روايات

رواية ملاكي الأخرس الفصل الثاني 2 بقلم إيمان المهدي

رواية ملاكي الأخرس الفصل الثاني 2 بقلم إيمان المهدي

رواية ملاكي الأخرس الجزء الثاني

رواية ملاكي الأخرس البارت الثاني

ملاكي الأخرس
ملاكي الأخرس

رواية ملاكي الأخرس الحلقة الثانية

داخل غرفة مظلمه تنام أسيل باكية العينين تحتضن صور أبيها وأمها تكتم داخلها صرخات وأهاااات لا تنتهي يشتعل قلبها حرقة على أبيها الذى تركها ف عالم مظلم لا تعرف فيه أحدا غير القليل الذين تشغلهم حياتهم فمهما كان قربها من أهل القرية المساكين لن يفهمها احدا او يعوضها حرمانها أبيها تأملت ان تصرخ وتصرخ وتخرج كل ما فيها ولكن للأسف حتى صوتها تخلى عنها….
لم تستطع الصراخ وليس لديها القدرة على الكلام من وقت ان سمعت بفراق أبيها الحياة
تنظر أسيل بجوار سريرها لتجد نوته وقلم قد وضعتهم بدريه مسبقا حتى تكتب أسيل ما تريده وتحتاجه فيها فبدريه وبعد مرور أسبوعان على وفات صالح …
مازالت لاتفهم إشارات أسيل وأيضا أسيل مازالت جاهلة عند استخدام الإشارات ف التعبير عما تريد!!!
امسكت النوته وكتبت فيها بعض الأشياء التي تحتاجها وكانت بعضها عن أجندات وأقلام
يطرق بابا أسيل بهدوء .. لتتدخل بدريه بإبتسامه زائفة على وجهها ما هم فيه لا يوحى بأى نوع من الفرح ولكن تريد فقط أن تجعل أسيل ترى وجوهاً مبتسمه أمامها لا وجوهاً عابثة فكفاها من الحزن ما ذاقت
بدريه. صباح الخير. يا حبيبتى
تنظر أسيل لها وتنزل رموشها لأسفل وكأنها ترد عليها صباحها بإنكسار
بدريه. ايه ياست البنات مش ناويه تقومى من سريرك ولا ايه يالا كدا قومى خديلك شاور واتوضى وصلى عل ما اجهزلك الفطار
تشاور أسيل لبدريه بأن تنتظر حتى تكتب لها شئ وتعطيها النوته
بدريه تقرأ ولكن بصعوبه لإنها ليست بمتعلمه فهى سيدة كبيرة ف السن ولم يكن ف صغرها دخول للبنات المدارس الا قليلا جدا ولكن أسيل كانت تعلمها وتعطيها بعض دوروس محو الأميه
بدريه تقرأ كلام أسيل (أنا مش هنزل يادادا هتيلى فطارى هنا ف اوضتى )
بدريه. ليه كدا بس ياحبيبتى انت هتفضلى كدا حابسة نفسك ف قوضتك ومبتشفيش حد ولا بتتعاملى مع حد
أسيل تكتب ف النوته. لتقرأ بدريه
( كل أحبابى رحلوا فلم يعد لحياتي شيء يُزِينها ، ولا لكلامى فائدة)
بدريه. متقوليش كدا ياحبيبتى دا ربنا كبير واكيد عوضه ليكى هيكون أكبر،. ويالا ياحبيبتى روقى وانزلى ورايا عشان الحاج محمد (عمدة القريه) جاي بعد شويه عايزك ف موضوع وبيقول معاه ناس ضيوف هو بلغنى من بليل
أسيل. تهز أسيل رأسها بالموافقه ،تخرج الدادة من الغرفة ، لتقوم أسيل تدخل تتوضأ وتصلى فرضها لتنزل لأسفل وتنظر إلى باحة منزلها الفارغة …
منزلها الكبير الذى كان قبل عشر سنوات لا يخلوا من البشر فقد كانت والدتها تجتمع بسيدات القرية المساكين وتعلمهم أمور دينهم دائما كان المنزل يعج بالناس حتى بعد وفات أمها ظل المنزل هكذا كانت السيدات المساكين يأتون كل يوم ليطمئنوا على الطفله التى تبلغ من العمر عشر سنوات إكراماً لأمها وما كانت تفعله معهم
واكراما لأبيها الرجل الصالح
أما اليوم فلا يوجد غيرها فى باحة المنزل الذى طالما ملأه أطفال القرية ليدرسوا ويحفظوا كتاب الله فلما يأتون اليوم وقد أصبحت صاحبة البيت الكبير ومعلمتهم خرساء
كان هناك من يربط على كتفها أكيد بكرة أحسن يابنتى والبيت الكبير هيجى يوم ويرجع زي زمان وأحسن
تنظر أسيل بأعين باكيه لتجد أن حياتها لم يعد يبقى فيها سوى الدادا بدريه السيدة العجوز التى لا طالما تقف بجوارها
بدريه. الفطار جاهز ياحبيبتى
بعد إنهاء أسيل من افطارها ، تدخل عليها بدريه مبتسمه
أسيل يابنتى تعالى قوضته الضيوف العمدة هناك مع ضيفه
تنظر لها أسيل بإستغراب كأنها تسألها ما المفرح ف وجود عمدة القرية وضيفه
وكأن الدادة أحست بها وما يدور داخل خاطرها
عارفة انت عايزة تقولى ايه لما تقابليهم هتعرفى ،تتجه أسيل الى غرفة الضيوف لتجد عمدة القرية ومعه رجل يشبه أباها بقليل وتقريبًا ف نفس عمره الا انه يلبس ملابس مختلفة كاجوال ولبس عصرى بخلاف أباها الذى كان دائم على لبس القفطان وقليلا ماكان يلبس البدل
عمدة القرية تعالى يا أسيل يابنتى ،. اسمعينى كويس يابنتى دا يبقى استاذ صلاح المنياوى اخوه لأبوكى التوأم أنا عارف أنك مشفتهوش قبل كدا ولا تعرفيه انت تعرفى بس أن ليكى عم عايش بره
عمك صلاح وهو شاب سافر الخارج يكمل دراسته هناك وعاش هناك وانقطعت أخباره عننا من وقتها
صلاح. ازيك يا أسيل أنا عمك صلاح
أسيل تهز رأسها لأسفل مع ابتسامه خفيفة
صلاح. انتى عامله ايه ياحبيبتى البقاء لله
تهز أسيل رأسها المرة الثانية
صلاح بإستغراب وينظر الى العمدة والى بدريه
بدريه. معلش ياصلاح بيه بس أسيل بنتى فقدت صوتها من وقت ال حصل
صلاح بأسف. أنا آسف يابنتى مكنتش اعرف سلامتك ويوجه كلامه للعمده ،طيب انتم ودتوها لدكتور ولا لأ
العمدة الحاج (محمد). ولا يا صلاح الدكتور جالها وقال معندهاش أي سبب عضوى ودا نفسى من الصدمه ال حصلت لها نسأل الله ان يشفيها ويعفيها
صلاح. طيب أنا طبعا بعد موت أخويا الحاج صالح مش هينفع اسيب بنته تعيش لوحدها خصوصا بالوضع والحاله ال هيا فيها
العمدة. أنا عشان دورت عليك وبعت ناس تسأل عن مكانك عشان تيجى تشوف بنت أخوك وتراعيه مع ان والله اعلم احنا بنحاول منكنش مقصرين معاها ميجيش بعض فضلها على ولاد القرية وفضل امها وابوها من قبلها بس أكيد هيا محتاجة وجودك خصوصا عشان الأراضى والأملاك ال سيبها أخوك الحاج صالح وأظن الدكتورة أسيل مش هتعرف تتعامل مع الأملاك دى لوحدها
صلاح. دكتورة
محمد. أه أسيل داخله السنه الرابعةف كليه الطب
صلاح. ماشاء الله، طيب املاك ايه ال بتتكلم عنها
محمد. بعد ما اخدت ورثك وسافرت بيه رجع الحاج صالح من سفره لإن ابوكم كان حالته متأخرة استلم ورثه وكبره والنهاردة ماشاء الله يمتلك اكثر من نصف الأراضى ال محاوطه القرية دا غير مزارع الدواجن ال بيشتغل فيها اهل القرية وغير البيت الكبير دا والفلوس ال ف البنوك لانه كان بتصدق دائما عن ماله ربنا رزقه من فضله
صلاح. وقد لمعت عيناه من الفرحة طيب حيث كدا بنت اخويا هتعيش معايا وكل الأملاك هتوزع علينا كورثه وانا مدير لها ورثها لحد ما ربنا يعفى عنها
محمد. للأسف ياصلاح بيه كل الأملاك مكتوبه بيع وشراء بإسم الدكتورة. الحاج صالح كتب كل حاجة بإسم بنته ودا لإنك مكنش معروف مكانك ولا حتى إذا كنت عايش او لا قدر الله يعنى…
صلاح. يعنى كل حاجة بإسم الخرساء دى. .. اقصد بإسم أسيل
محمد. وقد رأى الطمع والحقد ف أعين صلاح..للأسف أه كل حاجة بإسم أسيل صالح المنياوى والأوراق الحاج عطهانى قبل سفرة لتأدية الحج ، وياريت اعرف هتعمل ايه دلوقتى
صلاح بضيق هعمل ايه يعنى هاخد أسيل تعيش معايا أنا واولادى ولو مفيش مانع هينفع اديرها املاكها
محمد. لا طبعا مفيش مانع ، بس ممكن افهم انت قولت ولادك هو يعنى جماعة بيتك (زوجته)مش موجودين معاك
صلاح. للأسف احنا منفصلين من سنين وعايش أنا واولادى زين ، زياد بس زين حاليا مسافر برة مصر بيحضر دكتوراة وزياد يبقى ظابط شرطة
محمد. مش هينفع أسيل تعيش مع شباب ف بيت مفيهوش ست غيرها وكمان هيا متدينه جدا وصعب توافق على حاجة زي كدا ، دا غير اهل القرية ال بيعتبروها بنتهم لو عرفوا حاجة زي كدا
صلاح. طيب أنا المفترض أعمل ايه إذا كان دا ال اقدر اعمله
محمد. لأ تقدر تعمل غير كدا
صلاح. ال هو ايه
محمد. تجوز أسيل واحد من أولادك وبكدا هتكون حمية بنت أخوك من القيل والقال وكمان تقدر تعيش وسطكم بحريتها دا غير ان زوجها هيقدر يدير املاكها براحته
تنظر. أسيل لمحمد وكأنها تعاتبه
محمد. أنا عارف يابنتى ان صعب تقبلى بكلامى ، زى ما أنا عارف أنك متأكدة ان دا الحل الوحيد والأصلح ليكى
تشير أسيل بيدها عل رقبتها وكأنها تريد أن تقول له أنا خرساء لا أستطيع الكلام فكيف لشخص تقبلى هكذا
محمد. أنا فاهم عايزة تقولى ايه عدم قدرتك على الكلام لا يعيبك وكمان دى فترة مؤقته مع تحسن خالتك النفسية هتبقى أحسن ويوجه كلامه الى صلاح ولا ايه ياصلاح بيه
صلاح هااا. اااه طبعاً
محمد. طيب قولت ايه
صلاح. بخبث واضح ف عينيه. أكيد طبعا موافق أنا هسافر دلوقتى على اسكندريه اقول لإبنى واكيد هو يستحيل يرفضلى طلب واجيبه ويوم الخميس القادم تكون محضر المأذون
صلاح ف نفسه. أجوز الخرساء صاحبه الأملاك لإبنى
أسيل ف نفسها شئ من الخوف ولاتقدر على البوح بما بؤلمها
فتذهب بقلبها وروحها بين يدي ربها وتدعو الرحمن الرحيم
ربى أنت العليم بما ف القلب من وجعٍ
انت الرحيم بضعفٍ. لست أقواهُ
أعلم أنك لا تحدث أمرا ف حياة عبادك عبثاً
أعلم أنه داخل كل قدرٍ سرًا يمهد الطريق لقدرًا آخر
فأجعل لى من الأقدار أحسنها وافضلها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاكي الأخرس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى