رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل الفصل الثالث 3 بقلم منة عصام
رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل الجزء الثالث
رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل البارت الثالث
رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل الحلقة الثالثة
ـ ڪنت بحبه بصورة صعب تتوصف، ماڪنش ليه عيوب في مرايتي.
“أنا همس نزيلة في إحدىٰ المصحات النفسية”
= إزيڪ ياهمس؛ أنا دڪتور محمود ثروت هتابع حالتڪ من النهاردة بس انسي جملتي الأولىٰ وأعتبري إني صديقڪ، واطمني ڪل البيتقال هنا بيفضل هنا.
ـ الصبح المُمرضة قالتلڪ هيجيلڪ النهاردة دڪتور شاطر خالص هو الهيعرف يخرجڪ من حالتڪ، والدڪتور والڪان مسؤول عني دخل من شوية وقالي دڪتور محمود الوحيد الهيقدر يفهم حالتڪ.
= بابتسامة هادئة قال: أصل المعلومات العندي بتقول إنڪ هنا من أسبوعين وإلى الآن ما ڪنتيش اتڪلمتي، والغريب إنڪ جاية لوحدڪ، وبلغتيهم هنا يڪلموا أهلڪ يطمنُهم ودي الجملة الوحيدة القولتيها من وقت ما وصلتي.
ـ أنا فعلًا ماڪنتش هتڪلم لڪن ماڪنش لازم أخزل ثقتهم فيڪ، الڪل هنا واثق في ڪفائتڪ المهنية، وأنا أڪتر شخص يعرف معني الخزلان عشان ڪدا ما ڪنش ينفع أفضل سڪته.
= أنتي بتدرسي ياهمس؟
ـ شڪلي يقول إني صغيرة بس أنا عندي 28سنة، خريجة من ڪلية حقوق الأولىٰ علىٰ دفعتي، ڪنت ناوية أڪمل وأحضر دڪتوراه في القانون لڪن هو رفض، قالت بدموع: ڪنت بحبه أووي ووهمني إنه بيحبني وحاجة زي دي هتشغلني عنه وإني لازم لو بحبه اصرف نظر عن الفڪرة.
= بس أنتي دلوقتي تقدري تڪملي وترجعي لحلمڪ ياهمس.
ـ قالت بحسرة: مش لما الاقي همس الأول.
= إزاي بقى يعني عوزة تقنعيني إنڪ خلاص نسيتي الدراسة ومواد القانون.
ـ ڪنت بحب دراستي جدًا بس ڪنت بحبه هو أڪتر، ڪنت شبه” نجيبه الأولىٰ علىٰ الثانوية ” جبت الڪتب وڪنت بقرء فيها وڪان عندي أمل أنه يغير رأيه لڪن ما حصلش ڪان رافض إني أشتغل محامية أو حتىٰ أنزل أشرح ڪورسات للدفعات الأصغر مني رغم إني جالي فرص ڪتير جدًا، بس هو مارضيش، ڪنت فڪراه حب وغيرة لڪن طلع بيڪسر جنحاتي.
=وتڪسروا ياهمس.
ـ التڪسر ممڪن يتصلح أحيانًا لڪن دا عشان يتأڪد إني مش هطير خالص نزع جنحاتي وشفتهم بيتدمروا قدامي.
= جيتي هنا برغبتڪ؛ تفتڪري بتهربي من الناس بوجودڪ هنا، ولا وجعڪ صورلڪ إنڪ مريضة نفسية، لأني شايف إن عندڪ من العقل والوعي والثقافة ما يڪفي.
ـ أنا جيت هنا عشان أهرب من هلاوس عقلي أنا جيت عشان مش عوزة أبقى مجرمة ضيعت دنيتي ومش مستعده أخسر أخرتي بسببه.
= هلاوس عقلڪ إزاي؟!
ـ أنا بڪامل قوايا العقلية يادڪتور، لڪن الأفڪار البتجيلي، أو المابتفارقنيش دي أڪيد هلاوس من الأفراط في التفڪير.
= حاول يڪسر الحالة العامة وقال بضحڪ: لا دا احنا نبدل تقعدي مڪاني وأجي أنا امدد علىٰ الشازلونج.
ـ أنا بحب علم النفس جدًا وقرءت فيه ڪتير، عشان ڪدا جيت هنا.
= ممڪن توضحيلي أي الهلاوس العقلڪ بيحثڪ عليها والخوفتڪ أوي ڪدا.
ـ أنا ڪرهته لدرجة إني بقتله بأيدي ڪل لحضة جوا عقلي، ومش قتل عادي أنا بشوف نفسي واقفة وبشق صدرة نصين وبنزع قلبه من مڪانه، جيت هنا عشان مش عوزاه يڪون سبب في تحول مصير حياتي من أستاذة القانون، لمجرمة في نظر القانون، مع إن العاملة يستحق مادة تُضاف للقانون عشان ماحدش غيره يجرُؤ بعمله.
= بصراحة أنا مُعجب جدًا بعقلڪ وطريقة تفڪيرڪ، وحابب أقولڪ إنڪ ماتڪسرتيش لا ممڪن نعتبر البتمري بيه دا شوية وجع.
ـ شوية وجع، قالت بضحڪة ڪلها حسرة وجع: جربت تعشق حد تسع سنين ڪاملين وتشعور يقينًا إن التسع سنين دول عمرڪ الحقيقي وتبني ڪل حياتڪ علىٰ الحب دا، وفي لحظة تشوف الحب دا بيروح منڪ بإرادته لحد تاني، أڪيد ما جربتش عشان لو جربت مش هتقول إنه شوية وجع،
قالت ودموعها سبقاها شلال: أنا يوميها سمعت صوت قلبي وهو بيتڪسر.
= مد إيده بڪوب مايه، وقال: أنا اسف جدًا ممڪن تهدي.
ـ أنا مالقتش فيها حاجة زيادة عني، والله ماهتعرف تحبه زي ما حبيته، مش هتعرف تتعامل مع عصبيته، ولا تعرف بيحب إي ويڪره أي، مش هتتحمل تفڪره مية مرة بڪل حاجة عشان بينسي ومش بيرڪز، طيب قولي هي هتقدر تفهمه من عيونه من غير ما يتڪلم، هتعرف بيفڪر في أي قبل مايقوله هتخاف علية زي وتفضل جمبه.
= ممڪن تهدي وڪفايا ڪدا النهاردة.
ـ لا مش ڪفاية ڪملت وهي شبه منهاره، خمس شهور مرو علىٰ اليوم دا وأنا فڪره ڪل تفاصيلة، ڪانت صحبة عمري وهو ڪان ديمًا بيعزلني عن ڪل صحابي بعدت هي عني فجأة رغم إني اتمسڪت بيها وڪنت بتخانق معاه عشان مايمنعنيش عنها لڪن هي سبتني من نفسها ڪنت بعيط عشانها وڪان بيقولي هي الخسرانه بعد ست شهور من غيابها ومابتردش عليا ومش بنتقابل ڪلمتني عشان تعزمني علىٰ فرحها أي دا أنتي اتخطبتي أصلا قالتلي اه يابنتي والفرح بعد بڪره اصله مستعجل أوي بس بقولڪ أي بلاش تجيبي هيثم عشان بجد مش بطيقو، ليه ڪدا ياهاجر؟ ياهمس أنتي اصلا لو قولتيله هيرفض ڪ العادة يبقى بلاش ڪدا ڪدا أحنا هنسافر ف الفرح مش هيطول، ڪانت وحشاني أوي وڪنت فرحانه ليها جدًا وفعلا خوفت يرفض ف روحت من وراه،
وصلت الفرح متأخرة شوية ڪانت هي وصلت دخلت لقتها بترقص هي والعريس ڪان ضهره ليا، شافتني وڪإنها ڪانت مستنياني شاورتلي عشان اروحليها، وأنا ڪنت فرحانه أني شيفاها بالفستان ڪنت بقرب وأنا حاسة بقلبي بيوجعني ومش عارفة ليه، لحد ما وصلت و و
= اهدي شوية ياهمس وڪفاية ڪدا لحد النهاردة ڪفاية.
ـ قالت وهي بتصرخ: ڪان هو العريس ڪان هو، فضلنا بنبص لبعض بصدمة لحد ماهي قالت: أي ياهمس مش هتبرڪيلي أنا وهيثم اتجوزنا، بصلي وقال: همس اسمعي هفهمڪ، ڪان هيقول أي أو أي سوء التفاهم الهيوضحه
ماحستش بحاجة غير وأنا بحط أيدي علىٰ قلبه وبقوله: شڪلڪ حلو أوي بالبدلة تسع سنين وأنا بحلم أشوفڪ بيها زي ماتخيلتڪ عريس زي القمر، مغطي علىٰ ڪل اللبسوا بِدل قبلڪ، جميل أنت ياهيثم، ما استوعبتش دموعي الخانتني ونزلت ولا ڪل الحاصل حوليا غير لما زقت أيدي بعنف من عليه وقالت: أي ياست همس جايه تسرقي جوزي ولا أي، نزلي أيدڪ من عليه دا يخصني.
ڪانت بتهاجمني وڪإن أنا السرقت منها حياتها مش هي، مشيت وقتها وأنا مفرقة قلبي وروحي ومشيت وأنا فضيه من جوا.
ڪملت وهي بتحاول تتماسڪ لڪن دموعها غلباها: طيب لما هو مش عايزني ولا حبني ليه فضل ڪل السنين دي ليه وهمني بالحب سبني بعد فوات الأوان، طيب أنا هلاقي فين في عمري وقت أحب تاني أو أعرف حد غيره، ولو عرفت هلاقي عندي مشاعر أديهاله، أو هثق في حد، أزاي وانا مش واثقة في نفسي، هلاقي فين من عمري سنين بدل الضاعت.
بدأت تثور وتڪسر ڪل حاجة تقابلها وڪإنها بطبطب علىٰ قلبها أنه مش لوحده المڪسور.
= الأمر بدء يخرج عن سيطرتي ناديت بسرعة علىٰ المُمرضة عشان تجيب حقنه مهدئه، خرجت من عندها وسبتها ترتاح شويه من صراعها الداخلي…
هذة المرة أُجزم أن أهل الحب يستحقون الشفقة، أُناس تقودهم المشاعر، جراحهم لا تُشفى، الخزلان في الحُب يُشبه ڪثيرًا هزيمة العرب أمام اليهود، أن تظل طيلت عُمرڪ تتسائل ماذا ينقُصني، بما قصرت، لما خُزلت، تساؤلات مُميته لاجواب لها، تلڪ الهزيمة تُحطم ڪل ما بداخل المرء، تهدم شعور، ثقة، طموح، وحتىٰ القلب تُدمية.
همس ضحية من ضحايا الحُب، لم تُسيء الأختيار، ولڪنها وقعت فريسة لمعدومي الشعور والأنسانية، فڪان المُقابل فقدِها للحياة؛ حُطام أنثي في جسد ينتعش بالهواء ليس إلا، حتىٰ الأنفاس باتت تقتُلها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مريض نفسي بهلاوس عاقل)