روايات

رواية معشوقه الليث الفصل التاسع عشر 19 بقلم روان ياسين

رواية معشوقه الليث الفصل التاسع عشر 19 بقلم روان ياسين

رواية معشوقه الليث الجزء التاسع عشر

رواية معشوقه الليث البارت التاسع عشر

معشوقه الليث
معشوقه الليث

رواية معشوقه الليث الحلقة التاسعة عشر

– رامي لو سمحت أنا عايزة أروح معاهم !
هتفت مريم بها بحنق شديد ليقابلها رامي برد هادئ قائلاً :
– مش هنروح معاهم يا مريم عشان تهدي كدا ، أحنا رايحين في حتة تانية..!
قالت بملل :
– أيوة اللي هي فين يعني ؟ !
ردد بـ نفاذ صبر :
– دهب يا مريم أستريحتي دلوقت ، و بعدين أحنا هناك مش هنبقي واخدين راحتنا !
نفخت بضجر و هي تنظر له بأعين ضيقة ، رآها و هي بتلك الوضعية ليبتسم بخفة و هو يقوم بتغيير القناة ؛ فـ تلك الطفلة لم و لن تكبر أبداً..!
***
///بـ صـبـاح الـيـوم الـتـالـي
كان يضع الحقائب بـ شنطة سيارته الضخمة ليلتفت بعدم إهتمام عندما سمع صوت ضحكات من خلفه لكنه تصنم مكانه عندما وجدها تطل و هي تمسك بيد عبدالرحمن و لأول مرة تطل بشكل أنثي ؛ بـ فستانها الزيتوني الفاتح الذي يبرز لون عينيها ، فـ كان ينزل علي كتفيها بما يسمونه الـ ” أوڤ شولدر ” مع وجود تموجات علي صدره ، يصل لكاحلها و تنتعل حذاء صيفي أبيض اللون و قد أطلقت شعرها علي كتفيها كما تفعل دائماً..
وقفت أمامه قائلة بدهشة :
– أنت يا كابتن في أية ؟ !
هز رأسه حتي يفيق من شروده و من ثم حمحم بصوت خشن و هو يغلق باب الشنطة ، قال بصرامة و هو يرتدي نظارته الشمسية :
– و لا حاجة ، يلا أركبي !
تنهدت بعمق ثم قامت بفتح الباب الخلفي للسيارة رفعت عبدالرحمن قائلة بمرح :
– هوباااا !
ضحك عبدالرحمن و أردف :
– هو عمار مش هيجي يا رُسل ؟ !
قالت و هي تقبل وجنته :
– جاي يا حبيب رُسل و هيقعد معاك كمان !
آتي بتلك اللحظة عمار و هو يتشدق بمرح :
– يا جماعة أنا عارف و الله أن الطلب عليا كتير !
رفعت حاجبها قائلة بسخرية و حنق :
– طب أدخل يا أخويا يلا أدخل !
قبلها من وجنتها بخفة و هو يقول بمرح :
– عسل يا سولي و أنتي متعصبة !
ضحكت و هي تبعثر له شعره غافلة عن الآخر الذي تنهش به نار الغيرة أكثر و أكثر ، قبض علي فكه بعنف و هو ينظر أمامه بغيظ شديد ، صاح فجأة بصوت قوي جعلهم ينتفضون :
– يــلاااا !
نظر عمار لـ رُسل بخوف لتومأ له بهدوء و هي تزم شفتيها ، أستقلت المقعد الذي بجانبه بينما جلس عمار في الخلف مع عبدالرحمن..
أنطلق بسرعة بطيئة و هو يشير لـ إياد الذي يقود السيارة الأخري ليهز إياد رأسه و هو يقود السيارة أمامه ، فـ هو يعلم الطريق جيداً لوجهتهم..
///بـعـد مـرور بـعـض الـوقـت
– سألتك حبيبي لـ وين رايحين خلينا خلينا و تسبقنا سنين سألتك حبيبي لـ وين رايحين خلينا خلينا و تسبقنا سنين..
إذا كنا عـ طول ألتقينا عـ طول ليش بنتلفت خايفين..؟
أنا كل ما بشوفك كأني بشوفك لأول مرة حبيبي ، أنا كل ما تودعنا كأنك ودعنا لآخر مرة حبيبي ، قلي أحكيلي نحنا مين و ليش بنتلفت خايفين ، قلي أحكيلي نحنا مين و ليش بنتلفت خايفين و من مين خايفين من مين..
كانت أغنية الفنانة فيروز ” سألتك حبيبي ” تصدح بـ سيارة ليث و تدندن معها رُسل بسعادة ، نظر لها بطرف عينه ليجدها تحرك كتفيها بإنسجام مع الأغنية ليرفع حاجبيه بذهول من تلك المجنونة فـ كأنها لم تكن منذ ساعات في الحجز مع المجرمات !
لكنه لم يُصدم عندما علم بما فعلته بـ المسجونات عندما حاولوا ضربها ، فـ هو يعلم أنها قادرة علي ترويض جيش لا عدد من المسجونات !
حمحم قائلاً بجمود :
– أول مرة أشوفك لابسه حاجة تبين أنك أنثي !
أردفت بملل و سخرية و هي تطلع للطريق من جانبها :
– بجد ، يمكن أنت اللي أول مرة تلاحظ لكن غيرك عارف دا كويس ، أصل مش لازم ألبس فساتين و حاجات قصيرة عشان أبان أني بنت !
حسناً أستطاعت إشعال حنقه و غيظه ليقول من بين أسنانه :
– و مين غيري دول اللي عارفين كويس ؟ !
حركت رأسها نحوه قائلة ببرود :
– من كترهم مش بعرف أعد !
قبض علي المقود بعنف حتي أبيضت مفاصله لتنظر مرة أخري نحو الطريق و قد تشكلت إبتسامة متسلية علي ثغرها..
***
وصلوا لحدود منطقة الساحل الشمالي و إذ بهم يقفون عند لجنة لتناظر حينها مرام إياد بنظرات حانقة لينفجر هو ضاحكاً..!
قالت ناريمان بدهشة :
– في أية يا إياد ؟ !
قال و هو يحاول السيطرة علي ضحكاته :
– و لا حاجة يا ماما و لا حاجة !
زمت مرام شفتيها بحنق و هي تتذكر كيف جعلها تركب بـوكـس حتي يأتي بها ، لكنها سريعاً ما أبتسمت فـ هو مجنون و سيظل كذلك !
نصف ساعة أخري من القيادة و توقفت السيارتين أمام منزل خيرية ، ترجل الجميع من السيارات ثم توجهوا لباب المنزل ما عدا إياد و ليث و عمار الذين يأتون بـ الحقائب ، دق عزت الجرس و ما هي إلا ثواني حتي فتحت خيرية الباب متطلعة لهم بـ لهفه ، تمتمت بأعين دامعة :
– محمود ، أخويا !
ثم أرتمت بأحضانه و هي تبكي ليحتضنها عزت بشوق فهي شقيقته الحبيبة و التي تعتبر توأم روحه ، بعد دقائق أبتعدت عنه و هي تمسح دموعها لتقول و هي تربت علي كتفه :
– وحشتني أوي يا محمود !
أردف عزت بشجن :
– و أنتي أكتر يا خيرية..
هتفت رُسل بمرح :
– أية يا خوخه جو العشق الممنوع دا ؟ !
ضحكت خيرية و من ثم أدخلتهم واحد تلو الأخر و هي تسلم عليهم بحميمية لكنها تحفظت قليلاً مع ناريمان ، قبلت رُسل من خدها و هي تقول بعتاب :
– كدا يا رُسل ، كل دا متسأليش عني و لا تيجي تزوريني ؟ !
تشدقت رُسل بإبتسامة صغيرة :
– معلش بقا يا عمتو كنت مشغولة أوي و الله !
تطلعت خيرية لـ عبدالرحمن الممسك بيد رُسل و هو يتطلع لهم ببراءة لتهتف بحنان :
– بسم الله مشاء الله ، الله أكبر ، مين العسل دا يا رُسل ؟ !
قهقهت رُسل و أردفت و هي تحمل عبدالرحمن :
– دا عبدالرحمن يا عمتو ، إبني و صاحبي و حياتي كلها !
أرتفع حاجبي خيرية بدهشة لتغمزها رُسل بمعني أنها ستقول لها بوقت لاحق ، قالت لـ عبدالرحمن :
– دي عمتو خيرية يا بودي ، سلم عليها يلا !
قبلها عبدالرحمن من وجنتها قائلاً ببراءة :
– أزيك يا عمتو ؟ !
ضحكت خيرية و أردفت و هي تحمله من رُسل :
– بخير يا حبيبي..
جاءت بـ تلك اللحظة سهر لتسلم عليها رُسل ، قالت خيرية و هي تنزل عبدالرحمن علي الأرض :
– خدي عبدالرحمن يا سهر ، خليه يلعب في الجنينة معاكي بـ الكورة !
أومأت سهر بحماس لينظر حينها عبدالرحمن لـ رُسل ينتظر موافقته لتهز رأسها له بإبتسامة صغير ؛ فـ أنطلق هو مع سهر نحو الحديقة الخلفية للمنزل..
دلفوا الثلاثة أخوه و هم يحملون الحقائب ثم توجهوا نحو خيرية ليسلموا عليها ، هتف عزت بفخر و هو يشير لهم :
– عمار إبني يا خيرية ، و دا ليث جوز رُسل و إياد جوز مرام !
سلم ليث علي خيرية بـ لطافة و من ثم إياد و أخيراً عمار الذي أغدقها بالأحضان و القبلات ، جلسوا جميعهم و بدأوا بـ الحديث بـ شتي المواضيع إلي أن فُتح باب المنزل و طل منه شاب ذا جسد رياضي مشدود لا يختلف عن جسد إياد كثيراً يرتدي ملابس رياضية ، رفع أسامه حاجبيه بإبتسامة واسعة و هو يقول :
– أهلاً يا جماعة !
سلم عليهم جميعاً إلي أن جاء لـ رُسل ليهتف حينها بمرح :
– أهلاً أهلاً بـ عشماوي !
قهقت رُسل و هي تنهض حتي تسلم عليه ، قالت بمرح :
– أنت لسة فاكر الأسم دا يا أسامة ؟ !
جلس بجانبها و أسند ذراعه لـ كتفها قائلاً :
– و حد ينساه برضو يا رُسل ؟ !
كادت أن ترد لكنه وجدت يد ليث تمتد لتزيح يد أسامة من عليها و تحل محلها يده التي تضغطت علي كتفها بقوة ، لم يعر أسامة لحركته إهتمام و تابع حديثه مع رُسل بينما هي كانت منصبه تركيزها علي ليث ؛ فـ كيف له أن يري يد أسامه و هو ينظر بـ هاتفه و من الواضح أن تركيزه عليه فقط ؟ !
أما الأخر فـ كان يغلي غضباً ؛ فـ كيف لها أن تدعه يسند ذراعه عليها هكذا ، لم يكن يستمع إلي حديثه إلا أنه أرهف السمع حينما قالت مرام بضحك :
– فكرتني بـ القرار بتاع تجنيد البنات ، ساعتها أنا و مريم كنا عمالين نعيط جامد لأننا أصلاً مش كنا هنستحمل ساعة في الجيش و مريم ساعتها أتصلت بـ رامي كانوا لسة مخطوبين في وقتها و قالتله ألحق يا رامي خطيبتك هتدخل الجيش و أنت مدخلتهوش !
ضحك الجميع و من بينهم هو لتتابع مرام :
– و رُسل بقا كانت هتموت و تروح أصلها كان نفسها أوي تدخل كلية عسكرية مع أن أسامة كان هيساعدها تدخلها بس ماما كانت رافضة الموضوع !
مال علي أذنها هامساً :
– عشان الظباط صح ؟ !
هتفت رُسل ضاحكة :
– لماح و الله !
أبتسم بخفة ثم بدأ بـ المشاركة في الحوار الدائر..!
***
///بـ الـمـسـاء
كان الجميع نيام في ذلك الوقت ، فقد قسموا كـ الآتي :
– ناريمان و عزت في غرفة
– رُسل و مرام و معهم عبدالرحمن في غرفة
– عمار و ليث في غرفة
– إياد و أسامة في غرفة
و أخيراً خيرية و سهر في غرفة الأولي ، هبطت رُسل للمطبخ حتي تشرب بعض المياة و بينما هي تتمطئ و هي تهبط من علي السلم كان هناك آخر في المطبخ يشرب أيضاً..!
دلفت للمطبخ بهدوء لتجد ظل كبير في المطبخ يعبث بـ صنبور المياة ، توسعت عيناها بزعر و كادت أن تصرخ إلا أنه ألتف حينها ليراها و قبل أن يتثني لها الصراخ كان يجذبها له مكمماً فمها ، ألصقها علي الحائط البارد هامساً بحنق :
– أثبتي يا رُسل أنا ليث !
هدأت حركتها قليلاً فـ أزاح كف يده عن يدها ببطئ ، صرخت فجأة :
– أنت بتـ..
كمم فمها مرة أخري ليهمس حينها بحنق :
– يا متخلفة لو حد صحي و جه شافنا هيبقي شكلنا وحش !
غمغمت بصوت مكتومة فأبتعد عنها لتقول بصوت عالي نسبياً :
– خلاص خلاص ، بـس أنت أية اللي عملته النهاردة مـ…
بترت كلماتها عندما وجدته يرجع لها مرة أخري بوجه قاتم إستطاعت تمييزه رغم الظلمة التي تحيط المكان إلا من ضوء الحديقة الخلفية..
أتسعت عيناها بصدمة عندما وجدته يميل عليها مكبلاً تلك المرة شفتاها بشفتيه ، توقف تفكيرها عن تلك النقطة أهو يقبلها الآن أم أنه مجرد حلم أم ماذا ؟ !
أما الأخر فكان بعالم آخر غير الذي به ، رفعها إليه حتي أصبحت قدميها لا تلامسان الأرض و هو مازال مستمراً بتقبيلها ليشعر بتخشبها بين يديه فعلم حينها أنها مازالت تحت تأثير الصدمة ، ثواني و أبتعد عنها مسنداً جبهته لجبهتها ، قال بهدوء و هو يلتقط أنفاسه :
– مرة تانية لو مسكتيش هسكتك بالطريقة دي !
أنزلها علي الأرض ببطئ ثم غادر المطبخ بهدوء ، دقائق مرت و مازالت رُسل متجمدة بمكانها إلي أن شهقت بصدمة قائلة :
– دا..دا باسني !
وضعت يدها علي فمها متطلعة حولها بأعين متسعة ، فـ يبدو أن هذا الجبل خضع و لو قليلاً..!
***
/// صـبـاح الـيـوم الـتـالـي
كان الجميع يتجهز حتي يذهبوا للشاطئ ، أرتدت مرام شورت چينز يصل لـ قبل ركبتيها ببعض السنتيمترات و فوقه كنزة بيضاء بدون أكمام و من ثم خرجت من الغرفة حتي تدع شقيقتها تدخل لترتدي هي و عبدالرحمن ، و بينما هي تضع قدمها علي أول سُلمه في الدرج إذ بها تسمع صوت إياد الساخر و هو يقول :
– أزيك يا رانيا يا يوسف ؟ !
رفعت حاجبيها بدهشة و هي تلتفت له ليجذبها من يدها و يدخلها الغرفة التي تمكث بها مرة أخري ، ما أن أغلق باب الغرفة حتي صاح بحنق :
– أية اللي أنتي لبساه دا يا مرام ، دا أنا كنت بفكر أخليكي تتحجبي تقومي تلبسي المسخرة دي ؟ !
أجابت بذهول :
– يا إياد أحنا رايحين البلاچ و الله !
أردف بعند :
– و لو ، غيري المسخرة اللي أنتي لبساها دي حالاً !
نفخت خديها بحنق و من ثم توجهت لـ حقيبتها ، أخذت منها بنطال چينز يصل لبعد ركبتيها بـ شبر واحد ، و كنزة رمادية اللون تصل لمنتصف الساعد ، صاحت بغيظ :
– حلوين دول ؟ !
تفحصهم قليلاً ثم قال و هو يشير بيده :
– مش بطالين ، و أعملي حسابك يا مرام أني هاخدك النهاردة و نروح نجيب لبس محجبات عشان خلاص أنا قررت أنك تتحجبي !
= بعيداً أني كنت بفكر في الموضوع دا الفترة اللي فاتت بجدية بس أية اللي خلاها تطق في دماغك مرة واحدة كدا !
زفر بحنق و هو يردف :
– عشان حضرتك بتحلوي كل يوم عن اليوم اللي قبله و أنا مش هستحمل واحد يجي يبصلك عشان ساعتها هروح أفقعله عينه الأتنين !
نظرت له لثواني بدهشة لكنها ما لبست حتي ضحكت بعذوبة ، بادلها الضحكة العذبة و هو يقترب منها ، عانقها و هو ينطق بعشق :
– أنا عايز أحافظ عليكي يا مرام ، أحافظ عليكي حتي من نفسي !
وقفت علي أطراف أصابعها و دفنت وجهها بتجويف عنقه قائلة :
– ربنا يخليك ليا يا إياد !
أبتسم بحب و هو يقبل عنقها قبلة صغيرة رقيقة ثم أبتعد عنها قائلاً بمرح :
– طب يلا ألبسي عشان الشيطان بصراحة بيوزني علي حاجات مش كويسة و أنا بحب أسمع كلامه أوي !
شهقت بخجل ثم زمت شفتيها متشدقه بغيظ و هي تدفعه لخارج الغرفة :
– طب أطلع برا يا قليل الأدب أنت !
هتف بمرح :
– طب هقعد و مش هعمل صوت ، هغمض عيني طاااه !
توقفت عند عتبة الباب ثم أغلقت الباب بعنف في وجهه ليقهقه بإستمتاع و هو يعبث بشعره..
***
دلف عمار للغرفة التي يتشاركها مع ليث هاتفاً و هو يظهر عضلاته الوهمية :
– أوعاااا علي فورمة الساحل ، البنات هتبقي حواليا زي الرز كدا !
أنزل ليث كنزته البيضاء و هو يتطلع لـ عمار الذي يرتدي مايوة أسود اللون و فوقه كنزة بـ اللون النبيذي ، قال بفتور :
– كويس أنك جبت حاجة عدلة ، أنا كنت شاكك أنك تجيب مايوة عليه ميكي !
حك عمار شعره قائلاً بوجه متقلص بشكل مضحك :
– هو الصراحة كنت هجيبه لولا رُسل الله يعمر بيتها ضربتني بـ القفا و قالتلي أكبر بقا يا حيوان و قامت منقيالي دا !
ضحك بخفة ليُفتح الباب و يدلف عبدالرحمن الذي يرتدي مايوة بـ اللون الأزرق و كنزة سوداء ، قال ببراءة :
– تحت بيقولوا يلا !
أومأ عمار و من ثم ذهب ليبقي ليث مع عبدالرحمن ، زم عبدالرحمن شفتيه و كاد أن يخرج لكن صوت ليث الصارم أوقفه قائلاً :
– أستني !
طالعه بخوف و هو يقترب منه ليميل ليث عليه حاملاً إياه ثم خرج ، بينما هو يهبط من علي الدرج إذ به يشعر بـ عبدالرحمن يقبله علي وجنته و هو يقول بنبرة بريئة :
– شكراً يا عمو علي الحاجة اللي أنت جبتهالي !
أبتسم ليث إبتسامة صغيرة ثم قال و هو يشد وجنته المكتنزة بلطف :
– مفيش حد بيقول لـ باباه شكراً أو يا عمو ، مفهوم يا عبدالرحمن ؟ !
أومأ عبدالرحمن و هتف بسعادة و هو يحاوط عنقه :
– حاضر يا بابا !
هبط للأسفل ليجدهم متجمعين أمام باب المنزل ، فور شاهدتهما رُسل حتي أبتسمت بـ إتساع فـ يبدو أن عبدالرحمن أستطاع كسب ود ليثها و ترويضه..!
***
وصلوا إلي الشاطئ و فور أن وضعوا حاجيتهم حتي خلع إياد كنزته ليبقي فقط بـ المايوة ذا اللون البينك الفسفوري ، جذب مرام من يدها قائلاً بمرح :
– تعالي يا شابة ، دا أحنا هنغرقوكي !
ضحكت بخفة و من ثم ركضت خلفه بـ المياة الدافئة ، جلست رُسل علي إحدي المقاعد حتي تخلع لـ عبدالرحمن كنزته و تلبسه الـ ” life jacket ”
هتف أسامة بضحكة سخيفة :
– مش هتنزلي يا رُسل ؟ !
كادت أن ترد لكن ليث كان الأسرع في حمل عبدالرحمن و إمساك يدها و هو يقول بضحكة صفراء :
– طبعاً هتنزل معايا ، جوزها !
نطق أخر كلمة و هو يجز علي أسنانه ثم توجه بهما نحو البحر و تبعه عمار ، قالت رُسل بخفوت :
– علي فكرة دي قلة ذوق ، أسامة أبن عمتي برضو !
ضغط علي كفها بقوة آلمتها فألتفتت له بحنق لتلاحظ حينها أنه قد خلع كنزته لتظهر عضلات صدره الصلب و عضلات بطنه السداسية ، نظرت أمامها بحنق لتجد إحدي الفتيات ذات الملابس الفاضحة الملقبة بـ ” البكيني ” تطالعه بوقاحة ، أشتعلت عيناها بغيرة واضحة و هي ترمقها بإستحقار ، توقف في مكان حيث تصل المياة لبداية صدره من الأسفل ، نظر لـ رُسل ليجدها تجاهد بأن لا تتعدي المياة أول عنقها ، ليضحك ضحكة مكتومة و هو يجذبها نحوها حتي ألتصقت به ، حاوط خصرها و رفعها قليلاً قائلاً بنبرة غلب عليها المرح :
– طلاما أنتي قصيرة متتكلمتيش ليه و قولتي ؟ !
تشبثت بمنكبه و تشدقت بغيظ :
– هو أنت عشان ربنا رزقك بشوية طول هتدوش علي خلق الله و لا أية ؟ !
أجابها بإستفزاز :
– أنتي ربنا خد من طولك يا رُسل و حطه في لسانك !
رفعت حاجبها بغيظ و كادت أن ترد لكنها صرخت بخوف و هي تشعر بنفسها تُرفع للأعلي ، نظرت أسفلها لتجد عمار يحملها علي كتفيه ، صاحت بحنق :
– نزلني يا عمااار حالاً !
سمعت ضحكات عبدالرحمن و ليث لتقول برجاء :
– ليث ، خليه ينزلني عشان خاطري !
صاح عمار و هو يلقيها للخلف :
– سدي مناخيرك يا سولي !
صرخت بجذع و هي تسد أنفها و فمها لتبتلعها حينها المياة ، ثواني و ظهرت و هي تشهق بعنف محاولة أخذ أنفاسها ، لتجدهم جميعاً يتضاحكون و قد آتوا إياد و مرام و ناريمان و عزت و خيرية و أسامة ، أمسكت بعمار قائلة بحنق و هي تغطس رأسه في المياة :
– يا حيوااااان !
تركته و توجهت نحو عبدالرحمن الذي يلعب هو و سهر بغيظ ، هتف إياد :
– بتعرف تعوم بقاا يا أسامه ؟ !
أكد أسامة ليقول إياد لـ ليث :
– أية رأيك يا ليث نعمل سباق ؟ !
أبتسم ليث بتحدي و أومأ قائلاً بثقة :
– يبقي تهنيني من دلوقت أنت و هو !
أردف أسامة بتحدي يضاهيه :
– هنشوف يا ليث !
نظموا أماكنهم ثم أنطلقوا سباحةً نحو إحدي الصخور البعيدة نسبياً ، قالت رُسل بإبتسامة واثقة :
– أكيد ليث اللي هيكسب !
أخذوا يتشاورون حول من الذي سيفوز غافلين عن تلك الأعين التي تراقبهم بحقد شديد خصوصاً مرام…و رُسـل !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية معشوقه الليث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى