رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة أسامة نيل
رواية مقيدة لأصفاد مخملية الجزء الثالث عشر
رواية مقيدة لأصفاد مخملية البارت الثالث عشر
رواية مقيدة لأصفاد مخملية الحلقة الثالثة عشر
«مُقيدة بأصفادٍ مخملية»
<الفصل الثالث عشر> -١٣-
🖇تذكرة بأخر الأحداث قبل الخوض بأحداث الفصل الجديد.
توقفنا عند كشف الخائن أمام الجميع وإللي كشف الستار عنه هو جبريل والخائن ما هو إلا قطوف.
ووضح قدام قطوف أن الشخص إللي كشفها وكان بيدور وراها هو جبريل..
وتوقفنا عند المواجهة وردة فعل كل واحد…
وأسيبكم مع أحداث الفصل….
___________________
الخذلان، الخداع، أصوات تهشم القلوب، عدم تصديق واستيعاب لما يدور وربما انفصال عن الواقع.
هذه كانت بعض الانفعالات المُرّة يتخبط بها بعضهم ومن الجانب الأخر على النقيض تمامًا كانت قطوف التي ترمي جبريل بنظرات حارقة قاتلة، لو كانت النظرات تقتل لأسقطته صريعًا.
ترمقه بشراسة وقوة وكبرياء وكأن تلك الخبر لم يسقط على مسامعها..
ومن جهة أخرى تُخفي خذلانها منه ومرارة خداعه لها، هو فقط كان يُريد أن يُسقطها..
مسرحية الزواج تلك لأجل أن يكشف ما خلف الستار أمام الجميع..
أغمضت أعينها تستدعي هدوءها وثباتها، وتحمد الله بداخلها أن كل شيء انجلى قبل أن ترخي لهواها العنان..
بينما هذا المسكين الذي اهتز توازنه وهو ينظر لها بأعين جاحظة بدون تصديق، لو أن أحدهم جاء بخنجر بارد مسموم وأخذ يخمش بقلبه لكان هذا رحمةً به عمّا يحدث الآن.
في حين أن عبير والدة قطوف وشقيقتيها فقدنّ النطق وينظرون لبعضهم بعدم فهم..
وأخيرًا من بؤرة الصدمة تلك خرج أحدهم عن صدمته، وأخذ شريف يقترب من قطوف الثابتة بوقفتها حتى توقف أمامها..
خرج صوته الضئيل وهو يناشدها برجاء قائلًا:-
– قولي إن هما بيكذبوا، قولي إن دا كذب وأنك مطعنتيش أبوكِ الطعنة دي..
تعرفي قولي كدا وأنا هصدقك عالطول..
خرجت من صمتها وطبقة سميكة جدًا من البرود والثبات تُحيط بها ثم هتفت غير مبالية:-
– وأكذب ليه يا شريف بيه أنت علمتني إن الكذب ضعف وصفة غير محمودة..
أنا فعلًا إللي كنت السبب في كل خسارتك وإللي باخد أوراقك المهمة وأهديها لأعدائك.
كلماتها وعدم مبالاتها سحبت الجميع سحبًا من صدمتهم حتى شريف الذي خرج من حالة ضعفه وهوانه وتشرست ملامحه، فحتى وإن كانت ابنته فهو شريف الهواري ولا يليق به تلك الحالة المخزية..
ارتفعت يده للأعلى بشدة ينتوي لطم وجهها بكل الحسرة المتكومة بداخله، لكن قبل أن تصل لوجهها ولدهشة الجميع كانت قد توقفت يده بفعل يدٌ أخرى أمسكت بيده ومنعت حدوث تلك الصفعة…
ولم تكن سوى …. قطوف.!
قبس من نار اشتعل بأعينها وقوة عاتية نبتت فوق ملامحها وهي تهدر من بين أنفاسها:-
– لا يا شريف بيه مش قطوف إللي تضربها بالقلم ولا أنا مستحيل أسمح لمخلوق يعملها..
شعر جبريل أنه بزاوية أخرى من هذا العالم، مُحال أن تكون تلك قطوف الذي يعرفها عن ظهر قلب، ما هذا الذي يراه.!
ولماذا.؟!
لماذا تفعل ذلك!
نفض شريف يد قطوف بقسوة ثم بغضب شديد سحبها من يدها حيث الخارج بردة فعل مفاجأة وسار الجميع يهرول من خلفه يحاولون تهدئته..
ألقها بقسوة للخارج والغضب ينبض بعروقه وأصبح بدنه يرتعش بانفعال وهو يصرخ بصوت لبسه الإنفعال:-
– برااا بيتي، إللي زيك يا خاينة يإللي عضيتي الأيد إللي اتمدت ليك خسارة يبقى اسمك جمب اسمي خسارة تكوني وسطنا… براا ومش عايز ألمح وشك تاني الباقي من عمري … مش هقولك هدفعك تمن إللي عملتيه وأنتِ عارفه إن أقدر أعمل كدا كويس وأخفيكِ من الوجود….
كتلة من الثلج والثبات على محياها لم تتأثر وكأن شيئًا لم يحدث..
تدخل جبريل الغارق بدوامة أخرى لا يعلم ما يدور وما يحدث في محاولة لتهدئة شريف قائلًا:-
– إهدى يا شريف بيه دا مش حل .. سيبنا نفهم أيه إللي بيحصل..
قطع حديث جبريل صوت ضحكات قطوف التي ارتفعت ثم اقتربت من جبريل وتوقفت بالقرب منه بعدما عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بصوت حاد ينافي البسمة المرتسمة على فمها:-
– وليه التعب دا بس يا جبريل رستم، شغل الخطط ومسرحية جواز وكلامك المعسول والشغل ده علشان بس تكشفني..
تعرف لو كنت بس واجهتني وسألتني كنت هقولك بكل بساطة بدل خططتك دي..
عمومًا أنا كنت عارفه بردوا إن وراك حاجة..
قلبي كان حاسس إن في حاجة مش مظبوطه..
وابتعدت عنه مقتربة من شريف مرةً أخرى ورددت لكن تلك المرة كان صوتها مهزوم:-
– أنا فاكره كل إللي حصل الليلة دي يا شريف بيه، فكراه جدًا … ظبطت أمورك بس مأخدتش بالك إن ممكن الذاكرة ترجعي في أي وقت، ولما رجعت عرفت إن مش أمان أبدًا إن أقولك، وإن عايشه وسط وكر الضباع بنفسه..
علشان كدا حطيت حواليا قيود وكنت تقصد إنها تبقى مخملية .. بس بالنسبة ليا كانت قيود من جمر….
واستدارت راحلة تخرج من بوابة هذا القصر الذي شهد الكثير …. تخرج خروج لا عودة بعده..
تخرج بشموخ فالانكسار لا يليق بأمثالها، بقوة وثبات حتى وإن كان داخلها منهار ومنهزم..
تراها عادية جامدة وهي من الداخل هاشةٌ جدًا كورقة خريف بائسة..
هي لم تلقى الرفق ولم تهدأ وتنطفئ نار قلبها..
❁❁❁❁❁❁❁❁
بعد خروج قطوف انهار شريف وسقط أرضًا في حالة يرثى لها..
بقى جبريل ينظر بأثرها وقد تيقن أن مازال الكثير خلف قطوف، الأمر ليس كما يبدو..
ويجب أن يتوصل للحقيقة..
تسائل بانفعال واضح مُوجه لشريف:-
– في أيه يا شريف بيه معرفوش، وأيه معنى الكلام إللي قالته قطوف .. في حاجة أنت مخبيها..
لم يكن شريف الذي يحاوطه زوجته وبناته بالوعي الكافي الذي يجعله يفهم تساؤلات جبريل وانفعالاته..
صاحت عبير الباكية بانهيار:-
– أنت شايف إن الوقت مناسب لأسئلتك دي يا جبريل … روح ورا قطوف وإياك تسيبها..
للمرة الأولى بحياته يبقى عاجزًا هذا العجز، نعم قطوف …. كيف تركها تخرج.؟!
من المؤكد أنها عادت لمنزله..
وخرج جبريل راكضًا نحو سيارته متجهًا لمنزله وهو يبتهل بداخله أن تمر تلك الأحداث وأن يعلم ما يحدث..
أخرج هاتفه وبعد قليل أتاه هذا الصوت الصارم ليهتف جبريل بلهفة:-
– قطوف .. عايز أعرف كل حاجة عن تاريخ قطوف .. أنت كنت عارف إن هي صح..
وأكيد عارف السبب..
أتاه صوت يونس الخشن قائلًا:-
– ملناش علاقة بالسبب يا جبريل، السبب ده يخصها، ومهما كان السبب ميعطهاش الحق في إللي هي عملته..
قطوف مذنبة حتى لو شريف الهواري سابها فأكيد إحنا مش هنسيبها..
ومطلوب منك أنت تسلمها لنا يا جبريل..
خلص الكلام…
شعر جبريل بأن العالم يدور من حوله وتضاعف عجزه، بالكاد تماسك وهو يقود السيارة..
أخذ يمسح على وجه وشعره وهمس يقول من بين أنفاسه المتسارعة:-
– أول ما أوصل لكِ هاخدك وأبعدك عن العالم كله .. هحميكِ .. مش هسيبك أبدًا..
هعرف أسبابك وإللي مستخبي..
أنا مكونتش أعرف إللي في الرسالة يا قطوف..
مكونتش أعرف إن اسمك هو الموجود في الرسالة، أنا عارف إن مستحيل تصدقني..
تنهد بثقل وهمس وقد طفق القلق على جسده:-
– يارب دلني وارشدني..
❁❁❁❁❁❁❁❁
وصل جبريل لمنزله في وقتٍ قياسي وهرع يركض للداخل بلهفة وما برحت عنه المخاوف والهواجس….
ولج للداخل وهو ينادي باسمها بلهفة:-
– قطوف … قطوف .. أنتِ فين .. لازم أفهمك..
خرجت والدته المبتهجة من المطبخ فقد كانت تدندن بسعادة ثم هتفت ببهجة غامرة:-
– مبارك يا ابني .. غارت من هنا هي والعيلة إللي معاها..
اهتز ثبات جبريل وشعر وكأن مستوى فهمه قد تدنى كثيرًا، انضم حاجبيه لبعضهم البعض ثم استفهم بعدم فهم وتذبذب جليّ:-
– يعني أيه .. قصدك أيه .. هي فين قطوف..
ضربت فوق قلبها بخفة بينما تحركت تضع الطعام فوق الطاولة وهي تقول:-
– بقولك غارت .. جات أخدت البت الصغيرة وشنطة هدومها وريحتنا .. ربنا استجاب دعواتي يا حبيب أمك..
ويلا تعالي اتغدى عملتلك الأكل إللي بتحبه..
كان وكأن العالم مات من حوله .. تلك المرة لا رجعة … شعر جبريل أن قواه استنزفت وأظلم العالم من حوله، لا يعلم كيف حدث ذلك ولماذا!
فلم تشعر والدة جبريل إلا أنها سمعت صوت اصطدام قوي وسقوط شيء..
استدارت لتصرخ بفزع وهي ترى جبريل الذي سقط هامدًا فاقدًا لوعيه بدون مقدمات…
❁❁❁❁❁❁❁❁
لقد كانت معاركي الخاصة.
أخوضها وحدِي وسط ظُلماتٍ بعضها فوق بعض، تكفلتُ بإسعاد قلبي دائمًا، حتى عتماتي لم أقبل أن يُضيئها سواي..
في بعض الأحيان أتعبتني قوة وحِدة مُلاحظتي فكانت نوبات حُزني كثيرة، فأُخفي الحُزن في صبرٍ تجلى وفي العتماتِ يهزمني أنيني.
لقد كانت معاركي وحدي التي يجهلها الجميع..
تقف فوق الرصيف الموازي للقطار وأعينها غائمة بعيدًا، والجمود يرتسم فوق ملامحها الهادئة..
شعرت قطوف بيد صغيرة تُشدد فوق كفها، أخفضت أنظارها نحو رحيق التي تطالعها مبتسمة وهي تتسائل بحماس:-
– هنكون مع بعض عالطول يا قطوف..
محدش هيبعدني عنك صح..
ابتسمت لها قطوف رغم شحوب وجهها وسارت تسحبها بلطف داخل القطار ثم قالت بحنان:-
– عالطول مع بعض يا رحيق … وهنروح مكان بعيد جدًا محدش هيعرف يوصلنا فيه..
مكان مفيش حد يإذيكِ فيه…
وهنا تحرك القطار يشق طريقه نحو المجهول حيث طريق اللاعودة….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مقيدة لأصفاد مخملية)