رواية منقذي الفصل الثامن 8 بقلم صفا حسام
رواية منقذي الجزء الثامن
رواية منقذي البارت الثامن
رواية منقذي الحلقة الثامنة
إنهاردة يوم تخرج دفعة مميزة جدا فكان لازم يومهم يبقا مميز زيهم ..وبما إن عيد الأم قرب فإنهاردة إحنا مش هنكرم الطلاب المتفوقين بس لا إحنا هنكرم أمهاتهم كمان .. ودلوقتي أسمحولي اقدملكم الطالبة المتميزة المتفوقة خُلقا ودراسيا الأولى على المدرسة والثالثة على المحافظة ووالدتها التي كافحت لكي تصل بها الى أعلى الدرجات أسمحولي اقدملكم .. ورد عبدالرحمن ووالدتها ندى السيد
*لا يعلم ماذا يفعل! هل كان من الأصوب ألا يأتي بها الى هنا .. وقعت عيناه على “ورد” كانت تقف شاردة صامته تحاول استيعاب الموقف .. هل تستطيع أن تخبرهم بوفاة امها؟ هل تستوعب أن والدتها قد رحلت عن عالمها هل ستقف في يوم كانت تنتظره والدتها لتخبر الجميع أن والدتها ليست هنا قاطع شرودها علي وهو يمسك بيديها ليحضرها إلى منصة التكريم .. وقفا أمام الجميع بنظراتهم المتسائلة ثم بدأ في الحديث فقال: أنا أبقى قريب ورد من ناحية والدتها ويعتبر خالها
تنهد ثم قال : للأسف احنا فقدنا والدة “ورد” الشهر اللي فات في حادثة لكن انا بقول لورد قدامكم اهو.. يمكن والدتك مشيت بس روحها هتفضل دايما معاكي ودعواتها هتفضل دايما مباركاكي والأهم من ده كله انتِ حققتي اللي كان نفسها فيه يعني والدتك دلوقتي فرحانة بيكي يا ورد
*ابتسم وهو يتشبث بكفيها محاولا أن يبث الطمأنينة في روحها …
*لا شك أن كلماته جلبت الراحة قليلا في قلب “ورد” فهي لم تكن قادرة على شرح اين والدتها وهو جاء وانقذها من ذلك الموقف …ولكن بعد تسليمها جائزتها وجائزة والدتها لم تستطع منع نفسها من البكاء فالمرأة التي كانت تُمثل كل عائلتها رحلت ..رحلت بدون توديعها أيضا
*أخذ “علي” “ورد” وخرجا لسيارته ثم جلسا في السيارة وقال: انا عارف انه مش سهل عليكي .. عارف ان اليوم اللي كنتي بتحلمي انك تعيشيه إنتِ ومامتك سوا جه بس فجأة مامتك مكنتش هنا
*مد “علي” يديه ثم قال: هاتي ايديك
*استغربته “ورد” قليلا ثم نظر لها “علي”يلح على طلبه حتى أمسكت يديه فقال: لو قادرة انك تنزلس وتكملي الحفلة مع صحابك أنا معاكي وجمبك وأي موقف هتعرضيله هبقا شايف إنك محتاجه اللي يقويكي هعمل كده حتى لو إنتِ رفضتي .. ولو مش قادرة وعايزانا نروح هعمل كده
*صمتت “ورد” قليلا فهي كانت وعلى غير عادتها توافق “علي” كانت تريد أن تستكمل حفلتها مع صديقتها كانت تريد أن تشهد نتيجة تعبها ومجهودها بحفلة مثل هذه .. ولكن آلام وفاة والدتها كانت تمنعها ولكن أيضا وجوده معها جعلها تشعر بروح والدتها جوارها … يوجد الكثير من المشاعر التي لا تفهمها بداخلها حتى إنتهى صمتها بقولها:
_هنزل أكمل الحفلة
*ابتسم “علي” قائلا: جدعة .. يلا بينا
_______________________________
*وقف أمامه بغضب يقول: يا أكرم باشا بقولك عزيز عايز يتجوز سيدرا!!
_ انا كنت شاكك إننا هنوصل للنقطة دي
_ والله؟ وحضرتك ياترا كنت شاكك ليه بقا!!!
_ عشان سيدرا قمر وعزيز بتاع ستات
*زاد غضبه فقال: ولما حضرتك كنت شاكك بتبعت سيدرا هناك ليه .. وبعدين اي سيدرا قمر دي!!
*قال بنبرة عالية: أنس انت زي ابني .. هقولك نصيحه عشان مخسركش زي ما خسرت علي … لو عايز تنجح ف الشغلانة دي يبقا تحط عواطفك على جنب فاهم!! وتروح بكره تقول لسيدرا تساير عزيز ف موضوع الجواز ده .. أو بمعنى اصح تلاعبه كده كده احنا قربنا قولها مينفغش تحطله مجال انو يطردها من الشركة عشان كل اللي عملنا ميتهدش … عشان على الاقل دم ندى ميروحش في الارض!!!!
*لا يسعه سوى قبول ما يقول فهو على الأقل لا يريد أن يتم إبعاده عن هذه المهمة تحديدا ليتمكن من رؤيتها فإنتهى به الأمر وهو يقول: تمام يا فندم اللي تشوفه
*خرج من المكتب متجها الى مكان يطل على النيل .. أشبه بجسر إعتادا أن يأتيا الى هنا في بداية حبهما … كان هذا المكان شاهد على أول مرة اعترفا لبعض بحهما فيه .. جلس قليلا حتى تفاجأ بما تراه عينه … إنها هي “سيدرا” تأتي إلى هنا .. لمحته قاقتربت منه وجلست وقالت: جاي هنا ليه
_ انا اللي المفروض اسألك السؤال ده .. خارجة بليل كده ليه؟
_ عادي كنت عايزة اشم شوية هوا فجيت
*نظر للنيل قليلا ثم قال بنبرة حزينة: شكلنا كده مننفعش نبقى مع بعض فعلا
*ضحكت بسخرية ثم قالت بنبرة حزينة: انت لسه مدرك ده دلوقتي؟
*حرك رأسه نافيا ثم قال: أدركته من زمان بس كنت بكابر .. أنتِ صح يا سيدرا إحنا حبنا يمكن صح بس الوقت والظروف مش هتساعدنا
*هل تدمع عيناها حقا؟ تلك التي اعتادت على إظهار القوة له .. تبكي الآن أمامه لتخليه عن حبه لها .. حبه التي لطالما اعتادت على إنكاره له .. لم يستطع تمالك نفسه حتى إنتهى به الأمر بين احضانها ناسيا للعقبات التي بينهم .. فقط أراد أن ينال قسطا من الراحة بجوارها ..اراد أن يشعر بدقات قلبها .. تمنا لو توقف بهما الوقت تمنا لو بقيا على هذا الوضع طول حياتهما
_ مينفعش يا أنس .. اللي بنعمله ده غلط وهيضعفنا و …
_ أنا اسف اعتبريه كان حضن وداع زي ما بيقوله .. أوعدك يا سيدرا أنا عمري ما هفتح معاكي موضوعنا تاني وهحاول اتعايش مع فكرة إننا مش لبعض ..بس خليكي عارفة إن رغم ده قلبي عمره ما هيبطل يحبك ولا يفكر بس أنو ينساكي
*وقالت والدموع تملأ عيناها: أنس ارجوك متصعبهاش عليا
_مفيش حاجه أصلا عشان اصعبها عليكي .. خلاص كده خلصت! .. انا ماشي
*سار ” أنس” خطوات قليلة ثم توقف وقال: القائد بيقولك حاولي تسايري عزيز لحد ما ميعاد العملية يجي
*اومئت لها رأسها وهي تمسح دموعها قائلا : ماشي .. سلام
*هل انتهينا حقا؟.. هل اصاب علاقتنا مرض يُدعى الفراق كما يقولون! …أود لو استرجع جميع لحظاتنا سويا .. أود لو كنت مُت بعد تلك اللحظة التي اخبرتني فيها بحبك ..حتى تكون عيونك المُحبَّة لي آخر شيئا أشهده في تلك الدنيا*
__________________________________
*ها هي تجلس أمام المدرسة بعد إنتهاء الحفل تنتظر الشخص الذي قال والدها أنه ارسله لكي يعيدها حيث أنه ووالدتها منشغلين فلن يستطيعا المجيء لتوصيلها الى المنزل …جاء اخر شخص كانت تتمناه أن يأتي نعم إنه هو “رامي” ذلك البغيض من وجهة نظرها الذي أجبرها والدها على خطبته .. نزل من السيارة وتقدم نحوها قائلا والابتسامة تعلو وجه وقد مد يديه لتصافحه: ازيك يا نور
_أهلا
*قالتها ب وجه مستاء ثم تقدمت نحو السيارة لتركب فيها متجاهلاه لم تصافحه *
*رفع أحد حاجبيها وقد تملك منه الغضب ولكن حاول قدر المستطاع إخفاء ذلك الغضب فإتجه الى السيارة وركب فيها وبدأ في السواقة متجها لمنزلها .. صمتا قليلا ثم قطع. صمتهم قائلا: تحبي تسمعي حاجه
*كانت تعبث بهاتفها بدت عدم الإهتمام ثم قالت: لا
_ هو إنتِ دايما ردودك مختصرة كده ايه خايفة البطارية تخلص؟
*نظرت بتجاهل لكلامه ثم إختارت ألا ترد عليه*
_طيب براحتك لو انتِ مش عايزة تسمعي حاجه فأنا عايز اسمع عادي
*قالها وقد بدت عليه ملامح الغضب قليلا .. ثم شغّل إحدى الأغاني بل وبدأ في تغنيتها أيضا قائلا
_ شوف انت جاي منين وانا جاي منين .. شوف انت روحت فين وانا روحت فين .. شوف انت تبقا مين وانا ابقى مين .. ده اللي عملتو ف حياتك عملتو انا ف يومين
*نظرت له بإستياء ثم نظر لها بتجاهل وأكمل في الغناء قائلا: لو كانت بالكلام أنا اسمعك الكلام شوف انت نمرة كام والكام منك بكام! انا من غيرك تمام بس انت مش تمام مش رأيي فيك لوحدي يا حبيبي دا رأي عام
*لم تستطع “نور” كتم ضحكاتها على طريقة غنائه فضحكت وقالت: رامي انت في حد ف عيلتكو أهبل
_ أه انتِ يا بنت عمي
*تحولت ملامح وجهها لغضب ثم قالت: طب اطفي الزفت ده بقا
_ اللاه مالو احمد سعد مدايقك في اي ؟
_ مش أحمد سعد اللي مدايقني .. صوتك وحركاتك المستفزة هي اللي مدايقاني
*اطفأ “رامي” الأغاني ثم قال: ماشي اديها قفلنا الاغاني .. سمعينا سكاتك بقا
_ والله انا كنت ساكتة انت اللي بتنكشني
_ ليه هو انا اللي ضحكت وقولت اقفل الاغاني
_ ما انت اللي صدعتني بأغانيك دي كمان .. اقولك اسكت بقا لآخر الطريق
_انا اصلا عايز اسكت
_ماشي اسكت !
*نظر لها “رامي” بغضب ثم نظر أمامه يتابع سواقته*
_________________________________
*اوقف “علي” سيارته أمام إحدى محلات الهواتف ثم قال ل “ورد”
_ إنزلي هنجيب حاجه
_ أنت هتغير موبايلك ولا اي
_ حاجه زي كده .. ممكن تختاريهولي ؟
_ وبتحب الأيفون ولا الاندرويد على كده؟
_ انتِ بتحبي اي؟
_ و انت مالك بيا مش انت اللي هتشتري!!
_ منا مش بفهم فيهم يعني انتِ شايفة اي الاحسن
_ انا بفضل الايفون بصراحه احسن ف كل حاجه ف البطارية و المعالج و …
_ خلاص خلاص انتِ هتعمليلي اعلان لأيفون .. انزلي نجيب واحد ايفون
*نزلا من السيارة ودخلت الى محل الهواتف ثم ترك “علي” .. “ورد” تختار الهاته على ذوقها ثم ذهبا مره أُخرى الى السيارة فقال “علي” ل “ورد”
_ بصي من غير كلام كتير ده بتاعك انا موبايلي جديد ومش بحب الايفون اصلا
_ بس ..بس ده جديد اوي! وغالي ..لالا مش هقدر اخده
_ لا هتاخديه اسمعي الكلامي انتِ داخله على جامعه عايزة تبقي ف جامعة ومش معاكي موبايل
_بس ده غالي أوي لالا مينفعش.. تعالى نبدلة طيب
_ اقعدي يا ورد وأسكتي قولتلك ده بتاعك خلاص خلصت
*ثم تحركا بالسيارة حتى وصلا الى المنزل وبعد أن دخلت المنزل دخلت ” ورد” غرفتها بسرعة .. استغرب ” علي من فعلتها ثم خرجت بعد دقائق تحمل ظرف تعطيه ل “علي”
_ اي ده
_ده جزء من اللي حضرتك صرفته عليا انهاردة
_ ايه؟ وجبتيه منين بقا!!
_لقيته ف شقتي القديمة لما قولتلي لمي حاجتك كان في الدولاب فكنت عيناه معايا لحد ما ماما تيجي اديهولها عشان اكيد دي فلوسها .. ف كده انت من حقك تاخد الفلوس دي .. دول تقريبا نص اللي صرفته عليا وان شاء الله هردلك النص التاني قريب
• كانت “ليلى” تشهد هذا الموقف فتقدمت نحو “ورد” قائلة: ورد إحنا اهلك وده واجبنا
_ لا يا طنط ليلى مش واجبكو كتر خيركو انكو اصلا بتصرفو عليا ومقعديني في بيتكو .. لو سمحت انا كده هبقا على راحتي أكتر
*قال ” علي” بغضب : وأنا مش هاخد الفلوس دي يا ورد
____________________________________
*سيدة في الستينات من عمرها تجلس في منزل فاخر يبدو عليه الثراء تحدث رجلا في الثلاثينات من عمره قائلة: ندى أختك مش عارفالها مكان يا فريد!!! الشقة اللي كانت فيها مبقتش قاعدة فيها ولا حتى في آثر لبنتها ولا اعرف حتى دي ف سنه كام دلوقتي ولا ف مدرسة اي حتة عشان اسأل عنها!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي)