روايات

رواية معشوقه الليث الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم روان ياسين

رواية معشوقه الليث الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم روان ياسين

رواية معشوقه الليث الجزء الخامس والعشرون

رواية معشوقه الليث البارت الخامس والعشرون

معشوقه الليث
معشوقه الليث

رواية معشوقه الليث الحلقة الخامسة والعشرون

كان يجلس بـ مكتبه مع مجموعة من مدراء الشركات الأخري يتناقشون في أمر صفقة و إذ به فجأة يسمع صوت رُسل و هي تصرخ بأسمه ، أنتفض سريعاً من علي مقعده متوجههاً للباب ، فتحه بقوه ليجد ليو يقوم بجر رُسل خلفه و هي لا تستطيع المقاومة بسبب الألم الرهيب الذي برأسها ، غلت الدماء بعروقه ليتوجه نحو بخطوات واسعة ، جذب رُسل من ذراعها و أوقفها خلفه ثم شد ليو من ياقته و باغته بلكمه قويه أجزم الجميع أن فكه أنخلع بسببها..
أرتمي ليو علي الأرض ليجثو ليث عليه و يقوم بإبراحه ضرباً و هو يقول بغضب أعمي :
– كيف تتجرأ أن تلمس زوجتي أيها الحقير الـ **** الـ **** ، كنت أعلم أنك قذر منذ البداية لكني الأن المخطئ لأني لم أتخذ موقفاً لكن الأن سوف أندمك علي اليوم الذي ولد فيه يا حقير يا إبن الـ ***** !
حاول أحد الموظفين تخليص ليو الذي لا حول له و لا قوة أمام جنون ليث لكنه أخذ لكمه من الأخير جعلته يرتد للخلف ، هتف ليو و هو ينهج بإبتسامة مستفزه :
– حتي و لو تزوجتها ليث فهي لي..معشوقتي أنا !
تراقصت حينها الشياطين أمامه و طفح الكيل به فـ هذا الـ ليو يريد أن تكون مأدبته اليوم ، فمن هو ليتجرأ و يقول علي إمرأته معشوقته ؛ حسناً لقد تعدي الخط الأحمر و أقترب منها..هي معشوقه الليث ليس أحد سواه !
زمجر بغضب و هو يلكمه مرة أخري بقوة أكبر لتتهدل حينها أنفاس ليو ، نهض ليث من عليه ثم صرخ بحنق :
– أرموا هذا الحثالة في الخارج و إلا قضيت عليه الأن !
جاءوا رجال الأمن حتي يحملوا ليو و ثخرجوه لكنه نفض أيديهم ببعض القوة و أستند علي كوع يده حتي ينهض ، و بـ الفعل نهض لكنه ببطئ شديد ، غمغم بتعب و هو يترنح بوقفته :
– حسناً ليث نلت مني في تلك الجولة لكن المرة الأخري لن تربح مرة أخري ، سأخذها حتي لو وصل بي المطاف أن أتخلص منك شخصياً..!
كاد أن ينقض عليه مرة أخري لكن رجل من رجال الأمن حال بينهم بجسده قائلاً بعملية :
– سيدي ، إهدئ قليلاً !
أبتسم ليو بتعب ثم رحل بهدوء و هو يعرج ليزفر ليث بغضب و هو يلتفت لـ رُسل ليجدها فاقدة للوعي….!
أتسعت عيناها بفزع و هو يخطو نحوها بسرعة جثي علي ركبتيه قائلاً بقلق و يعدل من وضعيتها علي المقعد :
– رُسل ، رُسل أنتي كويسة ؟ !
لم يجد رد فقام بحملها بسرعة و خرج من مكتبه بل من الشركة كلها..!
أستقل سيارته واضعاً إياها بين أحضانه ثم أنطلق بها نحو المشفي الذي يعمل به الطبيب الذي يتابع حالتها ، وزع أنظاره القلقة بينها و بين الطريق و هو يتمتم بخفوت :
– أسف يا حبيبتي ، أسف أني خليت واحد زي دا يقرب منك !
طبع عدة قبلات علي شعرها و هو يضمها له أكثر بحماية ، زاد من سرعته حتي وصل لـ المشفي بوقت قياسي ، ترجل من السيارة بسرعة و هو يحملها بخفة كأنها لا تزن شئ حتي وصل لمكتب الطبيب ليقتحمه دون أن يطرق الباب حتي !
طالعه الطبيب العجوز بصدمة و دهشة ليصرخ ليث به بقلق :
– هيا أفحصها ، شخص ما بها بـ الضبط !
زفر الطبيب بحنق ثم قال مشيراً للسرير الصغير :
– سطحها هنا إذا سمحت !
وضعها برفق علي السرير ليباشر حينها الطبيب عمله تحت أنظار ليث القلقه…
عندما أنتهي قال بعملية :
– لا تقلق سيد ليث ، أنه مفعول الدواء لا أكثر !
صاح بحنق :
– أنها كانت تصرخ ألما ًيا رجل و تقول مفعول الدواء لا أكثر ؟ !
= أهدئ قليلاً سيد ليث ، هذه الأدوية لها مفعول قوي حتي تستطيع المريضة أن تستعيد ذاكرتها المفقودة ، فـ لا تخاف حينما تراها تتألم من رأسها لأنه شئ طبيعي !
ثم ألتفت لـ رُسل مرة أخري و باشر في العمل علي إيقاظها من غفوتها المؤقتة تلك حتي يستطيع تحديد المشكلة بشكل أوضح..!
دقائق و بدأت تستعيد وعيها و هي تأن بضعف ليندفع ليث نحوها ممسكاً بيدها ، فتحت عيناها بضعف و هي تضع كف يدها الحر علي رأسها و هي تتمتم :
– أين أنا ؟ !
أبتسم الطبيب ببشاشة و هو يقول :
– أنتي بـ المشفي سيدتي بسبب إصابتك بوعكة خفيفة لا أكثر !
أعتدلت ببطئ و عاونها ليث علي ذلك ليسترسل الطبيب بهدوء :
– ماذا حدث بـ الضبط سيدتي !
أجابت بتلعثم و هي تفرك فروة شعرها :
– جاءني شخص لا أعرفه و أخذ يهذي بـ الكلام ثم أخذني معه بـ القوة حينها أحسست بألم شديد في رأسي و..و رأيت مشهد ما لي في وسط غابة و شخص ما يصوب مسدس عليّ فأستنجدت بـ ليث في ذلك المشهد و في الواقع أيضاً..
شرد ليث قليلاً ؛ فهي تحكي عن تلك المرة التي كانوا بها بـ الغابة و ضربها ذاك المتسكع علي رأسها ، هتف ليث بلهفه :
– لكن هذا حدث بـ الفعل !
أومأ الطبيب قائلاً بإبتسامه صغيرة :
– أبشرك سيدة رُسل بأنك بدأتي بـ إستعادة ذاكرت و لن يمضي الكثير حتي تستعيديها كاملة !
تهللت أسارير رُسل لكن تجهم وجه الآخر ؛ نعم هو يريد شفاءها لكن هناك عواقب وخيمة حينما تستعيد ذاكرتها أولها أنها ستبتعد عنه لا محالة حتي لو أقسم بحبه لها بعدد قطرات الماء الموجود بـ العالم..و حينها لن يكون هناك مفر ؛ فـ ها هي تُكتب بدايه النهاية في قصتهما…!
***
مرت ثلاثة أسابيع أخري كانت مستقرة نوعاً ما مع الجميع ؛ لا مشادات و لا مصائب سوي أشياء داخلية مثل نزاعات رُسل و مرام الدائمة مع تلك المستفزة المسماه بـ ميا..
***
كان يجلس بهدوء في غرفته ؛ شارداً في مستقبل غير واضح المعالم ، تنهد بخفة و هو يعتدل بجذعه العلوي حتي تكون جلسته علي المقعد أكثر راحه ، لا يعلم لما تردد صدي كلمات الطبيب في أذنه عندما قال بنبرة هادئة :
– إستعادتها لـ تلك الذكري بـ الذات هي إشارة من المخ ، فـ عندما أدرك الخسائر الفادحة التي يمكن أن تحدث أعطاها تلك الذكري كـ إشارة بـ الإستنجاد بك ، و لعلمك أنها عندما تستعيد ذاكراتها ستمحي تلك الفترة التي عاشتها بدونها نهائياً..!
دق قوي علي الباب جعله يفيق من شروده ليقطب جبينه و هو يردف بصوت أجش :
– أدخل !
فُتح الباب بسرعة من قبل عمار المذعور ، هتف عمار بلهاث هلع :
– ألحق يا ليث ، عبدالرحمن وقع مرة واحدة و هو بيلعب بـ كورته و مش بيرد !
أنتفض من مجلسه مطالعاً إياه بصدمة لكنه ما لبث حتي ركض للأسفل بسرعة ليجد والدته و إياد يحاولون إفاقته و هما يرددون أسمه بجزع و يجعلوه يشم عطر ذا رائحة نفاذه ، جثي بجانب الأريكة المستلقي عليها و غمغم بقلق و هو يلثم جبينه :
– عبدالرحمن ، قوم يلا يا حبيبي !
لم يلقي إستجابة و ما أثار قلقه أكثر و جزعه تلك الحرارة التي تنبعث منه..!
هتف إياد بقلق :
– أحنا لازم نوديه المستشفي !
هز ليث رأسه بتشنج و من ثم حمله بخفه و خرج مسرعاً من المكان بعدما آتي عمار بـ مفاتيح سيارته و محفظته…
***
كانت تقف بـ الشرفة مستمتعه بذلك الجو المعتدل و هي تحتسي قهوتها الممزوجة بـ اللبن ، أصدرت صوت شفتيها و هي تضع الفنجان علي طبقه الصغير قائلة بإستمتاع :
– معرفش أنا عايزة أية من الدنيا الصراحة ، هوا
يرد الروح ، قهوه فرنساوي محصلتش و أخيراً أجازة…هيييييييح أنه الرضا يا سادة !
دندنت بصوت عذب و هي تهز رأسها بإنسجام :
– لا تعتب عليّ أخرني القمر..ضيعتنا هانيه و طالعلا السهر..يا خچله عينيا لو تعرف شو بيا..لومك مش عليّ لومك ع القم…
توقفت عن الإكمال و أنعقدا حاجبيها عندما وجدت ليث يخرج مهرولاً من باب منزله بسرعة و علي يديه عبدالرحمن و جسده مرتخي تماماً..!
دق قلبها بعنف حينها رعباً عليه لتتراخي يديها من الصدمة و يسقط فنجان القهوة منها متهشماً ، شهقت برعب و هي تنتفض متجهه للداخل ، دارت حول نفسها لا تعلم أين تذهب أو أي شئ لكنها سريعاً ما حسمت أمرها و هبطت للأسفل ، أرتدت نعلها بسرعة فائقة ثم خرجت من المنزل غير عابئة بـ تلك الملابس الخفيفة التي ترتديها من كنزة رمادية اللون بنصف كم و بنطال قطني أسود…
لحسن حظها كان ليث حينها يخرج من بوابة القصر بسرعة بطيئة نوعاً ما لتستغل ذلك و تقوم بفتح الباب الملاصق له عنوة و تستقله ، طالعها بذهول و هي تغلق الباب لتلتفت إليه و هي تقوم بقلق جلي :
– عبدالرحمن ماله ؟ !
نظر لصغيره الذي بين أحضانه بحزن ثم قام بالإنطلاق بسرعة كبيرة حتي يصل لأقرب مشفي ، غمغم بعدم تركيز :
– وقع مرة واحدة و سـ سخن جامد !
تقلص وجهها بألم و قد ترقرت الدموع في عينيها لتأخذه من بين أحضانه برفق ضامه إياه بحماية و هي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة..
وصلا بعد برهه من الزمن لإحدي المشافي ليترجا من السيارة بسرعة نحوها…
***
مرت ساعة و هما ينتظرون في الخارج علي أحر من الجمر خروج الطبيب لـ يطمئنهم عن حالة الصغير لكن لم يخرج بعد ، حاوطت نفسها عندما شعرت بـ البرد يلفها و ينخر بعظامها و أخذت تغمغم ببعض الأدعية راجية من الله أن يشفي ذلك الصغير التي تشعر أنه ينتمي إليها رغم أنه إبن رب عملها فقط..!
سقطت دمعة من عينها تبعتها الكثير و الكثير و هي تخيل الأسوء و قد سيطرت عليها حينها عاطفة شديدة ؛ شئ ما داخلها يخبرها بأنه إبنها هي الأخري ، أن…
قاطع تفكيرها خروج الطبيب لتنتفض هي و ليث من علي المقاعد الحديدية ، أقتربا منه بلهفه ليسارع ليث بقوله المتلهف :
– ماذا به ، أهو بخير ؟ !
صمت الطبيب لثواني قبل أن يجيب بنبرة أسفه :
– بإختصار شديد طفلكما مولود بعيب خلقي في القلب و نتيجة لإهمال الموضوع و عدم علاجه تفاقم الأمر و أصبح القلب بحاله رثه !
شهقت رُسل بجزع و هي تتراجع للخلف بصدمة بينما ليث تقلص وجهه بألم لوهله قبل أن يعود لصموده و هو يقول بجمود :
– أفعل أي شئ لتنقذ إبني ، لا أريده أن يتألم و لو للحظه !
تنهد الطبيب متمتاً بعملية :
– إذن سيحتاج لعملية لأن قلبه لا فائده منه ، سنبدله بأخر سليم لكن هذا سيكون مكلفاً !
ردد ليث جازاً علي أسنانه :
– قلت أفعل أي شئ لتنقذ إبني !
= حسناً حسناً ، سـ أبدأ بإتخاذ الإجراءات لكن يجب أن تدفع جزء من المال قبل العملية !
– موافق ، لكن متي ستقوموا بها ؟ !
= الغد أو بعده بـ الكثير لأن التأخير في حالة إبنك ليس جيداً !
أومأ له ليث بجمود ليستأذن الطبيب و ينصرف ، تنهد بعمق و عو يمسح علي وجهها بتعب ، فهناك نغزة بقلبه تألماً علي ذلك الصغير ، هو ليس إبنه من صلبه لكنه يشعر بأنه إبنه حقاً ؛ فقد أقتحم قلبه بدون سابق إنذار منذ أن رآه للمرة الأولي عندما آتي به لـ رُسل..
و علي ذكر رُسل ألتفت ليراها ليجدها منكمشة علي نفسها و هي مغمضة عينيها بقوة لكن هذا لم يقلل من غزارة دموعها الساقطة !
جلس بجانبها و همس بإسمها لتأن حينها بألم ، أقترب منها قائلاً بنبرة متشبعة بـ القلق الجلي :
– أنتي كويسة !
رددت بأعياء و هي تحاول النهوض :
– لأ انا تمام ، هروح بس أغسل وشي و جاية !

راقبها بقلق لتمشي هي خطوتين و تتوقف بعدها مستنده علي جدار المشفي بتعب ، وضعت يدها علي رأسها تقاوم حالة الدوار التي هاجمتها لتجد فجأة من يمسك بها بلهفه ، تطلعت له بنظرات ناعسة و هي تراه يردد بعض الكلمات لكن صوته بدي بعيدًا .. بعيدًا جداً ، آه متألمة صدرت منها تزامنت مع تلك الصور التي أخذت تتدفق لعقلها بشكل عشوائي سريع ليكون آخرها لحظة حمايتها لـ مرام بجسدها لتتلقي بدلاً منها تلك الرصاصة ثم لم تشعر بشئ بعدها سوي ظلام حاوطها من كل مكان..!

***

رفع مكابح اليد بشرود بعدما قام بصف سيارته في الساحة الخاصة بـ القصر ، شهر كامل و هي تتجنبه و تتجنب مرام و يعتبر تتجنب الجميع ، لا تتحدث مع أي أحد سوي بكلمات مقتضبة عدا مريم و عمار ، فـ منذ ذلك اليوم في المشفي عندما سقطت مغشيًا عليها و هي تعامل الكل بجمود ليكتشفوا بعدها أن الذاكرة قد عادت لها لتنكب هي علي رعايه صغيرها الذي ما أن علمت بما أصابت حتي أنهارت في البكاء المرير ، فـ هذه ليست بـ عملية سهلة لطفل في الخامسة من عمره !

زفر بضيق و هو يترجل من السيارة ، توجه للقصر ليأتيه صوت مريم اللاهث و هي تهتف :
– ليث .. أستني !

توقف قاطباً جيينه ثم أستدار لها بكامل جسده قائلاً بتوجس :
– في حاجة يا مريم ؟ !

أجابت و هي تزدرد ريقها بصعوبة :
– رُسل حجزت تذاكر عشان نرجع لمصر !

أحتدت عينيه و هو يقبض علي كف يده مغمغًا من بين أسنانه :
– أمتي دا حصل !

= من شوية ، يا ريت تقدر تتصرف عشان ميعاد الطيارة النهاردة الساعة 2 الفجر !

أومأ برأسه و هو يضيق عينيه بوعيد ثم أنسحب مهرولاً نحو الداخل و منه لغرفتها بخطوات واسعة ، أقتحم الغرفة بوجه قاتم الملامح ليجدها تضاحك مع عبدالرحمن و هي تقوم بتقبيل سائر وجهه بجانب دغدغتها له…

خبت إبتسامتها رويدًا رويدًا عندما وجدته يقف أمامها بكامل هيمنته و قد طلت من عينيه نظرة غموض ، ما أن أنتبه إليه عبدالرحمن حتي أنتفض صارخًا بسعادة :
– بــابــا !

ركض نحوه ليلتقفه ليث من علي الأرض معانقاً إياه ، زرع قبله رقيقه علي شعره الكستنائي الناعم و تبادل معه بعض الكلمات لم تسمع رُسل _ التي كانت تدعي عدم الإهتمام _ أيًا منها..!

أنزل عبدالرحمن بهدوء ليخرج الأخير من الغرفة بسرعة متجهاً للخارج و علي وجهه إبتسامة واسعة ، أغلق ليث الباب بـ المفتاح جيداً ثم أتجه بخطوات ثابتة نحو أحد المقاعد الموضوع في زاوية الغرفة ، جلس بهدوء واضعاً ساق فوق الأخري و صمت لـ ثواني ، قال بهدوء :
– خدتي إذني عشان تحجزي تذاكر ذهاب لـ مصر ؟ !

أجابت بنبرة غير مكترثة و هي تقلب في إحدي المجلات التي بيدها :
– أظنه شئ لا يعنيك ، و بما إننا قبل الحادثة كنا هنطلق و الموضوع أتأجل عشان تعبي أظن أن ده الوقت المناسب للموضوع !

= و مين قالك أني هطلقك ؟ !

ردد بهدوء حذر لتجيب هي بإبتسامة صفراء :
– يبقي أنسب قرار بعد الطلاق الخلع !

برودها يستفزه كثيرًا ليصيح بها بحنق :
– طيب وريني هتعملي أية رُسل ، بس أعملي حسابك أن رجلك دي مش هتعتب البيت أبداً حتي لو وصلت بيا أني أكتفك أيد و رجل !

أنتصبت بوقفتها صائحة و قد ظهرت إمارات الغضب علي محياها :
– أنت لية بتعمل كدا ، لية مصمم تبهدلني معاك ، في وضعنا أحنا الأتنين إستحالة نكمل مع بعض عشان كدا الطلاق هو حل مناسب و يرضينا أحنا الأتنين لكن انت بتعاند و خلاص واخد كل حاجة عند و أنا بصراحة مش عارفة لية ؟ !

أنتفض سريعاً هو الأخر هاتفاً بغضب :
– لا مش بعاند بس مش عايزك تبعدي عني و أنتي مصممة تبعدي !

صرخت بحنق و هي تقترب منه :
– و دا لية بقاا إن شاء الله ؟ !

هتف بغضب أعمي :
– عشان بحبك يا غبية !

صمت خيم علي الغرفة لدقائق و هي متسمرة في مكانها ليقطع ليث الخطوات الفاصلة بينهم و يقف علي بعد إنشات منها ، وضع كف يده علي جانب وجهها مرددًا بنبرة معذبة :
– أيوة يا رُسل بحبك ، بحبك من ساعة ما خطفتك من الفندق ، من ساعة ما شيلتك بين إيديا و أنا حسيت بقلبي اللي كان ميت رجع يدق تاني بقوة لكن مدتهوش إهتمام ، كنت بحب أشوفك بتجري و بتضحكي و مبسوطة ساعتها كان قلبي بيدق جامد عايز يقولي أنها هي دي ، هي دي اللي رجعتني للحياة ، لما كنت بشوفك واقفة مع عمار أو مع أي راجل حتي مع عبدالرحمن بحس أن دمي بيغلي بيفور مش عايز حد يقرب منك غيري أنا لأنك ملكية خاصة .. بتاعتي أنا و بس .. ملكي أنا و بس و ساعة لما كنت باخدك في حضني كنت بحس بإحساس غريب مزيج من السعادة الخوف ، كنت سعيد أنك بتبقي بين أحضاني بس كنت ببقي خايف لحسن في يوم تبعدي عني و تسيبيني ، بس عارفه أنا اللي غلطان عشان متأخر أوي عرفت أنا بعشقك أد أية يا رُسل ، عارف أني جرحتك و سببتلك شرخ ممكن متسامحنيش عليه بس أنا متأكد أنك مش هتسيبيني..

ترقرقت الدموع في مقلتيها و هي مازالت متجمدة مكانها بينما الأخر صمت ينتظر ردها علي كلماته ، ينتظر أن ترتمي بين أحضانه و تبكي ليحتويها لكن حدث العكس تمامًا عندما رددت بقوة و تلكئ و هي تقبض علي كفيها و دموعها مازالت متحجرة بعينيها :
– و أنا يا ليث بقولك و أنا في كامل قوايا العقلية .. أنا برفض حبك .. مشاعرك ملهاش أي قيمة عندي !

كلماتها القاسية أصابته في مقتل خصوصاً الأخيرة ، أهانت كرامته و رجولته ليردد بعدم إستيعاب :
– أنتي واعية للي بتقوليه دا يا رُسل ؟ !

أمسكت بكف يده لتنزله من علي جانب وجهها و هي تومأ ببطئ قاتل و قد أنهمرت دمعة خائنة من عينيها ، بقي لثواني متجمدًا بمكانه لتهتف بهدوء و هي تخرج من الغرفة :
– أتمنالك حياة سعيدة بعيد عني !

فتحت الباب ثم خرجت منه مسرعة و أغلقته خلفها ، بقت لثواني مكانها مستنده علي الباب و إذ بها فجأة تسمع صرخة متألمة حانقة تخرج منه تلاها صوت تكسير حاد بـ الداخل ، أغمضت عينيها تبكي بقهر و هي تشهق بعنف بجانب إنتفاضه و إرتعاشه جسدها..

كتمت فمها بيدها بسرعة ثم صعدت لغرفة أخيها حتي لا يُفتضح أمرها…

فتحت غرفة عمار بسرعة فـ لم تجده داخلها لتحمد ربها حينها ، دلفت للشرفة حتي تستنشق بعض الهواء النقي مما يساعدها علي التوقف عن البكاء لكنه آتي بـ العكس عندما وجدته يخرج يستقل سيارته بعصبية و يخرج بها بسرعة من المكان حتي أحدثت عجلاتها صريرًا مزعجًا…

***

دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و لم يعد بعد لتستغل هي الفرصة و تأخذ شقيقتها و صغيرها و ترحل لكن قبل أن تبلغ باب القصر الكبير إذ بها تسمع صوت عزت الحازم و هو يقول :
– رايحه علي فين يا رُسل أنتي و أختك !

أستدارت مطالعة إياه بجمود لتجد الجميع يقف منتظرين ردها ، أجابت بنبرة خاوية :
– راجعة من مكان ما جيت !

شهقت مرام بجزع قائلة :
– هترجعي مصر و هتسيبيني يا رُسل ؟ !

أجابت بقسوة :
– اللي يهموني خدتهم معايا غير كدا لأ !

رددت ناريمان بعتاب :
– يعني أحنا مش هامينك يا رُسل ؟ !

إبتسمت بشحوب قائلة و هي تتقدم منها :
– لا طبعاً يا طنط مش قاصدي أنتي أو عمار أو إياد ، عمار أخويا و إياد كذلك و حضرتك زي ماما الله يرحمها !

عانقتها بهدوء و هي تتمتم :
– متزعليش مني يا طنط ، بس أنا بجد مش هقدر أتحمل !

ربتت ناريمان علي ظهرها متشدقه بأسف و حزن شديد :
– أهم حاجة راحتك يا حبيبتي !

هزت رأسها بهدوء ثم أنتقلت لعمار و وقفت أمامه قليلاً لتتبين بوضوح تلك الدموع المتجمعة بمقلتيه ، همس بصوت شبه باكي :
– هتسيبيني يا رُسل ؟ !

أنهمرت دموعها و هي تقول بإنهيار :
– هتوحشني أوي يا عمار !

ثم أحتضنته بقوة ليبكي هو الأخر معها ، نعم هي لم تعلم إلا من فترة قصيرة أنه أخاها لكنها أحبته كثيراً و بالمثل هو ؛ فـ هو لم يكن متقرب أو متعلق بـ مرام و مريم حتي ليث و إياد مثلما رُسل..!

أبتعدت عنه بعد دقائق لتهمس بإبتسامة صغيرة و بصوت حاولت صبغه ببعض المرح :
– أنشف كدا ياض معندناش رجالة بتعيط و بعدين هو أنا هسيبك ، أنت كل أجازة هتيجي تقعد معايا اه أنا مش هسيبك تضيع لحسن تروح تشم كوله و لا حاجة !

ضحك من وسط دموعه لتربت علي كتفه بإبتسامة واهيه ، سلمت علي إياد ثم أستدارت خارجة من المنزل بسرعة آخذه حقيبتها و حقيبه عبدالرحمن ، نظرا كلاً من مرام و عزت لطيفها بحزن لتزم مريم شفتيها بعدم رضا ، سلمت عليهم جميعاً ثم خرجت هي و عبدالرحمن بعدما ودعه الجميع و معها إياد الذي أضر علي إيصالهم للمطار…

***

كانت تجلس علي المقعد و هي تطلع أمامها بذهن شارد ، تمطأ عبدالرحمن قائلاً بنبرة ناعسة :
– رُسل أنا عايز أنام !

أفاقت من شرودها تزامنًا مع نداء الموظفة لـ المسافرين لـ مصر حتي يذهبوا للطائرة ، أجابت بهدوء و هي تنهض :
– هنركب بس الطيارة يا عبدالرحمن و بعد أبقي نام براحتك !

أمسكت يده الصغيرة ثم وثبت بخطوات ثابتة نحو البوابة الإلكترونية الذين سيعبرون من خلالها حيث الطائرة و بجانبها مريم ، توقفت فجأة عندما سمعت رنين هاتفها ، قطبت جبينها بدهشة ثم أخذته من جيب بنطالها لتكون صدمتها عندما وجدت أسم ليث هو من يضئ الشاشة..!

تنفست بعمق ثم فتحت الخط قائلة بهدوء :
– ألو !

جاءها صوت غريب قائلاً :
– سيدة رُسل ؟ !

طرق قلبها بعنف عندما أستمعت لتلك الجملة لتقول بلهفه :
– نعم !

= ااااا ، سيدتي ، سيد ليث هنا و قد بلغ السُكر مداه معه ، يريد أن يذهب و أخاف أن يفتعل حادث ، فـ هو لا يري أمامه تقريباً فقط يهذي بأسمك لهذا أتصلت بكِ !

ردت بفزع :
– أملني العنوان حالاً !

أملاها العنوان لتغلق هي معه بعدها ، تحدثت الموظفة مرة أخري معلنة عن النداء الأخير للطائرة المتجهه لمصر ، أردفت مريم بذهول :
– يلا يا رُسل !

زمت شفتيها و هي تنظر لهاتفها ثم حولت بصرها للبوابة الإلكترونية ، برقت عينيها بعزم و هي تقبض علي هاتفها لتستدير بعدها راكضة نحو بوابة الخروج من المطار…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية معشوقه الليث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى