روايات

رواية معشوقه الليث الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم روان ياسين

رواية معشوقه الليث الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم روان ياسين

رواية معشوقه الليث الجزء التاسع والعشرون

رواية معشوقه الليث البارت التاسع والعشرون

معشوقه الليث
معشوقه الليث

رواية معشوقه الليث الحلقة التاسعة والعشرون

– كدا تمام..!
هتفت رُسل بها و هي تملس علي خصلاتها البنية ، تطلعت بتمعن لـ إنعكاس صورتها في المرآة ، ثم أبتسمت بـ رضا ، ألتقطت حقيبتها الصغيرة السوداء ثم خرجت من الغرفة ، تزامن خروجهما من الغرف مع بعضهما ليتسمرا الأثنين معًا ، تطلع لها ليث بشغف من رأسها لأخمص قدميها ، فـ هي كانت تبدو كـ الحورية بحق بـ فستانها الزيتوني القاتم من الچينز الخفيف ، يصل لبعد ركبتيها بـ بعض الإنشات لـ يبين جزء من ساقيها المصبوبتان ، مجسم من علي جذعها العلوي ثم ينسدل بعدها علي جسدها معطيًا بعض الوسع و يطوق خصرها حذام رفيع أسود كما أزرار الفستان في النصف العلوي..
أنتعلت حذاء مقفول بـ اللون الأسود من الشمواه و صففت شعرها بطريقة جذابة مع وضع القليل من مساحيق التجميل علي وجهها..
أما هي فـ كانت تناظره بـ بلاهه فـ هي لا تصدق أن كتلة الرجولة تلك يكون زوجها ، عذرًا كان زوجها ، لكنه يظل حبيبها حتي لو كابرت..
تطلعت لـ ملابسه الشبابية التي تبين سنه بـ شكل جذاب ، فـ كان يرتدي بنطال رمادي قاتم من القماش يضيق قليلًا علي الساق و فوقه قميص بـ اللون الأسود يعلوه بليزر رمادي قاتم اللون ، و يصفف شعره بطريقه رائعة مرجعًا إياه للخلف لكن تمردت بعض الخصلات لتسقط علي جبينه !
كانت هي أول من أفاق من تلك الـ.. ، لا تعلم ماذا تسميها لكن تلك اللحظات التي شردا بها في بعض كانت من أجمل اللحظات حقًا ، حمحمت بنعومة و هي تقول :
– مش يلا ؟ !
أبتسم بإتساع و أومأ لها بخفة ، تقدما من الباب لتقول بتساؤل :
– هو عمار مش هيجي ؟ !
= دا غرقان في سابع نومة ، أصله فضل سهران لغاية العصر و بعد كدا نام !
هزت رأسها بتفهم ثم فتحت الباب و هبطا هما الأثنين ، أستقلت السيارة معه ثم أنطلق بها نحو مدرسة عبدالرحمن ، دقائق دامت من الصمت قطعها بقوله الهادئ الشغف :
– تعرفي أنك حلوة أوي ؟ !
أبتلعت ريقها بتوتر و هي تنظر من خلال زجاج نافذتها ، فـ ذلك الوسيم بحاول اللعب علي أوتار قلبها ، ربعت زراعيها أمام صدرها و هي تقول بـ إيجاز :
– شكرًا !
حك ليث شعره بـ حيرة فـ أنت و يفتقر لـ كلمات الغزل التي كان يمطرها علي حورية ، الأن كأنه لم يغازل فتاة قط ، يهذي فقط بكلامات لا معني لها من وجهه نظره !
غمغم بتحسر :
– طب أقولها أية ، أبو شكلك يا رُسل كان مالي و مالك ، الواحد مش عارف ينطق بحرف معاكي ، و أنا اللي حبست عمار في البيت عشان نبقي لوحدنا و في الأخر كل دا راح في الهوا !
تشدقت فجأة بإهتمام :
– هو أنت راجع أمريكا أمتي ؟ !
قلص وجهه بإستهجان قائلًا :
– أية السؤال الرخم دا ؟ !
رفعت كتفيها هاتفه بلامبالاه مصطنعة :
– عادي يعني ، أصل أنا أعرف مثل بيقول يا بخت من زار و خف !
حسنًا لم تصدمه كثيرًا لأنه يعلم أنها تفتقر للذوق و أن لسانها قد أعتاد علي ” الدبـش ”
قال بإبتسامة سمجة :
– متخافيش يا رُسل هفضل طابق علي نفسك !
تنهدت بخفة و هي تتدعي الضيق لكن داخلها يتراقص فرحًا من كلماته..
***
ترجلا من السيارة ثم خطا تجاه بوابة المدرسة ، و قبل أن يدلفا منها كان يحاوط خصرها بذراعه و يضمها له بخفة ، شهقت بجزع من حركته المباغتة ليقول من بين أسنانه :
– أتعدلي كدا و أركزي مش عايزين فضايح !
تمتمت بغيظ :
– مستغل حقير !
إبتسم بإصفرار و هو يردف :
– لينا شقة تلمنا يا رُسل !
تأففت بحنق ثم أستأنفا تقدمهما ، وصلا لـ مسرح المدرسة ثم أتخذا مقعدين في الصفوف الأولي ، لكنه لم يفلتها بل أبدل مكان ذراعه فقط ، فقد حاوط كتفيها و هو يضع ساق فوق الأخري يراقب ما يحدث حوله بـ عيون ثاقبة ، غمغمت بحنق و هي تتململ في جلستها :
– يا عم أنت لو في تار ما بينا أو خدت منك فلوس و مرجعتهاش قولي و أحنا نتصافي لكن الإحراج دا ما ينفعش !
نظر لها بطرف عينه ثم قال بجمود :
– استحملي عشان أنتي حرامية !
تشدقت بذهول و هي تشير لنفسها :
– أنا ، و يا تري سرقت أية حضرتك ؟ !
أبتسم بإتساع لتظهر غمازتيه ثم قال بدراما و هو يضع يده علي موضع قلبه :
– سرقتي قلبي يا حرامية القلوب !
زمت شفتيها و هي تطالعه بغيظ ، كادت أن ترد لكن صوت المديرة و هي تفتتح الحفلة جعلها تصمت و تنصب تركيزها عليها..
ظلت المديرة ذات المظهر المنمق تتحدث لـ دقائق ثم قالت بإبتسامة هادئة :
– و هنفتتح الحفلة بـ أداء kids grade 1
” kg 1 ”
هبطت المديرة من علي المسرح و ما هي إلا ثواني حتي فُتح الستار ليظهر عبد الرحمن و بعض الأطفال الآخرين ، تعالي التصفيق من الحاضرين و كان أكثرهم ليث الذي تخلي عن ثباته و أخذ يصفق بحماس و قوة لـ صغيره و معه رُسل الذي أخذت تصفر هي الأخري مما لفت الأنظار لهما..!
أشار لهم عبدالرحمن بيده بإشارة ترحيبية و هو يبتسم بإتساع لتبعثله رُسل قبلة في الهواء ، بدأت موسيقي هادئة و طفولية بـ آلة الإكسليفون ، دامت لثواني ثم بدأ عبدالرحمن بـ الغناء بصوت طفولي جميل..
أما رُسل فكادت أن تطير فرحًا بصغيرها الجميل ذا العيون الزرقاء ، فـ كم هي فخورة الأن به و هي تري يقف أمام العشرات و يغني أمامهم بكل ثقة..
أنتهت الأغنية ليمسك عبدالرحمن الميكرفون و يقول بصوت متقطع يقطر براءة :
– seni çok seviyorum Annem
( أحبك كثيرًا أمي )
ضحكت بسعادة جلية و قد أدمعت عيناها بعبارات الفرحة لـ يغمز عبدالرحمن خفية لـ ليث الذي بادله الغمزه بمرح !
تعالي التصفيق مرة أخري ليغلق الستار و يفتح بعد دقائق ليطل منه أطفال آخرون لكن من صف آخر ، خرج عبدالرحمن من باب جانبي يوصل لخشبة المسرح منطلقًا نحو رُسل و ليث كـ القذيفة ، نهض ليث و معه رُسل ليستقبلا الصغير ليلتقفه ليث بين أحضانه رافعًا إياه ، ردد عبدالرحمن بحماس :
– كنت كويس يا بابا ؟ !
غمز له ليث قائلًا بمرح :
– أبن ليث الجندي لازم يكون جامد مش كويس بس !
ضحك عبدالرحمن بخفة لتأخذه رُسل لأحضانها ، قبلت كل إنش بوجهه و هي تقول :
– يا خلاثي علي العسل و القمر بتاعي دا !
جلسا علي مقعدهما و عبدالرحمن علي ساق رُسل ، مر بعض الوقت حتي قاربت الحفلة علي الإنتهاء ليهمس لهما ليث بمكر :
– أية رأيكم نسيبنا من آخر الحفلة و نخرج أحنا التلاتة ؟ !
تمتم عبدالرحمن بحماس :
– أيوة أيوة !
أنتظر رد رُسل لتقول بمرح :
– لو في أكل أنا أشطا جاية !
هز رأسه بإبتسامة بسيطة ثم نهض و نهضت رُسل خلفه و هي تحمل عبدالرحمن..
***
– بابا لو سمحت..
قاطعها عزت بصرامة حاول أن يغطي بها نبرة التعب التي بصوته :
– خلصنا يا مرام ، مفيش عمليات هتتعمل و دا آخر كلام عندي !
هتفت ناريمان بإستعطاف :
– يا عزت بلاش تاخد الموضوع عند ، أحنا كلنا محتاجينك ، أنا و مرام و مريم و إياد و ليث و عمار ، مفكرتش في عمار يا عزت ، دا لسة صغير و مش هيستحمل لو بعد الشر جرالك حاجة !
شرد لوهلة يفكر بحديثها لكن مرام كانت تعلم أنه حتي و إن فكر سيأخذ وقت طويل و بـ حالته تلك كل ثانية تُشكل فارقًا معهم ، تنهدت بخفة و هي تقول :
– أنا طالعة أشم شوية هوا !
لم تنتظر رد أحد و إنما خرجت من غرفة أبيها متجهه للشرفة الواسعة التي بآخر الرواق ، وقفت بها تطالع الزرع الأخضر بشرود ، تفكر بـ حل لـ تلك المعضلة ، ظلت دقائق علي نفس الوضع إلي أن قالت بتصميم و هي تقبض علي هاتفها :
– مبدهاش ، هي لازم تعرف !
فركت جبينها بـ تعب فـ من أين تأتي بـ تلك الجرأة التي ستتلبسها حتي تتصل بـ رُسل و تبلغها بـ ذلك الخبر..
***
دلفوا للمنزل و هم يضحكون بمرح ليقابلهم عمار الضاحك ببلاهه ، تمتمت رُسل :
– شكل في مصيبة !
هتف عمار ببلاهه و هو يقترب من رُسل :
– مبروك يا رُسل ، عشت و شوفت اليوم دا !
أرتفع حاجبيها بدهشة ليقول ليث بتقطيبة :
– في أية ؟ !
هتف عمار ببلاهه و هو يربت علي كتف رُسل :
– رُسل جالها عريس عقبال عندك ؟ !
صرخة مستنكرة صدرت من كلاهما ، ليصرخ ليث بإنفعال :
– نعم ياخويا عريس أية دااا ؟ !
قال عمار ببراءة :
– واحد جه خبط و سأل عن رُسل فـ قولتله أنها مش موجودة سألني أنا مين فقولتله أخوها و..
صرخ ليث بإنفعال :
– أخلص !
أنتفض بفزع من نبرة صوته ليكمل بإرتجاف :
– دخلته و قالي الكلمتين بتوع يسعدني و يشرفني أني أطلب أيد أختك و كدا فقولتله معنديش مانع و قرينا الفتحة !
وضع ليث يده علي قلبه قائلًا بوجه متقلص :
– اه ، هتشليني يا إبن ناريمان ، قريت فاتحة مراتي يا حيوااااااان ، أنت أهبل يلا أنت و عريس الغفلة داااااا !
أما رُسل فـ كانت غارقة بنوبة من الضحك علي طريقة نطق عمار للكلمات و علي أفعال ليث ، مرت دقائق أستطاعت فيها تمالك نفسها لتقول و هي تسبل جفنيها بخجل مصطنع :
– كدا يا عمار تكسفني قدام أبيه ليث ، طب كنا قولناله بعد الخطوبة !
ألتفت لها ليث بحدة مطالعًا إياها بصدمة ، فـ بما تهذي تلك الخرقاء ، هتف عبدالرحمن ببراءة :
– يعني هيبقي عندنا فرح ؟ !
جينها حقًا كاد أن يصاب بسكتة قلبية من ثلاثتهم ليصرخ بغضب و هو يخلع حذائه هامًا بـ إلقائه عليهم :
– يلا يا ولاد الجزم من هنا .
هرع الجميع من أمامه ليرمي بثقل جسده علي الأريكة مفكرًا في ذلك الشخص المسمي بـ عريس الغفلة !
***
رمت بجسدها علي السرير بعدما أبدلت ملابسها و جمعت شعرها علي شكل كعكه ، ضحكت بخفة علي ذلك الموقف و كيف كان ليث علي وشك أنه ينفث نارًا من فمه من فرط غضبه ، هزت رأسها بإبتسامة صغيرة ، فـ اليوم كان من أحلي الأيام التي قضتها بصحبته..
وضعت رأسها علي الوسادة و هي تبتسم بـ حالمية فـ هي تتمني أن يظل ليثها الحبيب هكذا طوال الدهر ، ظلت تفكر و تنسج أحلامها أن غلبها سلطان النوم لـ تسقط خاضعة له…
***
///فـي صـبـاح الـيـوم الـتـالـي
هبطت من علي الدرج بسرعة و شعرها يتحرك معها بـ حرية ، ما أن وصلت لـ بوابة العمارة السكنية حتي وجدت من يقفز أمامها من العدم و علي وجهه إبتسامة مستفزة ، قطبت جبينها قائلة بذهول :
– سامح ؟ !
= ياااااه مش قادر أصدق أن فتحتنا أتقرت يا رُسل !
رفعت حاجبيها بدهشة كبيرة فـ ذلك السمج كان يلمح من قبل لخطبة شقيقتها الصغري مرام ، و الأن هو يقول لها هذا الكلام ؟ !
عندما فهمت أنه هو من كان يتحدث عنه عنار أومأت قائلة بسخرية :
– اااااه هو أنت بقااا اللي عمار قال عليه ؟ !
أومأ بفخر و هو يعدل من ياقه قميصه لتصيح رُسل بحنق :
– بقااا يا مبقع يا أبن المبقعة رايح تخطبني من أخويا اللي لسة مكملش الـ 17 سنة و تطبخ العملة من غير ما أعرف ، أنت فاكر أني هرضي بيك يا شمام يا عدمان يا ناقص يا اللي العشرة منك في سوق الرجالة بـ تلاتة تعريفة ؟ !
فغر سامح فمه بصدمة لكنه أقترب منها قائلًا بإستعطاف :
– أنا بحبك يا رُسل انـ…
و قبل أن يُكمل كلمتة كانت قبضة فولاذية تسدد لوجهه لتطرحه أرضًا تراجعت رُسل للخلف بصدمة و هي تناظر ليث الذي أنقلب حالة مائة و ثمانون درجة بذهول ، قبض علي ياقة سامح ثم رفعه إليه صارخًا به بغضب :
– أفتكر انك انت اللي جنيت علي نفسك !
ثم أنهال عليه بـ الضرب المبرح و هو يسبه بحنق ، فـ من هو لـ يقول لـ معشوقته ، أحبك ؟ !
***
نظرت له بطرف عينها علها تستشف ما ينتوي فعله لكن ملامحه كانت غامضة لم تفهم منها شيئًا ، غمغمت بـ تلجلج :
– اااااا هو…
قاطعها قائلًا بغضب مكتوم :
– ششششششش ، سيبيني دلوقت !
زمت شفتيها بحنق و ىبعت ذراعيها أمام صدرها ، دقائق مرت من الصمت لـ تصيح بنفاذ صبر :
– ما أنا مش ليا ذنب الصراحة عشان تتلوي و تتأمص !
ضغط علي المكابح بقوة ثم ألتفت لها يطالعها بنظرات حانقة ، أقترب منها بوجهه مردفًا بنبرة قوية :
– أعملي حسابك ، الرحلة كمان يومين بعد ما نرجع منها هنروح للمأذون نكتب كتابنا تاني ، لأن بصراحة الموضوع بوخ أوي !
طالعته بتحدي و أنفه و هي تقول :
– و مين قالك أني موافقة !
إبتسم من جانب ثغره بـ ثقة و هو يقول :
– هتوافقي يا رُسل و يا أنا يا أنتي..!
ثم أنطلق بعد ذلك بـ السيارة مستأنفًا طريقة نحو مقر الجريدة..!
***
مر يومين و لم يحدث بهما أي شئ يذكر ، إلي أن جاء يوم الرحلة…
///فـي الـخـامـسـة صـبـاحـًا
كان جميع من يعملون في الجريدة متجمهرين أمام الثلاث أتوبيسات يتهامسون بإهتمام عن الرحلة ، فـ هذا موقف نادر أن يحدث ، توقفت سيارة ليث علي جانب الطريق ليترجل منها بـ خطوات واثقة مما لفت الأنظار إليه ، همست إحدي الفتيات بوله :
– أووووف ، چنتل أوي !
رددت أخري و هي تأكله بعينيها :
– آدي الرجالة و لا بلاش مش أبو حفيظة اللي عندي في البيت !
ضحكن بخفوت ثم صعدا للأتوبيس ، تطلع ليث لـ المكان من تحت نظاراته القاتمة يبحث عن تلك المشاكسة التي خرجت هي و عمار و عبدالرحمن دون أن يعلم ، زفر بتروي و هو يكمل بحثه لـ يلمح عمار يجلس بجانب إحدي النوافذ ، ضيق عيناه بتوعد ثم ذهب بخطوات شبه راكضة للأتوبيس ، صعد له و أخذ يتقدم داخله حتي وصل لـ موضعهم ، أتسعت عيناه بصدمة عندما رأي تلك الخرقاء و ما ترتديه ، تطلع لها بإنشداه مما ترتديه من أول تلك الكنزة البيضاء الفاضحة التي تبين ذراعيها كاملتين و جزء من ظهرها و صدرها فيما تسمي بـ ” الكات ذات الحملات العريضة ” ، إلي تلك البرمودة الجيشية التي تصل لركبتيها !
أمسك بذراعها معتصرًا إياه بين قبضة يده ليردف من بين أسنانه :
– قومي يا محترمة !
شهقت بفزع عندما وجدت من يمسكها من ذراعها و يغرز أظافره به ، تطلعت له بنظرات مهزوزة ليكرر جملته مرة أخري ، هنا و أستعادت نفسها لتقول ببرود و هي تنفض يده عنها بقوة :
– يا ريت تلزم حدودك معايا و بعدين أنا قاعدة هنا و مش هقوم !
أشتعلت عيناه بـ غضب كـ الجحيم بسبب عنادها هذا غير نظرات الرجال التي تكاد أن تخترقها ، تمتم بغموض :
– ماشي أنتي اللي جبتيه لـ نفسك !
ثم مال قليلًا ليحملها علي كتفه كـ ” شوال البطاطا ” صرخت بفزع و هي تقول :
– سيبني يا راجعي يا بربري بقولك سيبنــي !
أشار لـ عمار بأن يأخذ عبدالرحمن و يتبعه ليومأ له الأخر بـ طاعة ، هبط من الأتوبيس تحت نظرات الدهشة و الحقد و الغيرة ثم توجه لـ سيارته ، فتح الباب الأمامي ثم قذفها علي المقعد بقوة لتتأوه هي بألم ، أدخل عمار و عبدالرحمن ثم أستقل مقعد السائق ، صرخت رُسل بإهتياج :
– أنت إزاي تعمل كدا شكلي هيبقي أية قدامهم دلوقت ، أنت مش مدرك هما ممكن يقولوا أية عليا بسببك تسرعك و عنادك اللي ملهوش أي ستين لازمة !
صرخ بوجهها بغضب جام :
– أنا عنادي اللي ملهوش لازمة و لا أنتي يا محترمة يا اللي رايحة تعري لحمك للي يسوي و اللي ميسواش ، دا أنتي ما بتقعديش بـ الهدوم دي في بيتك يا قادرة !
صاحت بحنق :
– أنت ملكش دعوة بيا ، أنت فاهم ؟ !
أمسكها من خصلاتها و أخذ يحركها قائلًا بغيظ :
– متستفزنيش يا بت أنت ، و بعدين أمسحي أم الروچ دا أنتي أية رايحة فرح خالتك ؟ !
أتسعت عيناها بغيظ لـ يسارع هو بمسح الروچ من علي شفتيه بيده ، صرخت بحنق ليأخذ هو الچاكت التي تربطه علي خصرها و يرميه في وجهها قائلة بحنق :
– خدي ألبسي دا ، جايباه أنتي معاكي عيائه !
ثم أنطلق بـ السيارة بسرعة متوسطة حتي يلحق بـ الأتوبيسات التي أنطلقت أثناء شجارهم ، تمتمت رُسل بعبارات ساخطة ليقول الأخر بخفوت :
– جتك نيلة في حلاوتك يا شيخة !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية معشوقه الليث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى