة هائلة بداخله و كأن البعد كان امتحانا قاسيا له ليدرك مدى محبته لها.
آسر نام بعدما أثارت مكالمة محمد بداخله براكين الأحزان حتى أدمعت عيناه و هو يتذكر حبيبته الراحلة… لوهلة تمنى لو يلحق بها لعله يتخلص من هذا العذاب.
بينما محمد نام و هو حزينا على ابنته التي تخطو نحو حياة جديدة و لا ينفك لسانها عن ذكر آسر حبيب شقيقتها في نومها و يقظتها… يبدو أن القلب يدق و يحن لحبيبه و ان لم يكن بداخل أحشاء صاحبته الحقيقية……
أما حمد نام بصعوبة و هو يفكر هل حقا ستستمر حياته مع صافية على هذا المنوال… يا لها من حياة قاسية حقا.. لا يدري من أشدهم قسوة عليها من الآخر هل سيكون هو أم ما عاشته مسبقا في كنف أمها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهمة زواج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى