رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الثلاثون 30 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء الثلاثون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت الثلاثون
رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة الثلاثون
الفصل الثلاثون
“عمر بقولك افتح الباب”. كان بقالي نص ساعة بخبط وبرزع كل حاجة حوالي بقول نفس الجملة لكن لا حياة لمن تنادي، اتنهدت وعرفت انه لا مفر فباشرت كلامي وأنا بقول: طب أنا محتاج أروح لدكتور نفسي.
سمعت صوته من ورا الباب وهو بيقول: أنت بتحاول تخدعني؟
“أه، لا، لا أه بص خلينا نتفق اتفاق، أنا أروح عند مرسال وأنت تتابع حالتي النفسية كل يوم، أنا عارف إنك خايف أسافر تاني فجأة لكن صدقني أنا فعلا مش ناوي أرجع فرنسا تاني على الاقل دلوقتي.
سكت لوهلات وبعدها سمعت صوت الباب بيفتح، بصلي وهو بيقول: نبدأ جلستنا دلوقتي.
اتنهدت: ماشي، بس هنروح العيادة الي بر مش هنا.
ابتسملي وراح جهز عربيته، وصلنا المشفى ودخل أوضة الكشف، جيت أدخل راح مطلنعني برا وهو بيقول: لا لا، روح أدفع كشف الأول واستنى دورك.
“عمر أنت بتهزر صح؟”.
قفل الباب في وشي وهو بيقول: لا.
اتنهدت بغضب ودفعت لآلة موجودة في الصالة وبعدها قعدت مستيناه يأذنلي بالدخول، قعدني ساعة سليمة للدرجة إني هطق وكنت همشي لحد ما سمعت الآلة بتقول: تفضل بالدخول سيدي.
دخلت متعصب وأنا بقول: مش فاهم يعني خلتني أستنى كل ده ليه وهو أصلا مفيش مرضى برا غيري؟
بكل برود حط رجل على رجل وهو بيقول: كويس انك عارف انك مريض.
قعدت فوق مكتبه بقرب وشي منه وأنا شبه مغلق عيوني بقول: احنا بدأناها كدا؟
“انزل اقعد مكانك على الكرسي يا.. م..ر..ي..ض”.
“لا أنا مريض وعندي صرع حضرتك ومش مستريح غير هنا”.
“وايه علاقة الصرع بالي بتعمله ده؟”.
“لو عايزني أمشي أمشي على فكرة”.
“خلاص خلاص اقعد مكان ما حضرتك تحب، أفهم بقى مشكلتك ايه”.
بصتله بعيون ناقمة وأنا بقول: فيه في حياتي شخص دمر حياتي.
” ياااا، فعلا؟ طب ما تحكلي عنه”.
سكت لوهلات ببصله بنقم لكن بعد مدة اتنهدت ولانت ملامحي وأنا ببصله، فباشرت بقول: من وأنا صغير اتربيت إن شخص ما ده أبوي لكنه.. كان أكتر من كدا بكتير، كان صديقي الوحيد فعلا لأني في العادة مكنش غندي صحاب، ديما الناس كانت بتقعد تتريق على اسمي غلشان بيسموني باسم جدي نظرًا لكونه غالبية الوقت كان بيحضر بدل ماما وبابا في اجتماع أولياء الامور وده خلى الطلاب تلزق اسمه باسمي فكنت شبه منبوذ منهم، ده كان أغلب الوقت بيأثر على نفسيتي، لأن الطبيعي إننا في حاجة للبشر، نعيش ونتعايش وسطهم، نصاحب ونحب ونتعارف ومع ذلك عمر كان ديمًا موجود، كنت برجع من المدرسة مش طايق نفسي، ارمي شنطتي وأكسر في أي حاجة قدامي وبعد ما أفرغ غضبي أقعد أعيط، مكنتش فاهم ليه أنا الوحيد الي مينفعيش يكون ليه صحاب لكن فجأة كنت بحس بحد بياخدني لحضنه بيمسح على شعري وهو بيقول: أنا كمان ماليش صحاب تلعب معي، تحب تلعب معي؟
كان هو الوحيد الي بيعرف يحتواني ده حتى لما أمي بتجي تزعقلي بسبب الي عملته كان يوقفها ويسبني أعمل الي عايزه، كان ممكن يسيب شغله علشاني، علشان يراضي طفل صغير مش أكتر،كبرت وانا كل يوم حبه بيكبر في قلبي وتعلقي به بيزيد، لحد ما في يوم قررت أسافر، هو اتضايق علشان عملت خطوة زي دي من غير ما أرجعله لكني كنت كل يوم بندم إني عملت كدا، رغم حبي الشديد لرماح ولكوني كنت عايز أقابله بس أنا كنت عايز أرجع علشان عمر، علشان يحضني تاني ويمسح على شعري، علشان أحس بأن فيه حد فعلا بيحبني وبيحتوى ضعفي، أنا كنت ولا حاجة من غيره بزق نفسي للتعايش مش أكتر، لحد ما في يوم قالي إنه مش باباي الحقيقي، أنا… سكت شوية مميل راسي بحاول أتمالك دموعي: أنا كنت حاسس ان روحي بتتسحب مني، كان فيه مشاعر متلغبطة مش قادر احددها مشاعر قهرة وحزن وغضب وبرود.. غيرة، كنت غيران من مريم وأخوي الصغير علشان هو باباهم، ليه هم يكونوا محظوظين به مش أنا، اول مرة في حياتي أحس أني غيران من مريم وبحقد عليها، من اللاشيء أنا كنت متعلق بعمر للدرجة اني مكنتش عايزه يكون أب لحد تاني غيري لكن فجأة حتى الحق ده مبقاش من حقي، هو مش متخيل كم القهرة والخذلان الي حسيت به وأكتر حاجة قهرتني إن حسيت إن كل ده عمله علشان خاطر أمي مش علشان هو بيحبني فعلا، عارف شعور المجاملات الملفقة؟ ادي ايه هو شعور سيء بجد، أنا ناقم عليه علشان بحبه، حاسس اني خسرته وهو السبب، لو كان كدب علي وقالي انه هو أبوي فعلا أنا مكنتش هزعل، كان كان المفروض يداري على كدبته دي بشكل أحسن علشان معرفيش حاجة بس هو مغفل مقدريش يعمل كدا.
فجأة حسيت بايده بتلامس وشي بيمسح دموعي وهو بيشاور على رجله بيقولي: تعالى.
زحت ايده وانا بنزل من على المكتب: مفيش دكتور بينم مريض على رجله ويواسيه، أنا عايز حل.
اتنهد بيبصلي: مش قدامك غير حلين إما تعمل نفسك عبيط وتكمل حياتك انه باباك أو تواجه باباك الحقيقي، المواجهة دي هتصلح مفاهيم كتير ويمكن تغير معتقدات عندك ياما تتقبل باباك الحقيقي أو باباك الي رباك.
بنبرة خافتة سألته: لو كنت عمر كنت هتقولي كدا؟
” لو كنت عمر مكنتش خليتك تقرب حتى من بيته علشان هفضل طول الوقت في قلق وخوف من انك ترجعله، أظن إن زي ما عمر له تأثير في حياتك فانت كمان لك تأثير في حياته أضعاف مضاعفة ومظنش ان فيه حد ممكن يتحمل حد مجاملة لأكتر من ١٩ سنة لو مكنش عمر فعلا بيحبك مكنش اتحملك لانك من الاساس ولد لا يطاق.
ابتسمت وقومت من مكاني بسأله: الجلسة الجاية امتى طيب؟
لما تحوش عشر أضعاف الكشف المرة الجاية ابقى تعاللي.
“ايه؟ عشر أضعاف؟ ليه يعني مش فاهم؟ هتدني ضماني اني مش هكتئب طول حياتي.
“بامكانك تاخدها من باباك لو حابب”.
“قول بقى كدا انت بتحاول تخلني ألجألك في النهاية”.
” براحتك خالص بس فعلا مفيش دخول غير لما تدفع عشر أضعاف الكشف”.
“ومين قالك اني هجيلك تاني أنا هروح عند دكتور تاني أرحم”.
“تفتكر ان فيه دكتور تاني هيتحملك زي؟”
سبت المكان وأن الغيظ بيتملكني، هو مش بيرتاح غير لما يضاقني، اتنهدت وحاولت أهدأ ووقفت تيكنول بعد ما أخدت قرري بمواجهة أحمد.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)