رواية مرسال كل حد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني والعشرون
رواية مرسال كل حد البارت الثاني والعشرون
رواية مرسال كل حد الحلقة الثانية والعشرون
اتسحبت مرسال ورا هند ونزلت وراها وفجأة لقيت باب الأوضة بيتفح، وهند دخلت وقفلت الباب عالطول، مرسال اتصدمت وبسرعة جريت قدام الباب وخبطت براحة بتقول بصوت واطي علشان محدش من الجيران يسمعها: هند افتحي الباب انا شوفتك وسمعتك كمان في الفون، افتحي بسرعة قبل ما حد من الجيران يطلع.. افتحي وانا مش هقول لبابا بس ارجوك افتحي.. قالت جملتها الأخيرة وهي بتعيط بتحاول تمسك اعصابها علشان متلفتيش انتباه حد وفجأة الباب اتفتح بس الأوضة كانت ضلمة ومفيش حد في الاوضة، استغربت مرسال الي حصل، دخلت خطوتين جو الأوضة، مفيش صوت خالص والدنيا ضلمة جدا، مرسال بدأت تخاف وهند فين وفجأة حسيت بخيال عدى من ورا ضهرها لفت بسرعة بخوف ملقتيش حد، حاولت تدور علي مفاتيح النور بدل الضلمة دي بس من كتر الخوف والضلمة مكنتش شايفة حاجة، وفجأة وهي بتدور علي مفتاح النور سمعت صوت جمب ودنها بنبرة ست عجوزة مخيفة: مرساااال
صوتت مرسال وحاولت تجري بر بس فجأة باب الأوضة اتقفل، اترعبت اكتر وصرخت ومع صرخة صوتها النور اشتغل وفي صوت واحد: surpriiiiise
وقعت مرسال علي الارض من الخضة وهي بتصرخ لحد ما فجأة أغمي عليها، بمجرد ما فتحت عيناها لقيت ابوها وهند ومحمود وحد حواليها سألت وهي بتفتح عيناها: أنا فين؟!
رد محمود: ايه جو الأبيض وأسود ده أكيد في اوضة ستك مكان ما فقدت الوعي أصل يعني مفيش حد عاقل هشيل الجثة دي كلها لحد فوق.. هند ضحكت بس مرسال ومحمد بصلوه باستياء فتراجع عن كلامه بملامح وشه وسكت, هند بصتلها وقالتها: مكنتش أعرف إنك فرفورة كدا
ردت مرسال على مضض: ماهو مفيش حد يخض حد كدا ياست هند
قاطعها محمود بيقول: يبدو إن العاقل الوحيد الي كان فينا هو حد أصله قالنا, فكرة إننا نفاجئك بالشكل ده مش صح وخصوصًا إن هند كانت مسببلك خوف من شهر بسبب موضوع الجن الي كان ساكن تحت بس أنا وهند طنشنا بصراحة وكنا حابينا نعمل مقلب فيك أكتر ما نفأجئك وبابا المسكين كان مفكر إننا هنفرحك وكدا مش هيغمي عليك, وحتي كلنا قلنا surprise ماعدا حد بصراحة يعني…
بصتله مرسال باستياء: وأنت مقولتش معهم surprise ليه؟ مكنتش عايز ت surpriseني معهم ولا ايه؟
ابتسم حد وقال: ماهانيش علي أخضك..
محمد ومحمود بصلوه بجدية ونظرة استغراب وفي صوت واحد: أفندم حضرتك؟
حد حس إنه اتزنق في الكلام وبنظرات ونبرة مترددة قال: قصدي يعني إنه مبهونيش علي أخض أي حد لأنه ممكن يكون قلبه ضعيف وكدا هههه فاهميني صح,
مرسال كانت بتبصله وبتبسم, طبطبت هند علي ضهر أختها وبعدين بصتله وفي نبرة سخرية قالت: ميهونيش عليك غالي ياخوي
مرسال حسيت بتلميح وسخرية أختها فسألت بتغير الموضوع: هو ايه ال surprise بقي الي جبتوا بها أجلي الأرض علشانها..
كانت مرسال ساعتها قاعدة في نص الأوضة والكل كان حوالها فمكنتش مركزة أو شايفة حاجة فسحوا من قدامها وبصت حوالها, اتفأجئت بالي شافته, كانت الأوضة متشطبة ومعمولة كأنها معرض حتي اللوحات كانت محطوطة علي الحيط بس مكنيش بشكل مستوي, قامت مرسال من مكانها, وكان في الحيطة الي في النص معروضة الخمس لوحات الي رسمتها لستها وهي وباقي المساحة علي الجدران التانية كانت لوحاتها الي مكملتهاش مرصوصة بس مش جمب بعض.. لا دي مرصوصة بشكل متعرج يديك إحساس إن اللوح كامل..
بصت مرسال للكل باستغراب: هو مين الي عمل كدا؟
هند ردت: بصراحة الفكرة كانت ل”حد” ولما عرض علينا الفكرة كلنا وافقنا من غير تردد وبالأخص بابا, كان فرحان جدا إنه هيسعدك وإنك هترجعي للرسم تاني وعلشان كدا بصراحة كان هو وحد أكتر ناس بيشتغل فينا, بس كان عندنا اعتراض علي اللوحات يعني هنعرض ايه؟ انت اه راسمة فوق العشرين لوحة بس كلهم ناقصين, مكنتش مكملة حاجة للاخر, بس حد قالنا إنه الي هيتولي مسؤولية اللوحات, قعد عشر ساعات بيحط ويركب وينزل علشان يعمل توافق بين اللوح بتاعتك لحد ما رصها بشكل يديك احساس إن كل رسمة بتسلم للي بعدها وكأنها بتكمل بعض عرف يخلق من لوحاتك الناقصة, لوح كاملة… بصتله مرسال وهي في منتهي السعادة وبنبرة هادية قالت: شكرًا.. وبعدين ابتسمت وقالت لا قصدي شكرًا جدًا.
حد ابتسم ابتسامة واسعة وهو بيقول بدون وعي: مفيش داعي للشكر أنا معملتش حاجة وبصراحة الي فعلا يستحق إنك تشكره هو عمي.
مرسال ضمت باباها وهي بتقوله بمنتهي السعادة وبتتنط من الفرحة: شكرا شكرا شكرا كتير
محمد ابتسم وضحك لفرحة بنته وقال: المهم تكوني سعيدة
قالته وهي ضامة ايدها ال2 سوا: سعيدة أوي أوي يا بابا
وبعدين بصت لهند ومحمود وهي بتقول: وحقيقي شكرا لكوا مكنتش متوقعة إنكوا اخواتي وكدا يعني
محمود رد وقال: تصدقي إننا غلطانين أصلا..
= ياعم بهزر مع إني مستغرباك بصراحة يعني
“علشان تعرفي بس إن أخوك هيما عارف كل حاجات الرسامين بس اهو إن شا الله يطمر فيك حاجة
=تصدق إنك عيل رزيل.. بعدين بصت حواليها وسألت: هي فين ماما؟
محمود رد بيناغشها: لا ماهي طلعت الناصحة الي فينا ومرضتيش تسيب اللحاف.
خلصت المفأجاة واستأذن حد بأنه يروح علشان جده, وفعلا حد مشي وبمجرد ما دخل من بوابة البيت لقي جده ودينا قاعدين مستينه في استراحة القهوة, بمجرد ما دينا شافته, قامت من مكانها وبنبرة كلها استياء قالت:هو ده الي هيرجع بدري الساعة بقيت خمسة الفجر وحضرتك كنت عند ستي مرسال.
قعد حد جمب جده وأخد من ايده فنجان القهوة بتاعه وهو بيشربه بيقول: حلوة اوي القهوة دي..ده مين الي عاملها أنت ولا دينا؟
دينا بصتله بعصبية وقالت: أنت كمان بتتجاهلني؟
“أبدا بجد, اقعدي بس الأول يا آنسة دينا ونشوف الموضوع ده بعدين؟
= متقوليش يا آنسة متقوليش يا آنسة
“ليه بس يا آنسة دينا؟”
= أنت مصر تعصبني؟
ضحك وقال: بصراحة أه
= يخربيت برودك يا أخي أنت بجد إنسان مستفز… قالت جملتها الأخيرة وفجأة عيطت
حس إنه زودها وقال بنبرة ندم: أنا بجد آسف..
مردتيش عليه
“اقعدي بس يا دينا الأول وقولوي مالك؟ أنا أول مرة بشوفك بتعيطي كدا وآسف بجد لو ضايقتك أنا بس كنت بهزر معك.”
قالت وهي بتحاول تمنع عياطها: مش هقعد وكمان مش هتكلم معاك تاني لأنك حقيقي بقيت إنسان مستهتر جدا ومبقتيش حتي تسأل أو تشوف مالي، طول الوقت عندها وكأننا مالناش حق عليك.
وقبل ما حد يتكلم, جده قاله: ادخل أنت يا حد الأوضة وسبني أتكلم مع دينا شوية.
ورغم تردده وعدم استيعابه للي بيحصل قام من مكانه تنفيذًا لأمر جده, ابتسم هادي لدينا وقالها: ممكن تقعدي يا بنتي.
دينا قعدت علي الكرسي وحاولت تبطل عياط, بصلها هادي وابتسم: لا متكتميش العياط يا بنتي عيطي براحتك ماهو علشان كدا مشتيلك صاحب المشكلة.. بمجرد ما هادي قال جملته الأخيرة وهي بدأت تعيط بحرقة
كمل هادي كلامه: قلبك الي تاعبك مش كدا؟
دينا زودت عياطها ومردتيش
“من زمان وحاسس بمشاعرك تجاه حد والي فجأة حسيتي إنها في خطر من ساعة ما مرسال ما دخلت في حياته, وعلشان أكون صريح معك يا بنتي هو فعلا بيحبها بس متلوميش عليه, وحتي أنا مش بلوم عليك, أصل المشاعر دي حاجة بتتفرض علينا, القلب مسؤول عنها واحنا ملناليش فيها حاجة, ولا حتى سيطرة عليها, الحاجة الوحيدة الي ينفع نتحكم فيها هي تصرفاتنا الي بنتحكم فيها عن طريق عقلنا وده من كرم ربنا علينا يا بنتي إنه عطنا عقل يخلينا نتحكم في تصرفاتنا الي بنحبس بها مشاعرنا جونا, هو اه حبسها بيوجع, بيوجع جدا ومالوش علاج بالساهل بس أحسن من أننا ننجرف وراها وتخلينا نأذي حد، بالظبط زي ما توفيق عمل, أنا عمري ما لومت توفيق علي كرهه لي, أنا كمان لو كنت مكانه كنت هكرهه جدا لأنه أخد مني الشخص الوحيد الي حبته, بس الفرق بيني وبين توفيق إني كنت هيمشي بعيد عنهم, هتمنلها السعادة طالما هي اخترته وهبعد علشان قلبي ميتأذيش بقربي منها وأنا شايفهم هم ال2 مع بعض, كنت هتقهر ويمكن للدرجة الموت بس عمري في حياتي ما كنت هفكر أذيه, عمري ما كنت هنجرف ورا مشاعر كرهي وحقدي تجاهه وأدمره أو انتقم منه زي ما عمل, لأني ماليش حق أذي أي انسان وفي الوقت ذاته, أنا عندي القدرة أتحكم في تصرفاتي حتي ولو مش متحكم في مشاعري.. أنا عاذر كرهك لمرسال وغيرتك منها, ده أمر طبيعي ولو مكانك هتجلي نفس المشاعر من الكره والغيرة لأننا بشر ومش معصومين مش بس من الغلط لا ومن المشاعر المغلفة بالكره والغيرة, هي أكيد المشاعر دي سيئة بس علي أقل تقدير لو معندناش قدرة نتخلص منها, يبقي نتحكم في تصرفاتنا ومنأذيش, ومش بس متأذيش الطرف التاني لا وكمان نفسك, هي كمان لها حق عليك والأسلم في المواقف دي إنك تعتزل “حد” تماما, ومتتدهوش أي اهتمام هو يمكن يستغرب في الأول بس مع الوقت هيحترم قرارك فإنك تبعدي, في الأول هتتوجعي جدا ومش هتعرفي تتخلصي من مشاعرك بسهولة بس مع الوقت هتنسي وإياك تفضلي في تعاملك مع حد بحجة إنك تقنعي نفسك إننا ممكن نفضل أصحاب بس أو اخوات زي ماهو ما شايفك, مفيش حاجة اسمها كدا يا بنتي, متوقفيش حياتك ولا عمرك علشان شخص واحد شايف حد غيرك, عزي كرامتك ونفسك عن الألم وإنك تكوني احتمال في حياته يا يحبك يا محبكيش واحتمال ضعيف كمان, ليه بقي تحطي نفسك في ديرة الأحتمالات والخوف دي, ليه تقبلي تكوني أخر الأختيارات, إن مكنتش الأختيار الأول في حياة الشخص الي هتتجوزيه يبقي تكوني وحيدة أحسن, لأنك هتتعبي جدا وعلاقتك هتكوني مرهقة جدا وزي ما اتنازلت وقبلت تكوني خيار آخير هتتنازلي تاني وتالت وعاشر ومليون ومش هيقدر كل ده, انا بنصحك علشان بعزك وبعتبرك حفيدتي زي حد بالظبط ولو كان حد هو الي مكانك كنت هقوله نفس الكلام علشان يبعد ويثق في عوض ربنا لأن الحياة مش هتقف علي شخص واحد, حد هو مش آخر شخص في الكون يابنتي علشان تتحملي كل الألم ده والمشاعر دي, احفظي مشاعرك وخليها للشخص الصح الي يقدر الكلمة بس منك مش بس تنازلاتك, وحتي ولو الشخص ده ماجاش كوني أنت الشخص الي يقدر قيمة نفسه ويعزها ويحفظها, لأن لو سبتي نفسك لمشاعرك هتموتي من القهرة في كل مرة بتشوفي فيها حد مع مرسال, اقطعي كل صلتك بحد, خدي وقتك في التخلص من مشاعرك ناحيته, حتي ولو كان سنة، سنتين مش مهم الوقت المهم إنك تتخلصي من مشاعرك وتتعافي تماما منها وتبصي لحياتك, أنت ماشاء الله عليك إنسانة ناجحة في شغلك, بصي لده, واطحني نفسك في الشغل, مع الوقت هتلاقي إنك نسيت حد ومش في قاموسك حتى هتنسي جدو هادي.. قال الأخيرة وهو بيضحك وبعدين كمل: بس مع شغلك وانشغالاك به, ادي كمان من وقتك لربنا وعمل الخير وقراءة الكتب وإنك ترفهي عن نفسك من وقت للتاني.. فيه متع تانية في الحياة أنا عارف إن كل الكلام ده مش هيفرق معك دلوقتي بس هتفتكريه في الوقت الي هتقدري تتخلصي فيه من مشاعرك.. وبعدين ناغشها وكمل: وبعدين يا دينا يا بنتي العالم فيه أكتر من مليار راجل لما يخلصوا كلهم ابقي عيطي علي حد… دينا ابتسمت في وسط ماهي كانت بتعيط جامد, قامت من مكانها واستئاذنت هادي بإنها تدخل تنام, يمكن دي تكون أصعب ليلة هتمر عليها لأن الحقيقة ديما مرة بس مرها يوم ولا عذاب طول العمر…
عدي الوقت لحد ما الساعة بقيت 2 الضهر, مرسال قامت من سريرها مفزوعة واتفزعت أكتر لما لقيتها 2, بسرعة قامت من السرير وهي بتقول: يالهوي الجامعة
بس لما خرجت بر أوضتها, لقيت إن عائلتها كلها لابسة برا وجاهزة وحتي البيت متنضف كأنه يوم عيد,بصتلهم مرسال وسألت باستغراب: أنتوا رايحين فرح ولا ايه؟!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد)