روايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل العشرون 20 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل العشرون 20 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء العشرون

رواية من نبض الوجع عشت غرامي البارت العشرون

من نبض الوجع عشت غرامي
من نبض الوجع عشت غرامي

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الحلقة العشرون

ضحكت مكة بهستيرية من بين شهقاتها مما جعله يرتعب من تغيرها المفاجئ ثم تفوهت بعناد:
_ نجوم السما أقرب لك مني يا آدم ، ومش بعيد تكون انت اللي عميلته الحوار كلياته من الاساس لجل ماتوصل للي انت عايزه ،
أني للمرة المليون برفضك وبقول لك لااااا بعلو صوتي مهنولكش اللي في بالك واللي إنت فضحتني بسببه .
كلماتها نزلت كالصـ.ـاعقة المدمـ.ـرة على قلبه أهلـ.ـكته فأغلق الهاتف في وجهها .
ثم نادى بصوت عال هز ارجاء المكان من حدته :
_ ياهنــــــد ، ياهنــــــد ، انزلييييييي لي حالا تعالي شوفي الهانم بتقول ايه ؟
الهانم اللي تعبتني بسبب عنادها ودماغها الناشفة واللي خلاص مبقتش عارف امشي معاها من أنهي طريق .
تلك الكلمات التى ظل يحدث بها حاله وهو يدور حول نفسه في المكان بغـ.ـضب سمعت هند آخر كلماته فانشـ.ـق قلبها هما على حالة أخيها ثم وقفت أمامه وأمسكته من يداه وهدئته :
_ الموقف والموضوع مايستدعيش منك العصبية دي خااالص ، عايزين نهدى وتحط أعصابك في تلاجة وتتحمل ردود أفعالها وتتحمل عصبيتها وأي كلمة تقولها ارميها ورا ضهرك واصبـــر ، الحوار خطييييير يابني عايزها تتقبله بسهولة كدة إزاي ؟
لقد ضاق ذرعاً من عنادها وتيبس رأسها وغلظتها معه في التعامل ، ولكنه تذكر أنه كانت على وشك أن تلين معه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فتقتلع في عاصفتها الأخضر واليابس :
_انا ياهند معنديش مانع أصبر على عنادها وأتحمل نشوفية دماغها لكن تتهمني اني أنا السبب في اللي جرى لها وإن اللي حصل كان من تدبيري أنا !
اروح اتكلم معاها في ايه وأتعامل معاها إزاي وهي كل اللي في دماغها ومصممة عليه إن أنا السبب ياهند ؟
نفخت هند بضـ.ـيق من طريقته ويأسه ولكن هدأت من توترها ونصحته :
_ طيب ممكن نهدى وتمشي ورايا وتسمع كلام أختك ، انت عايز تتجوزها أنا هجوزها لك وهسيبها الصعيد كله وهتيجي تعيش معاك هنا مكان ماتكون ، وده في حد ذاته إنجاز كبييير في مشكلتك ياآدم ، نيجي بقى لنقطة القبول من ناحيتها ودماغها الناشفة في الحتة دي متقلقش خالص ، الست مننا يا حبيبي كائن ضعيف مهما كانت قوته بيحب يشوف نظرة الحب والاحتواء ونظرة التمسك في عيون اللي بيحبوهم ، هي لما تبقى معاك في مكان واحد وتشوف قد إيه إنت بتحبها وقد ايه انت متمسك بيها ومع الوقت مش هتلاقي مفر منك إلا ليك إلا قلبك وحبك وحضنك ياحبيبي.
نظر إلي السقف وقال بتلهف:
_ يعني هيجي اليوم اللي هشوف نظرة الحب والاحتياج ليا في عينيها ياهند ؟
تحركت بخطواتها ووقفت أمامه وأكدت له :
_ هتشوف ياحبيبي لأنها هتعشق وهتحب وهتدوب في هواك ،
وتابعت حديثها وهي تقرصه من وجنته بدعابة:
_ وبعدين فيه واحدة تقعد مع كتلة الرجولة والرومانسية والجنتلة دي ومتقعش على جدور رقبتها والله تبقى مبتفهمش .
قرأت في عيناه وملامحه نظرة العشق الجارف الممـ.ـيت والصادق لتلك المكة فربتت على كتفه تبثه القوة وأكملت طمئنتها :
_ طب والله العظيم مكة دي أمها داعية لها إنه رزقها بيك وبحبك ليها ياحبيبي ده إنت حنية الدنيا كلها فيك وراقي أووي ومتربي يجي عشرين مرة هههه .
ابتسم لدعابتها وأخذها بين أحضانه وقبلها من رأسها قائلاً:
_ ياه ياهند ده إنتي ريحتيني بشكل وهدتي لي أعصابي على الآخر ، منحرمش منك يا أحلى أخت في الدنيا.
خرجت من أحضانه واحتضنت وجنتاه بين كفاي يداها وأردفت بتشجيع :
_ ولا منك ياسندي الجميل ، يالا بقى ياعريس اطلع البس واتشيك والبس احلى ماعندك ، عايزة روبانزل بتاعتنا لما تلمح طيفك بس تدوب وتنسى الفيديوهات وحوارها ومتركزش إلا مع كتلة الرجولة والرومانسية اللي واقفة قدامها .
بعيناي تلتمع عشقا وبقلب ينبض هياما لصاحبة الرداء الأسود تحدث:
_ بجد نفسي أشوفها أوووي ، تخيلت شكلها ميت مرة ومرة وبردو مش قادر أجمع ملامحها ، أخوكي الحب مرمطه اووي على ايديها ياهند .
بنبرة صعيدية تحدثت كي تدخل السرور على قلبه :
_ وه ياولد ابوي انشف اكده وخليك راجل حمش وخلي نظراتك كيف الصقر اكده متخليش البونية تركبك عاد ياخوي .
قهقه بشدة على طريقتها في النبرة الصعيدية وردد من بين ضحكاته:
_ شكلك قمر وانتي بتتكلمي صعيدي ياهنودة .
سعدت بضحكاته وأنها أدخلت السرور على قلبه :
_ وه ياخوي ماهو من عاشر القوم أربعين يوم واني قربت على عشر سنين جواز من رأفت يعني المفروض أصلا متكلَمش غير صعيدي ،
ثم تعجلته :
_ يالا بقى مش هنقف نهزر ونضحك اهنه ونسيب البونية هناك وأهلها هيقطـ.ـعوا نفسهم من البكا قطـ.ـيع ياولد ابوي ، فوريرة جهز حالك يالا.
بنفس طريقتها ولكنتها نطق :
_ من العين داي قبل العين داي يابت أبوي في ثانية أهه هتلاقيني جاهز وواقف جارك .
أما في منزل ماجدة نهرت سكون مكة قائلة :
_ بصراحة اكده يامكة إنتي ملكيش حق في اللي قلتيه للجدع ياشيخة إنتي !
الراجل قال لك هاجي وهحل المشكلة ومش هسيبك وهعلن قدام الخلق كلياتها انك ست البنات وعمال يحايل فيكي ويراضيكي وفي الآخر تعملي فيه اكده !
ونظرت إلى رحمة تستجدي منها المعاونة معها في إقناعها:
_ ولا ايه يارحمة هو الجدع على اكده مش متربي وابن ناس ومتخلاش عنيها صوح ولا مش صوح ؟
وقفت رحمة أمام مكة وأمسكت المنشفة الورقية وجففت لها دموعها مرددة بإرشاد :
_ ممكن نهدى بقى يامكة عيونك بقوا كيف الدـ.ـم من البكا عاد ، واعرفي إن ربك رب قلوب ياحبيبتي ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، هو أني بردو اللي هفهَمك الحاجات داي يامكة ؟
حاولت مكة استدعاء الهدوء وعدم البكاء وهتفت:
_ هو فين الخير في اللي حوصل لي يارحمة اني اتفضحت وبعد ماكنت بمشي جنب الحيط لاااا ده أني كنت لازقة في الحيط كماني من كتر ماأني ملتزمة وجرى لي اللي جرى أمال لو كنت من إياهم كان حوصل لي ايه ياناس ؟
وعادت إلى بكائها مرة أخرى ،فنهرتها رحمة:
_ وه هتعترضي على حكم ربنا وتدابيره وتبقي من العاصيين ! له يامكة له ! إنتي أكبر واحسن من اكده بكَتير ، إنتي دلوك تدخلي تاخدي شاور وتتوضي وتخرجي تصلي شوية وتنامي لك شوي علشان لما ياجي آدم وأخته السكرة بت الأصول تكوني فايقة .
دلفت إليهم مها وتلقائيا جذبتها إلى أحضانها بحنان كحنان الأم وأكثر مما جعلها تشهق بشدة فهي تعشق مها بطريقة لاتوصف نظرا لرقتها وحنانها عليهم فهدئتها مها :
_ بسسس ، اهدي ياحبيبتي ولا يهمك اي حاجة حوصلت ولا اي حاجة هتحصل اهم حاجة انك بخير ووسطينا ويولـ.ـع العالم وتولـ.ـع الناس على الكفر باللي فيه ، إحنا اهنه عارفينك وحافظين انك كيف السـ.ـيف في معاملة الرجالة ياحبيبتي ، يالا اعملي زي مارحمة ماقالت لك ومتقلقيش كله هيبقى خير .
كانت منهكة من كثرة البكاء وأعصابها لم تعد قادرة على التحمل فاستجابت لها ودلفت الى الحمام وملئت البانيو فهي في حالة صعبة وتريد الاسترخاء ولن تجد أفضل من البانيو كي تزيل الإرهاق من جسدها ،
ملئت ذاك المغطس ووضعت فيه السائل وخلعت ملابسها ونزلت فيه بكل جسدها ووضعت رأسها على حافته وأغمضت عيناها كي تستدعي الهدوء النفسي وللعجب أنها حينما شردت جال خيالها في ذاك الآدم واعترافه لها بعشقه لها ،
وظلت تهرب بمخيلتها منه وعقلها يجوب ذهاباً وإياباً إليه ،وعلى حين غرة ضربت بيدها على قلبها وكأنها بفعلتها تلك تنهره عن تفكيره به ،
وحدثت حالها :
_ ماذا بك أيها القلب اللعين ! لم خصصت كل دقاتك لذاك اللئيم ؟
فكِّر وتدبر ماذا فعل بك وأودى بشأنك إلى الجحـ.ـيم ؟
تعلم القسوة وابنِ بداخلك أسوار الصد المنيع كي ترحم حالك من العذاب الأليم ،
اعتزل كل مايؤذيك وانسى ذاك الآدم فأنت تستحق كل ماهو عظيم .
#خاطرة_مكة_الجندي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
لم يؤتى عقابها لقلبها وجلدها له ثماره فهو قد دخل مفرمة العشق بجدارة ولم تقوى على منعه ، داخلها يبـ.ـكي وخارجها ينهـ.ـار وكلها في حالة عدم استقرار ، ونهرها عقلها على ظنها السئ قائلاً لها :
_ ألم تعلمين تلك المكة أن ظن السوء حرام كيف لكي أن تتهميه بأنه وراء انهيـ.ـارك بدون دليل ؟
أتريدين أن تُسكتي قلبك عن شكواه لكي بوحشته له ! أم تريدين أن تعطي له أعذارا كي يبتعد عنه ويبغضه !
لااا فالقلب إذا عشق فقد انتهى الأمر فالعشق سجان عاشقه وقلبك دلف سجن الآدم وانتهى الأمر فاستيجبي لنداء القلب كي يستريح قلبك المقيد في سجن العشق .
ظلت كثيرا وكثيراً تقاوم ولكن لامفر منه إلا إليه ، أنهت حمامها وخرجت إليهم فقاموا إليها وأسندوها حتى وصلت إلى التخت ودثروها بالغطاء وجلست مها بجانبها على التخت وأخذتها في أحضانها كي تشعرها بالألفة والاحتواء ، وخرجت سكون ورحمة ، جلست رحمة بجانب عمران فاحتضن كفاي يداها قائلاً لها بحنو :
_ عاملة ايه مكة دلوك ياسكون ؟
تنهدت بضيق و أجابته :
_ حالتها صعبة قوووي ودموعها على خدها منشفوش وعمالين نهدي فيها من ساعتها .
شعر ببرودة يداها بين يداه وبحزنها العميق على شقيقتها فضغط على يدها بين يداه كي يبثها الدفئ والأمان ثم أومأ بأهدابه لها يطمئنها :
_ متقلقيش ياحبيبي وخلى أعصابك أهدى من اكده وكل حاجة هتتحل ، أخته كلمت والدتك وهديتها وباين عليهم ناس راقيين لأنهم جايين في الطريق وكلها ساعات ونفضوه الحوار المخربط ده .
لم تشعر سكون بالاطمئنان ثم أشارت إليه تجاه غرفتها كي تتحدث معه بعيداً عن والدتها :
_ بعد اذنك يا ماما هدخل جوة أفرد ضهري شوي لأني حاسة بدوخة وشوية وهخرج لك علطول ،
وانتي يارحمة قومي روحي على شغلك كفاياكي تأخير لحد اكده .
حركت رحمة رأسها برفض وجلست بجانب ماجدة وأمسكتها من يدها :
_ لاااا أني مهسيبكمش واصل ، أني اتصلت بالمتر وبلغته ان فيه ظروف النهاردة وهتأخر شوي ، مهفوتش خالة ماجدة لحالها ، ادخلي إنتي ريحي شوي لأنك من كتر البكا فرهدتي خالص .
نظرت ماجدة إلى عمران قائلة:
_ ادخل ويا مرتك ياولدي متفوتهاش لحالها وملكمش دعوة بيا ، أنا أم البنات واخدة على الحاجات داي .
ربت عمران على ظهرها مطمئنا إياها:
_ متقلقيش يا أم البنات هو فيه حد ربى بناته كيفك ؟ ولا فيه حد عنديه الأدب والأخلاق والسيرة الطيبة زييهم ، ربك مهيفوتش عباده الطيبين في الوبا لايصين .
ابتسمت له ماجدة وشكرته بعينيها بامتنان ثم قام عمران ودلف الغرفة مع سكون ،
أوصدت سكون الباب بالمفتاح وجذبته من يداه ناحية التخت ، فسألها بقلق:
_ وه مالك ياغالية ايه اللي مخليكي وشك مخطوف اكده ؟
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ثم أجابته :
_ أختي مكة هتجنَني ، أدم اتصل بيها وقال لها إنه هياجي وهيتجوزها وهيجيب لها حقها تالت ومتلت من اللي عيمل فيهم اكده .
نال حديثها استحسانه ثم تحدث:
_ عال قووي الحديت داي ، أمال في ايه عاد قالقك اكده ؟
مطت شفتيها بقلق:
_ فيه انها هبت فيه زي المدفع واتهمته إنه هو اللي فضـ.ـحها وانه هو السبب في اللي جرى لها وانه هو اللي ورا الفيديوهات داي ، وقالت له بالنص اكده نجوم السما أقرب لك من انك تتجوَزني ، شفت دماغها الناشفة وعنادها ؟
اقترب منها وجذبها من رأسها وأسندها علي كتفيه وحاوط خصرها بتملك وتحدث مطمئنها وهو يتحسس خصلات شعرها بأنامله:
_ دول كلمتين قالتهم في عز غضبها بسبب اللي حوصل لها وكان هو السبب من وجهة نظرها ، بس أختك عاشقاه وواضح اكده عليها .
_عاشقاه ! جبته منين الكلام ده ؟ … جملة تعجبية نطقتها سكون بنبرة مندهشة ، فأجابها بتأكيد :
_ شفتها في مرة صدفة كنت معدي من جنبها كنا اهنه وهي جايبة صورته على صفحته وبتقلب فيها وفتحت التعليقات عليها وطبعاً أغلبها بنات فكانت نظرة عيونها وقتها مع حركات ايديها تدل على انها غيرانة وقوووي كماني وطالما وصلت لمرحلة الغيرة تبقى عشقاه وطالما بتحبه يُبقى عصبيتها داي على الفاضي وهتلين .
رفعت رأسها إليه وسألته بحيرة:
_ هو اللي بيحب إزاي يقاوم قدام حبيبه ويستسهل البعد لمجرد العند أو الزعل ؟
دقق النظر داخل عيناها ثم أراحها بكلماته :
_ مش كل الحب وكل القلوب زي بعضها ياسكوني ، في ناس بتشارك عقلها مع قلبها وحبهم نوعاً ما مرهق ليهم لأنهم مبيعدوش أي موقف بسهولة ، وفي ناس حبها بالعقل بس ودول حياتهم عاملة كيف المسطرة مفيهاش روح ، وفي ناس حبهم العقل والقلب متوازنين فيهم ومفيش كفة يتغلب التانية فدول بقى حياتهم بتبقى مستقرة ومفيهاش مشاكل كَتييرة ، وفي ناس حبهم بقلبهم بس ودول اكتر ناس بيعانوا ، ليه بقى بيعانوا ؟ لأنهم بيتنازلوا عن أي حاجة وكل حاجة مقابل ان حبايبهم يفضلوا جنبهم ومبيعدوش عنيهم واصل ، بس ساعات التنازل بيبقى الغلط بعنيه وممكن بسببه يخسروا اللي اتنازلوا عن كل شئ بسببه ووقتها الموت بالنسبة لهم رأفة ليهم لأنهم مهيقدروش يعيشوا بدون حبايبهم .
خرجت سكون من أحضانه ثم احتضنت وجنتيه بيداها وعيناها تعمقت في عيناه تتشبع ملامحه وتعبئها داخل كيانها :
_ أني من النوع أنهى ياعمران ، انت اكده حيرتني معاك ؟
ثبت يداه على يداه وجذبهما ناحية شفتاه وقبل باطنهما :
_ إنتي نوع مختلط ، يعني ميكس جمييييل أوقات بحسك بتحبيني بقلبك بس وبيبقى هاين عليكي تجيبي الحلو كله لعمران ، وأوقات بلاقيكي بتحكمي قلبك وعقلك لما تكوني غلطانة في موقف وياي علشان تجلدي نفسك ، إنتي غيرهم ياسكون ، إنتي عوض ربنا الجمييييل على صبر عمران .
دمعت أعينها بفرحة وخللت أصابع يديها بين خصلات شعره :
_ هو مين اللي عوض وجبر جميل لمين ! انت اللي فرحة سكون وانت عشقها ، حياة سكون من غير عمران تساوي مـ.ـوت ياعمراني.
نظر عمران الى أرجاء الغرفة قائلا بعبث:
_ طب بذمتك ويرضي ضميرك ياشيخة ينفع اكده ؟
اندهشت من تغيره المفاجئ ثم سألته:
_ وه حوصل إيه علشان تلومني اكده ؟
ضم حاجبيه بعبث وأجابها:
_ حوصل انك عمالة تقولي كلام حلو ومقربة مني على الاخر وجرجرتيني اهنه لحد أوضتك وعمالة تجري شكل قلب عمران وتخليه عايز يعمل حاجات مينفعش تتعمل اهنه وفي وقت مينفعش خالص ، بذمتك ينفع الكلام والدلع والحنان اللي هموت عليهم دلوك ياقلب عمران ؟!
ضحكت بشدة حتى أدمعت عيناها من طريقة عمران الدعابية في غزلها ثم اقتربت منه أكثر وقبلته من وجنته قاصدة مشاغبته:
_ وه وايه اللي قل نفعه عاد ، انت جوزي حبيبي وقاعدين لوحدنا وأنا وانت ولا حد تالتنا يُبقى ايه الغلط في اكده ياعمراني ؟
أنهت كلامها ومازالت تقبله من وجنته واختتمت قبلاتها بأخيرة بجانب شفتاه جعلت جسده انتفض إثارة داخله بسبب دلالها عليه فثبتها بين يداه بقوة قائلاً:
_ ولا أي غلط ياحبيبي ، إنتي اللي ابتديتي يُبقى تتحـمَلي ياقلب عمرانك اللي هيحصل دلوك علشان متدخليش حوار مانتيش قده .
قالها وأنهال علي شفتيها بعشق ووله، يعلو بداخلها أصوات صراع صاخبة بين قلبها ومقاومتها فقامت بدفعه في صدره وهي تلتقط أنفاسها، إنحنت نحو الكومود وألتقطت هاتفها وذهبت نحو الباب كي تخرج من الغرفة وهي تردد:
_ له خلاص ياعمران توبة من دي النوبة ، انت لما بتصدق ولا ايه .
قام مسرعاً من مكانه ووضع يداه على المقبض سابقاً إياها وجذبها بعيداً عن الباب إليه عنوة فارتطمت بعظام صدره القوية:
_ وه هو دخول الحمام زي خروجه اياك ! لااا عمران ميضعش الفرص أبدا ، استغلالي لأبعد مما تتخيلي في عشقك ياست إنتي .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة :
_ وه كانك مدريانش بالظروف والوقت والمكان اللي احنا فيه ! فوق ياعمران ولما نروح بيتنا هعمل لك اللي انت عايزه بس اهنه ودلوك مينفعش ، اهدي بقى .
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة :
_ احلفى انك هتعملي لي اللي أنى هطلبه منك بالحرف الواحد يا إما اكده يا اما مش هبعد .
اتسعت مقلتيها بذهول من طريقته الصبيانية ثم هتفت باستنكار:
_ انت جرى لك إيه ياعمران ، هو انت لما بتصدق ولا ايه ؟
حرك رأسه بتأكيد وهو مازال يقترب منها :
_ ايييه .
ثم ثبت رأسها بين يداه واقترب منها وكاد أن يقبلها إلا أنها أبعدته قائلة :
_ خلاص خلاص هعمل اللي انت عايزه ، بس بعد بقى خليني أخرج أطمن على ماما.
أفسح لها المجال هاتفا وهو يغمز لها بكلتا عينيه:
_ خليكي فاكرة بقى كلامك هتعملي اللي أنا عايزه .
ابتسمت بخجل من طريقته ثم فتحت الباب وخرجا سويا.
في سيارة آدم حيث كانت الساعة الثالثة مساءً بعد أن هبطا من الطائرة حيث تحدثت هند تدلي عليه تنبيهاتها :
_ عايزة ثبات انفعالي لأي فعل أو رد فعل منهم ، واعمل حسابك انك انت اللي غلطت من البداية لما رحت المكان اللي هي واقفة فيه ومراعتش ظروفك المختلفة عن أي حد ، وإنها عمرها ماجريت وراك ولا جرجرتك في الكلام معها بل بالعكس وعلشان كدة لازم تتحمل أي حاجة لأن البنت اتفضحت بسببنا يا أدم .
نفخ أدم بضيق من تحذيرات شقيقته ثم نطق بغيظ:
_ هو إنتي كل شوية تفكريني اني السبب في اللي حصل واني بجري وراها وانها اتئذت بسببي ! مش كدة ياهند أنا أخوكي بردو ، وحاضر ياستي هتحمل أي رد زفت .
ربتت هند على ظهره قائلة :
_معلش يا سيدي اتحملني شويه انا بعمل كده وبحذرك علشان تكون عامل حسابك لاي حاجه وتخرج من هناك وانت كاتب كتابها ونخلص بقى من القصه اللي بقى لها شهور تاعبة دي ومخلياك مش مركز في شغلك .
اما في منزل ماجدة وصلا خاليها وعمها الجالسين على جمر من النـ.ـار وهي امامهم تبكي بكاء غزيرا من كلامهم الشديد فتحدث خالها مسعد :
_ياما حذرتك من الكلية داي وقلت لك بلاش مش مناسبة لظروفك ولا ينفع انك تدخليها اصلا وقلت لك اختاري كليه تانية وانتي اللي صممتي،
دلوك ايه اللي نابك من ورا النت والحوارات الفاضية داي غير الفضيحة يا بت اختي واتفضحنا معاكي .
أما عمها الوحيد والذي لم ولن يسأل عنهم وكأنه لا يعرفهم فزوجته منعته من التواصل معهم خوفا عليه وغيرة من ماجدة تحدث بغلظة:
_ خالك عنديه حق في كل اللي قاله ومن النهاردة تعملي حسابك ولا نت ولا موبايل هتشيليه في يدك ولا كلية من الاساس ولا في خروج من البيت لحد ما ياجي لك عدلك ده ان جالك اصلا .
هنا تحدثت مها وهي تحتضن شقيقتها أمامهم فوالدتها لم تقدر على التفوه وتضع عيناها أرضا وكأن ابنتها هي الجانية وليست المجني عليها ولكن مها لم تستطيع ان تصمت وردت عليه بغلظة مماثلة :
_ معلش يعني ياعمي هو من ميتة وحضرتك مهتم بينا ولا باللي فينا علشان جاي دلوك تقول نعمل ايه ومنعملش ايه ، أنا أختي مغلطتش في حاجة واصل ، ومفيش حد هيقدر يقعدها من جامعتها ولا حد ليه حكم علينا غير أمنا بس ، هي اللي تعبت وربت واتحَمَلت عشانا كَتييير.
لم يعجب حديثها خالها مسعد فعاتبها رافضا حديثها:
_ طيب عمك تقولي له كلامك ده يابتي ، أما أني مسبتهاش وطول عمري واقف جارها في تربيتكم ومفيش مشكلة ليكم إلا وكنت وياها كتف بكتف ومش منة ولا فضل عليها ، لااااا داي واجبي ناحيتها وناحيتكم .
أكدت مها على حديثه:
_ كلامك صوح ياخال ، طول عمرك أب لينا وعمرك مافوتنا لحالنا بس حرام وظلم ليها ياخال لما تتحرم من جامعتها وهي فاضل ليها سنة وتخلصها ، وكماني انت مربيها على يدك ومتوكد إن العيبة متطلعش منيها وانها مثال الشرف والأخلاق .
وأثناء حديثهم استمعوا الى صوت الباب يعلن عن وصول هند وأخيها ،
أدخلهم عمران الى مكان تواجدهم جميعاً ،
ألقى أدم وأخته التحية عليهم ، فرحبت بهم مها وماجدة رحبت بهم أيضاً لكن بفتور نظراً لما بها ، ثم أمرت سكون بضيافتهم ، الجو كله أصبح مشاحنات والجميع في حالة تأهب ومكة في بكائها كما هي مما جعل أدم ينفطر حزناً لأجلها وود أن يختطـ.ـفها بين ذراعيه يبثها الأمان ويشعرها بالطمأنينة ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ،
هنا تحدثت هند بلباقة بعدما استقرت في مكانها بسرعة كي تنهي تلك الحوارات المرهقة لهم جميعاً وبالتحديد مكة ووالدتها :
_ تسمحوا لي يا جماعة انا عندي اقتراح هيحل المشكله وكأن محصلش حاجة،
كل اللي حصل ده احنا ملناش ذنب فيه زي برده مكة ملهاش ذنب فيه وعلشان كده مفيش غير حل واحد هو اللي هيخرجنا وهيخرجها من الفضيحة اللي حصلت بسبب واحد عديم الضمير والإنسانية استغل ظرف انها تعبت واغمى عليها وادم هو الوحيد اللي كان موجود في المكان وعمل كل اللي عمله ده علشان مينفعش يسيبها تمـ.ـوت قدامه ويقف ساكت أو يمشي ويسيبها ، بس اللي عمل كده هيتعرف وهنجيبه بس مش دي المشكله دلوقتي هي خلاص الفيديوهات نزلت ومفيش غير حاجة واحدة بس نقولها للناس ان ادم ومكة مكتوب كتابهم وان الشخص ده اقتحم عزلتهم وهم واقفين بيتكلموا مع بعض وعمل الفيديوهات دي ونشرها من غير استئذان وهنقدم بلاغ للنائب العام وهم اللي هيتصرفوا معاهم،
يا ترى موافقين على الاقتراح ده ولا ايه ؟
وهي ده الحاجة الوحيدة اللي هتنقذ الموقف وهتنقذ مكة من الفضيحة اللي حصلت وكمان احنا يشرفنا ويسعدنا ان مكه تبقى مننا فإنا بقول نركن كل اللي حصل على جنب واحنا النهاردة جايين نطلب ايد الآنسة مكة لآدم على سنة الله ورسوله.
سألها مسعد :
_ طيب واللي حصل ده وبقى قدام العالم كله هنوضحوا سببه للناس إزاي ؟
أجابته سريعاً:
_ والله أدم ومكة هيطلعوا بث مباشر يتكلموا فيه مع الناس إنهم مكتوب كتابهم من شهر ومحبوش يعلنوا وإن دي حريتهم الشخصية ومحدش له دعوة يعلنوا أو ميعلنوش وإن اللي عمل فيهم كدة هيتجاب وهيروح في ستين داهية وإن فرحهم بعد أسبوع ويعزموا الناس كمان ، إحنا بكدة عملنا اللي علينا ولو موافقين يبقي نجيب المأذون دلوقتي ونكتب كتابهم وقدامهم أسبوع يجهزوا فيه كل حاجة .
تحدثت ماجدة بموافقة:
_ عداكي العيب يابتي إحنا موافقين ،
وتابعت حديثها وهي تطلب من أخيها :
_ ابعت هات المأذون ياخوي وخير البر عاجله.
كادت مكة أن تنطق بالرفض أمامهم جميعاً فهي حياتها وليس من حق احد أن يقررها مكانها ، ولكن رأت نطرات ذاك العاشق المترجية لها أن توافق ، ونظرات والدتها وخاليها الصارمة فنظرت إليه مرة أخرى وجدته تائها في ملكوتها ،فحدثتها عيناه :
_ بحق الله حبيبتي كفى منكي جفاءً فلا تعذبي قلبي أكثر من ذاك .
أجابته عيناها :
_ ولكن لايصح لاترجوني بعيناك فأنا لن أستطيع أن أستمر ولا أن أمضي طريقي معك .
بنفس نظرات الرجاء طلب منها :
_ إذا امنحيني فرصة كي أثبت لكي أنك خاطئة، لا تعاندي القدر فهو من وضعك في طريقي وأسكن قلبك في ضلوع قلبي وأغلق عليكي ، أتعاندي النصيب حبيبتي !
قلبت عيناها بخوف وصل إليه واعترفت اعترافها الأول الذي جعل قلبه كاد يشق ضلوعه ويسكن بين يداها :
_ أحببتك بل عشقتك يامن كسـ.ـرت كبريائي وحطـ.ـت أسوار قلبي ولكن قلبي لن يسامحك ولن يتحمل البقاء بجانبك وسترى ماذا أنا فاعلة بك أيها الآدم .
فاقا كليهما على صوت المأذون يردد لآدم الذي مد يداه في يد خالها وكله منتبه معها :
_ ردد معي يابني وأنا قبلت زواجها على سنة الله ورسوله وعلى ملة الإمام أبي حنيفة النعمان.
وأخيراً قالها العاشق الولهان وصارت تلك الأبية ملكا له ولن يفرط فيها مهما كان وكأن رب السماء أكرمه وأكرم قلبه المهان في عشقها ،
وردد وهو ينظر داخل عيناها بقوة:
_ وأنا قبلت زواجها على سنة الله ورسوله وملة أبي حنيفة النعمان.
نزع المأذون المنديل مرددا بمباركة :
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
هتافات المباركات عليهم من الجميع وانفضت المشكلة وارتاحت قلوبهم جميعاً عدا قلب تلك المكة المشتـ.ـعل بالنيـ.ـران مما حدث الآن إجبارا عليها ،
ثم تحدثت هند إليهم:
_ ممكن ياجماعة نسيبهم لوحدهم بقى علشان من حقه يشوفها يتكلموا مع بعض شويه هو خلاص بقى جوزها على سنه الله ورسوله وفرحهم بعد اسبوع وكمان علشان يعملوا البث المباشر على طول ونخلص من الموال ده كله النهاردة .
ارتعب داخلها من مجرد فكرة أنه سيراها ، أيعقل أنهم سيأخذوها هكذا من الدار إلى النـ.ـار في وجهة نظرها ، لقد أجبرت على الزواج منه ولم تبدي رأيها وعاملوها كالأمَة ،
عادت من شرودها على صوت والدتها تردد لها بأمر لايقبل النقاش:
_ قومي غيري هدومك داي واقلعي النقاب علشان جوزك يشوفك خلاص مبقاش ليه عازة .
شعرت من نظرات والدتها بالصرامة وأنها لاتقبل النقاش ثم هدأتها مها وأخذتها من يدها قائلة :
_ تعالى ياحبيبتي هدخل وياكي ومتقلقيش عاد ياعروسة .
دخلت معها وهي مازالت على صمتها ، أما هو قلبه يدق بعنـ.ـف بين ضلوعه فهو سيراها الآن ، سيرى ملاكه الذي انتظره كثيراً ، تذكر كم من الليالي الكثيرة سهرها على عيناها فقط ،
كم من المرات الكثيرة تشوق لرؤيتها وأن يعرف تفاصيلها وفي نهايتها نام محروما ،
كم من الأشكال تخيلها ومن الألوان أحبها ولم يصل إلى هالة يحفظها بها ويعيش عليها ،
ولكن في نهاية الأمر يتخيلها كوصف الحور العين فهي حبيبته ولها من الكمال في عيناه مالا يجب لغيرها ، ولها من الجمال في عيناه مالم يراه في امرأة قط غيرها ،
أما في غرفتها أجلستها مها على الأريكة الموجودة في الغرفة وبدأت أولى كلماتها معها بكل هدوء:
_ تعرِفي المثل اللي بيقول من حبنا حبيناه وصار متاعنا متاعه ، المثل دي خديه ياخيتي وطبقيه على حالك ،الجدع قيمة ومركز وجمال اسم الله عليه وباين كمان إنه أخلاق ، متبصيش للموضوع انه جه غصبانية لاااا ياحبيبتي ،
واسترسلت حديثها وهي تتذكر حالها:
_ كتير قوي حواليكي اتجوزوا ناس اختاروهم من الشكل العام وكانوا متوكدين إنهم مفيش زييهم ولا في الأخلاق ولا في العيشة الحلال وانهم ملايكة علشان هما مبينين للناس إنهم مثاليين وانهم محدش زيهم ولما الواحدة منينا تدخل القفص برجليها عينك ماتشوف إلا النور ، بلاوي جوة البيوت والحيطان مدارية أهوال ياخيتي ميطقهاش أي إنسان ،
لاحظت اندهاش مكة من كلامها فهزت رأسها بتأكيد وأكملت :
_ متستغربيش ياحبيبتي من كلامي ، أهه أقرب مثال أني مثلا قدامك أهه مجدي لما اتقدَم لي زمان وافقنا عليه على طول ولا اب ولا ام ملهوش غير اخ واحد وعنديه شقة وعربية ووظيفة وكان بالنسبة لي حلم عمري ماكنت احلم بيه ،
وافقنا عليه بناءا على إنه بيصلي وبيعرِف ربنا وده اللي كنا شايفينه قدامنا وظاهر وواضح للاعمى لما يشوفه يتوكد انه مفيش زييه واصل ،
دخلت واتجوَزته وبقى لي 10 سنين مرار وعـ.ـذاب وحبسة جوه بيبان شقة طويلة عريضة مفيهاش روح مفيهاش حياة يعني لولا ولادي كان زماني انتحرت من زمان وخلُصت من حياتي ، ودلوك كمان بقي عاجز اللهم لا اعتراض ،
وهو ده اللي اني وافقت عليه علشان خاطر من بره هالله هالله لكن من جوه كان يعلم الله وأديكي عارفة إنه بيشتغل في الضرايب وبيقبل شغل مش كويس وبياخد رشاوي وإن الفلوس اللي معيشنا بيها اني وولاده فيها شبهة حرام وحياتي معايا اشبه للجـ.ـحيم ،
من الآخر ياحبيبتي اللي تخافي منه مهتلاقيش أحسن منه قدمي مشيئة الستر والراحة والقبول وربك عليه الرحمة والمودة والسكينة هيزرعهم في قلبك وقلبه ، وادخلي برجلك اليَمين وانتي قاصدة الستر مفيش غيره وربك في تدبير الأمور مفيش أكرم منه ،
ثم جذبتها من يدها ناحية المرآة وهي تسير معها بلا هوادة وخلعت عنها نقابها وبدأت بوضع بعض لمسات التجميل البسيطة ثم طلبت منها أن تبدل جلبابها إلى أخر ،
فعلت ماطلبته منها وداخلها يدق خوفا ورعـ.ـبا من القادم ، وبعد أن أنهت زينتها أخيرا نطقت وهي تتشبث بنقابها :
_ معلش خليني أخرج بيه عمران برة ولما نقعد لوحدنا هبقى أخلعه ،
ثم تشبست بيدها راجية إياها:
_ بس يارب يبارك لك في ولدك الزين وأخوه وحياة غلاوتهم عنديكي ماتفوتيني لحالي وياه وتدخلي معاي .
اتسعت مقلتيها بذهول:
_ وه عايزاني اقعد عزول بينك إنتي وجوزك يامكة ! بذمتك دي كلام يتعقل ؟
ظلت مكة على تشبسها مبررة لها :
_ طب ادخلي معاي واقعدي عشر دقايق هكون شحنت فيهم حبة طاقة شجاعة وحبة طاقة قبول وبعدها اخرجي بس متفوتنيش لحالي .
تنفست مها غلبا من رأس تلك المكة اليابس وهتفت بموافقة وهي تشير ناحية الباب :
_ أه ياني ياغلبي منك ، حاضر ياحظي يالا اخرجي قدامي لما نشوف يومك هيعدي النهاردة ولا له .
حركت مكة رأسها برفض وتسمرت مكانها:
_ له اخرجي إنتي الاول وبعدين هخرج وراكي .
جزت مها على اسنانها بغضب مصطنع ثم خرجت أمامها وجدت أن الجميع انفض عدا سكون وعمران حتى رحمة ذهبت الى عملها ،
رأتها ماجدة بنقابها كما هي فنظرت لها نظرة غاضبة ولكن مها غمزت لها بعينها وفهمت انها خرجت به لسبب وجود عمران ،
#ملحوظة
( تعرفوها ياحبيباتي وهي أنكم هتقولو ليه مكة مخرجتش من غير النقاب عمران جوز اختها ومحرم عليها لكن هقول لك هنا يا ست الكل ان عمران محرم عليها تحريم مؤقت مش مؤبد والمحرمات اللي على التاقيت حرام نبين زينتنا قدامهم يعني ما ينفعش تبيني شعرك قدام جوز اختك وتقولي هو محرم عليا ممكن لا قدر الله اختك يتوفاها الله في اي وقت وقتها هيجوز لك وهيكون وقتها شاف منك حاجات ما كانش ينفع يشوفها قبل كده فعلشان نكون عارفين كويس ان زوج الاخت ما ينفعش نبان قدامه بشعرنا ولا باي حاجه في لبسنا فيها تبرج ، وهي منقبه فطبعا لازم تلتزم بالنقاب حتى قدامه، ما حدش يعترض يا جماعه على كلامي ايه ابداء الزينه في القران الكريم معروفه وموضحه الاشخاص بالظبط وهي قوله سبحانه وتعالى وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.
اقراوا الايه كويس وانتم مش هتلاقوا زوج الاخت موجود في الآية والله ده ماتشبس ولا تعنت في الدين بس دي الحقيقة وده ديننا اللي بيحفظ الست زي الجوهرة المصونة ، ولا حتى الشعر ينفع يبان قدام زوج الاخت أنا بقول لكم رايي على حد علمي وانتو بنفسكم تقدروا تتأكدوا )
#عودة_للبارت
طلبت مها من آدم بلطف :
_ يالا يانجم تعالى هنشرب الشاي اهنه في هدوء ولا اعمل لك قهوة ؟
كان جالسا على احر من الجمر فبضعة دقيقة وسيراها الآن ويرى ملامحها التى حلم بها كثيراً ،
ابتسم لها ادم بامتنان ثم نظر إلى ماجدة مستئذنا بلباقة :
_ بعد اذنك ياماما.
ابتسمت لذوقه ونعته لها بكلمة الأم فأشارت إليه :
_ اتفضل ياحبيبي البيت بقى بيتك وانت مبقتش غريب .
ابتسم لها وشكرها بعيناه ثم تحدثت مكة بسخط ليكون وهند :
_ والله الواد مؤدب وابن ناس وحتة سكر خسارة في جعفر بتي اللي هتسويه على نـ.ـار هادية.
ضحكت سكون وهند بشدة على دعابتها ثم تحدثت هند من بين ضحكاتها نافية كلامها :
_ لا دي بقى يا طنط ما عندكيش حق هو في حد في جمال عروسه اخويا ولا في ادابها ولا اخلاقها دي تبارك الله القمر يقول لها قومي وانا اقعد مكانك .
ابتسمت ماجدة لاطرائها ثم شكرتها :
_ الله يعز مقدارك يا بتي ومننحرمش من لسانك اللي زي العسل،
والله لوما كلمتيني النهاردة هديتيني كنت حاسة الصبح ان هيجرالي حاجة، وتو ماسمعت كلامك روحي ردت لي من كتر ما عماله اجمع حوارات في دماغي من اللي هيجرى لنا بسبب اللي حصل ولما كلمتيني كلامك كان كيف البلسم والله .
ثم أمرت سكون قائلة :
_ قومي ياسكون يا بتي اعملي لنا وكله حلوة اكده علشان القمره دي جايه من طريق سفر طويل وهتلاقيها ما اكلتش من الصبح زيينا وكماني جوزك هتلاقيه جاع دلوك .
كادت أن تقوم لكن عمران أجلسها مرددا:
_ ملهش عازة نتعبها ياأمي أنا كلمت مطعم هيجيب لنا أكل وزمانته على وصول مفيش حد فيه حيل للطبخ واصل.
استجابت سكون له وجلست بجانبه وهي تبتسم له بفخر ،
أما عند مكة وأدم جلسو على الأريكة ومها على الكرسي فتحدثت مها الى آدم :
_ خلي بالك منيها يانجم دي الغالية بتاعتنا واخر العنقود والسكر المعقود حقنا ، حطها جوة عيونك واوعاك تزعلها ولا تبخل عليها يوم .
ابتسم آدم لمها محركا رأسه بموافقة:
_ هو أنا أقدر ازعلها أو أبخل عليها ده أنا وكل ما أملك ملك ايديها بس هي تشاور بس وانا اجيب لها نجمة من السما واحطها بين ايديها.
شعرت مها بأنها أمام كتلة من الذوق والجمال من حديثه ونظرة العشق الشديد لشقيقتها الصامتة فقامت من مكانها آمرة إياه:
_ طب مش عايز تشوف الجمال والدلال والقمر حجنا كيف يكون ؟
شعر بأن قلبه يتخبط داخله ويريد الخروج من صدره ويرفع نقابها كي يراها بدلاً من يداه من فرط سعادته ثم قام من مكانها وجلس على المنضدة التي أمامها مباشرة وتكاد تكون المسافة منعدمة بينهما :
_ مين قال كدة دي اللحظة اللي ياما حلمت بيها ، واللي ياما تخيلتها واتمنتها شهور وشهور ،
ثم أكمل حديثه وهو ينظر داخل عيناها بهيام :
_ تسمح لي يامكة ، تسمح لي ياحبيبي ؟
اندهشت مها من استئذانه ونطقت بذهول:
_ وه بتستأذن يابني انت لجل ماتنكشف مرتك عليك ! والله اللي زييك متربي عشر مرات ،
وأكملت وهي تأمره لما رأته من صمت تلك المكة :
_ مد يدك واستمتع بشوفة حلالك اللي ربنا أمرك بيه ، بس خلي بالك واحدة واحدة لجل قلبك مايقعش بين ايديك من ملاكك اللي هتشوفه دلوك .
أنهت كلامها ثم تركتهم وحدهم وأغلقت الباب خلفها ،
كانت مكة جالسة أمامه وجسدها يتخبط داخلها خجلاً وورعا من تلك اللحظة ،
لن تنكر أنها سحرت به وبرائحته التي عبئت صدرها الآن وبهالته ورجولته وكيانه ككل حينما دققت النظر لأول مرة في قربه ،
تريد الابتعاد عنه فهذه قناعتها ولم تتنازل عنها ولكن القابع بين أضلعها ينهاها عن ذلك ،
فتحدث آدم وهو يتذكر يوما ما كي يجعلها تلين معه ويجذب انتباهها فهو يعرف كيف تُعامَل المرأة بحق :
_ مكة ، فاكرة اليوم اللي وقعتي فيه وأغمى عليكي ، أنا كنت ممكن في اليوم ده أرفع عنك النقاب وأشوفك ، كنتي بين ايديا وقتها وفي حضني بس مقدرتش أرفع الستر اللي محاوطة بيه نفسك ، مقدرتش اني أقتحم رؤيتي ليكي وأسرقـ.ـها وانتي في عالم تاني .
كانت تستمع له بقلب ينبض عشقا ولكنها تكابر أن تنظر له كي لاتفضحها عيناها وتكشف ضعفها أمامه ، ولكن اكمل هو :
_ تصوري بقي إني مقدرتش أعمل كدة بالرغم من إن قلبي ساعتها وزني وقال لي هيجرى ايه دي حبيبتك ومعذبتك وانت نفسك تشوفها ،
قرب وشوف اللي ياما سهرت ليالي على عينيها بس ، ارفع حتة القماشة اللي عاملة زي باب السجن بالظبط بينك وبينها ووقتها قلبك هيتحرر وهيعرف هو عشق مين وايه ،
بس كل حتة فيا منعت قلبي ولامته ، لا ايدي قدرت تعملها ولا عيني اتجرأت تتأمل ولا عقلي حكم عليا ساعتها اني أشوف روحي اللي بين ايديا ، تفتكري بعد ده كله هتسبب في فضيحتك يامكة ؟
ارجوكي ردي عليا ومتسبنيش اكلم نفسي ، ده أنا عشت احلم باللحظة دي كتييير أووي وأكتر ماخيالك يصور لك .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة من قربه المهلك لها ثم همست بخفوت :
_ انت عايز ايه دلوك يا آدم ؟
اقترب منها أكثر ولامس طرف ردائها بحنو قبل أن يتعمق في لمستها ثم أجابها :
_ عايزك يامكة ، ومحتاجك ، عايز قربك ، عايز حضنك ، عايز أسكن قلبك ، عايزك كلك على بعضك ،
ثم همس برفق :
_ عايز أشوفك وأحفظ ملامحك ، ممكن يامكة ، ممكن تسمحي لي أرفع الحجاب الحاجز اللي ما بيني ومابينك .
انحصرت أنفاسها ولم تعد تقوى على التنفس في قربه ، ياالله كم من المشاعر المتضاربة التي تطرق علي ابواب قلبها كالطبول تطالبه بالمزيد ، كم أنت بارع حقا أيها الآدم في أن تجعل كلي يثور داخلي ،
رأت نظراته المترجية ويداه الممدودة لها وكأنه مسكينا في الغرام ويترجى النظرة كي يجبر قلبه الجائع لها ،
ثم همست بدون تفكير :
_ ارفع النقاب يا آدم مش من حقي أمنعك دلوك .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من نبض الوجع عشت غرامي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى