رواية منقذي الزائف الفصل العشرون 20 بقلم بتول علي
رواية منقذي الزائف الجزء العشرون
رواية منقذي الزائف البارت العشرون
رواية منقذي الزائف الحلقة العشرون
ظلت هبة جالسة في غرفتها بعدما عادت من المستشفى ولم تتواصل مع أحد بل فضلت الجلوس في هدوء وسكينة حتى تفكر وتربط الأحداث ببعضها.
كل شيء بدأ عندما شاهدت مقطع فيديو لأحمد وهو تحت تأثير المخدرات وكان بجواره البعض منها وهذا الأمر جعلها تعتقد أنه عاد للتعاطي مرة أخرى وبناء على ذلك قطعت علاقتها به وها هي الآن قد اكتشفت أن ما رأته في هذا الفيديو لم يكن حقيقا وهذا يعني أن هناك حلقة مفقودة في هذه المسألة.
الشخص الذي أرسل لها هذا الفيديو ربما يكون هو المسؤول عن الصور المخلة التي تم نشرها على الإنترنت بعدما استطاع بإحدى الطرق الخبيثة أن يحصل على هاتف أحمد.
تذكرت هبة إحدى المرات التي تشاجر فيها أحمد مع أسماء التي اتهمته أنه يحاول استغلال ابنتها ورد عليها حينها مؤكدا أن الفتاة التي ملكت فؤاده اسمها “هبة” وهي اسم على مسمى فقد أدرك بعدما دخلت حياته أن وجودها بالقرب منه هبة من المولى عز وجل.
فتحت هبة حسابها على الفيس بعدما قررت أن تريح عقلها من التفكير ولكنها بمجرد أن بدأت في تصفح الأخبار اتسعت مقلتيها لأنها رأت الكثير من المنشورات التي تتحدث عن اكتشاف الجميع موت يحيى ووجود شبهة جنائية في الأمر.
كان هناك الكثير من المنشورات التي تتحدث عن موت يحيى وأخذت هبة تقرأ التعليقات واكتشفت حقيقة شخصيته فقد كتب أغلبية الأشخاص المتفاعلين أنه كان مشهور بين الجميع بسوء أخلاقه وأنه يجب على كل شاب يسير على هذا المنهج أن يعود إلى رشده وأن يكون موت يحيى بتلك الطريقة البشعة عبرة وعظة وتذكير بحقيقة أن الموت ليس بعيدا عن أحد.
تمتمت هبة باشمئزاز بعدما أغلقت الهاتف ووضعته على الكومود:
-“يا نهار أزرق، إيه القرف ده كله، أنا مش فاهمة إزاي أحمد ومالك كانوا مصاحبين واحد قذر بالشكل ده؟!”
التعليقات التي قرأتها هبة جعلتها تتأكد أن يحيى شخص لا يمكن الوثوق به وهذا يعني أن حديثه لها عن أحمد بالتأكيد كان كذبا ولكن يوجد أمر غريب لا يمكنها أن تفهمه.
لماذا قام أحمد بفبركة تلك الصور من الأساس إذا لم يكن ينوي نشرها؟!
ربما لا يكون أحمد هو من قام بفبركة صورها من الأساس وكلامه لها لم يكن سوى تهديد استغله شخص أخر حتى يوقع بينهما وهذا الشخص إما أن يكون هو نفسه يحيى أو يكون مالك لأن كلاهما حاولا تشويه صورة أحمد بشكل مبالغ فيه بعد انتشار الصور.
أخذت توجه سؤال مرير لنفسها وهو هل يعقل أن تكون هي نفسها تلك الفتاة المغفلة التي صدقت أن الشخص الوحيد الذي عشقته هو من خدعها وظنت أن جلادها هو منقذها ولكنها اكتشفت في النهاية أنه كان منقذا زائفا؟!
اهتدى عقلها إلى وسيلة تجعلها تتأكد مما يدور في عقلها وهي مقابلة مالك ونصب حديث مفخخ مرة أخرى مثلما فعلت المرة الماضية حتى ترى إذا كان كلامه سوف يؤجج شكوكها ضده أم سيقضي عليها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أخذ رجال الشرطة يبحثون داخل شقة يحيى عن أي شيء يوصلهم إلى هوية القاتل فقد صار واضحا أمام الضابط المسؤول عن التحقيق أن موت يحيى ليس طبيعيا وبه شبهة جنائية وسوف يتأكد من هذا الشيء بعد صدور تقرير الطب الشرعي.
تمتم الضابط عبارات الاستغفار بصيغ مختلفة بعدما وجد الكثير من الكتب التي تتحدث عن الإلحاد وألبوم صور يجمع “يحيى” ببعض رواد هذا الفكر القذر في حفلات توقيعات كتبهم التي كانت سببا في إلحاد بعض الشباب ووصول البعض منهم إلى الانتحار.
أخذ الضابط يسب ويلعن تلك العجوز التي ماتت في الوقت الذي شارفت فيه على إتمام التسعين من عمرها فقد كانت موجودة في إحدى الصور وهي تضحك برفقة بعض الشباب ومن بينهم يحيى، فتلك المرأة الحقيرة هي الرائدة التي ساهمت في نشر هذا الفكر داخل المجتمعات العربية من خلال كتبها وبعض المقابلات التليفزيونية التي كانت تتجرأ فيها على الذات الإلٰهية وتُظهر تعاطفها مع إبليس.
وضع الضابط الصور جانبا وأخذ شهيقا وزفيرا عدة مرات قاصدا تهدئة أعصابه التي ثارت بسبب رؤيته لصورة تلك المرأة الخبيثة التي لم يكن يعلم أي شيء عن أفكارها إلا بعدما ماتت وأخذ بعض الناس الذين يجهلون حقيقتها يترحمون عليها فقام البعض ممن كانوا يتصدون لأفكارها بنشر بعض من مقاطع الفيديو الخاصة بها حتى يتعرف الجميع على شخصيتها ولا ينخدع أحد بأحاديث أتباعها الذين حاولوا أن يجعلوها تظهر على أنها بطلة قومية وقد أثار هذا الأمر جدلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ولكن حسم هذا الجدل ابن شقيقها
بعدما نشر منشورا عبر صفحته على الفيس بوك ووضح به أنه لا يمكنه الترحم على عمته المتوفاة وأكد للجميع أنها ماتت على الإلحاد بعدما أفنت حياتها في نشر هذا الفكر الوضيع.
-“ليه عملت كده في نفسك يا يحيى؟! طيب دلوقتي لما الطب الشرعي يخلص تشريح جثتك ويطلعلك تصريح دفن الناس هتدفنك على أساس أنهي مِلة!!”
تمتم بها الضابط وهو يشعر بالضيق ثم خرج من الغرفة وغادر المنطقة التي يقع بها منزل يحيى برفقة زملائه بعدما أخذ نسخة من تسجيلات جميع كاميرات المراقبة التي تقع في العقارات والمحلات المجاورة والمقابلة للمنزل فهي بالتأكيد سجلت الكثير من الأشياء التي سوف تساعد في حل ألغاز تلك القضية المعقدة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أخذ عمرو يقرأ تلك الرسائل الغرامية التي وصلت إلى هاتف مروة وحاول أن يتحكم في أعصابه بعدما وقعت عينيه على تلك الكلمات التي تحمل معاني خادشة للغاية.
أخذت مروة تبكي وهي تريه الرسائل الأخرى التي صارت تصلها في الآونة الأخيرة على التيليجرام من أرقام مخفية ثم هتفت موضحة الطُرق التي اتبعتها حتى تتخلص من تلك المشكلة:
-“أنا كنت كل شوية بعمل حظر بس بلاقي بعدها رسائل فيها كلام قذر بتيجي من حسابات تانية أرقامها مخفية”.
أخذ عمرو يدقق في طريقة كتابة الكلمات في جميع الرسائل وتأكد أنه لا يوجد شخص وراء هذا العمل الوضيع سوى آية.
زفر عمرو بغيظ هامسا بغضب:
-“بنت ستين في سبعين قصدها تعمل الحركة دي عشان تجرك معاها في كلام مش كويس وبعدها تبعتلي اسكرين بالمحادثات عشان أشك فيكِ وأطلقك”.
شهقت مروة قائلة باستنكار شديد فهي لم يخطر في عقلها أن يكون لآية دخل في هذا الأمر المشين:
-“مش معقول يكون قصدك على آية!!”
أومأ عمرو هاتفا بتأكيد وكأنه رأى بعينيه آية وهي تكتب تلك الرسائل وترسلها لزوجته:
-“أنا واثق أن مفيش حد غيرها مسؤول عن الحركة دي”.
أشار عمرو إلى الرسائل وتابع حديثه يوضح سبب تلك الثقة التي يشعر بها:
-“آية طول عمرها عندها مشكلة في قواعد الإملاء وده شيء أنا لاحظته من زمان لما ياسين أخويا عمل حادثة أيام خطوبتهم ودراعه اليمين اتجبس وهو كان بيطلب مني وقتها أني أرد على الرسائل اللي آية بتبعتهاله”.
رفعت مروة حاجبيها متسائلة باستغراب:
-”وهو ياسين ليه مكانش بيرد بتسجيل صوتي ويريح دماغه بدل ما يخليك ترد أنت وتشوف المحادثات اللي بينه وبين آية؟!”
أخذ عمرو يضحك ثم دمعت عيناه بعدما تذكر بعض الأفكار التي كان يؤمن بها شقيقه:
-“ياسين كان موسوس شوية من ناحية تطبيقات التواصل الاجتماعي وكان بيشوف أنها بتستخدم بيانات المستخدمين من غير معرفتهم وعشان كده كان مانع التطبيقات دي من تشغيل الميكروفون أو الدخول إلى استيديو الصور وكان بيكتفي في الرسائل أنه يرد بالكتابة وكمان هو كان متحفظ ومكانش فيه أي حاجة محرجة في الرسائل اللي كان بيبعتها لآية لأن طريقة كلامه معاها سواء في المكالمات أو على الإنترنت أصلا كانت شبيهة بكلامه مع أصحابه”.
-“تمام، أنا كده فهمت هو ليه مكانش عنده مشكلة أنك تشوف الرسائل بس مش فاهمة بقى أنت إزاي متأكد أن آية هي اللي كتبت الرسائل اللي بتجيلي؟!”
قالتها مروة تحث بها زوجها على إجابة سؤالها بدون الحديث عن أي تفاصيل أخرى لا يهمها معرفتها.
ابتسم عمرو قائلا وهو يشير إلى إحدى الرسائل:
-“شوفي كده معايا، الهانم في معظم الكلمات اللي فيها مد بالألف بتكتبها من غير المد زي كلمة ”عايزة” كتبتها “عيزة” وفيه كلمات تانية مكتوبة بشكل غلط ودي نفس الأخطاء الإملائية اللي كنت بلاحظها في الرسائل اللي كانت بتبعتها لياسين الله يرحمه”.
ضحكت مروة بشدة فهذه هي المرة الأولى التي ترى بها في حياتها شخص يقع بسهولة في شر أعماله بسبب أخطائه الإملائية في الكتابة.
أعاد عمرو الهاتف لزوجته وهو يتوعد لآية التي سوف يكون حسابها عسيرا لأن أخطائها قد ازدادت عن الحد الذي يسمح له بمسامحتها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
لم يعد هناك مجال للشك أمام هبة فقد صار لديها يقين بحقيقة أن مالك هو المسؤول عن كل المصائب التي حلت فوق رأسها طوال الفترة الماضية.
حديثه معها بعدما طلبت منه أن يلتقي بها في الصباح وزلة لسانه ومعرفته بأمر لا يعلم به أحد سواها هي وأحمد جعلها تتأكد من الشك الذي أصابها بالأرق طوال الليلة الماضية.
تأكدت الآن أن الإنسان الذي مد لها يد العون وساعدها في محنتها ليس ملاكا مثلما كانت تظن بل هو شيطان خبيث دمر حياتها ثم ظهر أمامها وهو يتظاهر بأنه المنقذ الذي سوف يخلصها من مصائبها.
صحيح أن صديقتها أخطأت في الماضي عندما حكمت على أحمد بالسوء ولكنها كانت محقة بشأن مالك فهو في النهاية شقيق للأفعى آية التي تبذل قصارى جهدها حتى تفرق بين مروة وزوجها.
لقد كانت تفكر في الانتقام من أحمد في الفترة التي كانت تظن بها أنه من تسبب في موت والدتها والآن هي سوف تثأر من مالك بالطريقة نفسها التي كانت ستؤذي بها أحمد.
نظرت هبة باشمئزاز إلى المحبس الذي يزين بنصر يدها اليمنى ثم قامت بخلعه وألقته بعنف على الأرض بعدما أقسمت أن تجعل مالك يندم بشدة على كل ما فعله بها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
دلفت راوية ”خالة شادي” إلى غرفة ابن شقيقتها الراحلة وسحبت كرسي خشبي من وسط الغرفة وجلست أمام شادي الذي كان متسطحا على السرير مغمض العينين وهو يمسك بصورة والدته.
ملست راوية على شعره قائلة بحنو جعله يتذكر والدته:
-“هتفضل حابس نفسك كده يا شادي لحد إمتى؟ قعدتك لوحدك كده في الأوضة مش هترجع رشا لأنها خلاص راحت عند اللي خلقها وهو هيكون أحن عليها مني ومنك ومن الناس كلها”.
فتح شادي عينيه ووجه بصره نحو خالته قائلا بمرارة:
-“أنا عمري ما كنت أتخيل أنها تسيبني فجأة كده، تعرفي يا خالتي أني لما عرفت أنها وقعت في الشارع كنت مفكر أن رجليها اتلوت أو أن الموضوع كله مجرد حاجة بسيطة، عمري ما كنت أتصور أني لما أوصل عندها هلاقيها ميتة وكل الناس اللي محاوطينها بيعزوني”.
لم تتمالك رواية نفسها وأخذت تبكي وهي تتذكر شقيقتها التي ماتت في غمضة عين دون أن تعاني من أي شيء يجعل لوفاتها سببا منطقيا.
استرسل شادي حديثه بنبرة متحشرجة فهو على الرغم من خلافاته مع والدته إلا أنه كان متعلقا بها للغاية:
-“ماما قبل وفاتها بكام يوم عرفت أني لسة بكلم آية ووقتها حصلت بيننا خناقة كبيرة وهي حلفت عليا أقطع علاقتي بآية بس أنا صممت على موقفي وقولت أني مستحيل أعمل كده مهما حصل، مكنتش أعرف أن زعلها مني هيوصلها لدرجة أنها تموت من الحزن والقهر”.
أمسكت راوية بكفي شادي وربتت عليهما وتحدثت بنبرة ظهر بها مدى الحزن الذي يحمله قلبها المتألم على فراق شقيقتها:
-“والدتك كانت عايزة مصلحتك وعشان كده كانت رافضة موضوعك أنت واللي ما تتسمى اللي اسمها آية”.
تنهدت راوية وقررت أن تخبره بالأمر الذي تظن أنه على علم به ولم تكن تدري أنه لا يعرف أي شيء عن هذا الموضوع بسبب حرص رشا على إخفائه:
-“رشا لما جيت زارتني في القاهرة قبل يوم واحد من وفاتها وراحت بعدها قابلت آية قدرت تقنعها بأنها تسيبك وهي عملت كده لأنها شافت أنك مصمم على موقفك ورافض تسمع كلمتها وهي كان عندها يقين أن آية مش هيجي من وراها غير المصايب وعشان كده هي كانت عايزة تبعدها عنك بأي شكل من الأشكال”.
عقد شادي حاجبيه واقترب برأسه من خالته وهو يسألها بصدمة شديدة جعلته يستفيق من حالة الحسرة التي تملكت منه بعد موت والدته:
-“أنتِ قصدك تقولي أن ماما قابلت آية قبل موتها بيوم؟!”
أومأت راوية برأسها إيجابا وهي تشعر بالذهول لأنها لم تكن تعلم أن شادي يجهل أمر مقابلة رشا لآية.
أخذت راوية تفرك أصابعها بتوتر بعدما شعرت أنها قد أفشت سر من أسرار شقيقتها دون أن تقصد القيام بذلك:
-“أنا كنت مفكرة أنك عارف الموضوع ده، على العموم أنا عايزة أقولك أنك المفروض تريح والدتك في تربتها وتشوف هي كانت عايزاك تعمل إيه قبل ما هي تموت عشان تنفذه لو أنت فعلا بتحبها”.
خرجت رواية من الغرفة حتى لا تسترسل في مزيد من الأحاديث وتكشف الكثير من الأمور التي لا يعلمها ابن شقيقتها.
أما شادي فكان يشعر بشيء مريب بعدما سمع حديث خالته وعقد موازنة بينه وبين الكلام الذي قالته آية عندما اتصلت به قبل بضعة أيام وقامت بتعزيته.
عاد بذاكرته إلى الوراء وتذكر الحديث الذي دار بينهما أثناء تلك المكالمة القصيرة التي تمت قبل بضعة أيام.
-“إزيك يا شادي، مالك يا حبيبي بقالك يومين مش بترد عليا ليه؟!”
أجابها شادي بحزن وهو يكفكف دموعه:
-“أمي ماتت يا آية، راحت وهي زعلانة مني عشان أنا رفضت أسيبك”.
أخذ شادي يبكي بحرقة ووصل صوت بكائه إلى آية التي أخذت تواسيه بقولها:
-“ربنا يرحمها ويصبرك يا قلبي، هي كانت بتحبك ومستحيل تكون ميتة زعلانة منك”.
أبعدت الهاتف عنها وزفرت بسأم لأنها مضطرة لاصطناع الحزن على موت رشا ثم قربت الهاتف منها مرة أخرى قائلة:
-“أنا كان نفسي أقابلها عشان أحل سوء التفاهم اللي حصل بيني وبيها من ساعة لما بابا رفضك بعد ما اتقدمتلي بس للأسف مكانش لينا نصيب نتقابل ونتكلم”.
ظلت هذه الجملة تدق في عقل شادي كناقوس يحاول أن يوقظه من غفوته ويجعله ينتبه إلى أمر لم يكن سيخطر في عقله لولا معرفته من خالته عن اللقاء الذي دار بين آية ووالدته قبل يوم واحد من وفاتها.
قلبه يكتوي بنيران القهر بعدما صار واضحا بالنسبة له أن الفتاة التي عشقها وظل ينتظرها طوال سنوات هي نفسها من غدرت به وقتلت والدته.
أجل بالتأكيد هي لها يد في موت والدته فهو يعرفها جيدا ويدرك أنها ليست الفتاة التي تستسلم للظروف المحيطة بها بل تسعى وتفعل المستحيل لكي تحقق أهدافها حتى لو وقف الجميع ضدها.
لقد صار في الآونة الأخيرة يشك في مسألة أنها هي المسؤولة عن موت ياسين وأن القتل الذي يعد جريمة نكراء صار بالنسبة لآية مجرد وسيلة تجعلها تحقق أهدافها فهي ليست امرأة تهتم بأي شيء سوى الوصول إلى مبتغاها حتى لو كان السبيل الوحيد لذلك هو إزهاق روح الأخرين.
لقد أحبها وأقسم أن يضحي بحياته من أجلها ولكن الآن كل شيء قد تغير، فقلبه الذي عشقها الآن صار يبغضها ولن يحصل على الراحة قبل أن يقضي على حياتها إذا صحت شكوكه وتأكد أنها هي المسؤولة بالفعل عن موت والدته الحبيبة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي الزائف)