رواية مشاعر مبعثره الفصل الثالث 3 بقلم إيمان شلبي
رواية مشاعر مبعثره البارت الثالث
رواية مشاعر مبعثره الجزء الثالث
رواية مشاعر مبعثره الحلقة الثالثة
اوقات بنفضل نعافر بكل طاقتنا عشان موضوع معين يكمل لكنه بكل أسف مبيحصلش بل بالعكس ده كل الطرق بتتقفل في وشنا وكأن الدنيا عدونا اللدود اللي رافضه تخلينا نعيش اللي بنتمناه من غير تعب ومعافره ودموع!
بيجي علينا لحظه بنتعب فيها من كتر الجري ونقف في نص الطريق لا مننا قادرين نرجع ولا مننا قادرين نكمل
لحظه بنفقد فيها طاقتنا ،شغفنا ،احلامنا ،نفسنا
لكن للاسف مضطرين نكمل طريقنا
الشئ الوحيد اللي ممكن يهون علي البني آدم هو اليقين والثقه بالله
لما يبقي جواك يقين أن حتي لو كل الطرق اتقفلت اكيد ربنا هيفتح طريق مكنش علي البال ولا النيه
اكيد ربنا ليه حكمه في كل اللي بيحصل
حكمه في التعب
حكمه في الفشل
حكمه في النصيب
مش بنبقي قادرين نفهمها ولا نعرف اي هي إلا في النهايه
واكيد بعد كل التعب والمعافره والفشل والدموع وكسره النفس والقلب هيعوضنا بشئ مكانش متوقع
اما هنحصل علي اللي طول عمرنا بندور عليه
او هيحصل عكس ده وهنحصل علي اللي ربنا كاتبهولنا والاحسن وألطف بكتير من اختيارنا
-سرحان في ايه ياحبيبي؟!
لف وعلي ملامحه القلق :
-انتي ايه اللي قومك من علي السرير بس مش الدكتور قال نرتاح شويه
ردت بضيق طفولي :
-زهقت يانوح وبعدين انا الحمد لله بقيت كويسه
مدلها ايده بابتسامه:
-طب تعالي اقعدي علي الكرسي وانا هروح احضرلك حاجه تاكليها
مسكت أيده وهي بتهز رأسها بنفي :
-متتعبش نفسك ياحبيبي مش جعانه
رد بأصرار:
-كيان أنتي لازم تأكلي عشان اللي في بطنك وعشان صحتك
-بس…..
-مفيش بس هناكل سوا
-امممم إذا كان كده ماشي
اتنهد وباس راسها بحب وحنان :
– خمس دقائق والأكل يكون جاهز
بعد مرور ربع ساعه
كيان وهي بتبصله بحب وامتنان:
-ربنا يخليك ليا يانوح انا اسفه تعباك معايا اوي
مسك ايديها وباسها برقه :
-مستعد اتعب العمر كله في سبيل راحتك يا كيان
– انا بحبك اوي
-وانا بحبك اوي ومش قادر لحد اللحظه ديه اصدق انك معايا
عيونها لمعت بالدموع وهي بترد بنبره مهزوزه:
-كل ما افتكر الايام اللي عيشت فيها مع عثمان قلبي يتقبض وبخاف
ضغط علي ايديها بلهفه :
-اوعي اوعي تخافي طول مانا موجود
سندت رأسها علي صدره وهي بتاخد نفس عميق وبتقوله :
-ربنا يسامحه بابا هو السبب في كل اللي حصل ده
-باباكي الله يرحمه كان بيحبك وعايز مصلحتك زي اي اب
-بس غصبني يا نوح وانا مكنتش متقبله عثمان
حاوط وشها ومسح دموعها برقه :
-اللي حصل حصل خلاص انتي معايا دلوقتي وفي حضني ده مش كفيل ينسيكي اللي فات!
حاوطت رقبته وهي بتغمض عينيها براحه وامان:
-كنت بتوحشني اوي يانوح وعمري ما نسيتك ولا لحظه
حاوطها بكل قوته وغمض عيونه وهو بيتنهد تنهيده طويله :
-كنت طول الوقت بلوم نفسي اني كذبت عليكي وكان نفسي لو اقابلك حتي لو صدفه واحكيلك كل اللي جوايا لكن كل الظروف كانت معنداني
كيان انتي مكرهتنيش صح؟
-عمري يا نوح أنا مستعده اكره كل العالم إلا أنت
نوح أنا ا انا حسيت معاك بمشاعر عمري ما قدرت احسها مع حد تاني ،ا انا كنت ببقي علي طبيعتي معاك ،بعمل اي حاجه وبقول اي كلمه من غير ما اخاف انك تفهمني غلط،تعرف أن بالرغم اني اتجوزت عثمان لكن كان جوايا يقين اننا نبقي مع بعض في يوم
-اول ما عرفت انك مريضه روحي خرجت من مكانها
وقتها الدنيا وقفت ،حواسي وقفت ،كل حاجه اتعطلت
مكنتش قادر اتخيل حياتي من غير وجودك
حتي لو مش مع بعض بس كنت عارف أنك عايشه ويمكن يجي يوم واشوفك ولو صدفه!
دعيت ليل مع نهار انك تبقي بخير
بكيت لربنا لدرجه طلبت منه ياخد تعبك ويجيبه فيا
مكنتش قادر استحمل صوتك وانتي بتتوجعي
ولا قادر اشوف دموعك وانتي بتتحسري علي شعرك اللي وقع
انا عمري ما كنت اتخيل اني احب حد بالشكل ده
انا اصلا كنت حالف ما احب ولا اتجوز ولا اكرر تجربه امي وابويا واظلم معايا اطفال صغيره واحطهم في اختيار يبقوا معايا أو مع مامتهم
لكن لما شوفتك كل حاجه اتغيرت
كل قرار ،كل كلمه ،كل مشاعري اتغيرت علشانك انتي
بعدت عنه وعيونه بتلمع بالدموع :
-نوح اوعي في يوم تبعد عني
-انتي اللي اوعي تبعدي عني لاني من غيرك ولا حاجه
غمضت عينيها بتعب وسكتت شويه وملامحها باين عليها الوجع
-كيان مالك ؟
ردت بتعب وصعوبه :
-ب بطني يا نوح و وجعاني اوي
رد بغباء :
-من ايه طيب انزل اجبلك مُسكن؟!
-م مُسكن ايه ااااه انا شكلي بولد يانوح
-بتولدي!!!
نهار اسود ط طب وانا اعمل ايه ا اتصرف ازاي ا اروح فين
اروح اسخن مايه؟!
ردت بتعب وعصبيه :
-مايه ايه اللي تسختها يخربيييتك اتصل بالاسعاف
قام وقف وهو بيدور على الفون بتوتر ولهفه
-التيلفون فين التيلفون
صرخت بوجع ودموع :
-ااااه نوح بسرعه مش قاااادره
مسك الفون وضغط علي الإسعاف
-الو ل لو سمحت ا أنا بولد و ومحتاج عربيه دلوقتي الله يخليك
-بتولد!!!
خبط علي دماغه بغيظ :
-ياختاااااي ا انا اسف ا انا اقصد يعني مراتي بتولد و وانا مش عارف اعمل ايه لو سمحتوا ابعتولي اسعاف دلوقتي
-تمام يافندم قول العنوان بسرعه
-عنوان ايه ؟
-عنوان حضرتك يافندم!
-اه اه ا العنوان *******
-ااااااه بولد الحقونااااااي
قرب منها بلهفه وقلق ومسك ايديها :
-حبيبتي معلش استحملي بس خمس دقائق الإسعاف جايه في الطررريق
ردت بعياط وهي بتضغط علي أيده :
-اااااه مش قادره يانوح مش قاااادره شيلني ووديني المستشفي
-اشيل مين؟
صرخ*ت في وشه بعصبيه:
-شيلني
-ياحبيبتي اشيلك اايه بس هو انا قادر أشيل نفسي؟
-طلقني يانوح طلقنااااااااااي انت السبب منك لله انت السبب في اللي انا فيه دلوقتي
رد بذهول :
-الله وانا مالي ما هو بمزاجك!!
-عاااااااا طلقني طلقني بولد بولد بولد بولد
-ياحبيبتي والله خلاص الشارع اللي جنب اللي جنبنا عرف انك بتولدي مش محتاجه تأكدي المعلومه
-يابااااااارد ياتلاااااااجه
-مقبوله منك ياروح قلبي
كانت لسه هترد عليه بس الباب خبطت والإسعاف كانت وصلت
-اااااه منك لله كشفت راسي ودعيت عليك طلقني
-حاضر قومي انتي بالسلامه وانا هطلقك
قالها وهو بيجري وراها علي السلم وهي علي نقاله وبتدعي عليه
ردت بغيظ وتعب:
-طلقه في دماغك عايز تطلقني يا نوح؟
بص للممرض بذهول :
-الله مش هي اللي بتقول طلقني؟
مسكت أيده وعضتها وهي بتصرخ جامد
أصبح الوضع كالاتي
نوح بيحاول يفك أيده وبيصرخ بوجع وكيان رافضه تسيبه وبتصرخ بوجع اكبر!!
الحمد لله ولدت بالسلامه بعد مرور ساعه عدت علي نوح كأنها سنه
-حمدلله علي سلامتك ياروحي
ابتسمت وردت بتعب :
-الله يسلمك ياحبيبي
البيبي حلو
رد بغرور مصطنع :
-طبعا قمر زي ابوه
ابو نوح وهو بيضربه في كتفه وبيقرب من كيان عشان تشيله:
-انت هتحور لا طبعا هو قمر زي مامته
اخدته منه بابتسامه :
-حبيبي يابابا ربنا يخليك لينا يارب
نوح وهو بيبص للبيبي بحب ومشاعر كتير متلغبطه:
-جميل اوي ياكيان
-اوي بس تعرف هو فعلا جميل زيك
-مُراد
بصيتله باستغراب فابتسم وهو بيمسك ايديها :
-هنسميه مُراد علي اسم اخوكي الله يرحمه
ابو نوح باستغراب :
-انتي كان ليكي اخ
ردت بحزن :
-الله يرحمه كان توأمي وم*ات واحنا عندنا عشر سنين
-الله يرحمه ياحبيبتي
اتنهد “نوح” وهو بيبص قدامه وبيفتكر اللي حصل من سنتين
فلاش باااك
-الف سلامه علي حضرتك ياخالد بيه
كان “خالد” نايم فوق السرير وجسمه متحاوط بأجهزه ومتعلق له محاليل وحاطط نفس
كانت حالته خطيره بشكل يخض وكأنه بيودع الحياه
شال النفس ورد بتعب:
-ا الله يسلمك يابني
-حضرتك طلبت تقابلني خير
-ق ق قبل اي حاجه ا انا اسف يانوح يابني
نوح بسخريه:
-اسف؟؟
بعد ايه ياخالد بيه
حضرتك متأخر اوي
هز رأسه وهو بينهج بتعب اكبر:
– ع عارف ع عارف انه متأخر اوي لكن حط نفسك مكاني
ا ا اي اب مكاني هيبص لمصلحه بنته و…..
قاطعه بقسوه وشراسه:
-مصلحه بنتك كانت معايا مش مع عثمان
حتي لو كنت بكذب عليها في كل حاجه بس كنت بحبها وكنت مستعد اعمل اي حاجه عشان ابقي مناسب ليها
-م م مش وقته الكلام ده يانوح ا انا عارف اني كنت غلطان و وندمت علي اختياري لعثمان و وبدفع تمن غلطتي دلوقتي
-حضرتك عايز توصل لايه دلوقتي ؟
-ا انا بوصيك ت تخلي بالك من كيان لو جرالي حاجه
ابتسم بسخرية ووجع :
-وجوزها ده كيس لب يعني
-جوزها طلقها يانوح ،ط طلقها بعد ما سرق كل أملاكها وهرب ب بس انا داريت علي الموضوع لان مش وقته هي تعبانه
-يعني ايه يعني هي متعرفش أنه طلقها؟؟
هز رأسه بنفي :
-ب بعتلها ورقه طلاقها علي البيت
-امتي الكلام ده؟
-النهارده ا انا موجود هنا بسبب ازمه قلبيه من اللي حصل
ا انا مش فارق معايا اي فلوس ا المهم دلوقتي كيان
ه هي بتحبك و و وجودك ه هو الشئ الوحيد اللي ممكن يهون تعبها ويساعدها في مرحله العلاج
خ خليك معاها يانوح و ولو ربنا شفاها مش هعترض ابدا انكم تتجوزوا وتعيشوا اللي باقي من عمركم و و كح كح كح
نوح بقلق وهو بيحط النفس علي بوقه :
-ارجوك كفايه كلام انت تعبان
اوعدك كيان في عيني وفي قلبي ومش هبعد عنها مره تانيه مهما حصل
مشي من عند “خالد” وراح نحيه اوضتها
اول ما دخل كانت مريم قاعده علي الكنبه اللي في الأوضه وعيونها مليانه دموع
-تعالي يانووح اتفضل
قرب منها وهو بيبتسم ابتسامه باهته :
-انتي مش دكتوره نفسيه مش كده
هزت راسها بأحراج :
-انا بنت عمها و وعمي خالد هو اللي طلب مني اروحلك لحد عندك واكذب عليك يمكن قلبك يحن وتيجي
هز رأسه من غير ما ينطق ولا حرف وبص نحيه السرير
كانت نايمه ودموعها علي خدها وبتهزي بأسمه كالعاده
سحب كرسي وقعد قدام السرير وسحب ايديها وباسها برقه وهو بيهمس:
-كيان حبيبتي انا هنا متخافيش انا مش هسيبك تاني ابداً
فتحت عيونها بتعب اول ما سمعت صوته وكان في اعتقادها أنها بتحلم
-نوح
-عيون نوح
-ا انت ا انت هنا ولا انا بحلم
-انا موجود ياحبيبتي مش بتحلمي
فجأه اتنفضت من مكانها بصدمه :
-نوح
-وحشتيني
بصت علي الباب برعب :
-ن نوح ا انت ايه اللي جابك هنا امشي بسرعه ا امشي عثمان لو عرف ا انك هنا هيأذيك ا ا امشي ارجوك …
-هشششش اهدي متخافيش عثمان مش هيقدر يجي لانه هرب
-هرب!
-بعد ما سرق كل أملاكك وبعتلك ورقه طلاقك
-ي يعني هو طلقني و و….
-انتي زعلانه؟!
هزت راسها بنفي وهستريه:
-لا لا طبعا ا انا مبسوطه م مبسوطه اوي ا انا مش بكره في حياتي قده يانوح ا انا عيشت معاه اسوء ايام حياتي
-انسي كل اللي فات خلينا في اللي جاي
ا انا اسف على كل حاجه
انا جاي النهارده عشان ابقي معاكي في كل خطوه
وجاي اقولك وحشتيني اوي وان حياتي من غيرك صعبه اوي
بالرغم أنه فات سنه لكن لا حبيت ولا هحب حد زي ما حبيتك ياكيان
عيونها لمعت بالدموع وهي بتضغط علي أيده :
-ا انت كمان وحشتيني اوي يانوح
ب بس ياتري هنقدر نعيش حياتنا زي ما رسمنا قبل كده ولا الموت هيخطفني منك
-بعد الشر عنك متقوليش كده انتي هتبقي كويسه وهنتجوز ونعيش حياه مستقره ونجيب اطفال يملوا علينا الدنيا وهنفضل نحب بعض لحد اخر نفس
-تفتكر؟
-افتكر اوي خليكي واثقه في ربنا اللي جمعنا بالرغم من كل الظروف ديه
بااااك
-نوح نووووح
-هه ن نعم ياحبيبتي
-بقولك مالك ياحبيبي
مسك ايديها وباسها برقه :
-بفتكر اللي حصل من سنتين
فاكره يا كيان لما قولتلك
“اننا هنتجوز ونعيش حياه مستقره ونجيب اطفال يملوا علينا الدنيا ”
-وانك هتفضل تحبني لحد اخر نفس في عمرك
حضنها وهو بيتنهد براحه :
-الحمد لله انا اسعد واحد في العالم
-انت احن واجمل راجل في العالم
عمري ما هخاف انك تتغير في يوم
او حبك يقل لو شكلي اتغير أو وزني زاد أو حصلي اي مشكله
هفضل واثقه انك هتحبني زي مانا وهتتقبلني بكل عيوبي لانك لما كان عندي المرض وشعري ورموشي وقعوا كنت كل مره تشوفني تقولي اني جميله
لكن في الحقيقه انا مش جميله إلا بعيونك انت
في جمله أتقالت في فيلم “The Fault in our Stars ”
بتقول :”من يُحبنا ونحن في اسوا حالاتنا ، هم من يستحقون أن يبقوا في قلوبنا إلي الأبد ” !
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مشاعر مبعثره)