رواية مراوغة عشق الفصل الرابع 4 بقلم ملك ابراهيم
رواية مراوغة عشق الجزء الرابع
رواية مراوغة عشق البارت الرابع
رواية مراوغة عشق الحلقة الرابعة
وطول السنوات دي زوج خالتك مسألش عنهم
حرك اسلام رأسه بأسف قائلاً.
– ولا عمره فكر يزورهم ولا يبعتلهم جنيه حتى يصرفوا بيه على نفسهم وخالتي اللي بقت تشتغل وشقت كتير عشان تربي بناتها، لحد ما عزة كبرت وخدت الدبلوم واتجوزت اول عريس جالها، اللي مطلع عنيها هو وامه دلوقتي ده
تحدث يونس باهتمام.
– وفرح ؟
تحدث اسلام بحزن.
– لا فرح بقى زي ما انت شايفها كده، خدت معهد تمريض واشتغلت ممرضة وبقت هي اللي بتصرف على البيت
شرد يونس وهو يفكر في معاناة هذه الاسره ثم تحدث بفضول.
– وبعد زواج فرح، ايه هيكون مصير خالتك، هيكون لها راتب من الحكومة تصرف منه؟
تحدث اسلام بحزن.
ـ للاسف خالتي لسه على ذمة جوزها، يعني الاسم متزوجه وملهاش اي حق تطلب اي معاش من الحكومه
نظر يونس اليه بدهشة، ليضيف اسلام بثقة.
ـ وعلى كل حال فرح مستحيل تتجوز
تحدث يونس بدهشة.
ـ يعني إيه مستحيل تتجوز؟!!
اجابه اسلام بثقة.
– لان فرح رافضة فكرة الجواز دي خالص، اصلا فرح بتكره كل الرجاله من بعد اللي عمله ابوها معاهم واللي جوز اختها بيعمله مع اختها دلوقتي، كل ده عقدها اكتر
شرد يونس قليلاً يفكر في شخصية فرح العجيبة التي اثارت فضوله كثيرًا، من الواضح انها فتاة بداخلها انثى هاشه وضعيفه، حُرمت من الحنان والاحتواء، تحمل بداخلها هم ومسؤلية والدتها، وتحاول اخفاء كل ما بداخلها خلف شخصية قويه تتمتع بالا مبالاة ولا تهاب اي احد، وكأن القوة قناع وهي ترتديه طوال الوقت حتىٰ لا يرى احد ضعفها، لكنه رأى ضعفها بالفعل بداخل عينيها، وشعر بشئ غريب يجذبه إليها ويعلم جيدًا ان ما يشعر به ما هو الا تعاطف مع ما مرت به منذ ولادتها حتىٰ الان.
انتهى اسلام من تناول الطعام وتحدث وهو يقف من مكانه.
– الحمدلله.. هقوم اجهزلك الاوضة اللي هتنام فيها
خرج يونس من شروده وحرك رأسه بالايجاب.
تحرك اسلام اتجه الى الغرفة المجاورة لغرفته حتى يقوم بتجهيزها.
نظر يونس الى طبق العدس بجوع وهو يفكر ان يجرب ويتذوقه ، ثم اخذ قطعه صغيرة من العيش ووضعها بطبق العدس مثلما كان يفعل اسلام منذ قليل ، ثم تذوقه وتفاجئ بلذة طعمه وبدأ في تناوله باستمتاع شديد.
خرج اسلام من الغرفة بعد ان انتهى من ترتيبها ثم اقترب من يونس وهو يتناول العدس وتحدث معه بمرح.
ـ مش قولتلك عدس فرح لا يقاوم
ابتسم يونس قائلاً بالفرنسيه.
ـ “استمتعت كثيرًا بتناوله”
نظر اليه اسلام بدهشة وعدم فهم ثم تحدث بفضول.
ـ انت قولت ايه؟!
ابتسم يونس وتحدث بمرح.
ـ لم استطيع وصف اعجابي باللغة العربية، لكن العدس طعمه رائع
ابتسم اسلام وتحدث بمرح.
ـ والله انت لو قعدت معايا يومين بس كمان، هخلي اللغة العربية دي معاك زي الملبن وتوصف بيها كل حاجه برحتك
ابتسم يونس وهو يقف بتعب ثم تحدث بمرح.
ـ انا حقاً عندي فضول اتعلم اللغة العربية منك، لكن من الأفضل ننام دلوقتي
ابتسم اسلام وساعده ان يذهب إلى الغرفه حتى وصل الى الفراش وجلس عليه يونس بهدوء.
وقف امامه اسلام وتحدث بهدوء.
– هجبلك لبس من عندي تغير هدومك اللي غرقانه دم دي
حرك يونس رأسه بالايجاب وذهب اسلام الى غرفته وبعد لحظات عاد وهو يحمل الملابس ووضعها بجانب يونس فوق الفراش قائلاً.
ـ جبتلك قميص وبنطلون
ابتسم له يونس واتجه اسلام إلى خارج الغرفه وتركه بمفرده واغلق الباب عليه.
اخذ يونس الملابس وقام بتبديل ثيابه وارتدى بنطلون فقط وترك القميص جانبًا، ثم تمدد فوق الفراش وهو يضع يديه اسفل رأسها وينظر إلى سقف الغرفه بشرود حتىٰ ذهب في نومًا عميق.
.رواية مرواغة عشق بقلمي ملك إبراهيم.
في الصباح الباكر..
استيقظ يونس على الاصوات العالية بالاسفل.
اصوات الباعة الجائلين وهم يتغزلون في ما يبعونه حتى يجذبون انتباه الاشخاص للشراء، واصوات الدق على اسطوانات الغاز حتى الجميع يعلم ان البائع بالاسفل ، وصراخ الامهات وهم يجهزون اطفالهم للذهاب الى المدارس، واصوات سكب الماء بالشارع امام المحلات بعد فتحها، وصوت الشيخ محمد رفعت وهو يتلو ايات القرآن الكريم الساعة السابعة صباحًا بالإذاعة المصرية “القرأن الكريم”.
وقف يونس من فوق الفراش وهو لا يصدق ماهذه الضوضاء منذ الصباح الباكر، ثم وضع قدمه على الارض بحذر حتى يذهب الى الشرفة ويرى ماذا يحدث بالاسفل.
فتح الشرفة ودخل إليها وهو عاري الصدر ، لا يرتدي سوى بنطلونه فقط وتظهر عضلات صدره القويه وجسده الرياضي وهو يقف ينظر الى ما يحدث بالاسفل بدهشة.
شهقت احدى الفتيات بصدمه وهي واقفة بالشرفة المقابلة له عند خروجه الى الشرفة بهذا الشكل.
وقفت فرح تضع الغسيل فوق الحبل بالشرفة قبل ان تذهب الى عملها، ولاحظت تحديق الفتاة الواقفه بالشرفة المقابلة لها بشرفة شقة اسلام.
نظرت فرح الى شرفة اسلام المجاورة الى شرفتهم ثم شهقت بصدمة عندما رأته يقف بهذا الشكل بدون خجل ، وارادت الصراخ به حتى يدخل يرتدي ثيابه لكنها تعلم انه لن يسمعها ، لذا اتجهت الى الداخل واندفعت الى شقة اسلام تطرق على الباب بقوة حتى يقوم اسلام بتنبيه صديقه ان لا يقف بالشرفة بهذا الشكل.
استمع يونس الى صوت طرق قوي على الباب ، ثم ترك الشرفة واتجه الى داخل الغرفة ومنها الى صالة الشقة يبحث عن اسلام بغرفته ولم يجده ، ثم اتجه الى الباب ليفتحه معتقدًا انه اسلام.
شهقت فرح بصدمة عندما فتح لها الباب بهذا الشكل، ثم اغلقت عينيها سريعًا قائلة.
– نهارك اســـــود
ثم التفتت بجسدها سريعاً تنظر اتجاه باب شقتها وتغمض عينيها وهي تتحدث اليه بصراخ.
– انت ازاي تفتح الباب وانت بالشكل ده !
وقف يتابع ردت فعلها وحديثها بدهشة وهو لا يعلم ماذا تقصد.
في هذا الوقت صعد اسلام الدرج وهو يحمل “الفول والطعمية الساخنه” وتفاجئ بـ فرح تقف وتغمض عينيها وتعطي ظهرها لـ يونس وهو يقف عاري الصدر امام باب الشقة.
ركض اسلام اتجاههم وتحدث الى يونس بصدمة.
– انت واقف كده ليه !
ثم اضاف وهو ينظر الى فرح.
– ايه اللي حصل يا فرح ؟!
تحدثت فرح وهي مغمضة العين وتعطي ظهرها الى يونس.
– عرَّف صحبك ده ان احنا هنا مش في الساحل عشان يقف بالمنظر ده
ثم اضافة بانفعال.
ـ الاستاذ واقف في البلكونه ولا همه وفرحان بنفسه اوي والكل واقف يتفرج عليه
نظر اليها يونس بدهشة واراد الحديث كي يخبرها انه لا يعلم سبب انفعالها ولا يعلم لماذا هي غاضبه إلى هذا الحد، لكن اسلام تحدث سريعًا واعتذر لها بالنيابة عنه، واندفعت الى شقتها واغلقت الباب خلفها بعنف.
نظر اسلام الى يونس واقترب منه قائلاً بهدوء.
– ايه اللي انت عملته ده ، ازاي تفتحلها الباب وانت عريان كده!!
نظر يونس الى نفسه وتحدث بدهشة.
– عريان يعني ايه ؟!
دخل اسلام الشقة واغلق الباب عليهم وتحدث بهدوء موضحًا له.
– احنا عندنا هنا ، لازم تبقى لابس هدومك كلها قبل ما تخرج للبلكونه وقبل ما تفتح الباب لاي حد
نظر اليه يونس بدهشة ليضيف اسلام بحماس وهو يستنشق رائحة الطعمية الساخنه باستمتاع.
– المهم دلوقتي ادخل البس بسرعة انا جبتلك معايا احلى فطار
حرك يونس رأسه بالرفض قائلاً.
– لا اريد الطعام، اريد الذهاب إلى السفارة ومنها اعود إلى فرنسا
تحدث اسلام بتأكيد.
– متقلقش انا هوصلك لحد قدام السفارة بتاعك ، بس اوعىٰ تجيب سيرتي، الحكومه عندنا هنا معندهمش يما ارحميني، بياخدو كله مع بعض ، يعني مش بعيد يطلعوني انا اللي فجرت برج التجارة العالمي
ابتسم يونس على حديث اسلام الممتع والمرح بالنسبة له ثم تحدث بتأكيد وهو ينطق الكلمات كما ينطقها اسلام.
– متقلقش مش هجيب سيرتك
ابتسم اسلام بمرح قائلاً.
ـ الله عليك ايوه كده
ابتسم يونس ثم اتجه الى داخل الغرفة ليرتدي ثوب اسلام كي يذهب من هذا المكان الغريب عليه ويعود إلى بلده.
اتجه اسلام الى المطبخ ليحضر الاطباق ويضع بها الطعام، لكن صوت طرق خفيف على الباب استوقفه عن ما يفعله وذهب يفتح الباب لـيجد “احمد” ابن عزة البالغ من العمر 7 سنوات، يقف ويتحدث معه بحماس قائلاً.
– خالو اسلام ، بتقولك تيته هات صحبك الحلو وتعالوا افطرو معانا هي مجهزالكم الفطار بنفسها
ابتسم اسلام وتحدث مع احمد بمرح.
– حاضر يا ابو حميد قولها جاين دلوقتي
ابتسم احمد و ركض الى شقة جدته ليخبرها.
واغلق اسلام الباب واتجه الى غرفة يونس يخبره.
وقف اسلام يطرق على الباب بهدوء وسمح له يونس بالدخول.
دخل اسلام وتحدث معه بابتسامة.
– خالتي عزمانا على الفطار عندها
تحدث يونس برفض.
– صدقني اسلام لا اريد تناول اي شئ
اقترب منه اسلام قائلاً برجاء.
– خالتي هي اللي جهزت الفطار بنفسها عشان خاطرك ، ممكن بلاش تكسر بخاطرها
نظر اليه يونس بتفكير وشعر بالاحراج ان يرفض وحرك رأسه بالايجاب.
ابتسم اسلام بسعادة وتحدث بحماس.
– طب يلا بينا عشان منتأخرش عليهم
رواية مراوغة عشق بقلمي ملك إبراهيم.
في شقة فرح..
خرجت فرح من غرفتها بعد ان بدلت ثيابها مستعدة للذهاب الى عملها بالمشفى.
تفاجأت بتجهيز والدتها بنفسها لوجبة الافطار فوق الطاولة الصغيرة.
اقتربت فرح وهي تنظر الى الطعام بدهشة ثم اخذت قرص من الطعمية الساخنه تتذوقها بتلذذ وهي تتحدث مع والدتها بمرح.
– ايه اللي انا شيفاه قدامي ده، نعمات هانم بنفسها مجهزة الفطار
تحدثت شقيقتها عزة وهي تضحك.
– دي نزلت العيال يجيبو فول وطعميه وانا حمرت بطاطس وبتنجان ومشغلانه كلنا نجهز في الفطار الملوكي ده
عقدت فرح حاجبيها بدهشة قائلة.
– كل ده عشانك يا عزة ؟!، ما انتي كل يومين بتغضبي من جوزك وتيجي هنا، ايه الجديد ؟!
تحدثت عزة بمرح وهي تغمز لـ شقيقتها.
– كل ده عشان ابو عنين ملونه
خفق قلب فرح بشدة ثم تحدثت بارتباك.
-مين ابو عنين ملونه ؟
تحدثت شقيقتها وهي تنظر الى والدتها وتضحك بمرح.
– صاحب اسلام
حركت فرح رأسها تحاول ان تخفي ارتباكها قائلة.
– بقىٰ كل ده عشان صاحب اسلام !
تحدثت والدتها بابتسامة.
– مش عارفة ليه قلبي اتفتحله من اول ما شوفته
تحدثت فرح بسخرية.
– مش عارفة ازاي يا امي قلبك بيتفتح لاي حد كده!!
تحدثت والدتها بثقة.
– الواد كويس يا فرح، وشكله ابن ناس
ثم اضافة بسعادة.
– ربنا يرزقك بواحد زيه يكون من حظك ومن نصيبك يارب
صرخة فرح في والدتها قائلة برفض.
– ايه يا امي الكلام اللي بتقوليه ده ، اوعي تدعيلي الدعوة دي تاني، انا عرفت حظي ونصيبي خلاص
ثم اضافة بغضب وصوت مرتفع.
– ولو حظي ونصيبي اتوقفوا على وجود راجل في حياتي، يبقى انا مش عايزة حظ ولا نصيب
تحدثت والدتها بحزن.
– يا فرح مش كل الرجاله وحشين يا بنتي، في رجاله ولاد حلال
تحدثت فرح بغضب.
– ولاد حلال ولاد حرام، لنفسهم يا امي مش ليا، وكفاية اللي ابويا عامله فيكي، وكفاية اللي جوز عزة بيعمله فيها، انا مستحيل اكون نسخة تانية منكم
نظرت اليها والدتها بحزن، ثم نظرت الى ابنتها عزة وبادلتها عزة نظرات الحزن وقلة الحيلة.
اتجهت فرح بعنف مندفعة اتجاه باب الشقة حتى تذهب الى عملها.
في هذا الوقت اقترب يونس واسلام من شقة والدة فرح، وقبل ان يطرق اسلام على باب الشقة اندفعت فرح وهي تفتح الباب بغضب وتفاجأت بمن يقف امامها وينظر اليها بعيونه التي اصبحت تربكها كثيرًا بنظراته الغامضة وخفق قلبها بعنف عند رؤيتها له يقف امامها، وحاولت اخفاء توترها وارتباكها امام الجميع، صرخة بوجهه وتحدثت اليه بعنف معتقدة انه لا يستمع اليها.
– ابعد عن وشي انت كمان
ثم تخطته سريعًا وركضت الى الاسفل.
وقف يونس ينظر الى الدرج بدهشة بعد ان ركضت عليه بسرعة وبخطوات غاضبة، ثم نظر الى اسلام، ليجد اسلام ينظر اليه بخجل ثم همس له باعتذار.
– شكلها مضايقة من حاجة معلش
حرك يونس رأسه بتفهم وهو يشعر بشئ غريب بداخله يجذبه الى هذه الفتاة الشرسه.
اقتربت منهم عزة ترحب بهم وهي تبتسم قائلة.
– تعالو اتفضلو ادخلوا دي امي مجهزة الفطار ومستنياكم
ثم نظرت الى يونس وتحدثت بصوت مسموع وهي مطمئنه انه لا يسمع.
– سبحان الله ، دا انت شبه مهند بتاع نور اوي
عقد يونس حاجبيه بدهشة لا يعلم بمن تشبهه.
خرجت والدة فرح من المطبخ وهي تبتسم عند رؤيتها لـ يونس ثم اقتربت منه وهي تشير له بيدها قائلة.
– نورتنا، انا عملت الاكل ده كل عشان خاطر عيونك الحلوة
كتم يونس ضحكته وهو يشعر بالراحة الكبيرة مع هذه السيدة البسيطة الحنونه.
تحدث اسلام مع خالته بفضول.
– هي فرح طالعة على اخرها ليه كده ؟!
تحدثت عزة براحة مطمئنة ان يونس لا يسمع.
– اصلها مضايقه عشان ماما عزمت صحبك على الفطار
ثم اضافة بمرح.
– شكلها مش طيقاه خااالص
___________________
عزة ولعتها بدون قصد🔥🔥😂😂تفتكروا ايه هيكون رد فعل يونس بعد ما سمع كلام عزة🤔
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مراوغة عشق)