رواية ملاك تحت رحمه الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم الملاك الوحيدة
رواية ملاك تحت رحمه الشيطان الجزء الثاني
رواية ملاك تحت رحمه الشيطان البارت الثاني
رواية ملاك تحت رحمه الشيطان الحلقة الثانية
خرجت ابتسامة ملاك عن السيطرة للحظة، شعرت وكأنها تلقت قبلة حياة من القدر في اللحظة الأخيرة. لكن سرعان ما استدركت نفسها، وعادت ملامح وجهها إلى الجدية. تبعته بينما كان يفتح الباب بحذر، يراقب الممر بحثًا عن أي ممرضة قد تقترب.
“امشي ورايا بهدوء. لو حد شافنا، خليكِ ساكتة، فاهمة؟” قال زين بنبرة آمرة لم تقبل النقاش.
“مش محتاجة نصيحة، بس خلينا نخلص.” همست خلفه.
بدأت تسير وراءه بخطوات خفيفة، تلصق نفسها بالحائط بين الحين والآخر عندما يمر أحد العاملين في المستشفى. كان زين يتحرك بثقة، كأنه اعتاد الهروب من مواقف كهذه.
“إزاي متعود تتحرك كده؟” سألت بصوت خافت، متناسية أنها كانت تحاول التزام الصمت.
“الشخص اللي متعود يمشي في أماكن زي دي من غير ما يلفت النظر هو الشخص اللي يعرف يعيش. عايزة تتعلمي؟ اسكتي!”
لم ترد، فقط عَضَّت شفتيها حتى شعرت بالدماء.
وصلوا إلى المصعد أخيرًا. ضغط زين على الزر وانتظر، بينما كانت ملاك تلتفت بقلق، تشعر أن كل ثانية تمضي تقربها من القبض عليها.
“المصعد هيأخذ وقت؟!”
“مش أكتر من وقتك اللي ضيعتِيه في الأسئلة الغبية.” رد بنبرة ساخرة.
فتحت فمها للرد، لكنها سكتت عندما سمعت صوت خطوات قادمة من الممر. دفعت نفسها خلف زين، تحاول أن تجعل من جسده ساترًا يحجبها عن الأنظار.
“مالك؟ خايفة كده ليه؟” سأل بنبرة هادئة، رغم أن عينيه كانتا تراقبان الممر بحذر.
“مش مهم، المهم المصعد ييجي بسرعة.”
فُتح باب المصعد أخيرًا، وقفزا داخله بسرعة. ضغط زين على الزر المؤدي للطابق الأرضي، ثم استند إلى الجدار وهو يتنفس بعمق.
“شكلك مش أول مرة تهرب، صح؟” قال زين بنظرة ساخرة وهو يراقب توترها.
“مش أول مرة… بس أكيد الأخيرة.”
“إيه اللي مطاردك؟”
“مش شغلك!” قالت بسرعة، لكنها لاحظت نظرة عينيه الحادة تزداد حدة.
“لو ناوية تستخدمي حد زيي عشان تهربي، يبقى أحسنلك تقولي الحقيقة. أنا مش من النوع اللي بيتحرك من غير ما يفهم الوضع.”
ابتلعت ملاك ريقها بصعوبة، ثم نظرت إلى الأرض. “ناس من عيلتي عايزين يقتلوني. ده كفاية؟”
“ليه؟”
“أنا هربت من جوازة غصب عني… ومحدش عندهم بيتقبل فكرة إن البنت ترفض كلمتهم.”
توقف المصعد فجأة، واهتز بقوة كأن خللًا أصابه.
“إيه ده؟!” صرخت ملاك، وهي تتشبث بذراع زين.
“مفيش داعي للخوف. المصعد عطل، بس أنا اللي بدأت أقلق. شكل الهروب ده مش هيبقى سهل زي ما توقعت.” قال وهو يحاول الضغط على الأزرار لإعادة تشغيل المصعد.
بينما كان يحاول حل المشكلة، سمعت ملاك صوتًا يأتي من مكبر الصوت الصغير في المصعد.
“المصعد عطل… هنرسل فريق الصيانة.”
كانت تلك الجملة كفيلة بأن تجعلها تشعر وكأن العالم قد انهار فوق رأسها. إذا جاء فريق الصيانة ووجدها هنا، ستنتهي كل آمالها.
“مش هنقدر نستنى!” قالت وهي تشد على ذراع زين بقوة. “لازم نلاقي طريقة نخرج!”
“وإنتِ فاكرة إننا هنطير مثلًا؟”
نظرت حولها بقلق، ثم لاحظت فتحة صغيرة في سقف المصعد.
“إيه رأيك نطير فعلاً؟” قالت وهي تشير إلى الفتحة.
رفع زين رأسه، ثم تنهد ببطء. “إنتِ مش طبيعية، بس مفيش قدامي غير إني أجاريك.”
ساعدها على تسلق جدران المصعد، حتى وصلت إلى السقف. كانت الفتحة أصغر مما توقعت، لكنها استطاعت أن تزحف عبرها بصعوبة.
“تعالي، خد إيدي!” قالت وهي تمد يدها لزين ليساعدها.
نظر إليها للحظة، ثم أمسك يدها بقوة وتسلق خلفها.
عندما خرجا أخيرًا، كانا يقفان بين الكابلات الحديدية للمصعد، والهواء المعبأ برائحة الصدأ يملأ المكان.
“دي أسوأ خطة شفتها في حياتي.” قال زين بنبرة غاضبة، لكنه لم يتوقف عن التقدم.
“بس الخطة نجحت… لحد دلوقتي.” قالت بابتسامة صغيرة.
“ما تتفائليش قوي. ده مجرد البداية.”
استمر الاثنان في الزحف عبر الممر الضيق، وداخل ملاك شعور غريب… مزيج من الأمل والخوف والإصرار على أن تُكمل هروبها مهما كان الثمن.
لكنها لم تكن تعلم أن تلك اللحظة لم تكن إلا بداية سلسلة من الأحداث التي ستغير حياتها وحياة زين إلى الأبد.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على 🙁رواية ملاك تحت رحمه الشيطان)