روايات

رواية مهمة زواج الفصل الثاني عشر 12 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الفصل الثاني عشر 12 بقلم دعاء فؤاد

رواية مهمة زواج الجزء الثاني عشر

رواية مهمة زواج البارت الثاني عشر

مهمة زواج
مهمة زواج

رواية مهمة زواج الحلقة الثانية عشر

ترجلت السيدة تيسير من السيارة الأجرة في نفس لحظة ترجل أدهم من سيارته، فابتسم لهذه الصدفة و أقبل عليها ليلتقط كفيها يقبلهما:
ـــ حمد الله على سلامتك يا ماما وحشتيني اوي..
احتضنته بشدة لتقول:
ـــ و انت كمان يا حبيبي… يلا نطلع بسرعة اصل ندى وحشاني اوي..
ـــ يلا يا حبيبتي..
أخذها و دلفا الى الداخل و استقلا المصعد..
قبل ذلك الحين بقليل…
انتهت ندى لتوها من التنظيف و ها هي قد أخذت حماما باردا و ارتدت بادي بحمالات رفيعة أظهر كتفيها و مقدمة صدرها و شورت قصير من الچينز ثم أظلمت الغرفة بعدما أغلقت بابها من الداخل لتأخذ قسطا من الراحة لحين وصول السيدة تيسير.
و بمجرد أن تمددت على فراشها قامت منتفضة كالملسوعة لتقول بذعر:
ـــ يانهار ابيض… انا نسيت هدومي في قوضة أدهم..
ثم هبت من الفراش سريعا و فتحت الغرفة لتركض باتجاه غرفة أدهم بسرعة كبيرة قبل أن تراها وفاء بهذه الملابس الفاضحة، معتقدة في داخلها أن تيسير أو أدهم لن يصلا الحين.
فتحت الغرفة و من فرط سرعتها في الركض انزلقت قدماها لتصطدم رأسها بحافة خزانة الملابس المصنوعة من الخشب الثقيل و قد كانت الصدمة مؤلمة لدرجة أنها صرخت بعلو صوتها حين كان أدهم يفتح باب الشقة بمفتاحه الخاص، حينها التقطت تيسير صراخ ندى لتسبقه الى الداخل و هي تهتف بهلع:
ـــ دا صوت ندى جاي من قوضتك..
ثم خلعت حذائها سريعا و ركضت نحو غرفة ابنها لتجدها مفتوحة و ندى مسجية على الأرض ممسكة برأسها و لا تستطيع النهوض.
ـــ حبيبتي يا ندى… ايه اللي حصل؟!
كانت ندى تجاهد لألا تفقد وعيها فقد ثقل رأسها للغاية و داهمها الدوار، بينما تيسير انحنت لتراها فلمحت تلك الدماء التي تسيل من جبهتها، فصاحت بهلع:
ـــ أدهم تعالى بسرعة…
في تلك اللحظة دلف أدهم ليصعق حين رآها بتلك الملابس العارية فعاد الى الخلف خطوة يواريها عن ناظريه، فحتما ان كانت بوعيها ستثور و تغضب لرؤيته لها بذلك الوضع، و لكن أمه صاحت به بحدة:
ـــ ادخل بسرعة يابني شوف مراتك… دماغها متعورة.
اضطر لأن يستجيب لها ليدخل و هو يحاول أن يغض الطرف عما يظهر من جسدها أمامه، فانحنى ليتفقد جبهتها و قد كانت بالكاد تفتح عينيها و كأنها تريد أن تركض من أمامه و لكن جسدها يأبى و كأنها مخدرة.
ـــ جبينها مفتوح بس مش عارف الجرح كبير ولا صغير من الدم اللي نازل.
ـــ طاب قومها تنام على السرير على ما اروح بسرعة أجيب علبة الاسعافات..
أومأ و هو يسند كتفيها لتذهب تيسير سريعا خارج الغرفة، بينما أدهم يهزها برفق لعلها تستطيع النهوض:
ـــ ندى.. قومي معايا.. ساعديني عشان أقدر أسندك و أقومك من ع الأرض…
و لكنها من فرط خجلها استجابت لتلك الغيمة التي داهمتها لعلها تنقذها من ذلك الموقف الذي أخذاها لدرجة فاقت احتمالها..
ــــ ندى.. ندى..
زفر بعنف حين أدرك أنها فقدت وعيها، فقام بلف ذراعه حول كتفها و الآخر أسفل ركبتيها ليحملها بسهولة و كأنها لا تزن شيئا و قد استقرت رأسها على صدره و سالت دماء جبهتها على بدلته البيضاء و لكنه لم يهتم، فأكثر ما يهمه الآن أن تكون بخير.
بينما هي داعبت رائحة عطره التي تعشقها أنفها لتئن بخفوت مستمتعة بذلك الحلم الذي راودها بمجرد أن فقدت وعيها بين ذراعيه.
وضعها برفق على الفراش، ثم أخذ يتأمل أنوثتها الطاغية و كأنه مسحور، أين كانت تواري كل هذا الجمال، و لكنه عاد ليغمض عينيه و يستغفر ربه بخفوت، فحتما لو كانت واعية لما مررتها له هكذا.
ابتسم باستهزاء من حاله، ثم نهض بسرعة ليحضر شرشف خفيف من الخزانة ثم دثرها جيدا بحيث لا يظهر منها سوى رأسها حتى ما ان استيقظت لا تشعر بالخذي أو الخجل.
حين أتت أمه بعلبة الاسعافات الأولية، التقطها منها ليبدأ في تجفيف الدم ثم تبين له أنه جرح صغير لا يحتاج لغرز، فقام بتطهيره و وضع لاصق طبي عليه.
ـــ هي أغمى عليها ولا ايه يا أدهم؟!
أومأ و هو يقوم بوضع اللاصق ثم قال:
ـــ أيوة يا ماما… شكلها مرهق أوي.. أنا بقول نسيبها تنام و ترتاح بلاش نفوقها.
في تلك اللحظة دلفت وفاء حاملة كوب من العصير الطازج كانت قد أمرتها تيسير باعداده لندى و قد سمعت عبارة أدهم الأخيرة لتقول و هي تدخل:
ـــ اه و الله يا أدهم بيه… ندى هانم تعبت النهاردة في تنضيف قوض النوم و مأكلتش أي حاجة عشان تلحق تخلص قبل ما ترجعوا.
انكمشت ملامحه بغصب ليصيح بها:
ـــ و ندى هانم تنضف ليه؟!.. و انتى كان لازمتك ايه؟!
تجعدت ملامحها ببكاء ثم قالت:
ـــ و الله يا بيه هي اللي صممت تنضفهم و قولتلها عنك يا ست ندى هكمل انا مرضييتش أبداً و قالتلي نضفي انتي الصالون و….
صاح أدهم بحدة:
ـــ خلاااص… و اللي حصل النهاردة ميتكررش تاني.. حطي العصير هنا و اتفضلي انتي..
وضعت العصير على اقرب طاولة ثم فرت من أمامه على عجل، بينما تيسير قد داهمها الشعور بالذنب، فهي من أخبرت ندى بأن تنظف غرفة نومها… و لكنها لم تطلب منها تنظيف غرف النوم الأربعة بالشقة.
حانت منها التفاتة ناحيتها لينمو بداخلها احترام أعظم من ذي قبل لتلك النائمة في سلام.
تنهدت تيسير بحزن ثم نهضت و هي تقول:
ـــ طاب انا هقوم يا حبيبي أغير هدومي و انت كمان غير و ارتاحلك شوية على ما العشا يجهز.
هز رأسه عدة مرات لتنهض تيسير خارجة من الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها.
أعاد رأسه للخلف مستندا الى الوسادة من خلفه ثم ظل محدقا في سقف الغرفة بشرود، يفكر في ندى… تلك الفتاة الرقيقة ذات القلب الصافي النقي… التقية العفيفة.. كيف فضل عليها دارين صاحبة المظاهر و الطبقية…هو يدرك جيدا أن الحب لم يطرق له باب و لم يعلم له سبيل بعد… و لكنه لا يدري لما يشتاق لدارين حين تكون بعيدة عنه و ما ان يراها تصبح مثلها كأي فتاة بالنسبة له…حاول كثيرا تفسير تلك الظاهرة و لكنه لم يجد لها تفسيرا.
تنهد بحيرة ثم أدار رأسه ناحيتها ينظر اليها بتمعن.. ذاك الملاك النائم ذات الشعر الأسود القصير و غرة كبيرة غطت حاجبيها، رموش كثيفة و طويلة، بشرة خمرية ناعمة نعومة الأطفال، و حين أخفض ناظريه ناحية قوامها الأنثوي المغطى بالشرشف الخفيف عاد سريعا ينظر أمامه و كأنها تشعر به… فهو لن يترك لنفسه العنان لتأمل ما حجبته عنه من جسدها مستغلا نومتها و عدم وعيها.
نظر لتلك البقعة الحمراء على كتفه متنهدا بعمق، ثم
نهض أخيرا من الفراش ثم التقط ملابس بيتية من الخزانة و أخذها الى الحمام الصغير الملحق بغرفته.
بعد قليل خرج مرتديا بنطال قطني و تيشيرت أبيض ثم قام بأداء صلاة المغرب و بعدما انتهى تمدد بحوارها بالفراش محافظا على مسافة كبيرة بينهما.
التقط هاتفه ليتصل بآسر للمرة العاشرة و لكن مازال هاتفه مغلق الأمر الذي أثار قلقه البالغ، أخذ يدعو الله أن تكون الأمور على ما يرام ثم غفى سريعا من فرط ارهاقه بالعمل.
دقت الثامنة مساءا و بدأت ندى تتململ بابتسامة مرتسمة على ثغرها، فلازالت تغوص داخل ذلك الحلم الذي جمعها بأدهم و هي بأحضانه تنعم بقربه و تتنفس عطره و يدنو منها يلقي عليها من كلمات العشق و الهيام، ثم بدأت تفتح عينيها ببطئ مستغربة تلك الحوائط رمادية اللون، حاولت أن تتذكر آخر ما حدث و لكن مازالت الذاكرة مشوشة.
لفت نظرها ذلك الغطاء الذي يغطي جسدها لتواتيها الأحداث و تتوالى على رأسها، خاصة حين قبض أدهم على كتفيها و هي شبه عارية.
شهقت شهقة عميقة حين نظرت الى نفسها ثم الى أدهم الراقد بجوارها رغم تلك المسافة الجيدة بينهما، فاستيقظ من غفوته على شهقتها العالية ليقول بصوت متحشرج:
ـــ مالك يا ندى.. بقيتي كويسة؟!
سحبت الغطاء على نفسها حتى رقبتها ثم قالت و عينيها متسعتين و مغشيتين بالدموع:
ـــ كويسة؟!.. كويسة ايه و زفت ايه؟…أنا ايه اللي جابني هنا؟!.. و ازاي تنيمني على سريرك؟!.. و ازاي تـ..
قاطعها بحدة مزمجرا:
ـــ و الله الأسئلة دي تسأليها لنفسك… انتي ايه اللي جابك قوضتي و انتي بالمنظر دا؟!
سكتت تناظره و الدموع تسيل من عينيها، فأشفق عليها ليقول بحنو:
ـــ انتي بتعيطي ليه دلوقتي؟!
ردت بصوت متحشرج من أثر البكاء و هي مازالت متمسكة بالغطاء:
ــــ لو سمحت قوم هاتلي الاسدال بتاعي من قوضتي…
زفر بعنف ثم نهض من الفراش بتثاقل، فاسترسلت كلامها:
ـــ لما تخرج من القوضة انا هدخل الحمام استناك لحد ما تجيبه.
أومأ دون أن يتحدث ثم خرج من الغرفة و اغلق الباب خلفه، و لكنه لسوء حظه قابل أمه في طريقه للغرفة..
ـــ مساء الخير يا حبيبي… ندى عاملة ايه دلوقتي.
ابتلع ريقه ليقول:
ـــ كويسة يا ماما.
ـــ هي صاحية؟!
ـــ احم.. ايوة صاحية.
ـــ طاب انا هدخل أشوفها..
حاول أن يستوقفها بأي حجة و لكنها كانت قد فرت من أمامه قبل أن يقول أي شيئ، و لكنه اكمل طريقه لغرفتها ليأتي لها بالاسدال.
طرقت الباب عدة طرقات ثم فتحت الباب و دخلت مباشرة لتجد الفراش خالي..
ـــ ندى… ندى..
أتى صوتها من المرحاض:
ـــ أيوة يا ماما..
ـــ انتي كويسة يا حبيبتي؟!
ـــ اه كويسة.
ـــ طاب أجيلك أسندك.
ـــ لا لا أنا هاخرج اهو… اومال فين أدهم؟!
ابتسمت السيدة ظنا منها أنها قد اشتاقت اليه و أن الأمور بينهما على خير ما يرام ثم قالت:
ـــ كنت شايفاه رايح ناحية قوضة المكتب… تقريبا عنده شغل مستعجل هيخلصه.
زفرت باحباط و انتظرت قليلا لعل تيسير تغادر الغرفة و لكن يبدو أنها لن تفعل، فاضطرت للخروج لعلها تطمئن عليها ثم تخرج قبل ان يأتي أدهم.
خرجت ندى من المرحاض بذات الملابس لتقابلها تيسير بإبتسامة واسعة حين رأتها بحالة جيدة فاحتضنتها بحب ثم أخذتها من يدها و أجلستها بطرف الفراش و جلست بجوارها و هي تربت على كتفها بحنو ثم سألتها بترقب ظنا منها أن أدهم ماكث بغرفة مكتبه:
ـــ ألف سلامة عليكي يا حبيبتي.. ايه اللي حصل؟!
ـــ معرفش انا اتزحلقت ازاي و راسي اتخبطت في حافة الدولاب و اتعورت.
مسدت على شعرها و هي تناظره باعجاب واضح ثم قالت:
ـــ الحمد لله جات سليمة.. بس تعرفي تسريحة شعرك جميلة أوي و لايقة اوي على وشك.. و احسن حاجة بقى ان القُصة الحلوة دي مغطية على الجرح اللي في جبينك.
أطرقت ندى رأسها بخجل لينسدل شعرها القصير مع غرتها الغزيرة لتغطي وجهها تماما، في تلك اللحظة دلف أدهم و في يده الاسدال ليتفاجئ بجلوس ندى بذات الملابس الشبه عارية مولية ظهرها له و أمه في مواجهته..
ـــ ادخل يا أدهم..
التفتت ندى ناحية الباب لتجده واقفا على الباب فانتفض جسدها لتنهض و كانت على وشك الركض من أمامه و لكنه كان أسرع منها حين وصل اليها قبل أن تتحرك ليترك الاسدال يسقط من يده ثم لف ذراعه حول خصرها و ضمها الى جسده، فتجمد جسدها بصدمة ليسرع أدهم قائلا قبل أن يصدر منها أي حركة تفسد ما ينتويه:
ـــ ايه يا ماما هنصوم النهاردة ولا ايه؟!
ضحكت تيسير و هي تنهض واقفة:
ـــ حالا يا حبيبي هخلي وفاء تجهز العشا… هسيبكم تجهزو..
ثم مرت من أمامهما و أدهم متشبثا بها للغاية، فقد كانت تقاومه بالخفاء و بمجرد أن سمعا انغلاق الباب، نزعت ذراعه عن خصرها بحدة لتصيح بغضب دون أن تنظر له:
ـــ انت قليل الأدب..
ثم فرت من أمامه ناحية المرحاض و لكنه لحق بها ليجذبها من ساعدها ثم اسند جسدها الى خزانة الملابس و احتجزها بين ذراعيه كل هذا تحت ذهولها من حركته السريعة و كأنها دمية يحركها كما يشاء:
ـــ اهدي بقى… انتي مراتي.. فاهمة؟!
صاحت بغضب و هي تبكي:
ـــ لا… انت اللي مش عايز تفهم.. مش كل شوية هقولك مينفعش.
ـــ و أنا غيرت رأيي.
تجلت ملامح الصدمة على ملامحها الباكية لبرهة ثم سألته بعدم استيعاب:
ـــ قصدك ايه؟!
أجابها بتلقائية و بدون تردد:
ـــ قصدي مفيش شروط في جوازنا… انتي مراتي لحد ما ربنا يأمر بحاجة تانية.
ضيقت عينيها بشك:
ــــ بس دا مكانش اتفاقنا امبارح.
رد بجدية تامة:
ـــ انسي أي اتفاق قلناه امبارح أو قبل كدا.
ـــ و ايه اللي غير رأيك؟!.
سكتت لحظة ثم قالت و كأنها قد استوعبت شيئا ما لتوها:
ـــ اه عشان ماما تيسير رجعت و انت مقدرتش تكمل على اتفاقنا عشان خايف من رد فعلها… مش كدا؟!
هز رأسه بنفي:
ـــ لأ مش كدا.
قطبت جبينها باستغراب ليسترسل بجدية:
ـــ أنا غيرت رأيي لأني اقتنعت اني مش هلاقي زوجة أحسن منك تشيل اسمي و أبني معاها حياة.
سكتت تحاول استيعاب كلماته و هي تنظر لصدق عينيه، فابتلعت ريقها بصعوبة من فرط توترها اثر تلك المفاجأة ثم سألته بتوجس:
ـــ أحسن مني من حيث ايه يعني؟!
مط شفتيه ليقول بنبرة جادة و مازال محتجزها بين ذراعيه المرتكزين على الخزانة:
ـــ يعني.. بنوتة حلوة…مؤدبة.. متدينة.. خلوقة.. دكتورة… هعوز ايه تاني أكتر من كدا؟!.. اظفر بذات الدين تربت يداك.
تهدل كتفاها باحباط تسأله باستنكار:
ـــ بس كدا؟!
هز كتفيه لأعلى ليقول بتعجب:
ـــ انتي اكيد فيكي حاجات حلوة كتير.. بس دا اللي حاضرني دلوقتي.
أطبقت جفنيها لوهلة بألم ثم فتحتهما لتنظر إليه بملامح خاوية، تلك النظرة أثارت قلقه ليسألها بتوجس:
ـــ ايه يا ندى؟!… مش عايزاني؟!
تنهدت بحزن حاولت اخفاءه ثم قالت بنبرة جاهدت أن تبدو طبيعية:
ـــ لا ازاي تقول كدا… انت كمان فيك صفات حلوة أي بنت مكاني تتمناها..
ـــ زي؟!
احساس المرارة يكاد يقتلها و البكاء يكاد يغلب على نبرتها، و لكنها جاهدت لتبقي على نبرتها عادية و أجابته دون أن تنظر اليه تعدد مميزاته:
ـــ ظابط وسيم… هيبة… هيئة جميلة.. شخصية قوية.. انسان جد اوي مالكش في اللف و الدوران..
حانت منه شبه ابتسامة ليفك حصارها أخيرا ثم قال بجدية و هو يمسد على قصة شعرها التي أعجبته كثيراً:
ـــ تمام كدا نبقى متفقين… الشعر الجميل دا ميتغطاش قدامي تاني.. و عايزك تاخدي راحتك في اللبس.. متكتفيش نفسك بالاسدال طول اليوم… زي ما انتي شايفة محدش في البيت غيري انا و انتي و ماما.
أومأت بصمت و هي تكاد تفقد وعيها من لمسته التي خدرتها، لا تدري أمن المفترض أن تفرح لكسر ذلك الحاجز المنيع الذي أقامه بينهما من أول ليلة لهما… أم تبكي لعدم شعوره ناحيتها بشطر ما تكنه له من عشق… أي عشق هذا… لا لا… بل انها متيمة به و هو لا يدري.
تمنت لو كانت أسبابه متعلقه بوقوعه في حبها، و لكنه خذلها و حطم أمالها بسرده أسباب لا تكفيها البتة.. و لكن يكفي قلبها ذلك القرب الذي تمنته كثيرا في أحلامها.
ـــ غيري هدومك دي يلا عشان نتعشى سوا.
ـــ طاب هات الاسدال… انا مش هخرج من القوضة كدا..
أخذ يحك ذقنه بحيرة:
ـــ و بعدين!!.. انتي لو خرجتي غيرتي في قوضتك ماما هتاخد بالها.
ـــ هو دا كل اللي يهمك يعني؟!
ـــ أنا بس مش عايز نفتح في حوارات ملهاش لازمة بعد ما خلاص اتفقنا نكون مع بعض دايما.
هزت ساقها بعصبية و هي تهتف بانفعال:
ـــ و انا مش هقعد باللبس دا.
ـــ طيب خلاص انا هخرج اقعد مع ماما لحد ما تخلصي و تعاليلنا قوضة السفرة.
أومأت و هي تهز رأسها ثم تركها و خرج من الغرفة، و بمجرد أن سمعت صوت انغلاق الباب هوت بجسدها على الفراش و هي ممسكة بموضع قلبها الذي ينبض بعنف… لقد وعدها للتو ببقاءه معها لآخر العمر.. لا تصدق… سيصاب قلبها بالانهيار من فرط المشاعر المتضاربة التي توالت عليها… فرح.. بكاء… اثارة…
لا تدري ماذا يتعين عليها أن تفعل الان…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهمة زواج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى