رواية مسافات مشاعر الفصل الرابع عشر 14 بقلم روزان مصطفى
رواية مسافات مشاعر الجزء الرابع عشر
رواية مسافات مشاعر البارت الرابع عشر
رواية مسافات مشاعر الحلقة الرابعة عشر
قال رحيم: طيب، إستني هطلع أغير هدومي وأجي معاكِ
نظرت له فرح بـِ صدمة وقالت: تروح معاها فين؟ إنت بتهزر ولا بـِ تتكلم جد؟
نظر لها رحيم بـِ ضيق وقال: لا بتكلم جد، هروح معاها أشوف الدنيا إيه وأخُدلها الولاد جايز بـ تعيط بـ سببهُم
ردت عليه رضوى بـِ قرف قائِلة: أكيد بتعيط عشان ولادها، أومال إنت فاكِرها بـِ تعيط عليك إنت؟
فقد رحيم أعصابُ وقال: ما خلِصنا يا رضوى عرِفنا إنك بتفردي عضلاتِك! إركني على جنب لحد ما أغير هدومي وأجيب الولاد وأنزِلك
وقفت رضوى وهي تضع يدها في خصرها وتنظُر بـ قرف لـ فرح التي قالت لـ رحيم بـِ حُزن: إتفضل الورق أهو خُده معاك وإنت طالع أنا هروح
ثُم نظرت لـ رضوى قائِلة: وإنتِ وحياة ربنا لا أقدِم فيكِ بلاغ في القِسم وأعملِك محضر، إوعي تفتكري إني هعديهالك
رضوى بـِ لا مُبالاة: يا ماما خوفت رُكبي بـِ تخبط في بعض، روحي يا حبيبتي متقصريش في اللي هتعمليه
صعد رحيم وتجاهلهُم وخلفه شقيقُه، أنا فرح أوقفت سيارة أُجرة وركِبت بها وغادرت
تأخر رحيم نِصف ساعة تارِكًا رضوى في الشارع تتحلطم بـ ملل وتقول: بني أدم قليل الذوق إلا ما قالي إطلعي عند الحجة مثلًا، معرفش مها بتحبُه على إيه
نزل رحيم أخيرًا وبـ يديه حامِلًا التوأم، حملتهُم رضوى منه فـ قام بـِ فتح السيارة وركِبت رضوى بـِ جانبُه وعلى قدميها الطفلين
إنطلق أخيرًا ذاهِبًا إلى مها وأثناء قيادتُه قالت رضوى: أنا بحذرك تنكِد عليها أو تقولها كلمة كِدا ولا كِدا تزعلها، إنت فاهم؟ حُط في إعتبارك إنها بترضع أطفال والحُزن غلط عليها، وبعدين هو إنت هتخُش عليها إيدك فاضية ولا إيه؟
نظر لها رحيم نظرة جانبية وقال: عدي يومك يا أخت رضوى لإني عديت الفضيحة اللي عملتيها تحت بيتي بمزاجي، إحترامًا لإنك سِت يعني
رضوى نظرت له وقالت بـِ رفعة حاچب : إنت هتهددني إنت والسلوعة بتاعتك ولا إيه؟ أنا مبخافش ومبحبش حد ييجي على صاحبتي حتى لو كان مين، ولا عشان البت يتيمة يعني ومن إيدكُم دي لإيدكُم دي هتبيعوا وتشتروا فيها، وفاكرين ملهاش ظهر!
إبتسم رحيم بـِ سُخرية وقال: وإنتِ بقى ظهرها؟
قالت رضوى بـِ ثقة: على الأقل بحاول أكون كِدا، عُمري ما أنسى وقفتها وجدعنتها معايا بعد عمليتي، كانت تنزل تشتغل
وبفلوس شُغلها قبل ما تتجوزك تشتريلي فراخ ولبن وحجات ليا والدواء من فلوسها، ومتجيبش حاجة لنفسها.. وتوقف تنظفلي البيت عشان جـ|رحي مفتوح وتطمن عليا ويتهد حيلها وتاني يوم الصبح يحصل نفس الكلام، لغاية ما وقفت على رجلي، مش قادرة أرُد ليها دينها وفضلها عليا، مش راضية تاخُد مني فلوس
لمعت عينا رضوى بـِ دموع وقالت: والله العظيم إنت معاك سِت قلبها دا جوهرة، وهي جوهرة، سِت متتعوضش، ومعرفش إزاي حد يبقى معاه مها ويدور في صناديق الزِبالة على بواقي نسوان
شرد رحيم في الطريق وظهرت إبتسامة على ثُغره رغمًا عنه، لإنها بـِ الفِعل يُعتمد عليها، وجميلة، وطيبة
ظل يحصي مُميزاتها وتذكر شروده وتخيلُه لها عِندما كان في دورة المياه، حرك رأسُه يمينًا ويسارًا مُحاولًا أن يفيق، ثُم قام بـِ صف سيارتُه على جانب طريق تُجاري لـ يترجل منه قائِلًا: هجيب حاجة وجاي.
أغلق باب سيارتُه تارِكًا رضوى مع الأطفال تُلاعِبهُم وتحتضنهُم
أحضر معه أغراض كثيرة ووضعها في الخلف ثُم عاد لـِ مِقعد السائِق وأغلق الباب، قاد مُجددًا حتى وصل لـِ بناية رضوى، حملت هي الأطفال وحمل هو الأكياس
صعدوا على الدرج حتى وصلوا إلى باب الشقة المُغلق
فتحت رضوى الباب وهي تقول: إتفضل يا أستاذ رحيم
سمعت مها إسمه فـ إعتدلت في جلستها على الأريكة وهي تنظُر لـِ باب الشقة، وجدته بـِ الفُعل وبـِ رِفقته أطفالها
مسحت وجهها بـِ كف يديها وهي مُبتسِمة بـِ سعادة عندما رأته مع الأطفال
أغلقت رضوى الباب وهي تحمل الأكياس وتضعها في المطبخ
وحمل رحيم الطفلين وهو يقترِب من الأريكة التي تجلِس عليها مها
جلس بجانبها واضِعًا الأطفال داخِل حُضنها، إحتضنتهُم فرح وهي تُقبِل رأسُه وتقول وهي تبكِ مُجددًا وتقول: أنا أسفة والله إني سيبتكُم أسفة
أحنى رحيم رأسه وبدأ الحديث معها قائِلًا: أنا كمان أسِف يا مها، خرجت عن شعوري وإتصرفت غلط معاكِ
نظرت له مها وهي تبتلع ماء جوفها، خرجت رضوى من المطبخ قائِلة: هنزل أشحِن كارت الفون..
إقتربت من رحيم وقالت: راضي البت متبقاش بقف
رفع رحيم حاجب قائِلًا: متختبريش صبري كتير وإتكلي
نزلت رضوى وتركتهُم بـِ مُفردهُم، مسحت مها وجهها وهي تنظُر للأطفال قائِلة: هحُطهُم جوة عشان نايمين خالص
رحيم بـ هدوء: أيوة أنا صحيتهُم عشان أجيبهُم
مها بـِ رِقة: شُكرًا إنك جيبتهُم بـِ نفسك
حملتهُم ووضعتهُم على الفِراش، عِندما جائت لـِ تخرُج من الغُرفة وجدت رحيم خلفها تمامًا داخِل الغُرفة
كانت الدموع لا تزال تنهمِر من مقلتيها، فـ قال رحيم وهو يبتلع لُعابُه مُثبِتًا نظراتُه عليها: جبتهُم بـِ نفسي، عشان كُنت عاوز أشوفِك
إتسعت عيناها صدمة ثُم عقدت حاجبيها وهي تضع يدها على جبهتُه وتقول: شكلك عندك سخونية، أو عندك تقلُبات مزاجية
إلتقط كف يدها الذي وضعتُه على جبهتُه وقبلُه قائِلًا: أنا واعي وفايق
بـِ ذات اليد التي تُمسِك كف يدها، قرب أصابعُه من وجنتها وهو يمسح الدموع المُنهمِرة منها قائلًا: أنا بس مش برتاح غير لما تكونِ قُدامي
أفلتت كف يدها من بين يديه بـِ صعوبة بالِغة مُتجاهلة قلبها الذي ينبُض بـِ شدة وقالت رغمًا عنها: مش هقدر أسلِملك تاني يا رحيم، وإنت بتتكلم قُدام عيلتك كُلها وقالولك طب ليه خلِفت لو مبتحبهاش، قولتلهُم عشان سِت ومعايا في نفس البيت، يعني أنا بـ النِسبة ليك مُجرد شهـ|وة “عُذرًا للكلِمة”
ودي حاجة بتوجعني يا رحيم مش هقدر أتحملها، إنت مبتحبنيش أنا عارفة ومش هجبِرك تعيش معايا تاني
أغلقت عينيها وهي تتنفس بـِ صعوبة ثُم قالت مُتعمِدة عدم النظر لـ عينيه حتى لا تضعف: طلقني يا رحيم، وروح إتجوز اللي
بتحبها، أنا بعفيك مني ومن تحمُلك ليا
فتح رحيم شفتيه صدمة
وكأنها لم تقُل شيئًا، إقترب منها.. خطت هي خطوتين للخلف ثُم أوقفها عمدًا الفِراش خلفها
كان رحيم قد وقف أمامها تمامًا، شعرة واحدة تفصِلهُم حتى يكونا مُلتصقين!
وفجأة قرب رحيم رأسه منها و..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)