روايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء الرابع والعشرون

رواية من نبض الوجع عشت غرامي البارت الرابع والعشرون

من نبض الوجع عشت غرامي
من نبض الوجع عشت غرامي

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الحلقة الرابعة والعشرون

انتهى حفل زفاف مكة وآدم على خير دون أي عقبات وودعت والدتها وأخواتها بدمـ.ـوع انهمرت على وجنتيها بغزارة من ألـ.ـم فـ.ـراقهم ثم انطلقا العروسين إلى السيارة ذاهبين إلى جزر المالديف حيث أن آدم يشعر بالارتياح في تلك البلدة وكما أنها مكان بعيد تماما عن مصر وعن الضوضاء الموجودة فيها ،
بعد مرور عدة ساعات قضوها أدم ومكة في السفر وصلا أخيراً إلى ذاك المكان المنعزل قليلا عن الأناس نظراً لظروفها الخاصة كي تستمع بالجو وتكن على حريتها في الملبس والطعام وكل شئ ،
ما إن دلفت ذاك الشاليه حتى وضعت يدها على قلبها تهدأ من نبضاته فهي وهو في مكان وحدهم منعزل عن العالم وحتماً ستكون رحلتهم صعبة ، فهما عاشقان هائمان اجتمعا ضد الظروف والزمان ، ولقاهم كأي زوجين طبيعيين من المحال بالنسبة لمكة ،
أما هو ظل ينظر إليها ووجدها مشتتة وخـ.ـائفة وعيناها زائغتين وهي تنظر إلى المكان برهبة ،
فاقترب منها وحاول جذب انتباهها وبدأ بالحديث معها كي تجعلها تهدأ من توترها ذاك :
_ حمد لله على السلامة ، نورتي بيتك .
ابتلعت ريقها بتوتر وهتفت بنبرة منخفضة :
_ الله يسلمك ،
ثم نظرت إلى المكان وسألته :
_ هو الشالية ده بتاعك ؟
اقترب خطوة واحدة واجابها بموافقة وهو يومئ رأسه للأمام :
_ أه يا ستي بتاعي ، ها ايه رأيك في ذوقه وفي جوه وفي المكان عموماً ؟
نظرت حولها تتفحص المكان من جميع أبعاده الجانبية ثم قالت بإشادة :
_ المكان جميييل وذوقه راقي ومريح للعين والنظر ، بس هو ليه منحرف شوي عن الناس ؟
مشايفاش ولا مخلوق حوالينا اهنه غير الجاردات ؟
ثم استرسلت وهي تتسائل برعب :
_ هو انت خاطـ.ـفني يا آدم ؟
اقترب منها الآن خطوات ووقف مقابلها ثم أشار الي حراسه الواقفين في المكان أن يغادروه فنفذوا الأوامر في لمح البصر ،
ثم فك رباط نقابها تحت رفضها التام ولكنه طمئنها :
_ منخافيش يابنتي محدش هنا خالص والحراس مشيوا ، أما بالنسبة لحوار الخـ.ـطف هو في حد بيخـ.ـطف مراته ، مش هتفكي بقى ولا جو الاكتـ.ـئاب هيفضل مسيطر عليكي .
تنهدت بإرهاق فهي تشعر بالتـ.ـعب للغاية من السفر بعد الفرح مباشرة وهي مازالت بفستان زفافها ، ثم نطقت بإرهـ.ـاق :
_ معلَش اني تعبانة شوي بس دخلني ووريني أوضتي عايزة اغير الفستان دي حاسة إنه همـ.ـدني وعايزة اصلي وانام وبعدها نتكلم .
رفع حاجبه باستنكار وردد :
_ أوضتك ! هو إنتِ هتنامي في اوضة غير اللي أنا هنام فيها ! ده مستحيل ولا يمكن يحصل مكان نومي هو مكان نومك .
استدعت الهدوء كي تستطيع الإفلات من تشبسه بالرأي فى ذاك الموضوع بالتحديد فهي ليست على استعداد الآن للخنـ.ـاق ولا النـ.ـزاع ثم أجابته وهي تصطنع الضـ.ـيق منه وعيناها تنظر أرضا ولم تنظر لعيناه كي تشعره بضـ.ـيقها :
_ هو شرعاً لايجوز وربنا ماأمرناش باكده بس دي لما يكون جواز طبيعي مش غصـ.ـبانية ، وبعدين انت وعدتني انك مهتغصبنيش على حاجة واصل وان كل شي بالرضا .
انشـ.ـق قلبه حزناً على كلمة الغـ.ـصب التى قالتها الآن وأصبح متيقن أنه دخل معها معـ.ـركة خاسرة فرغم حبها الذي تقين منه إلا أن نظرة التشبس والتصميم التى رآها في عينيها الآن ماهي إلا انفـ.ـلاق لقلبه ،
فسألها بأسى ظهر بيناً على معالمه :
_ يعني جوازك مني دلوقتي غصـ.ـب يامكة ووجودك معايا هنا والفستان اللي انتي لابساه عايزة تعرفيني وتأكدي لي إنهم وهم وان كلها فترة ما بينا هتتقضى وكل واحد يروح لحاله ؟
تنهدت بنفس الأسى ومشاعرها الآن متخبطة ما بين حزنها عليه وحزنها على حالها،
ثم أجابته برفق فهي شعرت بانفطـ.ـار روحه :
_ لو سمحت يا آدم متاخدش كلامي دلوك وتفسره على كيفك انت عارف كويس مشاعري بقت ايه ناحيتك بس اني عِندي مبادئ في ديني وتديني لايمكن أتنازل عنيها ،
ثم أشارت على هيئتها وأكملت بنبرة مرهقة :
_ ارجوك اني دلوك تعبانة ومحتاجة أرتاح وبجد هلكانة نوم ومش قادرة أقف على رجلي وحاسة إني هقع من طولي دلوك .
أماء برأسه للأمام وهو الآن علم أنه انتقل من مرحلة الجري ورائها إلى مرحلة الجرى الأكثر عن ذي قبل مع الفارق فالأول كان حاله به رأفة أما الآن فقد رآها ، اقترب منها ، اشتم رائحتها ، احتضنها بين يداه ، رأى ضعفها في قوتها في آن واحد وهي تتنفس أنفاسه ، قبَّلها قبلة عاشق ،
ثم نظر إليها نظرة عميقة وعاتبتها عيناه:
_أيتها الأبية ماكل من ذاق الصبابة مغرماً وأنا مغرماً، عاشقاً ، ولن أستكين ،
مهما زاد عنادك وعلى كبرياؤك
فذاك القلب وتلك الدقات لن تصمت
وبالله على قلبك سأستعين
وفي هواكي قلبي أعلنها وعشقي للأعمى ظاهراً وبحق خالق السماوات أنا قدرك اللعين
أما هي من نظرة عينينه القاتمة باللون الأحمر رأت توعده لها وعلمت أنها ستسلم لفروض عشقه وأنه لن يتركها إلا وهي بين يداه أنثاه الكاملة وبكل رغبتها ،
ثم أشار إليها بصمت دون كلام أن تدلف إلى المنزل فهو مكون من طابق واحد فقط ، منزل مصمم على الطراز الكلاسيكي ومنعزلا عن العالم تحيطه الخضرة من كل مكان وأمامه بحيرة صممها آدم خصيصا لمتعته باللون الأزرق الفاتح ، كانت أجواء المنزل تشع بالهدوء والرقي والجمال الذي يبعث في النفس الراحة من الجلوس في حديقته وأمام بحيرته فقط ، كما أن المنزل مجهز من جميع الأدوات المنزلية الكلاسيكية العصرية التي تجعلنا نشعر بأجواء الزمن الجميل ولكنها تناسب العصر الآن ، ورائحة المنزل تشبه رائحة الجنة ونظافته وترتيبه تبعث في النفس الهدوء ،
لقد خصصه آدم وعدَّل فيه اشياءً كثيرة كي تناسب حبيبته فهو يعلم أنها رقيقة وتحبذ تلك الأشياء من خلال منشوراتها على السوشيال ميديا ،
أما هي دلفت إلى المكان وانبهرت به وردد لسانها :
_ بسم الله ماشاء الله ، المكان اللهم بارك جميييييل قووووي ومريح للأعصاب ،
ثم نظرت إليه وسألته :
_ياترى دي ذوقك واختيارك ولا مهندسين ديكور يافنان ؟
رق قلبه وفرح بشدة لسعادتها البادية على وجهها ورغم حزنه من كلمتها وأيضا من قرار نومها بعيداً عنه إلا أنه مجرد أن رأى بسمتها فرح بشدة ثم أجابها بعيناي تلتمعان بالعشق :
_ ده ذوقك إنتي يامكة ، حبيت أعمل لك كل حاجة بتحبيها .
اتسعت مقلتيها بذهول من إجابته ثم سألته :
_ وانت عرفت كيف اني هحب الأجواء داي ؟
زين ثغره ابتسامة هادئة ولكنها جذابة أعطته مظهراً ملائكيا أثرها في تلك اللحظة :
_ اللي بيحب حد بيعرف عنه كل حاجة ، كنت متابع صفحتك وكنتي دايما بتنزلي قرآن للشيخ مشاري راشد العفاسي على بحر أو على جزيرة وشايك المفضل اللي بالنعناع ، عرفت بقى انك بتحبي الأجواء دي ، وعرفت كمان إنك مبتحبيش الشتا علشان كدة عملت لك ركن دافي هنا كده .
وأشار بيده إلى تلك المدفأة الموقدة بالنار ولكن الذي أثرها وجعل قلبها يرق له ماوجدته في ذاك الركن فقد وجدت فيه راديو على الطراز الكلاسيكي أيضاً موديل السبعينات وبجانبة باجورا وعلبة كبريت وبرادا من موديلات السبعينات أيضاً ، والراديو على محطة القرآن الكريم ومصحفا على مقعده ومصلاه ومسبحة وأريكة مغطاة بالقماش الأبيض من نوع الكتان ،
جلست على الأريكة واحتضنت ذاك المصحف بين احشائها وقبلته بحب فهو أثمن هداياها في ذاك المكان ،
ثم تفوهت من فمها بتلقائية دون أن تلقى بالا لكلامها وهي تنظر له نظرتها الآسرة لقلبه المسكين أكثر من ذي قبل :
_ انت جميييل قوووي يا ….
لاحظت ماتفوهت به فتراجعت عن كلماتها ولكنه شعر وكأنه ملك زمانه في تلك اللحظة من مجرد كلمات بسيطة قالتها حتى ولو لم تكملها فهو حقا يعشقها ومن يعشق ينسى ويغفر فهذه قوانين العشق ليس بها رأفة أو رحمة بقلوب العاشقين ،
ثم جلس بجانبها على الأريكة وطلب منها بلهفة وعيناه على ذاك الباجور :
_ طب بقول لك ايه ممكن تعملي لنا كوبايتين شاي بالنعناع هنا على السخان ده نفسي اشربه من ايديكي قووي ؟
ضحكت بشدة على نعته لذاك الباجور بالسخان ثم هدأت من ضحكاتها التى جعلت قلبه يخفق بعـ.ـنف من رقتها الساحرة فحقا ضحكاتها أنغام وورود كما غناها العندليب الاسمر :
_ سخان ايه بس ! داي اسمه باجور بيتحط فيه جاز وبنشد الفتلة بتاعته اكده وبعدين نولـ.ـعه بالكبريت ،
ثم صفقت بيدها بعدما نجحت في تشغيل ذاك الباجور وبدأت في صنع الشاي حسائها المفضل لديها وبعد عدة دقائق قامت بسكبه في الإناء الزجاجي التقليدي ثم ناولته إياه برفق ، فأخذه منها ولكن على حين غرة جذب يداها وقبلها قبلة شغوفة من باطنها جعلت داخلها يهتز ووجهها كأنه صبغ باللون الأحمر من شدة خجلها ،
ظل محتضنا إحدى يداها ومشاعر جسده تطالبه أن يسحبها داخل ضلوعه ولكنها مازالت عاصية لك قلبي ،
لاحظ توترها فترك يدها برفق كما جذبها ثم شكرها بامتنان وهو يحتسي الشاي :
_ بجد أول مرة أدوق شاي بالطعامة دي ، تسلم ايدك ياحبيبتي .
ابتسمت له وهي تضع عيناها في ذاك الكوب من خجلها البين على معالمها ثم بدأت بتناوله هي الأخرى وهي تحتضن ذاك الكوب بين يداها كي يشعرها بالدفئ ، ظلا صامتين فهو كفاه اليوم احتسائه الشاي من صنع يدها وتقبيلها والجلوس بجانبها ورائحتها المسك تعبئ صدره فهو كان يحلم فقط برؤياها والآن جبر بالجلوس معها في منزل وحدهم وبعد أن انتهوا أوصلها إلى الغرفة الخاصة بها وانتقاها بعناية ، أدخل الحقائب الخاصة بها في الغرفة ثم تحدث :
_ تصبحي على جنة من الرحمن ياحبيبتي .
ابتسمت له وبادلته مساه :
_ وانت من أهلها .
بادلها نفس الابتسامة ثم أرسل إليها قبلة في الهواء وهو يغمز لها بإحدى عيناه فنظرت ارضا من خجلها ، اما هو ذهب إلى غرفته وترك لها مساحة من الحرية وهو يثق في عدالة السماء أنه سينصف في ليلة وضحاها .
*******************
أما في منزل سلطان المهدي يجلس سلطان
في الاسطبل وأمامه الشيشة يسحب منها الأنفاس بتكيف ، دلف إليه عمران وألقى السلام فأجابه سلطان بترحاب :
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، تعالى اقعد ياولدي ، عامل ايه ومرتك كيفها ؟
جلس عمران بجانبه وتحدث بنبرة عاتبة يغلبها الضيق :
_ إحنا بخير الحمدلله يابوي ، بس ليا عتاب عنديك ؟
تحمحم سلطان بحرج منه فهو يعلم أنه أخطأ ولكن اصطنع عدم الفهم :
_ خير ياعمران ماكلياتكم موراكمش غير العتاب لسلطان دلوك وبالنسبة لكم سلطان بقى وحش وميتعاشَرش .
التوى ثغره بحسرة من طريقة بدئ والده في الحديث ولكنه صمم على عتابه :
_ انت يابوي اتغيرت ويانا كلياتنا ، ليه اكده ياحاج سلطان عمرك كله معميلتش فينا اكده عاد ؟
استنكر سلطان كلام ولده ثم تحدث بنبرة حادة خشنة :
_ هو أني كنت عميلت ايه لدي كلياته ياسي عمران ياللي قاعد تحاسب بوك وواقف لَه على الواحدة ،
وأكمل وهو ينفث دخانه بغـ.ـضب :
_ ولا هو العيل منيكم لما يتجوَز ويبقى لَه مرة يتحول على أهلَه .
نفى عمران كلام والده بشدة :
_ له يابوي مرتي عمرها ماجابَت سيرتك بالباطل أبدا ، يابوي سكون متربية وبت ناس ، دي انت هينتها في أهلها وفي أصلها وتاني يوم نزلت صبحت عليك وكان محصولش حاجة واصل ،
واسترسل حديثه وهو يحاول تليين عقل والده :
_ يابوي انت راجل حاجج بيت الله وعارف الحرام من الحلال وانت سبِّيت المصونة اختها اللي اتجوَزت واتعمل لها فرح قنا كلياتها بتتحدت عنيه ، رميت ودنك للشيطان مع انك معاهد ربك وانت في بيته انك متظلُمش ابدا تقوم تاجي على ولية وانت كمان حداك ولايا مترضالهمش اكده .
شعر سلطان بالخزي من حاله من كلام ابنه وهو على يقين بأنه علي حق مائة بالمائة ثم تحدث بنبرة أكثر لينا :
_ يعني كنت عايزني أعمل إيه واني شايف أختها واحد شايلها وواخدها في حضنه وبيركبها عربيتَه غصب عني عقلي فط مني ومعرِفش وقتها اقول ايه .
تنهد عمران بثقل ثم نصح والده :
_ يابوي انت راجل قاري قرآن ربنا اللي قال “وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”
يابوي مابال رجل قال كلمة لا يلقي لها بال دخل بها الجنة وبال رجل قال كلمة لا يلقي لها بال دخل بها النار ، يعني ممكن كلمة نقولها من غير قصد وندخل بيها الجنة وكلمة نقولها من غير قصد تدخِلنا النار .
مط سلطان شفتيه بامتعاض :
_ يعني عايز بوك يحق لعيلة من دور بناتَه على اخر الزمن ياعمران ؟
حرك عمران رأسه برفض ثم قال :
_ له يابوي معاذ الله ، بس عايز منك تطيب خاطرها بكلمتين داي بردك يتيمة وهي معتبراك في مقام بوها .
ألقى خرطوم الشيشة من يداه ثم تحمحم بموافقة :
_ اممم.. حاضر ياعمران قوم بينا نطيبوا خاطرها ، هي عليت في نضري علشان مردتش علي واتعاملَت بعديها طبيعي وعلشان احترمتني فهي بت أصول وولاد الأصول يتشالوا على الراس .
فرح عمران كثيراً ثم تحدث بامتنان :
_ ربنا يبارك في عمرك يابوي ، بس بعد اكده لما حد يبلِغك حاجة متاخدش رد فعل إلا لما تتوكد زين دي النفس أمارة بالسوء ياحاج.
تحركا من مكانهم وذهبا إلى المنزل في غصون دقائق دخل إلى المكان وجدهم كلهم مجتمعين فألقى السلام عليهم فردوا جميعاً عدا زينب ما إن رأت قدومه حتى قامت من مكانها مرددة :
_ هدخل أريح في أوضتي شوي معايزاش حاجة ياسكون يابتي ؟
ابتسمت لها سكون وقالت :
_ ليه اكده ياماما الحاجة خليكي قاعدة وياي شوي ملحقتش اقعد وياكي ، وكمان تكملي لي حكاية الحاجة نفيسة متسبنيش اكده حيرانة .
اصطنعت زينب التعب :
_ معلش يا بتي يوم تاني مقدراش دلوك متزعليش يامرت الغالي .
هنا تحدثت رحمة بامتعاض مصطنع :
_ ميتي يا حاجة زينب هتنعتيني بالغالية زييهم كلهم اكده ؟
_ هو إنتِ زييهم لاسمح الله يابتي ؟
_ وه أمال إيه أفرق عنيهم ايه أني ؟
_ تفرقي كَتير يابت بطني ، إنتِ قوية ومفـ.ـترية ومحدش يقدر عليكي ،
وأكملت وهي تنظر تجاه سلطان :
_ معلوم وارثة ناس في قوتهم الجبارة .
فتحت رحمة فاهها بدهشة:
_ وه وه ياحاجة هو أني في نظرك هولاكوا قوووي اكده ! والله حرام عليكي يازوبة .
س يابت حُرمت عليكِ عيشتك يا ام لسانين إنتِ ، دي الراجل اللي هياخدك ان مكانش يبقى عابد ناسك والمفروض يوبقى نظره ضعيف كمان علشان ميعرفش يشوف غيرك يااما هتعـ.ـذبيه ياعين أمه وهتوريه النجوم في عز الضهر .
مطت رحمة شفتيها وأردفت بمكر :
_ وماله ياحاجة لازم ابقى مالية مركزي اكده اني مش اي حد بردك اني امي الحاجة زينب على سن ورمح .
وصلها مغزى ماتقوله تلك الماكرة ثم قالت اخر كلماتها وهي تدلف إلى غرفتها :
_ انى هروح وأجي فيكِ ايه يابت بطني .
كان سلطان ينظر إليها باشتياق فقد شعر بأنه افتقد جزءا كبيرا من يومه ، الجزء المريح والركن الهادئ الساكن له ، كان ينظر إليها وهي تتحدث بلهجة جديدة كلياً عنها ، ففي قانون التعدد الاشتياق يزداد أضعافاً ، ماكان يتوقع منها القسـ.ـوة ، الابتعاد ، الهجر ، فحقا خلَت بقلبه ، استئذن منهم أن يدخل إلى البراندا كي يتصل بأحدهم ،
وعلى حين غرة دخل من أمامهم جانباً وهو ينظر إليهم لم يجد أحدهم تتبعه عيناه ولكن تلك الرحمة اتبعتهم بعيناها ، كم تمتلك مكرا ودهاء ، لم يرى سلطان نظرتها فكانت خفية ،
دلف الى غرفة زينب وجدها تقف أمام مرآتها بقميصها القطني المعتادة على ارتدائه في غرفتها وتصفف شعرها الحريري الطويل الذي تهتم به دائما ، فمن يراها لايظن أن لديها ولدا ثلاثيني ولو وقفت بجانب رحمة وحبيبة يظنوها أختهم وليست والدتهم ،
كان ينظر إليها باشتهاء فهي تهجره منذ أكثر من شهر وهو اشتاقها بشدة فهي طيلة الثلاثون عاماً وأكثر لم تنم بعيداً عنه ،
أما هي لم تفزع من رؤيته ثم جلست على الكرسي امام الكمود وجذبت شعرها بأكمله علي كتفها مما أعطاها مظهراً تجعله راغباً به ،
مما جعلها تفهم معنى نظراته بل تفهمها جيداً وللحق سعد داخلها فتحدثت وهي تستدعي البرود :
_ ايه اللي جابك اهنه مخايفش من ست الحسن والجمال تلمحك تقوم تهجرك هي كماني وتوبقى جوز الهاجرين ؟
نظر إليها نفس نظرات الاشتهاء وبدأ يقترب منها كي يجعلها تلين فهو سيلعب الآن على الوتر الحساس للأنثى وهو رغبتها به وبالتأكيد اشتاقت له هي الأخرى:
_ هي متهمنيش كدك انتي يا أم عمران ، إنتي إللي في القلب واللي مفيش ست غيرك تملى قلب سلطان .
قامت من مكانها وحركت رأسها بشدة فتحرك شعرها الطويل حتى لمس وجهه فأمسك خصلاته بين يداه بسرعة وبدأ يشتم رائحة عبيره بنهم التي استوحشها كثيرا ،
لاحظت حركته فاغتاظت فهي لم ولن تصفى له وستكبت إحساس الشعور بالاحتياج لرجلها حتى تنتقم فهي لن تجاريه في سحبه لها تجاهه وان حدثت مرة ستحدث ألف مرة ،
فشعر داخلها حينئذ بالنيـ.ـران وأنها ستصبح جاريته وتحت أمره وقتما يريد فجذبت شعرها من يداه ولكنها لم تفلح فكان متمسكا به بشدة مما جعلها تأوهت فأثرت تأوهاتها به فجذبها فجأة بين يداه وهو يثبت خصرها قائلا وهو ينظر إلى عيناها الخضراء فرحمة شبيهة والدتها كثيراً :
_ بذمتك متوحشتيش سلطان يازينب ؟
كادت أن تضعف وتستكين وتسلم راية الاستسلام ولكنها بعدته عن أحضانها هاتفة بتصميم :
_ الله الوكيل لو قلبي وجسمي اتفقوا عليا على أنهم يشتقاولك لفعصهم بين يدي دول ولا انك تمس شعرة مني ياسلطان ؟
استفزته بشدة ووجعه رفضها له فجذبها عنوة حتى ارتطمت بعظام صدره جعلها تتألم :
_ إنتي اكده بتعصي ربنا يازينب واللي إنتي فيه ميرضيش ربنا واصل والملايكة هتلعنك على تمنعك لجوزك .
رفعت إحدى حاجبيها وبإحدى يداها داعبت خصلات شعرها ورددت بنظرات حادة قوية اختلقتها أنثى مجـ.ـروحة :
_ ماهو بردو ربنا ادي للست حق الطلاق لو هي مطيقاش معاشرة راجلها ،
وتابعت بنفس النظرات وهي تجز على أسنانها :
_ وأني مش طايقاك ياسلطان وكارهة نفَسك .
نظر إليها نظرات مرعبة فحقا سحلته وكرامته دهستها تحت قدمها دون أن يرف لها جفن ،
وداخله يغـ.ـلي ومن شدة غلـ.ـيانه برزت عروق رقبته واحمرت عيناه وفجأة دفعها على التخت وخلع جلبابه ورماه أرضاً واقترب منها كى يأخذ حقه الشرعي منها إجبارا عنها بعدما هدرت كرامته وجعلته لا قيمة له ولا هيبة ،
وكاد أن يقترب من وجهها إلا أنها وضعت يداها على صدره مانعة إياه بقوة أن يقترب منها هادرة به بعيناي تمتلك إصرارا على هجرها له وبقوة لم يعهدها على تلك الزينب من ذي قبل فقد عهدها وديعة ، حنونة ، مشتاقة ، راغبة به :
_ لو قربت مني غصب عني هصـ.ـوت وهلم عليك عيالك اللي قاعدين برة وشوف بقى لما يدخلوا يلاقوا الحاج سلطان الكبارة عايز مرتَه اللي رافضاه شوف بقى كرامتك قدامهم كلياتهم وقدام مرت ولدك هتوبقى عاملة ازاي ،
وتابعت حديثها بشراهة أكثر ولكن خففت يداها وأنزلتها من على صدره حتى تشعره بنفورها منه :
_ الهيبة الواهية هتسقط ، وأني مش هستسلم ليك ياسلطان مهما حوصل لو انطبقت السما على الأرض ، ولآخر مرة بقول لك طلقني .
لكزها بقوة في كتفها وقام من فوقها وانتصب واقفاً ثم هدر بها بصوت أجش خشن ولكن يبدوا عليه الانكـ.ـسار :
_ طب خليكي على عـِندك دي يازينب ، وخليكي زي البيت الوقف اكده وطلاق مش هطلق وهعرِفك كيف تعصي جوزك ،
وأكمل وهو يلتقط جلبابه بتوعد :
_ ومسيرك هتقعي تحت يدي ووقتها مش هرحمك واللي ميجيش طيبة ياجي غصيبة ، ووقتها مهتلاقيش حد ينجدك من يدي يابت نفيسة الدلالة .
مطت شفتيها للأمام بدلال وفردت ظهرها على التخت ووضعت يدها تحت رأسها ثم رفعت حاجبيها وأردفت بكيد :
_ مالها نفيسة الدلالة جابت لك ست كمل بعيون خضرا وجمال ودلال مهتشفهوش في ست غيرها بدليل انك واقف تريل قدامي اكده وهتموت علي واني ممطولكش مرادك يا سلطان ،
ثم داعبت خصلات شعرها وأكملت كيدها :
_ ولو كنت لاقيت اللي عند بت نفيسة الدلالة مكنتش رجعت طالب الرضا والسماح وهي كارفة ومريداش .
جز على أسنانه بغضب من طريقتها المتغيرة كليا ثم نفض جلبابه بغضب وخرج من الغرفة وذهب إلى البراندا كي يهدأ من أعصابه التي تلفت على يدها ثم خرج اليهم وجدهم يتحدثون بمرح فدخل معهم في الحديث كي ينسى ما فعلته به زينب ،
وبعد مرور عدة دقائق نظر لسكون متسائلاً :
_ كيفك ياداكتورة وشغلك اخباره إيه ؟
ابتسمت له سكون وسعد داخلها لأجل سؤاله عنها ونبرة الحنو الواضحة في صوته :
_ زينة وشغلى زين الحمدلله ، منحرمش من سؤالك عني يابابا الحاج .
تحمحم وسألها عن والدتها :
_ يستاهل الحمد يابتي ، وأختك عروستنا الحلوة أخبارها ايه ؟
هنا اتسعت ابتسامتها ونظرت إلى عمران نظرات فخر فهو قد أتى بأبيه إليها كي يراضيها دون أن يحدث بينهم بغيضة او ضيق لكلاهما ، فهي منذ أن تزوجت عمران وعدت حالها ان لا تسبب بينه وبين أبيه وأمه او إحدى أخواته أي مشكلة وستتعامل مع كل المواقف برقي وستترك أمرها وحتى لو أذاها أحدهم ستتركه لرب العباد ،
ثم أجابته بابتسامة تزين ثغرها :
_ زينة الحمدلله ياحاج ، جوزها أخدها بعد الفرح علطول وسافروا برة هيقضوا شهر العسل ،
واسترسلت بحزن :
_ والله هتوحشها قووي وبعادها هيحز في قلبي ، هي كانت اللصغيرة وكانت قريبة منينا كلياتنا .
هنا تحدثت رحمة وهي تأخذها بين أحضانها بحنو :
_ ياحبيبتي ربنا يسعدها يارب ، دوام الحال من المحال وهي دلوك اتجوَزت واعتبرني مكانها ياستي ولا منفعشي ومتقلقيش اني قاعدة على قلبك ومهفوتكيش واصل لحد ماتزهقي مني وتقولي فوتيني بقى وهمليني .
ابتسمت بامتنان لتلك الرحمة التى تظهر للجميع انها شرسة ولكنها في الأصل قلبها مملوء بالحنان والاحتواء، صديقة بدرجة امتياز ، لديها جيش من القوة والذكاء يجعل من امامها يهابها من نظرات عينيها الشرسة ،
ثم شددت سكون من احتضانها وأردفت :
_ عمري ماأزهق منيكي ياقمرة إنتِ ، ربنا يكرمك ياحبيبتي ويرزقك الزوج الصالح يارب ،
واسترسلت حديثها برقتها المعتادة وهي تنظر إلى سلطان :
_ والله العظيم يعلم ربنا يا بابا الحاج اني من يوم ما دخلت البيت دي وانا اعتبرتك كيف ابوي بالظبط ورحمة وحبيبة خواتي وماما الحاجة زينب زي امي ربنا يخليكوا ليا ويبارك فيك وفي صحتك ويخلي لك عمران وحبيبة وتفرح برحمة .
هنا شعر سلطان بمدى الخزي من حاله فهي أصغر منه سنا ولكن جعلته في موقف مصغر بسبب ما فعله معها ولكن هي الدنيا تثبت لنا ان العقول ليست بالسن ثم تحدث ممتنا لها :
_ عقبال ما نشوف عوضك يا بتي انتِ وعمران ساعتها هعمل ليلة تتحاكى بها قنا كلياتها .
هنا ربت عمران على ظهر والده قائلا :
_امال ايه هو هيوبقى اي حد دى هيبقى حفيد الحاج سلطان والحاجه زينب ربنا يبارك في عمركم يا ابوي ويبعد عنيكم الاذى والشر .
كانت تلك الوجد تقف في الاعلى تستمع اليهم وداخلها ينهار حقدا بسبب جلستهم الطيبة وشعرت بأن الخطر قادم عليها لا محالة وبأنهم قادرون على سحب سجادة سلطان من تحت قبضتها ثم دخلت غرفتها وارتدت ملابسها وانتوت الخروج ،
انهت ارتداء ملابسها ثم وضعت في حقيبتها مبلغا من المال وحملت أشيائها وهبطت إلى الأسفل وجدتهم يضحكون جميعهم فاستأذنت من سلطان :
_ بعد اذنك يا حاج اني عندي معاد مع الداكتور هروح دلوك عشان ما اتاخرش لأني حاسه ان ضلعي بيوجـ.ـعني شوي .
نظر سلطان في ساعته ثم سألها :
_وليه ما قلتيش من اول النهار اني عندي دلوك مشوار شغل مش هيخلص قبل ساعتين اجليه الميعاد دي النهاردة.
في نفس الوقت أرسلت رحمة رسالة إلى عمران قائلة له:
_خلي الراجل بتاعك يجهز عشان يمشي وراها دلوك حالا وما يفوتهاش وتأكد عليه ما تهرُبش منيه وتشد عليه كويس قوي وانا هطلع اعمل اللي اتفقنا عليه هو دي الوقت المناسب بالظبط .
استلم رسالتها وعلى الفور ارسل اليها :
_تمام اخرج اكلمه دلوك حالا .
وبالفعل استأذنهم عمران ان يخرج لمكالمة عمل ،
اما وجد ظلت تتحايل على سلطان وهي تصطنع الوجع :
_ غصب عني يا حاج مقدراش اصبر لبكرة ضلعي بيوجعني جامد وانت شفت بنفسك الداكتور قال لي لازم تاجي تتابعي اول باول واني من وقتها مرحتش واخاف اصبر على الوجع دي يجرى لي حاجة .
اشار اليها قائلا بتحذير :
_قدامك من دلوك ساعتين بالظبط تكوني اهنه وما تتاخريش وتقولي اصل صاحبتي مسكت في وافسر ايه ومدرك ايه ساعتين بالظبط يا وجد تكوني اهنه .
انهى كلماته وتركهم وغادر المكان وذهب إلى عمله ،
أما هي هزت رأسها بفرحة لا تدل على حزنها والتي شهدت ذلك رحمة وهي تتابع رد فعلها ففكرت ان تعطلها قليلا حتى يجهز ذلك الرجل مرددة بحنكة :
_مالك مبسوطة اكده وكانك مش رايحة عند داكتور ولا كان ضلعك بيوجعك ولا حاجة وضحكتك مغرقة وشك على الاخر ومن شوي كنتِ بتتوجعي وهتعيطي من الوجع .
استطاعت رحمة ان تستفز تلك الوجد بكلماتها ثم رددت :
_ اني دلوك مليش كلام وياكي وملكيش صالح بيا خالص ولا انتِ بتقولي شكل للبيع وخلاص .
جزت رحمة على اسنانها بغيظ من تلك الباردة ولكن قررت الآن معاملتها بنفس البرود :
_ والله اني اقول اللي على كيفي واللي على مزاجي مش واحدة زيك تقول اعمل ايه ومعملش ايه ،
ثم شمرت عن ساعديها ونظرت لها نظرات شـ.ـر تفهمها تلك الوجد جيدا وأكملت :
_ولا تحبي تشوفي وتجربي اللي عودتك عليه من ساعة ما دخلتِ البيت دي يا خرابة البيوت انتِ .
زاغت نظرات تلك الوجد وارتعبت من طريقة رحمة فهي تعلم شراستها جيدا وجربت شـ.ـرها كثيرا وهي الآن لا تعرف أن تدافع عن نفسها فقررت المغادرة من أمامهم وهي تتوعد لها سرا :
_والله لاخلُص من اللي رايحهْ لَه دلوك وافوق لك يا رحمة انتِ وامك وان ما خلتكم تقولوا ياريت اللي جرى ما كان مبقاش اني وجد وهطلع عليكِ القديم والجديد واولهم هسلط عليكِ حبة نسوان يكسـ.ـحوكِ التكـ.ـسيح التمام اللي تقعدي فيه سنين تتعالجي .
أرسلت رحمة رسالة الى عمران بأنها خرجت للتو فطمأنها ان الرجل يقف بعيدا عن مرمى المنزل في انتظاره وكما انه انتقى رجلا يعرفها جيدا ولكن يثق فيه بشدة ،
كانت سكون تتابع الموقف بصمت تام فهي من النوع الذي لا يحبذ المشاكل ابدا وتفضل التجنب في تلك الاجواء الشاحنة فأمسكت هاتفها وانشغلت به ،
أرسلت رحمة رسالة أخرى الى عمران :
_اكدت عليه يصورها فيديو لو دخلت اي مكان ويصور اي مكان رايحاه له ويظبط الفيديو كويس ياعمران ولو اختفت جوة مكان يحاول يطقس عنيه ويعرِف كل حاجة .
طمئنها عمران :
_ متقلقيش يارحمة أني باعت الواد لهلوبة مشاوير واد جن وحويط وانتِ عارفة بيحبني كد ايه ويتمنى يخدمني بعنيه وكماني واد كتوم ومهيجبش سيرة لحد واصل ، وبالنسبة للتصوير دي اشترت له أيفون مخصوص علشان تطلع بت الجزم داي تطلع واضحة اكده وبقالي تلت ايام بدربه عليه يستخدمه كيف وهو واد مخه نضيف وفهم بالعجَل .
انفرجت أساريرها وهم على بدئ الانتهاء من تلك الوجد ثم تعجلته :
_ طب يالا تعالى دلوك خد مرتك واطلع وأني هطلع أشوف شغلي بوك مش اهنه ولا هي كماني ودي انسب وقت .
لم يكمل دقيقة ودلف إليهم وجلس بجانب سكون أما هي استأذنتهم :
_ طب اني هطلع بقى انام شوي حاسة إني هلكانة خالص معيزاش حاجة ياسكون ؟
ابتسمت لها سكون وأجابتها :
_ لا ياحبيبتي نوم العوافي .
أما عمران امسك يد سكون قائلاً :
_ واحنا كماني هنطلع شُقتنا حاسس اني عايز ارتاح شوي وسكون كمان كانت مسهرة في فرح اختها وتعبانة هي كماني .
انطلقوا كل منهم إلى وجهته وفور أن سمعت رحمة صوت قَفل الباب عندهم خرجت من غرفتها وبيدها تلك الحقيبة الصغيرة وانطلقت مسرعة إلى غرفة تلك الوجد كي تنفذ خطتها وتضع لها الكاميرات بحرفية فهي منذ يومان تشاهد فيديوهات على جوجل عن كيفية تركيبها ،
دلفت إلى الغرفة واوصدت الباب خلفها بالمفتاح ثم أخرجت هاتفها وقامت بتصوير الملابس وطريقة ترتيبها حتى تعيدها كما كانت ولم تلحظ تلك الخبيثة اي تغيير ،
ثم بدأت عينيها تنتقى الملابس التي ترتديها تلك الوجد بكثرة وخاصة خمارها التى تجلس به في الشرفة ، رصدتهم جميعاً وبدأت بوضع الكاميرات بحرفية ، وبعد أن انتهت من الملابس قررت أن تضع كاميرا في الشرفة مكانها المفضل للجلوس دائماً ، وبالفعل دخلت زاحفة كي لايلمحها أحدا قادماً من الداخل ،
وبدأت بوضعها فمن يراها لايظن أنها كاميرا بتاً ، وضعتها مقابل جلوسها بالتحديد ، كانت تود أن تضع لها أخرى في غرفة النوم ولكن راعت الخصوصية لها ولأبيها ولم تفعلها ومع أن تلك الكاميرا كانت ستنفعها بشدة إلا أنها قررت أن تكتفي بما وضعته ،
أنهت مهمتها وأرجعت كل شئ مكانه بالتمام و الكمال وخرجت من الغرفة وعلى وجهها علامات السعادة وهي تكور قبضة يدها بفرحة مرددة لحالها :
_ والله يابت يارحوم إنتِ مكانك مش اهنه مكانك على مكتب وكيل نيابة بدماغك الألماظ داي .
ثم دلفت إلى غرفتها تستريح بضعا من الساعات كي تذهب الى المكتب فهي منذ يومان لم تذهب الى العمل فكانت منشغلة معهم في فرح مكة وآدم وأرسلت رسالة الى عمران بأنها أنهت كل شئ على مايرام ،
أما في غرفة عمران وسكون كان عمران يتابع عمله على اللابتوب وبيده بعض الحسابات الخاصة بمزرعته ،
أتت إليه سكون وبيدها كوبان من الشاي وجلست بجانبه ووضعت الأكواب على المنضدة ثم سألته :
_ قربت تخلص ولا لسه قدامك كَتييير ؟
ابتسم إليها بحنو اعتاد عليه :
_ يعني الميزانية مش عايزه تظبط معاي قدامي ساعتين اكده ياحبيبي ، عايزة حاجة ؟
أجابته وهي تضع يدها على قلبها :
_ مش عارفة حاسة إني قلبي مقـ.ـبوض اكده ونفسيتي مش تمام وحاسة بخـ.ـنقة غير طبيعية.
انتبه عمران بكامل حواسه إليها ثم جذبها إلى أحضانه مرددا بقلق :
_ مالِك ياحبيبي ليه اكده حد ضايقك اهنه ولا حاجة ؟
حركت رأسها بنفي وهي في أحضانه :
_ له مفيش حد ضايقني ، بس معرفاش أو يمكن لأن فترة البريود داي بتوبقى وحشة وبتأثر على نفسية الست وبتخليها مش طايقة نفسها وكمان أني متعودة على روتين صلاه كل يوم بيخلي نفسيتي مرتاحة وقلبي مطمن .
شدد من احتضانها ثم طمئنها :
_ طب أخلص الشغل اللي في يدي وأصلي المغرب ونقعد جنب بعض نقرأ السور و الآيات القرآنية اللي تفك الضيق اني هقرأ من المصحف وانتي من التليفون علشان ظروفك الخاصة مينفعش تمسكي فيها المصحف ، وإذا كان على الصلاة بدليها بالذكر بيطمن القلوب بردك والدعاء كماني .
أمائت رأسها ونال رأيه استحسانها ثم تحدثت بخمول وهي تذهب ناحية التخت :
_ ماشي ، هنام الساعتين دول ولما تخلص صحيني .
ابتسم لها قائلاً :
_ نوم العوافي ياحبيبي .
أما عند وجد قبل نصف ساعة من قبل وصلت الى مكان تلك الدجاله وكان ذاك الرجل الذي يراقبها متتبع خطواتها دون ان تشعر وفور ان رآها داخله الى ذاك المنزل دهش بشدة فهو معروف في الكفر بأن تلك السيدة مؤذية للعباد وقام بتصويرها على الفور وهي تدلف الى ذاك المنزل ثم وقف يحوم حول المكان كي يرى نافذة توصله الى تلك الدجالة كي يقوم بتصويرها وتسهل مهمته ولكن تلك الماكرة تؤمن منزلها بشدة ،
دلفت واعطت النقود لسليطة اللسان التي تقابلها كل مرة دون كلام ثم طلبت منها ان تجلس الى أن تنتهي جلسه من بالداخل ،
مر وقتا كثيرا والجلسه لم تنتهي بعد حتى مر أكثر من نصف ساعه فسألتها :
_هي الجلسة داي هتنتهي ميتى علشان انا اكده اتاخرت ؟
مطت تلك الاخرى شفتيها باستنكار لسؤالها :
_سايق عليكِ النبي يا اختي ولو انك متعرِفيهوش ما تسالينيش اسئلة غبية جوابها معروف مش ناقصة وجع دماغ اللي فينا مكفينا وقت اما الشيخة تخلص اللي عنديها هتدخلي معيزينش صداع .
لم ترد على طريقتها الغليطة فهي معتادة منها على ذلك وفضلت السكوت كي لا تفقد اعصابها أمام تلك الباردة ،
بعد مرور عدة دقائق بسيطة انتهت جلسة من بالداخل ثم دلفت وجد وألقت السلام وهي تنظر يمينا ويسارا برعب معتادة عليه عند دخولها عليها ثم سألتها خضرة :
_حمد لله على السلامة اتاخرتِ كَتير يا ترى جيتي بالمطلوب ولا له ؟
ردت وجد سلامها وهي تخرج النقود من حقيبتها :
_ اتفضلي المبلغ اهو بالتمام والكمال خلصيني بقى من الموال دي علشان اني اتبهدلت في البيت دي بهدلة ولازمن يدوقوا من النـ.ـار اللي اني دوقتها .
اخذت النقود منها بلعاب يسيل رغبة على ذلك المبلغ الضخم الذي طلبته منها وبدأت بعده بالورقة وتلك الوجد تجلس على نـ.ـار فهي لا تريد ان تتأخر وسلطان متوعدا لها إن تأخرت ،
وبعد دقائق كثيرة أنهت خضرة ما تفعله ثم طمئنتها بحفاوة:
_ اخلص الناس اللي وراي وساعة اكده ولا ساعتين واشتغل وعلى الصبح هتلاقي البشاير هلت واقعدي واتفرجي كيف خضرة هتلاعبهم على الشناكل .
انفرجت أسارير وجد بفرحة عارمة فأخيرا ستراهم يبـ.ـكون قهرا على ما سيحدث لتلك السكون وعلى الوقيعة بينها وبين زوجها ثم تحدثت بنظرات فرحة :
_والله لو حوصل صح لا يوبقى ليكي عندي هدية معتبرة تليق بيكي يا شيخة وكمان هاجي لك علشان بت جوزي مطلعة عيني داي بقى عايزة تخطيط تاني خالص عايزاها تعـ.ـمى بعينيها وتتـ.ـشل بايديها علشان ما تعرفش تأذيني تاني ولا تقدر تعملها .
كانت خضرة في عالم اخر تنظر الى النقود ولم تنتبه لكلامها ولكنها وعدتها بكلمات كي تغادر وتتركها مع غنيمة اليوم :
_ تمام من عني متقلقيش .
ارتاحت وتنهدت بعمق وكأن اليوم عيدها ثم تركتها وغادرت بقلب فرح راى لهلوبة خروجها من بعيد ففورا قام بتصويرها وهي خارجة من ذاك المكان ثم تتبعها الى أن عادت الى المنزل حتى لا يتهمها سلطان بالتاخير ووقتها لن تمر ليلتها بسلام ،
انهي عمران ما كان يفعله ثم توضأ وصلى فريضه المغرب ثم أيقظ سكون فقامت وهي تشعر بالفتور في جسدها ثم دلفت الى الحمام وغسلت وجهها بالمياه كي تفيق وبعدها خرجت الى عمران الذي كان يجلس في المكان الذي خصصوه في الغرفة للعبادة وجلسوا يقرأون بداية من سور القلقلة وآية الكرسي ثم انتقلت الى سورة الملك وهو كذلك فهم معتادون على أنها تقرا خمس آيات وهو الآخر خمس آيات متشاركون في القراءة في جو يشعرهم بالراحة والامان والطمأنينة ،
في نفس التوقيت كانت تلك الشيخه تبدا مراسم طقوس العمل الذي تفعله لسكون ولكن كلما بدأت شعرت بىن يديها ثقيلة لا تستطيع التحرك وكأن شيئا ما يمنعها بشدة ،
كانت سكون في تلك الوقت تقرأ قوله تعالى “وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)؟
فشعرت أن هذه الآية تُشعرها بالأمان فكررتها ثلاث مرات اخرى ،
اما تلك السيدة المكان حولها أصبح غريباً فلأول مره تدخل طقوس عمل وتجد تلك الغرابة وكأن الشياطين التي أحضرتها الآن نائمة فقررت ان تمكث قليلا ولو بضع دقائق ،
وعلى نفس جلستهم عمران وسكون سألها عمران :
_احنا كنا واقفين فين في البقرة في الورد ؟
أجابته :
_ له تعالى نبدأ فيها من الاول حاسة إني عايزة اقرأها كلياتها .
_تمام يلا نقرأ سورة البقرة لآخرها .
مضى أكثر من نصف ساعة حتى وصلت سكون الى تلك الأيه ” وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ”
كانت تقرؤها بخشوع وقلب خاضع لله سبحانه وتعالى وكانت تلك القشه التي قضمت بتلك السيدة شعرت بأن المكان يحـ.ـترق من حولها وكأن أحدهم يختـ.ـنقها ولم تعد قادرة على التنفس فلأول مرة يحدث لها ذلك ،
وعلى الفور خرجت من المكان وهي تردد بأنفاس لاهثة تلتقطها بصعوبة:
_حابس ايه اللي جرى اول مره يجرى اكده ! هي البت دي جايبه لي قطر مين اللي تنشك والله لا هكون مقندلة عيشتها هي .
رأت حالتها من تعمل معها فسندتها في وقفتها وكان جسـ.ـدها يهتز :
_ مالك ياشيخة حوصل ايه اهدي اكده ؟
وضعت تلك الدجالة يدها على صدرها تهدئ من ضرباته الثائرة داخلها وهتفت من بين أسنانها التى تصتك رعبا وهي تخبرها ماحدث لها ثم أكملت وهي تنظر للأمام بشر :
_ البت داي اللي اسمها وحد لما تاجي المرة الجاية تسحبي لي طرحتها من على راسها من غير ماتدرى والله لاهخليها تولول من العـ.ـذاب اللي هتشوفه على يدي ، جايبالي قطر مين داي بت الجزم كنت همـ.ـوت النهاردة بسببها .
طمئنتها تلك السيدة بأنها ستفعلها فهي تكره تلك الوجد بلا سبب .
اما عند سكون وصلت الى الايه ” وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ” وشعرت بانقباضة في قلبها ولكنها أكملت بخشوع ،
انتهوا من قراءة وردهم وبدأوا بالذكر المعتادين عليه ولكن قرأوا أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الضيق فتلك الأدعية من يقرؤها يشعر بالراحة والاطمئنان وتلك سنة رسولنا التي ما ان اتبعناها حتى فزنا في الدنيا بان لن يؤذينا أحداً الا الله ،
” حبيباتي حبيت انوه عليكم بالمشهد ده ان سكون حد قريب من ربنا الذكر ما بيفارقش لسانها قيام الليل منضبطه فيه جدا القران الكريم لازم كل يوم ورد وبتتنافس على انه يزيد علشان كده حست بالضيق لما كان الضرر هيجي عليها لجأت للقران كالمعتاد وعلشان ربنا سبحانه وتعالى ما بيضرش حد بيتقيه وبيذكره ليلا ونهارا وخاشع لله سبحانه وتعالى لن يستطيع جنود الانس والجن ان يأذوه بشيء ربنا ما كتبهوش ، سبحان الله في نفس التوقيت اللي هيتعمل فيه العمل هو نفس التوقيت اللي كانت فيه قاعده في ذكر لله سبحانه وتعالى ومعيته باختصار عمر ما حد يقدر يأذينا طول ما احنا بنحافظ على الأذكار والصلاة و قراءة القرآن وقيام الليل قلبنا هيبقى مطمن ودايما نحط ببالنا وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ، أما عمران كان متقطع في الصلاة مكانش عمره بيقيم الليل ، كان هاجر للمصحف إلا في رمضان زي نماذج كتييير قوووي حوالينا ولسه الأحداث هتبين حاجات كتييير بس حبيت أوضح النقطة دي )
بعد ان انتهت سكون وعمران من الساعتين من الذكر والخشوع سألها :
_حاسه بايه دلوك لسه عندك ضـ.ـيق زي ما انتِ ؟
أجابته براحة اغتـ.ـالت روحها :
_حاسه اني استريحت كَتير ربنا يخليك ليا يا حبيبي زي ما بتعني على الطاعة والعبادة وما يحرمنيش منك ابدا .
ابتسم لها عمران مشيدا بذاك الجميل لها:
_ومين يشكر مين ياسكون انت خليتيني ابقى ملتزم في الصلاة ومفوتش فرض بعد ما كان اليوم بيعدي عليا من غير ما اكمل صلاته وخليتيني اقرا القران وانا كنت ممكن اقعد بالشهر والشهرين ما امسكش المصحف وهاجره وكمان علمتيني اذكر ربنا في الرايحه والجايه انت بجد ملاك ربنا بعته لي .
*****************
اما في المشفى عند مجدي كان عامر يجلس مع الطبيبة يطمئن على حالة اخيه :
_يعني يا داكتورة اخوي اكده هيفضل عاجز على طول ولا هتعاود له صحته تاني ؟
نظرت اليه الطبيبة بأسى :
_كل شيء بارادة ربنا جايز ومفيش مستحيل على ربنا سبحانه وتعالى ،
بس حالة مجدي والعجز جاله من حمى وكمان عنده اضطرابات في المناعة الذاتية أثرت على الأعصاب فسببت له حاله العجز،
تقريبا حالات زييه سافرت بره وتعالجَت علاج قاسي جدا وفي منهم اللي بيرجع يمشي تاني وفي منهم اللي ربنا بيقدر له بقية حياته اكده .
كادت تتحدث الطبيبة الا انها استمعت الى دقات الباب في أذنت للطارق بالدخول فإذا بها مها تدلف إليهم ووجدت عامر عند الطبيبة فألقت السلام عليهم دون أن تنظر إليه :
_السلام عليكم كيفك يا داكتورة ؟
ما إن رأتها الطبيبة حتى انقلب وجهها حزنا على ما ستخبره به الآن وردت سلامها :
_ زينه الحمد لله كيفك انتِ يا مها ؟
ابتسمت مها وأجابتها بهدوءها المعتاد :
_بخير الحمد لله يا داكتورة طمنيني على حالة مجدي وهل يقدر يخرج بقى من المستشفى ولا ايه ؟
تنهدت الطبيبة بأسى ثم أجابتها :
_هو حالته نوعا ما استقرت والحمد لله ظبطنا المناعه بس لازم تاخدي بالك منه وتمشي على العلاج مظبوط في البيت وانا هعرِفك كل حاجة علشان خاطر مناعته ما تتاثرش تاني .
كان عامر يستمع اليهم ثم قال :
_الداكتورة بتقول ان مجدي ممكن يسافر برة وحالته ترجع تستقر تاني هيبقى في حبة تعب لكن نجرب .
اهتز فكها بسخرية :
_ويا ترى مجدي هيوافق على كلامك دي وهيصرف الفلوس دي كلها في السفر،
داي ممكن يصرف اللي وراه و اللي قدامه عشان يرجع يمشي على رجليه تاني ؟
قطب عامر جبينه باستنكار :
_وليه لا ! هي الفلوس معمولة ليه وبنتعب علشان نجيبها ليه ؟
مش علشان لو تعبنا في يوم من الايام نصرفها ، هو في اهم من الصحه ؟
وأكمل حديثه بتأكيد وهو ينظر الى الطبيبة :
_ان شاء الله انا هقنعه يا داكتورة اهم حاجة حضرتك تعرفِي لنا هنروح فين بالظبط وتوجهينا وعلى الله التساهيل بعد اكده ؟
توترت مها قليلاً قبل أن تسىلها ذاك السؤال وعامر موجود ولكنه يعرف عنهم كل شيء وعنها بالتحديد أكثر من أخيه فسألتها :
_ممكن اعرف أخبار التحاليل ايه يا داكتورة اللي كلمتك عنيها اكيد طلعت دلوك كنتِ بتقولي قدامها يومين وانى بقالي اربع ايام مجيتِش اهنه ؟
هنا سأل عامر :
_تحاليل ايه داي اللي اخويا عميلها ؟
أجابته بكل ثقة دون خوف منه :
_ دلوك تعرِف تحاليل ايه ؟
ثم نظرت الى الطبيبة واستنجدتها ان تتحدث :
_ها يا داكتورة طمنيني شكلك ما يطمنش ؟
أخذت الطبيبة نفسا عميقا ولكن هي معتادة على تلك الحالات ثم أجابتها بهدوء :
_ عايزة أقولك إن كل شئ بأمر الله ، وإن كل أقدار ربنا خير وربنا مبيمنعش عننا حاجة إلا وهي ضرر لينا .
هوى قلب تلك المها بين قدميها من مقدمة تلك الطبيبة فمجدي زوجها من الممكن انه أصيب بالعقم من جراء ذاك المرض ، أم ماذا ؟
ثم طلبت من الطبيبة أن تتحدث فهي ذو قلب قوي ومعتادة على الصدمات ،
فأكملت الطبيبة وهي تناولها ملف تحاليل الجينات الذي أجْرتْهُ لمجدي :
_ التحاليل اهه ،
أمم .. أستاذ مجدي للأسف يامها عقيم من صغره ونوع العقم اللي عندبه مابيتعالَجش ابدا ، وعرضت التحاليل على كذا دكتور مسالك بولية ودكاترة كبيرة وكلياتهم أكدوا لي نفس الكلام ، متزعليش حبيبتي.
ما إن استمع كلاهما إلى كلمة عقيم حتى رددا في صوت واحد من أثر الصدمة وهما ينظران لبعضهم نظرات منصـ.ـعقة من اثر الكلمة التى وقعت على مسامعهم :
_ عقيييييييم ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من نبض الوجع عشت غرامي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى