روايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الأول 1 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الأول 1 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء الأول

رواية من نبض الوجع عشت غرامي البارت الأول

من نبض الوجع عشت غرامي
من نبض الوجع عشت غرامي

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الحلقة الأولى

عشِقتُ أَميراً في الحُسْنِ جانْ وفي الجَاهِ ابنِ سلطانْ واسمُه عمرانْ ،
ذو طلَّةٍ رجوليةٍ وجمالُه آية يُحكَى عنْهُ في جميعِ الأزمانْ ،
خطفنِى عشقْهُ وأسرنِي صوتُه وصارتْ عيناي تبحثُ عنْه في كل مكانْ ،

أَخبِروا ذاك العُمْران أنِّي في انْتظَارِه ليخطَفُنِى على مهرتهِ ونعيشُ في أمانْ ،

فأنا أُعِدُّ لهُ رحلةً في العشقِ والغرامِ كي يشربَ منها ويسكرُ من نهرِي الريَّانْ

#خاطرة_سكون_الجندي
#بطلة_روايتي_التانية
#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي

في منزل عصري ذو أثاث منمق في إحدي قرى الصعيد تدلف ماجدة غرفة بناتها وهي تفتح النوافذ مرددة :

_ قومي يابت منك ليها انتوا كل يوم والتاني عاد تزهقوني علشان تقوموا من النوم وكل واحدة فيكم وراها هم مايتلم ،

واسترسلت نهرها لهم وهي تنزع الغطاء من عليهم:

_ وه كاني بكلم نفسي عاد ! قوموا يالا حضرت لكم الفطور قبل مايُبرد .

تأففت كلا منهن فردت مكة الصغيرة وهي تداري وجهها كي لايصل إليه النور وتفيق:

_ وه يا أمي عاد كل يوم تدخلي تفوقينا من أحلاها نومة ، أنا زهقت وهطفش من البيت ده واصل .

أما سكون قامت من نومها بابتسامتها المعهودة وهي تردد الصباح بإشراقة:

_ صباح الخير ياأمي ، أنا هه قمت خلاص وسمعت الكلام ، الدور والباقي على المسخوطة اللصغيرة دي ، كل يوم والتاني تغلبك وتطلع روحك على ماتقوم .

ردت ماجدة الصباح عليها بابتسامتها المعتادة وأردفت وهي توجه حديثها لصغيرتها:

_ الله الوكيل يامكة لو ماهميتي وقمتي من السرير لاهقندل عيشتك النهاردة ،

قومي يابت وجعتيلي قلبي زي كل يوم .

قامت مكة من مكانها بغضب وهي تحمل معطفها كي تذهب الى الحمام هاتفة بسخط:

_ كل يوم كلية وشغل ، كان مالى ومال الحوارات المتعبة دي !

ماله الجواز والسترة للبنت مفيش أحسن من إكده عاد !

ضحكت كلتاهن على تأففها المعتاد كل صباح وصارت كل منهن إلي وجهتها ،

أما سكون أخذت حمامها وارتدت ملابسها وخرجت تنتظر قدوم والدتها وأختها كي يتناولا وجبة الإفطار في جماعة ، أمسكت هاتفها كالمعتاد وذهبت إلي صفحته الشخصية كي تتابع آخر منشوراته ، وكأنها بذلك تشفي قلبها العاشق له سرا ومن وراء حجاب دون أن يدري بها ،

وفي أثناء تصفحها وقفت عند صورته التى تأثرها ودقات قلبها تتسارع داخلها وتخفق عشقاً ، وهي تردد مع حالها:

_ ميته هتحس بقلبي وبحبي ياعمران !
عاشقاك ورايداك وانت مش شايفني ولا دريان بيا ولا تعرف حاجة خالص عن محبتي ليك !

ياه اتوحشتك قوووي من آخر مرة جيت فيها المستشفي لصاحبك ، وكل يوم وطول ماني موجودة في المستشفى عيني تطَّلع لشوفتك علشان أملي قلبي وأهديه ،

وتابعت حديثها وداخلها حزين :

_ تعبت من حبك وانت ولا أنت دريان ومش عايزة غيرك راجل يملى حياتي.

فاقت من شرودها على صوت والدتها تردد وهي تشير بيدها أمام وجهها:

_ فينك يابتي ، اللي واخد عقلك يتهنى به، لوين سرحانه قوي إكده ومش سامعانى وأني بتحدت وياكي .

حمحمت بإحراج من والدتها وهتفت بتلعثم:

_ لااا وحاجة يا امي أنا كنت بفكر بس في حالة مريضة عِندي وماخدتش بالي ، حقك عليا.

ربتت ماجدة على ظهرها بحنو :

_ ولا يهمك ياداكتورة يارافعة راسي وسط الخلق ، همى عاد ومدي يدك وقولي بسم الله علشان تلحقي شغلك .

أما مكة خرجت وهي تعدل من نقابها وتنظر علي هيئتها في المرآه وتردد بانزعاج:

_ أيوة عاد ياست ماجدة مفيش بس غير سكون هانم هى اللي رافعة راسك وسط الخلق واني راس كرنبة اهنه!

وتابعت حديثها وهي تشير على حالها بفخر :

_ خلي بالك كويس ياست ماجدة اني بقولهالك بكل ثقة اني هبقي الإعلامية الشهيرة صاحبة القلم والكلمة الرنانة مكة جمال الجندي على سن ورمح، وبكرة تتمنوا بس تقعدوا معاي ومهتلقونيش بسبب انكم دايما جايبين لي إحباط ، ومش شايفة عاد غير الداكتورة “سكون” ، بس يكون في معلومك إن إكده ظلم وتفرقة عنصرية.

ابتسمت كلتاهما على مشاغبتها الصباحية المعتادة وأردفت ماجدة وهي تلوي فمها بسخط:

_ اكتمى يابت إنتي وتعالي يالا افطُري مش ناقصين صداعك والفشخرة الكدابة بحالك كل يوم والتانى وإنتي ولا حد يعرفك اصلا.

ضمت حاجبيها باستنكار وأردفت بنبرة معترضة:

_ إكده ياماي بتحطمي أمالى وتزعزعي عزيمتي ، طيب ياست الناس الأيام بيننا وبكرة تقولي مكة صدقت في الحديت.

أنهت كلماتها وجلست على السفره كي تتناول معهم طعام الافطار وهي ترفع نقابها اعلى وجهها كي تأكل براحة فتحدثت والدتها باعتراض:

_مش فاهمه ايه سر اصرارك على النقاب ده يا بتي انا مش موافقة عليه نهائي وإنتي مصممة تلبسيه غصب عني .

مطت شفتيها بامتعاض وأردفت بزهق:

_ وه ياماجدة كل يوم والتاني نتحدتوا في نفس الموضوع عاد وأقول لك نقابي أنا عمرى ماهتخلي عنيه واصل واني مرتاحة فيه وبحبه ، وعمرى ماهفكر أقلعه أبدآ مهما حوصل فمتحاوليش معاي وتتعبي أعصابك.

هنا قامت سكون من مكانها وهي تحمل حقيبتها مردده لاختها باستعجال:

_طب يلا كفايه وكل وقومي علشان ألحِق أوصِلك في طريقي بدل ماهمشي وهسيبك تتبهدلي في المواصلات عاد .

بأعين ونصف هتفت مكة باستنكار:

_ بتذليني اياك علشان بتوصليني كل يوم للجامعة ياست سكون ،

وتابعت وهي تدعي ربها :

_ ارزقني يارب من عندك أشتري عربية زيها وتبطل تذلني بتوصيلها كل يوم .

وصارت كل منهما تشاغب الأخري مشاغبتهما المعتادة ، وبعد دقائق هبطت كل منهن إلي وجهتها ، سكون إلي المشفى التى تعمل بها ومكة الي كلية الصحافة والإعلام.

فماجدة لديها ثلاث بنات مها ابنتها الكبيرة أخذت معهدا بعد الدبلوم وتزوجت ولديها طفلان ، وسكون دكتورة نساء وتوليد في عامها الأول في العمل بعد الامتياز ، أما مكة الصغيرة في كلية الصحافة والإعلام في السنة الأخيرة وتتدرب في جريدة منذ السنة الثانية لها في الجامعة ولكنها تغوى مجال الإعلام وليس الصحافة، ووالدهما متوفي منذ سنوات وترك لها ثلاث أمانات ، قامت بتربيتهم وحدها على أكمل وجه .

_________________________________

في منزل مجدى زوج مها ، استيقظ مجدي من نومه كي يذهب إلى عمله كالمعتاد كل صباح ، وتحدث وهو يهز مها زوجته مرددا:

_ مها همي حضري لي الفطور علشان اروح شغلي ، مش كل يوم هصحيكي تهتمي بيا وبأحوالى قبل ما اروح الشغل.

قامت مها من مكانها مرددة باستنكار:

_ هو انت بردوا رايح الشغل النهاردة اياك ؟

وتابعت بسخط:

_ أني زهقت من الروتين اللي عايشة فيه من يوم ماتجوَزتكْ ، كل عشية توعدني إنك هتقضي معانا اليوم ويصبح النهار وتروح وعود الليل اللي عمرك ماوفيت بيها .

ضرب مجدي كفا بكف وتحدث مؤنباً حاله:

_ تصدِّقي بالله اني اللي جبت ده كله لنفسي إني فكرت أقومك تعملي لي فطور ، عاودي لنومتك ولاحلامك يامها وأني هفطُر في الشغل معايزش منيكي حاجة واصل .

نزعت الغطاء من عليها وأردفت بحدة :

_ هو إنت ايه ياشيخ ! آلة متحركة ، متجوزاك من بقالي عشر سنين ومخرجتنيش فيهم يوم ، ولا سهرت معايا مرة ، ولا بليت ريقي بكلمة زينة ، حياتك كلها شغل ومصالح ، أنا طهقت ياخوي وقرفت من العيشة الهم دي .

أردف متعصبا وهو يشير بسبابته أمام عينها :

_ اني إللي قرفت منيكي ومن نكدك اللي مبينتهيش يوماتي ،

واسترسل حديثه باستنكار:

_ إنتي ناقصك إيه إنتي علشان تنقُمي من النعمة اللي معيشك فيها ، مليون ست غيرك تتمني عيشتك اللي بتتبطري عليها دي ، بتلبسي أحسن لبس في الصعيد كلياته ، وبتاكلي أحسن وكل ، وولادنا نفس الشئ ، وأي حاجة بتطلبيها بتلاقيها رهن اشارتك عاد .

بهتت ملامح وجهها من كلامه وهتفت باعتراض:

_ هي كل حاجة عنديك الفلوس والخلجات الزينة والبيت المهندم !

فين أني وشعوري وإحساسي كزوجة من حقها جوزها يحسسها بوجوده ، من حقها تحث بأنوثتها اللي قربت أنساها !

وتابعت بتهكم من حالهما :

_ ده إحنا مش بنتقابل زي أي راجل ومراته على السرير ده إلا لما يهفك الشوق كل فين وفين لما قريت أطق من جمودك معاي.

ذهب ناحية الحمام وهو يشير اليها بيداه ويعطيه ظهرها بلا مبالاة:

_ لااا ده إنتي باينك اتجنيتي عاد وفجرتى بكلامك الماسخ ده وانا مفاضيش ليكي ولا لهبلك .

ألقى كلماته وتركها تتآكل غيظا من جموده وبروده، منذ أكثر من عشر سنوات وهي تعيش جسدا بلا روح مع ذاك الكائن المتحجر في مشاعرها ، ونامت على تختها تبكي دموع الحرمان والقسوة من ذاك الزوج الذي يعشق العمل أكتر من نفسه ، ويفضله على زوجته وأبنائه الذين لم يشعرون يوما بأبوته ،

أنهى حمامه وارتدى ملابسه ذات الموضة القديمة فوقته لايسمح أن يشتري تلك الملابس العصرية ، وان اشترت له زوجته ملابسا جديدة لايحبذها ويظل مدخرا لها بخلا على حاله ، وأخذ مفاتيح سيارته وأشياؤه وذهب إلي عمله فهو يعمل مأمورا في الضرائب لدي أحد المصالح الحكومية وبعد الظهر يذهب إلي المكتب المشترك فيه هو واثنان من أصدقائه ، وكعادته يرجع ليلا منهك من العمل طيلة النهار ، ولم يعرف شيئا عن زوجته وأبنائه ،

أما هي فور أن غادر بكت كثيراًعلى حالها وكرهت نفسها بشدة ، وبعد مدة أمسكت هاتفها وظلت تتصفح فيه وقلبها يُلح عليها أن تحادثه وعقلها ينهاها وينهرها ، وظلت هكذا بين قلبها وعقلها ولكن استسلمت لضعفها وأرسلت إليه قائلة :

_ صباح الخير ، انت موجود ولا فينك .

وصلت رسالتها لذاك الآخر وتهللت أساريره وعلى الفور أجابها :

_ ياصباح الهنا على عيونك ياقمر ، فينك من زمان اتوحشتك قوووي يابوي .

قفز داخلها سعادة عندما رد على رسالتها سريعاً ولم يمهلها وقت كي تغلق هاتفها وهي تؤنب حالها بشدة ككل مرة،

رأى انها استلمت رسالته وكعادتها لم ترد عليه فأرسل إليها معاتباً:

_ هو أنا موحشتكيش زي مانتي وحشاني عاد ، ولا إنتي نسيتيني ونسيتى لحظاتنا الحلوة مع بعض.

رجف قلبها تأثراً من كلامه ومن اهتمامه ،

وأرسلت إليه بروح منهكة :

_ أنا كل لما امنع نفسي من إني أتحدت وياك ألاقيني ببعت لك ومش بحرم من المرة اللي فاتت ، أنا بجد في حرب شَديدة بين قلبي وعقلي .

تفهم كلماتها وأردف يهدئها بكلماته المعتادة:

_ يعني حتى الرسايل عايزة تحرمينا منيها ! مش كفاية المكالمات واصل ،إكده إنتي بتصعبيها علينا قوي ياحبيبتي.

بكت ألما من كلماته فالذي تتمني منه الحب والكلمة الطيبة لن يشبعها ولو بقطرات بسيطة ، أما من حرم عليها وانساقت وراء مشاعرها يغدقها بوابل من الحنان والاحتواء والمشاعر الفياضة ، فردت على كلماته :

_ إحنا اللي بنعملوه حرام وميرضيش ربنا والمفروض إني لما أبعتلك تصدني وتقاوم أي مشاعر بينا لو انت بتحبني صوح .

حزن لحزنها فهو في نفس النااار إن انكشفوا سيرون الجحيم بأم عينيه علي الأرض وستقوم رياح شديدة عاصفة تبتلعهم أرضاً ، ولكنها حرب المشاعر ، الاحتياج ، ستؤدي بهم إلي جحيم سعير ، ولكن القوة التى تكمن داخلهم لصد ذاك الحرام وكبح تلك الشهوة التى جعلتهم أمام أنفسهم في مستوى كبير من الانحطاط قوة واهية لا أساس لها تستند عليه، ولكن أردف يهدئها ولأنه يشعر بها وبحزنها وكأنه يراها أمامها الآن :

_ طيب ممكن تهدي ومنتكَلَمش دلوك وبعدين نشوف الموضوع ده ، بس البعد التام مهقدرش عليه ياحبيبتي ، إنتي اكده بتموتيني بالحيا يامها .

قرأت سطور رسالته بحزن عميق لاهي تشعر بالارتياح في وجوده ولا هي تشعر بالسعادة في ابتعاده ، ولكنها ناراً مشتعلة داخلها لاتخمد منذ سنوات في علاقتهما المحرمة تلك ،

وها هي الحياة بنكباتها التى يعيشها بني آدم في صراع شديد بين الحق والباطل وبين الفضيلة والرذيلة شتان مابينهم في كل شيئ ولكن بني الإنسان لنفسه ظلوم جهول ولم يشفق على حاله .

__________________________

أوصلت سكون شقيقتها إلى الجامعة ثم دلفت الأخرى في وقار يليق بشخصيتها المتدينة ، الخلوقة فهى معروفة في الحرم الجامعي بالأخلاق العالية ونظراً لأنها من أوائل دفعاتها كل عام وتحضر ندوات وتقيم معسكرات وتنظم رحلات فهي رئيسة اتحاد الطلبة لدى قسمها ،
صارت تبحث بعينيها على صديقاتها المحبيين إلي قلبها ، فهي تصاحب مجموعة من الفتيات وترفض بشدة أن الاختلاط وصداقة أي شاباً ولو حتى من منطلق العمل الملزمين به في المعسكرات والكل يعلم ذلك ،

وجدت صديقاتها وذهبت إليهم وهي تبتسم لهم بأعينها من تحت نقابها ، وعندما وصلت ألقت تحية الإسلام في وقار :
_ السلام عليكم ورحمه الله ، كيفكم يابنات عاملين ايه ، اتوحشتكم قوي.

ردوا عليها سلامها بحب وأردفت سمر إحدى صديقاتها تخبرها أخر الأنباء:

_ شفتي اللي هيحصل يامكة ،

أشارت إليها مكة أن تكمل وتابعت سمر:

_ بيقولوا إن المطرب أدم المنسي جه هنا يقيم حفلة منظماها الجامعة والمفروض إن بعد مايخلص يتعمل معاه حوار صحفي .

فتحدثت احداهن وتدعى ميرام :

_ يانهار أبيض والله مامصدقة نفسي واصل ،أكن المز ده هياجي الجامعة دلوك واشوفه عيني عينك إكده وأطلع له وش لوش وممكن كمان أتصور وياه ! ده باين النهاردة العيد يابنات وأحسن كمانى .

هنا سخرت منها مكة مرددة باستنكار:

_ ليه إياك هتشوفي سيدنا النبي عاد (عليه الصلاة والسلام) والله ماعرف شكله حتى آدم ده ، وبعدين اش يكون هو مين أهو راجل زي أي راجل من الواجب علينا نغض البصر ومنطلعش فيه .

شهقت رقية بصدمة من كلام مكة وهتفت باعتراض:

_ بتقولي ايه يامخبولة إنتي كانك متعرفيش آدم المنسي اللي نص بنات مصر بتتمنى نظرة منيه ، ده إنتي اتجنيتي في عقلك عاد .

رفعت شفتيها بامتعاض واردفت بحدة إليهن :

_ والله انتو اللي مخبولين وتافهين ، والله لو شفته معدي من قدامي ولا هتحرك من مكاني ولا هعرفه من الاساس ، اتحشمي منك ليها إحنا اصلا مننفعوش نتغزلوا في راجل ولا نتكلم عنيه أيا كان مين هو .

هتفت سمر وهي تضحك على حديثها وأردفت :

_ أمال لما تعرفي إن اللي هيعمل معاه الحوار الصحفي هو إنتي ياموكة هتعملي إيه عاد ؟

اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت:

_ مين قال إكده معايزاش أعمل حوارات صحفية مع الملزق ده ، أنا يوم ماعمل حوار صحفي أعمله مع عالم أو راجل دين أو حد إكده له منفعة مش مغني، متنازلة عنيه لواحده فيكم ياناقصات دين انتوا.

حركت رقية رأسها برفض:

_ مش بخُطرك توافقي ولا ترفضي ده قرار من عميد الكلية أن الأولى في الترم الاول لسنة رابعة ورئيسة اتحاد الطلبة هي اللي هتعمل الحوار ومفيش غيرك ياموكة ومفيش تراجع ومتحاوليش عشان لامفر .

تحدثت ميرام بحالمية:
_ يابختك يامكة هتقعدى وياه في أوضة مكتب العميد المكيفة وهتاخدي وتدي معاه في الحوار وهتشوفيه وجها لوجه ، ياه ده أنا لو مكانك هدوب من نظرته .

شردت مكة في ذاك القرار وقررت أن تصعد لعميد الكلية فهو يعرفها عن ظهر قلب ، وتركتهم وتوجهت إلي مكتب العميد ودقت على الباب وأذن لها بالدخول ، وحينما دخلت رأت ضيفان يجلسان معه فغضت بصرها على الفور وأذنته في الحوار فأشار إليها أن تتحدث:

_ بعد إذنك يافندم أني عرفت إن فيه حفلة وهيجي فيها مطرب أو زمانه جه اصلا وإني هعمل معاه حوار صحفي بعد الحفلة ، بصراحة إكده أنا مش حابة إني أعمل الحوار ولا مع مطرب ولا غيره ولا أنا حابة اني أحضر الحفلة واصل .

تصبب عميد الجامعة عرقا وخجلا من الضيوف الموجودين معه وليس هو غير المطرب أدم المنسي ومدير أعماله ، الذي كاد أن يتحدث إلا أنه أشار إليه أن يصمت وحرك إصبعه للعميد ان يجعلها تكمل ، فسألها بنهر:

_ كلام ايه ده اللي بتقوليه ياآنسة ! إنتي إعلامية ومينفعش أبدا ترفضي تعملي أي سبق صحفي ينطلب منك في يوم من الأيام ، وبعدين إزاي متحضريش الحفلة وإنتي رئيسة اتحاد الطلبة ؟

تحدثت بوقار واردفت بخفوت:

_ يافندم أوعدك إن عمري ماهرفض أي سبق صحفي ينطلب مني عاد في اي يوم من الايام ، بس أغاني ومطرب فوق مستوي تحملي ومهقدرش وهبوظ الدنيا .

وقبل أن يرد استمعت إلي أحدهم يردد بغيظ :

_ ليه هو المطرب ده مش إنسان ولا من آكل لحوم البشر وهيعمل لك حاجة ياآنسة ؟

___________________________

في منزل الحاج سلطان المهدي وبالتحديد في الساعة العاشرة صباحاً ،

نادت زينب زوجته علي ابنتها الصغرى :

_ بت يارحمة خلصى هاتي الفطور عاد علشان أخوكى هينزل دلوك ورايح شغله متعطليهوش زي كل يوم بطلي عادتك المربربة داي .

تأففت رحمة من كلام والدتها وهتفت بسخط
_ وه يا أماي عاد هو مفيش قدامك غير رحمة اللى تسممي بدنها كل يوم والتانى وتصبحيها وتمسيها والله إكده حرام وظلم .

أنهت كلماتها وهي تضع الإناء بحدة على السفرة المستديرة ،
فتحدثت زينب وهي تنهرها:

_ اتأدبي يابت وانتي بتتكلمي مع أمك ، ولا يكونش علامك والجامعة اللي خرجتي لها قوت قلبك وخلتك تردي الكلمة بكلمتها .

تحدث سلطان وهو يهبط الأدراج ببشاشة معنفا زوجته:

_ جرى إيه عاد ياأم عمران هي البونية عملت ايه علشان كل يوم تسمعيها الكلمتين دول ،

وتابع حديثه وهو يلقي الصباح بتواضع يليق برجولة سلطان المهدي:
_صباح الخير الاول ، وبعدين خفي علي البنتة شوية دي لسه صغار وإن مكانتش تتدلعوا في عز أبوها هتدلعو وين يا أم عمران .

مطت شفتيها بامتعاض واردفت:

_ طول مانت مدلِعها إكده مش هتنفع وتبقي تقابلني إن عمرت في بيوت ناس ، اللي زاي داي هترجع لي بالكحك سخن .

تأففت رحمة من كلام والدتها المعتاد وأثناء حديثهم دلفت حبيبة ابنتهم الكبرى وهي تتهادي في مشيتها فهي حامل في شهرها السادس ملقية تحية الصباح:

_ صباح الخير يابوي صباح الخير ياأم عمران .

تهللت أسارير زينب حينما تُنادى باسم عمران وردت صباحها وهي تربت على ظهرها بحنو :

_ اصباح الخير عليكي يابتي كيفك وكيف الحبل تعبانة لسة من دور البرد ولا شفيتي ؟

أجابتها حبيبة بحمد:

_ الحمد لله ياأمي أنا اتحسنت كَتيير عن الاول وبقيت زينة ،

وتابعت كلماتها وهي تنظر يمينا و يسارا:

_ أمال فينه عمران مش هيُفطر وياكم ولا ايه ؟

أجابها عمران وهو يهبط الأدراج بوجه عبوس كعادته فهو يحمل الما داخله يكفي العالم أجمع:

_ صباح الخير ياحبيبة انا أهه نزلت سألت عنك العافية .

ردوا جميعا الصباح وكبرت والدته في وجهه:

_ الله أكبر عليك ياولدي الله الحارس ، ربنا يحميك ويحفظك من كل شر ، طلتك ولا طلة البدر في ليلة تمامه .

تحدثت رحمة باعتراض:

_ أه حبيبة تتبسمي لها وعمران طلته تشرح القلب وأنا اهنه بنت البطة السودا ، اللي كل شوية تحسسيني اني مش كيف ولادك دول وانك لاقياني على باب جامع.

ربت عمران على ظهرها مرددا بحنو:

_ وه مين قال إكده عاد ! ده إنتي الباش محامية رحمة باذن الله على سن ورمح ، وفاكهة البيت اهنه.

اتسعت مقلتيها سعادة وأردفت بابتسامة:

_ بجد ياعمران بتتحدت بصحيح ! اني هبقي الباش محامية ؟

أشار برأسه بتأكيد وأجابها بثقة:

_ وليه متكونِش رحمة سلطان المهدي اللي بتاكل الكتب أكل وزهجتنا من القانون المدني والجنائي لما مصدعانا باش محامية كد الدنيا بحالها !

قامت من مكانها مسرعة وذهبت إليه واحتضنته مرددة بسعادة:

_ وه ياناس عمران بذات نفسيه شهد لي إني هبقي باش محامية كد الدنيا بحالها ، تسلم لي من كل شر ،

واسترسلت حديثها وهي تنظر إلى السماء بدعاء:

_ إلهي ربنا يرزقك اليوم ببت الحلال اللي توقع قلبك من أول نظرة وأفرح بيك ياأخوي يابن أمي وأبوي .

بنفس واحد وصوت واحد أمنوا جميعاً على حديثها ، وأردفت زينب بحزن:

_ ليه ياولدى مرايدش تفرح قلبي وتفرحني بيك عاد !

انت بقي عنديك ٣٣ سنة واللي من دورك عنديهم عيلين وتلاتة ، ليه يانن عيني ده إنت البكري بتاعى وولدي الوحيد اللى منى عينى أفرح بيه وأشوف ولاده قبل ماأموت .

وأنهت كلماتها وهبطت دموعها بسبب ذاك الموضوع الذي يؤرق حياتها بشدة ،

أما عمران فور أن رآها تبكي ذهب إليها واحتضنها ، وهدئها وهو يوعدها أنه سيفكر ،

ثم ودعهم وخرج من المنزل وقبل أن يصعد سيارته ليذهب إلى المشفى كي يرى صديقه ، جلس جانباً على الأريكة وهو يضع وجهه بين يداه مرددا بداخله:

_ بتطلبي مني المستحيل ياماي وأنا مهقدرش عليه ، وربنا عالم بأحوالي وعالم إني عملت كل اللي في وسعي علشان أفرح قلبك ياأم عمران لكن هعمل ايه كله بأمر الله وأني مبيديش حاجة أعملها ،

كانت حالته صعبة ومميته ورأته من بعيد احداهن وهي تنظر إليه بابتسامة تشفي وكأنها تعلم مابه وتدري ما سر وجعه وقلبها يرقص فرحا ،

بعد قليل هدأ من حاله وخرج من المنزل رأى ابن عمه الأصغر متجهاً ناحيته ما إن رآه مرددا:

_ صباح الخير يابن عمي كيفك ؟

بادله عمران السلام:

_ الحمد لله بخير ياجاسر ، ايه رايح فين إكده عندك محكمة ولا ايه ؟

نظر جاسر في ساعته وأصحابه:

_ عندي كذا مشوار هقضيهم الاول وبعدين عندي محكمة ، معايزش منى حاجة قبل ماأمشي.

أجابه عمران بابتسامه:

_ لا تؤكل على الله انت ياأبو عمو .

ودعا بعضهم وانطلق كل منهم إلي وجهته وانطلق عمران بسيارته إلي المشفى كي يقابل صديقه وقلبه يئن وجعا وحيرة مما يمر به منذ سنوات ولا يقدر أن يتفوه به لأي إنسان مهما كان .

____________________________
دلفت سكون إلي المشفى التى تعمل به والإبتسامة تزين محياها فما يزيدها جمالاً أن سنُّها يضحك دائما ، وطيلة الوقت تحبذ التفاؤل وعلى ثقة تامة بأن ربها لم يهيئ لها إلا الخير ، ودائما بشوشة ومن ينظر إلى وجهها يشعر بالارتياح والهدوء والسكينة فحقا “سكون” لها نصيب من اسمها ،

ذهبت الي مكتبها وارتدت المعطف الطبي وأخذت النوتة الخاصة بها وصارت تتجول غرف المرضى كى تؤدي عملها بحب ،

بعد ساعتين تقريباً وهي تقف أمام تخت أخر مريضة تفحصها ، اندهشت بشدة وهي ترى على وجهها علامات الوجوم فسألتها سكون باهتمام:

_ مالك ياماما الحاجة مين اللي معكِر مزاجك إكده ؟

أجابتها تلك السيدة المسنة :

_ مضايقة من الخلق وأحوالهم وقلوبهم اللي مبقتش صافية واصل .

دارت بأعينها تبحث عن مقعداً تجلس عليه كي ترى لما تتوجع تلك السيدة ، أتت بالمقعد وجلست عليه وأمسكت يداها بحركة عفوية منها وأردفت باستفسار:

_ خبريني ياحاجة مين بس إللي مزعِلك ومخليكي مضايقة ومزاجك عكران إكده وإنتي مريضة ولازمن تاخدي بالك من حالك ؟

ابتلعت تلك السيدة أنفاسها بصعوبة وتحدثت بشجن وهي تحاول أن لاتلتمع عيناها بالدمع وأجابتها :

_يابتي هقول ايه ولا ايه ،صدق المثل اللي قال “ربي ياخايبة للغايبة” ربنا معاطنيش غير ولد واحد ومنع عطاياه لأسباب من عنديه وشاكراه وحامدة فضله عليا ، ربيته أحسن رباية وعلمته أحسن علام لحد ما بقي محاسِب قد الدنيا وجوزته وكبرت بيه قدام الخلايق وعمري بحالَه محسستهوش بأنه يتيم ولا خليته اتحوج لخال ولا لعم وفي الاخر بعد ماتجوز نساني ومبقاش يسأل فيا ، ولا مراته تسأل عليا حتى لو حجته إنه مشغول يوماتي ،

وزي مانتي شايفة حالى إكده من ساعة ماتعبت وجيت إهنه وهو بياجي يسأل عليا كل فين وفين ، وهي تاجي معاه زيارات على الماشي ومبتسألش فيا واصل ،

ولما عاتبته عنيه اتحجج بالشغل أما عنيها رد عليا وقال لي هي مش ملزومة بخدمتك يا أمي .

وأنهت كلماتها وألقت قناع التمسك عرض الحائط وانفجرت دموع عينيها العزيزة ،

تأثرت “سكون” لحالة تلك المسكينة ولمعت عيناها بغشاوة الدموع وأردفت تهدئها :

_ صحيح قليل الأصل مايجيش بالعتاب فكك منه ده الأصل غلاب ، متزعليش ياماما الحاجة ربنا مبينساش عباده أبدا ، وبعدين أنا بشوف جيرانك كل يوم يجولك ويونسوكوا ويقعدوا جارك بالساعات ، بلمحهم كل يوم في الرايحة والجايه .

أخذت تلك السيدة أنفاسها بصعوبة وأردفت بحمد :
_ الحمدلله نحمده ونشكره على أنه وضع محبتي في قلوب اللى حواليا ولولالهم يابتي بعد ربنا مكانش حد هيسأل عني ولا هيعرفني ، أصل ربك رب قلوب.

ربتت سكون علي كتفيها وتحدثت بابتسامة:

_ خلاص بقي متبكيش تاني عاد دموعك غاليين أووي على قلبي وأوعدك أني اللى هروحك لبيتك بعربيتي بعد ماتخفي بأمر الله وكل يوم والتاني هتلاقيني ناطة لك زي فرقع لوز إكده بس متزهقيش مني واصل .

ابتسمت تلك المسنة على دعابتها وشكرتها بامتنان:

_ منحرمش منيكي يابتى ولا من حنيتك وطيبة قلبك الجميل اللى شبه ملامحك اللي مليانة قبول .

أنهت حديثها ووجدت صديقتها تشاور لها وهي تحمل كوبان من القهوة الفرنسية المعتادين على شربها في ذاك التوقيت كل يوم كي يفصلون بها في يومهم ،

هبطن الأدراج وذهبتا إلي مكانهن المعتاد في الحديقة الخاصة بالمشفى وجلسن في مكانهن المفضل على أريكة متنحية جانباً ولكن أعينهم ترى البوابة الرئيسية للمشفى لحاجة ما في نفس تلك السكون ،

فتحدثت فريدة صديقتها :

_وه ما هنغيرش المكان ده عاد كل مره تجيبينا إهنه وتصممي ان احنا نشربوها قدام الخلق اللي داخله واللي خارجه،

والله مخك ده وتفكيرك هيجيب لي شلل،

يا بنتي ارحمي نفسك من اللي انتي شاغله بالك بيه وهو ما شايفكيش من الاساس .

نفخت سكون بضيق من حديث صديقتها الذي لا تمل من سرده لها كل يوم وهتفت بحدة:

_أباي عليكي يا فريدة كل يوم لازم تسمعيني حديتك الماسخ ده واني اقول لك انا حرة يا ستي روحي اشربيها مكان ما يعجبك .

نفخت تلك الاخرى بنفس الضيق وأردفت بتمنع:

_واه وانا احب اشربها وياكي،
القهوة بتحب الونس وكمان بتحب تتشرب في مكان هادي بعيد عن الزحمة واصوات الضوضاء علشان خاطر تروق البال وتستمتعي بيها،
شرب القهوة له أصول ياغشيمة إنتي .

كانت تستمع اليها ولكن عيناها مثبته على البوابه وهي تتمنى ان تراه اليوم فمنذ أربعة ايام لم ياتي الى المشفى ولم تراه فباتت ايامها حزينة على فراقه وكأن رؤيتها فقط له تشفي قلبها فماذا إن حدثها حتماً سيخفق قلبها سعادة ،

رأت فريده أنها ذهبت في عالمها الخاص بها فأشارت بيديها أمام وجهها مرددة بضيق:

_شوفي انا بكلمك في ايه وسرحانة في ايه دلوكت عاد!
يا بنتي فوقي لنفسك واطلعي من الوهم اللي انتي عايشه فيه وفكري في حالك ومستقبلك، ربنا بيبعت لك فرص كَتير حلوه وانتي مصممة على حد مش شايفك واصل .

أجابتها بتيهة مغلفة بالحزن:

_هو أمر القلوب بايدينا !
هعمل ايه في قلبي اللي متعلق بيه وفي عيني اللي عايزه تطلع له كل يوم ومش شايفه غيره وفي كلي اللي بيتلهف لشوفته ،

وتابعت بحزن علي حالها في عشقها المكتوم :

_ غصب عني مش بارادتي ولو هفضل العمر كله مستنياه مش هفقد الامل ابدا .

واثناء حديثهما على صدرها صعودا وهبوطا ولمعت عيناها عندما رأته دالفا بطلته الرجولية المهلكة لقلبها المسكين العاشق ، فتلقائيا وضعت يدها على صدرها في حركة عفوية منها كي تجعله يهدئ من ضرباته ، وحدثت حالها وهي مثبتة بنظرة عيناها المتابعة لخطواته :

_ اهدأ ياقلبي من عشقك اللعين لذاك العمران ،
فأنا أشفق عليك ايها المسكين ،

تع حبيبي وألق نظرة واحدة من عيناك على سكون فهي في غرامك تعدت الزمان والمكان وسكنت الجفون ،

أحتاج ربي إلي فرصة واحدة كي يرى عيناي وهي تتلهف لرؤياه وبدوره سيكشف عن السر المكنون ،

وفجأة قامت من مكانها كي تتابع خطواته من بعيد حتي يدخل إلي صديقه كالمعتاد ولكن لن يراها فهي في اتجاه وهو في اتجاه أخر ولكن عيناها ترصده ،

وأثناء سيرانها كالمسحورة إذا بها تصتدم في جذع الشجرة المتين وتصرخ صرخة عالية من شدة الاصطتدام جعلت جميع من في المكان انطلقوا إليها وأولهم ذاك العمران ،

وصل إليها قبلهم وإذا بيداه تتلمسها كي يكتم دماؤها وهو يردد:

_ متقلقيش عاد هتُبقي زينة وبخير .

وقبل أن يمد يداه أشارت إليه بيداها تمنعه أن يلمسها مرددة بخفوت قبل أن يغشى عليها ولكن عيناها تتعمق داخل عيناه بعشق دفين جعل قلبه يرجف من نظرتها التي اخترقت حصونه المنيعة وأردفت:

_ إوعاك تلمسنى لو حتى هموت ، سكون ميلمسهاش راجل غير مِحْرم أبدا .

أنهت كلماتها وغابت عن الوعى ونظر لها بقلب يخفق لأول مرة ، وأخيراً دق قلب العمران من نظرة وهمسة وعلامة .

فكانت العلامة نظرة عيناها الذي فهمها من أول وهلة وكأن القلوب تآلفت مع محبيها ونظرات العيون تجانست وشعرت بعاشقيها .

وتحدث هامسا بخفوت وهو ينظر إليها بتدقيق كي يحفظ ملامحها عن قرب:
_ “سكون” اسمك جميل ومختلف زي ملامحك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من نبض الوجع عشت غرامي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى