روايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطيما يوسف

موقع كتابك في سطور

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء السادس عشر

رواية من نبض الوجع عشت غرامي البارت السادس عشر

من نبض الوجع عشت غرامي
من نبض الوجع عشت غرامي

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الحلقة السادسة عشر

نزل الكلام على مسامعهم جميعا كأسهم نـ.ـارية اخترقت قلوبهم فحـ.ـرقتها وهند جالسة تضع يدها نصب عينيها من شدة خجلها من الموقف ،
أما ماجدة وسكون نطقن بدهشة في آن واحد :
_ جوزها ! جوزها مين ده ؟
اندهش الطبيب من ذهولهم ثم تسائل :
_ ايه ياجماعة هو أني غلطت في حاجة ولا ايه ! جوزها النجم آدم اللي داخل بيها المستشفى شايلها على يده وهي مغمى عليها وهو كمان اللي ماضي على الإقرار ، ومش بس اكده ده كمان ما أنكرش إنه يُبقى جوزها .
دب الرعب في صدر مكة من نظرة والدتها المفعمة بالشـ.ـر لها وكادت أن تنطق إلا أن هند تحدثت كي تنقذ الموقف :
_ تمام يا دكتور تسلم ايدك ،
شعر الطبيب بوجود خطب ما من نظراتهم فاطمئن عليها وغادر المكان ثم قامت ماجدة من مكانها وقبل أن تمسك يداها ابنتها لحقتها هند وسكون ، ثم تحدثت هند وهي تحاول تهدئتها :
_ اهدي يا ست ماجدة والله ماحصل حاجة ، وكمان هي ملهاش ذنب أنا هفهمك كل حاجة .
نظرت ماجدة إلى مكة المرتعبة نظرات مفعمة بالنـ.ـار التى تخرج من عيناها وأمسكتها من يدها وهزتها بعـ.ـنف :
_ انطُقي يافاجر كيف عملتي إكده ! كيف يُبقى جوزك يابت إنتي كيف ؟
بكـ.ـت مكة من ألم الجرح ومن كلام والدتها ولم تستطيع النطق مما أوحى لماجدة أنها فعلت جرم ما وعقلها جال بآلاف من السيناريوهات المتوقعة والغير المتوقعة ،
ولكن هند نفت شكوكها قائلة :
_ والله يا أمي بنتك زي الفل ومحدش جه جنبها بالشـ.ـر ، كل الحكاية إنها تعبت وأغمى عليها وكانت بتتـ.ـقطع من الوجع فآدم كلمني لقاني بصور الحلقة وعلى الهوا ، فاضطر إنه يشيلها ويجيبها المستشفى ويقول لهم انه جوزها علشان يمضى على الاقرار وهو ده كل اللي حصل والله العظيم.
تنهدت ماجدة بارتياح ولكن شعر داخلها بوجود خطر ما يحوم حول ابنتها ولكن لاتفسره ثم رفعت عيناها إلى هند وشكرتها بامتنان قائلة :
_ شكراً يابتي على تعبك معانا ومعلش متأخذنيش على عصبيتي داي ، هما بناتي ومليش غيرهم وبخاف عليهم من الهوا الطاير لو مس طرفهم ،
ولكن لامتها على تصرف آدم :
_بس بردو مكانش يشيلها يابتي ، احنا صعايدة وربنا يستر وعينك ما تشوف إلا النور لو حد دري باللي حوصل ،
ثم ربتت بحنو على يد ابنتها المريضة وهدئتها :
_ خلاص يابتي متعيطيش حقك على راسي من الخضة عليكي معرفتش بقول ايه ،
أختك سألت الدكتور وقال لها ساعتين وهنروح ، ألف مليون سلامة عليكي يابتي .
أما سكون تبدلت معالمها إلى الراحة بعد أن ارتعبت مما استمعت إليه ثم تحدثت بمداعبة كي تلطف الجو :
_ وه ماهي كيف القردة أهي ومفيهاش حاجة ، وبعدين مكة داي من النوع اللي تحني عليها تعيط أكتر وتبربر واحنا منقصينش ريالتها داي ، أما تديها فوق دماغها تلاقي الضحكة بتاعتها من الودن داي للودن داي كيف أبو قردان بالظبط ،
ثم تحركت من مكانها ولكزت مكة بخفة في كتفها مكملة دعابتها :
_ صوح ياقردة يووه قصدي ياموكة .
ابتسمت مكة لدعابة أختها فهتفت سكون على الفور وهي تشير ناحيتها:
_ أهه شفتي ياأم الدكتورة علشان تصدِقيني بس .
وجلسن يتحدثون كي يخففون عن مكة ألمها حتى تخرج من المشفى بسلام ،
وأثناء جلوسهم رن هاتف هند فاستئذنت منهم وخرجت من الغرفة وابتعدت قليلاً ثم أجابت :
_ ايه يا أدم في حاجة ؟
أجابها :
_ ايه يا هند مكة عاملة ايه ؟
لون شفتيها بامتعاض واردفت:
_ بتسأل عنها ليه ياادم ؟
لو سمحت ابعد عنها خالص اليومين دول خليهم يعدوا على خير ، واعمل حساب ان احنا هنا في الصعيد وانهم صعايدة ومينفعش اللي انت بتعمله ده خالص .
انفعل بشدة من تحذيرها له وكأنه طفل صغير:
_ إنتي ليه محسساني اني عيل صغير مش فاهم حاجة !
هو أنا كنت جيت ناحيتها ولا خليت حد شافني ،
واستطرد بحزن وهو يشعر بالوجع يضـ.ـرب قلبه :
_ متتصوريش أنا حاسس بإيه دلوقتي ، عايز اضـ.ـرب الدنيا والظروف والواجب والمفروض وادخل عندها وابص جوة عيونها واقولها حمد لله على السلامة ياحبيبتي ،
نفسي اطمن على حبيبتي ياهند واشوفها بعد ما خرجت من العمليات واطمن قلبي إنها بخير وانه هيفضل يستناها العمر كله .
كانت تستمع إليه بشفقة على حاله ثم رددت بلا هوادة :
_ لازم تحاول تسيطر على نفسك اكتر من كدة ياادم وبعدين مش وقته كلام في الموضوع ده دلوقتي ولا ينفع نقول ونوصف أي مشاعر خالص في التوقيت ده ، اصبر ياأدم وروح وبعدين يحلها الحلاَّل .
بلل شفتاه بلسانه كعطشان والمياه بعيداً عنه ثم تسائل :
_طب طمنيني عليها بس هي عامله ايه وهمشي ما تقلقيش .
أرجعت خصلات شعرها الى الخلف ثم طمئنته:
_ متقلقش ياأدم هي بخير الحمدلله وهتخرج كمان ساعة تروح بيتها ، وإنت اسبقني على الفيلا عندي ولما أطمن عليها هجي لك نتكلم.
أنهيا المكالمة ثم دلفت إليهم وجدتهم يعدون حالهم للخروج من المشفى فساعدتهم .
رن هاتف سكون فوجدته عمران فتنحت جانباً وأجابته :
_ ايه ياعمران خلاص كلها ربع ساعة وهنخرج أهه .
نظر في ساعته ثم أكد عليها :
_ طيب تمام ربع ساعة وهكون عنديكم واقف قدام المستشفي مستنيكم ، يالا سلام .
منعته قائلة :
_ له مش مستهالة تاجي وتعطل حالك ، أني معاى عربيتي وكمان أستاذة هند معانا متقلقش اكده ياعمران .
حرك رأسه برفض قاطع:
_ لاااااا اوعاكي تخرجي من الأوضة قبل ما أرن عليكي وأقول لك انزلي ، وبعدين ملكيش راجل إنتي ولا ايه علشان يسيبكم بطولكم في الظروف داي !
زينت الابتسامة ثغرها وهتفت بدلال لاوقته ولا مكانه :
_ هو أني لو قلت لك اني بحبك قد الدنيا باللي فيها وقد البحر وسمكاته هبقى باينة مدلوقة قووي عليك ياعمراني .
ابتسم برجولة ثم هتف باستنكار مصطنع :
_ قد البحر وسمكاته ! بقى داي فكرتك عن الحب والشكر لجوزك في مواقف الجدعنة ياسكون !
رفعت حاجبها باندهاش مرددة:
_ وه ياعمران هو انت مهتعجبكش ردودي أبداً!
أمال عايزني أقول لك يعني ياسي عمران ؟
كان يحدثها وهو يقود سيارته كي يصل إليها ثم أجابها بمراوغة عاشق :
_ تقولي لي منحرمش من حنانك ولا من حضنك ياحبيبي ، بحبك قد روحي قد عمري حبي ليك فاق الحدود .
ضمت عيناها بعبث وهتفت بدعابة :
_ أه ده أني أغنيها وألحِنها كمان ، وبعدين مش هتسيبك بقي من طريقة كلامك داي كل لما تكلمني ؟
ضحك بصوت عالي على طريقتها المحببة إلى قلبه :
_ وه هي المكالمة تحلى إلا لما أغازل الحلو ،
ثم استمع الى صوت ماجدة تنهرها :
_ يالا ياسكون مش وقته المحن الفاضي بتاعك ده اخلُصي.
ضحك على قول حماته ثم تحدث:
_ بذمتك ده وقته ياسكون هانم وأختك لسه عاملة عملية وإنتي واقفة تحبي على روحك ، يالا انزلي بسرعة أني وصلت .
فتحت فاهمها بدهشة من طريقته المتغيرة ثم توعدت له :
_ ماشي ، تمام ياعمران خليك قلاب زي موج البحر قووي ، توك ماسمعت صوت ماجدة وكلامها ضاع الحب والحرمان والحنان يانور عيني.
ثم أغلقت معه الهاتف ورجعت إليهم وساعدتهم في الخروج بمكة من المشفى بعد عناء نظراً لجرحها ، استقبلهم عمران وحاول مساعدتها والإمساك بها لكنها استندت على حالها ورفضت مساعدته ، ولكن عيناي ذاك العاشق تتآكلهم من خلف زجاج السيارة وفور أن رأى يداي عمران ممتدة لمساعدتها جز على أسنانه بغضب وكاد أن يضـ.ـرب بكل شئ عرض الحائط ويذهب إليها وليكن مايكن ولكنه عاد مكانه عندما رفضت مساعدته واستكان داخله وانطلقت السيارة بهم إلى المنزل .
**********************
في مكان ما يجلس ذاك الشخص يشاهد الكنز الذي يعتنقه بين يداه بعيناي تلتمع وكأن أبواب الملايين فتحت أمامه ،
ثم تحدث مع شخص أخر :
_ ها ياكلينتون هتعرف تظبط لي الفيديو وتروق لي عليه ، أنا أسمع عنك انك رايق وبتعمل شغل على ماية بيضة ؟
أخذ نفسا بطريقة مقززة من أنفه جعلت الماثل أمامه يشمئز منه ثم ردد بثقة :
_ لما تبقى باعت لكلينتون متسألهوش سؤال زي ده ، أنا قائد السوشال ميديم وبعون الله نص فيديوهات مصر طالعة من تحت ايدي شمعة منورة .
انفرجت أسارير ذاك الجالس ثم غمز بإحدى عيناه قائلاً:
_ أه مانا عارف ياسطى وسمعتك سابقاك علشان كدة بعت لك ، ومتقلقش هديك اللي هتطلبه وفوقيهم بوسة ، بس انجز واظبط الكلام وعايز بقى ساسبنس في الفيديو وحوارات كدة تجيب فلوس فلوس فلوس .
عدل كلينتون من هندامه بشموخ ثم تحدث:
_ الله عليك وانت بتفخم سيد كلينتون ، أنا اشتريت والكلمتين بتوعك شجعوني ، ولا تقلق اني أحب إنجاز المهمات علشان النقودات محتجاينها لتظبيط المزاجات المعكرات ،أوكيشنات ياعم العالم ولا ؟
اندهش ذاك الجالس من طريقة كلامه ثم هتف :
_ لامؤاخذة يعني ما معنى أوكيشنات دي ؟
قهقه كلينتون ثم أجابه:
_ أه انت ليك حق علشان لسة مدرستش ثقافة كلينتون ولا تعرفها بس بكرة تتعود ، خلينا في المهم ، أوكيشنات يعني أوكيه بس بطريقة كلينتون .
حرك الآخر رأسه بموافقة مغلقة بالاندهاش ثم مد يداه بالمبلغ المالي قائلاً :
_ أه تمام فهمت ، بس أرجوك انجز أنا قدامي أسبوعين جاي أجازتي هنا في مصر وراجع الصعيد تاني ، وده نص المبلغ اللي اتفقنا عليه وبعد ماتسلمني الفيديو هسلمك باقي الفلوس .
أمسك كلينتون المال وشم رائحته وكأنه أبهى العطور وهو يردد :
_ لاتقلق انى أحب الالتزام بالمعاملات ، كلينتون يعشق الترند ، سيبني بقى مع دنانيري أستفرد بيهم لوحدي وتوكل على الله وعلى تليفون مني .
قام الآخر من مكانه وتركه يعد الأموال بطريقته المفضلة لديه وهو يردد :
_ دنانير وبلانكوا وفلوس بالكوم في البانكوا ،
دنانير وبلانكوا وفلوس بالكوم في البانكوا ،
ومليش في كلامكوا دولارات يوروهات وفرانكوا ،
دنانير وبلانكوا وفلوس بالكوم في البانكوا .
“ملحوظة : كلينتون كان معايا في رواية بين الحقيقة والسراب واكيد ناس كتير عارفينه ، والطريقة اللي بيتكلم بيها دي طريقته المعروف بيها ”
*********************
في مكتب ماهر البنان كان يدور في المكتب حول نفسه بغـ.ـضب من تجاهل تلك المتمردة له ، تجيبه على السؤال بالمختصر ، منذ أكثر من أسبوع وهي لاتعطيه وجها مبتسماً وتتعامل معه بحدود وتلك المعاملة جعلته يجن منها ، فضغط على زر التليفون وهو يردد لها بأمر :
_ رحمة تعالي لي دلوك حالا.
اندهشت من طلبه وطريقته :
_ بس أني لسه مخلصتش الملف اللي حضرتك عايزه يافندم قدامي نص ساعة كمان .
على نفس طريقته الغاضبة هدر بها :
_ بقولك سيبي اللي في يدك وتعالى لي دلوك ولا أخرج أكـ.ـسِر لك المكتب ده حالا.
ارتعبت من طريقته وبات عقلها يفكر في أنها فعلت شيئا شنيعا أغضبه بتلك الدرجة ولكنها لم تجد ، ثم قامت من مكانها ودلفت إليه مسرعة وهي تحمحم :
_ أمممم .. في حاجة يافندم عميلتها مخلياك متعصب مني اكده ؟
قام بحدة من على الكرسي ثم نفضه بغـ.ـضب أصدر ضجيجا أرعبها ووقف قبالتها وتسائل بعيناي يكسوها الاحمرار من شدة غضبه وصوته عال بعض الشئ:
_ إنتي عايزة ايه بالظبط ياست إنتي ، فهميني عايزة توصلي لايه بدماغك داي معاى ؟
ارتعبت من نبرته ونظرته وطريقته ككل وحتى طريقة سؤاله وأومأت وهي تبتلع أنفاسها بصعوبة:
_ هو في ايه ، وايه الكلام دي ، وايه الطريقة داي يامتر ؟
وضع يداه في جيب بنطاله وهتف ببرود اصطنعه ببراعة وهو ينظر داخل عيناها :
_ متحاوليش تعملي نفسك مش فاهمة ومش عارفة وأني عارف انك فاهمة كل حاجة كويس جدااا يارحمة .
اصطنعت عدم الفهم ببراعة ثم استدعت الغـ.ـضب مثله :
_ لو سمحت يامتر كفاية لعب بأعصابي لحد اكده ، أنى مش هقدر أتحمَل الطريقة داي تاني ، ياتعرِفني غلطي يا إما أروح أكمل شغلي أو أمشي من اهنه خالص وبلاش لعب الأعصاب ده مهتحملهوش واصل.
جز على أسنانه بغـ.ـضب وهدر بها عندما سمع كلماتها و تذكر نفس الكلمات التي قيلت له من قبل وانتابته دوامة فقدانها في لحظة ثم أمسكها من كتفها وهزها بعـ.ـنف دون أن يدري ماذا يفعل وعيناه محمرتان من شدة غضبه :
_ انتو ليه كلكم اكده صنف واحد ميحبش إلا حاله واللي هو عايزه وبس ! ليه كلكم تفضلوا تضـ.ـغطوا وتلعبوا بأعصاب اللي قدامكم وعايزين تحرِكوه على كيفكم زي عرايس الماريونيت !
كلكم صنف واحد ، كلكم صنف واحد .
تألمت بشدة من إمساكه لها بتلك الطريقة وهزه لها بذاك العـ.ـنف والتمعت الدموع في عيناها من هيئته الغاضبة بشدة وطريقته العنيفة معها في الحوار ثم ابتعدت عنه حينما خفف قبضة يداه من على كتفيها وهي تدلك مكان يده التي أوجعتها وهدرت به:
_ انت أكيد مريض ومش طبيعي اللي انت فيه ده ياماهر ، أكيد مريض ، انت للأسف الأنا عندك زايدة قووي ،
وتابعت عتابها وعيناها تلتمع دمعاً:
_ كل ده علشان رفضت اتعامل معاك زي مانت رايد !
كل ده علشان نفسي أحب واتحب واحس إن ليا وجود في قلبك زيي زي اي بنت !
تحرك خطوتان ناحية المكتب واستند عليه بباطن يداه وهتف بوجـ.ـع :
_ ولما أعمل اللي انتي عايزاه ايه اللي هيحصل بعد اكده ؟
بالتدريج الحب بتاعي هتعتبريه تملك ، والمشاعر هتستخفي بيها ، وبعدين الملل يدخل حياتنا وتبداي الشِكى والبُكى وحياتنا بدل ماتُبقى ماشية بالعقل وأمورنا مستقرة لأن العقل بيحسبها كويس جداً هتخـ.ـرب لو مشينا ورا القلب ونعيد التجربة من تاني صوح ؟
قرأت نظرات الوجع في عيناه بل وتكاد تصـ.ـرخ من كتمانها للدموع بشدة ثم اقتربت بضع خطوات منه وسألته :
_ ليه بتحسبها اكده ياماهر ؟
قرب مني وحبني زي مانا أستحق وأوعدك إنك مش هتندم ، اديني فرصتي أبدل لك الوجـ.ـع عوض ، اديني فرصتي واني أثبت لك ان صوابعك مش زي بعضها وان الدنيا لسه بخير ،
أثبت لك إن البيوت لسه عمرانة بالمودة والرحمة والسكينة ومبنية على أساس صلب صعب يتفك .
اهتز فكه بسخرية جعل داخلها يحزن من طريقته قائلاً بأمل منقطع:
_ اديتها فرصة قبلك ، اديتها حب ومودة وسكينة من اللي انتي بتقولي عليهم ، في الأول رسمت لي بيت جنة وقالت لي هعيشك فيه الهنا ، وبنت لي في الخيال أحلام هتعيشني فيها وطلع كلام ، وفوقت من ده كله على أوهام وأن الجنة والأحلام طلعت نـ.ـار حـ.ـرقت قلبي وخلتني أعيش مـ.ـيت بالحيا ، خلتني أحس اني بني ادم غريب واللي بعمله معاها أفورة في حياتنا واني مكبر الموضوع قووي ، فضلت مستحمل لحد ماجت الضـ.ـربة اللي اخدتها على دماغي فوقت منيها على فقدان أغلى الحبايب ،
ثم اقترب منها ونظر داخل عيناها مستجديا منها الأمان وطالبا منها الانسياق وراءه وبالتأكيد ستنجح تجربته تلك المرة :
_ تعالي يارحمة أبدأ معاكي حياة مستقرة وهادية بقوانين مرسومة نلتزم بيها وأوعدك انك هتبقي اهم قضية في حياتي وهسعى بكل جهدي مخسرهاش .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وأشارت إلى موضع قلبها مرددة بوجع مماثل له :
_ طب وده أعمل في ايه ! نفسه يجرب مشاعر مختلفة معاك من حقه يحسها ،
نفسه يعيش ولو ليلة واحدة من ليالي الالف اللي ياما سمع عنهم وسرح فيهم واتمناهم .
خلل أصابعه بين خصيلات شعره وتمتم بتذكر :
_ أنا جاي لك من الماضي وبقول لك الحاجات دي بتهدم البيوت مش بتبنيها ،
جاي لك من هناك وبقول لك متصدقيش الأساطير دي علشان آخرها هم جبال هتخرجي منه وانتي مستنفذة كل طاقتك وحيويتك .
حركت رأسها برفض وهمست :
_ سبني أجرب يا سيدي الحب بوجعه وشفني وقتها هقدر أداوي الوجع ولا لا ؟
سبني أخلق لك من ضلع وجعك حب جديد وحياة جديدة مش كلنا زي بعضنا ولا طباعنا واحدة .
على نفس سخريته أجابها :
_ هتبقي زي والدتك اكده يارحمة !
جزت على أسنانها بغـ.ـضب من سخريته وتداخله الأمور في بعضها ورددت باندهاش:
_ انت بتعايرني ياماهر ان بابا اتجوز علي ماما !
كاد أن بجيبها ولكنها منعته قائلة :
_ له متتكلَمش كفايا على اكده النهاردة منقصاشي كـ.ـسر قلوب تاني ، اني ماشية مش هقدر اكمل .
قبل أن تغادر على صوته:
_ علشان تعرِفي إن نفسك قصير أهه من أولها ومهتتحمليش المشي ورا أمر القلوب .
أعادت بصرها إليه هاتفة بتصميم :
_ من قال اكده يامتر ، أني نفَسي أطول مما تتخيل ومسير قلبك هيجيبك حدي وهتُنطُقها بدل المرة ألف وهتشوف .
أنهت كلماتها وهربت من أمامه قبل أن ينكشف ضعفها ويرى أن قوتها التي تظهرها أمامه هشة ، وجلس على المقعد بإهمال يحاول كبت دقات القابع بين أضلعه لتلك المتمردة .
*******************
مرت الأيام ومكة بدأت تتحسن صحتها وسكون تراعيها ، اما مجدي حالته كما هي تصعب كل يوم عن ذي قبل ومازال في غيبوبته ومها تتردد لزيارته كل يومان ،
أما وجد وسلطان وزينب الأجواء بينهم هادئة نظراً لأن وجد تشعر بالاخـ.ـتناق كلما اقترب موعد زفاف عمران وسكون وكل شغلها الشاغل الآن هو التدبير لهم ،
أما سكون بدأت تجهز حالها لعرسها فلم يتبقى سوى يومان وتأتي الليلة التي حلمت بها كثيرا وقلبها يكاد يقفز من السعادة داخلها ،
واليوم حنتها على عمران ، تقف في غرفتها وهي تنظر إلى نفسها في المرآة بانبهار من جمالها والجميع حولها يهللون ويكبرون من هيئتها ، ثم تحدثت مها وهي تضع لها اللمسات الأخيرة:
_ طالعة كيف القمر ياقلبي أول ما عمران هيشوفك هيتجنن من جمالك وقلبه مش هيتحمل الصبا ده كلياته .
ابتسمت بخجل من كلمات مها ثم أردفت:
_ وه مش للدرجة داي ياأم الزين أني عادية خالص اهه .
ضمت مها حاجبيها بعبث وهتفت باستنكار مصطنع :
_ ايه الكلام اللي هتقوليه ده ياعروسة ياقمرة إنتي ؟
وتابعت استنكارها وهي توجه الكلام لمكة :
_ طيب بذمتك يامكة مش طلتها الليلة كيف القمر ليلة تمامه ولا اني غلطانة.
كانت مكة تائهة في ملكوتها ، ملكوت الآدم الذي ظل طيلة الأسبوعان التي مكثت فيهم مريضة يراسلها يومياً كي يطمئن عليها ولكنها تدللت عليه ولم تجيبه إلا بضع مرات ،
لاحظت مها شرودها وأنها لم تجيبها فسألتها :
_ وه مالك إنتي كمان يا شبر ونص سرحانة في ايه ومهترديش علي وبكلم حالي !
انتبهت من شرودها على استنكار مها لها وهي تردد :
_ ها ، بتقولي ايه مسمعتش كنت سرحانة شوي .
مطت مها شفتيها بامتعاض وتسائلت بفضول:
_ وكنتي سرحانة في إيه إنتي كمان ؟
ده انتي الوحيدة فينا اللي سنجل وفي حالتك داي السنجلة جنتلة ومعندكيش حاجة شاغلة دماغك بيها ولا راجل يمغِص عليكي عيشتك .
تأففت مكة من كلامها :
_ لا ده إنتي قاعدة تقري علي بقي مش ناقصة يا أم الزين والله ده أني لساتي خارجة من عملية ومأثرة علي ، منقصاشي هموم كمان .
ضحكن على طريقتها وظلوا يتحدثون بمرح وفرح إلى أن استمعوا إلى أصوات الزغاريد تملأ المكان تعلن عن وصول عمران وأهله مما جعل سكون تشعر ببعض المشاعر المتداخلة من خجل يصحبه اضطراب يصحبهما سعادة وبدأت تفرك يداها من شدة توترها ثم استدارت بجسدها الى شقيقتها قائلة :
_ هو أني هخرج وسط الحريم بشكلي ده يامها أني خجلانة مهقدرش وركبي سايبة خليني ألبس حاجة تداريني شوي وألبس حجاب بسيط على شعري .
هنا تحدثت مكة مشجعة إياها:
_ عنديكي حق مينفعش تخرجي اكده وكمان الزمن دلوك مش مضمون ، والمحاميل مخلتش فضايح وصور ستات عرايا من أصحاب نفوس مريضة إلا وعمليتها فاستري نفسك وخليكي في الأمان أحسن .
لم يعجب مها حديثهم فلكزتها في كتفها وهي تهدر بها :
_ وه كلام إيه ده يامخبلة إنتي ! دول كل اللي برة نسوان أخوالك ومرت عمنا الوحيد اللي جاية من السفر خصوصي علشان تطلع للقمر ، وخوات عمران والستات جيراننا اللي بيدخلوا علينا عادي ، وحماتها وخوات جوزها مفيش حد يستجرى يعمل اكده.
ثم وجهت أنظارها إلى سكون وأكملت بتشجيع :
_ متخافيش ومتتوتريش اكده ماني اهه اتجوَزت قبلك وكنت عاملة زيكي بالظبط ومحصُلش حاجة تستدعي توترك ده خالص ،
ثم ربتت على ظهرها بحنو واسترسلت بطمئنة لها :
_ هدي أعصابك وفكي التوتر والخجل ده ياسكون وافرحي بليلتك في بيت أبوكي ، ومتضيعيش فرحتك الأيام الجميلة داي مش هتتنسي وهتفضلي طول عمرك تتمني الزمان يرجع بيكي تاني وتعيشي اليوم ده كله بتفاصيله.
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وهي تحاول تهدئة حالها من توترها ثم قررت أن ترسل لعمران رسالة تستشيره فهي تحبذ رأيه دائما وما سيدليه عليها ستفعله ،
فأمسكت هاتفها وكتبت :
_ حبيبي إنت جيت برة أكيد ، في حاجة عايزة أخد رأيك فيها ، أنى لبست الدريس اللي ورته لك قبل اكده الأحمر اللي اشتريناه سوا ، وهخرج أقضي بيه الحنة بس حاسة إني مكسوفة وأني خارجة بيه ، ايه رأيك أخرج عادي ولا ألبس عليه حاجة تداريه وحجاب بسيط .
كتبت رسالتها بيداي متوترة وانتظرت رده ولكنه لم يستمع إلى صوت الرسالة حين أتته وانتظرت رده ، وبعد مرور حوالي ربع ساعة لم يستلم رسالتها فشعرت بالاضطراب مرة أخرى ولكنها استمعت إلى نصيحة مكة في الآخر وارتدت بيزك بأكمام شفافة على الفستان ووضعت حجابا بإهمال على رأسها وخرجت اليهم عندما استمعت إلى صوت رحمة وحبيبة دخلن إليها وهم يهللون فرحا وخرجوا جميعهم إلى الخارج فانطلقت الزغاريد مهللين وفرحين بطلة العروس التى نالت إعجابهم ،
ثم ذهبت سكون إلى حيث توجد زينب وسلمت عليها بحب واحتضنتها ، فتمسكت زينب بأحضانها بحنو وهي منبهرة بجمالها:
_ طلتك كيف القمر يابتي ، ربنا يجعلك عروسة السعد والهنا على ولدي ، ويجعله ليكي عريس العمر كله ياحبيبتي.
أمنت على كلامها ثم خرجت من أحضانها وبدأت مراسم الحنة واشتغلت الأغاني وجذبتها رحمة ومها وصديقتها فريدة وبعض المعزومين القلائل من البنات ووقفن يتمايلوا معها فرحين بها ،
ثم شدت رحمة حجابها من على رأسها قائلة :
_ شيلي الطرحة ياعروسة كلنا بنات وستات اهنه وبعدين شيلي الكاريدجان ده كماني محدش غريب بيناتنا ، ليه مقفلة على حالك اكده شيلي ياعروسة شيلي .
مع أصوات التهليل والتصفيق اندمجت معها وخلعت حجابها وسترتها وما إن انكشفت حتى فتحت أفواههم جميعا مكبرين من جمالها ورشاقتها التى كانت تخبئها حول الملابس الفضفاضة وبدأت تعيش أجواء فرحتها بسعادة ، أما زينب وماجدة كن يكبرن في سرهن على جمالها خوفاً عليها من العين والحسد فهي عروسة العمران حلم فتيات كثيرة حولهن ، ثم استمعوا الى صوت موسيقى المزمار البلدي مما جعل رحمة ومها يطوقون خصرها بذاك الحجاب وأصروا عليها أن ترقص وحدها وتفرح ،
فاستجابت لطلبهن وبدأت تتمايل بخفة ورشاقة جعلت الجميع ينتبه معها ومع رقصتها ،
أما في الخارج كان الرجال ملتفين حول عمران يتراقصون بالعصا ولكنه شعر بأن يريد أن يرتاح فمنذ أن أتى وهو لم يجلس على قدماه ، وما إن جلس حتى أخرج الهاتف من جيبه كي يرى الساعة فهو متلهف لانتهاء تلك الليلة كي يتنعم برؤية طبيبة قلبه وأيامه ،
ولكنه رأى رسالتها ففتحها وقرأ محتواها ثم قام من مكانه مستئذنا أبيه بأنه سيذهب إلى الحمام دقائق قليلة ويعود ،
ذهب بأقدام مسرعة إلى مكان تواجد النساء واقتـ.ـنصت عيناه تلك الساحرة وهي تتمايل على أنغام المزمار بحرفية اندهش لها ، وعيناه اقتـ.ـنصت أيضاً أعين النساء التى اختـ.ـرقت جسدها الذي يصول ويجول المكان بخفة كالفراشة ، وهواتف بعضهن التى تصور رقصتها ، فلم يتحمل ذاك الموقف وضـ.ـرب بجميع العادات والتقاليد عرض الحائط وجرى إليها مسرعاً جعلهم جميعهن ينظرن إليه مندهشين من تعبيرات الغضـ.ـب على وجهه في تلك الليلة ثم خلع عبائته ووضعها عليها بحدة وكأنها كانت ترقص في ملهى ليلي وليس بين أهلها مما جعلها ترتعب من هيئته ونظراته الجامدة لها والقابع بين أضلعها بات يدق بدقات الخـ.ـوف ،
وقبل أن يتحدث هتفت والدته باستنكار لما فعله :
_ ايه ياولدي الدخلة الغريبة داي في ايه حوصل لمنظرك ده ؟
أحس بأعينهن جميعاً ترتكز عليهم فحاول مدارة الموقف لئلا يخجلها أمامهم ولكنها فهمت معنى نظراته لها وهو يلبسها العبائة ،
ثم أجاب والدته وهو يمسك يداي سكون وبدأ يتراقص معها على أنغام المزمار مطمئناً والدته :
_ له مفيش يا حاجة كنت جاي أرقص ويا عروستي وحبيت أشوفها بترقص بالعباية والعصا بتاعتي ، فرحان بيها يا أم العمران .
ربتت والدته على ظهره وابتسمت له وهي تشجعهم ووقفت بجارهم تتمايل بخفة نظراً لجسدها الهزيل وبدأوا برقصتهم والجميع فرحين بهم ،
ثم تركوهم وحدهم فبدأ يقترب منها وعندما وصل إلى جانب أذنها همس لها بعيناي تبتسم للجميع كي لايلحظوا :
_ ده إنتي ساعتك مهببة بهباب مطين على راسك النهاردة ، وبإذن الله يومك هيختم النهاردة ياسكون .
ابتلعت ريقها بهلع من تهديده وبان الخوف على معالمها ولكنه جذبها إليه بخفة وهو يحذرها ومازال مبتسماً:
_ متقلبيش وشك ومتخليش الحريم ياخدوا بالهم من رعبك ده واتقلي اكده على رزقك لما الليلة داي تُخلص وهتشوفي وش عمران على حق علشان تبقي ترقصي حلو قووي وانتي بمنظرك العريان دي قدام الحريم .
رسمت ابتسامة باهتة على وجهها وتمتمت في أذناه وهي تتمايل معه بحركات بطيئة لأن جسدها شعر بالخـ.ـوف من كلماته وأصبح مهزوزا :
_ ماهووو ، أصللل ، هما قالوا لي اننا ستات وان ده عادي وهما اللي شدوني أرقص .
قبض على معصمها بقوة ألمتها ولكنها كتمت ألمها وهي تغمض عيناها ولكن الجميع فسر ذلك على أنهما اندمجن في رقصتهم ، ثم هدر في أذنها بصوت خفيض :
_ وانتي عقلك فين شلتيه وحطيتي مكانه ملوخية علشان تمشي وراهم وتعملي اللي هيقولو لك عليه !
بنبرة يملؤها الوجـ.ـع تحدثت :
_ على فكرة إنت وجعـ.ـتني بيدك اللي قرصت بيها على دراعي قووي .
اهتز فكه بابتسامة ساخرة :
_ إنتي لسه شفتي وجـ.ـع ده لما المولد دي يخلُص هخليها لك ليلة غميق ياداكتورة.
مازالت على رعـ.ـبها فهي لم تتوقع طريقته تلك ولا غضبه ولكنها استدعت بعض القوة وهتفت :
_ ايه هتُضـ.ـربني ياعمران ولا ايه !
مش هسمح لك على فكرة ، وبعدين مينفعش تستخدم وياي أسلوب التهديد وتخوفني منيك بالطريقة داي ، اكده الحوار مينفعش بيناتنا .
لاحظ أن عبائته غير محكمة عليها فرفعها على كتفيها وهو يهمس لها بنفس طريقته ويضـ.ـرب بكلامها عرض الحائط:
_ هو كل العقاب اللي الراجل بيعاقبه للست في نظرك يُبقى ضـ.ـرب وإهانة !
لااا يا حبيبي مع عمران كل شئ يختلف ، وبعدين مش أني الراجل اللي يمد يده على مرته مهما حوصل ، مش عربجي أني علشان أبقى بالهمجية داي ،
لاحظ زيغ عيناها وارتجاف داخلها فأكمل بتحذير :
_ أني هخرج للرجالة دلوك وبقول لك كفاية رقص ومسخرة لحد دلوك واقعدي بقي كيف البرنسيسة اكده لحد مالموال ده يُخلص وأرجع لك .
قبل أن يغادر ثبت العبائة على كتفيها بنظرات تحذيريه فهمت معناها أن لا تخلعها مهما تحايلوا عليها ومن نظرته تلك أمسكتها جيدا وهي تداري بها جسدها مما جعل داخله ينفرج سروراً من فعلتها تلك الذي رآها وهو يلتفت إليها قبل أن يخرج ،
جلست مكانها تصفق بملامح باهتة فجائت رحمة تردد لها باستنكار:
_ وه مالك عاملة اكده ليه وبوزك قلب شبرين ووشك أحمر على الاخر ،
واسترسلت حديثها وهي تستنتج شيئا ما جعلها تبتسم نصف ابتسامة :
_ تكونيش خجلانة لما خوي جه ورقص وياكي ولبسك عبايته ومسكك عصايته !
طيب تصدقي عنديكي حق تخجلي ماهو عمران خوي مكشوف قوووي في عشقه ليكي وعينه فاضحاه وداي حاجة جديدة على راجل صعيدي ، أصل لازمن الراجل الصعيدي يُبقى حمش اكده وميبينش حبه ولا عينه تفضحه بالعشق لمرة واصل .
حركت رأسها برفض قاطع :
_ اسكتتتتتتي ، اسكتتتتتي ، إنتي السبب ياريتني ماقمت من مكاني ولا سمعت كلامك ياست رحمة ، ليلة حنتي انقلبت طين بسببك .
ضـ.ـربت رحمة على صدرها وهتفت باستنكار:
_ وه ! ليه بقى إن شاء الله ، عميلت ايه أني ؟
لوت سكون شفتيها وأجابتها :
_ خليتيني قلعت الكاريدجان والحجاب ورقصت وأخوكي شافني من اهنه واتوعد لي إن زعابيب أمشير هتقوم في وشي النهاردة وهيقلبها لي ليلة طين بسببك .
ضحكت رحمة بشدة من خوف سكون ثم لاحظت حزنها فهدئت من ضحكاتها قائلة بأسف:
_ معلش والله غصب عني ضحكت ، إنتي اكده صلحت لي مفهومي عن الراجل الصعيدي وطلع هو زي ماهو في غيرته بيبقى عميان وكمان غشيم مبيهموش حد ، بصراحة الله يعينك على عمران خوي ، من غيرته هتطلبي النجدة وبردو هتعملي كيف ماهو رايد .
لكزتها سكون بخفة وأردفت بامتعاض:
_ يعني أعمل إيه دلوك ياللي دبستيني في بلوة وقاعدة تضحكي ؟
بعيناي تنظر لها بمكر نصحتها :
_ اهرُبي .
_أهرُب كيف يامخبولة إنتي !
_انتي مش عايزة نصيحتي أول مالحنة تخلُص والكل يمشي وهو ياجي لك ادخلي على أوضتك جري ومثلي التعب فهيركز في تعبك وهتصعبي عليه وهينسى .
بابتسامة عريضة على وجه سكون قالت :
_ أه منيكم ومن مكركم يابتوع المحاكم ، ايه الدماغ داي يارحمة ! في لمح البصر طلعتيني من جانية لمجني عليها ، ومن واحدة خايفة ومرعوبة لواحدة يتخاف عليها ،
واسترسلت وهي تشد العبائة على جسدها:
_ تصدقي أرفع لك القبعة يارحوم .
رفعت رحمة قامتها بشموخ مصطنع وتحدثت بنبرة استنكارية :
_ ترفعي لي القبعة علشان اقترحت عليكي حل هايف لمشكلة تافهة ، أمال لما اقف في المحكمة أجيب حكم براءة لمتهم في قضية قتل هترفعي لي دماغك كلها بقى ويدك ورجلك كمان ؟
ضحكت سكون وأكملت فرحتها باطمئنان لأنها ستفعل ماقالته لها رحمة وستؤدي الدور كما ينبغي أن يكون ،
بعد ساعتين انتهت الحنة وغادر الجميع عدا زينب ورحمة ثم غمزت رحمة بعينيها لسكون أن تبدأ فيما اتفقن عليه ،
وبالفعل أمسكت سكون أسفل بطنها وتوجعت بصوت عالِ لفت أنظارهم جميعاً إليها وخاصة أنها مثلت الوجع بحرفية ، جعلت زينب وكلهن واقفات أمامها يرددن بهلع ؛
_ مالك يابتي جرى لك إيه ؟
وعلى نفس سؤال زينب هتفت مها وماجدة بخوف ، وعلى صوتهم دلف عمران وهو منتوي أن يثأر لغيرته عليها منها ،
ورآهم مجتمعين حول سكون التي تتأوه بشدة وزينب أكملت :
_ حسدوكي يابتي وانتي بترقصي كيف الفراشة وعينهم جابتك الأرض ، الله أكبر في عينهم ، الله أكبر ، اسم الله عليكي يابتي .
ما إن ذكرت رقصتها وطرف عيناها لمحت عمران حتى قـ.ـرصتها رحمة بخفة في جنبها كي تزيد تأوهاتها وتشغل بال عمران بوجـ.ـعها حتى رآها عمران فدخل الشك بقلبه ،
وما إن قـ.ـرصتها حتى زادت في تألمها مما جعل عمران يتأكد من خطتهن ويرفع حاجبه لمكرهن ،
طلبت منهم سكون أن يدخلوها غرفتها لأنها غير قادرة على الحراك ومع كل كلمة تصـ.ـرخ عاليا ، فتحدث عمران وهو يهبط لمستواها أرضاً:
_ خلى عنيكم هسندها اني وأدخلها أوضتها.
هنا هتفت ماجدة باعتراض:
_ معلش ميصحش ياولدي تدخل أوضتها أني وأختها الكبيرة هنسندها .
اعترضت مها قائلة :
_ ماتسبيه يدخلها ياأم مها فيها ايه يعني دي جوزها والنهاردة حنتهم مهيكلهاش يعني ، ماكلنا موجودين أهه .
كل ذلك وعمران منتبه مع ملامح سكون التى تنم على اصطناع التعب ثم أسندها وأدخلها إلى غرفتها ، فنظرت ماجدة إلى مكة كي تدلف ورائهم فمشت خطوتان فمنعتها مها قائلة :
_ رايحة فين يازفتة إنتي !
إيه الرخامة بتاعتك داي ارجعي اهنه سبيهم يتحدتو ويا بعض شوية ويعرِف هي مالها وفيها ايه متُبقيش رخمة وحشرية اكده.
أشاحت مكة بيدها بغـ.ـضب:
_ طيب ليه الغلط ياست مها ! ماني كمان عايزة أطمَن عليها وأشوفها مالها ، ولا إنتي مش واخدة بالك انها كانت بتتلوى ببطنها في الأرض .
نظرت لها نظرات تحذير كي تفهم ولكنها استمرت على غبائها فجذبتها رحمة من يدها وهي تطلب منها :
_ بقول لك ايه يامكة ، عايزة أظبط حجابي ممكن توديني أوضتك .
أما في الداخل عند عمران وسكون وضعها على التخت واقترب من وجهها وهو يتسائل بنظرات تستكشفها :
_ أها ايه اللي بيوجعك بقى ياداكتورة بالظبط ؟
ابتلعت ريقها وهي مازالت تتوجـ.ـع باصطناع :
_ معرفاش فجأة اكده جالي مغص وبيقـ.ـطع في بطني ومش قادرة حاسة بيه جامد ، أاااااه .
أمسكها من يدها ووضعهم بين يداه وحاول تهدئتها بنبرة ساخرة :
_أه بطنك بتوجـ.ـعك معلش ياحبيبي يمكن من كتر ماهزيتي وسطك ورقصتي وانتي عريانة وسط الحريم تعبتي ، أو على رأى الحاجة زينب يمكن حسدوك ياحبيبي.
زاغت أعينها من نبرته الساخرة منها وأحست لوهلة أنه كشفها فوضعت يدها على رأسها وأكملت تألمها :
_ أااااه حاسة إني مصدعة ودايخة ومش قادرة أفتح عيني .
رفع حاجبه وبنبرة مندهشة :
_ الله هو إنتي بطنك اللي بتوجعك ولا عنديكي صداع ماترسى على تمثيلية ياروحي .
فتحت فاهها بدهشة وبنبرة صوت طبيعية هتفت باستنكار:
_ تمثيلية ! هي دي ألف سلامة عليكي ياسكون ، أو نامي وارتاحي ، تقول عليا بمثل !
حرك يداه على رأسها وأزال حجابها التي كانت تضعه بإهمال وتسائل وهو يحرك يداه على خصلات شعرها الغجري :
_ وه ! هو انتي عنديكي صداع ياحبييي ولا بطنك مغصانة ماتختاري مرض حلو اكده تمثلي عليا بيه دي حتى إنتي داكتورة قد الدنيا والحاجات داي بالنسبة لك لعب عيال .
حركت رأسها بتيهة من لمساته واقترابه منها ورائحته ووضعها وهي نائمة وهمست باعتذار لأنه استشف كذبتها:
_ أنى أسفة ومش هتتكرر تاني ياعمران ولا في أي فرح ولا في أي مكان .
على نفس لمساته جذب خصلة من شعرها حول إصبعه بشدة آلمتها وجعلتها تتأوه :
_ أاااه شعري ياعمران بتوجعني ، ماقلت لك خلاص مش هعمل اكده تاني .
خفف من قبضته على خصلتها ثم خللها بيداها بحنو قائلاً:
_ شطورة سكون ، لو خصلة واحدة بانت من شعرك تاني ولا منظرك ده قعدتي بيه حتى قدام الحريم تاني هتشوفي وش عمرك ماشفتيه ياحبيبي تمام ؟
آه والرقص ممنوع بتاتاً ، مترقصيش غير لعمرانك بس ياحبيبي.
حركت رأسها بموافقة نمت عن ارتياحها ثم شعرت بحـ.ـبس أنفاسها باقترابه فتمتمت بخفوت :
_ عمران بعد عني بقي مش قادرة أتنفَس .
غمز لها بإحدى عيناه قائلاً بمشاكسة:
_ أبعد كيف يعني هي مش الليلة حنتنا ياحبيبي ولا ايه ؟
ثم تابع حديثه وهو يقبلها من يداها برغبة :
_ وبعد ماشفتك وانتي بترقصي كيف الفراشة أهمل لك اكده من غير ما أمسي عليكي والله تُبقى عيبة .
ابتعدت قليلاً من مكانها وابتلعت أنفاسها المسحوبة منها بصعوبة وهي تردد بقلب يخفق :
_ تمسي ايه ياعمران ! هو إنت التماسي دي عنديك في أي وقت وفي أي مكان !
بعد عني بقي ، أمي وخواتي برة وممكن يدخلوا في أي وقت منظري هيبقى وحش وقتها ، بعد الله يسترك .
كلما ابتعدت سنتيمترات اقتربهم هو منها وهو مازال مسحورا بقربها واقترب من وجهها مداعبا أنفها وأنفاسه تستنشق أنفاسها مرددا بوله :
_ يانهار أبيض عليك وعلى سنينك اللي مليانة أنهار عسل ياعمران ، ده إنتي تسحري بجمالك وجمال عيونك ياسكوني .
انجذبت لطريقته ونسيت كل شيء واحتضنت وجهه بكف يداها وهمست برقة :
_ عيون سكون اللي ياما حلمت تبقى لعمران وبين ايدين عمران .
وضع يداه على يداها المحتضنة لوجهه وجذبها برفق ناحية شفتاه وقبلهما بعشق وهو يغازلها:
_ بحبك ، لاااا بعشقك ، ونفسي أعيش وأدوق طعم الحلال معاكي .
أبعدته برفق بكف يدها الصغير :
_ طيب كفاية بقى لحد اكده وكلها يومين وأبقى ملكك وفي بيتك .
حرك رأسه برفض:
_ طب قولي لي أسويها كيف داي ؟
أبقى في حضنك وقلبي رايدك وشوقي ليكي غالب وأهمل لك كيف ياسكوني ؟
لمعت أعينها بعشق وخللت أصابع يديها بين خصلات شعره :
_ خلاص ياعمراني فات الكَتير ومبقيش إلا القليل وبعدها دنيتي هتنور بوجودك وياي ،
بس كفاية اكده وبعِّد بقى مقدراش أتنفس في قربك وقلبي مهيبطلش دقات باسم عمران .
أنهت كلماتها وأبعدته برفق بكفاي يداها الرقيقة ،
أفاق من حالة الحالمية التى أدخلتها إياه تلك الساحرة الآخاذة لقلبه والسـ.ــارقة لكله وهو يحمحم:
_ لاااا أني اللي هبعد لأني بعد اكده هدوب بين ايديكي ومحدش هيقدر علي .
استمع كلتاهما الى دقات باب الغرفة فعدلت سكون من هيئتها المبعثرة على يداه ودخلوا جميعا كي يطمئنوا عليها ووجدوها أصبحت بخير وغمزت لها رحمة بشقاوة جعلتها تبتسم وانقضت تلك الليلة مع انتظارهم على أحر من الجمر للقاهم وأن يجمع الله بينهم في خير .
*******************
جلس جاسر أمام ملف قضية ما يدرسها وكالعادة ارتسمت صورتها أمامها ، توجـ.ـع قلبه وأغلق الملف وأسند رأسه على الأريكة وتذكرها وهي طفلة صغيرة كيف كان يحنو عليها ،
تذكر أول نبضة من قلبه جعلته يشعر بعشقها لها وأنها حب الطفولة والشباب والشياب ،
وحدث حاله:
_ كنتِ لي نهاراً أنتي شمسه يارحمتي ، وكنتِ لي قمراً يضئ عتمتي ،
لم يا قلبي فأنت الذي حلَّفتني وحلفتَ لي أن لاتشتاق وخنتني ،
وحلفتَ لي أن لاتميل مع الهوى أينَ اليمينَ وأينَ ماعاهَدتَني ،
لم تقعدن الآن على الطريق وتشتكي وأنت مظلوم وظلمتني ،
انهض أيها الجاسر واخلع شوقك لها من بين ضلوعك بعزم الرجال ولا تنحني ،
#خاطرة_جاسر_المهدي
#بقلمي_فاطيما_يوسف
#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
عاد من شروده بها وهو يضـ.ـرب على قلبه بقبضته ولكن بلكمة آلمته :
_ فوق بقى وانساها مبتحبكش ، لااا داي مش شيفاك من الاساس ، قوم واشتغل واطحن كل قوتك وتفكيرك في انك تكبر ودوس على الماضي برجليك إنت أقوى من أي عاصفة ،
تلك الكلمات التي نطقها جاسر بصوت عال كي يخرج من حالة الضعف التى اعترته ،
ثم دلف الى الحمام وأخذ حماما منعشا وكأنه يغسل قلبه وليس جسده، ثم خرج وتوضأ وقام الليل بأكمله يناجي ربه أن يخلعها من قلبه وأن ينسيه عشقها بتضرع خاشع.
********************
سطعت شمس النهار وأتى يوم جديد في علم الغيب لايدرى كل منا ماذا سيحدث له في ذلك اليوم فعلم الغيب بيد له ومابين رمشة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال ،
تخرج وجد في الساعة الرابعة قبل العصر وتذهب إلى المشوار الذي ذهبت له من قبل وهي تلتفت يمينا ويسارا كي لا يراها أحداً ،
وبعد مايقارب من ربع ساعة سيرا على الأقدام دلفت إلى ذاك المنزل المنحدر قليلا عن البلدة ثم دلفت ونادت بصوتها النهجان من شدة تعبها من السير في ذاك الطريق الطويل ،
نادت بصوت عال بعض الشئ:
_ شيخة خضرة ، ياستنا الشيخة .
خرجت إليها تلك السيدة الثمينة ولبت ندئها بصوتها الغليظ :
_ في ايه بتعلي صوتك اكده ليه وتزعجي الشيخة وهي عنديها جلسة جوة مع الاغراب .
نظرت وجد في ساعتها ونطقت بتأفف :
_ يوووه لسه هستناها لما تخلص جلستها ، اني مينفعش أتأخر .
نظرت إليها تلك السيدة وهي تلوي شفتيها بامتعاض:
_ ليه وراكي الديوان، ده إنتي لا راجل يئويكي ولا عيل بيرازيكي وعايشة بطولك .
رفعت حاجبها باستنكار ورددت بسخرية:
_ ايه هي عفاريت الشيخة مبلغوكيش اني اتجوزت سيد رجالة قنا الحاج سلطان المهدي .
اهتز فك تلك السيدة بسخرية مماثلة:
_ وهما عفاريت ستنا الشيخة فاضيين يشوفوا حضرتك ويتابعوا أخبارك ياست الكونتيسة ،
وتابعت حديثها بحدة :
_ قصره يختى اني خلقي ضيق ومعِنديش طولة بال للت معاكي الزيارة قدامهم عشر دقايق ويمشوا ، ايدك بقى على رسوم الدخول يختيى .
ناولتها وجد ظرفا من المال بوجه مقتضب ، أخذته منها تلك السيدة وعدته ثم مدت يداها آمرة إياها:
_ هاتي كمان ٥٠٠ جنيه يا برنسيسة.
رفعت شفتيها لأعلى هاتفة باستنكار:
_ ٥٠٠ ايه ياعنيا ! ده ليه إن شاء الله ؟
مدت لها الظرف بما يحتويه قائلة ببرود :
_ خدي فلوسك أهي يختيي ويفتح الله ، اتكلي على الله وسيبي مكانك لسائل غيرك مبنبعش طماطم إحنا علشان نفاصل .
نفخت بضيق ثم أخرجت النقود من حقيبتها وناولتها إياهم مردفة بحدة :
_ خدي ياستي ومتبقيش أفوشة اكده ، خدي وادي مع الناس علشان طريقتك داي هطفش الزوار للست.
هزت تلك السيدة رقبتها ناهرة إياها:
_ والله اللي ميعجبهوش يبقى مع السلامة للي عايز يمشي والمركب اللي تغور يختيي ومترجعشي .
فضلت السكوت أمام تلك السليطة كي لا تفقد طاقتها ، فهي تريد أن تدخل بأعصاب باردة وهادئة ،
بعد مرور ربع ساعة أشارت إليها تلك السيدة :
_ يالا يا حلوة ادخلي برجلك الشمال .
نظرت لها بامتعاض ودلفت إلى الشيخة وهتفت وهي تلقي السلام بنظرات زائغة :
_عليكي السلام والأمان ياشيخة.
أشارت إليها الشيخة أن تجلس ثم قالت :
_ وعليكي ، مبروك عليكي جوازة الكيد ياوجد ، لعبتيها صح .
بصقت وجد في صدرها ثم هتفت باندهاش وهي تتلفت حولها :
_ بسم الله ، حابس ، حابس ، إنتي عرفتي منين ؟
ألقت البخور في النـ.ـار المشـ.ـتعلة في ذاك الإناء المستدير :
_ مش هرد على سؤالك ، جاية ليه ؟
أجابتها بعيناي تتسلط شرا وهي تخرج من حقيبتها كيساً وناولته إياها:
_ خدي ياستنا ده كيس فيه قطر اللي عليها العين والنية لابساه وعرقانة فيه كمان ، عايزاكي تعملي لي شغل متعملش قبل اكده ، عايزاه شغل مترتب يبدأ بالكره لجوزها والمرض لجسمها والخراب لبيتها والهلاك لروحها وتبقى عايشة وبتتنفس بس حالها حال الميتين ، عايزاهم يلفوا بيها الشرق والغرب مايلاقوا لها حل ولا ربط ، عايزاكي تعقديها لي عقدة مايحلها الف شيخ وشيخ ، عايزاها تعمل عمايل ميصدقهاش عقل ، عايزاهم يظنوا فيها السوء ويفتكروها من اللي ماشيين على حل شعرهم ،
بنظرة ثاقبة من محراب الشـ.ـر أردفت :
_ ودي تُبقى الداكتورة مرت حبيب القلب اللي نفر وفاتك ،
ده انتي متوصية بيها قووي ، الله يكون في عونها البنية .
وأكملت وهي تطلب منها :
_ بس كل حاجة بتمنها ، يعني المرض بتمن والخراب بتمن ، والفرقة بينها وبين جوزها بتمن واكده هتدفعي كَتييير.
بنظرات تنطق شـ.ـرا وتطلعا للأمام أكدت عليها:
_ ميهمنيش الفلوس ولو هدفع اللي حيلتي كله ، ولو هدفع نص عمري تمن هلـ.ـاكهم ونـ.ـار قلبي تبرد ميهمنيش بردوا ، بس الاهم تنفذي لي اللي عايزاه ،
عايزاها تنام ماتقوم وتقوم ماتنام وتتوجع ماتلاقي دوا ، وتكره ماتعود تحب ، وتعمل اللي ميخطرش على بال حد وتبقى شينة في نظر الكل .
هزت الشيخة رأسها بموافقة:
_ تمام كمان أربع ايام تاجي لي ويا المغرب وتعملي اللي هقول لك عليه بالظبط والله يعينها البنية على اللي هيصيبها وهينوبها ، باين حد داعي عليها في ليلة قدر ووقعها في طريقك الواعر ، وتجيبي معاكي أربعين ألف جنيه مينقصوش جنيه .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من نبض الوجع عشت غرامي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى