رواية مزيج العشق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نورهان محسن
رواية مزيج العشق الجزء الرابع والعشرون
رواية مزيج العشق البارت الرابع والعشرون
رواية مزيج العشق الحلقة الرابعة والعشرون
الفصل الرابع و العشرون ( اعلنت التمرد ) مزيج العشق
ماكر هو يتحدث فارتجف ك ورقة خريفيه
تتلاعب بها رياح شغفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود الي قصر البارون
قامت بتعديل ثوبها قبل الخروج من غرفة الملابس للنوم
تفاجأت بوجوده في الغرفة معها ، و ظلت تنظر إليه بصدمة.
رأته جالسًا على حافة السرير عارياً لا شيء يغطي جسده سوى المنشفة فقط ، ولم يلاحظ أنها دخلت ، و واضح عليه الشرود.
تسارعت دقات قلبها وهي تتفحص جسده العاري أمامها بعيون واسعة ثم عضت علي شفتيها في حرج ، و اخذت تشتم تحت لسانها.
هل هذا وعدها لنفسها و هي بالداخل ؟
ها هي الآن تذوب بمجرد رؤيته هكذا !! تسألت في نفسها بإستغراب كيف لم تشعر بدخوله الي الغرفة؟
★★★
أما بالنسبة لأدهم ، فقد كان يفكر فيما حدث
Flash Back
اثناء تناوله الغداء معهم ، كان يلاحظ نظراتها الحزينة التي لم ترفعها عن طعامها ، و ظل يلقى باللوم على نفسه كثيرًا ، وقرر أن يكتشف ما حدث في المكتب.
حينما هدأ من ثورة غيرته التي تجعل الإنسان يبالغ في أصغر الأشياء ، رأي أنه لا يوجد سبب منطقي لكل ما يفعله معها ، وأن اتهامه لها بالكذب في الأساس لم يكن سوى حماقة منه ، ولكن لم يكن ذلك بإرادته ، لأن الغيرة تشوش العقل ولا تسمح بالتفكير العقلاني تمامًا.
★★★
على الفور توجه ادهم مباشرة إلى الشركة ، وفتح الكمبيوتر وشغل تسجيل الكاميرات وشاهد ما حدث ، ليكتشف ان كارمن لم تكذب عليه كما توقع ، لقد أخبرت السكرتيرة بأنها ذهبت إلى مكتب صديقتها .
شعر بالغباء والغضب من نفسه ، ليشعر بفوران الدماء في عقله ، فأنها كادت أن تفقد حياتها بسبب تهوره و إنفعاله عليها ، وجرحه لها بحديثه الغاضب معها الذي كان بسبب غيرته القاتلة عليها.
ذهب إلى مكتب ياسمين ، وهو لا يري أمامه من شدة سخطه في تلك اللحظة.
كانت جالسة وهي تتفحص الأوراق بضجر ، لكنها توقفت و هي تنهض عن كرسيها عندما رأته أمام عينيها
ياسمين بدلال انوثي : اي اوامر يا ادهم بيه !!
صاح أدهم بجدية ووجه صارم ، وهو يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يرتكب بها جريمة الآن : تكتبي استقالتك حالا قدامك خمس دقايق يلا..
اختفت الإبتسامة عن وجه ياسمين التي تسألت بإستغراب : ليه كدا انا حصل مني حاجة يا فندم؟
ضيق ادهم عينيه قائلا بحدة : انتي عارفه عملتي ايه كويس !! تسجيل الكاميرات صور كلامك مع كارمن و هي بتبلغك بخروجها لصحبتها و لما سألتك قولتي متعرفيش
شعرت بالغباء الشديد بسبب هذه الثغرة التي لم يتم أخذها في الحسبان و هي تدبر خطتها ، لكنها أرادت إنقاذ الموقف ، لذلك سرعان ما هتفت قائلة بإستعطاف : انا اسفه جدا يا فندم انا نسيت و الله
هتف بها بشراسة و هو يضرب علي المكتب بقوة : نسيانك دا كان هيموتها انهاردة و رفدك دا اقل عقاب ممكن اعملو فيكي .. من غير مناقشة تكتبي استقالتك و مش عايز اشوف وشك تاني مفهوم
صرخ في الكلمة الأخيرة بصوت عالٍ ، فإتنفضت من مكانها وهي تمسك القلم و تميل علي المكتب لتكتب الاستقالة بأصابع مرتجفة ، فكانت مرعوبة حقًا من نظرته الشرسة إليها.
★★★
عندما عاد إلى المنزل وصعد إلى جناحه ، دخل الحمام الملحق بالجناح وأخذ حمامًا سريعًا ، ثم تذكر أن ملابسه كانت بالداخل عند كارمن ، فذهب إلى الغرفة و هو ينوي أن يعتذر لها على ما حدث.
لكنه لم يجدها في الغرفة ، وسمع صوتًا قادمًا من غرفة الملابس ، فجلس كما هو منتظرًا خروجها.
Back
★★★
في الوقت الحالي
ابتلعت كارمن لعابها بصعوبة و هي ترمش بعينيها ، ، وعقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بخجل وتبعثر : ايه دا .. انت ليه قاعد عريان كدا ؟
رفع وجهه في اتجاها ونظر إليها ، لتنحبس أنفاسه تلقائيًا في صدره من مظهرها الساحر في ثوب النوم الناعم ، الذي أظهر جمال بشرة ذراعيها البضة.
اخذ أدهم يتنفس بهدوء ، و يحاول السيطرة على مشاعره الشغوفة تجاهها ، و يركز انتباه علي ماسيقوله بعد ان استحوذت علي حواسه تلك الفاتنة التي تقف أمامه بعودها الرشيق.
تحدث بصوته الرخيم في صمود مفتعل رغم تشتته الداخلي من مشاعره المفرطة نحوها : كنت داخل البس هدومي بعد ما اخدت دوش ولاقيتك جوا فقعدت استناكي
واصل حديثه بابتسامة خبيثة ظهرت على شفتيه ، وأراد أن يتلاعب بأعصابها قليلاً : ولا كنتي عايزاني ادخلك جوا و انتي بتغيري هدومك
ازاد احمرار وجهها من الخجل الذي يعشقه بها ، و هتفت بتبرير وإنفعال فيما اخذت تلوح بيديها في الهواء : لا طبعا مقصدش كدا .. انا بس اتخضيت من قعدتك كدا قدامي مش اكتر
ضحك ادهم بخفة : طيب هدي اعصابك .. المهم كنت عايزك في موضوع
ردت كارمن بسخرية ، و هي ترفع احدي حاجبيها بعد أن تذكرت ما فعله بها وأرادت استفزازه : خير .. ناوي تكمل محاضرة اتهامك ليا اللي مخلصتهاش الصبح
صر علي أسنانه سخطًا من أسلوبها معه ، فهي اصبحت تشعل غضبه بسهوله ، ليتمتم : بطلي تريقة وخليني اتكلم
قام أدهم من مكانه ، مستقيما بطوله أمامها ، وأصبحت عضلات صدره تتألق بلمعة من الضوء الخافت للغرفة أمام عينيها ، واخذت هي تحسب فرق الطول بينهما.
هي ليست قصيرة ، ولكن عندما يقف بجانبها تشعر أن جسدها ضئيل أمام جسده العريض.
نفضت عنها هذه الأفكار ، وهي ترمش بعينيها و تعاتب نفسها على شرودها الكثير بتفاصيله ، واخذت تستمع إلى ما كان يقوله بأعين متسعة من الذهول.
ادهم ببرود : خروجك بدون اذني في وقت الشغل ايا كان السبب دا غلط يا كارمن
خطت نحوه خطوتين ، ووضعت يديها علي خصرها ، وأجابت عليه بانفعال ، بعد أن نجح بإشعال غضبها بإصراره على أنها كانت مخطئة : تاني .. تاني بتقول نفس الكلام .. هو كان ايه اللي حصل لما اتمشيت خطوتين و روحت اشوف صحبتي
اردفت بنبرة مفعمة بالغيرة لم تستطع إخفاءها من انفعال اعصابها ، وهي تقبض علي كفها بشدة : لا و في الاخر بتصدق كلام وحدة لابسه شبه الرقاصات زي اللي مخليها سكرتيرة مكتبك و تكذبني انا
تبخر غضب أدهم كله في هذه اللحظة عندما شعر بغيرتها عليه ، و غمره الفرح لذلك حاول بمكر استغلال توترها العصبي في هذا الوقت لصالحه.
اجاب ادهم بهدوء : مين قال اني بكذبك ..؟
كارمن بعبوس : مش دا كان كلامك الصبح !!
ادهم بنفى : لا مش عشان كدا..
ثم ابتسم بخبث مردفًا ببراءة مزيفة : و بعدين مالو لبس السكرتيرة ؟؟
تذكرت كارمن مظهرها المثير للإشمئزاز ، وهي تجعد حاجبيها قائلة بإمتعاض : مقرف و شكلها علي بعضه اصلا مستفز .. ازاي دي سكرتيرة مكتب محترم مش عارفه؟
اتسعت ابتسامته ، لتكشف صف اسنانه المتساوية و متناسقه بجاذبية ، قائلا بمكر : بالعكس دي كلها انوثة و فيها شوية امكانيات جامدة
فتحت فمها علي اخره ، و اتسعت عيناها بدهشة من كلماته الجريئة ، وازداد سخطها فهو يتغزل بإمرأة أمامها بكل وقاحة كأنها هواء لا وجود لها.
هتفت فيه كارمن بإنفعال شديد : انت قليل الادب .. ايه الكلام الوضيع اللي انت بتقوله دا؟
اقترب منها خطوة قائلا بصوته الرخيم يتخلله المكر على عكس طبقة صوتها العالية : و فيها ايه لما اعبر عن اللي شوفته .. انتي ايه اللي مضايقك ؟
اجابت بغيظ : و انا هضايق ليه انت حر..
خطرت على بالها صورة الشخص الذي أنقذها هذا الصباح ، و أرادت أن تستفز أدهم بنفس الطريقة التي استفزها بها ، فوضعت يديها على جبينها ، متظاهرة بالتفكير ، قائلة بمكر أنثوي و تغير مجري الحديث تماما : انا تقريبا شوفت اسم مراد عزمي دا قبل كدا في الاخبار .. شكله بزنس مان مهم و معروف وكمان وسيم جدا
رفع أدهم حاجبيه وتشنج جسده بعد سماعه اسم ذلك المقيت ، وهو يتذكر نظراته إليها ، ليقول بتهكم و هو يلمس انفه بتوتر : لا والله
مالت برأسها جانبا ، ثم نظرت إليه ببراءة مصطنعة ، وبالكاد أخفت ضحكتها بعد رؤية وجهه ، الذي تغير بعد سماع سيرة مراد و قد توترت عضلات جسده ، لتعلم أنها أصابت وتر حساس بداخله ، وستجعله يحترق بنفس النار التي حرقها بها الآن ، ثم أجابت ببراءة و سخرية مبطنه تقصده بها : ايوه واضح عليه انه انسان مهذب و راقي اوي في معاملته مع الناس
كور أدهم قبضته في عصبية مقاطعا حديثها بصوت مرتفع ، وهو علي وشك أن ينفجر فيها : كارمن
ابتلعت كارمن ريقها بصعوبة ، حالما رأته يتقدم نحوها ، و علمت انها قد تمادت من بروز عروق رقبته ، واحمرار وجهه من شدة الغضب.
تراجعت بخوف تلقائي للخلف ، فإستمر في الاقتراب منها حتى توقفت عن التراجع عندما شعرت أنها اصطدمت بالجدار خلفها ، واصبح هو أمامها مباشرة.
ارتجف جسدها من الارتباك ، و بدأت تتحدث مع نفسها بتوتر داخلي : انا اتسرعت و لا ايه .. يخربيتي بقيت بقول كلام غبي وافكر بتفكير غريب في اوقات اغرب .. اتورطتي يا كارمن
استغل أدهم صمتها وسكونها ليحيطها بجسده ويداه على الجانبين.
نظرت في عينيه الداكنتين ، مغمغمة بكلمات غير مترابطة : انت .. ليه .. واقف كدا .. هو في ايه !!
مال أدهم بجانب أذنيها وهو ينفث انفاسه الحارة علي عنقها بغضب ، فحينما يشعر الرجل أن المرأة التي يحبها ترى شخصًا أخر أفضل منه و تمدحه ايضا ، تجعله يكره رأيها ولا يريد أن يسمعه من الأساس ، حيث أن الرجل الطبيعي يريد كل ما تتفوه به امرأته من مدح يكون موجه نحوه هو فقط ، هذه هي أنانية الرجال المعروفة.
همس أدهم بفحيح غاضب ، بينما رغمًا عنه مستمتع بهذا القرب الشديد منها : ابدا مفيش كل الحكاية ان مراتي بتتغزل في واحد تاني قدامي .. قوليلي المفروض اعمل فيها ايه ؟
أصبحت متوترة اكثر ، وشعرت بالفراشات تطير في بطنها فأغمضت عينيها ، ورائحة جسده المثيرة تقتحم أنفها وتسلبها عقلها.
كان هو ايضا يستنشق عطرها الرائع الذي كانت تضعه على رقبتها ، تحفزه على التهامها فلم يعد بإمكانه التحكم في نفسه اكثر ، و أراد أن يتذوقها بفمه ، فنزل إلى رقبتها ولمسها بشفتيه في شوق ورقه بالغة مستمتعا بنعومتها.
تجمدت أنفاسها وتخدرت مما تفعله شفتيه بها ، و بدون ارادة منها ، رفعت يديها ووضعتهما على صدره العاري ، وأصابعها ترتجف من قبلاته البطيئة والمثيرة على رقبتها.
شعر بإستسلام جسدها بين يديه ، لكنه لا يريد أن تكون علاقتهما جسدية فقط ، لقد أراد يأخذ روحها وقلبها وعقلها منها ، انه يرغب بإمتلاك كل شيء فيها ، لكن بحبها له وإرادتها الكاملة ، سوف يكتفي مؤقتًا بهذا التغيير الذي يحدث بينهما حتى الآن.
مرت لحظات قبل أن يبتعد عنها بصعوبة ، لكنه ما زال يحيطها بيديه ، قائلا بصوت أجش من شدة مشاعره العنيفة التي وصلت لدرجة الغليان بداخله : مش بتردي ليه .. اعمل فيكي ايه ؟
حاولت السيطرة علي ذاتها ، واخذت تتنفس ببطء قائلة بخفوت وتلعثم : مش انا .. لا انت اللي بدأت الاول
نظر أدهم إليها بمكر ، ورفع حاجبيه ، قائلا بتساءل : بترديهالي يعني ..!!
لا تدري كيف استطاعت ان تنطق بتلك الكلمات بثبات في مثل هذا الموقف ، لتجيب بكبرياء الأنثي : محدش احسن من حد .. وممكن بقي تلبس هدومك وتخرج عشان انا عايزة انام
تغاضي هو نبرة التحدي في صوتها ، ليهمس أدهم متظاهرا بالاستياء ، وهو يحاول الاقتراب منها مرة أخرى : مش ملاحظة انك بقيتي تطرديني من اوضتي كتير
دفعته من صدره و كأنها تدفع الحائط ، لتهمس بصوت مرتعش بسبب ضيق التنفس الذي تشعر به من اثارته لجسدها : اطلع برا يا ادهم
ابتسم ادهم علي توترها ليغمغم : ماشي هخرج بس بمزاجي
أمسك يدها بين يديه ورفعه إلى فمه ، وقبّل راحة كفها من الداخل بدفء لدرجة أن قشعريرة لذيذة ركضت في جسدها بالكامل.
أنزلت عينيها بخجل منه ومن ضعفها أمامه ، ثم أحست ببعده ودخوله الي غرفة الملابس ، حيث تركها وحدها تتخبط في مشاعرها المضطربة بسببه.
تقدمت من السرير ، وجلست على حافته لأن قدميها لم تعد قادرة على حملها اكثر من ذلك.
بعد لحظات رأته يخرج من الغرفة بسروال قطني فقط وهو عاري الصدر ، ثم غادر الغرفة بهدوء ، وكأنه لم يقترب منها منذ قليل و بعثر مشاعرها بلمسات خفيفة منه فقط.
ما الذي يريده بالضبط ؟
هل هذا تعذيب جسدي لها ، أم أنه من فولاذ ؟
هي لا تعرف حقًا ، لكنها ستريه من تكون كارمن المتمردة من الغد ، همست لنفسها و هي تكاد تقطم اظافرها من القهر : ماشي يا دراكولا اما نشوف يا انا يا انت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي الفصول اضغط على : (رواية مزيج العشق)