رواية منقذي الزائف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم بتول علي
رواية منقذي الزائف الجزء الثالث والعشرون
رواية منقذي الزائف البارت الثالث والعشرون
رواية منقذي الزائف الحلقة الثالثة والعشرون
كانت التسجيلات بالنسبة لمالك مثل القشة التي قسمت ظهر البعير فقد تذكر مع كل تسجيل سمعه جميع الأمور الفظيعة التي قام بها حتى يتمكن من الحصول على هبة.
عاد بذاكرته إلى اليوم الذي اشترى به عقار هلوسه وقام بدسه في كأس الشاي الخاص بأحمد الذي بدأ يفقد تركيزه وصار شبه مغيب عن الوعي.
أمسك مالك بهاتفه وبدأ يصور مقطع فيديو لأحمد وهو في تلك الحالة ثم أرسله ليحيى وطلب منه أن يرسل هذا الفيديو لهبة من حساب وهمي لا يمكن تعقبه.
حدث ما توقعه مالك بالفعل وأنهت هبة ارتباطها بأحمد بعدما ظنته عاد إلى الإدمان مرة أخرى وهذا الأمر جعل أحمد يشعر بالحيرة والغضب مقررا استعادتها مهما كلفه هذا الأمر.
قرر مالك أن يستغل إصرار أحمد على استعادة هبة في فعل شيء يجعل الأخيرة تكره سماع اسم أحمد ويتبدل حبها له إلى كره لا حدود له.
أشار مالك إلى يحيى في إحدى سهراتهما مع أحمد الذي كان يجلس مهموما أن يبدأ في تنفيذ الخطة التي اتفقا عليها في وقت سابق.
ربت يحيى على كتف أحمد قائلا بمواساة مصطنعة:
-“متزعلش نفسك يا أبو حميد، سيبك منها وصدقني هي اللي خسرانة مش أنت وبعدين اللي ترفضك لازم ترميها وراك ومتفكرش فيها ولو عايز تنساها تعالى معايا أسبوع على شرم الشيخ وأنا أوعدك أنك هتنسى هبة واللي جابوها”.
أزاح أحمد يد يحيى هاتفا بضيق فهو لم يعد يحب الجلوس معه بعدما تغيرت أفكاره بسبب الكتب التي صار مدمنا على قراءتها ولولا إلحاح مالك لما أتى وجلس معه على طاولة واحدة:
-“والنبي يا يحيى نقطني بسكوتك، أنا مش ناقصك أنت واقتراحاتك المقرفة، أنا مش قادر أفهم أنت إزاي طايق نفسك وأنت على الوضع ده؟!”
تدخل مالك في الحديث قائلا بجدية بعدما زجر يحيى بنظرات حادة لأنه كان على وشك إفساد خطتهما دون أن يقصد:
-“خلاص يا أحمد اهدى شوية، يحيى قاصد بكلامه أنه يخرجك من حالة الاكتئاب اللي أنت فيها بسبب هبة”.
حمحم يحيى مؤكدا هذا الأمر بقوله:
-“كلام مالك صح، أنا غرضي هو أني أساعدك يا أحمد وفي عندي فكرة هتخلي هبة تجيلك راكعة وهتعتذر منك لأنها فكرت في يوم من الأيام أنها تسيبك وتبعد عنك”.
أنصت أحمد إلى حديث يحيى الذي أخبره أنه قد حدثت مشاكل كبيرة بين أحد أقربائه وزوجته وأنها قد طلبت الانفصال وصممت على قرارها وهذا الأمر كان سيكلف زوجها خسائر فادحة بسبب عدم امتلاكه الأموال الكافية التي سوف يحتاجها لتسديد ثمن المؤخر والشبكة التي قام ببيعها بعد الزواج بوقت قصير حتى يسدد ديونه.
استرسل يحيى في كلامه وأخبره أن قريبه قد لجأ إلى حيلة تجعل زوجته تتراجع عن فكرة الطلاق وهي أنه قام بتصوريها في أوضاع مخلة وهددها بنشر الصور إذا طلبت الانفصال عنه مرة أخرى.
اقترح يحيى على أحمد أن يقوم بالأمر نفسه مع هبة التي سوف تخاف على سمعتها وتعود إلى أحمد حتى لا يقوم بفضحها.
شعر أحمد بالتقزز بعدما سمع تلك الفكرة الوضيعة وسدد نحو وجه يحيى لكمة قوية ثم انصرف وهو يشعر بالغضب الشديد.
لم يستسلم مالك وقرر أن يحاول مرة أخرى ولكن بأسلوب مختلف فذهب إلى هبة وتحدث معها وأخبرها أنه يعلم أنها لا تزال تحب أحمد وأنها فكرت في الانفصال عنه تأديبا له بسبب عودته إلى الإدمان وأنها إذا كانت تريد أن تلقنه درسا فعليها أن تكذب عليه وتخبره أنها وافقت على الخطيب الذي تقدم لها.
نفذت هبه بالفعل نصيحة مالك وتظاهرت بالموافقة على العريس الذي تقدم لخطبتها وهذا الأمر جعل أحمد يفقد صوابه ويستشيط غضبا وكل ذلك تحت نظرات مالك الذي اقترح فكرة فبركة الصور مرة أخرى ولكن الأخير رفض بشدة وأصر على موقفه.
-“يا أحمد فكر كده معايا، أنت لو فضلت قاعد كده ومحاولتش تعمل حاجة ساعتها هبة هتتجوز واحد تاني وتضيع منك، أنت مش هتفبرك ولا هتعمل حاجة كل الموضوع أنك هتخوفها عشان تسيب خطيبها وترجعلك”.
اعترض أحمد على هذا الاقتراح هامسا بحزن:
-“يا مالك افهمني أرجوك، أنا لو عملت كده هبة هتفضل معايا بس وهي كارهاني ومش طايقة تبص في وشي”.
تحدث مالك بلطف مزيف كالأفعى السامة التي تحاول استمالة فريستها للاقتراب منها وعندما تنجح في مبتغاها تكشر عن أنيابها وتهجم عليها:
-“ما هو أنت هتحاول تراضيها وبعد فترة هتفهمها أنك كنت بتهدد وخلاص عشان بتحبها ومش قادر تبعد عنها”.
وقع أحمد في الفخ وقام بتهديد هبة التي أصيبت بصدمة كبيرة وفي هذه الأثناء قرر مالك أن ينهي اللعبة لصالحه مستخدما عقارا مخدرا دسه في فنجان القهوة حتى يتمكن من تخدير أحمد ثم فتح هاتفه باستخدام بصمة إصبعه وأرسل جميع الصور الخاصة بهبة إلى يحيى الذي كان يتقن استخدام برامج تعديل وفبركة الصور باحترافية شديدة تجعل من الصعب التفريق بينها وبين النسخ الأصلية منها.
استغرقت عملية فبركة الصور أكثر من ساعتين وعندما أنهى يحيى مهمته قام بإرسالها إلى هاتف أحمد فابتسم مالك بعدما شاهد الصور المفبركة ثم بدأ في نشرها باستخدام حساب أحمد على جوجل على جميع المواقع المشبوهة.
قام مالك بمحو الرسائل المتبادلة بين يحيى وهاتف أحمد وقرر أن يتخلص نهائيا من ابن عمه واتفق مع خميس على قتله وهذا بالفعل ما حدث في صباح اليوم التالي تزامنا مع رؤية وتداول الجميع للصور المفبركة التي تم نشرها.
أحاط مالك وجهه بكفيه شاعرا بالخزي فهو لا يصدق أنه قد فعل هذا الأمر الفظيع وكل ذلك من أجل غيرة عمياء من ابن عمه زرعتها نسرين بداخله منذ طفولته حتى تجعله ناقما على جميع أفراد عائلة والده الذين لا يحبونها.
حمل مالك الهاتف وغادر الشقة دون أن يهتم بهندمة مظهره فكل ما يشغل عقله هو الرغبة في معرفة السبب الذي يجعل عقله مغيبا لتلك الدرجة التي تجعله يقوم بهذه الأمور التي ينساها في وقت لاحق وكأنه لم يمر بها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
وصل شادي إلى القاهرة وأخذ يتصل بآية ولكنها لم تجب على الهاتف ولكنه لم يستسلم وظل يحاول عدة مرات إلى أن أجابت أخيرا قائلة باعتذار:
-“معلش يا شادي أنا كنت تحت عند فادية ولسة طالعة دلوقتي وأول ما دخلت الشقة وسمعت صوت الموبايل جيت جري على الأوضة ورديت عليك”.
زفر شادي بنفاذ صبر قائلا بتبرم ناظرا إلى برج القاهرة الذي يقع بالقرب من المطعم الذي يجلس بداخله:
-“يا سلام عليكم اللي يشوفكم يقول أنكم أم وبنتها مش مرات ابن وحماتها”.
لوت آية ثغرها قائلة بنزق وهي تجلس واضعة ساق فوق ساق:
-“والنبي اسكت يا شادي أنا زهقت منها وحاسة أني هطق بس مضطرة أستحملها عشان أحقق اللي في دماغي لأنها الوحيدة اللي بتحبني وبتدافع عني في البيت ده”.
استكملت آية حديثها متسائلة باهتمام رغبة منها في معرفة أخبار حبيبها الذي تحطم قلبه بعد رحيل والدته:
-“سيبك مني دلوقتي وقولي أنت عامل إيه يا حبيبي؟”
تحكم شادي بصعوبة في مشاعره ودموعه التي كادت تهطل من عينيه بعدما تذكر والدته الحبيبة التي رحلت في غمضة عين ورد بهدوء شديد يخفي خلفه نيران انتقام مستعرة سوف تحرق الأخضر واليابس إذا ثبت صدق حدسه:
-“الحمد لله، أنا كويس يا آية وكمان جيت القاهرة وكنت بتصل بيكِ من شوية عشان تيجي تقابليني”.
هبت آية واقفة قائلة بفرحة عارمة فهي كانت تتمنى أن يخرج شادي من عزلته ويأتي لرؤيتها وها قد تحققت أمنيتها وأتى حبيبها بعدما قطع مسافة طويلة من أجلها:
-“أنت هنا بجد!! طيب ابعتلي مكانك بسرعة وأنا هكون عندك في أسرع وقت”.
أنهى شادي المكالمة وأرسل لها موقع المطعم الذي يجلس به وبالفعل فتحت آية خزانة ملابسها وارتدت ملابس براقة واهتمت بتزيين إطلالتها ببعض الإكسسوارات اللامعة.
راقبت آية الوضع جيدا حتى تتأكد بأنه لا يراها أحد من أفراد العائلة وهي تغادر المنزل بهذا المظهر الذي سوف يجعل أي شخص حين يراها يشك بأمرها.
ابتسم عمرو وهو يرى آية من خلف نافذة شقته وهي تصعد إلى سيارة الأجرة واضعة الكثير من مستحضرات التجميل على وجهها وكأنها ذاهبة إلى حفل زفاف وفي هذه اللحظة قرر أن يلحق بها وألا يترك الأمر كله على عاتق الرجل الذي كلفه محمد بمراقبة شادي.
خرج عمرو على الفور من شقته تحت نظرات مروة التي استغربت خروجه بهذه السرعة وعدم التفاته لندائها وكأنه لم يسمعها أو سمعها ولكنه يريد أن يلحق بشيء يرى أنه لن يتمكن من الحصول عليه إذا تأخر ولو لدقيقة واحدة.
وصلت آية إلى المطعم وتوجهت نحو الطاولة التي يجلس عليها شادي الذي تجهمت ملامحه بعدما رآها أمامه بهذا المظهر متجاهلة وفاة والدته التي لا يزال حزينا على فراقها.
اختفت ابتسامة آية بعدما رأت نظرات الحدة في عيني شادي وسألته بقلق:
-“مالك يا حبيبي بتبصلي كده ليه، هو أنا عملت حاجة؟!”
زفر شادي ومط شفتيه قائلا بتهكم:
-“لا أبدا يا حبيبتي، أنتِ بس مظبطة نفسك زيادة عن اللزوم وحاطة أحمر وأخضر على وشك ومش عاملة اعتبار لأمي اللي لسة ميتة قريب”.
ارتبكت آية وحاولت أن تجد مبررا مناسبا لتصرفها الأهوج فهي قد بالغت في التزين ظنا منها أن هذا الأمر سوف ينال إعجابه ولكنها نسيت تماما أنه لا يزال مصدوما لرحيل والدته.
حمحمت آية ونطقت بأول حجة خطرت في بالها وتمنت أن يقتنع بكذبتها بسهولة مثلما اقتنع من قبل بكثير من الأكاذيب التي كانت تقولها له:
-“أنا أسفة جدا يا حبيبي بس أعمل إيه مع فادية اللي واقفالي زي اللقمة في الزور لدرجة أنها بتعد عليا أنفاسي وكل شوية تسألني رايحة فين وجاية منين وأنا عشان أخرج قدامها من غير ما تفتحلي تحقيق كدبت عليها وقولتها أني رايحة أحضر كتب كتاب واحدة صاحبتي وكان لازم أظبط شكلي عشان تصدق كلامي بسهولة”.
أومأ شادي متظاهرا بالاقتناع ثم أمسك بكفي آية قائلا بنبرة ظهرت بها المرارة التي يشعر بها في قلبه:
-“أنا حبيتك أوي يا آية وحاولت أعمل كل حاجة عشان نكون لبعض لدرجة أني فضلت جنبك بعد ما أنتِ اتجوزتِ من ياسين”.
ربتت آية على يديه قائلة بلطف:
-“أنا عارفة كويس الكلام ده يا حبيبي من غير ما أنت تقوله ومعنديش أي شك في حبك ليا”.
انهمرت دموع شادي أمام آية وهو يردد:
-“كان نفسي ماما الله يرحمها تفهم وتستوعب أنا قد إيه بحبك وأني مستحيل أحب واحدة غيرك حتى لو انطبقت السماء على الأرض بس للأسف هي ماتت قبل ما نحقق حلمنا ونكون سوا”.
ارتبكت آية بعدما جلب شادي سيرة والدته ولاحظ الأخير هذا الأمر فقرر أن يمضي في خطته حتى يتأكد مما يدور في عقله.
ألقى شادي نظرة على كأس العصير الموضوع أمامه قائلا:
-“أمي كانت بتحبني أوي يا آية وأنا كان نفسي تحبك أنتِ كمان بس هي للأسف أخدت عنك فكرة وحشة بسبب أبوكِ لما طردني زمان ورفض جوازنا”.
وضع شادي كفه ومرره على وجنة آية مرددا بأسى:
-“كان نفسي أنتِ وماما تتقابلوا تاني وتعرفوا بعض أكتر عشان فكرتها تتغير عنك بس للأسف هي ماتت قبل ما تشوفك وتعرفك على حقيقتك”.
تظاهرت آية بأنها تأثرت بحديثه وهتفت بعطف محاولة إغلاق هذا الموضوع الذي يجعلها تشعر بالقلق:
-“وأنا كمان كان نفسي أقابل مامتك وأتكلم معاها بس للأسف مش كل حاجة بنتمناها بتتحقق”.
وها قد تأكد شادي مما كان يخشى الاعتراف به بعدما أنكرت آية رؤيتها لوالدته قبل يوم واحد من وفاتها وإذا كان هذا الأمر يدل على شيء فهو يؤكد أن آية لا تريد أن يعلم أي شخص عن هذه المقابلة حتى لا يتم اكتشاف جريمتها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
شعرت هبة بالراحة بعدما عادت للمنزل فقد خلصت أحمد من الورطة التي وقع بها بسبب مالك وأفعاله الدنيئة.
وقعت عيني هبة على صورة والدتها فجلست تتأملها وتذكرت موقف طريف مر بينهما في ذكرى عيد الأم الأخير في حياة أسماء.
انطلقت صرخة قوية من فم أسماء بعدما دلفت إلى غرفتها وأضاءت الأنوار فقد وجدت هبة ترتدي ملابس دب محشو وتمسك في يدها صندوق كبير يحتوي على هدية.
أخذت أسماء تركض خلف هبة وهي تصيح بتوبيخ:
-“يخرب بيت سنينك، كنت هموت من الخضة يا شيخة!!”
هتفت هبة من بين ضحكاتها وهي لا تزال تركض فقد كانت حريصة على ألا تمسك بها والدتها:
-“فيه إيه يا ماما، ده أنا بهزر معاكِ يا حبيبتي، كل سنه وأنتِ طيبة يا قلبي، ده أنا بموت فيكِ حتى شوفي الهدية الحلوة اللي أنا جايباها عشان خاطرك”.
نجحت أسماء في الإمساك بهبة وأخذت تضربها بخفة على ظهرها قائلة بضيق:
-“وهي الهدية ما تنفعش تتقدم يا بنت بطني غير بالخضة وبعدين إيه العبط اللي أنتِ حطاه على وشك ده؟! أنا مش فاهمة أنتِ عاملة فيها دبدوب ولابسة حاجه مطخناكِ يجي 100 كيلو زيادة فوق وزنك ليه؟!”
أزالت هبة الدب الذي كانت تضعه فوق وجهها وضحكت بشدة قائلة:
-“بصراحة يا ماما أحمد هو اللي قالي على الفكرة الحلوة دي وأنا أُعجبت بيها وقررت أنقذها، ايه رأيك بقى فيا وفي أفكار أحمد الجهنمية؟”
كزت أسماء على أسنانها مرددة بغيظ:
-“بقى كده، طيب والله لهوريه وهخلي سنينه سودة بس أما أشوفه قدامي ابن أماني اللي مش هيبطل حركاته دي، هي وصلت كمان أنه يحرضك ضدي!!”
ضحكت هبة واحتضنت والدتها قائلة بحب:
-“لا عاش ولا كان اللي يحرضني ضدك يا سوسو يا قمر، أنا بس كنت بناغشك يا قلبي، المهم يلا امسكِ الهدية وشوفيها وقوليلي رأيك فيها”.
فتحت أسماء الصندوق وانبهرت بعدما وجدت أمامها علبة خلاط كهربائي متطور كانت قد رأت عنه إعلان على الإنترنت وحاولت شرائه ولكنها لم تفلح في إيجاد القطعة الأصلية منه وليست تلك المقلدة التي كانت معروضة في الإعلان.
احتضنت أسماء الصندوق هاتفة بسعادة:
-“ربنا ما يحرمنيش منك يا حبيبتي، طول عمرك بتعرفي إزاي ترضيني وتسعديني”.
جلست هبة على الأريكة وأراحت ظهرها قائلة بهدوء:
-”تسلمي يا حبيبتي، بس أحب أعرفك أن الفكرة دي كانت من دماغ أحمد لأن هو اللي اقترح عليا موضوع الخلاط لما أنا عرفته وقولتله أنك بتدوري عليه”.
تمتمت أسماء بضيق مصطنع:
-“صحيح أن أحمد غلس ورخم ودمه يلطش ونفسي أضربه بس طلع ذكي وكله مفهومية”.
استفاقت هبة من ذكرى ذلك اليوم الذي بدأت فيه أسماء تتقبل أحمد وتعامله مثل ابنها.
وضعت هبة الصورة جانبا ثم دلفت إلى المطبخ وقامت بسكب الطعام في طبقين وجلست تتناوله في هدوء وهي تتذكر لحظاتها مع والدتها التي كانت تهتم كثيرا لأمرها.
انتهت هبة من تناول الغداء وجلست تتأمل السكين الذي قررت أن تستخدمه في تنفيذ ما يدور في رأسها وجملة واحدة تتردد في عقلها:
“لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد”
تلك المقولة جعلتها تقوم بعمل تعديل بسيط في خطتها وهي أنها سوف تنفذ خطتها اليوم بدلا من الغد.
اقتنعت هبة بفكرة أنه يجب أن تنال حقها في أسرع وقت وعليها أن تأخذ ثأرها وألا تترك مالك يتمتع بحياته ويحظى بوقت أطول بعدما دمرها وتسبب في موت والدتها.
ارتدت هبة ملابسها وخرجت من المنزل بعدما وضعت السكين داخل حقيبتها عاقدة العزم على عدم العودة إلى هذا البيت إلا بعد تحقيق هدفها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي الزائف)