رواية مليحة الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي
رواية مليحة الجزء الثاني
رواية مليحة البارت الثاني
رواية مليحة الحلقة الثانية
هادية اخدت مليحة و رجعوا على البيت و هم الاتنين طايرين من الفرحة ، و هادية طول الطريق عمالة تحمد ربنا و تشكره و تدعي له انه يتم فضله عليها و الحكاية تتم على خير
اول ماوصلوا البيت .. هادية قالت لمليحة : تعالى بقى احكيلى ايه اللى حصل بالظبط
مليحة باستغراب : حصل ايه
هادية : ايه حكاية السلسلة اللى دكتور منعم كان بيحكيلك عليها و كنتوا بتضحكوا و تهزروا مع بعض عنها
مليحة باستيعاب : ااااه ، بصى يا ستى …… و ابتدت تحكيلها من اول تنمر زميلتها عليها لحد ما منعم قعد معاها فى مكتبه و قعد يعلمها ازاى تشبك شوية حروف مع بعضهم
هادية ابتسمت وقالت بفضول : و عرفتى تعملى زى ما قال لك
مليحة : ااه يا ماما دى طلعت سهلة اوى ، قاللى كل حرف بيبقى له ديل ، و احنا بس محتاجين ننيم الديل ده و نشبكه فى اللى بعده
هادية : يعنى خلاص كده عرفتى كل الحروف
مليحة : لا .. لسه ، بس هو قاللى ان كل يوم فى البريك الكبير هروح عنده و هو هيعرفنى على باقى الطريقة السحرية
هادية بابتسامة : ربنا يجازيه كل خير
مليحة بسعادة و هى بتفتح دراعاتها على الاخر : انا بحبه اوى اااااد كده
هادية طبطبت على راس مليحة و قالت لها : طب ياللا عشان تغسلى ايدك و وشك ، و غيرى هدومك على ما احطلك تاكلى
مليحة بامتعاض : و برضة مش هتاكلى معايا
هادية بابتسامة : معلش يا حبيبتى ، ان شاء الله تتعدل و هرجع ااكل معاكى
من تانى
منعم كمان رجع على بيته و حكى لفوز على كل اللى حصل ، ففوز قالت له : طب هتقول ايه لميس نادية ، لازم تفكر من دلوقتى عشان ماتفكرش انك عاوز تستغنى عنها ، خصوصا ان صحتها مابقيتش زى الاول
منعم : لا ماتقلقيش ، انا قبل ما آجى طلعت قرار بترقيتها ، و بلغتهم اننا هنحتفل بيها يوم الاحد ان شاء الله ، و انى هجيب مدرسة جديدة تبقى تحت اشرافها
فوز : تفتكر نادية مش هتضايق
منعم بتفكير : كل اللى هقدر اعمله .. انى احاول الاقيلها مسئوليات تانية تتناسب معاها و فى نفس الوقت ماتبقاش مرهقة ليها
فوز : ربنا ييسر الخير يا ابنى
………………
تانى يوم هادية اخدت مليحة و راحوا صلوا الجمعة و رجعوا على البيت ، مليحة شالت قطتها و خرجوا يتمشوا فى الشمس ، كانوا ماشيين فى الشارع بتاعهم اللى فيه فيلتهم و فيلا منعم و فوز ، و مليحة كانت مبسوطة انها خارجة بالقطة بتاعتها ، لحد ما مروا من قدام فيلا منعم و اللى كانت هادية تعرف البواب بتاعهم و اللى شافته قاعد قدام الباب فقالت بابتسامة : صباح الخير .. ازيك يا عم عبده
عبده ببشاشة و ترحاب : ياصباح الانوار ، ازيك يا ست هادية و ازى احوالك ، و ازيك يا مليحة عاملة ايه يا بنتى
مليحة بضحك : شايلة كيتى و بفسحها معايا
عبدة : الله يسعدك يا بنتى ، و انتى يا ست هادية .. لو احتاجتى ايتها شئ فى اى وقت اؤمرينى و انا رقبتى سدادة
هادية : تسلم يا عم عبده … بعد اذنك
و لسه هتاخد مليحة و تتحرك من مكانها كان منعم راجع بعربيته من برة و يادوب ركنها و نزل من العربية و هو بيقول بابتسامة : مليحة و قطتها عندنا … يا اهلا يا اهلا
مليحة بسعادة : شفت كيتى قطتى حلوة ازاى
هادية : صباح الخير يا دكتور
منعم و هو بيمد ايده يشيل كيتى بيطبطب عليها : صباح الخير . واقفين برة ليه كده ، ده كلام برضة يا عم عبده ، مش تعزم عليهم يتفضلوا جوة
هادية باحراج : لا لا لأ .. جوة فين ، كتر خيرك ، ده بس مليحة كانت عاوزة تتمشى شوية بالقطة بتاعتها
منعم و هو بيشاور على فوز اللى قاعدة فى الجنينة و متابعة اللى بيحصل من بعيد : على فكرة والدتى قاعدة هناك اهى ، و تعرفك على فكرة و لولا بس رجلها تعباها شوية كانت جت عزمت عليكى بنفسها
هادية شاورت براسها لفوز اللى ابتسمت لها و قالت لها بصوت عالى : اتفضلوا
منعم و هو داخل الفيلا بتاعته : بلاش تكسفوها بقى ، تعالوا اتفضلوا
هادية و مليحة بصوا لبعض و دخلوا ورا منعم باحراج لحد ما وصلوا للمكان اللى قاعدة فيه فوز و اللى قالت لهم بترحاب : يا الف خطوة عزيزة ، اهلا يا بنتى نورتى
هادية : اهلا بحضرتك ، احنا اسفين على الازعاج
فوز : ازعاج ايه بس ، ده انا بتنشق على حد اشوفه و اتكلم معاه ، اتفضلى استريحى و بصت لمليحة و قالت لها : و بنتك القمر دى ماشاء الله منعم بيحبها اوى و طاير بيها … ربنا يباركلك فيها يا بنتى
هادية بابتسامة : الله يبارك لحضرتك متشكرة اوى
منعم و هو لسه شايل كيتى : ها … تشربوا ايه بقى
هادية : متشكرة اوى ، و لا حاجة ، احنا لازم نرجع البيت على طول عشان مليحة عندها واجبات لازم تعملها
فوز : لا يمكن ابدا ، لازم تشربوا حاجة و كمان تتغدوا معانا
هادية : لا و الله ما ينفع ، مرة تانية ان شاء الله
فوز : يا بنتى ده احنا جيران .. يعنى اهل ، و لازم يبقى فيه بيننا عيش و ملح
هادية : و نعم الاهل و الجار يا طنط ، بس معلش .. اعذرينا النهاردة و خليها مرة تانية
منعم : خلاص يا ماما ، سيبيها براحتها .. بلاش غدا ، بس هنشرب حاجة مع بعض ، و بعدين ده احنا مش جيران بس ، ده احنا كمان هنبقى زملاء
هادية لسه هتعترض راح منعم قاللها : ماهو يا تشربى حاجة يا هنتغدا سوا … ها .. تختارى ايه
هادية بقلة حيلة : خلاص … يبقى اشرب شاى لو امكن
منعم التفت لمليحة و قال لها : و انتى يا مليحة تشربى ايه
مليحة بصت لهادية و هى بتستفسر منها بعنيها فمنعم قال لهادية : انا عارف انها مش هتطلب حاجة من غير ماتسمحيلها ، فممكن تسمحيلها ؟
هادية باحراج : اى حاجة … الموجود
منعم جه يدخل الفيلا من جوة فمليحة قالت له : هو انت واخد كيتى و رايح فين
منعم و هو بيضحك : هخليها معايا على ما ارجع عشان اضمن انكم ماتمشوش
و فعلا سابهم و دخل طلب من الشغالة اللى عاوزه و رجع لهم ، و فى الاثناء دى كانت ابتدت فوز تتكلم مع هادية و قالت لها : سامحينى يا بنتى انى مازورتكيش تانى من وقت العزا ، بس اديكى شفتينى قاعدة ازاى
هادية : يا خبر يا طنط ، حضرتك كتر خيرك .. ربنا يديكى الصحة
فوز : هو انتى يا بنتى اصلا من هنا من القاهرة
هادية : الحقيقة لا ، انا اصلا من الشرقية
فوز بابتسامة : يعنى بلد الكرم كله
هادية : الله يكرمك
فوز : يمكن ما كنتش اعرف جوزك الله يرحمه معرفة شخصية ، لكن الحقيقة ماكنتش اسمع عنه غير كل خير
هادية بحزن : الله يرحمه ، كان كل حاجة فى حياتنا
منعم و اللى كان رجع على جملة فوز : الله يرحمه ، الحقيقة انا اتكلمت معاه مرة واحدة بس
هادية : اكيد وقت التقديم لمليحة فى المدرسة
منعم : الحقيقة لا ، انا كمان ماكنتش اعرف ان له بنت فى المدرسة عندى
انا كنت قابلته وقت صلاة الجمعة و كان وقتها بيقترح على اهل الحى اننا نخصص مكان نمنع فيه سير العربيات و نخصصه لركوب العجل بس للاطفال
هادية و هى بتبص لمليحة : ايوة كان نفسه يعلم مليحة انها تسوق العجلة لوحدها و يبقى فى مكان مخصوص تركب فيه من غير ما نبقى قلقانين عليها
منعم : الحقيقة فكرته لاقت تشجيع من كتير من اللى موجودين ، بس للاسف اتفاجئنا بعدها بكام يوم بخبر وفاته
فوز و هادية : الله يرحمه
هادية بريبة : يعنى حضرتك لما شفت مليحة فى المدرسة ، ماكنتش تعرف هى بنت مين
منعم بصدق : ابدا و الله ، بس فعلا صدفة عظيمة
فوز : ماتآخذينيش يا بنتى لو كنت هتدخل فى حاجة ماتخصنيش .. انا كنت سمعت ان فى مشاكل حصلت بينك و بين اهل جوزك بعد وفاته بسبب الميراث
هادية بتنهيدة : ايوة
فوز : و ليه سكتتى عن حقك ، ليه ما اشتاكيتيهومش
هادية : الحقيقة .. انا مش عاوزة اعمل مشاكل معاهم
منعم : اسمحيلى … هم اللى عملوا مشاكل مش انتى ، بس انتى اتخاذلتى و فرطتى فى حقك و حق بنتك
هادية بدفاع عن نفسها : انا ما اتخاذلتش ، كمان رحم الله امرئ علم قدر نفسه ، اهل فاروق مش قليلين ، و لا سهلين و انا ماليش حد بعد ربنا غير مليحة و بس ، فاروق اللى كان حامينى منهم ، و انا ماعنديش اى استعداد انى اخسر بنتى عشان الفلوس
فوز : و انتى هتخسرى بنتك ليه يا بنتى
هادية و هى بتبص بحزن لمليحة : لانى اتهددت بيها و انهم ياخدوها منى لو فكرت اعمل لهم اى دوشة او قلق ، ثم كمان فاروق الله يرحمه زى مايكون كان قلبه حاسس ، و كان محذرنى منهم و من غدرهم و وصانى ان مهما يحصل ، احاوط على مليحة و ابعد عنهم تماما
فوز بتفهم : عشان كده كان كاتب الفيلا باسمك
هادية و هى بتهز رأسها بالموافقة : ايوة .. و الحمدلله ان ربنا هداه انه يعمل كده ، و الا كان زماننا فى الشارع دلوقتى
فوز : لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ، الناس اتشالت من قلوبها الرحمة .. ده بدل مايحاوطوا على البنت اليتيمة دى اللى تعتبر بقت امانة فى رقبتهم
هادية : ربنا يبعدهم عنا و احنا ان شاء الله هنبقى بخير
فوز : و انتى يا بنتى مالكيش حد خالص .. اقصد يعنى اخ او اخت .. اى حد يعنى يبقى جنبك و سند ليكى
هادية بابتسامة : سندى ربنا ، انا ماكانليش حد غير والدى الله يرحمه و اتوفى بعد سنة واحدة من جوازى ، و ماليش اخوات
منعم : عموما يا مدام هادية .. انا تحت امرك فى اى حاجة تحتاجيها و فى اى وقت ، انتى ماتعرفيش انا بحب مليحة اد ايه
مليحة بسعادة : ااد ايه بقى .. عشان اشوف مين فينا بيحب التانى اكتر
منعم بضحك : طب انتى بتحبينى اد ايه
مليحة و هى بتفتح ايدها على الاخر : انا بحبك اااااد كده
منعم هو كمان فرد ايديه و هو بيقول بمرح : و انا كمان ااااد كده ، شفتى بقى يبقى انا بحبك اكتر مانتى بتحبينى عشان انا ايديا اكبر من ايديكى
مليحة ضحكت اوى و قالت له : بكرة هكبر و ايديا هتكبر
هادية وقفت و قالت بهدوء : اسمحولنا احنا بقى نستأذن ، و بصت لفوز وقالت : انا اتشرفت بالتعرف على حضرتك
فوز : الشرف لينا يابنتى ، و اتمنى انى اشوفك من وقت للتانى ، و اعتبرينا اهلك
هادية : ده شرف ليا … متشكرة اوى
……………..
يوم الحد هادية وصلت هى و مليحة المدرسة بالدراجة بتاعتها و لقت الامن بيرحبوا بيها و بيسمحوا لها انها تدخل المبنى الادارى زى ما منعم وصاهم
، سابت مليحة تروح على طابورها و راحت على مكتب منعم و لسه هتخبط على الباب سمعت صوت منعم من وراها و هو بيقول : يا صباح الانوار
هادية بابتسامة واضح عليها القلق : صباح الخير يا دكتور
منعم و هو بيفتح باب مكتبه : صباح النشاط و الحيوية . تعالى اتفضلى
منعم فتح شباك مكتبه اللى بيطل على حوش المدرسة و وقف يراقب الولاد الصغيرين و هم بينتظموا فى الطابور بتاعهم و نده لهادية و قال : تعالى يا ميس هادية
هادية اتطمنت انه مارجعش فى كلامه اما ندهلها بميس و راحت وقفت جنبه و هو بيشاور لها على الطابور اللى مليحة واقفة فيه و اللى كان كله عبارة عن الولاد الصغيرين و بس و بيقول : مليحة هناك اهى
هادية بابتسامة و هى بتراقب مليحة و هى بتأدى تمارين الصباح : انا اول مرة اعرف انكم فاصلين طابور الولاد الصغيرين عن طابور الكبار
منعم بضحك : ده حفاظا على أرواحهم ، و ارواحنا ، انتى ماتعرفيش احنا بنبذل مجهود اد ايه عشان نفصل فى المواعيد مابين دول و دول ، طب و على ايه ، كلها نص ساعة و تشوفى بنفسك
و بعدين شاور على المكتب و قال لها : تعالى اتفضلى
و لما فعدوا طلع ملف من درج مكتبه و ناوله لهادية و هو بيقول لها : ده العقد بتاعك ، اقريه على مهلك قبل ما تمضى و لو مش فاهمة اى حاجة قوليلى و انا اوضحهالك
هادية مسكت الملف و فتحته و ابتدت تقراه و عرفت ان العقد لمدة سنة قابلة للتجديد و فيه بنود كتيرة تحفظ حقوقها و حقوق المدرسة فى نفس الوقت ، و عرفت انهم هيأمنوا عليها فورا من اول يوم ، و فضلت تقرا لحد ماجت لبند المرتب و اللى كان مفاجأة ليها اما عرفت انها هتقبض سبعتلاف جنية فبصت لمنعم بذهول و قالت : سبعتلاف جنية
منعم : ايه .. كتير و اللا قليل
هادية : الحقيقة انا ماكنتش متخيلة ابدا المبلغ ده ، اانا .. اانا كنت فاكرة ان هيبقى بالكتير اوى تلاتلاف مثلا
منعم و هو بيهرش فى رقبته : ماتنسيش ان انتى هتبقى تقريبا واقفة على رجلك طول اليوم ، لان الشغل عندى للامانة بيبقى مرهق جدا فطبعا لازم يكون الاجر على اد التعب ، و بعدين كمان بيبقى في بدلات تانية مع الامتحانات و كمان زيادة سنوية
هادية و عيونها مدمعة من الفرحة : الحقيقة انا مش عارفة اشكرك ازاى
منعم : بانك تقومى بشغلك كما ينبغى
هادية بحماس : حضرتك انا مستعدة لاى حاجة و لو فى اى وقت قصرت هيبقى اكيد عن سوء فهم منى ، و مش هبقى محتاجة غير بس تنبيه او شرح و وقتها هعدل اللى قصرت فيه فورا
منعم : تمام ، امضى بقى على العقد و انا هوصلك لميس نادية … احنا هنحتفل بترقيتها دلوقتى فى طابور الكبار ، وبعدين لما هتقعدى معاها هتفهمى كل حاجة
هادية استلمت شغلها و اتعرفت على نادية و كونت معاها علاقة طيبة جدا ، و اتعرفت على باقى فريق التدريس و الاداريين و اللى اكتشفت انهم كلهم بلا استثناء بيتمتعوا بقدر عالى جدا من الخلق الطيب ، و قدرت بمرور الايام انها تكون علاقة طيبة بالجميع و على راسهم منعم و اللى اكتشفت انه بيتعامل مع الكل باحترام و سمو اخلاقى ، و انه بيتمتع بنوع خاص من الرقى فى كل حاجة
و اتعودت انها كانت كل ما تعدى على الفيلا بتاعة منعم و تشوف فوز قاعدة فى الجنينة ، كانت تدخل تسلم عليها و احيانا كانت تشرب معاها الشاى و يتكلموا مع بعض شوية ، و طبعا بعد فترة بسيطة بطلت تروح المدرسة بالدراجة بتاعتها ، و منعم اقنعها تجيب عربية صغيرة بالقسط عشان تقدر تتحرك بيها هى و مليحة
لحد ما مر على شغلها مع منعم سنة و نص ، و كانت امتحانات اخر السنة خلصت ، و يعتبر المدرسة فى حالة من الهدوء النسبى ، و كانت هادية استأذنت منعم انها تاخد معاها مليحة المدرسة كل يوم و هو وافق عشان عارف ظروفها ، و لانه كمان كان شايف ان مليحة مابتعملش اى دوشة ولا اى حاجة تضايق اى حد طول وجودها فى المدرسة
لحد ما فى يوم منعم و هو بيمر على المدرسة و بيتابع اعمال الصيانة اللى متعودين يعملوها فى الاجازة الصيفية … لقى مليحة قاعدة لوحدها فى ركن فى فصل من الفصول و هى عمالة كل شوية تمد أيدها تمسح حاجة من على وشها ، و لما دقق فى ملامحها لقاها بتعيط فمنعم نده عليها و قال لها : ايه يا مليحة ، قاعدة ليه كده و بتعيطى ليه .. انتى ماما معاقباكى و اللا ايه
مليحة و هى بتمسح وشها باديها الاتنين : لأ .. ماما مش معاقبانى و ماتقوللهاش انك شفتنى بعيط
منعم باستغراب : طب حاضر مش هقول لها ، بس على شرط تقوليلى بتعيطى ليه
مليحة و هى بتقيس رد فعل منعم : و مش هتقول لماما ان انا قلت لك حاجة
منعم بحنان : و مش هقول لماما ان انتى قلتيلى حاجة
مليحة : النهاردة ماما اخدتنى الصبح و روحنا نزور بابا .. عشان بقاله سنتين عند ربنا
منعم بأسى : تعيشوا و تفتكروا يا حبيبتى ، انتى بتعيطى عشان بابا وحشك
مليحة : بابا وحشنى اوى ، بس مش بعيط عشان كده
منعم : اومال بتعيطى ليه
مليحة و هى بتعيط من تانى : عشان هناك قابلنا تيتا و عمو فهد و عمو فادى و تيتا اتخانقت مع ماما و خلتها عيطت جامد و قالت لها كلام وحش كتير
منعم اتنهد و اخد مليحة فى حضنه و طبطب عليها و قال لها : معلش يا حبيبتى ماتزعليش .. ماما شوية و هتنسى و هى ربنا اكيد هيعاقبها
مليحة : تيتا قالت لماما انها هتخلى البوليس ياخدها و يحبسها و انها هتاخدنى تودينى مانجة
منعم باستفهام : توديكى فين
مليحة : مانجة .. اللى هو بيبقى فيه كل الولاد اللى ماعندهمش بابا
منعم بفهم : ملجأ ؟
مليحة : اااه .. هو ده ، و انا مش عاوزاهم ياخدونى من ماما
منعم : طب هى ليه قالت كده
مليحة : مش عارفة ، هى قعدت تقول كلام كتير انا مفهمتوش ، بس انا خايفة ياخدونى من ماما ، انا مابحبهومش
منعم و هو يربت عليها و هى بين احضانه : ماتخافيش ، انا مش هخلي حد ياخدك من ماما ابدا ، اوعى تخافى طول ما انا موجود
كانت هادية موجودة فى اوضة التدبير المنزلى و اللى بتعمل لها جرد هى و ميس نادية ، و كانت هادية بتحاول تنسى اللى حصل بانها تركز فى شغلها لدرجة انها ماحسيتش بمنعم و هو واقف بيراقبها لحد ما سمعت نادية بتقول لمنعم : احنا قربنا نخلص يا دكتور ماتقلقش ، على بكرة الضهر ان شاء الله هكون جهزتلك كشف بكل حاجة
هادية التفتت بصت على منعم و نادية و رجعت كملت شغل من غير ماتعلق فمنعم قال لها : الله ينور يا ميس هادية ، مش عاوزة مساعدة
هادية بصوت مبحوح ويادوب مسموع بالعافية : تسلم يا دكتور
منعم : الف سلامة .. انتى تعبانة و اللا ايه .. تحبى تروحى
هادية برفض : لا ابدا انا كويسة ، انا بس الظاهر التراب اثر على صوتى .. شوية بس كده و هبقى كويسة
منعم : تمام .. ربنا معاكم
منعم خرج من عندهم رجع مكتبه و اتصل بفوز و حكالها باختصار عن اللى حكيتهوله مليحة
فوز : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، هم عاوزين منهم ايه تانى
منعم : انا متكتف ، و مش هقدر اساعدها الا لو حكت و قالت اللى حصل بالظبط و سببه ايه
فوز : عندك حق ، طب ايه رايك ، انا هتصل بيها و اقول لها انى محتاجاها ، و اما تيجى نمسك فيها على الغدا و انا هحاول اجرجرها فى الكلام يمكن تحكى حاجة
منعم : ماشى ، و اهى محاولة
وفعلا .. فوز اتصلت بهادية و قالت لها انها عاوزاها ضرورى فى حاجة مهمة بعد الشغل و انها لازم تعدى عليها قبل ما ترجع البيت ، و هادية اتكسفت تعتذر لها و وعدتها انها هتروحلها
و فعلا بعد المدرسة هادية عدت على فوز و اللى لقيتها قاعدة فى الفراندة مستنياها و اول ما شافتها شاورت لها تدخل الفيلا ، و فوز قابلتها فى الليفنح بترحاب شديد جدا و هى بتقول : بقى كده يا هادية ، هو انا يا بنتى لازم اكلمك عشان اشوفك
هادية باحراج : يا خبر يا طنط ، ده حضرتك تؤمرينى ، بس و الله انا تقريبا مابخرجش الا نادر جدا و حتى لما بعدى من قدام الفيلا مابلاقيش حضرتك قاعدة فى الجنينة زى عادتك
فوز : الدنيا حر على الجنينة ، مابخرجش برة غير بعد العصر بحبة حلوين ، تعالى احكيلى اخبارك ايه و انتى يا مليحة ، مالك كده زعلانة … انتى معيطة و اللا ايه يا بنتى
مليحة بصت فى الارض و عيونها ابتدت تدمع من تانى ، ففوز قالت : مالها بنتك يا هادية
هادية : ابدا يا طنط ماتقلقيش ، بس حصل موقف الصبح ضايقها شوية
منعم و هو داخل من برة : مين اللى يقدر يضايق مليحة و انا موجود ، ايه اللى حصل يا مدام هادية .. ده لو مافيهوش تدخل يضايقك منى او من ماما
هادية بامتنان : يعلم ربنا انى بقيت اعتبركم اهلى و بعتبر طنط زى والدتى بالظبط ، و الحقيقة كنت ناوية الجأ لحضرتك يا دكتور و اطلب منك لو تعرف محامى يكون امين و شاطر
منعم : خير اؤمرينى … و انا تحت امرك
هادية : الحقيقة فاروق الله يرحمه ماسابليش الفيلا بس
منعم : مش فاهم
هادية : فاروق سايبلى وديعة فى البنك باسمى بخمسة مليون جنية ، الوديعة دى عملها لمدة عشر سنين و فوايدها تتحط فى حساب برضة باسمى و انى لما ييجى معاد فك الوديعة ارجع اجددها من تانى لمدة خمس او ست سنين على حسب المتاح وقتها ، و وصانى ان الفلوس دى ماتتلمسش قبل ما مليحة تجيب واحد و عشرين سنة ، و وصانى ان مافيش مخلوق يعرف عنها حاجة لو حصل له اى حاجة فى اى وقت ، و ان الفلوس دى تبقى بتاعة مليحة ، و عملها باسمى برضة عشان مامته ما تقدرش تحط ايدها عليها ، و انا عملت بالوصية و مامديتش ايدى على مليم منها
لكن للاسف من اسبوعين كنت استأذنت من حضرتك انى اتاخر ساعتين الصبح
منعم بتذكر : ايوة فعلا
هادية : ده كان معاد مرواحى البنك عشان كان معاد تحويل الفوايد السنوى و عشان الحظ قابلت فادى اخو فاروق فى البنك ، و رغم انى حاولت انه مايشوفنيش ، لكن شافنى و جه اتكلم معايا و انا قاعدة مع موظف خدمة العملاء ، و الظاهر انه قدر يتطقس ويعرف كل حاجة بعد ما مشيت
منعم : و افرضى .. طالما الوديعة باسمك مايقدرش يعمل اى حاجة
هادية : مش ده اللى اتقاللى النهاردة
فوز : و ايه اللى اتقال لك يا بنتى
هادية و هى بتحاول تبقى متماسكة رغم دموعها اللى ملت عيونها : والدته اتهمتنى بالسرقة
فوز باستنكار : سرقة ايه يا بنتى كفى الله الشر
هادية : من بعد موت فاروق الله يرحمه باسبوع واحد ماشوفتش حد منهم ، و لا حتى حاولوا يسالوا عايشين و اللا ميتين و لا عايشين ازاى و لا منين و كانوا عارفين ان والدتهم اخدت كل حاجة و ماسابتليش غير الفيلا و اللى كانت مامتهم مقهورةعشان فلتت منها ، النهاردة لقيتها بتبص لى بغل و هى بتفصصنى و بتفصص العربية و قالتلى
فلاش باك
فادية بغل و هى عمالة تبص لهادية شوية و للعربية شوية : من زمان و انا عارفة انك لصة و ياما حذرت ابنى منك ، و ادى اللى كنت عاملة حسابه حصل ، ماصدقتى ان فات على موت ابنى شوية وقت ، و طلعتى السريقة اللى سرقتيها و نهبتبها منه
هادية بذهول : سريقة ايه دى اللى بتتكلمى عنها
فادية : العربية ، و الوديعة اللى بالملايين يا ست هادية
هادية و هى بتشاور على العربية : العربية دى انا جايباها بالقسط
فادية بسخرية : يا حرررام ، و يا ترى بتدفعى فلوس القسط من فوايد الوديعة اللى سرقتيها من ابنى
هادية بغضب : انا ماسرقتش حاجة ، و بدفع قسط العربية من شغلى اللى بصرف على نفسى و على بنتى منه بعد ما استوليتى على حقوقنا بالكامل و انا سكتت بس لانى مش عاوزة اعمل مشاكل
فادية بغل : تقصدى عشان تكوشى على الياغمة الكبيرة لوحدك ، تقدرى تقوليلى جيبتى الملايين بتاعة الوديعة دى منين
هادية و هى بتشاور على مليحة : يا ناس حرام عليكم ، هى دى مش لحمكم و دمكم ، دى حفيدتك ، بنت ابنك اللى ساب الدنيا كلها و مافاضلش حاجة من ريحته غيرها
فادية : و احنا نضمن منين انها بنتنا ، بس تعرفى … انا هعترف انها بنتنا و هاخدها منك و هحبسك يا حرامية يا نصابة ، لكن بعد ما هحبسك هرميهالك فى اقرب ملجأ يليق بيها و بنسلك
عودة من الفلاش باك
منعم و هو بيحاول يسيطر على غضبه : اوعى تقلقى ، مافيش فى أيديهم اى حاجة يقدروا يعملوها
هادية : بس انا خايفة منها ، انا عارفة انها مش هتسيبنى فى حالى غير لما تاخد الفلوس بتاعة الوديعة
منعم باصرار : طول ما انا موجود اتأكدى انها مش هتقدر تهوب ناحيتكم نهائى
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مليحة)