روايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء الخامس عشر

رواية من نبض الوجع عشت غرامي البارت الخامس عشر

من نبض الوجع عشت غرامي
من نبض الوجع عشت غرامي

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الحلقة الخامسة عشر

ارتدت مها ملابسها الأنيقة ولفت حجابها بإحكام وحملت حقيبتها وارتدت نظارتها الشمسية المحببة لقلبها ثم خرجت إلى والدتها وأبنائها ، سحبتهم من يداهم بحنو وتحدثت :
_ حبايب ماما أني رايحة مشوار ويمكن أتأخر شوي خلي بالكم من بعض ومتغلبوش تيتى ماجدة وتبقوا أشقيا ، وطبعاً التاب مش أكتر من نص ساعة علشان ماما متزعلش ، وكمان علشان أجيب لكم حاجات حلوة بتحبوها .
ابتسم لها الطفلان ببراءة ووعداها بانهم لن يكونوا أشقياء ،
أما والدتها سحبتهم لأحضانها وهي تردد :
_ ياحبايب تيتى اتشاقوا براحتكم وغلبوني وملكمش صالح بأمكم الرخمة داي ، شقاوتكم على قلبي زي العسل ، وتابعت حديثها وهي تنظر إلى مها متسائلة :
_ رايحة لجوزك يابتي دلوك ؟
بعيناي يملؤها الإرهاق من قلة النوم ليلة أمس أجابتها :
_ أيوه ياأمي رايحة له ، خلي بالك من الولاد هكلمك علطول أطمن عليهم خلي التليفون جارك أني هتصل بيكي كَتير ، إنتي عارفة مقدرش أبعد عنيهم .
ربتت ماجدة على كتفها وطمئنتها :
_ متخافيش عليهم ياحبيبتي دول في عيوني ،
وعندما رأت تعلق عيناها بالصغيرين وهي تنظر لهم بوحشة سألتها:
_ ياه قد اكده بتحبيهم يابتي لدرجة انك علشان رايحة مشوار وهتسبيهم نص يوم عيونك هتلمع بالدمع !
على نفس نظراتها المتعلقة بالصغيرين تحدثت :
_ مقدرش أبعد عنيهم خالص ، هما روحي والنفس اللي بتنفسه ، هما اللي ماليين علي دنيتي الباردة اللي عايشاها مع أبوهم ،
وأكملت وجـ.ـعها وهي تمسح على شعر أحدهم بحنو :
_ تعرفي ياأمي أني بزرع فيهم الحنان والحب والاحتواء اللي ابوهم حارمني منهم ،
بعلمهم الهدوء والراحة النفسية في المعاملة رغم صغر سنهم ،
مبعديش موقف ولا جملة بيقولوها غلط إلا وأعلمهم من وراه درس يخليهم رجالة مش شِبه رجالة ،
ساعات بعملهم اكل بسيط جداً ميكلفش فلوس كتير واجيب لهم لعب بفلوس قليلة وأحسسهم إن الأكل ده جميل جداً رغم بساطته واللعب مش بتمنها بس بتقضي الغرض واعرفهم ان الأكل علشان يشبعنا بس واللعب مهما كانت تمنها قليل بس بردو بتجمعنا مع بعض ومش مهم تكون غالية علشان يتعلموا إن أهم مطالب الحياة اللي هو الأكل مش محتاج فلوس كَتيرة نضيع عمرنا علشان نجمعها ،
وان الاهتمام والقعدة الحلوة مش محتاجة حاجات فخمة وغالية وعلشان نجيبها نتعب ونهمل في اعز الناس ،
وتابعت حديثها المغلف بالوجع والاحتياج لتلك الأشياء وهي تحتضن ابنائها تحت ابطيها برعاية وحب :
_ بعلمهم بالمواقف إن الراجل مش جيب يطلع فلوس وبس ، لااا الراجل بحبه واهتمامه بأهل بيته ، بزرع فيهم حنان علشان احصده اهتمام بيا وباللي هيعيشوا معاها بعد اكده لما يبقوا رجالة وأصحاب بيوت ،
بزرع فيهم حب كبير اكبر ماخيالهم يتوقعوا علشان أحصد ثمرة بيوتهم اللي هيفتحوها ويدعولي علي تربيتي ليهم ،
وعارفة ياماما بسقي زرعتي ايه ؟
ابتسمت اليها والدتها بغرابة من حديثها المـ.ـوجع وتابعت هي إجابة سؤالها:
_بسقيها عيون مبتنامش علشان تطبطب عليهم وتغطيهم في عز البرد ،
بسقيها تعب جسمي واني بصحى من عز نومي بدري قبل مايصحوا علشان اخلص شغل بيتي قبل مايصحوا واقعد معاهم اهتم بتفاصيلهم علشان مفيش حاجة تشغلني عنيهم.
أنهت كلماتها واخذتهم بين أحضانها تقبلهم وتشتم رائحتهم بحب غريب لم يراه إنسان من ذي قبل ،
التمعت عيناي والدتها بالدموع ورددت بصوت مبحوح من تأثيرها بكلام ابنتها :
_ ياه يابتي ده إنتي شايلة هم جبال فوق كتفك محدش يقدر يتحمله ،
ليه يابتي متتركيش الوجـ.ـع اللي معيشة حالك فيه وتعيشي حياتك عادية وتكبري دماغك ومتبقيش حساسة للدرجة اللي توجع داي .
نفخت بضيق وهتفت وهي تشيح بيدها :
_ يووه يااامي يوووه منيكي ! عايزاني انسي اني ليا حقوق واني ست ربنا خلقها تحس كيف الستات !
عايزاني اعيش آلة متحركة واتعلم البرود !
عايزاني ابقي ايه علشان استريح وبردو مش هستريح ، أني عارفاني بحب نفسي علشان عارفة إن هي تستحق وده لان نفسي مش مقصرة في اي حاجة ولا مع أي حد ،
واسترسلت نبض وجعها بحـ.ـرقة قلب :
_اني لو كنت مقصرة فعلاً فهبقي مقصرة في حق نفسي يا امي ،
مقصرة في إني سبتها تتنازل يوم ورا يوم وسنة ورا سنة ومبعدتش ،
مقصرة اني ماأخدتش موقف من البداية لحد ماغلطت غلط كبير مبينيمنيش الليل وهفضل ندمانة عليه طول عمري .
ثم انفـ.ـجرت باكية مما جعل الطفلان يتعلقان بها وحزنوا لأجل بكاء والدتهم ،
أما ماجدة هتفت باندهاش ولم يهمها بكاؤها التى تعودت عليه منها :
_ غلط ايه اللي عملتيه يابتي ومبينمكيش الليل ؟
سمعت أذناها ذاك السؤال فشهقت اكثر من ذي قبل مما جعل اندهاش ماجدة يزداد ثم أخرجت المنديل الورقي من حقيبتها وجففت دمـ.ـوعها وارتدت نظارتها الشمسية ثم ودعتهم وعيناها متعلقة بعينيهم إلى أن خرجت من المكان وهي تاركة قلبها المنقسم إلى نصفين في جحر أبنائها ،
بعد نصف ساعة وصلت إلى المشفى الموجود بها مجدي ، سألت عن مكان تواجده في استقبال المشفى وذهبت إليه ،
وصلت المكان وجدت عامر يجلس على الأريكة وهو يتكأ بجزعيه على قدميه ووجهه بين يداه ، فور أن وصلت علم تواجدها من رائحتها التي يحفظها عن ظهر قلب ،فرفع أنظاره إليها قائلاً وهو يقف يمد يداه لها يسلم عليها:
_ ازيك ياأم زين ، حمد لله على السلامة ، مقلتيش انك جاية كنت جيت أخدتك .
لم تمد يداها إليه كي تضعها مرة أخرى في يداه ولم تستطع بعدها ان تنتزعها منه كفاها مرات فعلتها قبل ذلك من سنوات تتعذب منها إلى الآن وهتفت بأنظار متعلقة بأبواب الغرف:
_ زينة الحمد لله ، كيفه مجدي دلوك ؟
أعاد يداه خائبتين بعد أن أصابه الخذلان منها وأجابها:
_ مجدي تعبان قويي وحالته صعبة وربنا يستر .
تنهدت بوجع من حياتها التعيسة معه فلن يكتفي مجدي منها برود وإهمال حتي أكرهها حالها لااا بل زاد عليه مرضه الصعب ، تلك الهواجس التى دارت في خلدها جعلتها كارهة لحالها وفيم تفكر به ، وهي أن تشمئز من مرض انسان ،
وحدثت حالها وعيناها متعلقة بالغرفة التى يمكث بها :
_ انظر أيها الرجل لما أوصلتني إليه ! كرهت حالي ، بغضت حياتي ، تمنيت المـ.ـوت لك ، توسلت للحياة أن تنهي أنفاسي بسببك ،
عشقت ظلام نومي وودته لأجل أن لاأفكر بك ، يومي أقضيه ساعات بمشاعر مختلفة ، فساعات أحبه وساعات أمل منه وساعات أشعر بالوحدة التى تشعر قلبي بالصقيع وأنا في عز القيلولة الحارة، وساعات أتفقد السعادة التى اراها في عيون الكثيرين وتأتي حدي وتختفي ، ألست أنا كمثلي من حقي الحياة التي جعلتني أتمني انتهائها !
ثم فاقت من شرودها على صوت عامر يتسائل وهو يحرك يداه أمام عيناها:
_ يامها ، يابنتي فينك روحتى اكده ؟
رمشت بأهدابها بتوتر وقالت:
_ ها في ايه ؟
_ إنتي إللي في إيه ؟
_ لا مفيش ، هو أنا ممكن أشوفه وأدخله دلوك ولا ممنوع ، وحالته ايه بالظبط ؟
لوي شفتيه بامتعاض وهو يتذكر كلام الطبيب عن حالة أخيه الصعبة :
_ حالته صعبة ودخل في غيبوبة من امبارح بالليل ، البرد الشديد جاله من يومين ومسألش في نفسه وخرج في عز السقعة ورجع والمطر شغال مشي نص ساعة بحالها ، حكالي اكده قبل مايدخل الغيبوبة ، جت له حمى ومن ساعتها كل شوية يدخل عرض جَديد وربنا يستر وهو أصلا عنديه حساسية من صغره وده زود الدور عليه .
اهتز فكها بسخرية وتحدثت وهي تضـ.ـرب كفا بكف :
_ هه يا سبحان الله الفلوس اللي هيمـ.ـوت نفسه عليها نفعته بإيه دلوك !
مرمي جوة اهه بين الحيا والموت ولا كنوز الدنيا تقدر تشفيه غير ربنا قادر على كل شيء.
سألها بتفحص :
_ هو إنتي شمتانة فيه ؟
نفت كلامه مجيبة :
_ هشمت في ابو ولادي ياعامر ! انى أه بيني وبينه مصانع الحداد لكن وقد التعب والشدة سيبت عيالي وجيت له ، والله العظيم لو هو مهيسأل فيا ولو مـ.ـوت مش هيوبقى عنديه وقت يقف في عزايا حتى.
نفخ بضيق من كلامها وهتف باستنكار:
_ ليه بتقولي اكده ! إنتي محسساني انك متجوزة شيطان مش إنسان ؟
لم تريد أن تدخل معه في جدال واستدارت برأسها ناحية غرفته متسائلة:
_ متشغلش بالك بكلامي وخترفتي داي ، المهم ينفع أدخل له ؟
هز رأسه برفض:
_ لا مش قبل بكرة الصبح الدكاترة قالو اكده .
حملت حقيبتها وانتوت المغادرة فهي يستحيل أن تنام بعيدا عن اولادها ولو ساعة واحدة :
_ تمام هبقي اجي الصبح بدري ، هروح دلوك علشان العيال .
كان لايود ان تمشي فتحدث :
_ هو إنتي لحقتي تاجي علشان تمشي ؟
_ قعدتي دلوك ملهاش لازمة ولا هتفيده بحاجة ولا هتفيدني .
بعيناي متعلقة بوجودها أردف :
_ طيب استني هوصلك .
كاد أن يحمل مفاتيحه ولكنها منعته قائلة :
_ لا متتعبش نفسك معاي عربيتي .
أنهت كلامها والقت السلام وغادرت المكان بهدوء كما دلفته ووقف هو ينظر على أثرها بعيناي متمنية .
**********************
في منزل سلطان المهدي ظهرا دلف عمران الى حجرة والدته بابتسامته التي زينت ثغره وجعلته أكثر بشاشة مرددا وهو يقبل رأس والدته :
_ كيفك يازوبة ؟ والله كانك اليوم رجعتي عشرين سنة لورا ياحلوة إنتي ياقمرة.
بادلته زينب الإبتسامة قائلة وهي تربت على يداه بحنو:
_ منحرمش منيك ولا من جبرك لخاطري ياولدي ودايما تبقي أحسن الناس .
وضع كف يداه الأخرى على يدها مردفا بحنو :
_ جبر خاطر ايه ياحاجة داي حقيقة والله شاهد على اللي في قلبي ،
ثم استرسل حديثه وهو يخبرها :
_ طيب أني همشي دلوك هجيب سكون عايزة تاجي تطمن عليكي وعلى حبيبة كماني ، معايزاش حاجة نفسك فيها أجيبها لك وياي ياست الناس ؟
بعيناي تنطق حبا وتعلقا بولدها الوحيد وابن عمرها أجابته :
_ معايزاش غير الستر والسعد ليك ياولدي ، روح هاتها وأني اهنه مستنياكم .
قبلها عمران من يدها وانتوى الخروج فتحدثت هي قبل أن يخرج من الباب :
_ عمران ؟
لبى نداؤها وهو يشاور على عينيه :
_ عيونه .
ابتسمت بحنو وأردفت :
_ ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة ، قلبي وربي راضيين عنك يابن عمري .
دق قلبه برضا وحب لوالدته وأرسل لها قبلة في الهواء كي يعبر عن مدى سعادته بها وبدعائها ، ثم غادر المكان وأمسك هاتفه وأخبر سكون أن تكون بانتظاره على باب المشفى ،
وصل عمران الى المشفى وجد سكون في انتظاره تبادلا السلام بحب نابع من قلبهما ثم صعدت سيارته وانطلقا كليهما الى منزله ،
وصلا إلى المنزل وهبط عمران من سيارته ثم تحرك للجهة المقابلة وفتح باب السيارة مرددا وهو يبسط يداه إليها وكأنه يعاملها معاملة الأميرات:
_ وه إيه الدلع ده كلياته اللي من حظك ياسكون ؟
خلي بالك هاخد على اكده علشان متفكرش إنك تعمل الحاجات الحلوة داي في الاول بس ،
لااااا ياسيادة العمران هتعودني على حاجة همسك فيها بيدي وسناني ، أنا قلت أهه اللهم بلغت .
ضحك عمران على كلماتها المحببة إلى قلبه مردفا بتأكيد:
_يحق لك الدلع والدلال يا أميرتي الجميلة ،
واسترسل حديثه وهو يشير بأصبعه تجاه عينيه :
_ من العين داي قبل داي ، ومن اهنه ورايح مش هتلاقي غير اكده .
سعد داخلها بشدة من طريقة عمرانها التي عشقته ولم تندم يوما على وهبها قلبها له ،
ثم مد يداه إليها حتى تحتضن كف يداها لكي يدلف كلتاهما إلى الداخل ولكنها تحمحمت بخجل وهي تنظر حولها :
_ أممم… ممكن أمشي جنبك علشان… بسسس ..
احتدم وجهه بغـ.ـضب مصطنع ثم قال :
_ وه أني جوزك ياسكون ! كيف تعملي حساب للناس وجوزك هيمد لك يده علشان تحضن يدك وانتي أول مرة تدخلي بيتَه ،
ثم استرسل بأمر لا رجعة فيه:
_ هاتي يدك ده احنا فرحنا كمان سبوعين ومتعمليش حساب للناس طالما بنغصبش رب الناس ياحبيبي.
تركت كل كلامه وتشبس عقلها ولسانها بل وكامل كيانها في كلمته الأخيرة ثم مدت يدها بابتسامة وهي تتقوى به ولم تخشى أحداً غير الله في وجوده قائلة :
_ أهو انت اللي مليون حبيبي ، يالا بقى ندخل علشان عايزة أطمَن على الحاجة وحبيبة .
سكن كف يداها الصغيرة داخل باطن يداه ثم تحركا بسعادة بادية على وجوههم رأتها من تقف بالأعلى وهي تنظر إليهم بغل نابع من عيناها ، وحدثت حالها وهي تجز على أسنانها وتربع يدها أمام صدرها وتهز قدمها لأسفل بغـ.ـضب عارم :
_ وه اهدي ياوجد ، اهديييييي ، ولازم تتعلمي البرود علشان تعرفي تلعبي المباراة وتدخلي أجوان كمان ، اهدييييييي .
وظلت تنظر لأثرهم لحين دلفوا المنزل واختفوا من أمام ناظريها،
دلفت الي غرفتها بخطوات تضـ.ـرب الأرض غلا وحقدا وصارت تدور حول نفسها وهي تجز على أسنانها بغضب وانتوت أن عيناها تتبعهم خفية علها ترى شيئا تمسكه عليهم كي تشفى قلبها المريض المملوء بالكره لسكون،
أقبلت سكون على زينب وهي باسطة ذراعيها لها :
_ بسم الله ، تبارك الرحمن ، وشك ولا وش القمر ياماما الحاجة.
ثم احتضنتها بمحبة وكل منهما تربت على ظهر الأخرى ثم تحدثت زينب بحنو :
_ تسلمي لي يابتي ومنحرمش من دخلتك عليِّ ،
ثم تحركت ببطء كي تترك لها مساحة تجلس بجانبها وأكملت بحب :
_ تعالي يامرت الغالي اقعدي جاري اهنه والله اتوحشتك كتييييييير قووي ياداكتورة.
جلست بجانبها وامسكت يدها وربتت عليهما قائلة:
_ والله من القلب للقلب ياماما الحاجة ،
ثم تلفتت حولها كي تسأل عن حبيبة :
_ أمال فين حبيبة وفين ولادها عاد مش شايفاهم ؟
أجابتها زينب :
_ سألت عنك العافية يابتي ،
حبيبة راحت الحمام وعيالها بوهم خدهم للداكتور علشان عنديهم الصفرا وهو مبيتحملش عليهم الهوا قلبه ضعيف .
أمائت سكون رأسها بتفهم ، ثم سألتها :
_ بتاخدي دواكي بانتظام ياحاجة؟
ثم أكملت وهي تنظر إلي عمران :
_ اوعى تكون مهمل الحاجة ومبتهتمش بيها ولا بدواها ياعمران ! مابتها الكبيرة نفَسة ومهتقدرش على مراعيتها ؟
مط شفتيه بامتعاض مصطنع وهتف باستنكار:
_ وه ياداكتورة ! أنى أهمل الحاجة زينب وأسيبها لحالها كيف اكده ؟!
ثم أشار إلى والدته مستنجدا بها كي تدافع عنه:
_ طب الحاجة قدامك أهي ، اتكلمي ياست الدار وعرفيها كيف عمران بيعاملك ؟
ضحكت زينب ضحكة خفيفة ثم نظرت لسكون وأجابتها:
_ لا يابتي ورب الناس ما هملني واصل ، وواخد باله مني وبيهتم بيا على الاخر ،
ثم نظرت إلى كلتاهما قائلة بتمني :
_ ربنا يتمم لكم على خير ياولدي ، ده اليوم اللي بحلم بيه من بقالي كتير ياعمران ، وأخيراً قرب ياحبيبي وهفرح بيك ، بس حازز في نفسي فراقك عني ياعمران .
قطـ.ـعت كلماتها وشهقت ببكاء جعلهم انتفضوا واحتضناها وهم يرددون بدهشة :
_ مالك بس ياست الدار ؟!
وسكون أردفت بنفس دهشته :
_ ليه بس دموعك الغالية داي ياماما الحاجة ، ايه حوصول ؟!
ارتفعت شهقاتها وتحدثت من بينهن :
_ صعبان عليا انك مش هتُبقى جاري ياعمران في أي وقت أقول أاااه ألقيك قدامي ياولدي ، إنت الوحيد اللي بستقوى بيك على الظالم بعد ربنا .
نفخ عمران بضيق ثم تحدث كي يطمئنها :
_ ومين قال إني هسيبك بس ياحاجة ، أني هفضل جارك ومش ههملك واصل ولا لحظة ،
واستطرد بحزن:
_ وبعدين مين قال انك هتتوجعي ياحاجة !
متقدِريش البلا قبل وقوعه إنتي زينة أهه وكلها يومين وتفكي الرباط اللي على راسك وهتخرجي من حبستك داي وتقعدي برة تجهزي لعرس ولدك عمران اللي خلاص قرب أهه وبقى على الابواب .
انفرجت أساريرها وهتفت وهي تمسح دموعها:
_ يعني انت ياولدي هتسكن ويانا اهنه في البيت ومش هتروح بيتك اللي بنيتَهْ لجوازك ؟
تحمحم كي يجيبها وهو ينظر في عيناي سكون فهو إلى الآن لم يبلغها بقراره ولكنها فهمت معنى نظراته وضغطت على عينيها بطمئنة له مما جعل باله استراح وهتف بتأكيد :
_ كنت مخليهالك مفاجأة ياحاجة ومن حسن حظنا ان بوي لسة مجدد الدور التالت ومخليه على سنجة عشرة يدوب ناقصة العزال بس ويُبقي تمام .
سعد داخلها ثم نظرت إلى سكون كي تستشف رأيها ووجدت الابتسامة اعتلته ثم رددت وهي تربت على ظهرها:
_ وناقصه العروسة كماني اللي هتزينه ياولدي .
أمائت لها سكون بخجل وهتفت بخفوت:
_ تسلم لي ياماما الحاجة منحرمش منيكي ابدا.
ثم عادت حبيبة واستقبلتها سكون واطمئنت على جرحها ، وجلسوا يتسامرون بسعادة سكنت معالمهم وبعد مرور حوالي ساعة وجهت سكون حديثها إلى عمران قائلة وهي تنظر في ساعتها:
_ مش يالا علشان توصلني ياعمران علشان متأخرش .
قام عمران ملبيا كلامها :
_ يالا ياداكتورة .
ودعتهم سكون بمحبة بعد أن سألت عن رحمة فعلمت أنها في عملها وعن سلطان وعلمت أنه في أرضه ،
ثم خرجا سويا فتحدثت سكون بحماس :
_ أمال فين اسطبل الخيل بتاعك ياعمران نفسي أشوفه قووي قبل ما مشي ؟
سحبها من يدها وذهب بها إلى الاسطبل الصغير الموجود في حديقة منزلهم ،
بعد أن دلفا داخل الاسطبل تبعتهم تلك العيون الخبيثة التي كانت تترصد خروجهم من باب المنزل بخطواتها الشيطانية المتهادية ،
نظرت سكون إلى الاسطبل بعيناي يكسوها الانبهار من ترتيبه ونظامه ونظافته والى الخيل بفرحة ، وكأن ذاك المشهد تخيلته كثيراً هي وفارسها وفرسته يقفون في المكان الذي شهده خيالها كثيراً ،
رأى عمران نظرة الحالمية نابعة من عيناها فوقف قبالتها وأمسك كلتا يداها قائلاً:
_ ياترى الجميل سرحان في ايه بقى وحبيبه قدامه ؟
ضغطت على يداه بسعادة وأجابته وعيناها تتلفت في المكان :
_ متتخيلش حلمت باللحظة داي قد إيه ، كنت دايما لما بتاجي على بالي وأفكِر فيك أشوف صورتك وانت على فرسة وواقف تبص علي من بَعيد وأنى عيني تاجي في عينك وأدوِرها الناحية التانية كأني خجلانة .
اقترب منها وهو يتلمس يداها برغبة وتسائل بدعابة:
_ ياسلام طلعتي من المراهقات اللي بتحلم بالفارس اللي ياجى يُخطُف البطلة على حصانه ياداكتورة ؟
نزعت إحدى يداها من يده ولكزته بخفة على كتفه وأردفت بحزن ممزوج بدلال على دعابته :
_ مراهقات مين ! هو الحب الحقيقي في نظرك اسمه مراهقات ؟
ثبت يداها على كتفه وجذبها بخفة أمام عيناه
حتى التصقت في أحضانه وصارا كلتاهما يتنفس أنفاس الآخر ، ابتلع أنفاسه بصعوبة في قربها المهلك ثم تمتم بهمس :
_ حبيبي ياناس اللي بيحبني من زمان وكان مستنيني ، تعرفي أنى لازم أروح أسقي الشجرة اللي اتخبطي في جزعها ماية ورد علشان خلت الورد كله يقع بين يدي وأعشِقه وأدوب كماني .
لاحظت همسه المبحوح ونظرات الرغبة النابعة من عيناه وسخونة يداه بين يداها فحاولت الابتعاد عنه وهي تنطق اسمه بتوتر:
_ عمران .
أجابها وعيناه تتفحصها بهيام :
_ عيونه وقلبه وروحه .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وهتفت:
_ يالا روحنى أني اتأخرت .
ضغط على يداها بإصرار وهتف :
_ بذمتك تُبقى حلوة في حق الصعيدي اللي مرته بين يده لأول مرة في الاسطبل بتاعه قدام خيوله ويهملها تمشي قبل مايمسي ويصبح .
اتسعت عيناه بذهول وحاولت الابتعاد عنه وهي تردد باستنكار:
_ تمسي وتصبح ايه ! ياخراشي فوق ياعمران .
ضحك بصوت رجولي خشن على طريقتها وأعجبه منظرها المرتعب وهيئتها المندهشة فأراد أن يكمل مداعبته :
_ ياخراشي على أني !
إنتي ايه يابت إنتي فيكي ايه بالظبط ؟
اندهشت من كلامه وأومأت بعيناي يكسوها الغرابة :
_ ايه في ايه مالي يعني ؟
أمسك وجهها بين يداه وهي تحاول الابتعاد عنه وأكمل :
_ فيكي سحر وجمال ودلال ، فيكي عيون تسحر العابد الزاهد في أي شئ ، اتعلمتيه فين السحر داي كلياته يابت قلبي .
وظل كلاهما ينظر إلى الآخر بتمنى ورغبة واشتياق وحدثتها عيناه:
حبيبتي سكون أبشري لقد عشقتك بجنون وفي هواكي صرت مفتون فأنتي أصبحتي دوائي من الحرمان وفي دنياكي سكنت الجِنان،
اقتربي مني ، تدللي وتغنجي فأنا سأفرد لكي بساط غرامي كي تقتحمي عالمي كالفرسان ،
فانا مغرم لا أشبع ومن عيناكي لا أزهق ففي اقترابك نسيت الأحزان وفي دنياكي يريد أن يسكن العمران
كانت عيناي تلك الوجد تتابعهم بحقد وعندما وجدته اقترب منها بتلك الحميمية دلفت إليهم بوجه مكشوف وتحدثت وهي تربع ساعديها أمام صدرها بثبات أقنعت حالها به بأعجوبة :
_ وه الست الداكتورة بحالها اهنه في اسطبل الخيل بتاعنا والله منوِرنا .
ابتعدت سكون عن عمران بسرعة من خجلها عندما استمعت إلى صوت تلك الوجد ولكن عمران جذبها مرة أخرى بشدة كي لاتفلت من يداه ، ولكنها نظرت إليه بملامة على فعلته أمام تلك الواقفة تنظر لهم وعلامات الشر تطاير من وجهها ولكنه لا يبالي ،
أما تلك الوجد هتفت مرة أخرى :
_ وه ياداكتورة مهترديش السلام والترحاب بتاع وجد ولا ايه ده اني بردك في منزلة حماتك .
شبك عمران أصابع يداه في يد سكون بتملك أمام تلك البغيضة مجيبها قبل أن تنطق سكون :
_ كانك اتجنيتي في عقلك المخربط ده يابت إنتي !
ازاي تشبهي حالك بالحاجة زينب ست الدار وست الكل وستك إنتي كماني ،
واسترسل بتحذير :
_ ويكون في معلومك ياوش الأذ ى والخـ.ـراب إنتي بعدي عن مرتي ملكيش صالح بيها واصل ومتوجيهيش ليها كلام نهائي ، وتشوفيها قاعدة في مكان متقعديش فيه فاهمة ولا البعيد مبيفهمش واصل .
جزت وجد على أسنانها بغضب واحمر وجهها من كسفه لها أمام سكون ثم رددت بحقد وهي تقترب منهم:
_ انت بتقول لي أني الكلام داه ياعمران ! لاحظ إني مرت بوك واهانتك ليا إهانة ليه بالظبط ،
ثم ربعت ساعديها أمام صدرها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بتحدي :
_ لو لسه مصمم على كلامك واهانتك داي نكلموا دلوك وياجي يشوف الموضوع ده ويجيب لي حق .
هنا تحدثت سكون ومنعتها وهي تشير بيدها برفض :
_ له خلاص متتصليش مش عايزين نعمل مشكلة من غير مشكلة وخلاص ، أني ماشية وعمران ميقصدش .
مطت شفتيها براحة لما استشفته من خوف تلك السكون من مجرد كلمات نطقت بها وهنا دونت في عقلها أول نقطة في شخصية عدوتها بل وأهم نقطة وقررت أن تلعب على أوتار مشاعر الخوف تجاهها من ضمن خطتها ،
ولكن عمران خيب ظنها كي يفهمها أنها مكشوفة أمامه ولن يجعل لها أي اعتبار وردد :
_ له اتصلي براحتك واعملي مابدالك وكل اللي عنديه حاجة يقولها يامرة إنتي ، وبعد اكده لما تلاقيني واقف ويا مرتي في أي مكان معايزش أشوف وشك ولا البعيدة معندهاش ذوق ولا بتختشي تاجي تقف وتتصنت على راجل ومرته.
دبت قدميها بغـ.ـضب ساحق من قصف عمران الدائم لجبهتها ولكن اليوم أمام عدوتها الأولى والأخيرة في نظرها ، وكادت أن تندلع ثورات الشر من فمها إلا أن عمران نظر لسكون مرددا بحنو استدعاه خصيصاً لأجلها وأمام تلك الملعونة:
_ مش يالا ياحبيبي علشان أوصل لك وأوعدك المرة الجاية هاخدك على الفرسة ونروحوا مكان لحالنا بعيد عن الزبالة اللي مالية المكان اهنه .
لقد أهانها عمران بشدة وأشعرها بأنها شيطان وأنها شئ رث يشمئز الإنسان منه وزاد الانتقام داخلها وتوعدت لهم بالهلاك ،
خرج عمران وسكون من المكان وهي تشعر بالغرابة من كلامهم ونظراتهم الغير مفهومة لديها ولكن وعدت حالها أن تفهم منه كل شئ ويوضح نقاط الإبهام لديها في ذاك الموضوع. من
***********************
في المحطة الفضائية تدلف مكة الي المكان وهي تحاول تدفئة يداها من شدة البرد وشدة جفافهما وبالرغم من ارتدائها الجواندي إلا أن يداها تشعر بالبرودة بشدة ولكنها كانت تشعر بدوار في رأسها وقدمها اليمنى تؤلمها ،
صعدت إلى مكتبها تؤدي عملها المطلوب منها كي تنجزه فاليوم حلقة هند الأسبوعية وتعتمد عليها كليا ،
بعد مدة دلفت إليها هند قائلة بتعجل :
_ ها خلصتي المطلوب منك يامكة ولا لسة ؟
كانت تعمل بأصابع سريعة على اللابتوب كي تنجز ماتفعله ثم رفعت عيناها قائلة :
_ خلاص يا أستاذة بفنش أهو متقلقيش خلي الإعداد عندك بس يستعد وانتي اظبطي حالك علشان خلاص مش فاضل غير نص ساعة بس وتطلعي هوا .
نظرت هند في ساعتها قائلة :
_ تمام مستنياكي في الأوضة الخاصة بتاعتي علشان هنراجع بعض النقاط مع بعض .
حركت رأسها بموافقة وذهبت هند وأكملت ماتفعل ،
بعد مرور ربع ساعة ذهبت مكة إلى غرفتها وجدتها تنهى اللمسات الأخيرة في هيئتها ،
فسألتها هند بقلق :
_ أول مرة هطلع اتكلم عن موضوع زي ده قلقانة شوية ومتوترة .
طمئنتها مكة بحفاوة:
_ ايه ده ! متقوليش اكده ده إنتي بتخطفي الكاميرا والأضواء ليكي ياهنودة ، طيب تصدقي والله زمان لما كنت بتفرج عليكي ببقى منتبهة معاكي ومع تعابير وشك المريح ومع كلامك الجميل كان بيدخل قلبي ،
ثم تابعت حديثها وهي تتذكر حلقة ما أثرت بها:
_ عارفة ياهنودة كان في حلقة ليكي كنتي بتتكلمي فيها عن الجمال الحقيقي للإنسان بدأتي الموضوع بطريقة جميلة أوي وبعد شوية جبتي البنوتة اللي من ذوي الحالات الخاصة ، حسستيها بجمالها الحقيقي فعلاً وكنتي بتتفاعلي معاها بتعابير وشك وشجعتيها انها عندها موهبة جميلة لازم تستغلها وفاكرة ساعتها البنت من طريقة كلامك معاها قالت لك جملة عمري ماهنساها
” إنتي خليتي ليفل الثقة بنفسي النهاردة عدي مراحل الاكتئاب والتنمر اللي اتعرضت لهم في حياتي وهخرج من الحلقة دي وانا عندي رصيد ثقة بنفسي يكفيني سنين قدام ”
قمتي ساعتها وحضنتيها والله ياأستاذة ساعتها عيوني دمعت من المشهد ده .
ابتسمت هند براحة اجتاحت أوصالها من حديثها وهتفت لها :
_ تصدقي بالله بعد كلامك ده إنتي ادتيني رصيد ثقة يكفيني لعشر حلقات قدام ،
هو أنا حبيتك من شوية ياموكة ياجميلة إنتي ،
ثم قامت من مكانها وحملت أوراقها قائلة :
_ يالا روحي مكتبك وتابعي الحلقة في هدوء وكل فاصل تيجي لي تعرفيني أظبط ايه او ازود ايه او أنقص ايه.
حركت وجهها بابتسامة وذهبت كلتاهما إلى ماتريد ،
أحست مكة أنها تريد أن تذهب لذاك المكان التي رأت فيه الشيخ قبل ذاك وتحدث معها كما أنها مازالت تشعر بالدوار الذي يهاجمها وزاد عليه الصداع،
ساقتها قدماها إليه ووقفت في نفس المكان وعيناها متعلقة بالباب ولا تعرف مالسبب الذي دفعها لذلك ،
وقفت والأفكار تراود خيالها هل ممكن أن يأتي ذاك الشيخ ويتحدث معها مرة أخرى ؟
أو هل أنها تأتي بباله كما أنها تفكر في كلامه معها ولن تنساه ؟
وفي نفس اللحظة اقتحم عقلها آدم وعندئذ رق قلبها بحنين إلى كلامه ولم تعلم مالسبب ،
حقا مشاعر غريبة وقفت تفكر بها واختبر عقلها وقلبها في مواقف صنعتها من تلقاء نفسها ،
ثم أدارت وجهها بعيداً عن الباب واستندت على طرف النافذة الموجودة في المكان ،
بعد قليل فاقت من شرودها على صوته التي لم تتخيل أن تسمعه الآن وهو يردد :
_ ياترى كنتي مستنياه يجي يديكي محاضرة زي اللي ادهالك المرة اللي فاتت وحسسك انك كفرتي ؟
أحست بالهلع البسيط من فجأة صوته ونطقت البسملة وهي تضع يدها على صدرها قائلة وهي تدير جسدها إليه :
_ بسم الله الرحمن الرحيم ، مش تقول أي حاجة اكده ، اتخضيت.
ضحك بصوت خفيض مما جعل الابتسامة تعطيه جمالا يليق به ثم هتف :
_ تصدقي شكلك جميييييل وانتي مخضوضة ، أمال مكنش نفس شعورك لما شفتي الشيخ وهو داخل لك المكان ، ولا في فرق بينا هو الملاك وأنا الشيطان اللي بيخض .
نفخت بضيق من كلامه وأردفت بنفي :
_ ايه الكلام اللي انت بتقوله دى ! وبعدين إنت عرفت منين بحكاية الشيخ وكلامه معايا هو إنت بتراقبني ؟!
بكل ثقة وتأكيد أجابها دون تحوير :
_ فيه فرق بين اني باخد بالي منك وبين اني براقبك دي معنى ودي معنى تاني خالص .
_ايوة ايوة بتاخد بالك مني … جملة تهكمية نطقتها بهدوء ماقبل الانفعال ثم أكملت بحدة خفيفة:
_ انت لسه مصمم بقى على اللى في دماغك ومتعب حالك في حاجة ممنهاش فايدة .
اقترب بخطواته قليلاً وراعى المسافة بينهم ثم هتف بتصميم وهو ينظر داخل عيناها الذي استوحشهم كثيراً:
_ انتي تقولي اللى على كيفك لكن ملكيش حق تحكمي على قلبي ومشاعري واظن إني بعدت عنك ومبقتش ابعت لك ومحترم اتفاقي معاكي .
اهتز فكها بسخرية من كلماته وأردفت:
_ أمال واقف اهنه دلوك بتعمل ايه ؟
ايه اللي جابك ورايا ؟
أثناء تحدثها شعرت بمغص شديد يضـ.ـرب جمبها الأيمن وقدميها تؤلمها بشدة وأصابها الدوار مرة أخرى مما جعلها تغلق عينيها بوهن قليلا ،
لم ياخذ باله من حركاتها لان تعابير وجهها مغطاة بالنقاب ، ولكنه أجابها بصدق :
_ طبعاً مش هتصدقيني اني داخل صدفة هنا وفجأة لقيتك .
رأت أن علامات التـ.ـعب بادية على وجهها فتحدثت بلا مبالاة كي تنهي الحوار وتستأذن للمغادرة :
_ تمام ، بس ياريت لما تشوفني واقفة في مكان اهنه متجيش تقف وياي ولا تكون في نفس المكان اللي موجودة فيه اني مش ناقصة شبهات .
تراشقت عباراتها في قلبه كسهام نـ.ـارية من شدتها أحس بنبض الوجع ضـ.ـرب صدره واقترب بخطواته منها مرددا بملامة :
_ هو إنتي قلبك ده قاسي كدة ليه !
ليه بتتعاملي معايا بالطريقة دي وكأني حشرة وطريقتك متليقش على تدينك ولا حتى على النقاب اللي انتي لابساه !
أشارت بيديها قائلة بوهن مغلف بالحدة ولكن وصل إلى فهمه انها منفرة منه ولا تريد التحدث معه :
_بعد اذنك انى مش قادرة اتكلم دلوك لو سمحت امشي وسيبني ، انت ايه عامل لي زي اللازقة اللي مش عارفة اخلص منيها .
انصعق داخله وخارجه من كلامها وعيناه غامت بالحزن الشديد وقلبه لامه على تحمله لتلك الإهانات ولكنه أراد أن يثأر لكرامته التي بعثرت على يداها فاقترب منها حتى انعدمت المسافة بينهم إلا بعض سنتيمترات بسيطة هادرا بها:
_ إنتي مفكرة نفسك مين يابني آدمة إنتي علشان تتكلمي معايا بالطريقة دي ها !
إنتي واحدة ولا تسوي في نظري ، عمالة تتنكي وانا صابر عليكي وفي الآخر تقولي لي أنا آدم النجم اللي نص بنات مصر تتمني امضا بس من ايديه لازقة !
اشتد الموقف بينهم وأصبح الثنائي كلا منهم يلقي ولا يبالي للآخر من يراهم يشبههم في ذاك الوقت بالقط والفأر من انفعالهم الآخاذ ،
وقد كان فكانت أعين كاميرات أحدهم تسجل للثنائي من بداية الموقف الى نهايته صوتاً وصورة ويبدو أن جودة الهاتف رائعة لتجسيدها المشهد بدقة عالية،
اشتد التعب بمكة كثيراً مما جعلها تمسك جانبها وهي تتوجع بشدة وقدماها لم تعد قادرة على الحراك وخاصة اليمنى وجلست أرضاً وهي تتأوه ،
انخـ.ـلع قلبه لأجل وجعها واقترب منها وهو يردد بهلع :
_ مكة مالك ، أنا آسف والله حقك عليا ياحبيبتي متزعليش مني ،
كل ذلك وهي تمسك جانبها وتتـ.ـوجع وكل ثانية يزيد الوجـ.ـع عن ذي قبل مما جعل وجهها يتوهج من تحت نقابها وعيونها تلتمع بالدموع التي تحررت من مقلتيها ،
اندهش لحالتها فسألها بخوف :
_ مالك يامكة فيكي ايه ؟
أجابته وهي تتلوى :
_ جنبي بيتـ.ـقطع مش قادرة همـ.ـوت ، آاااه ، آااااه .
ابتلع ريقه بصعوبة من توجعها :
_ طيب من إيه ده ! إنتي بتشتكي من حاجة هي اللي مخلياكي كدة أو بتاخدي دوا معين ؟
_ لاااااا ، مبشتكيش، آااااه ، همـ.ـووت الحقني .. كلمات تفوهت بها مكة وهي في حالة صعبة وصارت تحرك قدماها بهوجاء من شدة الوجع ، وهو واقف عاجز أمامها ، خائف ان يمسها فتظن انه يستغل وجعها ،
ومن شدة الوجـ.ـع التى لم تتحمله فقدت وعيها ، ظل يناديها من بعيد وهو غير قادر على لمسها كي تفوق وعندما لم يجد حلاً اضطر إلى حملها وجرى بها سريعاً وأدخلها سيارته كي يذهب بها إلى المشفى ، ثم هاتف أخته هند كي تلحقهما ولكنها كانت في حلقتها وردت عليه المساعدة الخاصة بها ،
وكل ذلك تحت عيون كاميرا أحدهم التي صورت المشهد من اول دلوفه إلى القاعة حتي خروجه منها حاملاً إياها بين يداه حتى ادخلها السيارة ، وصل بها إلى المشفى ومن ثم أوقف سيارته وهبط منها ثم حملها وصعد بها الى الداخل سبقه طاقم الحراسة الذي يعمل معه ووصلا إلى المشفى قبله بعشر دقائق لزيادتهم في سرعة القيادة ، هبط بها من جانب غير مرئي من المشفى بالتنسيق مع إدارة المشفي ،
فهو نجم مشهور وفي غنى عن الازدحام والكاميرات التي ستلتقط الموقف ، ولكن نفس الكاميرا التي رصدتهم من البداية هي التى تابعتهم الى ذاك المكان ،
بعد إجراء الفحص الطبي عليها سأل آدم الطبيب بقلق وهو يمكث في غرفة خاصة كي لايراه أحد :
_ هي مالها يادكتور ؟
اجابه الطبيب:
_ المدام الزايدة على وشك الانفجار وعايزة تتعمل دلوك لاننا لو اتأخرنا عن اكده ممكن يحصل لها حاجة لاسمح الله .
انصدم آدم من قول الطبيب بأنه زوجها وأما عن حالتها الخطرة دب القلق في صدره ،
ماذا يفعل الآن أيمضي على الإقرار وينقذها وبعد ذلك يُحل كل شئ أم ماذا ،
اندهش الطبيب من صمته ثم أعاد السؤال على مسامعه مرة أخرى:
_ ها يانجم هنعمل ايه ، المدام حالتها متتحملش الانتظار ؟
فكر سريعا فهو لم يعرف أيا من أقاربها ولا يعلم عنها شئ ولم يتركها تتأذى ثم أجاب الطبيب وهو يمد يداه :
_ هات الإقرار وأنا همضيه يادكتور مفيش وقت .
طلب منه الطبيب :
_ طيب ممكن بطاقتها وبطاقة حضرتك علشان نسجل البيانات .
لوى شفتيه بامتعاض من طلبه ولكنه ألف سريعاً:
_ أصل إحنا من الوجع والربكة نسيت أجيب لها حاجتها وبطاقتي كمان ومتعلقاتي الشخصية نسيتها ،معلش اعمل بس العملية دلوقتي علشان حالتها الخطرة وبعدين كل شئ يتحل ، ومتقلقش أنا شخصية معروفة مفيش أي خوف ولا قلق من ناحيتي ، بس بسرعة يادكتور بالله عليك .
لم يعارضه الطبيب فاستحسن رأيه فالأهم لديه إنقاذ حالة المريضة ثم بعد ذلك تتم الإجراءات ، أنهى ادم الامضاء على الأوراق وأعطاها للطبيب ثم غادر الطبيب كي يجري لها العملية ،
ثم استمع الى صوت هاتفه وإذا بشقيقته تهاتفه على الفور أجابها مرددا بقلق :
_ ايه يا هند كل ده في الحلقة ؟ تعالي شوفي المصيبة اللي أنا فيها دي .
بهتت ملامحها من كلمة “مصيبة” التي ذكرها أخيها ثم سألته بهلع :
_ ياساتر يارب مصيبة ايه دي كفى الله الشر !
إنت فين أصلاً ؟
أجابها بزهق :
_ أنا في المستشفى كنت واقف مع مكة بنتكلم وفجأة وقعت على الأرض واتوجـ.ـعت جامد وحالتها كانت ما يعلم بيها إلا ربنا وبعدين أغمى عليها شلتها وجبتها على المستشفى.
انصعقت هند من كلامه وهدرت به :
_ يا نهارك ملوش ملامح ، شلتها إزاي ياأدم ؟
ضم حاجبيه بعبس وهتف بدهشة:
_ هو ده كل اللي هامك شلتها إزاي ! ومش هامك إنها كانت هتمـ.ـوت لولا اني لحقتها على أخر لحظة لو لاقدر الله الزايدة انفـ.ـجرت !
ضـ.ـربت على المكتب بحدة وهتفت برفض قاطع لما فعله :
_ كان فيه مليون طريقة غير انك تعمل كدة يابني ، انت ناسي وضعها والتزامها ، عمرها ماهتسامحك أبدا على انك شلتها واستغليت تعبها وودتها المستشفى ، كنت كلمتني أو كلمت المساعدة بتاعتي وهي هتتصرف .
انزعج من ملامة أخته وهتف مندهشا :
_ إنتي بتقولي ايه انتي ! هي بدل ما تشكرني اني أنقذتها من المـ.ـوت هتلوم عليا !
واسترسل حديثه بدفاع عن نفسه:
_ وبعدين مانا كلمتك وقتها والمساعدة ردت عليا باستعجال انك في الحلقة بتاعتك لسه ، أعمل إيه يعني كنت أسيبها تمـ.ـوت علشان أستنى أي حد .
كورت قبضة يداها بعصبية وقصت عليه رؤيتها:
_ انت شكلك ناسي نقطة مهمة يا ادم ، وهي إنك نجم مشهور جداً وليك مراقبين وكاميرات بترصدك في كل مكان وطبعاً الخبر على بالليل بالكتيير أوووي هيكون متقطع فيديوهات ومالية جميع مواقع السوشيال ميديا والبنت صعيدية ومش بس كدة دي منتقبة كمان ،
شوف بقى كل واحد هياخد الفيديو هيكتب عليه كلام على مزاجه والإشاعات على البنت هتكتر والموقف بقي متأزم ومش بعيد أهلها يقتـ.ـلوها بسبب اللي حصل ،
ثم استطردت حديثها بتخوف وهي تتهمه بالتسرع :
_ إنت اتسرعت يا أدم واتصرفت غلط جداً ومعملتش حساب لمكانتك ولا لمكانتها الشائكة ، مشيانك ورا قلبك وعواطفك وحبك ليها عماك عن حاجات كتيرة كنت انت سيد العاقلين فيها ، وبصراحة كدة أنا مش متفائلة للي جاي خالص وربنا يستر.
دق قلبه برعب ليس بسبب الشائعات التى ستناله ولكن على تلك المسكينة التى لاذنب لها مما ستتذوقه من شائعات ما أنزل الله بها من سلطان ،
مرر أصابعه بين خصلات شعره بقلة حيلة ثم أراد طمئنة أخته :
_ انت قلقتيني ليه ! اطمني محدش أخد باله إحنا كنا واقفين في قاعة بعيدة عن الزحمة ،وكمان لما شلتها وخرجت في الأسانسير بابه قصاد القاعة ولما نزلت وصلت للعربية كانو البادي جارد فاتحينها وكل ده متعداش دقيقتين يابنتي ، عقبال ماحد يفكر يصور مش هيلحق أصلاً ،
واسترسل حديثه طالبا منها :
_ المهم حاولي توصلي لأهلها يجولها إنتي أكيد عارفاهم لأنك قريبة منها ، وتيجي دلوقتي حالا انا هتابع من بعيد مش هخلي حد يشوفني خالص علشان مأذيهاش بوجودي .
أخذت مفاتيح سيارتها وحملت حقيبتها ثم تحركت باستعجال قاصدة المشفى ، وفي طريقها طلبت رقمهم الأرضي فآتاها الرد من احداهن وبعد السلام وتعريفهم بشخصها ابتلعت أنفاسها بصعوبة وتحمحمت وهي تخبرهم بهدوء :
_ اممم .. مكة تعبت شوية ونقلناها المستشفى واتضح إن الزايدة كانت هتنـ.ـفجر عندها بس لحقناها الحمدلله وهي في العمليات دلوقتي.
نزل الخبر على رأس ماجدة كالصـ.ـاعقة ولسانها كأنه التُقِمَ من فزعة الخبر بالنسبة لها والذي أودى عقلها إليه أن ابنتها ستموت ،
قلب الأم لديها هلع رعبا لمجرد أن صغيرتها داخل غرفة العمليات دون أن تكون جانبها ،
سألتها على اسم المشفى وحزنت لان الطريق إليها سيأخذ اكثر من ساعة ،
فطلبت منها :
_ ربنا يسترك يابتي خليكي جارها متفوتيهاش وحديها لحد ما اجي اني وأختها الداكتورة .
بنبرة تأكيد اجابتها هند :
_ طبعاً ياحاجة متقلقيش مش هسيبها خالص حتى بعد ماتيجي مكة غالية عندي قووي ومش همشي قبل ماطمن عليها .
وصلت هند إلى المشفى وعلمت مكان أخيها وقفت بجانبه وربتت على ظهره لما استشفت قلقه الشديد عليها ثم تحدث بنبرة يغلفها القلق :
_ بقول لك إيه ياهند انتي تروحي دلوقتي تبلغيهم ميخرجوهاش من العمليات إلا بنقابها وكفاية الدكاترة اللي عملت لها العملية وشافوها .
لوهلة لم تتدارك ما قاله ولكنها فهمت مقصده وهتفت باستنكار:
_ يعني ايه عايز تفهمني انك مشفتهاش يا آدم ؟
بعلامات وجه مقتضبة أجابها :
_ مقدرتش اعملها ياهند ، كانت بين ايديا مغمى عليها وشايلها في حضني ومقدرتش اكشف سترها اللي عاملاه لنفسها ،
وأنا في العربية كل شوية افكر اني أمد ايدي وارفع الحاجز اللي بيني وبينها علشان أشوفها واعرف قلبي متعلق بمين بس مقدرتش حاجة كبيرة منعتني ، تصوري بقى إني جات لي الفرصة أشوفها وممكن مكنتش تعرف اللي إني معملتهاش ومقدرتش اعملها .
تأثرت بأخيها وبتعب قلبه في عشقها فأمسكت كلتا يداه وضغطت عليهما بحنو وأردفت بفخر :
_ ياه يا آدم قد إيه إنت جميييل أووي وشهم وراجل بمعنى الكلمة ، موقفك واللي إنت عملته معاها يدل على اخلاقك بس انا عند تحفظي كنت تكمل شهامتك ومكنتش تشيلها وتجيبها المستشفى بنفسك .
ضغط هو الآخر على يداها بحيرة ثم هتف بعيناي يكسوها القلق :
_ مقدرتش ، مقدرتش ، غصب عني يا هند حسيتها في الوقت ده هتضيع مني لقتني حسيتها حتة مني بتتوجع وأنا في ايدي أساعدها ومفكرتش في اي حاجة غير اني أنقذها ،
ظلا يتحدثان وكل منهم يطمئن الآخر بأن الأمور ستسير على مايرام ،
خرجت مكة من غرفة العمليات بعد أن فاقت قليلاً وتشعر بوهن شديد ،
قابلتها هند وأمسكتها من يدها وهي تطمئنها ،
وادخلتها الى غرفتها مع الممرضات ،
بعد مرور نصف ساعة وصلت كل من ماجدة وسكون وهم يهرولون باحثين عنها وما إن وصلوا إليها حتى وضعوا أيديهم على صدورهم كمن وجدوا ضالتهم أخيراً ،
انطلقت اليها والدتها وهي تأخذها بين أحضانها ولم تراعى عمليتها :
_ بتي ، حبيبتي ونور عيني ، جرى لك إيه يانضري ؟
تأوهت مكة بشدة فأبعدتها سكون عنها قائلة :
_ يا أمي براحة شوي وسلمي من بعيد دي فاتحة بطنها ،
ثم أكملت بدعابة كي تخفف عنهم :
_ ماهي كيف القردة قدامك أهي وسليمة ،
عمر الشقي بقي ياخيتي .
ابتسمت مكة بوهن ولكن تبدلت معالمها فور أن تذكرت من حديث هند أن آدم هو من أتى بها إلى هنا ،
رأت والدتها تغير معالم وجهها فسألتها بقلق :
_ مالك يابتي حاسة بوجـ.ـع ياضناي ؟
هزت راسها بنفي واجابتها :
_ لا يا امي اني زينة متقلقيش علي ،
ثم وجهت انظارها الى سكون متسائلة :
_ هو انى ممكن أخرج من اهنه امته ياسكون ؟
مررت سكون يدها على رأسها بحنو وطمئنتها :
_ كلياتها ساعتين ونمشي من اهنه ياحبيبتي ، عارفاكي مهتحبيش جو المستشفيات ، بس لازم الدكاترة يطمنوا عليكي الاول وبعدين نعاود بيتنا واني هتابع حالتك متقلقيش.
حركت رأسها بهدوء والخوف يضـ.ـرب أوصالها ضـ.ـرباً حتى وصل عنان السماء ،أغمضت عيناها كي لايلاحظوا توترها ثم جلست والدتها تدعوا لها الله ،
أما في الخارج في ركن جانبي من المشفى تقف ممرضتان تتحدثن مع بعضهن فقالت احداهن:
_ شفتي يابت النجم آدم وهو داخل المستشفى وشايل مرته على يده ياخراشي علي حلاوتهم ومنظرهم وهو مرعوب عليها.
ردت عليها الأخرى متسائلة باندهاش:
_ هو أدم ده متجَوز يامخبلة إنتي ؟
ده كل شوية يتكلموا عن معجباته وإنه لسه ملقاش فتاة أحلامه.
ضـ.ـربتها الأخرى على كتفها قائلة بتأكيد :
_ وه كيف اكده ياأم مخ تخين إنتي !
داي ماضي على الإقرار بتاع العملية وأني بنفسي اللي كان في يدي التقرير ، وبعدين عادي يعني النجوم اللي زي دول متعرفيش بيتجوزوا ويطلقوا ميته ،
واسترسلت بحالمية وهي تتذكر دلوفهم إلى المشفى:
_ بس إيه يابت ده ! مختار بت تقول للقمر قوم وأني أقعد مكانك ، داي له حق ينقبها ، دي كيف لهطة القشطة .
مطت الأخرى شفتيها بسخرية:
_ يختي بلا وكسة مبتشوفيش البنات اللي بتنور في الضلمة اللي بيبقوا معاه في الكليبات بتاعته ، وحياتك أدي دقني أهي إما اطلقوا كمان شهر ،
ثم جذبتها من يدها ناهرة إياها :
_ يالا يختي نروحو نشوفوا شغلنا حكم المدير يلمحنا أني وانتي ويبهدلنا واحنا منقصينش .
أما في غرفة مكة كان الطبيب يتفحصها وهي خجلة للغاية ثم تحدث بتلقائية:
_ حمد لله على سلامتك يا مدام مكة ، جوزك كان جايبك وحالته من القلق عليكي تُنطق أهـ.ـوال ، شكل النجم بيحبك كتييييييير ربنا يخليكم لبعض .
نزل الكلام على مسامعهم جميعا كأسهم نـ.ـارية اختـ.ـرقت قلوبهم فحـ.ـرقتها وهند جالسة تضع يدها نصب عينيها من شدة خجلها من الموقف ،
أما ماجدة وسكون نطقن بدهشة في آن واحد :
_ جوزها ! جوزها مين دي ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من نبض الوجع عشت غرامي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى