رواية مهمة زواج الفصل الحادي عشر 11 بقلم دعاء فؤاد
رواية مهمة زواج الجزء الحادي عشر
رواية مهمة زواج البارت الحادي عشر
رواية مهمة زواج الحلقة الحادية عشر
كانت ندى جالسة بغرفتها تقرأ بأحد كتب الفقه التي تفضلها دائما حين رن هاتفها برقم السيدة تيسير والدة أدهم…
ـــ ألو ازيك يا طنط عامله ايه..
ـــ بخير يا حبيبتي الحمد لله..
ـــ اتأخرتي اوي يا طنط… أدهم قالي انك كنتي جاية الصبح و احنا دلوقتي بقينا بعد الضهر اهو..
ـــ أنا آسفة يا ندى أكيد زهقتي من القعدة لوحدك… بس انتي عارفه ان روان حامل في الشهر التاني و تعبانة.. فاضطريت أفضل معاها شوية.. بس ان شاء الله هرجع على اخر اليوم.
ـــ ألف سلامة عليها… سلميلي عليها كتير… لو عايزة تقعدي معاها عادي أنا مش زهقانة ولا حاجة.
ـــ لا يا حبيبتي الحمد لله بقت أحسن… و بيني و بينك مبرتاحش غير في بيتي… المهم وفاء جايالك دلوقتي تنضف البيت بس انا كلمتك عشان اقولك متخليهاش تدخل قوضتك انتي و أدهم… نضفيها انتي عشان خصوصياتكم و كدا.
ابتسمت بمرارة ثم قالت:
ـــ حاضر يا طنط… أنا ممكن أنضف البيت كله عادي..
ـــ لا يا قلبي الشقة واسعة و هتتعبي في تنضيفها و انتي لسة عروسة ميصحش نستغلك كدا…
ثم ضحكت بمرح لترد ندى متظاهرة بالضحك:
ـــ ماشي يا طنط اللي تشوفيه.
ـــ مابلاش طنط دي بقى… انتي بنتي التالتة يا ندى.
ابتسمت بحب لتلك السيدة التي عادة ما تغمرها بحنانها ثم قالت:
ـــ حاضر يا ماما..
ـــ ايوة كدا يا ندوش… يلا يا حبيبتي مش هطول عليكي… ان شاء الله قبل ما أدهم يرجع من شغله هكون عندك..
ـــ تمام.. مع السلامه.
و بمجرد أن أغلقت الهاتف دق جرس الباب فعلمت أنها وفاء الخادمة، فبدلت بيچامتها الصيفية الخفيفة لفستان منزلي بسيط بأكمام طويلة ثم ذهبت لتفتح الباب و بالفعل وجدتها وفاء..
ـــ مساء الخير يا ندى هانم..
ـــ مساء النور اتفضلي يا وفاء..
دلفت الى داخل الشقة بعدما أغلقت ندى الباب ثم تحدثت اليها مباشرة:
ــــ وفاء ابدأي بالمطبخ و الحمام على ما أنضف قوض النوم.. و بعدها اعملي الريسبشن و الصالون و قوضة السفرة..تمام؟!
أومأت وفاء بابتسامة فقد رفعت ندى عن كاهلها عناء تنظيف غرف النوم، فالشقة واسعة حقا و تنظيفها شاق للغاية.
فكرت ندى أن تبدأ بغرفة أدهم حتى لا تأتي أمه و تجدها مهلهلة و بذلك تكتشف انفصالهما في الغرف و يبدأ التحقيق و هي غير مستعدة نفسيا لذلك.
بمجرد أن فتحت باب الغرفة صعقت مما رأت، انها أشبه بمقلب للقمامة منها غرفة..
الملابس ملقاة في كل مكان.. بقايا الطعام مازالت مكانها على الكومود.. طاولة الزينة فوضاوية للغاية.. جورب هنا و آخر هناك…ناهيك عن الأوراق المتناثرة في كل ركن من الغرفة…علاوة على أكواب الشاي و القهوة الموضوعة على الكومود…. بحق الله لو كان طفلا لما فعل بالغرفة فعلته تلك..
أخذت تهز رأسها بأسى ثم سرعان ما انفجرت في الضحك من فرط ذهولها من ذلك المشهد الغير متوقع على الإطلاق.
دلفت و أغلقت الغرفة جيدا حتى لا ترى وفاء تلك الفوضى، و أول ما فعلته هو أن تقدمت نحو طاولة الزينة لتلتقط زجاجة عطره الذي أدمنته و تديرها بين كفيها لتقرأ الاسم المدون عليها “دخون روز” لقد أحبت اسم العطر من فرط عشقها له و لصاحبه، ثم نثرت قليلا منه بالجو و قامت باستنشاقه باستمتاع غريب و كأنه يقف الآن أمامها…
ابتسمت بحالمية حين تخيلت نفسها مستقرة على صدره و تتنفس عطره من جانب عنقه… حقا متى سيتحقق ذلك الحلم؟!…فكل يوم يمر عليها في منزله يترسخ عشقه داخلها أكثر و يزداد هوسها به أكثر و أكثر… متى أصبحت مجنونة به هكذا… ندى تلك الفتاة الرزينة الهادئة تمرد عليها قلبها للغاية لتتحول لفتاة مراهقة تتخيل نفسها بأحضان حبيبها؟!… نهرت نفسها و هي تتمتم لنفسها بالسباب و التأنيب ثم شمرت ساعديها و خلعت حجابها لتبدأ في مهمتها الأصعب على الإطلاق ألا وهي ترتيب غرفة أدهم الفوضاوية.
يقف بروح مفقودة ساندا رأسه الى باب العناية المركزة و كأنه ينتظرها لتخرج اليه، فلم ينتبه من شروده إلا حين ربت أبوه على كتفه، فنظر له بعينين مسبلتين بارهاق ليهز أبوه رأسه بأسى على حال ابنه:
ـــ وقفتك دي مش هتفيد بحاجة يا آسر…انت بقالك اكتر من ساعتين واقف على رجلك يابني..
نظر أمامه في الفراغ و هو بالكاد يفتح عينيه من فرط الحزن الذي أنهك عيناه ثم قال بصوت متحشرج:
ـــ انا مش حاسس بتعب يا بابا متقلقش.
تنهد أبوه بحزن دفين ثم قال بنبرة جادة مؤلمة:
ـــ يا آسر انت لازم تفهم ان ميري دلوقتي بين ايادي الله و أحسن حاجة نقدمهالها الدعاء… أنا متأكد انها مش مبسوطة بوقفتك دي و حالتك اللي انت فيها دي دلوقتي.
انكمشت ملامحه بألم و كأنه على وشك البكاء ثم قال بنبرة متألمة:
ـــ ميري لسة عايشة يا بابا… قلبها لسة بينبض… لسة بتتنفس.
رد أبوه بحدة لعله يفيق:
ـــ يابني كلها ساعات و هتفارق الدنيا..
رد آسر بنفس نبرته الحزينة:
ـــ حتى لو لسة فاضل في عمرها كام ساعة فأنا عايز أفضل جنبها الكام ساعة دول… مش هقدر أسيبها… أنا عارف انها مسألة وقت مش أكتر.. بس قلبي مش مطاوعني أبعد عنها الساعات اللي باقيالها في عمرها… أرجوك يا بابا سيبني أنا مش حاسس بتعب صدقني.
أطرق أبوه رأسه بحزن بالغ و هو يردد الحوقلة، ثم عاد ليلح عليه من جديد:
ـــ طاب عشان خاطر ابوك العيان اسمع كلامي و ريحني و روح البيت غير هدومك على الأقل… انت مش شايف شكلك عامل ازاي!.. البدلة البيضا مبقتش بيضا و السترة طالعة من البنطلون و حالك مبهدل اوي يابني.
انفرج ثغره ليعترض ليقاطعه والده بنبرة قاطعة:
ـــ خود شاور و غير هدومك بس يا آسر و تعالى تاني بسرعة… أنا هقف مكانك هنا مش هتحرك لحد ما ترجع… يلا يابني أنا ضغطي عالي و مش حمل المناهدة دي.
أشفق على حال أبيه و رجائه المستمر فأومأ بقلة حيلة:
ـــ ماشي يا بابا… كلها نص ساعة بالظبط و هرجع تاني.
أومأ مربتا على كتفه بحنو:
ـــ ايوة كدا يا حبيبي ربنا يهديك… يا ريت تروح بتاكسي بلاش تسوق عشان انت شكلك تعبان و مش مركز.
أومأ آسر بصمت ثم استدار مغادرا تاركا قلبه هنا عند حبيبته الراقدة في فراش الموت.
في محافظة سوهاج….
بمجرد أن ترجل معتصم من سيارته اتجه مباشرة الى داخل الدوار أتبعه حمد ليتجهان مباشرة لمجلس أمهما المعتاد في بهو المنزل و لكنه لم يجدها، فتسرب القلق الى قلبه، فهي دائما تفضل الجلوس بتلك الأريكة العتيقة ولا تتركها الا في حال مرضها.
ـــ نعمة.. نعمة..
هرولت اليه نعمة الخادمة لتقول باحترام جم:
ـــ أوامرك يا كبير..
ـــ فين ستك الحاچة؟!
ـــ ستي الحاچة ف قوضتها يا كبيرنا أصلها بعافية حبتين.
اتسعت عينيه بذعر ليصيح بانفعال:
ـــ بعافية كيف يعني؟…و كيف محدش يكلمني في التلفون و يخبرني.
جذبه حمد من ذراعه ليقول:
ـــ انت لسة هتسأل يا معتصم… بينا نطلع نشوف فيها ايه؟!
بعد قليل…
طرق معتصم باب غرفة والدته ثم دلف بهدوء ليتفاجئ بهذا المشهد…
أمه طريحة الفراش يبدو على ملامحها التعب، و تجلس ريم على حافة الفراش تقيس لها صغط الدم بجهاز الضغط خاصتها بينما مارتينا تقف خلفها تتابع عمل ريم.
ـــ تعالى يا ولدي متخافيش عليا أني زينة…
خلعت ريم سماعتها ثم قامت بفك الجهاز من حول ذراع السيدة المسنة ثم قالت بنبرة عملية متجاهلة وجود معتصم:
ـــ فعلا زي ما توقعت… الضغط عالي و هو اللي عاملك الصداع و مأثر كمان على عنيكي.
تقدم معتصم من فراش والدته تبعه حمد ليقول الأول بلهفة:
ـــ ألف سلامة عليكي يامايا… بجى اكده تجلجينا عليكي!!
ثم انحنى ليقبل كفها بحب خالص تعحبت منه ريم، فكيف لذلك الرجل الغليظ أن يتحول هكذا مع أمه.
تقدم حمد هو الآخر و قبل جبينها:
ـــ سلامتك يا حاجة ألف سلامة… مبتاخديش علاج الضغط ليه بس يا ست الكل… ولا انتي بتعملي كدا بقى عشان افضل قاعد جنبك أديكي العلاج بنفسي؟!
ضحكت السيدة بقهقهة ثم قرصت حمد من أذنه القريبة منها لتقول بجدية ممزوجة بالمزاح:
ـــ ياد جولتلك اعدل لسانك اللي اتعوچ ده من كتر جعدتك اف بحري..
قهقه حمد و هو يتصنع الألم:
ـــ أي.. يا حاچة خفي يدك هبابة..
ـــ مليح اكده… ناس مبتچيشي غير بالعين الحمرا.
كانت ريم تتابع المشهد بابتسامة متأملة بها مزيج من الاعجاب بتلك التركيبة العجيبة و العلاقة المريحة التي تجمع أفراد هذه الأسرة و من المشهد برمته.
بينما معتصم كان يسترق اليها النظرات، يراقب بسمتها المرتسمة على ثغرها بشغف، يجاهد نفسه لألا يبتسم على مظهر البراءة الذي تبدو به الآن على عكس ما عرفه عنها.
تنحنحت ريم لتجذب انتباه السيدة فالتفتت اليها لتقول بأسف:
ـــ متأخذنيش يا بتي..آخر العنجود لاهاني عنيكي..
ابتسمت بود:
ـــ ولا يهمك يا حاجة…
ردت البسمة لتقول بنبرة يشوبها المرح:
ـــ ده ولدي حمد الصغير… و ده انتي خابراه معتصم الكبير…اني بستسمحك عنيه يا بتي اذا كان شد عليكي هبابة… بس بعد ما حكتيلي اللي حوصل عدرتك… و بعد ما شوفتك و اتحددت معاكي حبيتك جوي…البصة في وشك تشرح الجلب الحزين.
أخفضت ريم جفنيها بخجل على إثر تلك الإطراءة الحلوة في حين قالت مارتينا بضحكة بسيطة:
ـــ سيدي يا سيدي…و أنا مش هينوبني من الحب جانب ولا ايه؟!
ضحكت ام معتصم لتقول بود:
ـــ الا انتي يا مارتينا يا بتي… دا انتي عشرة خمس اسنين.. منستغنوش عنيكي واصل.
قاطع الحديث حمد متسائلا:
ـــ طاب ياما احنا عارفين الدكتورة مارتينا…عرفينا بجى على الدكتورة اللي شرحت جلبك.
ضحكت السيدة لتنظر لمعتصم بمكر:
ـــ عرفهالو يا ولدي… انت تعرفها مليح أكتر مني..
رد معتصم باقتضاب مشيحا بناظريه عن ريم:
ـــ دي الضاكتورة ريم… لسة ماسكة الوحدة چديد مكان الضاكتور حسين.
أماء حمد برأسه محييا اياها ببسمة:
ـــ اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة ريم و ان شاء الله تتبسطي معانا في البلد.
كتمت ضحكتها بصعوبة لتقول بسخرية:
ـــ الشرف ليا يا استاذ حمد…بس أنا فعلا مبسوطة… مبسوطة اوي..
قالت عبارتها الأخيرة و هي تنظر لمعتصم بنظرة ذات مغذى، فزفر معتصم بضيق ثم صاح بجدية مغيرا مجرى الحديث:
ـــ طاب يا ضاكتورة هتكتبي للحاچة أدوية؟!
ارتبكت قليلا حين صوب عينيه تجاهها بملامحه شديدة الجدية و التي تهابها كثيرا، فعدلت من وضعية نظارتها الطبية في حركة ملازمة لها عند توترها ثم أومأت برأسها و هي تستخرج دفتر صغير من حقيبة يدها و قلم لتقول و هي تكتب:
ــــ أيوة هكتبلها على نوعين… الأول هتاخد منه حباية ع الريق و النوع التاني هتاخد منه قرص بعد العشا.
نزعت تلك الورقة من دفترها و مدت بها يدها لمعتصم الذي أخذها منها و هو يتطلع إليها بملامح مبهمة مرتكزا بعينيه صوب عينيها، لا تفهم إعجاب هذا أم وعيد الذي يشع من نظراته، و لكنها أخفضت عيناها سريعا لتقف و تقول بجدية:
ـــ أنا كدا خلصت… ألف سلامة عليكي يا حاجة و لو حصل أي حاجة ابعتيلي و أنا تحت أمرك.
ابتسمت السيدة بامتنان لتفتح لها ذراعيها و تقول:
ــــ تعالي في حضني يا بتي و الله حبيتك كيف مابحب عيشة بتي…ابجي طلي عليا بطلتك الزينة دي.
استجابت ريم لدعوة السيدة أم معتصم، فهي أيضا قد أحبتها و ارتاحت لها كثيرا و أدركت الآن سر تحول معتصم معها… فحنانها الزائد هو ما يدعوه للتعامل معها بذاك اللين و تلك الرقة.
نهض معتصم ليقول بجدية:
ـــ اتفضلو امعاي أوصلكو لتحت.
هتفت ريم بأدب:
ـــ مفيش داعي يا معتصم بيه… احنا هنعرف ننزل.
أصر عليها:
ـــ لاه ميصحش يا ضاكتورة… اتفضلو من هانا.
سار خلفهما معتصم الى أن وصلوا الى باب الدوار ليأمر خفيره بعد ذلك بايصالهما الى الوحدة الصحية.
عاد معتصم لغرفة أمه ليجد حمد جالسا و يبدو أنه شاردا في أمر ما و ما أثار حفيظة معتصم امكانية شروده في ريم الأمر الذي أضرم نيران الغضب في صدره.
ـــ مالك يا حمد؟!… حمد..
انتبه حمد في الثانية ليقول بشرود:
ـــ ايه يا معتصم؟!
ـــ ايه انت؟!
نظر معتصم لأمه فوجدها تجاهد النعاس، فانحنى يقبل جبينها:
ـــ نامي و ارتاحي يامايا و اني هبعت سمعان يچيبلك الدوا من الصيدلية.
ـــ ماشي يا وليدي..
ساعدها في الاستلقاء على جانبها الأيمن ثم جذب ذراع أخيه يجره خلفه جرا و أغلق الغرفة و انصرف الى غرفته و مازال يجر شقيقه خلفه.
ـــ ايه يا معتصم بتجرني وراك زي البهيمة كدا ليه يا أخي؟!
ألقى به على طرف الفراش ليسأله بالهدوء الذي يسبق العاصفة:
ـــ مالك بقى؟!.. من ساعة اللي اسمها ريم دي ما مشيت و انت قاعد سهتان على نفسك و مش على بعضك.
ابتلع ريقه بصعوبة ثم أردف بتوتر:
ـــ مماليش يا معتصم… انت اللي بيتهيألك.
زمجر فيه بصياح و كأنه يذكره بأمر ما:
ـــ فوق يا حمد… كلها اسبوعين تلاتة بالكتير و هتبقى مسؤل عن زوجة… و المفروص انك متفكرش في واحدة غيرها…كيانك كله لصافية مهما كان فيها من عبر و عيوب.
نهض حمد ليقف قبالته هاتفا به بانفعال:
ـــ أنا مش صغير عشان تفكرني بالكلام دا يا معتصم… ولا انا مراهق عشان خيالك يصورلك اني ممكن أبص لواحدة زي ريم و أنا على زمتي واحدة تانية.
أخذ يهزه من كتفيه و هو يصيح بعصبية:
ـــ أومال مااالك و انت سرحان من ساعة ما شوفتها… تفسرلي دا بايه انطق.
نفض ذراعي شقيقه عنه ليقول بحسرة:
ـــ كنت بتخيل صافية زيها يا أخي… نفسي تكون زيها مش أكتر من كدا… انما هي كشخص.. استحالة أفكر في واحدة مش من حقي.
سكت معتصم و كأنه سكب عليه دلوا من الثلج، ليسترسل حمد باستنكار:
ـــ أنا اللي مستغربك يا أخي… و رد فعلك كان مبالغ فيه أوي يا معتصم.. فسرلي انت بقى اتحمقت اوي كدا ليه..
صاح بانفعال مشوشا على موقفه الغير مبرر:
ـــ أنا كل الحكاية اني كنت بنبهك مش أكتر.. و بعدين أنا مش مضطر أفسرلك أي حاجة… سلام.
تركه معتصم و انصرف مغادرا الغرفة مخلفا غيامة من الغضب و الغموض في آنٍ واحد…
غادر و هو ينهر نفسه على تسرعه في الحكم على أخيه، فهو يدرك جيدا مدى رجاحة عقل حمد و حسن امتلاكه لزمام الأمور… و لكن أكثر ما أغاظه تلك النيران التي استعرت بصدره حين خُيل إليه أنها أَعجبت شقيقه…
ترى أي شرارة تلك التي أشعلتها؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهمة زواج)