رواية مزرعة الغضب الفصل السابع عشر 17 بقلم نرمين قدري
رواية مزرعة الغضب الجزء السابع عشر
رواية مزرعة الغضب البارت السابع عشر
رواية مزرعة الغضب الحلقة السابعة عشر
ولكنه فاق علي حركة غريبة في الحديقة وراي خيالات من بعيد وكان في صراع بين شخصين اقترب ولكنه وقف مكانه فقد كانت هبه في وضع مخل مع اخر واحد كان يتوقع عاصي أن يجده
ولكنه ابتعد دون أن يراه أحد وجري مسرعا داخل الفيلا و علي وجه علامات لا تفسر
دخل عاصي الفيلا ولكنه صعق مما راي لقد كانت هبه مع اقرب صديق له صديقه الذي كان يؤتمنه علي كل اسراره
ظل عاصي مكانه فتره لكي يستوعب ما يحدث حوله
كيف تحولت بنت خالته التي كانت بمثابه اخت أخري له لذلك الوحش المخيف و صديقه. لماذا يخونه فقد فعل من أجله الكثير ولماذا لم يتقدم صديقة لخطبة هبه؟؟ لماذا اختار طريق الغير صحيح؟ رغم أنه يعلم أنه إذا تقدم لها سوف يحظى بالقبول ظلت أسئلة كثير تدور داخل ذهنه ولم يجد لها إجابه ولكنه شعر بيد تربط علي كتفه بحنان
التفت عاصي ليجد أخته تربط علي كتفه وتقول بحزن:
+ مستغرب ليه يا عاصي هي دي حققيتهم بس انت الانتقام من روز واهلها كان عميك من سم اللي حواليك
قال عاصي بحزن شديد :
– طيب ليه يا رنا ليه ماهر يعمل معايا كده وهبه ليه احنا اللي اخدناها في بيتنا رغم أن ابوها رمانا و ماكنش عاوزنا عنده ولما طلق خالتي ، وخالتي اتجوزت واحد غيرة وما كنش عاوز هبه احنا فتحنا ليها بيتنا
نظرت له رنا بشفقه وقالت :
+ بص يا عاصي ماهر دايما كان بيغير منك وكانت واضحة غيرته في مواقف كتير بس انت اللي ما كنتش شايف و اللي خاتمها يوم ما تقدم ليا وانت رفضت انت رفضته علشان انت كنت شايف أن انا مينفعش افتح بيت واتجوز غير لما اخف ولكن هو شافها أنه هو مش قد المقام علشان كده انت رفضته و من يومها اخدك عدو ليه
. اما هبه فهي طول عمرها كده
انت فاكر يوم ما خرجنا من المزرعة هنا وانا كنت تعبانه اوي صحيح كنت صغيرة قوي بس في مواقف بتعلم معاك
فاكرة زي ما يكون حصل انهاردة لما دخلنا بيت خالتي وما كنش عندنا مكان نروحوا يومها خالتك دخلتنا اوضت هبه علشان نقعد فيها هبه قربت مني وقالت لي وانا عيانه يارب تموتي علشان متاخديش الأوضة بتاعتي
و جرت علي مامتها تقولها انا عاوزة الاوضه بتاعتي مليش دعوة طلعيهم برا و فضلت تعيط لحد ما جوزها خيرها بيه وبينا
يومها خالتك لمت حاجتنا وقعدتنا مبني الخدم اللي في ڤيلاتها وقالت لينا لحد ما تفضلنا مكان طول عمرها كانت بتكره ماما علشان ماما صممت تتجوز ابوك وهو راجل علي قده وبيشتغل جنايني وهي اتجوزت راجل الأعمال الغني ازاي امي تفضل تحب بابا رغم فقره و هي جوزها يسبها بعد عشر سنين جواز ويرميها هي وبنتها
انت ازاي مش فاكر يا عاصي ازي مش فاكر معاملة خالتك لينا وازاي سابت جوزها الاول يتحكم فينا
تنهد عاصي بشده وقال:
+ فاكر يا رنا مين قالك أن انا نسيت يومها ماما قاعدت تترجي خالتي أن تسيينا في مبنى الخدم يمكن تعبك هو اللي شفعلنا عندها
التفتت رنا وحضنت اخوها وقالت بحنان:
+ وانت يا عاصي مقصرتش حفرت في الصخر و اشتغلت ودرست لحد ما وصلتنا الي احنا فيه فاكر اول مناقصة خلتها ماما يومها استلفت فلوسها من الست اللي كانت شغاله عندها و كانت فتحت خير علينا
أطرق يده بشده في الحائط وقال بغضب:
– علشان كده بكره كل عائله روز هي اللي خلتنا نتذل كده ونحتاج لخالتك و جوزها اللي فضل متحكم فينا سنين و هو بيرمي لنا المتبقي منهم وهو بيتفضل علينا
+ بس روز زمبها ايه في ده كله يا عاصي متنكرش أن قلبك رق ليها
– انا حبتها حبتها قوي يا رنا بس كل ما شريط الماضي يطلع قدامي ببقي عاوز ادمر كل حاجة تفكرني بيه
+ المهم يا عاصي انت هتعمل ايه مع هبه وماهر هتسبهم يبخوا سمهم كده وانت عارف انهم طمعانين فيك
– مش عارف صدقيني مش عارف يا رنا انا مصدوم فوق ما عقلك يصور لك
+ طيب يا قلب اختك اطلع نام دلوقتي وبكرة يحلها ربنا
هز عاصي راسة فهو فعلا محتاج ياخد قسط من الراحة صعد لأعلي وهو متلهف بأن يري معشوقته و تذكر ما حدث بينهم وأنها أصبحت زوجتة ابتسم و اخدها في أحضانه وذهب في نوم عميق
استيقظ عاصي علي حركة من روز فكانت روز تتأمل معالم وجه وهو نائم ولكن شعرت بألم في ظهرها فتح عاصي عينية وابتسم لها ووضع قبله علي جبينها و حملها اللي الحمام و ضعها مره اخري في حوض الاستحمام بماء دافئ وتركها وذهب غرفة رنا التي كانت مستيقظة تعمل تمرينات العلاج الطبيعي قال لها مبتسما :
– صباح الورد علي اجمل اخت في الدنيا
رفعت رنا عينها اتجاه أخاه مبتسمة وقالت :
+ صباحك بيضحك يا قلبي روز عاملة ايه بصراحة لقتكم نايمين كنت عاوزة اخش اطمن عليها
– الحمد لله احسن هي في الحمام دلوقتي انا بس كنت عاوز فستان ولا تي شيرت وبنطلون لحد بس ما اجيب شنطتها من أوضتها
ابتسمت رنا بحب وقالت بس كده احلي فستان الأميرة روز وكمان بالتكت بتاعة متلبسش قبل كده
+ انتي شكلك بتحبي روز قوي يا رنا عيونك بتلمع اول ما تيجي سيرتها
– اه يا عاصي بحبها قوي بصرف النظر عن وقفتها جانبي وأنها ساعدتني علشان اقف ولا أنها وقعت مكاني وعرضت نفسها للخطر لاء ده كله في جنب و حبي ليها في جنب تاني طبعا اللي عملته معايا زاد حبها أضعاف جوايا
لكن أنا حبيت روحها الصافية أنها تساعد حد متعرفهوش
صدقني هي حد من جوا جميل قوي
ابتسم لها عاصي واخد منها الفستان ودخل غرفته وهو يشعر بمشاعر حب كبيرة
دخل الحمام وجدها في انتظاره لفها بالمنشفة وحملها
قالت له :
= علي فكرة أنا أقدر امشي انا حاسة بتحسن عن امبارح
– الدكتور قال اسبوع يا روز من غير حركة انا طول الاسبوع ده اعتبرني المساعد الشخصي لحضرتك
ضحكت روز ضحكة مرتفعة مما جعل قلبه يخفق بشده ولم يستطع التحكم في مشاعره ضمها يستنشق رائحتها بشده وهو يهمس لها بكلام يعبر فيه عن مدي اشتياقه لها واخدها معها لعالم الاحلام الخاص بيهم
فاقوا علي صوت طرقات عالية علي الباب و اندفاع الباب مرة واحده ودخول هبه عليهم سحب عاصي الغطاء عليهم سريعا قبل دخولها عليهم وقال بغضب:
+ في اية يا هبه. في حد يخش علي حد كده اتعلمتيها فين دي
اجابت هبه بعجرفتها المعتادة و بتأفف :
– جري ايه يا عاصي انا خبط ودخلت كنت فكرتك لوحدك معرفش أن الهانم لما صدقت تلزق فيك
ثم نظرت لروز بقرف وقالت
– خلاص عملتي اللي كنتي بتحاربي علشان توصلي له رخيصه قوي بس الحركات دي متخلش علينا وبدأ صوتها يرتفع لأجل أسماع خالتها
قال عاصي بغضب :
+ انتي اتجننتي في عقلك دي مراتي
– مين يا عاصي مراتك اللي اتجوزتها تخليص حق اللي ابوها باعها ليك مراتك اللي كنت بتحلف تكسرها الحمد لله اديك كسرتها يلا بقا طلعها برا مبقاش ليها لازم.
ظلت روز تستمع لكلامهم و هي مغيبة مما يحدث حولها
دخلت أمه علي صوتهم و طرقت علي صدرها دليل اعتراضها علي الوضع وقالت بشهقة :
+يالهوي يا عاصي انت عملت ايه هو ده انتقامك لابوك ده ابوك وقع ميت قدامك علي باب المزرعة انت ناسيت بسببهم حصل فينا ايه كل ده نسيته مجرد ما واحده رخيصة شاروت لك ده انتقامك منها هو ده حقنا اللي قلت هترجعوا لينا
لفت روز الغطا حولها وقامت واقفة وقالت بصوت : –
= جهوري جميل قوي العرض المسرحي ده أداء باهر و متميز بس بعد اذنكم براااااااا الكل برا
ثم جرت مسرعة تغلق الباب خلفهم
التفت ليها عاصي بغضب وقال:
+ انتي ازاي تسمحي تكلمي امي بطريقة دي
التفت له روز وقالت بسخرية:
= يا سلام احلف كده وانا لما اقتحموا عليا اوضة نومي وانا في وضع مينفعش حد يشوفوا لما تقال عليا رخيصة وانا اللي سحبتك كل ده ملوش اي اعتبار عندك
+ خدي بالك صوتك بيعلي وانا واقف
= معلش يا بشمهندس المرة الجاية هاخد بالي انت واقف و لا قاعد
+ وكمان بتتريقي اعملي حسابك اخر مرة هسمح تعلي صوتك عليا أو تكلمي امي بطريقة. متعجبنيش مش هيحصل كويس وانفضلي خد شاور و البسي الفستان ده و القي الفستان علي وجهها
تحاملت روز علي نفسها رغم الالم الشديد في ظهرها لأنها قامت واقفة فجأة
تجاهل عاصي ألمها وتركها بمفردها دخلت روز الحمام وانهارت في البكاء بشده و ايقنت أن كل ما فعله معها كان بدافع الانتقام وليس الحب
انتهت من حمامها مما زاد الالم ارتدت الفستان وكانت ساحرة الجمال رغم علامات الالم الواضحة عليها مسحت دموعها و خرجت رأسها مرفوع تجاهل عاصي النظر لها ودخل الحمام هو الآخر خرج ليجدها قد أكملت لبسها وفي قمة جمالها تجاهلها و قال :
+يلا علشان ننزل نفطر تحت
= مش عاوزة اكل شكرا انزل انت
اقترب منها وقال وهو يجز علي أسنانه :
+ الكلمة تتسمع من مرة واحد لما قول يلا يبقي يلا اتفضلي قدماي مش عاوز جدال و عدي اليوم
تحاملت روز علي نفسها ونزلت الدرج علي مهل و هو خلفها يحاوطها من بعيد خشية عليها أن تسقط
نزلوا وجدوا الجميع متجمع علي السفرة ابتسمت. رنا عندما رأت روز وقامت واقفة تحتضنها وتساعدها علي جلوس فقد تملك الالم أقصاه واحمر وجه روز بشده لاحظ عاصي تحمل روز الالم الشديد و اردك أنها قد تجاوزت الاحتمال
وضع أمامها الطعام و كوب اللبن ولكن لم تستطيع روز تحريك يدها من الالم اقترب منها وبدأ يضع الطعام في فمها نظرت له انها لا تريد ولكنه تجاهل نظرتها ووضع كم كبير من الطعام في فمها عند
رفعت هبه رأسها وجدت فم روز ممتلئ بالطعام قالت بسخرية :
– يا حرام يا روز لدرجة دي الايام اللي فاتت كنتي محرومة من الاكل مش قلتلك لما صدقتي وقعتي عاصي
نظر لها عاصي نظرة غصب اخرصتها ولكن روز لم تعطيها الفرصة وقالت بدلع مصتنع
= انا بلعت يا حبيبي ممكن اشرب شوية لبن
انتفض عاصي من الكلمة ولكنه ضحك بمكر فهو فهم روز اقترب منها و حاول أن يستغل الفرصة هو الآخر في القرب منها بدا يطعمها وهي تبتسم له بدلع شديد
دخل عليهم محمد ليطمأن علي روز و رنا
ابتسم رنا فور رؤيته
قال محمد و هو ينظر لرنا :
– لا سلام علي طعام
رفع عاصي راسة وقال :
+ تعالي افطر حماتك بتحبك
– لا تسلم انا سبقتكم انا بس كنت جاي اطمن علي رنا و روز
قالت هبه بتهكم
– لا اتفضل اقعد احسن روز تزعل زعل روز غالي قوي ولا ايه
ثم التفت إلي روز وقالت:
يا خبر يا روز لو تشوفي خضت محمد عليكي لما وقعتي كان هاين عليه يحضنك ويجري بيكي علي المستشفي
رفعت روز عينها فاهي تفهم جيدا ما تلمح له هبه وقالت,:
+ ما هو لازم يخاف عليا مش بمزاجه يا هبه انا ومحمد متربين مع بعض وفي حكم الإخوات
ضحكت هبه بسخرية وقالت :
اه منا عارفة فحكم الاخوات بأمارت ما ظبتكم مع بعض
احتدت رنا وقالت:
=خير يا هبه ما تحسبي علي كلامك انتي واعية بتقولي ايه
– جري ايه يا رنا هو حد كان جيه جانبك انا بقول اللي شوفته بعيني
نظر لها عاصي بغضب وقال:
_اتفضل يا محمد اقعد عيب الاكل محطوط
جلس محمد ونظر لروز وجد وجهها احمر وعلامات الالم تحتل ملامحها قال لها
خير يا رورو مالك حاسة بأية
شعرت رنا بنوع من الغيرة ولكنها اخفتها ولكن لاحظت هبه غيرت رنا فابتسمت بخبث وقالت بسخرية وهي تضحك:
– ردي يا رورو مالك حاسة بأية
لم تستطيع روز الرد عليها فقد تحملت من الالم مالم يستطيع أحد تحمله و نزلت دموعها دونه اراده منها
قام محمد واقفا وقال بلهفة واضحة :
+ مالك يا روز في ايه شكلك مش طبيعي حاسة بأية يا حببتي
قامت هبه واقفة وقالت:
لا ده كده بقت خل خالص بصراحة أنا متشوفتش بجاحة كده طيب اعمل اعتبارا أن جوزها موجود حاولوا تدارو اللي انتم فيه
ثم التفت اللي عاصي تبخ سمها وقالت بأسلوب ناعم:
مش قلتلك يا عاصي أن اكيد بنهم حاجة و الوصية هي اللي خلتها تتجوزك شوف بقا بيرتبوا علي ايه
اكيد متفقين ياخدوا فلوس روز و يخلصوا شرط الوصية و يرجعوا لبعض ده اكيد دول حتي مش عارفين يداروا مشاعرهم قدام اي حد
قامت رنا وقد تملكتها الغيرة وجرت مسرعة
سيطرت الغيرة أيضا علي عاصي ولكنها لغت تفكيره
قام عاصي يوجه كلامة نحو روز ويقول بعنف:
= الكلام ده صح جاوبي اللي بتقوله هبه ده صح
ظلت روز صامته و الالم ينهش في ظهرها
ولكن عاصي فسر سكتها خطاء وقال دون أن يفكر
روز انتي طالق
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مزرعة الغضب)