رواية مراهق في سن الثلاثين الفصل الثاني 2 بقلم إيمان شلبي
رواية مراهق في سن الثلاثين الجزء الثاني
رواية مراهق في سن الثلاثين البارت الثاني
رواية مراهق في سن الثلاثين الحلقة الثانية
في ليله من ليالي الشتاء البارده
كان واقف سرحان في أوضته وفاتح الشباك
بالرغم من البرد والمطر اللي مغطي كل مكان في القريه!
-يوسف الجو برد اوي اقفل الشباك علشان متبردش
جاتله الماسدج ديه علي الفون من “سما” اللي كانت صاحيه علشان تصلي الفجر وشافت شباك اوضته مفتوح
ابتسم ابتسامه بسيطه وكتب بكل استسلام وهو بيقفل الشباك
-حاضر
ردت بماسدج تانيه
-طالما صاحي اتوضي وصلي الفجر يلا
-حاضر
-متكسلش يا يوسف الصلاه خير من النوم
-والله مش هكسل متقلقيش
-تمام ربنا يتقبل منك صلاتك ويريح قلبك وبالك يارب
-يارب انا وانتي
اخد نفس عميق وقعد علي طرف السرير وهو حاسس بشعور غريب لاول مره يجربه!
شعور أن في حد مهتم بيك
حد خايف عليك
حد بيشدك لبر الامان
حد بيحبك بدون مقابل
بيساعدك تبقي الافضل بدون مقابل
شعور لطيف
والالطف أن كل الاهتمام والخوف والحب ده مش انت اللي طالبه بنفسك
هي أفعال نابعه من قلوب بتحبك بصدق
قلوب مش محتاج تغير من نفسك أو تتجمل أو تعيش شخصيه مش بتاعتك علشان يحبوك!
لانهم في كل الاحوال بيحبوك سواء اتغيرت أو لا
في جمله قالها “نزار قباني ” بتقول
وأعلم أن الحب ليس بأن يكون المحبوب بلا عيوب ،وانما الحب أن يظل المحبوب برغم عيوبه محبوب 🖤
***************************************
صباح يوم جديد
خرج من اوضته وفي ابتسامه لطيفه مرسومه علي وشه
-صباح الخير
-صباح النور
قالتها سما من غير نفس وهي حاطه وشها في الفون
قفل عينه نص قفله بأستغراب:
-ومالك بتقوليها من غير نفس ليه!
ردت بصوت مبحوح :
-انا رايحه احضر الفطار
وقف ورفعت عيونها وبصيتله بعتاب ومشت من قدامه من غير ما تنطق حرف لدرجه استغراب وفضل يراجع نفسه يمكن عمل تصرف زعلها من غير ما يقصد
لكنه بعد تفكير مكانش لاقي اي تفسير لنظرتها ديه
بعد فتره حضرت الفطار واتجمعوا على الصُفره في انتظار “خديجه”
-ا احم سما مالك انتي كويسه؟
ردت ببرود :
-الحمد لله
رد برفعه حاجب:
-متأكده؟
ابتسمت بسخرية وردت والدموع بتلمع في عيونها :
-اكيد مش هيفرق معاك إن كنت زعلانه أو لا
-لا فارق طبعا ليه بتقولي كده؟!
قالها بذهول وهو بيقوم من مكانه وبيقعد في الكرسي اللي جنبها
اتوترت ووشها احمر وبعدت بالكرسي خطوتين وهي بترد بصوت مهزوز :
-ل لو سمحت يا يوسف أنا مش حابه اتكلم
هبد علي الصُفره بعصبيه لدرجه اتنفضت بفزع :
-لا هتتكلمي
-في ايه يا يوسف بتزعق ليه علي الصبح!!
قالتها “خديجه ” اول ما خرجت من اوضتها
لف رأسه ورد بعصبيه اكبر:
-عشان مش فاهم مالها وهي مش عايزه تتكلم
-خلاص يا يوسف سيبها هي حره يمكن مش عايزه تحكي
قامت من مكانها وطلعت تجري علي اوضتها وهي حاطه ايديها علي بوقها بتحاول تكتم دموعها
قعدت خديجه علي الكرسي وهي بتبصله بضيق :
-انت هتفضل لحد امتي تضايقها
-انا معملتش حاجه علي فكره كل اللي عملته اني بحاول افهم مالها
-ليه؟!
رد بأستغراب:
-هو ايه اللي ليه؟!
-يعني يهمك في ايه تعرف مالها ولا ملهاش
-يهمني طبعا مش بنت عمي وزي اختي
-بس كده!
رد بتوتر :
-ا اه ب بس كده اومال ايه يعني
-يوسف احب اقولك انك غب*ي
رد بضيق :
-طب وليه يعني الغل*ط علي الصبح!
ردت بغيظ :
-عشان انت فعلا غ*بي وح*مار ودبش
جز علي أسنانه بضيق وهو بيستغفر وبيضغط علي أيده
-استغفر الله العظيم يارب
-مش هتسألني بهزقك ليه؟
سند أيده علي خده بسخريه:
-اشجيني
ردت بهمس ممزوج بغيظ :
-عشان البعيد تلاجه
-الله ليه ياستي انا عملت ايه لكل ده!!!!
-يابني آدم بقي بالله عليك عايز تفهمني انك مش حاسس كل ده أن سما بتحبك؟؟
رد بذهول :
-بتحبني؟!
ردت بسخريه:
-اه بتحبك وانت امبارح بكل برود جاي تقولها صاحبي متقدملك
-سما!
-اه سما مالها سما يعني مش بني آدمه
-مش القصد بس يعني ا اصل
قاطعته بغيظ:
-اصل ايه وزفت ايه علي دماغك معقوله كل ده مكنتش حاسس
هز رأسه وهو بيتنهد :
-لا صدقيني ا انا كنت فاكر أن هي بتحبني زي اخوها
عوجت بوقها بسخريه:
-روح كتك خيبه وعاملي فيها دنجوان وانت اهبل
بص قدامه وهو بيرمش بعينه اكتر من مره وبيهمس بذهول:
-سما!!!
خديجه وهي بتتنهد:
-يوسف حاول تفتحلها قلبك جايز تلاقيلها مكان جواك
انت جربت تاخد البنت اللي بتحبها والعلاقه فشلت
جرب تفكر في اللي بتحبك بالرغم من كل عيوبك
-تفتكري ممكن احب تاني؟!
-افتكر طبعا يوسف ياحبيبي انت مكنتش بتحب ايمان اصلا!
انت كنت مجرد معجب بيها أو متعلق بيها
اكبر دليل انك لما عرفت انها اتخطبت لواحد تاني ولما تخلص شهور العده هتتجوزه مزعلتش ولا حسيت أنه فارق معاك!
-عندك حق انا فعلا كنت ساذج
عارفه ياماما احساس انك تبقي منبهره بشخص ومعجبه بيه ونفسك تقربي منه بأي شكل ولما تقربي تكتشفي أنه مكانش يستاهل كل الانبهار ده
تكتشفي أنه شخص عادي بل أقل كمان من العادي
تكتشفي أنه ميستاهلش حُبك ولا قلبك ولا تضحياتك
انا ضحيت بحاجات كتير اوي علشان إيمان تحبني
ضحيت بقلوب بتحبني علشان واحده متستاهلش قلبي
-اللي فات فات يا حبيبي خلاص المهم اللي جاي
المهم انك تتغير وتعقل وتحس بالمسؤوليه وتفكر بعقلك قبل قلبك
هز رأسه وهو بيبتسم ابتسامه باهته وبيبص قدامه بتفكير
**************************************
في أوضه”سما” كانت بتكلم صاحبتها في الفون وهي بتعيط بقهر وحرقه
-انا تعبت اوي يا ملك تعبت من كتر الانتظار
انا انتظرت كتير اوي علشان يوسف يحس بيا
حتي لما اتجوز ايمان بنت خالته فضلت منتظراه!
دعيت ليل ونهار يحس بيا ويحبني زي ما بحبه
كان عندي امل اعيش القصه اللي في خيالي
لكن للاسف الامل مع الوقت اتحول لسراب
عارفه هو قالي مره جمله حسيتها حقيقه اوي وفي نفس الوقت وجعتني!
قالي مش هنتظر الحب من حد محبنيش من البدايه
ا انا قدامه بقالي سنين ياملك لو كان بيحبني مكانش اتجوز ولا عرف بنات غيري
كفايه اوي كده كفايه انتظار
كفايه قله قيمه
انا كرامتي اتهانت في القصه ديه
انا كُنت بحاول احافظ علي قصه الحب ديه بطولي!
مقدرتش بالرغم من كل العقبات اللي قابلتني استسلم
انا طول الوقت بحاول بدافع الحب ونسيت نفسي وقلبي وكرامتي
أنا عارفه ان ربنا بيحبني وعارفه أنه شايلي قصه وشخص يشبه قلبي
ربنا بيرتبلي حياتي للأحسن انا مش هزعل من النهارده
ومش هحاول تاني انا هوافق علي العريس و…..
-سما سما سمااااا
قالها “يوسف” وهو بيخبط علي باب الاوضه بألحاح شديد
مسحتها دموعها بسرعه وهي بتقول بتوتر :
-طب ملك معلش هقفل ثواني
قالتها وهي بتجري علي الباب وبتفتحه بلهفه وقلق
-في ايه يا يوسف حصل ايه!!
غمزلها بمشاكسه وهو بيحط ايده علي قلبه :
-قلبي
ردت بأستغراب:
-ماله!
-بيوجعني
رفعت حاجبها بضيق :
-يوسف انت جاي تستظرف
حك فروه راسه بأحراج:
-جاي اعتذر
ربعت ايديها وبصت النحيه التانيه بحزن:
-زي كل مره تضايقني وتعتذر!
-المره ديه انا اسف بجد و اوعدك مش هضايقك تاني
ردت ببرود:
-ماشي يا يوسف
-لو سمحتي متزعليش انا كنت متضايق علشانك علي فكره
ابتسمت بسخرية:
-علشاني!
هز رأسه بصدق:
-مبقتش بحب اشوفك متضايقه انا اسف
قلبها اتنفض من مكانه
رفعت عيونها اللي اتقابلت مع عيونه وردت بصوت مهزوز
-ب بجد م مش بتحب تشوفني متضايقه
رد بتوتر :
– ط طبعاً اكيد
ايه ده وشك احمر ليه هو انتي كنتي بتعيطي!
هزت راسها بأرتباك وهي بتحاول تداري عيونها :
-لا لا م مش بعيط ولا حاجه أنا….
-سما انا رفضت العريس
ردت بذهول:
-نعم!
ليه انا انا مقولتش رأي اصلا ولا ….
قاطعها بهدوء:
-من غير ما تقولي انا رفضته
ردت بغيظ :
-بس علي فكره بقي انا كنت هوافق
رفع اكتافه بلا مبالاه:
-وانا كنت هرفض
-ترفض بأي اساس؟؟
-اني ابن عمك
-بس دي حياتي وانا مش صغيره علشان تاخد قرار يخصني من غير ما ترجعلي وبعدين ثانيه كده
هو مش صاحبك ده كنت عمال امبارح تقول فيه اشعار وتقنعني علشان اوافق
ايه اللي غير رأيك دلوقتي
-اني عايز اتجوزك
بصيتله بصدمه وذهول وبعد ما كان في كلام كتير على لسانها اتبخر في لمح البصر وهي بتحاول تستوعب اللي قاله!.
-ا انت قولت ايه ؟
-عايز!
-لا لا الكلمه اللي بعدها
قرب منها خطوه وهمس في ودنها ببطئ :
-ا ت ج و ز ك
من بعد ما كرر كلامه في ثواني كانت “سما” غايبه عن الوعي ولولا أيده اللي لحقتها كان زمانها علي الارض
يوسف بذهول :
-يخربيتك اومال لو قولتلك شكلي بحبك هتعملي ايه
***************************************
بعد مرور شهر
كان ماشي في الساحه الواسعه في المدرسه اللي بيشتغل فيها وفجأه لمح “إيمان” واقفه في رُكن بعيد وبتعيط
من غير تفكير قرب منها وسألها بقلق :
-إيمان مالك بتعيطي ليه!
رفعت عيونها وردت بصوت مبحوح :
-م مازن يا يوسف م مازن خطيبي سابني
بصلها بحزن وسكت لحظه بعدها اتنهد وقال بأبتسامه بسيطه
-ولا تزعلي نفسك هو الخسران
-بس انا كنت بحبه!
-طب وهو؟؟
ردت بشرود وهي بتبص قدامها :
-هو قالي أنه بيحبني
-واللي بيحب حد بيمشي ويهون عليه
هزت راسها بنفي وهي مازالت شارده وتايهه
-معتقدش أن في حد يستاهل دموعك يا إيمان
لو كان بيحبك مكانش هان عليه قلبك
مش هقولك متزعليش ولا هقولك متعيطيش
لا خدي كل وقتك في الزعل
لكن وانتي بتفتكري الذكريات والأحلام اللي رسمتيها معاه
افتكري أنه هان عليه وفي لمح البصر هد كل ده!
رفعت راسها وهي بتبص في عيونه وبتقول بذهول:
-انت اتغيرت اوي يا يوسف
-للأحسن ولا الاوحش!
-للأحسن طبعاً
-كله بفضلك يا ايمان
شاورت علي نفسها بذهول واستغراب:
-فضلي انا
هز رأسه وهو بيتنهد وبيحط أيده في جيب البالطو بتاعه
-لولا كلامك يومها مكنتش هفوق
كنت هفضل زي ما انا مستهتر، مغرور ،مُراهق ،مش قد المسؤوليه ،كنت هفضل مستنيكي علي امل قلبك يحن وتحبيني زي ما بحبك ،لكن ميصحش انتظر منك الحُب لانك محبتنيش من البدايه
لان اللي بيحب حد بيحبه بكل مميزاته وعيوبه
مكنتش هفتح قلبي لشخص بيحبني من زمان وانا مش شايفه ومعمي بحُبي ليكي،كنت هضحي بقلب بيحبني علشان حد محبنيش أصلاً!
علي فكره انا مش بعاتبك ولا زعلان منك صدقيني بالعكس أنا لسه بحبك لكن زي اختي الصغيره واتمني متزعليش وباذن الله ربنا يعوضك بحد بيحبك بجد
ابتسمت من بين دموعها :
-وياتري بقي مين القلب الجميل اللي حب يوسف بيه بالرغم من كل عيوبه!
ابتسم علي ذكر سيرتها ورد بحب :
-سما بنت عمي
-كنت عارفه
رد باستغراب :
-كنتي عارفه!
-كان بيبان عليها جدا
طب ايه نقول مبروك؟!
هز رأسه بابتسامه واسعه :
-الاسبوع اللي جاي فرحنا باذن الله
ابتسمت ابتسامه باهته وقالت :
-الف مبروك يا يوسف فرحتلك بجد
-الله يبارك فيكي عقبالك مع حد يستاهلك
ردت والدموع بتلمع في عينيها:
-يارب عن اذنك
-اتفضلي
**************************************
بعد مرور أسبوع
كان واقف قدام البيوتي سنتر مستنيها تخرج بفارغ الصبر
دقات قلبه كانت في سباق من توتره!
كان في مشاعر كتير جواه مش قادر يوصفها
خوف ،توتر ،فرحه ،اشتياق ،عشق
مشاعر مختلفه لاول مره يحس بيها مع حد
وقتها بس أدرك أن اللي فات مكانش حُب
أدرك أن الحُب الحقيقي هو حُبه لسما
هي البنت الوحيده اللي
،اتحملته،انتظرته سنين طويله ،حبته بدون مقابل
وحانت اللحظه المنتظره
لحظه خروجها
اول ما خرجت وقف متنح
مش قادر يستوعب اللي شايفه قدامه!!!
هي كانت قالتله هعملك مفاجأه لكنه مكانش متوقع أن المفاجأة هتبقي بالجمال ده في الحقيقه
قرب منها ومسك ايديها الاتنين ومن ارتباكه وفرحته قال :
-ا انتي ا انتي اتخمرتي؟!
ردت بذهول :
-اتخمرت ايه هو انا عجينه بيتزا!!
خبط علي رأسه وهو بيغمض عينه بأحراج :
-اقصد اختمرتي ي يعني يعني لبستي الخمار
هزت راسها بابتسامه رقيقه وهي بتلف حوالين نفسها
-ايه رأيك
باس ايديها برقه وبعدها باس راسها :
-زي القمر ياحبيبتي
عيونها لمعت بالدموع وهي بتبص في عيونه وقالت بصوت مهزوز:
-ا انا مش مصدقه اني بقيت معاك ا انا حاسه اني بحلم
حلم جميل اوي مش عايزه افوق منه!
ابتسم وضمها برقه وهو بيتنهد :
-انا بحبك اوي ياسما
انا فعلاً لولا ايدك اللي اتمدتلي مكنتش هتغير للأحسن
ربنا يخليكي ليا يارب
حاوطته بكل قوتها وسندت رأسها علي صدره وهي بتغمض عيونها وبتهمس بكل الحب اللي في العالم
-وانا بحبك اوي
شكراً يارب انك استجبت دعواتي
لما الإنسان بيلاقى اللي بجد أمانه
يهتم بقلبه واحزانه ، ويشاركه حياته واحلامه
بيرجع يضحك من قلبه بجد
لما الإنسان بيلاقي الشخص اللي يصونه
بترجع تلمع تاني عيونه
ويفهم ايه الحب ومضمونه وروحه بتترد♥️
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مراهق في سن الثلاثين)