رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء الثاني والثلاثون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت الثاني والثلاثون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة الثانية والثلاثون
“مش عارف اعمل ايه؟ تفتكري المفروض أقوله ولا لا؟” قلت كلامي ده وأنا مميل راسي عالتربيزا الي في وسط ساحة القصر قاعد قصاد دينا, ابتسمتلي بتمسك فنجانها بايدها الاتنين بتصبلي: أنت عارف أنا ايه أقصى أمنيتي حاليًا؟
“ايه؟”
“إني أشوف عمر”.
“رفعت راسي ببصلها باستغراب فابتسمت بتكمل: عمر ده يبقى ابني.
“هو اسمه عمر؟”
“اه, ده كان اختيار باباه, لما شلته أول مرة بين ايدي كنت حاسة إن الدنيا مش سايعني, ولما حضتنه حسيت بسكينة وطمئنينة غريبة فبقيت كل ما أخاف أحضنه, كان ديمًا معي ومصاحبني زي ضلي ولما باباه أخده مني حسيت إني سبت روحي معه, هو شايفني مجرد أم خاينة وأنا عذرة سوء فهمه لكن هو حتى محاوليش يسألني ولا يسمع مني الحقيقة, تفتكر ليه حرمني منه وعذبني طول الوقت ده ببعده عني؟ وواثقة إنه أكيد فقد جزء منه بس كبريائه مش سامحله يكلمني”.
“ليه؟”
“علشان محاوليش يسمع مني الحقيقة, محاوليش حتى يصلح سوء الفهم الي حصل بنا أو حتى معرفته بي طول الوقت ده كانت تشفعلي حتى أتكلم وأفهمه”.
بصتلها ساكن لوهلات وبعدين خرجت عن صمتي بقولها: عايزاني أروح لأحمد؟
“على الأقل حاول تتكلم معه وتسمع منه, يمكن البعبع الي أنت خايف منه ده يطلع جوه طفل مش شايفه”.
“طفل ايه؟ انتي متعرفيش الراجل ده, ده تحسيه رجل عصابات”.
ابتسمت دينا بتضحك: وهو رجل العصابات يعني معندوش قلب؟ مش يمكن لسه زعلان على موتك لحد الآن.
“تفتكري عنده قلب أصلًا؟ ده أول يوم قابلته فيه هددني بالقتل”.
ابتسمت دينا ومعقبتيش فتابعت كلامي: سيبك مني وقوليلي أخبار صحتك ايه؟
“الحمدلله”.
“مريم قالتلي إن آخر فترة دي صحتك كانت وحشة”.
“بس بقيت أحسن لما شوفتك”.
“لا واضح, ويا ترى بقى حبيتها أكتر مني؟”
ابتسمت بتلاعب خدودي: بتغيري يا بطة أنتي.
انفكيت عنها على مضض: مش فاهم ايه حكايتك أنت ومرسال أنا كبرت على فكرة وبقى عندي عشرين سنة وهتم الواحد وعشرين كمان كام شهر.
ابتسمت: طب يا أستاذ كبير اتفضل روح لباباك وقولي عملت ايه؟
“عمر؟”
“أكيد أقصد أحمد”.
اتنهدت وقومت من مكاني: أشوفك بكرا.
قلت كلمتي الأخيرة وأخدت عربيتي وروحت مع دي بي على قصر أحمد, أنا عارف إن الحرس مش هيدخلني لكن كان لازم أحاول, الغريبة إن الحارس بمجرد ما راح لأحمد وقاله, أحمد أذنلي بالدخول, استغربت بس دخلت واستنيته في غرفة الاستقبال وبمجرد ما قابلته بصتله باستغراب بسأله: غريبة إنك وافقت تقابلني بسرعة, يا ترى اخترت موتة مناسبة لي بحيث متتكشفيش.
ابتسم بيقعد على الكرسي بيحط رجل على رجل بيباشر: طب قول ازيك, السلام عليكم حتى.
“غريب استقبالك لي, هو فيه حاجة؟”
“بصراحة اه”.
“ايه؟”
“خالد اتفق معي إنه هينزل يشتغل في الشركة ومش هيهرب من البيت تاني وأمر جده ده هينساه خالص في البداية كنت حاسه بيشتغلني لحد ما ليقته رمى كل حاجة متعلقة بجده وولع في كل لوحاته, قالي إنك الي طلبت منه ده علشان حسيت بالندم على الي عملته وإن مفيش حد هيخاف عليه قدي, بصراحة أنا مش مقتنع أوي لحد ما ليقتك جيت فحسيت إنها فرصة أسألك وأتأكد إذا كان بيكدب ولا لا”.
“وهو يعني لو كان بيكدب أنا هقولك مثلًا”.
“يمكن بس أنا بعرف أقرأ الملامح كويس وأعرف إذا كنت قولت كدا ولا لا”.
“كان أسهلك تقرأ ملامح خالد مش ملامحي”.
“شوفت في عيونه اصراره على الي بيقوله لكن حسيته بيكدب فكونك قلته كدا يمكن بيحاول يجمل صورتك مش أكتر وواضح إنه بيعمل كدا علشان محرموهش من مصاحبتك, بيني وبينك أنا مش بطيقك بس على أقل تقدير حاسس إن خوف خالد من خسارتك هو سبب تغييره علشان كدا مش همنعك عنه لكن.. وجودك هنا مش هيكون إلا في حضوري على الأقل هضمن إنك مش هتلعب في دماغه”.
وقبل ما أتكلم قاطع حديثنا أحد الخدم بيخبط على الباب وبعد ما أحمد أذنله اقترب منه بيهمس في أذنه, فجأة ليقت ملامحه اتغيرت, وابتسامة غريبة اعتلت وشه, قام من مكانه بيأمر الخادم: خليها تستنى في أوضة الاستقبال التانية وأنا ثواني وجاي, قال كلمته الأخيرة وبدا وكأنه مراهق في العشرين من عمره وما هي إلا دقايق وليقته نازل ببدلة تانية غير الأولى وريحة كدا مختلفة كنت شامم ريحتها من على بعد مكنتش فاهم يعني هيبقى شيك أكتر من لما قابلني ازاي لحد ما شوفته دلوقتي بس شكل الموضوع فيه وحدة ست, التزين الأوفر ده مبيكونيش إلا للحبايب, علشان كدا اتسللت للاوضة التانية وراقبتهم من برا لما ليقت باب الاوضة شبه مفتوح بس بمجرد ما بصيت فقدت النطق, كانت قاعدة على الكرسي لحد شافت أحمد داخل, قامت من مكانها بتقول: أزيك يا أحمد.
بس فجأة بدون مقدمات ليقته بيحضنها وهو بيقول: وحشتني, وحشتني أوي يا هدية.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)