رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل السادس 6 بقلم سارة أسامة نيل
رواية مقيدة لأصفاد مخملية الجزء السادس
رواية مقيدة لأصفاد مخملية البارت السادس
رواية مقيدة لأصفاد مخملية الحلقة السادسة
«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل السادس> -٦-
ارتدت قطوف للخلف وتوسعت أعينها دون تصديق وهي ترى بعضًا من الأسلـ.ـحة النـ.ـارية والكثير من الرصا”ص..
غزى عقلها الكثير من التساؤلات والشكوك حول المدعو بجبريل..
لماذا يُخبأ تلك الأسلـ.ـحة ويواريها عن الجميع في مثل هذا المكان السري؟!
همست بتعجب:-
– ممكن يكون تاجر سلا. ح، أو شغال مع عصابة؟!
صمتت قليلًا ثم قالت بشرود:-
– أنا كنت واثقة إن الهيئة والشخصية دي مش مجرد سكرتير عن بابا وبس!
الموضوع أكبر من كدا، وليه يخبي واحد زيه سلا’ح في بيته!
لازم أعرف وراك أيه يا جبريل..
أفاقت من تلك الصدمة التي هزت كيانها ثم أعادت كل شيء إلى ما كان عليه بحرص شديد وأرجعت الكتب وعادت تجلس فوق الأريكة بشرود..
☆★☆★☆★☆★☆★☆
كان يدور كالأسد الحبيس ذهابًا وإيابًا بهيئة يتدفق منها الشرّ وجسد مشتعل بالغضب..
صاح بصوت جهوري أمام هذا الجالس بهدوء ماكر:-
– إزاي شريف الهواري يرفض طلب زي ده، يرفض إن يناسبك يا حامد باشا ويرفض يجوز بنته لحيدر الجندي ويجوزها لحتة خدام عنده..
كانت فرصة إن يكسب أكبر عدو ليه والعداوة دي تنتهي بالنسب..
كان يجلس بهدوء بهيئته التي لا تبعث الراحة في النفس، نعم لقد طعن في السِن وهرم بدنه واشتعل الرأس شيبًا لكن يظلّ عقله السام الذي يحمل مكرًا وشرًا غدقًا..
أردف حامد الجندي برزانة:-
– نزاهة شريف الهواري كرجل سياسي يا حيدر معروفة والكل بيشهد ليه بجد ومجرد ما يبقى في صلة بينه وبين اسم حامد الجندي غير العداوة فهو بيجني على نفسه وبيدمر سمعته..
إحنا أعداء للنُزهاء في البلد متنساش إحنا مين..
وهو أب بيحب بناته فأكيد مش هيضحي ببنته ويجوزها لحيدر الجندي حفيد حامد الجندي أكبر عدو ليه..
لازم نكون واضحين قدام نفسنا وبعد كدا نتصرف بقا ونعمل إللي عايزينه..
لازم تهدى وأعصابك تبقى باردة يا سبع وبعد كدا تعمل إللي أنت عايزه..
أنا وكلت ناس من معارفي يبحثوا عن جواز بنت شريف من جبريل رُستم وفعلًا الجواز متسجل من فترة .. ودا يثبت صحة كلامه إن بنته هي وجبريل بيحبوا بعض وكتبوا الكتاب وهو رفض يعلن الجواز علشان مش تايهين عن كبرياء شريف الهواري..
جلس حيدر مقابل جده وصدره يعلو ويهبط ثم أردف بشرّ:-
– الكلام ده في حاجه مش مظبوطة يا جدي .. مش داخل دماغي …وعمومًا الخدام إللي اتجرأ ورفع عينه في قطوف أنا عارف هتصرف معاه إزاي .. قطوف مش هتكون ألا ليا..
ضرب بعصاه أرضًا وقال بحسم ونبرة شديدة:-
– نشوف شغلنا الأول يا حيدر وبعدين أعمل إللي يخصك.. المشاكل إللي كانت بين البلد والجماعة إياها وإللي نجح شريف الهواري بمفوضاته يكسبهم والأمور تستقر وأنهى الأزمات .. المشاكل دي ترجع تاني والعلاقة تخرب..
وكمان في ورق مهم جدًا في بيت شريف الهواري، الورق ده يلزمنا..
وأعمل حسابك شحنة السلا،ح هتوصل الساعة تلاته قبل الفجر أنت مسؤول إنها توصل بسلامة؛ لأن لغاية دلوقتي الشخص إللي بيدعبس ورانا مش عارفين نوصله..
حرك حيدر رأسه وأعينه تشعّ شرًا ثم قال:-
– متقلقش يا جدي كل حاجة هتبقى تمام، أنا مظبط أموري واللوا سعيد مرتب الدنيا.
☆★☆★☆★☆★☆★☆
أوقف سيارته أمام منزلهم ثم ترجل منها وبيده حقيبة ورقية كبيرة..
دلف للمنزل بإرهاق وجاء يتجه لغرفته وهو يفكر ما فعلت بغيابه لكن أوقفه صوت والدته الحازم:-
– استنى عندك يا جبريل..
زفر بإحباط واستدار ينظر لوالدته التي تجلس والهموم ترقد فوقها وبجانبها شقيقته التي تبكي بانهيار..
هرع نحوها وتسائل بقلق:-
– خير يا ريهام في أيه .. مالك حصل أيه!!
هدرت والدته تصيح بغضب:-
– البلطجية إللي جبتها في بيتنا يا جبريل، اتجوزتها من غير رضايا وسيطرت على عقلك وعمت عيونك وجبتها بيتي غصب عني وقولت ماشي، لكن يوصل الأمر إن قليلة الأدب دي تهزقني وسط بيتي وتتهجم على بنتي وعايزه تمارس عليها بلطجيتها فلا وألف لا يا جبريل..
بنت البشوات اتهجمت على أختك ودا كله علشان بقولها تطلع وتشتغل معانا ما إحنا مش هنشتغل لها خدامة..
تحكم جبريل في عصبيته وقبض على كفيه وردد بجمود:-
– قطوف عملت كدا يا أمي .. اتهجمت عليكم يعني..!!
صاحت بغضب هادر وهي تتذكر موقف قطوف القوي أمامها فهي كانت تحسبها أنها ستخنع لها:-
– على أخر الزمن هتكدب أمك .. للدرجة دي بقيت مهووس بيها … دي بت بجحة وقليلة الأدب لأنها لو اتربت مكانتش ردت عليا واتجهمت على بنتي وهددتنا…
فوق يا جبريل من زمان وأنا أقولك البت دي…..
صاح جبريل يقطع حديثها قبل أن تُكمل:-
– خلاص بقاا يا أمي مفيش داعي لكلامك ده، وأنا قولتلك مليون مرة بلاش تفتحي في السيرة دي..
ضربت على فخذيها بقوة وأردفت بتحسر:-
– يا حسرتي فيك يا جبريل .. ابني ومش ابني، بقيت واحد تاني منعرفش عنك حاجة
عايش في دنيا تانية …اتغيرت يا جبريل أنا معدتش أعرفك فعلًا..
وانصرفت تسحب ابنتها قائلة:-
– وخد في علمك لو ما أخدتش حقنا من البلطجية دي مش هيحصل طيب..
اتجه نحو الغرفة وجاء يفتحها لكن لدهشته وجدها مغلقة من الداخل، طرق بخفة يقول:-
– افتحي الباب يا قطوف..
كانت تتمدد فوق الأريكة باسترخاء وتضع منامة العين فوق أعينها، رفعت صوتها وقالت بسخرية:-
– لو فاكر إنك ممكن تقعد معايا في أوضة واحده أو تنام جوا الأوضة تبقى نجوم السما أقربلك، روح شوفلك أي مكان تنام فيه …ولا أقولك روح نام في حضن مامي..
احتقن وجهه بغضب وضرب الباب بشدة فلم تُحرك هي ساكنًا وظلت هادئة..
قال جبريل من خلف الباب وهو يمسح على وجهه محاولًا الهدوء:-
– افتحي بالذوق يا قطوف ومتخليش شياطين غضبي تطلع عليكِ أكتر من كدا، قومي افتحي لأن لو دخلت الأوضة بطريقتي مش هيحصل طيب..
رددت ببرود ومازال على حالتها:-
– أعمل إللي تقدر عليه أنا مش بخاف ولا بتهدد..
– ماشي يا قطوف …أنتِ فعلًا عايزه تتروضي ودا هيبقى على إيدي إن شاء الله..
واختفى صوته لتبتسم قطوف بانتصار وهمست براحة:-
– مش هتقدر عليا أبدًا يا جبريل وهخليك تندم على اليوم إللي اتجوزتني فيه..
ومرّ بعض الوقت ومازالت هي على حالها تتمدد باسترخاء إلا أن الدماء تجمدت بداخلها وهي تشعر بأنفاس حارة تضرب بشرتها…
وصوت كالفحيح بجانب أذنها:-
– كنتِ بتقولي أيه يا زيتونة…
انتفضت من نومتها تقف كالملسوعة وهي تنزع المنامة من فوق أعينها لترى أمامها هذا الماكر ينظر نحوها بخبث..
جاءت تنهره لكنها تفاجأت وهي تراه يتأملها بإعجاب وأعين مليئة بأشياء أخرى قرأتها بوضوح لكنها استنكرتها ورفض عقلها تصديقها..
همس جبريل وامتدت يده ليتحسس خصلاتها العسلية لكنها ضربت يده مسرعة وهي تبتعد للخلف متهيئة للإنقضاض عليه:-
– جميلة يا زيتونة … شعرك متمرد يشبهلك..
انتابها الغرور ورددت ببرود وهي تُرجع غرتها عن أعينها وخصلاتها للخلف وجلست بكبرياء:-
– أنا عارفه والله .. شكرًا على المعلومة، المهم أطلع برا …شوف مكان نام فيه .. دي أوضتي وأنا مش هقعد معاك في مكان واحد..
استعاد ثباته ونفسه المأخوذة بطلتها مهدئًا قلبه الذي ينتفض بجنون مخيف وجاء يستدير نحو الخزانة لكن توسعت أعينه وهو يرى جميع أشياءه وملابسه متكومة فوق الفراش..
لم يصدق ما يراه واستدار ينظر لقطوف متسائلًا بأعين ضيقة:-
– أيه ده!!
أجابته بهدوء:-
– أيه سلامة النظر .. دي هدومك وحاجتك.
– أيوا ومين إللي بهدلها بالمنظر ده..
– أنا طبعًا .. أمال كنت عايزيني أحط هدومي وحاجتي فين..
مازال يُحدثها بهدوء يسبق العاصفة وأكمل:-
– أيوا .. وفيها أيه لو هدومك رصتيها جمب هدومي .. الدلاب كبير..
أردفت بنفاذ صبر:-
– أنا قولتلك دي أوضتي لواحدي، وقولت أخرجلك كل حاجتك علشان تنقلها لمكانك الجديد..
سار نحو الأريكة وصدمها عندما جلس بجانبها ووضع قدمًا فوق الأخرى مريحًا ظهره باسترخاء وقال بهدوء:-
– طب يلا يا حبيبي قومي رجعي حاجة جوزك مكانها تاني وكدا غلط متتعملش تاني يا روحي..
ابتسمت قطوف بسخرية ونظرت له ثم استعملت نفس طريقته وهدوءه في الحديث:-
– جوزي بيحلم حلم مستحيل..
ردد بهدوء:-
– في مستحيل بيتحقق يا زيتونة..
وأكمل بنبرة ذات مغزى:-
– افتكري كدا كام مستحيل اتحقق..
واقترب أكثر منها ثم تحسس موضع قلبها بخفة وقال ما ألجمها:-
– وهو في مستحيل بعد حُبي إللي مالي قلبك يا قطوف من الجنة..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مقيدة لأصفاد مخملية)