روايات

رواية مزيج من القهوة والحياة الفصل الأول 1 بقلم سلمى عاطف

رواية مزيج من القهوة والحياة الفصل الأول 1 بقلم سلمى عاطف

رواية مزيج من القهوة والحياة الجزء الأول

رواية مزيج من القهوة والحياة البارت الأول

رواية مزيج من القهوة والحياة الحلقة الأولى

_ ماما أنا محتاجة أروح لدكتور نفسي
في ليالي الشتا الجميلة وعيلتي العزيزة متجمعة مع بعضها بيتكلموا خرجت من أوضتي اللي ملازماها طول الوقت وقربت من أمي اللي كانت مشغولة في الكلام مع أبويا وقولت الكلام دا بدون أي مقدمات.
لقيتها سكتت فجأة وبصت ليا وعنيها ماليها الصدمة وكأني ارتكبت جريمة
ردت عليا بصوت مشتنكر ومالية الصدمة في نفس الوقت
_ دكتور نفسي! ليه إتجننتي عشان تروحي لدكتور نفسي، امشي من قدامي حالًا يا ميرنا
رديت عليها وأنا بحاول أهدي من عصبيتي:
_ يا ماما هو أنا عشان هروح لدكتور نفسي أبقي مجنونة، ماما أنا تعبانة بجد
قامت من مكانها ووقفت قدامي وقالت بصوت عالي:
_ تعبانة من اي ياختي ده أنتِ نايمة واكلة شاربة محدش، وعندك شغل غيرك مش لاقيه، اي اللي يخليكي تتعبي ياختي ها، اعملي حاجة مفيدة بدل الكلام الفاضي دا، قال دكتور نفسي قال.
قربت منها وأنا بحاول أوضح ليها قد إي أنا تعبانة لكن هي تجاهلت كل دا وسابتني ومشت، بصيت للأرض بحزن وبعدين بصيب لبابا فكان الرد منه إنه كان متجاهل الحوار كله من أوله وبيقلب في موبايله وكل اللي قاله:
_ جدك كلمني وقال انك وحشاه وعايز يشوفك، خودي أجازة من شغلك كام يوم، وجهزي نفسك عشان تروحي البلد.
ابتسمت بحزن واتجهت لأوضتي مرة تانية وأنا ماليني اليأس، ليه مش فاهمني، ليه مش عايزين يسمعوني ولو لمرة أنا بجد تعبانة، هما مش واخدين بالهم من السواد اللي واخد جزء من عيوني، ووشي البهتان، من قعدتي طول الوقت في أوضتي، كل دا محسوس ولو للحظة إني مش كويسة ومحتاجة حد جمبي…
مسكت مخدتي وضميتها بكل قوتي وكتمت صرختي المقهورة جواها وبدأت دموعي تنزل لا إراديًا، في الفترة الأخيرة بقي عندي شعور بالذنب، شعور الوحدة دائمًا محاوطني، وعدم التقدير لشخصي، خوف من العلاقات كل دا تعبني وخلاني دائمًا ملازمة أوضتي وفكر واحد ملازمني إني مليش لازمة والإكتئاب تمكن مني، كل دا بسبب إني كل ما بحاول أعمل أي حاجة بفشل، علاقات صداقة وفي النهاية بكون الطرف الشرير، شغلي اللي كنت شاطرة فيه وبعدين بدأت أهمله بسبب كلام زميلاتي المُحبط، كلام من نوعية ها مش هنفرح بيكي، أنتي كبرتي غيرك معاه عيلين وتلاته، شكلك تعبان، مالك تخنتي كدا ليه، اي الحبوب دا وشك بقا بشع، وكلام من دا كتير وانا بكتم في نفسي لحد ما فقدت الثقة في ذاتي وحسيت إني هنفجر من الحزن واللي كمل عليا وقهرني عدم إهتمام عيلتي بكل دا.
اتنهدت بتعب وهربت من كل تفكيري للنوم عشان أجهز لأجواء القرية اللي هتخفف عني كتير بجانب حنان جدي وجدتي اللي بيطبطب علي قلبي .
______________________________________
شنطتي علي كتفي واقفة في الشارع مستنية أي ميكروباص عشان أروح لقرية جدي اللي بينا وبين المنصورة نص ساعة، وأخيرًا بعد وقت طويل من الزهق جات العربية المنشودة وركبت فيها لمغامرة القرية، بقالي فترة كبيرة مروحتهاش بسبب انشغالي، ودلوقتي رايحه بعد محايلات كتيرة لمديرة المدرسة اللي شغالة فيها عشان تديني أجازة والحمد لله تم الموضوع بنجاح.
نزلت من العربية وركبت ما يُسمي بالتوكتوك واتجهت لمنطقة جدي .
انتهي بيا الطريق وأنا واقفة قدام الباب، رفعت ايدي وخبطت بهدوء، وبعد دقيقة الباب اتفتح وظهرت جدتي أول ما شافتني خدتني في حضنها بقوة وقالت بفرحة
_ حبيبة قلب تيتا، نورتي يا قلبي، تعالي تعالي
دخلت وراها بإبتسامة وأنا عنيا بتدور في البيت لحد ما وقعت علي جدي اللي قاعد علي الكنبة وفي أيده الجورنال متغيرش نفس القاعدة بتاعته كل ما أجي هنا ساب الجورنال من أيده لما سمع صوتي وانا بناديه بسعادة وجية ناحيتي وحضني بحنية
_ حبيبة قلب جدو من جوا وحشاني يا عيوني، كدا تغيبي عن جدك كل دا
بوست إيده وقولت :
_ متزعلش مني يا حبيبي حقك عليا هعوضك عن غيابي اليومين دول.
_تعالي يلا بقا احكيلي عن حياتك وأيامك زي زمان، عما جدتك تحضرلك الأكل اللي بتحبيه
أخدني من أيده وقعدني جمبه وفضلنا نتكلم مع بعض وضحكتي مفارقتنيش، بعترف اني بنسي كل أحزاني وأنا جمبهم.
_ مالك يا عيون جدك الحزن مالي عيونك، احكيلي.
ابتسمت بحزن رغم الفرحة اللي ملت قلبي أنه أخد باله لكن منحبتش أزعله وغيرت الموضوع وانا بكلمه عن شغلي كمدرسة واللي بشوفه من الطلاب وهو سابني علي راحتي ومأجبرنيش أتكلم
ثرثرة كثيرة محببة لقلبي وابتسامة صافية ورائحة طعام جدتي تملأ المكان، دفٔ كان يشتاقة قلبي وبشدة….
___________________________________
بالليل اتجهت للبلكونة ومعايا كوباية شاي موبايلي اللي مش بيفارقني ورفعت نظري للسما وأنا بتنفس بعمق وأتأمل النجوم نزلت نظري ناحية الأراضي اللي قدامي والزرع بيتحرك أثر الهواء اللي بيحركة بقوة، فجأة فوقت من سرحاني لما حسيت بحركة برا في الصالة، جدي وجدتي ناموا من بدري، حسيت بخوف وخرجت وأنا بتسحب ببطء، وفجأة الكهربا قطعت بصيت حواليا بخوف ورفعت موبايلي وفتحت الكشاف ونورت قدامي وفضلت أمشي ببطء لحك ما وقفت بخوف وصرخت بقوة لما الكشاف نوره وقع علي حد قدامي لكن ملحقتش أشوف وشه كل اللي شوفته
لمعة السكينة اللي كان ماسكها في أيده وبعدها الفون وقع مني، محستش بنفسي غير وأنا بصرخ بأعلي صوت
_ الحقوني ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مزيج من القهوة والحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى