روايات

رواية منتصف تشرين الفصل الثالث عشر 13 بقلم منة ممدوح البنا

رواية منتصف تشرين الفصل الثالث عشر 13 بقلم منة ممدوح البنا

رواية منتصف تشرين البارت الثالث عشر

رواية منتصف تشرين الجزء الثالث عشر

منتصف تشرين
منتصف تشرين

رواية منتصف تشرين الحلقة الثالثة عشر

اتخشبت مكانها تمامًا وهي بصاله بعيون جامدة
قد إيه وقع الجملة كانت صعبة عليها
اتخلى عنها!
نهى كل اللي بينهم!
ولكن إزاي كانت هتبقى فيه حياة بينهم بعد كل الأحداث دي؟!
هي مكانتش هتقدر تآمنله وهيفضل الشك مزروع بينهم
وهو هيفضل شايف إنها داخلة حياته مقابل فلوس علشان تغدر بيه
وقت ما دخل الأوضة ووقعت عينه على أجهزة التجسس اللي سابتها على الكومودينو وهو حس إنه اتطعن في ضهره
حتى لو مكانتش هتعملها
ولكن كفاية إنها فكرت في الموضوع
وكإنه أدرك الكلمة اللي قالها
شال إيديه من على فكها ولقوة قبضته كانت سايبة أثر واضح، بِعد عنها وهو بيبصلها بنظرات مهزوزة، ولكن كبرياؤه بيصرخ إن ده الصح
مش هيسمح لمشاعره تقوده إنه يتقبل الإهانة اللي عملتها في حق رجولته
كانت أول مرة يتنازل عن حاجات كتير
حياته ونزواته وكل ده علشانها هي
عشان حبها!
ولكن اتطعن في صميمه لما اكتشف إن مراته ما هي إلا واحدة مزقوقة عليه!
فضلت عيونها ثابتة عليه، كلمة الطلاق بتتردد في أذنها، حركت عينيها وهي بترمش كذه مرة بصدمة، نفسها تقل
حاسة إنها في مجرد كابوس هتفوق منه!
حركت شفايفها كذه مرة لحد ما قالت بصوت مبحوح_يعني إيه؟!
إداها ضهره وهو ضامم قبضته بقوة، وبإيده التانية بيمسح وشه بعنف، حست هي إنها شارفت على الجنون، فقربت منه وقبل ما تلمس كتفه اتنفض وبعدها عنه ورفع إيده في وشها وهو بيقولها_إياكي!
وقفت مكانها إيديها معلقة في الهوا، فكمل هو بأعصاب مشدودة_إياكي تلمسيني تاني!
أيوب العاشق انتهى!
مبقاش موجود
وأنتِ أنتهيتي من حياتي يا…..
سكت وهو بيبص في عيونها مباشرة، أما هي عينيها ابتدت تتملى بالدموع وهي بصاله بارتعاش، فكمل هو بابتسامة مليانة ألم_حتى اسمك عمري ما هذكره تاني
متستحقيش..
غمضت عينيها بقوة من قسوة كلامه، رجعت فتحت عيونها اللي كانت شديدة الاحمرار، وقالت_خلصت؟
مردش عليها ودور وشه الناحية التانية، فكملت هي_كانت غلطتي
غلطت لما مشاعري اتحركت ليك وغلطت لما وافقت اتجوزك وأنتَ أبسط حاجة تعملها هي إنك تبيع اللي قدامك!
كبرك وعنادك قصاد الغلط
حتى مفيش في قلبك ذرة ندم على اللي عملته زمان!
ده الفرق بينا بقى يا أيوب
إني ندمت وأنتَ لأ!
والغريب إن مشاعري ليك هي اللي خلتني أندم!
نزلت دمعة من عيونها غصب عنها مسحتها بسرعة وكملت_أنا اللي بقولك إحنا مينفعش نكمل مع بعض
إحنا الاتنين منصلحش للعلاقات
أوعدك إني هنساك يا أيوب
أوعدك إني همحي أي ذرة حب ليك جوايا..
نهت جملتها وسابته وخرجت وهي بتدفعه بكتفها، غمض هو عيونه بألم، بيشدد من ضمه لقبضة إيده، وجع رهيب متوسط صدره، ما بين الوصل والهجر نار بمثابة حاجز بينهم
محسش غير وهو بيصرخ بقوة، بجرح عاشق اتطعن في صميمه، عاشق دق الحب لأول مرة أبواب قلبه، ولكن للأسف اتكتب على الحب الفشل عشان يفضل عايش طول عمره مجروح
كل حاجة طالتها ايده اتحطمت تمامًا، المكتب، الكراسي، كل التحف اللي موجود، حتى إزاز شباك المكتب، كل ده وصراخه مع زمجرته المقهورة مالية المكان
قعد على الأرض وهو بيتنفس بعنف، بدموع محبوسة وعيون بتومض بألم، وبقبضته بيضرب بيها الأرض بعنف، مش حاسس بالدم اللي نازل منها، ألم قلبه أقوى من ألم جسده..
اتجمدت مكانها لما سمعت صراخه وانتفضت لوهلة، ولكنها كملت طريقها وهي بتمنع نفسها إنها ترجع تضمه ليها، تقوله بمدى حبها ليه رغم عيوبه، رغم آثامه ورغم ماضيه وسودوية شخصيته
غمضت عيونها بقوة وسط صوت التحطم اللي ملى المكان، هي عارفة نوبات غضبه كويس
ولكن خلاص
كل حاجة بينهم انتهت!
نزلت دموعها بقوة، زودت من سرعة خطواتها كإنها حبيسة وما صدقت لقت حريتها
أو بتحاول تحرر نفسها من تأثير قلبها
ركبت عربيتها وخرجت بيها برا حدود البيت
متعرفش هي راحة فين ولكن لازم تقعد مع نفسها وتقرر بعد كده إيه المفروض يتم
ولكن مقدرتش تكمل سواقة بسبب غشاوة الدموع اللي على عينيها
داست فرامل فجأة بعد ما كانت ماشية على سرعة عالية
وسندت براسها على المقود اللي لازالت ماسكاه وهي بتبكي بعنف، وصوت شهقاتها العالي قاطع صمت المكان…
كان قاعد مكانه، ضامم ركبته لصدره، في حين محتويها بإيديه الاتنين وساند راسه على ركبته
حاسس بتشتت وضياع
لأول مرة يحس إن لحياته معنى كان على إيديها
ولأول مرة ينكسر قلبه على إيديها
الظاهر إنه هي اللي جت عشان تكفرله عن آثامه!
عشان تدوقه اللي كان بيتسبب فيه!
إحساس إنك تآمن لحد وتديله حياتك وبعدين يغدر بيك أصعب مما توقع!
رفع راسه فجأة، وبعد ما كانت عيونه مليانة ألم وعذاب، اتحولت في لحظة لتانية بتلمع بحقد وغضب
لعبة نوح زادت المرادي
وللأسف وقع قلبه ضحية للعبة دي!
وقف واتجه لبرا وهو ضامم قبضته المدماه
نزل لتحت وشاور لرجالته ييجوا وراه
وبالفعل اتحركوا لبرا بعربياتهم متجهين لبيت نوح!
صوت احتكاك ال ٣ عربيات حفز الأمن اللي واقفين على ڤيلا نوح رزق وخلاهم خدوا وضع الاستعداد لأي هجوم
نزل أيوب من أول عربية، واتجه عشان يدخل ولكن وقف قدامه اتنين من الأمن واتكلم واحد منهم_خد رجالتك ولف وارجع بدل ما نئذيك!
رفع أيوب حواجبه بدهشة، ارتسمت ابتسامة ساخرة على جانب ثغره وتمتم_يا روح امك!
وفلحظة فاجأه بلكمة قوية خلته ارتطم بالبوابة من وراه بعنف
وفلحظة أشهر رجالة نوح ورجالة أيوب أسلحتهم على بعض، أما اللي ضربه أيوب اتعدل وهو حاطت إيده مكان اللكمة وهو بيبصله بحقد فبادله أيوب النظرة بأخرى مليانة استهزاء وقال بكبر_هاتلي اللي مشغلك بدل ما اطلع كل غلي فيك!
فلحظات لقى رجالة نوح نزلوا أسلحتهم ووسعوله، اتسعت ابتسامة لما عرف إن جالهم الأمر من نوح، وبالفعل اتفتحت البوابة قدامه ووقف هو متحفز لحد ما اتفتحت بشكل كامل
دخل لجوا والابتسامة اللي على وشه اتمحت في ثانية واتبدلت نظراته لتانية مرعبة مليانة شر دفين
مكانش شايف قدامه غير جرحه من ياقوت ولعبها عليه
مكانش شايف غير إن اتدفع تمن كسر قلبه ٥ مليون دولار!
كان مديله الحق في الأول، أخ وبيثأر لأخته
ولكن هو زودها خاصة إن أيوب دفعله تعويض كبير وهو قبل بالعوض ومعترضش ومع ذلك كل مرة كان بيلعب عليه!
ولكن يرجع يلعب لعبة كبيرة زي دي!
كان شاف نوح وهو واقف في البهو مبتسمله، رغم غضبه من إن انكشفت لعبته قبل ما ياخد اللي عايزه، ولكن كفاية إنه شايف القهرة اللي جواه خاصة وهو مدرك حبه لياقوت
فتح دراعاته بترحيب مصطنع ولكن فاجأه أيوب بلكمة قوية أطاحت بوشه بقوة
ابتسم بسخرية وهو بيعدل فكه اللي حسه اتهشم، ورفع نفسه ليه ولكن قبل ما يستوعب كان لكمه أيوب واحدة أقوى وهو بيصرخ_بتلعب عليا أنا يا *****
فاكرني عيل بريالة عشان تزق عليا واحدة!
كان اترمى على الارض من تأثير قوة لكمته، اتعدل وهو بيهز رأسه بعنف ووقف وهو مبتسمله بانتشاء، كان شايف الألم اللي ورا اللهيب اللي بيلمع من عينه، فغمزله وهو بيقول_بس تستاهل مش كده يا أيوب؟
منقيلك واحدة تحل من على حبل المشنقة
واهي قدرت توقعك
ما هي خبرة برضه!
وبعدين تمنها مش قليل، شوفت ضحيت إزاي عشانك؟
مقدرش يتحمل كلامه عنها وتلميحاته اللي رايحة لاتجاه تاني فمحسش بنفسه غير وهو بيهجم عليه بيسددله لكمات بعنف في حين نوح بيتصدى ليه وهو بيناوله لكمات هو كمان ومن وسط لكماته كان بيقول عشان يستفزه_وقعتك صح؟
خلتك زي المغفل وأنتَ ماشي وراها وطلعتك زي العبيط
هو ده تمامك يا أيوب
زمجر أيوب بقوة وهو حاسس إن كرامته اتجرحت، فقلبه على الأرض بعد ما كان نوح فوقه وبقى هو اللي مسيطر
سددله عدة لكمات لحد ما أدمى وشه
في اللحظة دي اتدخل رجالة نوح وأيوب وحاشوه من فوق نوح بعد ما شافوه بيضربه بغل
اتعدل نوح وهو بيكح بقوة في حين بيمسح بدراعه الدم اللي ملى وشه ومازال محافظ على الابتسامة اللي كانت مستفزة لأقصى درجة
فصرخ أيوب وهو بيحاول يتملص من بين إيدين رجالته_وحياة أمي ما هسيبك يا نوح
فاكرني مش عارف بألاعيبك الوسخة اللي بتلعبها من ورايا
عملتك دي هتدفع تمنها غالي
غالي أوي
صدقني مش هعتقك
تحامل نوح على نفسه وهو بيتعدل لحد ما قدر يحافظ الى اتزانه، وقال_وأنا مستنيك
هات أخرك
نفض أيوب إيديه وقرب منه بخطى بطيئة وهو بيقول بصوت هادي مرعب_قابل بقى
واتلفت وخرج بخطوات سريعة أما نوح فابتسم وقال بصوت عالي_مشيت من غير ما تشرب حاجة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصت للكيس الاسود الصغير اللي في إيديها بتوتر، ولكن لوهلة اعمى عيونها الانتقام
بصت لباب العمارة بجمود وبعدين نزلت من عربيتها بعد ما حطت الكيس في شنطتها وطلعت على فوق، خبطت لحد ما فتحتلها شادية اللي بصتلها بتوتر وقالت_ياقوت!
والله إحنا استسمحنا جوزك وقال إنه مش هيعملنا حاجة لو فضلنا بعيد عنك وصدقيني مش هنقرب منك تاني ولا كإننا نعرفك!
وقفت مبهوتة لوهلة، إذن أيوب كان ماشي وراها من غير ما تعرف وهي بغبائها معملتش حسابها إنه داهية!
بلعت غصة متألمة توسطت حلقها، وابتسمت وهي بتزقها وبتدخل لجوا_اخس عليكي يا شادية إحنا هنتكلم برا برضه
بصتلها بتعجب وهي داخلة وقعدت على الكنبة، اللي يشوفها دلوقتي ميشوفهاش الصبح وهي داخلة بتهددهم، بلعت ريقها بتوتر وقفلت الباب وراحت عشان تقعد هي كمان ولكنها ثبتت مكانها لما قالت ياقوت بعتاب مصطنع_أنتِ بقيتي بخيلة ولا إيه يا بت يا شوشو، ما تعمليلنا حاجة نشربها
رمشت كذه مرة بدهشة، ولكنها في النهاية هزت راسها كذه مرة وهي بتقول_طبعًا طبعًا حاضر أنتِ تشاوري بس
ريحت ياقوت ضهرها على الكنبة وحطت رجل على رجل وهي بتقول_كلك واجب يا شوشو
دخلت شادية المطبخ وهي بتكلم نفسها من الاستغراب، أما ياقوت اتعدلت بسرعة ووقفت اتسحبت وراها فلقيتها مشغولة في المطبخ، رجعت تاني وطلعت الكيس الاسود من الشنطة ووقفت مكانها تبص في ارجاء البيت لحد ما في النهاية شالت مخدات الكنبة اللي قصادها ودفست الكيس تحته ورجعت عدلته تاني
قعدت بسرعة وهي بتتنحنح لما شافت شادية خارجة من المطبخ وبين إيديها صينية عليها فنجانين قهوة
ابتسمت لها باصطناع فحطته على الترابيزة قدامها وناولتها فنجان القهوة ورجعت قعدت على الكنبة اللي حطت ياقوت تحتها الكيس وهي بتقول_عارفة يا ياقوت أنا طول السنين دي وأنا قلبي عليكي والندم بياكلني أكل والله
بس منه لله عبده هو اللي لعب في دماغي زي الشيطان
الطمع بقى يا ياقوت
ابتسمتلها ياقوت باصفرار وهي عارفة إنها بتحاول تجمل اللي حصل خوفًا منها بس ولكنها قالت_اللي حصل حصل يا شادية
المهم إيه اللي دار بينكوا وبين أيوب؟
حطت فنجان قهوتها على الترابيزة وردت_هنقول إيه زيادة عن اللي حكيتيهوله
هو جه بعد ما مشيتي على طول وحب يسمع اللي حصل مننا وقولتله
بس قالنا منجبش سيرة لحد عشان الصحافة ميتكلموش عليكي وهو هيعدي اللي حصل ومش هيئذينا
هزت ياقوت راسها بتفهم وابتدت تدرك إيه اللي حصل بالضبط، قامت وقفت فلحقتها شادية على طول ووقفت هي كمان، طلعت ياقوت مبلغ من شنطتها
نقلت شادية نظراتها بين الفلوس وبين ياقوت وهي بتبلع ريقها بارتباك، فابتسمت ياقوت لما شافت الجشع اللي ظهرت في عينيها وقالت_حلو أوي وده اللي كنت جيالك عشان يا شوشو
عايزانا نبقى حلوين مع بعض يبقى تقفلي بوقك
مسكت ايديها وحطت الفلوس فيها وهي بتقول_خدي دول اعتبريهم هدية مني
هتحتاجيهم
سابتها وخرجت وسطت صدمة شادية من تبدل حالها، وبمجرد ما خرجت ياقوت من الشقة ابتسمت بشر وتمتمت_هتحتاجيهم للمحامي يا شوشو
خرجت الشارع وبصت على بلكونة شقتها هي عمرها ما هتنسى اللي عملوه فيها، ورغم إنها جربت نار الغدر كانت هتعمل زيهم برضه!
اتنهدت بضيق وطلعت تليفونها وطلبت رقم معين لحد ما جه الرد، اتجمدت نظراتها وقالت_عايزة ابلغ عن جريمة اتجار في الممنوعات…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان قاعد على سريره باصص قدامه بشرود، وشه كان مليان كدمات من العراك اللي دار بينه وبين نوح، رفع نظراته وبص مكان ما بتنام
لوهلة حس بألم رهيب بيضرب صدره، كان اتعود على وجودها في حياته
كانت سبب في إنها تآنس وحدته
وسبب في بعده عن حاجات كتيرة غلط
نظرة عيونها العسلي
ابتسامتها الجميلة بالحفر اللي حواليها
النمش اللي مالي وشها وما اكتفاش بل وانتشر على سائر جسمها
شعرها الأشعث الفاتح اللي كان ساعات بيحس إنها بتكسل تسرحه ولكن رغم كده كان مخليها مميزة
هي كلها كانت أيقونة من التميز!
مد إيده ومسك إزازة النبيذ اللي مكانش فاضل فيها غير يدوب ربعها، وقبل ما يقربها من شفايفه افتكر لما شالت من إيده الكاس يوم ما اعترفلها بحبه ليها
لمعت عيونه بوجع رهيب وفلحظة حدف الازازة في الحيطة بقوة فاتهشمت واتناثرت اجزاءها في انحاء الأوضة وهو بيتنفس بعنف
بتلاحقه!
مش عارف يهرب منها ولا من وجع قلبه اللي بيزيد وهو بيتخيل الحياة من غيرها
صراع عنيف بين قلبه وعقله
قلبه اللي بينهره وقلقان عليها
وعقله اللي بيفكره بجرح كبرياؤه اللي عاشه على إيديها
اتمدد على السرير وهو واخد وضع الجنين ولسة باصص قدامه بشرود بعيونه الحمرا بشدة واعصابه المشدودة
دقيقة
اتنين
تلاتة
ولقى دموعه لأول مرة بتاخد طريقها على وشه
اتحفزت اعصابه وشدد من ضغطه على فكه بألم
قهر لأول مرة يحس بيه
حاسس إنه متكتف ومش قادر يتصرف
مد إيده بيملس مكان ما بتنام وهو بيلعن نفسه ميت مرة
وبيلعن قلبه اللي عاند و دقلها!
مكانش حالها يقل عنه، واقفة بعربيتها على النيل، قاعدة جواها وساندة راسها على كرسي عربيتها، ودموعها مغرقة وشها، ملامحها الباهتة، وعيونها اللي فقدت الحياة بتبين العذاب اللي جواها
الظاهر إنها لازم تتعاقب على ماضيها
اختيارها بإرادتها لإنها تنصب على الناس طمعًا بس في عيشة احلى وفلوس أكتر حتى لو مش بالحلال
ولكن كانت طموحاتها العالية دايمًا بتقودها
رغم إن كان عندها نية لكل ده إلا إنها متشجعتش غير لما لقت دعم من شادية وعبدالوهاب اللي كانوا جيرانها وصحاب طفولتها
وابتدت وقتها تستغل جمالها لتنفيذ عمليات نصب
عشان تكتشف وقتها إن كل ما هو حرام له آخر واهي مرة اتسجنت ومرة اتهدت حياتها اللي بتبنيها بعد ما افتكرت إن الدنيا ضحكتلها
وأديها بتدفع تمن اخطائها
ياقوت الغير صالحة للعلاقات وقعت في حب فاسد
الحقيقة هي متقلش فساد عنه
كل واحد فيهم ليه ماضيه اللي ميقلش بشاعة عن ماضي التاني
ولكن هل ممكن اللي بينهم يتصلح؟
لسة متعرفش
بس هتحاول يمكن يبقالهم فرصة مع بعض بعد ما يصفوا
قضت ليلتها في العربية، ومحبتش تروح فندق، وراحت في النوم أخيرًا بعد بكا وألم وتفكير خد منها الليل بطوله…
اتنفضت بفزع على صوت خبط على ازاز العربية جمبها،
اتعدلت بسرعة فلقته طفل صغير ماسك مناديل بيبيعها
خدت نفس عميق ومسحت على وشها تحاول تفوق نفسها، ومسكت شنطتها طلعت منها مبلغ بسيط وفتحت الشباك واديتهم للطفل اللي فضل يدعيلها بشدة وسابها ومشي
بصت على الساعة في موبايلها لقتها ٨ الصبح
يعني قبل خروج أيوب لشغله تقريبًا بساعة
أيوب اللي مفكرش يتصل ويتطمن عليها حتى ولو مرة واحدة!
معقولة مقلقش عليها!
اتنهدت بألم وهي بتبص لانعكاسها في مراية العربية، كانت حالتها مأساوية
عيونها المنتفخة من البكا ووشها الشاحب
حتى لمعة عينيها انطفت!
تحاشت بنظرها عن نفسها، وشغلت عربيتها واتجهت ناحية الڤيلا
أول ما وصلت زمرت كذه مرة عشان يفتحولها الباب، ولكنها عقدت حواجبها بتعجب لما لقيتهم بيعاملوها كإنها مش موجودة
نزلت من العربية واتجهت ناحيتهم عشان تستفسر عن اللي بيحصل، ولكنها وقفت مكانها لما لقت الباب بيتفتح وبتطل منه أمينة وجهاد وهما شايلين
شنطها!
اتوسعت عينيها بدهشة وقربت منهم وهي بتقول_إيه ده؟
ضمت أمينة شفايفها بأسف وقالت_أيوب بيه قالنا نلم كل حاجتك وأول ما تيجي نطلعهالك
لوهلة ارتجف جسدها وغمضت عيونها بألم وهي بتضم شفايفها، فتحت عيونها اللي اتملوا بالدموع وقالت_بيطردني يعني!
رفعت أمينة كتفها بقلة حيلة وناولتها حاجاتها
وكإنها صفعة قوية على وشها
بيوصلها إنه مش عايزها في حياته
هان عليه يطردها بالشكل المهين ده!
معقولة دي قيمتها عنده؟!
مسابش حتى فرصة عتاب أخيرة
مودعهاش حتى بنظرة!
رفعت عيونها ناحية ڤراندة أوضته
ولوهلة وقعت بنظرها عليه، كان واقف مكتف إيده ورافع راسه بشموخ
كإنها بيعرفها إنه عمره ما هينحني أبدًا
حتى لو بيحبها فهو قادر يستغنى عنها بمنتهى البساطة!
فضلت بصاله وفعيونها عتاب ولوم وصل لصميمه
ولكن في النهاية خدت شنطها وخرجت لبرا ركبت عربيتها ومشيت بعد ما ودعته بنظرة أخيرة
غمض هو عيونه بقوة وهو بيضم قبضته، وبعدين فتحها ومسك تليفونه وطلب رقم لحد ما جاله الرد بسرعة فقال بجمود_خليك وراها واتأكد إنها هتبقى في أمان في المكان اللي هتروحه
قفل من غير ما يسمع الرد وحدف موبايله على سريره واتجه للحمام ياخد دش يمكن يهدي النار اللي قايدة جواه..
إيه هو الحب؟
مشاعر قادرة تحييك وتحسسك إن للدنيا معنى
وفي لحظة بعد ما كنت طاير في سابع سما
تلاقي نفسك تحت سابع أرض
لوحدك ومعاك قلبك اللي بيصرخ من الألم
أنا ياقوت الغير صالحة للعلاقات
بعترف إني وقعت في الحب
ولكن أحيانًا الحب بيكون مش كفاية
كنت زمان بقول اللي يسيب حبيبه يبقى محبش من البداية
لكن دلوقتي عرفت إن حتى لو روحك فيه
فين اوقات معينة لازم نبعد فيها
لإن وجودنا جنب بعض زي النار والبنزين
قادرة تدمر اللي حواليها
زيي أنا وأيوب
رغم مشاعرنا إلا إننا لا نصلح لبعض
ولازم الحب ده ينطفي زي ما بدأ
هل ممكن يبقى لينا فرصة تاني مع بعض؟
محدش عارف
ولكن حاليًا البعد أنسب حل
يمكن في وقت تاني
في مكان تاني
في بلد تاني
أو زمن تاني
يمكن ساعتها نكون مع بعض
فاقت من شرودها على صوت جاي من حواليها مضمونه
“على جميع المسافرين ربط الاحزمة استعدادًا للهبوط”
وبالفعل ربطت الاحزمة حواليها استعدادًا لبداية جديدة…

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منتصف تشرين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى