رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الخمسون 50 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء الخمسون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت الخمسون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة الخمسون
بصلي صامت لوهلات, مستغرب بيتخلل ملامحه ابتسامة بيشوبها استفهامه: انت بتتكلم جد؟
“أنا مش بعرف أقول حاجة مش حاسسها, حتى أنا استغربت من شعوري ناحيتك, خاصة لما كنت في فرنسا, استغربت إنك واحشني وكنت كل ما أقع في أزمة كان ديما بيجي على بالي يا أنت يا عمر أول واحد, لكن كبريائي مكنش يسمحلي أكلم أي حد فيكم, مكنتش عايز ابان بالصورة المهزوزة الي انتوا شايفيني بها وان كلامكم كان صح واني فاشل فعلًا”.
“ومين قال اني شايفك فاشل؟ انت مكنتش بتدني فرصة علشان اكلمك حتى, كنت شايفك واخد جمب ومش طايق أي حاجة تخصني حتى الهدايا انا عارف مش انت الي كنت بتجبها وان هدية الي كانت بتجبرك تجي وكل مرة بتجوا فيها عندي بقبى عارف انك وهدية مخانقين لوما عمر هو الي كان بيحاول يقنعك وتهدي الدنيا بس رغم زعلي من ده بس كنت مبسوط اني بشوفك لكن دلوقتي ومن بين جواز هدية من أحمد كنت حاسس اني مش هشوفك تاني”.
“ليه؟”
“شوف بقالك كام شهر عند أحمد وبردو مشوفتكيش الا وانت مع عمر, بتفرق ما بين شخص بيلم عيلة وشخص بيفرق”.
“أنت مش بتحب أحمد علشان ابن تميم صاحب رماح؟”
“مين قال كدا؟ ما زين هو كمان ابن تميم ومع ذلك مقرب مني”.
“لا لا استنى, قصدك ايه؟ هو انت بتقابل زين أصلًا”.
“انت تعرفه أصلًا؟”
“متجوبيش علي بسؤال انا بسأل بجد”.
“اه, من وزين صغير واحنا ديما على تواصل, كان في فترة كدا معينة حصل ان هند مرضت تاني بمرض معدي, فراشد خاف على زين من العدوي فقرر هو يهتم بهند وبعتلي زين اهتم به انا ومرسال لحد ما هند ما تخفى, وفعلا زين قعد معي سنة ونص لحد ما هند رجعت طبيعية تاني لكن للأسف الشديد بعد كام سنة رجعت مرضت بنفس المرض وماتت”.
“بس انت عمرك ما قولتلي ان لي خال اسمه زين؟”
“هو انت كنت بتتكلم معي أصلًا؟ غير كدا نفس الدبة الي كدبوها عليك كان زين عايشها قبلك ولما اكتشف ان راشد مش ابوه جالي مصر منهار, كان تايه ومشتت, كان ناقم على ابوه الحقيقي زي مانت ناقم على أحمد بالظبط وللان مقدريش يتصالح مع فكرة ان حياته كلها طلعت كدب رغم حبه لراشد بس هو شايف انه خدعه زيه زي تميم بالظبط علشان كدا كنت انت ديما صعبان علي, كنت بخاف عليك يحصلك نفس التروما الي عاشها زين, اضطراب هويته وهو مش عارف هو مين, اقرب الناس ليه خدعوه وبعد كل الوقت ده يكتشف ان كل حياته مش حقيقية”.
“واتعافى دلوقتي؟”
“هل أنت حاسس إنك اتعافيت؟”
“أنا ملحقتش أحس بالاضطراب, فجأة ليقتني اتحطت في مشاكل مش بتاعتي والشخص الي بحبه بينهار قدامي وانا مش عارف أواسيه, خايف أقرب منه أفكره بها ويفضل في نفس دايرة الألم دي بدون نهاية”.
“علشان كدا كنت بتفكر تسيب عمر؟”
بصتله باستغراب: عرفت منين؟ أنا مقولتش كدا.
“مش لازم تقول أنا حاسس بك بس لو جيت علشان تاخد رأيي فبلاش تسيب عمر, قد تكون أنت علاج عمر الوحيد”.
“بس…”
“الحل ديما اننا نواجه مش نهرب, عمر هيتألم دلوقتي لكن بعدين هينسى, لازم ينساها علشان يعرف يتخطى أزمته ويعيش بشكل طبيعي”.
“وهي دينا كانت نسيت؟”
سكت لوهلات وبعدين كمل بنبرة تخللها أساها: مرات كتيرة كنت بفكر أتجوز دينا.
بصتله باستغراب مصدوم: أنت بتهزر صح؟
“أحيانًا كنت بفكر كدا علشان مجرحهاش بس هي بعدت قبل ما أعمل كدا, كان كاسرني نظراتها في آخر مرة عطاتني فيها الايس كاب ومشيت”.
“أنت لسه محتفظ به؟”
سكت لوهلات وبعدين كمل: أقولك ومتقوليش لمرسال؟
ابتسمت بسخرية: أنت بتخاف من مرسال ولا ايه؟
“لا بس بخاف على مشاعرها, أنا مقدر غيرتها بس هي مش هتتفهم طبيعتي مع دينا, دينا كانت كل عيلتي وقت ما كنت بلا عيلة, عارف لما يكون فيه ركن في حياتك آمن,ركن أشبه بركن العيلة الدعم والاحترام والحب, دينا كانت عطاني كل ده, بس الفرق انها كانت بتدني كل ده بنية وأنا كنت بستقبله بنية تانية”.
“هي عطت بنية أنك كنت حبيبها وانت استقبلت مشاعرها بنية أنها عيلتك؟”
سكت لوهلات وبعدين اتنهد بيتابع: صحيح جواهر كانت أختي في الرضاعة واتربينا سوا بس محدش كان قريب مني زي ما دينا كانت قريبة مني, عوضتني عن شعور الأخت والأم, رغم اني طول الوقت كنت بقولها أنت بنتي بس هي كانت بتدني شعور أنا محستهوش مع أمي, علاقتنا كانت سوية…
قاطعته: بس محرمة.
سكت بيبصلي باستغراب بعدين ابتسم: معاك حق يمكن بسبب كدا ما دامتش ومع ذلك مقدرش أنكر شعوري ناحيتها, هي لسه عيلتي وعمر من قبل ما أعرف انه ابن دينا كنت بحسه ابني ولما عرفت حسيت بأن شعوري ناحيته بقى أقوى, بقيت زعلان عليه من بنتي الي من لحمي ودمي, حاسس إن وجودي في حياة دينا بيدمرها زي ما ده حصل قبل كدا ولسه بيحصل في ابنها الي اتحرمت منه سنين قبل كدا, عارف ازاي بيكون شعورك لما تأذي البني آدم الوحيد الي ساعدك؟
اتنهدت بستلقي على السرير ببص للسقف: عارف.
حد سكت وبعدين قام من على الأرض بيقعد جمبي عالسرير بيكمل: مفيش حد حياته بتقف على حد خاصة لو مكنش يستحقه.
بصتله باستغراب فكمل كلامه: بلغ عمر بالكلام ده, بلغه ان الي شايف نفسك مش قادر تتخطاه او تعيش من غيره دلوقتي هو اول حد سابك وتخلى عنك وانت كمان لازم تسيبه علشان هو هيعيش حياته عادي وانت الي هتفضل في بؤرة الألم دي.
“ليه متقولهاش ده بنفسك؟”
“علشان الشخص الي خدعه ده مهما كان بنتي يا هادي, مقدريش أقول عليها شيء سيء كمان انا مش عايزك تبعد عنه, خليك معه, هو لوخسر هدية فعلى أقل تقدير طلع من العلاقة السامة دي بأبن حقيقي بيحبه وهو الي هيكون ونس لما يكبر, صحيح معه مريم ومازن بس انت ابنه البكر, انت الي واقف معه دلوقتي في عز ما دول أطفال مش فاهمين حاجة”.
“انت شايف كدا؟”
“انا مش شايف غير كدا”.
ابتسمت: طب وريني بقى الايس كاب بتاع دينا.
“انا حاسس انك هتخدعني وهتروح تقولها”.
“ايه حدودي مالك خايف كدا؟ انت مش قولت انك مبتخفيش؟”
ابتسم: وان مكنتش أخاف على زعلها هخاف على مين بس, دي روحي الي ردت في تاني بعد ما كنت ميت, البهجة الي دخلت لحياتي الكيئبة المملة.
ابتسمت: محدش يعرف يجاريك في الكلام, دلوقتي عرفت هي ازاي عايشة معاك كل وقت ده عادي من غير ما تقولك حد طلقني في لحظة هرومانية غير واعية.
“أول يوم اتجوزنا فيه أول حاجة كتبتها في العهد بيني وبينها, ان فيه بعض كلمات محرمة على لسان كل حد فينا سواء بهزار او بجد والطلاق كان واحد منهم, دي منطقة مينفعيش حد فينا يلعب فيها مهما كانت هروماناتها عالية علشان كدا كل ما بتجي تنطقها بتلحق نفسها, انت عارف على قد ما مرسال عبارة عن 99 في المية هرومانات وواحد في المية خلايا بشرية, بس هي اكتر حد في حياتي بيوفي بكل وعوده والعهد الي كتبنا سوا ولا عمرها خلت بعهد واحد فيه.
ابتسمت وبعدين تابعت بسأل: بعيدا عن قصة حبكم الي مبقتش موجودة دي هل انت عارف ان زين شغال في شركة أحمد؟”
“اه”.
“ايه ده ازاي؟ هو قالك؟”
“اه بس هو ميعرفيش ان أحمد عارف انه اخوه, هو بيشتغل عند أحمد كموظف عادي ومستني اللحظة الي يقول فيها لأحمد انه اخوه”.
“ايه العك ده طب وانت ليه مقولتهوش ان أحمد اخوه وازاي عرفت أصلا ان احمد عارف؟”
“ما خالد قالي”.
“خالد؟ هو انت بتكلم خالد؟”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)