رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء السادس والثلاثون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت السادس والثلاثون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة السادسة والثلاثون
“قالولي إنك عايزة تقابليني”. قال ده عمر خافض راسه متجاهل النظر لأمي الي كانت قاعدة قصاده في وسط عدد من الحرس في غرفة المقابلة للسجناء, بعد صمت كان بيتخللها ونظرات مترددة تجاهه بيتخللها حسرة قالت: بس قالولي انك رفضت في الاول تقابلني لحد ما غيرت رأيك فجأة.
“كنت خايف اقابلك علشان عارف أنتي هتقولي ايه”.
“وليه غيرت رأيك فجأة, فضول؟”
“لا, خوفت مشوفكيش تاني وأكون خسرت آخر فرصة”.
“وليه حسيت كدا؟”
“ما هو حاجة من اتنين يأما أحمد يصدر قرار الاعدام, يأما انت هتتخلى عني علشان تسيبني أعيش بس الي عايز أقولهك إن لو ده الي بتفكري فيه فعلا فاعرفي إنك بجد بتقتلني بالبطيء, بتكسري كبريائي وتحسسني بالعجز وبتخلني أخسر الحاجة الوحيدة في حياتي الي باقي عليها”.
سكت وبعدين تابعت: ليه مقولتليش إن دينا تبقى مامتك؟
“ها؟ أ..أنت عرفتي ازاي؟”
“دينا كانت في مصر من مدة من قبل ما هادي يسافر وهي الي ساعدته يسافر مكنتش تعرف إنك أبوه ولما بالصدفة طلبت من هادي اوراق القضية بتاعتك عرفت إنك ابنها”.
سكت وتجاهل النظر ليها بيكمل: وايه دخل ده في الي بنقوله؟
“لو مكنتش دينا موجودة انا كنت مستحيل أخضع لأحمد, أنا أه عايزاك تعيش بس عارفة إني هكون بموتك لو قبلت اني اتطلق علشان اروح لحد تاني, عمر أنا كمان بحبك, أنت متتصوريش أنت ايه بالنسبالي, أنت الهوا الي بتنفسه وغيابك عني ده بيموتني كل ثانية بس انا مبقتش لوحدي الي لي فيك”.
“يعني ايه؟”
“لما هادي سافر غصب عني وأنا كنت مضايقة منه روحي كانت بتطلع في كل يوم, كنت بتمنى يرجع علشان بس أحضنه وأقوله أنا آسفة مكنش مهم مين فين غلط المهم بس يرجع, كنت هموت من مجرد كام شهر غابهم فيبالك بقى بسنين السنين من عمرها قضتها وهي كل يوم بتعيط عليك, أنت سبتها في عذاب نفسي لا يمكن حد يتحمله مينفعيش انا اجي وهي في العمر ده اسيبها تتقهر عليك باقي عمرها, مينفعيش بجد يا عمر مينفعيش, على الأقل تحاول تشبع منك قبل ما الأقدار تكون مفجعة”.
أخفض ناظريه بيكمل: أنا.. أنا نسيتها من زمان.
“بس هي منستكش, مينفعيش تكون قاسي كدا معها, لازم تسمع منها لأني واثقة إنك أكيد فهمت غلط وظلمتها, انا مش عايزاك تندم إنك مسمعتهاش”.
“بس.. بس انا بحبك يا هدية, مينفعيش اسيبك للحيوان ده”.
“أنت عارف إنه كدا كدا الطلاق هيحصل”.
سكت لوهلات بيرتجف جسمه في صمت مش قادر يرفع راسه ناحيتها, فضلت كتير هي كمان ساكتة لحد ما قامت وقالت في نبرة تخللها التراخي والحزن: لازم أروح قبل ما هادي يكتشف غيابي علشان ميقلقيش.
“هدية استني”. قال ده عمر بيبص ناحيتها, وقفت مكانها بتستدير تجاهه, اتقدم ناحيتها خافض ناظريه في انكسار, رفع ايده المكبلة بالقيد بيعانقها بيتخفى بين أكنافها بيقول بنبرة تخللها الحسرة والقهر: أنا آسف.. آسف علشان مش عارف أعمل حاجة, بس علشان خاطري متوافقيش, أنا مستحيل أطلقك حتى لو هيموتني ألف مرة أنا موافق بس مش عايز أتخلى عنك, فكرة انه ممكن يلمسك دي بتخلي دمي يفور وبتجنن, أرجوك يا هدية متنساقيش ورا مشاعرك لو عايزة تحميني بجد افضلي معي, ولو على أمي أنا هسمع كلامك وأقابلها وهسامحها علشانك وهي.. وهي لو بتحبني أكيد هتتفهم وضعي. قال كلماته الأخيرة بيصدر منه صوت أنين لحد ما فجأة ليقى حد بيدفعه بعيد بيقول: أنت ازاي تجرؤ تلمسها.
بص عمر ناحية الصوت وكان أحمد, كسته ملامح الغضب بيقوم من مكانه بيهجم عليه وقبل ما يعمل أي حاجة الحرس مسكوه, حركته مهدتيش وهو بيهدد في أحمد بيقول: أنا هقتلك.
ابتسم أحمد ولسه هيمسك ايد أمي أمي ابتعدت عنه متقدمة عند عمر بتقول: ملكش حق تلمس مرات حد غيرك.
ابتسم: ماشي, كلها كام شهر وتبقي مراتي تاني. عمر كان متكبل من الحرس بيبصله بعيون كلها شرارة وهو بيقول: ده بعينك.
ابتسم أحمد بيقعد على التربيزا حاطط رجل على رجل وهو بيقول: أنت عارف ومتأكد إني هعمل الي في دماغي وبس.. بعدين بص للحرس: خدوه.
وفجأة ليقته بيبص لد بي بيبتسم: ده واضح إن هادي هو كمان هنا.
مكنتش فاهم ازاي خمن إني كنت بشوفهم من خلال كاميرا دي بي, محدش حاطط النظام ده في الاليف الآلي بتاعه غيري, في الحقيقة, انا كنت قايل لدي بي انها طول الوقت تفضل مع أمي لأي مكان تروحه ولما صحيت ملقتيش امي او دي بي من خلال التحكم من الجهاز بتاعي هنا قدرت اتحكم في دي بي واشوفه الي بتشوفه من خلال عيونها لأني ركبت بدلهم كاميرات, أمي بصت لأحمد باستغراب بتسأل: “ه..هادي؟”
“اه, تفتكري ليه دي بي معك دلوقتي؟ ولو جيتي بصيت على عيونها هتلاقي فيها كاميرات”.
سكتت أمي ومردتيش فابتسم أحمد بيغطي على عيون دي بي وهو بيقول: سلام دلوقتي, فيه أمور خاصة بين ماما وبابا دلوقتي هيتناقشوا فيها.
اتعصبت وقلقت فبسرعة ركبت عربيتي وروحت على المركز بس ملقتش أمي هناك, اتجننت وكنت لسه هركب عربيتي اروح لأحمد البيت ليقته واقف قدام عربيته مستند عليها بيبتسم: توقعت انك هتجي بردو, متقلقيش مامتك مشيت من بدري.
بصتله بقرف وركبت عربيتي, مفهمتش هو كدا استفاد ايه من الي عمل ده, وكأنه بيثبتلي إنه قادر يتحكم بي زي الدمية في ايده ورغم مرارة الواقع بس فعلا انا كنت مجرد لعبة في ايده لحد ما أجبرت امي في النهاية تتطلق من عمر, انا مكنتش قادر اتخيل إنه ممكن يموت, مكنش قدامي حل غير إني كمان اجبرها تتطلق منه وأخيرها بيني وبينه بس دي كانت الطريقة الوحيدة علشان يعيش ويرجع لحضن دينا تاني, ومن ساعة ما الطلاق تم وعمر خرج وأحمد كان مصر إننا نجي نعيش معه لحد ما شهور العدة تخلص وبعدين يتجوزوا بس أمي رفضت رفض قاطع حتى ولو احنا كنا هنعيش في النص التاني من القصر, وبعد شهور العدة ما خلصت احمد رجع اتجوز أمي تاني ورجعنا كلنا نعيش سوا, مريم واخوي الصغير مع عمر ودينا وأنا وأمي مع خالد وأحمد ومهاب بس.. كنا عايشين ولا كأننا عايشين, أمي ساكتة طول الوقت مبتكلميش حد فينا لا أنا ولا خالد ولا حتى مهاب الصغير, لحد ما حسيت انها فقدت النطق, اما علاقتي بخالد فهي تعتبر شبه اتقطعت وحسام في النص بنا حاير, مكنش لي تعامل غير مع مهاب وكدا كدا انا مكنتش طايق أحمد, بس.. كان نفسي اشوف عمر بفارغ الصبر, عدى شهر من بعد شهور العدة واحنا عاشيين في بيت أحمد ولحد الآن مشوفتش عمر لأني كل ما أحاول, أقلاي الحرس واقفلي زي الشوكة في الزور لحد ما الليل ليل وحاولت للمرة يمكن المية اني اتسلل واروح اشوف عمر بس جيت أخرج, ليقت حارس طلعلي من حيث لا احتسب بيقول: اقدر اخدمك بحاجة يا فندم؟
تأففت على مضض بقول: لا شكرًا, قولت كلمتي الأخيرة بدخل البيت على تذمر, بس فجأة ليقت خالد في وشي قاعد على الشباك الي جمب الباب بيبتسملي بيقول: واضح إنك فاشل في الهرب.
بصتله على مضض: محدش طلب رأيك.
“أنا ممكن أساعدك”.
“وفر مساعدتك لنفسك”.
“متنساش إني هربت من أحمد كذا مرة يعني أقدر أهرب تاني ده غير إني على دراية بالمخارج والمداخل بتاعة القصر”.
بصتله بقرف: ينفع ملكش دعوة بي؟
“فكرتك عايز تشوف عمر”.
“فكرت؟ وأنت حضرتك بسلامتك هامك أوي إني أشوف عمر؟ مش كفاية الي عملته؟”
“هادي أنا بجد آسف أنا بس كنت…”
“مش عايز اسمع تبريراتك, خالد انت لازم تفهم انك بجد مبقتش فارقلي, ومبقاش يهمني نكون اي حاجة لا اخوات ولا حتى صحاب, انا قولتهالك وقتها وانت مكنش عندك اعتراض”.
“مش كفاية عقاب بقى؟ أنا مش قادر اتحمل, انت مش طايقني ولا راضي تكلمني وأمي هي كمان مش بتكلم حد فينا, ايه فايدة كل الي عملنا طالما دي ردود افعالكم تجاهنا”.
“مفيش حب بيجي بالاكراه وأنا بكرهك وبكرهه”.
“هادي أنت بجد بتكرهني؟”
“أنا بكرهك أكتر من أحمد نفسه, أنت خذلتني وقت ما احتاجتك”.
أخفض ناظريه بيقول بهمس: هادي أنا…
“بس بقى كفاية مش طايق حتى اسمع صوتك”. قلت كلمتي الأخيرة ومشيت على أوضتي وبعد ساعة سمعت صوت عياط من الاوضة الي جمبي ببص ليقتها أمي بتعيط بس سمعت صوت خطوات حد على السلالم فاستخبيت بسرعة واكتشفت انه أحمد, دخل الاوضة وخبط على الباب برفق بيقول: ممكن أدخل.
أمي كالعادة مردتيش فتح الباب ودخل الأوضة لاحظت أمي بتمسح دموعها بسرعة ورجعت لنفس الملامح الباردة, ابتسم أحمد بيمسك ايدها بيقبلها بيقول: عاملة ايه النهاردة وحشتني.
نفس الوضع الصامت مفيش إجابة, تجاهل أحمد تجاهلها وخرج حاجة من جيبه بيكمل: بلاقي اسبوع موصي ابراهيم إنه يعملك عقد من الالماس الخالص متعمليش لحد غيرك قبل كدا. قال كلمته الأخيرة بيبفتح العلبة الصغيرة الي طلعها من جيبه فاتحاها قدامها, أمي كالعادة مبصتش ناحيته حتى, كست ملامحه بعض ملامح الاحباط بس عاود الابتسام تاني بيكمل: ينفع البسهولك؟
“…”
اتنهد بعد صمت تام منها وحاول يلبسها العقد بس لاقيها بتبعد نفسها, بتتوجه للسرير وبتتغطى وتنام, في احباط ويأس حفهم زعله ساب العلبة بعلبتها على التربيزة وساب الاوضة وخرج, كنت لسه واقف برا على الباب بصلي وسكت وبعدها اتوجه لمكتبه, لأمانة مرات كتيرة كان بيصعب عليّ اه انا مش طايقه بس انا كنت حاسس بلهفته ناحيتها وانه طول الوقت كان بيحاول يرضيها, صورة المتملك المتسلط المتكبر الي كنت واخدها عنه بتختفي عالطول لما بيجي يتعامل معها, ليقت فجأة رجلي بتقودني لمكتبه, لاحظته مميل راسه حاففها بايديه على المكتب في صمت تام, دخلت المكتب وأنا بقول في نبرة باردة حملت بعض السخرية: هتنام النهاردة بردو في المكتب زي كل يوم؟
“أنت شمتان؟”
“لا مش قصة شمتان الحقيقة أنا فاهم إنك محترم رغبتها في عدم تقربك منها ودي نقطة تحتسبلك”.
“طب كويس إنك شايف فيّ حاجة عدلة”.
“بص أنا اه مش طايقك بس…”
“نعم؟ لاحظ إني ابوك ولازم تتعامل معي باحترام”.
“بس انت عارف أكيد مشاعري ناحتك وأكيد مش هنافقك خاصة واني معرفيش عنك اي حاجة غير كل وحش الحمدلله”.
“واضح إنك ملقتش بربع جنيه تريبة في بيت عمر”.
“بص هو عمر مش بيعرف يربي اه والدليل على كدا مريم بس هو للأمانة مؤدب ومحترم في نفسه”.
بصلي على مضض بدون ما يعقب فتابعت: بخصوص عمر هو انا ينفع ا…
“لا”.
“انا لسه مكملتش كلامي”.
“عايز تروح لعمر صح؟”
“بقالي كتير مشوفتهوش و…”
“ميخصنيش”.
“أنت ليه كدا طيب؟ دنا الي هشوفه مش أمي”.
“انا قلت لا”.
“مش كفاية اجبرتنا نعيش معك كمان عايز تحرمني منه”.
“اه, علشان انا شخص متملك وانت ملكية خاصة بي من حقي اتحكم بها”.
“لا انا مش ملكيتك الخاصة, انا طول حياتي وعمر مربني إني اكون حر نفسي”.
“طب يا حر نفسك شوف هتعدي ازاي من الحرس دول وحتى ولو نجحت وهربت فرضًا هعمل بلاغ بالخطف وإنه خطفك واهو يلبسله كام سنة حلوين في السجن”.
انفعلت وقومت من مكاني: انت مستحيل تكون بني آدم, انا كل ما اتعاطف معك بلاقيك أسوء من الأول, انا بجد بكرهك. قلت كلمتي الأخيرة ومشيت على اوضتي, كنت حاسس بخنقة رهيبة للدرجة, حاولت انام معرفتش, فضلت كدا لساعات وساعات خاصة إني مكنتش عارف اكلم مرسال لانها قطعت معنا العلاقة تمامًا ولا عارف اكلم دينا علشان ممنوع وبصراحة خوفت اتهور واعمل اي حاجة عمر يجرله حاجة, يوم تاني عدى محمل بالملل والاجبار وبدأ يوم تاني من حياتي مجبر إني أقعد معهم على نفس التربيزة زي ما أمي هي كمان كانت مجبرة, وقت الاكل ده لازم الكل يكون حاضر حتى أحمد لو عنده اجتماعات بسيبها وبيجي وأوقات هو الي بيعمل بعض الأطباق الخفيف مش فاهم ايه الغرض من ده بس يمكن يكون شايف إن بمرور الوقت ممكن نتقبله, نزلت قعدت على السفرة متجهم الملمح وأمي كالعادة آخر من يأتي في نفس صمتها وهدوئها, خالد كالعادة كان بيحاول يفتح كلام وبلهفة قام من مكانه بيكلم أمي: كويس إنك جيتي, كنت مستنيك علشان كنت عايز اوريك حاجة. قال كلمته الأخيرة وبسرعة جرى على اوضته وجه وهو معه لوحة أطول منه بيتقدم بها مش شايفينه أساسا منها, وبابتسامة عريضة اتوقف بيزيل عنها الستار بيقول: عملت دي علشانك. قال كلمته الأخيرة مستنيها بلهفة وحماس تبصله بس هي حتى مبصتش ليه, كانت بتأكل في صمت بارد وكأنها جسد من غير روح, خالد سكت بيحاول يتصنع ابتسامة ورجع لمكانه تاني بعد ما ساب اللوحة من ايده فوقعت على الارض, تجاهل سقوطها وعدى من فوقها بلا أي اندهاش بيأكل اكله في صمت، مهاب كان بيراقب كل ده في خوف وحزن, خرجت عن صمتي وبصيت لمهاب ببتسم: ايه رايك بعد ما ناكل نشوف مين فينا الي هيغلب التاني في السلة, أنا كدا كدا ضامن فوزي علشان أكيد أطول.
ابتسم بحماس بيقول: بس أنت أكيد هتشلني على أكتافك علشان اجيب نقاط.
“ازاي يعني؟ أمال هكسبك ازاي؟”
“علشان خاطري, علشان خاطري”.
ابتسمت وقبل ما اتكلم أحمد اتدخل بيقول: انا هشيلك.
بصتله انا ومهاب في استغراب وفي صوت واحد: ايه؟
“ايه ايه؟”
مهاب بصله مش مستوعب: انت هتلعب معنا؟
“لا, انا بس هشيلك”.
بصتله على مضض: ده على اساس انها كدا فرقت!
“مالك خايف كدا؟ اوع تكون خايف تخسر قدامي؟”
“ها..هاها.. انا اخسر قدامك؟ دنتي متعرفنيش بقى, الي قدامك ده بفضل الله واخد اول لاعب كرة سلة في المدرسة”.
تدخلت دي بي بتقاطعني: لأن تلك الرياضة اصبحت مهجورة الآن ولم يكن هناك من يلعبها سواك.
“ههه انتي بتقولي ايه بس, متاخدش على كلامها دي بتهزر
ابتسم بيقوم من مكانه: هنشوف.
حسيت الأمر جه على كبرياء والموضوع بقى مسألة حياة أو موت, قومت أنا كمان من مكاني وأنا بقول: نشوف منشوفيش ليه؟
“طب استنى هغير هدومي”.
“خايف مني ولا ايه؟”
“ايه علاقة اني هغير هدومي بالخوف”.
“يعني هتدخل اوضتك تحاول تستعد علشاني”.
“معلش استعد علشان مين؟ واضح إن هدية محكتلكيش أنا كنت ايه في المدرسة”.
“كنت ايه يعني؟”
“مش بحب اتكلم عن نفسي, الكرة هتتكلم عني”.
“الغرور ده نهايته وحشة بس انا واثق إني هكسبك ولو كسبت فرض عليك تنفذ الي هقولك عليه”.
“بنفس البلاهة والكبرياء ده مامتك اتحدتني وخسرت خسارة ساحقة”.
بصيت لأمي بربت على كتفها: متقلقيش يا أمي هجبلك حقك.
ابتسم بيمد ايده لمهاب: تعالى دحنا شكلنا هنكتسحهم.
مسكت أمي من ايدها وأنا ببصلها بملامح جادة ورجاء: الموضوع دلوقتي بقت مسألة كبرياء وانا مستحيل أخسر قدامه انتي لازم تشجعني.
سكت لوهلات وبعدين هزت راسها بالإيجاب, وهناك في الملعب, أحمد رمالي الكرة وهو بيقول: معنديش مشكلة تكون معك انت الأولى, اديني بديك فرصة أهو. قال كلمته الاخيرة وهو بيشل مهاب على أكتافه, اخدت الكرة وبدأت المبارة, في البداية الحظ لعب معي وسجلت اول مرة تلات نقاط وبعدها نقطتين, كنت فخور بنفس جدًا لحد ما ليقته بدأ ياخد مني الكرة ويرواغ, مكنتش قادر اتوقع تحركاته وفجأة لقيته بيسجل نقطة ورا التانية علشان كان بيدي الكرة لمهاب يسجل لأنه مكنش هيعرف إلا من مسافة قريب جدا من السلة لحد ما فجأة بدأ هو يمسك الكرة ويسجل من خارج خط التلات نقاط والوقت بيمر لحد ما فجأة المبارة خلصت واحرزت بس الخمسة الأولى وهو كانت الصدمة, كان مية نقطة.
بصلي بيبتسم بغرور: من حقي اعترف أنت احسن من مامتك الحقيقة, على الأقل انت جبت خمسة هي جابت نقطة واحدة وكنت ساعدتها فيها شفقة كدا.
“على فكرة دي ضربة حظ”.
“بجد؟ ضربة حظ بمية؟ دنا حظي من السما على كدا”.
“اساسا شكلك كنت بتغش “.
“اقنعني ازاي؟ ما تعترف بالهزيمة وريح نفسك”.
“أنا متهزمتش, الأسد لو اتجرح فده مش معناه إنه مات أو ضعف, انا بس مكنتش واخد كامل استعدادي”.
فجأة ليقته بيتدرج صوته للضحك المتتابع بيعبث بشعري: مش ممكن دي نفس الجملة بالنص, هي الجملة دي وراثة.
كنت غضبان لحد ما فجأة سمعت صوت ضحكتها, كلنا كنا في ازبهلال بنبصلها معقول إن أمي ضحكت اخيرا؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)