روايات

رواية مرارة العشق الفصل السادس 6 بقلم دندن

رواية مرارة العشق الفصل السادس 6 بقلم دندن

رواية مرارة العشق الجزء السادس

رواية مرارة العشق البارت السادس

مرارة العشق
مرارة العشق

رواية مرارة العشق الحلقة السادسة

مرتْ أكثرَ منْ ساعةٍ وهيَ في غرفةِ العملياتِ ، كانَ يقفُ مشدودٌ الأعصابِ ينتظرُ أيَ كلمةِ بشرى تطفئُ حرقةَ قلبهِ الخائفِ ولوعتهِ ، حدقتْ بهِ سناءْ وقالتْ بخوفِ ” هتبقىْ كويسة صحَ ؟ ! ”
نضر إليها مثلَ التائهُ لا يعلمُ هلْ يعاتبها أمْ يصرخُ بوجهها لإخفاءِ الحقيقةِ عليهِ ، لكنَ صبرا المخطئةِ الوحيدةِ في الأمرِ هيَ تلكَ التي تقعُ بداخلِ العنايةِ ، صبرا عليها وحقا سوفَ يعيدُ تربيتها أفاقَ على صوتِ الطبيبِ الذي ربتْ على كتفهِ وقالَ بجديةِ ” حاليا الآنسةُ كويسهْ ، الحمدُ للهِ الجرحِ مش عميقٍ ، بسْ محتاجةً راحةً وعنايةً ” أومأَ لهُ مردفا بلهفةِ خلفتها سنينَ منْ الفراقِ ” ممكنِ أشوفها ؟ ! ” أجابهُ بتأكيدِ ” طبعا بسْ سيبها تفوقِ الأولِ ، ونفحصها وبعدها ، أقعدَ معاها ” أوما لهُ موافقا غادرَ الطبيبُ فقالتْ سناءْ التي كانتْ تقفُ بقربهِ تستمعُ للحديثِ ” يعني زمردُ كويسهْ ” حدقَ بها قليلاً بهدوءِ وقالَ بجديةِ ” أنا عايزْ تفسيرٌ لكلِ حاجةٍ حصلتْ ” نضرةً لهُ بحيرةٌ قبلَ أنْ تقولَ ” الموضوعَ متعلقٌ بزمردِ أنا لا يمكنُ أقولُ حاجةٌ ، دا كانَ قرارها منْ الأولِ ” زفرَ مطولاً وقالَ ” طلعتوا متفقينَ عليا ” نفتْ برأسها قائلةً بعتابِ ” واللهِ زمردِ طيبةَ بسْ مشَ حابة تتعبَ حضرتكَ معاها ”
لمْ يجدْ ما يقولهُ بالفعلِ سناءْ ليستْ السببَ ولا دخلَ لها ، كلامهُ للحقِ معَ تلكَ النائمةِ التي بالداخلِ بعدَ مرورٍ أكترِ منْ أربعِ ساعاتٍ استفاقتْ منْ غفوتها ، كانتْ الممرضةُ بجانبها ، نادتْ الدكتورَ منْ أجلِ فحصها ، سريعا ما أنْ انتهى حتى دخلتْ لها سناءْ ، أسرعتْ تحتضنها بقوةٍ تبكي منْ شدةِ الخوفِ الذي مرتْ بهِ ، ربتتْ زمرد على ظهرها بحنانِ وقالتْ بألمٍ ” ابعدي الضربةَ ما قتلتنيشْ وأنتَ هتخلصي عليا ”
ابتعدَت سناءْ خوفا منْ أنْ تكونَ قدْ قامتْ باديتها وقالتْ بفزعِ بينما تتفحصها ” أنتي كويسهْ ؟ ! حصلكَ حاجةً ؟ ! فينْ يوجعكَ ؟ ” ابتسمتْ زمرد على وهنِ منْ أفعالها تعلمَ خوفِ سناءْ عليها وقالتْ ممازحةٌ ” يا ابنتي أنا كويسهْ ، كفايةُ خوفٍ ”
مسحتْ سناءْ دموعها وجلستْ ممتغصة الملامحُ تنظرُ لها بغيضٌ ” بتضحكْ عليا يا زيزو ” هزتْ زمردَ كتفيها باستسلامٍ وقالتْ ” أنتَ الليُ حساسةً أعملكَ إيهْ ، ثمَ إني الحمدُ للهِ سليمهُ ، كفايةٌ منْ الدموعِ ” نضرتْ لها سناءْ بحنقِ قبلَ أنْ تضربها على كتفها ، صرختْ زمردَ بألمِ وحدقةِ بها متسعةٌ الأعينِ فقالتْ سناءْ باستفزازِ ” دي عشانِ رخامتكَ ” زفرتْ زمرد مطولٍ تستغفرُ ربها قبلَ أنْ تقومَ بضربها أوْ قتلها ثمَ استرسلتْ بتساؤلِ ” فينْ ابنكَ ؟ ! ” مطتْ شفتيها بمللٍ وقالتْ ” برةً معَ يوسفْ ” ما أنْ نطقتْ اسمهُ حتى تعالتْ ضرباتِ وجيدها وشردتْ عيونها مدةً منْ الزمنِ وقالتْ ” هوَ عرفٌ ؟ ! ” أومأتْ لها وقالتْ بهدوءِ ” عرفَ ” نضرتْ زمرد في عيونها وقالتْ بحيرةٌ ” كانَ إيهْ ردِ فعلهِ ؟ ! ” حارتْ ما الذي تقولهُ لها هيَ كدالكْ لمْ تفهمْ يوسفْ بعد فأجابتها بحيرةُ ” واللهُ ما أعرفُ ” ثمَ استرسلتْ ” الحمدَ للهِ طلعتي منها بخيرٍ ، أنا هطلعْ واسيبهْ يدخلَ ” مسكتْ زمردَ يدها بسرعةِ وقالتْ بعدَ أنْ جفَ حلقها ” خليكي هنا ” نفتْ سناءْ برأسها وقالتْ بجديةِ ” لازمٌ تكلميهِ وتبقوا وحدكمْ ، أنتمْ بنكمْ ماضٍ يا زمردُ وأنا مشٌ ينفعُ أقعدَ وسطكمْ ”
زفرتْ زمرد بينما سناءْ أبعدتْ يدها بحنانِ عنها وحاولتْ أنْ تزرعَ بها الطمأنينةُ ” ارتاحي يا زمردٌ هوَ واضحٌ عليهِ بحبكَ أكيدٍ راحَ يتفهمُ وضعكَ ” أومأتْ لها وخرجتْ سناءْ حدقَ بها يوسفْ وقالَ ” فاقتْ ؟ ! بقةٌ كويسهْ ؟ ! اتكلمتْ معاكي ؟ ! ” أومأتْ لهُ بينما تأخدْ منهُ طفلها وقالتْ مبتسمةً ” تقدرُ تطمنْ عليها بنفسكَ يا يوسفْ بيهْ ” أومأَ لها وتقدمَ سريعا منْ بابِ غرفتها ، ترددَ قبلَ أنْ يديرَ مقبضُ البابِ ، وأخدْ نفسٌ عميقٍ وفتحِ البابِ ودخلَ جلستْ زمردَ شاردةِ ما الذي يمكنُ أنْ تقولهُ لهُ وكيفَ يمكنُ أنْ يمرَ أولَ لقاءٍ بينها وبينهُ بعدُ كلِ تلكَ السنينَ ، لمْ تشعرْ بيوسفْ الذي دخلَ واقتربَ منها ، جلسَ بجانبها بينما هيَ تحدق في الفراغِ تائهةً ، كانَ يتأملها بحبِ وعشقَ فقدْ ضاعتْ منهُ منذُ سنينَ كيفَ ولا ، هيَ غزالة الضائعِ ، لكنَ يوسفْ تحولتْ نظراتهِ للعتابِ كيفَ هانٍ عليها وهيَ تراهُ أمامها يتعذبُ منْ شدةِ فراقها وبعدها عنهُ ، انتبهتْ إلى وجودهِ حدقتْ في عسليتيهْ ترى بهما نضرات الشوقَ والعتابَ ، الحبُ والخدلانْ ، كانَ لا يزالُ يثبتُ نضراتهْ عليها يخاطبُ عيونها التي بلونِ العدساتِ ، زفرتْ بضيقِ تعلمِ أنهُ يعاتبها بنضراتهْ تلكَ فقالتْ بغيضٌ تقاطعُ دالكَ الصمتَ القاتلَ ” بطل بقيَ ” رفعُ حاجبهِ متهكما وخرجَ صوتهُ الهادئُ ” أبطلَ إيهْ بالضبطِ ؟ ! ” امتغصتْ ملامحَ وجهها وقالتْ بمللِ ” نضراتكْ الليِ بتعاتبني ” نضرتْ لها مستفسرا ” وأنتي عملتْ إيهْ عشانِ أعاتبكُ ؟ ! ” نضرةً في عيونهِ مباشرةَ وقالتْ بأسفِ ” آسفةٍ يا يوسفْ ، واللهُ غصبَ عني ، مشُ عايزة أتعبكَ معايا ” تنهدَ بضيقٍ قبلَ أنْ يقولَ بجديةِ وهوَ يقومُ منْ مجلسهِ ” أبقى كويسهْ الأولَ عشانِ اعرفْ أعاتبكُ ” قلبتْ عيونها وقالتْ بتفكيرٍ ” كنتَ فأكره هتاخدني بالحضنِ ، لما تعرفُ أني زمردٌ ، وتفرحَ ” رفعَ حاجبهِ وقالَ بتهكمِ بعدَ أنْ اقتربَ منها ودني بجدعهْ العلويَ إليها ” وليهُ هاخدكْ بالحضنِ ؟ ! ”
أجابتهُ بصوتٍ تملأهُ ألتقهِ والقوةَ ” عشانِ بتحبني ” نضر لها وقالَ باستفزازٍ بعدَ أنْ لعبَ بحاجبيهِ ” ومين قالكَ أني مشُ بحبِ غيركَ ، أنتَ مدةُ مراهقةٍ لا غيرُ ” حدقتْ بهِ لثوانٍ قبلَ أنْ تجذبهُ منْ ربطةِ عنقهِ نحوها تفاجئُ ودهش منْ فعلتها فاسترسلتْ بتهديدٍ ” أقتلكُ وأقتلها ، أنتَ ملكيٌ يا ابن يأمنُ ” ابتعدَ عنها جادبا ربطةَ عنقهِ بضيقٍ وقالَ بعدَ أنْ استقامَ ” أحبَ زيدانْ عيبٌ في حقي ” استشعرتُ نبرتهُ الساخرةُ منْ خلالِ كلماتهِ فقالتْ مستفسرةً ” كنتُ مضطرةً يا يوسفْ أنتَ مشُ عارفْ أنا مريتْ بأيهِ ، طلعتْ عيلةَ قاصرٍ وكمْ واحدٌ كانَ عايزْ يأكلَ لحميٌ وأنا مشٌ فاهمةٍ ، أنا شوفتْ الموتُ أكثرَ منْ مرةٍ ، بلاشِ تجيْ عليا دلوقتي ” رغمَ عنهُ رقُ قلبهِ لها بلْ استاءَ مما قدْ يكونُ أصابها وهيَ طفلةٌ لا تفقهَ شيءٍ دونَ إرادةٍ وجدَ نفسهُ يرغبُ باحتضانها ، وهيَ كانتْ تنتضرْ أنْ يضمها بقوةِ لعلها تستشعرُ الأمانَ والدفءَ الضائعَ منها ، اقتربَ منها وكادَ أنَ يجدبها ويحتويها بنفسهِ ، إلا أنهُ تراجعَ في آخر لحضهِ مردفا بأسى وتأففِ ” عايزْ احضنكْ ، لا دا أنا عايزْ أدخلكَ وسطَ قلبي ، بسْ مش قادرٍ عشانِ مشُ منْ حقي ولا حلالي ” ثمَ استرسلَ بأمرٍ ” لازمِ أتجوزكْ هوَ أنا أصلاً صبرتْ كثيرٍ عشانِ الاقيكي ”
حدقتْ بهِ مندهشةٌ وقالتْ بضيقٍ ” هوَ حتى الحضنِ حرام ” أومأَ لها وقالَ مسترسلاً ” لازم يبقى بنا عقدٌ عشانِ يبقى حلال ” مطتْ شفتيها وقالتْ بمللٍ ” يعني أنتَ سامحتني ؟ ! ” ابتسمَ قائلاً ” نتجوزْ ويبقى كلهُ حلالُ بنا ساعتها أنتَ وشطارتكَ يا زيدانْ ” نضرةٍ لهُ بغيضٌ ثمَ استرسلتْ بثقةٍ ” أنا هطلبكْ منْ أبوكْ وأتجوزكْ ” سخرَ منْ كلماتها بداخلهِ منْ تضنُ نفسها وبأيِ جرأةٍ تتكلمُ ، ضحكُ بملإِ فاههْ على كلماتها وقالَ بسخريةِ ” لا صدقتكَ ” شعرتْ بسخريتهِ يضنُ أنها ليستْ على قدرِ كلماتها ، رفعتْ حاجبها وقالتْ ” ماشي هنشوفْ يا يوسفْ بيهْ ” لمْ يرقهُ جوابها بلْ وجدَ نفسهُ يبتسمُ على غبائها حدقَ بها مشيرا إلى الغطاءِ بعدَ أنْ أدارَ وجههُ إلى الناحيةِ الأخرى وزفرَ قائلاً ” استرْ نفسكَ يا زيدانْ الوقتِ وحشهُ ” خرجَ فورَ إلقاءِ كلماتهِ الجريئةِ ، اتسعتْ عيونها بعدَ أنْ نضرةٍ إلى جسدها الضاهرْ بعدَ أنْ سقطَ الغطاءُ عليها ، سبتهُ بداخلها بغيضٌ قبل أنَ ثدترْ نفسها جيدا
*****************************************************
بعدُ مرورِ أسبوعٍ تحسنتْ صحةَ زمردِ أكثرَ منْ الأولِ ، كانَ يامنْ أسعدَ شخصا بعدَ أنْ وجدها حيةً ترزقُ ، سخرَ لها كلِ وسائلِ الراحةِ ، غذقها بحبٍ وحنانٍ لا ينتهي فهيَ ابنةُ حبيبتهِ ، خصصَ لها غرفةٌ كبيرةٌ أكبرَ منْ غرفِ أولادهِ تطلُ على الحديقةِ ، تنهدتْ وهيَ تنظرُ للأشجارِ منْ خلالِ نافدةٍ غرفتها ، تقدمُ يامنْ يحتضنها بينَ ذراعيهِ مردفا بحنانِ ” مالَ بنتي ؟ ! ” ابتسمتْ بينما تدفنُ رأسها بأحضانهِ تستمتع بالأمانِ ألدي تفتقدهُ وقالتْ بغيضٌ ” ابنكَ رأسهُ ناشفٌ ، ولا معبرني منْ يومِ ما جيتْ مشُ بعتبِ اوضتي ” ابتسمَ على تفكيرها وقالَ ” يمكنُ عشانِ بحبكَ خايفْ تتجمعي أنتَ وهوَ في مكانٍ واحدٍ وينسى نفسهُ ” ابتعدتْ عنهُ ومطتْ شفتيها بضيقٍ وقالتْ ” يعني أعملُ إيهْ دلوقتي ” ربتْ على كتفها وقالَ بجديةِ ” لازمٌ يخطبكَ وأقبلَ بيهْ طبعا لوْ أنا عايزْ ممكن أقبلهُ وممكنٍ أرفضهُ وساعتها نشوفْ الجوازُ ” نضرةً لهُ واتسعتْ عيونها وقالتْ بدهشةِ ” ترفضهُ ليهُ ؟ ! ” ضحكَ على ردةِ فعلها وقالَ بهدوءِ ” يمكنُ مش مناسبٍ ” نضرةٍ لهُ بحدةِ وقالتْ ” إيهْ معنى مشٍ مناسبٍ دا محامٍ قدْ الدنيا يا يامنْ وابنكَ فوقها ” حدقَ بها مندهشا وضربها بخفةٍ على رقبتها وقالَ بحدةِ ” إيهْ الخفةِ دي ” نضرتْ لهُ بعيونها ببراءةٍ وقالتْ ” بحبهِ ” نضرٍ لها ساخرا وقالَ ” دا أنتَ مدلوقة عليهِ ” أومأتْ لهُ بتقة ” ابنكَ يستأهلُ ” ضحك بقوةٍ على كلماتها وقالَ بغلبٍ ” أعملُ معاكي إيهْ يا بنت صابرةَ ” هزتْ كتفيها دونَ اهتمامٍ وقالتْ ” جوزني يوسفْ ” كادَ أنْ يوبخها إلى أنَ دخولَ صابرةَ ويوسفْ أوقفهُ ، زفرَ باستياءِ منها قبلَ أنْ يقولَ يوسفْ بجديةٍ – بعدُ أنْ نضرَ لها ” زمردُ صابرةَ هتساعدكْ تغيري ملابسُ الولادْ الليُ بتلبسيها ”
رفعتْ حاجبها بتهكمِ وقالتْ بتعالٍ ” مالهِ لبسي ؟ ! ” طالعتها صابرةُ ساخرةً ” يهبلْ ” استشعرتُ سخريتها وقالتْ بضجرٍ ” أنتَ بتتمسخري عليا ” ” أبدا ” قالتها ببسمةٍ ساخرةٍ زفرَ يامنْ بضجرٍ منْ مشاداتهمْ وقالَ بجديةِ ” صابرةَ ساعديها ، وفهميها ، هيَ ما شاءَ اللهُ حلوةً بسْ لازمها شوية نصائحَ ” حدقتْ بها صابرةُ منْ الأسفلِ إلى الأعلى وقالتْ بضيقِ ” الحاجةِ دي مستحيلِ تتصلحْ ” تأففِ يوسفْ بعدمِ رضى منْ كلامها وقالَ بصرامةِ ” ما تتلمي يا صابرةُ دي بنيَ أدمةً ” كانتْ زمردُ تنضرْ لهمْ في آنٍ واحدٍ وقالتْ بضيقٍ ” أنا زهقتْ منكمْ ، شكلي عاديٍ كذا أصلاً ، ليهُ أتغيرُ ” حدقَ بها يوسفْ باستنكارِ وقالَ ساخرا ” لا يا شيخة دا أنتي أرجلٍ منيَ بشنبكَ دا ” اتسعتْ حدقتيها منْ سخريتهِ وهتفتْ بشراسةِ تنتقمُ لكرامتها ” أهوَ على الأقلِ أرجلَ منكَ ، مشُ شبهكَ ، كوتشْ عربيةً مشَ بتعرفٍ تصلحهُ ” إغتاضْ منْ كلماتها وقالَ بوعيدٍ ” بقولكَ يا غزالْ ، سيبي أسلوبكَ الشوارعي دا وإتحضري شوية ” صرختْ بهمْ صابرةُ بضيقٍ ” أنتَ وهيَ أخرسوا ، ثمَ وجهتْ أنضارها إلى زمردٍ ، تعالى أنضفكْ ” قبلُ أنْ تسبها كانَ يامنْ قدْ ربتْ على كتفها وقالَ ” اسمعي منها ” أومأتْ لهُ بطاعةِ قبلَ أنْ يخرجَ برفقةِ يوسفْ حدقتْ بها صابرةُ وقالتْ بلؤمِ ” ابتديكي منْ فينْ ” لمْ تبالِ لها زمردٌ وجلستْ بإهمالٍ على الأريكةِ وقالتْ بغيضُ أخوكي مستفز مشِ عايزْ يتصالحَ معايا ، أنا عملتْ إيهْ لكلِ دا ” نضرتْ لها بغيضٌ واقتربتْ منها وقالتْ ” متوقعةً يحضنكَ ” هزتْ كتفيها وقالتْ بهيامٍ ” ويخطفني كمانٌ ” ثمَ شدقتْ تغرها وقالتْ بلؤمِ ” بسْ طلع باردٍ ”
حدقتْ بها ساخرةٌ ” لا واللهُ ، وبعدينِ سيبكْ منْ الموضوعِ دا يا زمردٌ قوميٍ خدي حمامَ دافي وأنا بعتُ للبنات بتاعْ السنترْ يجوا ينضفوكي ” اغتاظتْ زمردَ منْ كلامها واستقامتْ على مضدْ إلى لحمامٍ بينما صابرةُ كانتْ تفكرُ أنْ زمردا هيَ الضربةُ القاتلةُ التي سوفَ يتلقاها فارسُ
*****************************************************
في الأرضِ الخضراءِ الواسعةِ كانتْ عاشقينِ صغيرينِ يتوسدانِ الأرضُ ، كانتْ تلكَ العصفورةِ تختبئُ في أحضانهِ وتتوسدُ صدرهُ العريضَ ، بينما هوَ مغمضٌ الأعينِ يستنشقُ عبيرْ الاخضرارِ الذي ينتشرُ معَ داخلكَ النسيمُ العليلُ ، اعتدلتْ تلكَ العصفورةِ جالسةً واقتربتْ منْ وجهةٍ قائلةٍ بحبِ ” جلالِ ” همسها الطفوليِ آفاقهُ منْ غفوتهِ ، فتحُ عيونهُ التي تضاهي اللونَ البنيَ وقالَ بعدَ أنْ ربتْ على شعرها بحنانِ ” نعمْ يا روحَ جلالٍ ” ابتسمَ سناءْ وقالتْ بخجلٍ طفوليٍ ” هوَ أنتَ فعلاً هتتجوزني زيُ ما وعدتني ” أومأَ لها وقالَ بجديةِ بعدَ أنْ اعتدلَ جالسا ” لازمَ المشاكلَ الليُ بيني وبينَ عيلتكْ تتحلَ الأولُ ، وبعدها أطلبكُ ” اغتاظتْ ملامحها وقالتْ بضيقِ ” كلِ مرةٍ بتقولي نفسِ الكلامِ ، وعمرَ حاجةِ ما اتصلحتْ ” تنهدَ محاولاً أنْ يشرحَ لها دالكَ النزاعَ القائمَ بينَ عائلتهِ وعائلتها منْ أجلِ أرضٍ لا قيمةً لها في نضرهُ وقالَ بهدوءِ ” أنتَ عارفةٌ العداوةِ الليُ بينَ العيلتينْ ”
حدقتْ بهِ مليا لمْ ينلْ كلامها إرضاءهُ وقالتْ باستفهامٍ ” يعني ؟ ! ” نضر لها بمللِ قائلاً ” يعني لما تتحلَ ساعتها أطلبكُ ” زفرتْ مطولاً وقالتْ بعدَ أنْ شعرتْ بشيءٍ خاطئٍ في علاقتهمْ ” هوَ الليُ بنعملهْ مشِ غلطٍ ؟ ! ” نفى برأسهِ وقالَ ” لا ” ثمَ استرسلَ ” أنا بحبكَ وأنتَ بتحبيني سبينا مبسوطينِ ” كلامهُ لمْ يرضَ تفكيرها وكانَ هناكَ عدةُ أسئلةٍ في بالها إلى أنهُ عادَ يتوسدُ الأرضَ وجدبها إلى أحضانهِ وقالَ محاولةَ بثِ الطمأنينةِ بها ” أنا عمري ما أسيبكْ ، وهاخدكْ غصبَ عنْ الكلِ ” لمْ تطمئنْ كلماتهِ قلبها بلْ كانتْ خائفةً أنْ يكتشفَ أحدهمْ أنها تحبُ ابنَ ألدَ أعداءِ والدها ضلتْ شاردةً بينما تجلسُ على مكتبها الخاصِ بعدَ أنْ جعلَ منها يوسفْ سكرتيرتهُ الخاصةَ تتدربُ على يدِ مساعدتهُ الأولى التي تقومُ بتعليمها ، استفاقتْ منْ ذكرياتها على صوتِ جاويدْ الذي ناداها عدتْ مراتٌ ، انتفضتْ تحدقُ بهِ وقالتْ بضيقٍ ” خيرٍ يا جلالُ بيهْ ” أغمضَ عيونهُ هيَ تعلمُ أنهُ يكرهُ دالكَ الاسمَ ، فتحُ عيونهُ وحدقَ بها بثباتِ وقالَ بينما يركزُ في كلِ كلمةٍ يقولها ” اسمي جاويدْ ، فاهمةً جاويدْ مشُ جلالٍ ” ابتسمتْ بسخريةِ وقالتْ دونَ مبالاةِ ” الأسماءِ زيَ بعضها ، محتاج إيهْ حضرتكَ ” شعرَ بجفافها معهُ وقالَ بضيقِ ” عايزْ أكلمكُ على انفرادٍ ” رفعتْ حاجبها بتهكمِ وقالتْ ” حضرتكَ دا مكانِ عملٍ ، وزيَ ما أنتَ شايفْ أنا بسْ بتدربٍ ، وبتعلمً أكتب وأقرىْ ، يعني مشُ هنفعكْ ” ثمَ استرسلتْ بحدةِ ” في سكرتيرةِ الإستادِ يوسفْ ممكن تنفعكَ في الشغلِ ” كانَ ينضرْ لها بارتيابِ هلْ هذهِ هيَ تلكَ الفتاةِ الشقراءِ الصغيرةِ النسمةِ البريئةِ منْ أينَ لها بكلِ تلكَ القوةِ ، كلامها إشارةً لهُ لقسوةِ قلبها وصدها لهُ فقالَ بعدَ أنْ اخدْ نفسٍ عميقٍ ” عايزْ أسجلُ يوسفْ باسمي ”
احتدتْ نظراتها القاتلةَ التي أشعرتهُ بقذارةِ ما فعلهُ بها في الماضي وقالتْ بعنفِ ” أنتَ ملكشْ ابنَ عندي ، يوسفْ ابني أنا ، ويومَ ما أفكرُ أسجلهُ في اسمِ حدِ هيبقىْ على اسمِ رجلِ مشِ ذكرِ زيكَ ” كلامها استفزهُ وأشعلهُ منْ الداخلِ لقدْ أهانتهُ هوَ وكرامتهُ ورجولتهُ ولمْ ترحمهُ ، كانَ يرغبُ بأخذِ ثأرهِ منها ، لكنْ ليسَ الآنَ فهوَ لا يزالُ يريدُ مصالحةَ بها وأنْ يسجلَ ابنهُ الذي عرفَ الآنِ بوجودهِ ، قامَ بإيداعِ غضبهِ جانبا وقالَ بهدوءِ ” لازمٍ نتكلمُ بهدوءِ عشانِ نعرفُ نحلُ المشكلةِ دي بالعقلِ ” ابتسمتْ لهُ باستفزازٍ وجلستْ مكانها تضعُ قدما فوقَ الأخرى وقالتْ دونَ مبالاةِ ” طلبكَ مرفوضٍ ” ثمَ استرسلتْ بتهديدٍ ” وكلمةِ ثانيةٍ أحطَ أيدَ بوذني وأخلى كلُ الشركةِ تتفرجُ عليكَ ويعرفونَ أنَ جلالَ بيهْ المحاميَ اغتصبَ قاصرٌ وهربَ ” حدقَ بها مذهولٌ منْ كلامها وفي نفسِ الوقتِ غاضبٍ منْ أفعالها بينما هيَ حدقتْ بهِ باستفزازٍ تتحداهُ أنْ يقولَ كلمةً أخرى ، نضر لها باستسلامٍ وغادرَ سيؤجلُ الموضوعُ لوقتِ آخرٍ ، نضرتْ لاترهْ بتقززٍ على معرفتها بهِ في يومِ منْ الأيامِ عادَ إلى مكتبهِ يجرِ أذيالَ الخيبةِ ارتمى على أريكتهِ بإهمالٍ وأغمضَ عيونهُ بعدَ أنْ غدقها بالحبِ والكلامِ المعسولِ استدرجها إلى جحرهِ وفعلَ فعلتهُ بها رغمَ عدمِ وعيها بما يحدتْ ، سنها وجهلها وعدمِ توعيتها أوقعانها في المحضورْ والحرامُ ، منْ غبائها بلْ عدمُ علمها استجابةً إلى رغباتهِ الذكوريةِ الخاليةِ منْ البراءةِ ، استفردَ بها مثلٌ كلِ مرةٍ وكانتْ تسألهُ هلْ ما يفعلهُ معها حرام أوْ حلالٍ كانَ يجيبها أنها زوجتهُ وحقهُ وانهَ سيتزوجها في القريبِ العاجلِ ، سايرها وأخدْ مبتغاهُ أكثرَ منْ مرةٍ ، وتلكَ الطفلةُ لا تستوعبُ شيءَ جدبها إلى أحضانهِ وقالَ بعدَ أنْ نضرَ لها بانتصارٍ ” تعرفي أني بحبكَ كلَ يومِ أكثرَ منْ الثاني عشانِ أنتَ مطيعة يا روحيٌ ” استغربتْ كلماتهِ وقالتْ بتساؤلِ ” أحنا مشُ بنعملْ حاجةَ حرامٍ ؟ ! وأنتَ هتتجوزني صحَ ؟ ! ”
أومأَ لها قبلَ أنْ يستقيمَ منْ مكانهِ وقالَ بعدَ أنْ ارتدى قميصهُ ” آهٍ طالما مطيعة بحبكَ ” هزتْ رأسها وقالتْ بفرحٍ ” أنا دائما هبقىْ مطيعة ليكُ ، بسْ أنتَ خليلْ جنبي ” ابتسمَ قائلاً ” ماشٍ يا روحيٌ ” ثمَ استرسلَ بجديةِ ” يلا عشانِ ما تتأخريشْ ” أومأتْ لهُ واستقامتْ ، رتبتْ نفسها وما أنْ فتحتْ البابَ واستنشقتْ رائحةُ الورودِ حتى رمتْ كلَ ما في جوفها ، حدقَ بها واقتربَ منها مسرعٌ ، حالتها لمْ تكنْ جيدةً أحضرَ زجاجةَ المياهِ غسلَ بها وجهها وساعدها كيْ تشربَ قيلالْ منْ الماءِ ، بعدُ أنْ تحسنتْ حالتها أجلسها على الأرضِ وجلسَ بجانبها وقالَ بتساؤلٍ ” منْ أمتي وأنتَ كدهُ ؟ ! ” حدقتْ بهِ بعبوسٍ طفوليٍ لطيفٍ وقالتْ ” شهرَ وأنا برجعِ كلِ صبحْ ، أمي بكرةِ هتاخدي أكشفُ ” أومأَ لها دونَ أنْ يظهرَ ردتْ فعلهُ بالتأكيدِ تلكَ الطفلةِ حاملٌ ، تنهدَ وقالَ بعدَ أنْ أبتسمَ ” ماشي يا حبيبتي ” ثمَ استرسلَ ” لما تجيْ طمنيني عليكي ” أومأتْ لهُ مبتسمةً قبلَ أنْ يساعدها لتقفَ ، وودعها للقاءٍ في الغدِ كما العادةُ . فتحُ عيونهِ منتفضا بعدَ أنْ فتحَ يوسفْ بابُ مكتبهِ الذي انتشلهُ منْ أفكارهِ ، بينما حدجهُ يوسفْ بضيقٍ وقالَ ” دا مكانِ شغلٍ ولا نومَ يا جاويدْ ” اعتدلَ جاويدْ جالسا وقالَ بعدَ أنْ زفرَ بضيقِ ” معلشْ يا يوسفْ واللهُ لوْ تعرفَ الليُ ببحصلي تعذرني ” حدقَ بهِ وقالَ بتعجبِ ” إيهْ الليِ بيحصلْ معاكْ ” استقامَ وتوجهَ نحوَ وجلسَ على مكتبهِ وقالَ ” سناءْ بتكرهني ، دي حتى مستكثرةَ عليا أحطُ الولدِ باسمي ” ابتسمَ يوسفْ ساخرا بعدَ أنْ جلسَ أمامهُ وقالَ بجديةِ صارمةٍ ” تعرفُ لوْ أدتني الإشارةُ ، قسما باللهِ أسجنكُ وما أرحمكَ ” شعرَ جاويدْ بنبرةِ يوسفْ الحادةَ والتهديديةِ لهُ ، زفرَ مطولاً وقالَ بهدوءِ محاولاً تخفيفَ الوضعِ ” لقيتْ الليَ حاولَ يقتلكَ ”
أومأَ برأسهِ وقالَ بضيقِ ” طبعا دا بسْ كنتَ رامي حدِ منْ عائلتهِ في السجنِ ، قالَ يجيْ ينتقمَ مني ” استرسلَ جاويدْ باستفهامِ ” وزمردٍ عاملةً أيْ دلوقتي ” قلبَ يوسفْ عيونهُ بمللٍ وقالَ ” زيُ الحيةِ ، نفسُ البنتِ الصغيرةِ ، بسْ دلوقتي بقةً شريرةً أكترِ ” ضحكُ جاويدْ رغما عنهُ ورغمِ همومهِ وقالَ مسترسلاً ” مشَ دي غزالتكَ التايهة ” أومأَ لهُ وقالَ بجديةِ ” فككَ منْ الموضوعِ دا أنا عيني على شركةِ الكيلاني ناوي أغرقهمْ ” رفعُ جاويدْ حاجبهُ وقالَ بتساؤلِ ” ليكُ ثارَ معاهمْ ” نفى برأسهِ واستقامَ وقالَ بعدَ أنْ وضعَ يديهِ في جيوبِ بنطالهِ ” ابنهمْ دايقْ أختي في شغلها ” ثمَ استرسلتْ بنضراتِ حادة ” سميَ على نفسهِ لما فكرَ يقربُ منها ، بكرةٍ تسمعُ أخبارهُ ” ابتسمَ جاويدْ وقالَ ” ربنا يرحمهُ ، مشٌ هيَ هيسلمْ منْ تحتِ أيدكَ ” أشاحَ لهُ بيدهِ وغادرَ
*****************************************************
في منزل راسخ كان يجتمع رفقة ولده وزوجته وأبنت أخته يناقشون مواضيع الشَّركة زفر فارس بضيق قبل أن يقول ” بنت يامن مشُّ عايزة تقبل بالشَّراكة ” حدَّق به والده بينما والدته قالت بضيق ” ما أنا قولتلك رطب لسانك معها وهي تميل وحَّدها وتتجوزك ” ابتسم ساخرًا بعد تذكُّره ردَّت فعلها وقال بلؤم ” دا أنا لو آخر واحد في الدُّنيا ما تعبرني ” زفر والده وقال – بجدِّيَّة – ” كلّ واحد يركِّز في شغله ، وبالنِّسبة لمجلس الإدارة هاجر تتكلَّف بيه وهي اللَّيُّ تدير حتَّى أسهم صابرة ” أومأت له أبَّنت أخته وقالت ” طبعًا أنا بتشرُّف يا عمِّي ” أومأ لها وغادر مكتبه من ثمَّ تبعه فارس ، بينما نضرة هاجر إلى زوجة عمِّها وقالت بابتسامة عريضة ” طلعتي قدُّها يا مرَّات عمِّي ” أومأت لها وقالت – بجدِّيَّة – ” أنا أدِّيتك أسهم المرحومة ، ومنصب كمان ، وأنت كونيّ قد الثِّقة ” أومأت لها واستقامت ثمَّ قالت ” ماتخافيش أنا قدُّها وقدود ، وزمرُّد عمرها ما هتاخد حاجة منِّنا ” نضرت لها مياسين وقالت ” خليكي في شغلك وزمرُّد أنا كفيلة بيه ” أومأت لها قبل أن تخرج بينما مياسين كانت تفكِّر كيف يمكن أن تستفيد من زمرُّد دون أنَّ تأخَّد ميراثها
*****************************************************
ضلتْ صابرةُ اليومِ بطولةً تشرفُ على دلالْ زمردِ التي كانتْ تتذمرُ منْ لسعِ الشمعِ على جسدها وتصرخُ ، بالكادِ كانوا يمسكونها لتكمل مراحلَ تجميلها ، زفرتْ بضجرٍ منْ تلكَ الكوافير التي تحاولُ تسريحَ شعرها وصرختْ بضيقٍ بعدَ أنْ جدتْ شعرها بنفورِ ” حرقتيني ” أغمضتْ تلكَ العاملةِ عيونها وتمنتْ فعلاً لوْ أحرقتها أوْ تجدبها منْ شعرها وتبرحها ضربات ، بينما أشارتْ لها صابرةُ أنْ تكملَ وهيَ ستكافئها على صبرها معاها ، نضرةً إلى زمردٍ وقالتْ بتهديدِ ” ما تتهادينَ يا بنت ، منْ الصبحِ عمالهُ تشتمي في البناتِ ” حدقتْ بها بدموعٍ وقالتْ ” مش متعودةٍ على نظافةٍ سبيني معفنهْ ” ثمَ نضرةٌ إلى تلكَ العاملةِ التي تلمعُ أسافر قدماها وقالتْ ” منْ الصبحِ عمالةً توجعُ فيا وأنا ساكتةٌ ” نضرةٌ لها صابرةُ بغيضٌ وكمْ أرادتْ أنْ تجدَ بها منْ شعرها تخرجَ بها كلُ تلكَ الطاقةِ السلبيةِ التي أحدثتها منْ أفعالها ، لكنها حاولتْ الهدوءَ فالأخرى ترغب بسببِ واحدٍ فقطْ لتقومَ وتصرفِ الجميعِ ، ابتسمتْ لها مجبرةً وقالتْ بعدَ أنْ ربتتْ عليها ” مشُ عايزة يوسفْ يحبكُ ” أومأتْ لها بلهفةِ فقالتْ صابرةُ بابتسامةِ عريضةٍ ” يبقى اصبري ” حدقتْ بها بغيضٌ قبلَ أنْ توافقَ
ما أنَّ حلَّ الضَّلَّام حتَّى كانت قد انتهت أعمال سيِّدات التَّجميل وضلَّت فقط صابرة تجرِّب الملابس على زمرُّد زفرت بغيض بينما تنتظرها والأخرى بداخل الحمَّام بعد أن عارضة أنَّ تغيُّر ملابسها أمامها دقَّت صابرة الباب وقالت بصوت عال ” حرام عليك يا زمرُّد كلِّ دا لبس ” جاءها صوتها المعترض ” أنت سافلة ، دا قصير ” ثمَّ تمتمت بمكر ” بس هيعجب يوسف ” انتفضت أثر سباب صابرة اللَّاذع لها بعد أن نفد صبرها من دلال الأخرى ، فتحت زمرُّد الباب وخرجت تخطَّوا ببطيء حدَّقت بها صابرة من بداية قدميها الَّتي زيَّنها حداء أبيض ذو كعب عال لتظهر قدماها ذات البشرة الخمريَّة المائلة للسُّمرة ، وصولاً إلى فستانها الزُّهريِّ الفاتح الفاتن الَّذي يبدأ من بعد ركبتها يتَّسع قليلاً وصول إلى خصرها يلتصق به يحدِّده بدقَّة ويشدُّ جسدها الَّذي يضخُّ بالنُّوتة الفتَّاكة ، إلى كتفها الَّذي زيَّنته حمَّالات الفستان العريضة ، ونهاية شعرها العسليِّ ، حدَّقت بها صابرة مندهشةً من جمال وجَّهها الفاتن وعيونها بعد أن أزالت العدسات اللَّاصقة ، الَّتي زادها الكحل فتنه وأحمر شفاهها القاني ، بالفعل تلك الفتاة الخمريَّة فتنةً متنقِّلةً ، أدهشت صابرة بجمالها وجسمها الجذَّاب ، عقدت زمرُّد حاجبها بينما تتفقَّد الفستان وقالت بضيق ” مشّ متعوِّدة على الحاجات دي ” ثمَّ استرسلت بعد أن وجدت نضرات صابرة متوجِّهة لها ” أنَّتي يا ست الحسن روحتي فين ، أنا مشُّ عجباني الحاجات دي ”
تحوَّلت دهشة صابرة للغيض من تلك الغبيَّة الَّتي لا تفهم شيئًا في الموضة وقالت بضجر بينما تتفحَّصها بإعجاب ” اسكتي أنت آخرك تصلحين العربيَّات ” امتغصت ملامح زمرُّد فاسترسلت صابرة بحماس ” دا أنت لما تلبُّسي تصاميمي ، هتبقى أجمل من كذا وهيحصل إقبال على الماركة والمتجار بتاعي ” زفرت زمرُّد بضيق وقالت بعدم رضى ” همِّك على نجاحك ” ثمَّ استرسلت بعد أن رفعت سبَّابتها بوجهها ” ادَّعى ربُّنا أعجب أخوك ، يا قسمًا باللَّه مفتاح العربيَّات إلى بغير به العجلات ، هفتح بيه مخُّك ” ثمَّ استرسلت بإمتغاص بعد أن نضرة إلى انعكاسها في المرأة ” ما أنا مشُّ هصبر على كلِّ الإهانة اللَّيُّ شوفتها من غيَّر نتيجةً من الصُّبح قاعدين يحرقونني ويقرصونني من الشَّمع ” كانت ترغب بإيجابيَّتها وتأخذ بثأرها من تلك الهوجاء الغبيَّة الَّتي كلُّ همِّها الحاليِّ يوسف ، ولا تفكِّر بشيء آخر ، نضرت لها زمرُّد بضيق لأنَّها أوَّل مرَّة ترتدي تلك الملابس أو تضع مساحيق التَّجميل غير آلة التَّعديب الَّتي ترتديها بقدميها ، تشبت بيد صابرة وقالت بضجر ” ساعديني أمشي الحاجة اللَّيَّ في رجلي وجعاني ” أمسكتها صابرة بنفاد صبر وقالت ساخرةً ” سوقيَّةً يا حببتي ” كانت زمرُّد تعرُّج في مشيتها وبالكاد تعتدل حتَّى لا تسقط وقالت بغيض ” كلّك زوق ”
في بهو المنزل جلس يامن يلعب مع يوسف ابن سناء الَّذي كان سعيدًا بالجوِّ العائليِّ ، دخلت سناء بعد يوم متعب من العمل وحملته عن يامن تحتضنه وتشمُّ عبير عطره وقالت بامتنان بعد أن نضرت إلى يامن ” شكرًا ليك بتعبك معايا ” نفى برأسه وقال ” عيب يا ابنتي دا زيِّ ابني ، كفاية أنَّه اسمه من اسم ابني ”
ابتسمت له بهدوء قبل أنَّ تلاحض نزول صابرة الَّتي تسند زمرُّد ، حدَّقت بها مندهشة وصفَّرت دون وعي وقالت بغزل ” العب يا زيزوا ”
كادت أن تسقط زمرُّد لولا أن أمسكتها صابرة ” تفتُّ في داخل ملابسها وقالت بخوف من الحسد ” أعود باللَّه يا بنتي ، عينك كان ممكن تقتلني ” ما أن أكملت نزول الدَّرج حتَّى تركتها صابرة وقالت بغيض ” أبوا شكلك ” حدَّقت بها بضيق قبل أن تقول سناء ” إيه الجمال دا ؟ ! ” ثمَّ استرسل يامن بعد أن استقام ليساعدها ” ما شاء اللَّه يا بنتي بدر منوَّر ” ابتسمت له وقالت بدلال ” أنت اللَّيُّ عينك حلوةً يا منمن ، مشُّ زيّ عيَّن بنتك والدُّبَّة دي ” ” أنا دبَّة ” قالها سناء باستنكار لم تهتم زمرُّد لردِّ فعلها وجلست تستريح من حدائها ، ابتسم يامن وقال بحنان ” ليَّه تاعبة نفسك ! ” ابتسمت له تكدب ما يقرؤه عيونها وقالت ” تغيُّر ” حدَّق بها ساخرًا قبل أن تجلس سناء برفقتهم وهتفت ” بس بجدِّ يا زمرُّد أنت حلوة ” وضعت يدها تسندها خدَّها وشرَّدت قليلاً وتمتمت بهم ” ياريته ينفع ” نضرت صابرة إلى والدها وقالت بعد أن احتدَّ الجوع عليها ” يوسف هيتاخر ” كاد أن يجيبها حتَّى وجدته يدلف من الباب ، نهضت زمرُّد من مكانها وحدَّقت به بلهفة وزادت عليه ” يوسف ” لم تنتبه إلى كعبها العالي الَّذي ترتديها وهي تخطَّوا نحوه بسرعة فسقطت على وجهها في الأرض ، صدح صوت ضحك سناء وصابرةً بينما يامن مسح على وجهه بيأس منها وقال بغيض ” مدلوقة ”
أسرعَ يوسفْ نحوها بينما هيَ كانتْ تتألمُ إثرَ السقطةِ انحدرَ إلى مستواها وساعدها لتقفَ مجددا وقالَ باستفهامِ ” إيهْ الليِ عملتيهِ في نفسكَ ” حدقتْ بهِ زمردُ بحدةِ ورمتْ حذاءها العاليَ منْ على قدميها بعيدا وأشارتْ إلى صابرةَ وقالتْ ” كلهُ منها ” ابتسمَ يوسفْ على حالها وقالَ بهدوءِ ” جميلةً يا زمردُ مشٍ محتاجةٍ تعملي كدهُ ” مطتْ شفتيها وقالتْ ” أنتَ قولتْ الصبحَ إنهُ أنا عندي شنبْ ، قومتْ شلتهُ ” كتمَ ضحكتهِ عليها وقالَ بعدَ أنْ جدبها معهُ ، أجلسها برفقِ ثمَ توجهَ يجلسُ بجانبِ والدهِ ، حدقتْ زمردَ بضيقٍ في سناءْ وصابرةً اللتانِ – بالكادِ – يحاولانِ الصمودُ ولا يضحكنَ بصوتٍ مرتفعٍ ، زفرتْ بحنقِ ثمَ مدتْ يدها إلى جبينها تتفحصهُ – بلطفٍ – وتمتمتْ ” ربنا ياخدكْ يا صابرةُ ” ابتسمَ يوسفْ بعدَ أنْ سلمَ على والدهِ وقالَ بهدوءِ بعدَ أنْ نضرَ لها ” مالكُ يا زمردُ ” لوتْ ثغرها بمللٍ وقالتْ ” مش ماليٍ ” لأحضّ يوسفْ غضبها لمْ يردْ الضغطُ عليها وقالَ بهدوءِ ” بلاشِ تلبسي عالي تانْ ” ” كلهُ منْ أختكَ ” قالتها بحدهِ دخلتْ الخادمةُ تحملَ الوردِ وعلبةٍ منْ الشكولاتةِ ، استقامتْ زمردَ وأخدتهمْ منها بسرعةِ ثمَ عادتْ ووضعتهمْ على الطاولةِ كانَ الجميعُ ينظرُ لها بغرابةٍ ، جلستْ بعدَ دالكَ وقالتْ – بجديةٍ – ” عمي يامنْ أنتَ زيُ أبويا وحبيبي وتعرفني كويسْ ، يشرفني أطلبُ إيدْ ابنكَ ليا بعدَ إذنِ حضرتكَ ” حالةَ صمتٍ علتْ المكانَ الكلَ يناضرها مندهشا لأيصدقْ ما خرجَ منْ فمها ، فجأةُ على صوتِ ضحكِ صابرةَ اتبعها سناءْ وكدالكْ يوسفْ ويامنْ ، أيُ فتاةِ هذهِ غيرُ متوقعةٍ نضرٍ لها يامنْ ساخطا وقالَ ” لازمٌ اسألْ عليكَ الأولُ ” نفتْ برأسها وقالتْ – بجديةٍ – ” واللهُ أخطفهُ ما تشوفهُ ثاني ”
رفع يوسف حاجبه بينما كان يامن ساخطًا على أفعالها فاسترسلت موضِّحةً ” أنا لا محتاجةً مهر ولا شقَّةً ، أنا هقعد هنا وأوضه يوسف جاهزة دولابه ونقسِّمه وحاجتي أخدها أوضته ، ويا دار ما دخلك شر هما ورقتين يجِّي المادُّون ويكتبهم وخلصنا لا محتاجةً فرح ولا غيره ” كلُّ ما حاول أحدهم استوعبا صدمة كانت تقذفهم بأخرى أثقل منها ، لجَّمت ألسنتهم جميعًا ، نضرةً إلى يوسف من تمَّ حوَّلت نضرها
إلى يأمنُ وقالتْ بجديةِ ” موافقٌ ” كانَ يفكرُ بما يجيبُ تلكَ المختلةِ حتى قالَ يوسفْ لأبيهِ ساخرا ” حرام عليكَ اديني ليها ، أنا خايفْ تلبسني في حاجةٍ ” زفرَ يامنْ وقالَ بغيضٌ بعدما تبسمَ مجبرا ” طالما أنتَ بنتُ البيتِ ، أنا موافقٌ ” تهللُ الفرحَ إلى فؤادها وقالتْ بسعادةِ ” أيوة كدهُ ” ثمَ حدقتْ إلى يوسفْ وقالتْ بتحدٍ ” قولتلكْ هطلبكْ منْ يأمنُ وأنتَ قولتْ مشَ هقدرْ ” نفى برأسهِ ساخطا ومنبهرا منْ جنونِ غزالة وقالَ بمكرٍ يشاكسها ” بسْ نسيتُ الدبلْ يا زيدانْ ” ابتسمتْ باتساعِ وهيَ تقولُ بعدَ أنْ أخرجتْ علبةً منْ جدعها العلويّ ” دي تفوتني ” كلُ ما قالَ الجميعَ لمْ يعدْ ما يدهشُ تدهشهمْ أكثرَ وهتفتْ بعدَ أنْ فتحتها ” يلا لبسني ” تنهدُ مغلوبا منها ومنْ إصرارها إلا أنهُ وضعُ يدهِ بجيبِ سترتهِ الداخليَ وأخرجا خاتما ذهبيا مخصصا لها ، حدقتْ بهِ باستفهامٍ ، تقدمُ منها وجتىْ على قدميهِ وجدبَ يدها وهيَ تحدقُ بهِ مستغربةٌ ثمَ قالَ بهدوءِ ” ياستي كنتَ ناوي أطلبكُ فعلاً ، بسْ أعملُ إيهْ أنتَ متسرعةٌ ” هزتْ كتفيها وقالتْ بتلقائيةٍ ” أحسنَ ما تجيْ وحدةً تخطفكَ ” حدقَ في عيونها وقالَ بصدقٍ نابعٍ منْ ثنايا قلبهِ ” بحبكَ يا زمردٌ ، بعشقِ عينكَ يا غزالْ ، ولا يمكنُ يومَ اشوفْ غيركَ اطمني ” ثمَ استرسلَ بجديةٍ ” وزيِ ما أنتَ عايزة هجيبْ بكرةِ مأذونٍ وتبقي زوجتي قدامَ الناسِ وربنا ” نفتْ باعتراضِ ” ليهِ مشَ دلوقتي ” تنهدَ وقالَ ” عشانِ ليلُ يا فهيمة ” اتبعَ كلماتهِ ضربَ جبينها بخفةٍ ثمَ استقامَ وعادَ إلى مكانهِ ” ابتسمتْ بعبوسِ فاسترسلَ يوسفْ ” بكرةٍ في حفلةٍ في بيتٍ راسخٍ وأحنا معزومينْ ” حدقتْ بهِ زمردٌ بنضراتِ علمها جيدا دالكَ الكرةَ الذي تكنهُ لوالدها ، سريعا ما قالَ يوسفْ بحدةِ ” طبعا مستحيلاً تمشي ”
عقدت حواجبها وقالت بضيق ” ليِّه ؟ ! ” ” زمرُّد ” قالها يوسف بصرامة فإمتغصت ملامح وجهها واستقامت غاضبةً تدبدب قدماها الحافية بالأرض ثمَّ استدارت وقالت بلؤم ” ما تنساش المؤدُّون بكرة ” ابتسم بخفَّة على أفعالها بينما ما أن وصلت إلى غرفتها حتَّى أوصدت الباب جيِّدًا وابتسمت بمكر بعد أن جلست على سريرها ” هعملك أحلى حفلةً يا راسخ ، دا وعد من زمرُّد ” بالأسفل عيون يوسف كانت لاتزال معلَّقةً على أثرها ، نضر له والده وقال بتساؤل ” في إيه يا يوسف ؟ ! ليُّه مشَّ عايزها تمشي ” نضر إلى والده وقال بغلب ” زمرُّد هتنتقم من أبوها ، لو راحت بكره هتفضحه ” نفى برأسه وقال ” زمرُّد طيبة ” ابتسم ابنه وقال شاردًا بعد أن أعاد نظراته إلى الدَّرج ” بس بيئتها سيِّئةً ، ودًّا كافي أنَّها تنتقم من راسخ ، يمكن تبقَّى نسخةً أسوأ من راسخ نفسه “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرارة العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى