روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل السابع عشر 17 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء السابع عشر

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت السابع عشر

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة السابعة عشر

مكنتش عارف أعمل ايه, كنت مشتت, مشتت بين خالد الي كان بيعط في حضني وبين غضبي من حسام, مكنتش عارف المفروض أتخلى عن كبريائي الي اتجرح وأراعى إنه بيعمل كدا علشان خوفه على صاحبه ولا إن كل واحد فينا بيبقي مدرك هو بيعمل ايه بالظبط لأن الغضب عمره ما كان مبرر, بس بصراحة كان فارق معي زعل خالد أكتر, كنت بتمنى إن الوضع يتغير ويتصلحوا بس عدى أسبوع وحسام مظهريش, سكون تام عم على خالد, مبقاش يتكلم ولا بقى يقعد معنا كالمعتاد طول الوقت في أوضته جمب الشباك مستنيه يجي, كنت بلاحظ ده أوي لما باب الجرس يرن فيقوم من سكونه فجأة ويجرى يفتح الباب, بس آماله ديما كانت بتخيب, مبقاش ينزل يدور على شغل وحماسه بالموضوع اختفى وحتى خطته بخصوص أننا نروحر ” le Bourget” اتأجلت لمجرد إنه خايف يمشي فحسام يجى وحتى سبب عدم خروجه من البيت هو خوفه من إن حسام ممكن يجي في أي لحظة وهو مش موجود, مكنش بيقلنا حاجة عن مشاعره وألمه بس كنت شايف ده في كل تصرفاته للدرجة إنه بقى ينسي يأكل لأنه بيكون في اوضته معظم الوقت بيراقب منها فمش بينزل فكنت بطلعه الأكل في اوضته بس كنت لما برجع بلاقي الأكل زي ماهو, بالعافية كنت بجبره يأكل, للدرجة إنه في مرة خليت مهاب يمسكه من ايديه ويثبتها ورا ضهره علشان أكله من كتر ماهو بقى مهمل في نفسه ورافض أكله, فى خلال الاسبوع ده كنت أنا مضطر أنزل أدور على شغل علشان على الأقل نقدر نسدد تمن قعدتنا هنا , بصراحة راشد مكنش بيطالبنا بأي حاجة بالعكس كل أما أجي أديله الايجار يرفض ويقولي خليه للاسبوع الجاي الدنيا مش هتطير, يمكن يدوب بقلنا هنا 12 يوم بس راشد كان بيتعامل معنا كأننا زي ابنه بالظبط, بصراحة كنت مفكر ان ابنه عايش معه بس هو قالي إنه في الوقت الحالى مسافر وعايش في العاصمة بحكم شغله وأول ما هيخلص هيرجع عالطول, هو ديما كان بيقولنا إنه مستأنس بوجودنا وإنه مش حابب إننا نمشي, وللصدق أنا كمان مكنتش حابب أمشي بس مكنش ينفع لسه عندي هدف موصلوتهش أنا بس مستنى صحة خالد ترجع ونفسيته تتصلح وأقلاي أنا كمان شغل أقدر من خلاله أجمع مبلغ يخلنا على الاقل نسافر للمدينة التانية, وفى اليوم التالتشر وكان يوم سبت, اقترح علىّ راشد موضوع حديقة العواجيز تاني وطلب مني أخد خالد معي لأنه واثق إن نفسيته مش هتتصلح إلا لو خرج من الدايرة الي حاطط نفسه فيها, بصراحة أنا المرة دي وافقت مش فكرة بس إنه شغل بس علشان فعلًا كنت محتاج خالد يخرج من وضعه ده, طلعت على ميعاد الفطور وخبطت على الباب بس مفتحش, فتحت الباب ولقيته زي ماهو قاعد على مصطبة الشباك بيبص عالطريق وسارح, اتقدمت ناحيته وسقفت بالسبابة والابهام قدام وشه بقول: ايه يا أستاذ روميو هتفضل قاعد القعدة دي كتير؟
بصلي وابتسم ابتسامة خفيفة ورجع لوضع سكونه تاني من غير ولا كلمة, كملت كلامي وأنا بقول: مش عارف ليه ابديت أشك في علاقتك أنت وحسام, صدقًا لو كنت فقدت جوليت ما كنت هتزعل كدا.
خبطني على كتفي بقبضة ايده برفق وهو بيبتسم بيقول: أنا عارف إنك بتحاول تثير استفزازي علشان أتكلم, ولعلمك بقى فيه علاقات صداقة بتكون أقوى من الحب عادي.
“طب طالما متأكد إن علاقتكم متينة كدا فأكيد واثق في رجوعه, وواثق إنه مستحيل يسيبك فليه معذب نفسك كل الوقت ده؟”
“علشان خايف ميجيش”.
“أنت مش لسه قايل إن فيه علاقات صداقة أقوى من الحب, ليه خايف؟”
“لاني جرحته يا هادي أنا الي رفضت وجوده وأنا الي طلبت منه يمشي, خايف يسمع لكبريائه ويسيبني”.
“يمكن وجودي هو السبب, قصدى إن وجودي هو الي مسبب الحساسية دي ويمكن للسبب ده هو رافض يجي, هو مش بيفكر في كبريائه معك بس أكيد هيفكر في كبريائه معي”.
“بس هو غلط في حقك يا هادي, ومش مسموحله يغلط, وحتى ولو جه واعتذر أنا مستحيل أقبل إني أرجع معه إلا إذا اعتذرلك”.
“بس أنت كدا هتعقد الأمور أكتر”.
“أنا عارف إنك غضيت الطرف عن الاهانة الي اتعرضلتها منه علشاني, فكرت في زعلى قبل ما تفكر في كبريائك ودي النقطة الي لازم هو كمان يتعلمها, لازم يفكر في مشاعر الي حواليه قبل ما يفكر في نفسه, مشكلة حسام إنه أوقات بيبقي أناني مش بيفكر غير في نفسه, يمكن الشخص الوحيد الي مش بيتصرف معه بأنانية شوية هو أنا, بيفكر فيّ أكتر من نفسه بس أوقات تانية بحس إنه خوفه وقلقه ده بيقلب على تحجيم لمساحتى الشخصية وتقليل من قدراتي , هو معتبرني جزء من ممتلكاته, حاجة مينفعيش حد يقرب منها غيره, أنا مكنش عندي مشكلة, كنت ديمًا بعتبر ده نتيجة حبه وخوفه, أوقات كتير لما بنحب حد بنعتبره جزء منا ولينا وبس وأنا كدا كدا مكنش عندي اعتراض, لأني مكنتش محتاج أصدقاء في حياتي غيره, هو ديمًا واقف معي, حتى في الاوقات الي كنا بنخانق فيها وبقبى محتاجله كان بيبقي موجود, موجود من قبل أقوله أنا عايزك, بس لأول مرة أحس إن خوفه وحبه ممكن يكون مؤذى لحد تاني, في اللحظة الي ضربك فيها أنا خوفت, مكنتش قادر أحس إن ده نفسه حسام الي أنا عارفه, حسام الي أنا أعرفه مستحيل يأذي نملة, ازاي ممكن يأذيك, وقتها أدركت إن خوفه وحبه المبالغ فيه ممكن يتقلب لضرر للي حوليه علشان كدا كان لازم أوقفه, لازم يفهم إني لي مساحة من حق الناس تتعامل فيها معي غيره, من حقي أخد قرارتي بنفس ومن حقي أشوف الدنيا وأغلط وأجرب وأتعلم بعيني أنا مش عينه هو, لازم يدرك إني عايز أكون مسؤول عن نفسي, هو صاحبي مش أبوي علشان يكون مسؤول عن كل تصرفاتي, أخطائي أنا الي المفروض أتحملها مش هو, هو مالوش ذنب بالي عايزه ومالوش ذنب بالي بعمله, هو لسه بيتعامل مهي كأني طفل, طفله المدلل, انا مدرك شعوره بحمايته لي طول الوقت, بس هو كدا بيأذني وبيأذى الي حوالي وبيأذي نفسه من غير ما يعرف”.
ابتسمت وأنا ببصله بقول: بس رغم كل كلامك عن المفروض والي مش مفروض أنت من جواك شايل مشاعر من الأنانية تجاه حسام بنفس القدر الي هو شايل به بس الفرق إنك بتفكر بعقلك قبل مشاعرك على عكسه تمامًا بيتصرف بتلقائية تام, أنت الي بيمعنك الصح والغلط ومشاعر الي حواليك إنما هو من البداية معندوش حد يهتم بأمره غيرك.
بصلي لبرهة وبعدين أتنهد وهو بيربط على ركبته بايده الاتنين وبيبص تجاه مرمى بصره بيقول: يمكن جزء من الي بتقول صح, أنا كمان مش عايز حد في حياته غيري, بس مينفعيش يا هادي, هو له حياته الخاصة, وأنا كمان, وزي مانا بيسبله المساحة الي بيتواجد فيها مع الناس ومع نفسه هو كمان لازم يسيبلي المساحة دي”.
“بس أنت من جواك مش عايز”.
“مين قال كدا؟”
“تصرفاتك, بص على نفسك كدا, مجرد جسد بلا روح, قاعد في انتظار أمل مش واثق من رجوعه, كنت عايز مساحة خاصة, مساحة تتعامل فيها مع ناس غير حسام ومساحة تجرب الدنيا بعينك وتتحمل مسؤوليتك, وايه الي حصل بمجرد ما عطاك المساحة دي وسابك؟ قاعد وقافل على نفسك ال24 ساعة, لا أنت بتتعامل مع حد ولا أنت قادر تتحمل مسؤوليتك, قبل ما تتخانق ما حسام كنت عارف ومتأكد انه هيلاقيك هيلاقيك رغم انك قولتي انك مش عايز تعتمد عليه, بس انت كنت مطمن ومستنى اللحظة الي حسام يلاقينا فيها وهو ده السبب الوحيد الي كان عاطاك الدافع تكمل وتكون بالنشاط الدائم ده بس بمجرد ما اختفى انت فقدت احساسك بالامان, فقدت جزء منك كان بيقويك, مش شرط علشان نتحمل المسؤولية , نبعد عنا الي بنحبهم, احنا بنقوى في وجودهم”.
خالد انزعج وقام من مكانه وهو بيقعد عالسرير بيكمل: بس وجوده كان مؤذي.
“بس لا هو ولا فطرته كدا, وأنت عارف ده كويس”.
“أنت ليه بتدافع عنه؟”
“علشان أنا الوحيد الي شايف أن وضعك بيسوء في غيابه , أنا ميهمنيش حسام عايز ايه ولا يهمني وجوده أصلًا بس أنت تهمني, ويهمني زعلك, ووضعك وحالتك مش هتتحسن غير بوجوده”.
“أنت عايز ايه؟”
“يمكن كنت جايلك علشان أقولك على حاجة غير الي هقولك عليه دلوقتي, بس في الوضع الحالي خلينا ننزل ندور عليه”.
“تقصد حسام؟”
“هو فيه غيره بنتكلم عليه”.
“هادي بجد انسى مستحيل أفكر أعمل كدا وبعدين هو أكيد رجع “أولناي سو بوا” تاني وأكيد احنا مش هنرجع كل ده”.
“يمكن لسه هنا.”
نام علي جنبه واتغطي بالبطانية بيقول: معلش يا هادي عايز أنام.
“طب خلاص مش هجبلك سيرة حسام بس انزل معي الشغل”.
بصلي باستغراب وهو بيسأل: أنت لقيت شغل؟
“يعني ممكن تقول حاجة زي كدا”.
“ده شغل ايه ده؟”
“رسم.”
“هتبيع لوحاتك؟”
“أنا بس هرسم الناس في حديقة العواجيز”.
“حديقة ايه”.
شدته من ايده بقومه بقول: تعال معي طيب وأنا هحكليك كل حاجة في الطريق.
ابتسم وقام معي بس قبل ما افتح الباب لفيت وشي وأنا بقوله: بس أول حاجة خلينا نفطر الأول علشان عندنا يوم طويل .
ابتسم ومعقبيش وبعد الفطار أخدنا راشد لحديقة العواجيز بما إنها أول مرة لينا, الأجواء والطبيعة هناك كانت مختلفة, مش عارفة مختلفة ازاي بس كنت حاسس بروح في المكان, حاسس إني شايف ناس حقيقية وحيوانات حقيقية وأغلب الي فيها كانوا عواجيز بيستمتعوا بجمال باريس بعيدًا عن زحمة التكنولوجيا الي شبه كانت منعدمة في المكان حتى ان الأمن رفض يخليني اخد دي بي معي واتحفظ عليها برا, في بداية الامر كنت زهقان اوي, صحيح كنت حاسس بالدفء الي كنت بحس به شوية في بيت مرسال بس كنت زهقان علشان قاعد فاضي مش بعمل حاجة لتلات ساعات, لحد ما خالد اقترح على إني أطلع وارسم عادي مش لازم أرسم علشان شغل, وإني لازم استمتع بالجو والاحساس الي في المكان علشان يدني الالهام لفكرة جديدة, بصراحة رجحت فكرته وطلعت دفتر الرسم الي متعود أرسم فيه ديما, جيت أمسك القلم فافتكرت مرسال لما كانت بتقولي إنها بتحب تستغني عن الفرشة والاقلام وترسم بايدها, تغمسها جو اللون وتبدأ ترسم, تحس إنها جزء من اللوحة ومفيش فواصل بينهم, خرجت الألوان وابديت ارسم بايدي, احساس اللون البارد وهو بيلامس صوابعك وايديك نوع من الراحة والسكينة بتدفعك تفرغ كل طاقتك في ورقة بيضا وكأن الورقة دي عالمك الخاص الي تقدر تلونه زي ما تحب, خالد كمان بدأ يرسم في دفتره بس كان بيستخدم قلمه ومسيطرته, طريقته في الرسم كانت مختلفة عني, بحسه من كتر ماهو منظم في حياته بيستخدم الاسلوب ده في رسمه لانه بيرسم عن طريق المسطرة بخطوط مستقيمة, الغريب بقى إنك لما تجي تبص عالرسمة تلاقي فيها المنحيات أكتر من الخطوط المستقيمة وكأن مفيش خط اتخط باستقامة, في الحقيقة أنا من الناس الي مبهور بالطريقة المميزة الي بيرسم بها وكأنه بيمثل مقولة ” لا تحكم على الغلاف من عنوانه”. الي هو بيقنعك بروتين ممل في الرسم وفي الاخر الرسم بيطلع حاجة تانية خالص غير المتوقع, لما بدأت أرسم وانتبهت لرسمة خالد, غمست صوابعي الخمسة بالوان مختلفة وبدأت أخط خطوط جو لوحته, زقني بيبعدني عن اللوحة بيقول: ابعد كدا, دنت رخم.
“صدقني حلوة خالص, حتى بص كدا”.
“ياعم مش عايز ألوان انا في لوحتي”.
“بخرجك من جو الكآبة والسودواية الي مالي اللوحة بها, أنا غلطان؟”
“أه غلطان, واوع كدا بقى”. قال كلمته الاخيرة وهو بيقوم, شدته من ايده وأنا بقول: طب خد أقولك بس, محساسني إني كلت ميراثك”.
ضحك وهو بيبصلي: عايز ايه؟
“أنت عايز تخانق وخلاص مش كدا؟”
“مين قالك كدا؟”
“اللوحة”.
“اللوحة؟”
” يعني كمية المشاعر الي جواك, طفحت على اللوحة بالسودواية, وده إن دل دل إنك مضايق وأظن إن مفيش غيره موضوع واحد مضايق بسببه علشان كدا ما صدقت استغلت دي فرصة علشان تخانق معي وتقوم من مكانك وتدورلك على أي ركن تتواريه فيه وتعيط يا عيوطة.
حط ايده ورا ضهره وقرب مني بيقعد على الارض بيقول: قول كدا تاني؟ مين العيوطة بتقول؟!
ابتسمت وأنا بقول: شايف حد غيرك…؟ ولسه مكملتش كلام وفجأة لقيت الالوان كلها مكبوبة على وشي وهو بيقول: متفائل أنت ها؟ وبتحب الحياة.
مكنتش فاهم ازاي قدر يسحبها من جمبي, بس مشغلتش بالي بالتفكير ومسكت المتبقي من الالوان, ودفعته على الارض وقعدت فوقه ماسك ايده الاتنين بقول: هوريك المتفائل ده هيعمل في وشك ايه؟ أنا هكون لطيف معاك ومش عشوائي زيك بيكب الالوان وخلاص. قولت كلمتي الاخيرة وطلبت من راشد ومهاب يمسكوا ايده, راشد بصلي وضحك وهو بيقول: هتعمل ايه؟ انا قولتلك نخرجه من اكتئابه مش نخرجه علشان نبهدله.
“أستاذ عمو راشد لو سمحت امسكه بس زي ما مهاب عمل دلوقتي وهتشوف النتيجة في الاخر.”
خالد كان منزعج وكان بيحاول يفك ايده من قبضة راشد ومهاب بس مكنش عارف وحتى رجله مكنش عارف يتحكم فيها لأني كدا كدا كنت قاعد فوقه ومقيد حركته, مسكت الالوان وبدأت أخط خطوطي على وشي وخصوصًا اللون البنك والاسود والابيض, صحيح كان الرسم على وشه متعب بسبب إنه مكنش راضي يهمد وكل شوية يفرك وهو بيقولي: أنت عارف يا هادي بمجرد ما هيسبوني هعمل فيك ايه؟ هقتلك وأرميك لقطط الشوراع.
“أولًا القطط مش بتأكل بني آدمين, ثانيًا عندي خبرة في التعامل معهم علشان ستي وثالثًا مفيش قطط شوراع اليومين دول إلا إذا كانت آلية يعني”.
كلامي بنبرتي الباردة كانت بتعصبه أكتر, فيفرك أكتر, استمر الوضع لنص ساعة لحد ما قومت من عليه بكل فخر وأنا بقول: خلصت.. وقبل ما راشد ومهاب يسيبوا ايد خالد, طلبت منهم يستنوا لحد ما أهرب على أي سكة, بس خالد ماستناش وفلت ايده الاتنين منهم وجري ورايا, جريت بسرعة البرق في وسط الناس ومن فوق الزحلايق, وانا بحاول أقلاي أي مخرج لي لحد ما لقيت شجرة في نص الحديقة فجريت ناحيتها وتسلقتها بسرعة وكنت واقف على غصن على بعد مترين من الارض, بصلي رافع وشه لي وهو حاطط ايده في نصه بيقول: أنت غبي أوي بجد, فكرك كدا مش هجيبك, دنت جتلي في ملعبي. قال كلمته الاخيرة ولسه هيتسلق الشجرة, و بيمسك فيها وفجأة قاطع عليه ده واحد كأنه في الخمسة وخمسين من عمره بيقول: ميني موس؟!
ابتسمت وأنا ببصله وكل أما أبصله أضحك جامد, خالد مكنش فاهم حاجة, وفجأة الراجل العجوز نده في وسط الناس وهو بيقول: بسرعاااه تعالوا, ميني موس رجعت تاني.
كنت واقف على الغضن وانا ميت من الضحك في وسط علامات استفهام كتير من خالد وهو مش فاهم فيه ايه, والناس كلها ملمومة حواليه, الي عايز توقيعه والي بيشده من خدوده والي عايز يتصور معه بس مش معهم موبيلات للاسف, خالد بصلي بمقت: وهو بيقولي: أكيد أنت السبب؟ قولي هببت ايه في وشي.
“مفيش خلتك مشهور مش أكتر, لازم تشكرني”.
“تقصد أقتلك”.
ابتسمت واستغليت التفاف الناس حواليه واتسحب علشان أنزل بس فجأة قبل ما اوصل للارض رجلي زلت ووقعت على ضهري, خالد جري علي وهو بيقول: حصلك حاجة؟
بصيت لوشه وحاولت أكتم ضحكي بس مقدرتش واتمددت على الارض وانا بضحك ماسك بطني من ناحية مش قادر وماسك راسي بايدي التانية بس رغم الوجع كنت بضحك ومش قادر الحقيقي, خالد ضربني على كتفي وهو بيقول: تصدق إني غلطان وبغدين ايه حكاية ميني دي؟
ابتسمت وأنا بقول: دي مرات ميكي.
“ويطلع مين ميكي ده؟”
“ده فار”.
“فار؟”
“اه, كان مسلسل كدا بيتعرض زمان أوي اوي”.
“طب وأنا داخلى ايه به؟”
“ماهو أنت مرات ميكي”.
“بصلي باستغراب فضحكت وأنا بقول: بص لوشك وأنت هتعرف.
ولسه مخلصتش كلام ولقيته قعد فوقي ماسكني من لاقية سترتي بيقول: عارف لو كان الي في بالي صح هقتلك بجد.
ابتسمت بغيظه أكتر: حتى وأنتي متعصبة يا حبيبتي شكلك حلو أوي.
كان لسه هيضربني بس فجأة اتقدم طفل صغير ساب ايد جده وبصلي وهو بيسأل: عمو عمو هو أنت الي رسمت ده؟ أنا شوفتك على فكرة.
ابتسمت وهزيت راسي فبصلي وهو حاطط ايده ورا ضهره وبعيون حمل وديع قال: طب ينفع ينفع تعملي زيه.
ابتسمت وهزيت راسي بالموافقة, خالد قام من علي وقومني من مكاني وهو بيقول: هسيبك بس علشان خاطره.
ابتسمت ومعقبتش وجبت الواني وبدأت ارسمله, فجأة لقيت فيه عجوز بيتقدم ناحيتي, هو مكنش عربي وكان واضح إنه فرنسي فحاول يكلمني بأسلوب يخلني أفهم عليه وهو بيشارو علي الالوان وبعدين وشه وهو بيقول: سمبا.
مفهمتش في الاول فقلدلي صوت أسد, كنت لسه هدور على دي بي تبحث عن الي بيقوله, بس افتكرت, إن مفيش آلات هنا, ابتسم راشد وهو بيقول: the lion king””
حسيت إني سمعت الاسم ده قبل كدا فحاول راشد يفكرني بمشاهد فيه, ضربت جبهتي وأنا بقول: ازاي نسيت, كنت بتفرج عليه مع مرسال.
ابتسمت وهزيت راسي بالموافقة وابتديت ارسمله سمبا على وشه, بمجرد ما خلصت ابتسم ولقيته بيبص على نفسه في المرايا وهو في كامل انبساطه, ومن بعدها بدأ يتقدم ناحيتي أطفال وعواجيز علشان أرسملهم, وبما إن خالد كان بيتكلم أحسن مني في الفرنش كان هو الي بيكلمهم ويعرف منهم أسماء الشخصيات الي عايزنها وأنا كنت بحاول استرجع مع راشد الشخصيات أوقات لو معرفتش من أول مرة, ربما تستغربوا ازاي عارفهم بس مش عايزة أقولكم إن البركة في مرسال طبعًا, بس بصراحة متوقعتش العدد الهائل ده من الناس, وكأنهم كانوا بيستعيدوا طفولتهم الي مبقتيش موجودة, وكأن أحفادهم كانوا بيتمنوا طفولة زي الي عاشوها علشان كدا كانوا مستمتعين برسم الشخصيات. عدى الوقت في الحديقة بسرعة لحد ما الساعة جات 8 بليل, الحقيقة استمتعت جدًا ومكنتش متخيل إن الافلام الي كانت بتجبرني مرسال أسمعها هتنفع في يوم من الايام, هي ديما بتساعدني حتى ولو مش معي, علشان كدا أول ما طلعت كنت متشوق أفتح دي بي بسرعة علشان أكلم مرسال وأحكيلها على تفاصيل اليوم , أخدت دي بي وروحت انا وخالد وراشد ومهاب بعريبة راشد الخاصة, بس بمجرد ما راشد وقف بالعربية قدام البيت انتبهنا لحد قاعد قدام البيت ومتقوقع في نفسه بس مقددرناش نحدد هو مين بسبب الضلمة, نزل راشد من عربيته وهو بيقول: حسام؟
رفع وشه وبمجرد ما شافه قام بسرعة وهو بيسأله بلهفة: كنت فين يا راشد؟ انا بحاول أكلمك من الصبح ومش عارف أوصلك, أنا.. أنا كنت خايف لاحسن يكون فيه حاجة أو خالد يكون مشي, هو كويس مش كدا؟
وقبل ما راشد ما يرد انتبه حسام على خالد الي نزل من العربية وبيبص لحسام باستغراب وهو بيسأل: حسام؟ أنت بتعمل ايه هنا؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى