روايات

رواية مرارة العشق الفصل السابع 7 بقلم دندن

رواية مرارة العشق الفصل السابع 7 بقلم دندن

رواية مرارة العشق الجزء السابع

رواية مرارة العشق البارت السابع

مرارة العشق
مرارة العشق

رواية مرارة العشق الحلقة السابعة

إستيقضت زمرد صباحا على اشعت الشمس ، تأففت بضيق قبل أن تغسل وجهها ثم إعتدلت جالسه ،ابتسمت بعد أن تدكرت أن اليوم سوف يعقد قرانها على يوسف ، استقامت بنشاطة وهمة وتحركة الى غرفته بسرعة ،فتحت بابها ،كان لايزال نائما بعمق ، ابتسمت و اقتربت من فراشه وجلست بجانبه، عبست بوجهها وهي تتأمل ملامحه الرجولية الهادئة والمهلكة ،تنفست بعمق قبل أن تضع يدها على شعره تعبت به ،مما جعله ينزعج ،امتغصت ملامح وجهه وفتح عيونه ببطئ ،ما ان لمحها حتى اعتدل جالسا وقال بعد أن تتاتب ومسح على عيونه ” بتعملي ايه هنا يا بنت المجانين”
هزت كتفيها وقالت بملل ” يلا قوم وراك مأذون تجيبه ”
مسح على وجهه ساخطا وقال ” يا حبيبتي الساعة خمسه الصبح ،روحي نامي ” ثم استرسل غاضبا ” يطلع الفجر وأجيب ام المأذون اللى عايزاه ”
ابتسمت قائلة طب مش انت محامي ، أومأ لها مستغربا وقال ” فعلا ”
غمزت له ” تعالى نضرب ورقتين عرفي ” حدق بها وركز في عيونها مرددا بعد أن عاد للنوم وشد الغطاء عليه ” اطلعي برة ”
ابتسمت على إغاضته ، واستقامت مغادرة الى غرفتها ، جمعت أشيائها وملابسها وعادت الى غرفته ،أزاحت الستائر مما جعله يكاد ينفجر بعد أن أزعجته بنور الشمس ، زفر بغيض منها ومن أفعالها قبل أن يستقيم من مكانه ،وغادر الى غرفة أخرى يكمل نومه وتركها حتى لا يجن.
كانت سعيدة من ردة فعله وما تفعله به، تمتمت بخفة “ألوي عليك أنت الأول وبعدها أشوف شغلي مع راسخ”
ما أن أشرقت الشمس جيدا وحل ظهر اليوم حتى فعل أتى كاتب العدل، جلس يوسف رفقة والده وصديقه جاويد في بهو المنزل يتحادثون بينما ينتظرون نزولها
ابتسمت زمرد وهي تنظر إلى نفسها في المرأة ترتدي فستانا أبيض رقيقا وراقيا يغطي كل جسدها، وتسريحة شعرها الهادئة وتجميلها البسيط وحلقاتها البلورية التي زادتها أنوثة ، ابتسمت صابرة بينما تنظر إلى انعكاس زمرد من ثم وضعت تاجا بسيطا على شعرها وقالت بانبهار “ما شاء الله يا زمرد قمر”
ابتسمت بثقة وأردفت دون اهتمام “يلا أنا محتاجة أنزل لعريسي”
ضربتها سناء بخفة على كتفها وقالت بغيض “ما تهدي إيه الخفة دي؟!”
ابتسمت لها وقالت بملل “أنت مالك أنا بحبه ومحتاجة أبقى خفيفة عليه”
زفرت الاثنتان بسخط منها لن يجدي الحديث معها نفعا من ثم أردفت صابرة بعد أن نفد صبرها “تعالي ياختي عشان تشوفي عريسك”
أومأت لها ورافقتاها للأسفل، ابتسم يوسف على حديث والده وتوصيته له على زمرد من أي أذى، ابتسم بعد أن علق عيونه عليها بينما تنزل أبهرته أناقتها وجمالها الهادء، ما أن نزلت الدرج حتى استقام وتقدم منها، ظهر خجلها أخيرا وتخصبت وجنتيها بحمرة جميلة، نضراته المحبه لها تجعلها مثل فراشة تحلق في عنان السماء ، أشار لها أن تجلس اومأت برقة وتقدمت قبله
جلست وجلس بجانبها ، نظرت إلى جاويد و احتدت عيونها ، لم تظهر له نظراتها الشرسة، بل أخفتها تم جدبت قليلا من سترة يوسف بخفة كي ثائر انتباهه، نضر لها باستفهام فقالت بضيق “الحنش دا جاي ليه في يوم فرحي”
حدق يوسف بجاويد ثم أعاد نضره لها ورد بهدوء “صاحبي و شاهد”
امتغصت ملامح وجهها ورددت بصوت مستهزء مضحك “المغتصب دا صاحبك” ثم استرسلت متوعدة “وديني لاربيه هو كمان، اصبر عليا بس”
زفر يوسف من أفعالها يعلم أنها ليست بريئة وما تخطط له لا يعلمه إلا الله، إلا أنها في الأخير حبيبته ومعذبة قلبه ليس بيده حيلة غير مسايرتها، لاحظت شروده وقالت بغيض “روحت فين أنت كمان؟!”
لم يحبها بل حول نظراته إلى المأذون وقال ساخطا “أكتب قبل ما أغير رأيي اللي محافظ عليه سنين”
افتعلت حركة متوعدة بشفتيها وصمتت، بدا كاتب العدل بعقد قرانهما، وما أن انتهى حتى أعلنهم زوجا وزوجة، زفرت زمرد مطولا كأنها انتهت من تنفيد مهمة خطيرة
نضر لها يوسف وقال بهدوء “تعالى نتكلم لوحدنا” أومأت له ورافقته. نضر جاويد إلى سناء التي طوال الوقت كانت تراعي ابنها، اقترب منها قليلا وجلس بجانبها، استقام يامن بعد أن شعر برغبة جاويد في الكلام مع سناء وأشار إلى ابنته، وما هي إلى ثوان حتى غادر كل منها
استنشقت عطره منذ أن جلس بجانبها وحاولت تجاهله، شعر جاويد بنفورها منه وحاول تلطيف الجو قبل أن يحادثها وقال “عاملة إيه؟!”
لم ترد عليه ثم استقامت وحملت ابنها كي تغادر، زفر مطولا قبل أن يستقيم وقال بهدوء محاولا استمالتها “سناء، لازم نتكلم”
التفت له محدقتا به باستهزاء مردفه “أنا وأنت مش بنا كلام”
أومأ لها واسترسل “بس بنا ولد، لازم يفهم أنه أنا أبوه”
ابتسامة ساخرة شقت تغرها وقالت دون مبالاة “لامش عنده أب، أبوه مات زمان”
هتف دون وعي منه “أنا لسه عايش”
حدقت بعيونه بقوة وتحجرت الدموع بها تتذكر ذكراها الاليمة
إستيقضت نشيطة و رحلت رفقة والدتها الى الطبيبة، التي أخبرت والدتها بحملها، تلك الطفلة لم تستوعب كلمة حمل كل ما شعرت به بعد دالك فقط الألم الذي أحاط بها من ضرب والدتها وعويلها وندبها أنها جلبت العار لعائلتها وألحقتهم يالخطيئة، تورم وجهها اثر ضرب والدتها لها في المستشفى، وهربت من تحت يديها بعد عناء طويل من إبعاد الممرضين لها، ركضت بأقصى ما لديها تبكي ودماء خربشات والدتها تضهر على وجهها.
وقفت أمام دالك الكوخ الذي كان بيت أسرارهم وشهد كل ما حدث بينهم، فتحت بابه ويدها ترتجيه، ،تكتم آهاتها بيدها الأخرى، دخلت وأقفلت عليها تنتظره بعد أن وعدها أنه سوف يعود، مرة تلاته أيام وهي في داخل الكوخ تموت جوعا وعطشا، تنتظره أن يأتي لعله يحميها منهم، خروجها من هنا هو موت محقق بالنسبة لها
سمعت صوت قبضة الباب تفتح زاغت أعينها الخائفة، تحاول بعت الطمأنينة في قلبها أن حبيبها قد عاد لأجلها، اقتربت من الباب الذي فتح وظهر منه شيخ الجامع، نضرا إلى حالتها مشفقا عليها وقال بهدوء بينما يتفقد المكان إن كان أحدهم قادما “يلا يا ابنتي اهربي من هنا”
نفت برأسها تبكي خوفا وقالت “جلال هيجي ويحميني”
كم أشفق على براءتها وصغر سنها، هي لاتعلم أن جاويد قد أوقعها في فخه وباتت مطلوبة ميتة، تصفية لخطيئتها لكنه كان ملزما أن ينقدها يعلم إن وقعت بين يدي عائلتها سوف يقومون بدفنها حيه، خرج صوته الجاد بعد مدة من التفكير وقال “اسمعي يا سناء، جاويد سافر وعمره ما هيرجع، دلوقتي لازم تهربي أهلك هيقتلوكي”
نفت برأسها غير مصدقة لكلامه وقالت “جلال مستحيل يعمل كذا هو بحبني”
زفر بعد أن سمع صوت يقترب منه وجدبها بقوة، كانت تحاول نفض يدها عنه الى انه أجبرها على أن تمشي خلفه الى أرض القمح الصفراء جدبها لتجلس وجلس هو ايضا لتخفيهم السنابل الصفراء كادت أن تتكلم فأشار إلى الكوخ وهمس “شوفي بعينك” بالفعل أهل القرية قاموا بإحراق الكوخ على أساس وجودها فيها
شرارات النيران التي انعكسهت في بؤبئها انارت لها حقيقة ما كان سيحدث لها، نضر لها وقال بصرامه “أنا انقدتك، دلوقتي أهربي عشان الكل هيفتكر انك مية واياكي ترجعيي”
اومأت له دون وعي، غادر وتركها، كانت تنضر الى تلك النيران التي تأكل الكوخ وتلتهمه ونيران قلبها تأكلها من الداخل بأبشع طريقة
استفاقت من ذكرياتنا التي احيت عليها معاناتها وطفولتها الضائعة وأشعلت حقدها عليه، اقتربت منه ومع كل خطوة تتدكر كيف تشردت في الشارع ليلا دون مأوى أو ملجأ دون طعام او شراب، تسير فقط متل التائهة ومصيبتها ان هناك طفل في بطنها، جمعت غلها منه و بصقة في وجهه، صدمته من فعلتها واسترسلت هي مثل القطة الشرسه “إنت أحقر وأسوء إنسانا عرفته، تركت قاصرا حاملا منك وهربت، انتقمت لعيلتك فيا، دا انا كنت هيبقى ميتة محروقة أنا والولد اللى جاي تقول إنه ابنك”
أغمض عيونه من قسوة كلماتها يعلم أنه مخطئ ومذنب وأنه إنسان غير صالح لكن مهما حصل هي لا تزال حية والطفل أيضا حاول الهدوء وقال \”أنا فاهم انه كرهتني ودا حقك، بس ابني لازم يتكتب على اسمي”
“لا يا راجل” قالتها بسخرية ثم استرسلت بحده “يوم ما أموت تعالى اكتبه على اسمك” تركته بعد كلماتها الأخيرة مما جعله يجر اديال الخيبة مرة أخرى ، الا أنه عزم على عدم الاستسلام بسهولة سيحاول مرة واثنين والف حتى تهدأ وتعود اليه
في حديقة المنزل دالك العاشق الذي لم يصدق انها بين يده ضل يحتضنها كأنها سوف تهرب منه، ابتسمت زمرد على تعلقه بها وهمست بعد أن ربتت على ضهره “يوسف”
قبل خدها من شدة عشقه لها وعيونه لاتفارق عيونها و يداه مشبكة بيديها، ابتسمت على حنانه واسترسلت بصوت مكسور “طول عمرك أحن واحد علي” مرر إبهامه على خدها وقال بحنان”أنتي مهمة عندي يا زمرد” ثم استرسل بجدية “كنت محتاج أكلمك في حاجات ثانية”
قلبت عيونها تعلم ما الذي سوف يقوله وهي بالأساس لاتبالي له أو لتفكيره ما تريده سوف تفعله، قرأ تلك الأشياء بسهولة من نضرات عيونها التي زاغت وجدب كف يدها يحتضنه وقبله بهدوء وقال “ربنا موجود هيأخذ حق صابرة، بلاش تبقي حاقدة على راسخ”
فجأة تلك العاشقة الهائمة اختفت وتلك العيون المحبة تغيرت بأخرى حقودة وقالت بضيق “يوسف اللي بيني وبين راسخ ومراته وربنا لا رحمتهم عليه” ثم استرسلت بعد أن لفت يديها على رقبته وغمزت له بدلال “أنت يا حبيبي سيبك معيا أنا”
نضر لها مدة وقال مشككا من حركاتها “أنت ناوية على إيه ؟!”
مطت شفتيها بملل وقالت “ولا حاجة”
رفع حاجبه غير واثقا بها أبدا وأعاد سؤاله بصيغة أخرى “زمرد أنا حافظك وأنت طفلة، أنا خايف عليكي”
ابتسمت له وقالت بثقة عالية “مش لازم تخاف عليا، لازما تخاف عليهم مني”
ضحك رغما عنه وقبل رأسها وابتعد يحدق في وجهها بعد أن أحتضنه بكفيه “مش عايز مشاكل، وحفلة اليوم مش هروحي ليها أقعدي هنا اتسلي انتي وسناء”
أمات برأسها مطيعة له قبل أن يعيد تقبيل كف يدها ويغادر، ابتسمت له بهيام قبل أن تنتفض على صوت صابرة التي كانت خلفها “والله مش مرتاحة ليكي يا زمرد يا بنت صابرة”
حدجتها زمرد بملل وقالت بإستفزاز “عنك ما ترتاحين” زفرت صابرة فهي لاترغب بأن تتشاجر معها وهتفت “انا هطلع محتاجة حاجة من برة” نفت برأسها وابتسمت “سلامتك” اومأت لها وغادرت ”
لوت زمرد شدقها وعادت الى الفيلا صعدت الى غرفتها، وجدت سناء تبكي بشده، اقتربت منها مسرعة وقالت بخوف” مالك يا سناء حد زعلك” لم تجبها وضت تبكي، جلست زمرد بجانبها وضلت صامته تنتضر حديث الأخرى، وضعت سناء يديها ثقفل أذنيها وقالت بداخلها من شده الألم “من أي ستعرفون لماذا هربت أنا؟” أغمضت عيونها تحاول الهروب ورددت بداخلها “أريد الهروب؟ أصرخ لكن صوتي لا يخرج، أن أكون مجبرة على عيش هدا سيئ جدا لي، أنا لن أستطيع أن أعود كما كنت في سابق أبدا، معرفة هدا شيئ محزن جدا…!\”
لم تعرف زمرد كيف تواسيها لذلك ربتت على ظهرها بحنان وقالت بقوة \”لازم تحاربي يا سناء، تاخدي حقك، احنا كبرنا من غير أب، الحياة ضربتنا بس لازم نصمد ونوقف مرة ثانيه، عارفة أنه عمره ما كان لينا أب يسندنا، بس كفاية ربنا معانا”
حدقت بها تستقوي من كلماتها وقالت بخفة “عشان لا مافيش أب يحمينا يحصل فينا كل دا”
أومأت لها زمرد واستقامت متوجهة إلى النافدة، وقفت تنظر إلى يامن يحتضن طفلته بحب، لأتعلم لما شعرت بدا لك الجفاف مرة أخرى وقالت ساخرة \”لأن غياب الأب لا يتعافى أبدا\”
أومأت سناء بينما زمرد شعرت لوهلة بالغيرة من صابرة والحنان الذي أرادته من والدها لكنه رفض وجودها
رفع يامن رأسه للأعلى، شعر بنضارتها تلك فأبعد ابنته وربت على شعرها وقائلا “إن شاء الله كله يتحل”
ابتسمت وقبلت يده قائلة “ربنا يديمك ليا يا بابي” اومأ لها وقال “لو محتاجة تموين انا وأخوكي جنبك، او محتاجة شركة ثانية بس شاوري اي حاجة تحت اشارتك”
ضحكت بخفة وقالت “كده أتغر يا منمن” ابتسم لها بحنان وقال “اتغري براحتك انتي ابنتي وروحي” اومأت وغادرت بينما علق نضره على زمرد التي شعرت بمراقبته لها وعادت للداخل
زفرت ونضرت إلى سناء قائلة “كفاية عياط، خدي حقك مش تقعدي تبكي زي المطلقة”
مسحت سناء دموعها وقالت بإستفهام “أعمل ايه؟!”
ابتسمت زمرد بطريقة غير مبشرة وقالت متوعدة “اولا محتاجة اشوف راسخ دا بيني وبينه اثناشر سنة بعدها ولايهمك السافل الى بتعرفيه هاخدلك حقك منه” ابتسمت سناء على تفكيرها وقالت “متأكده” اومأت لها وتوجهت الى خزانتها تبحت بين الفساتين وقالت بعد أن غمرت إلى سناء “أشوف فستان للحفلة” ضحكت سناء من كل قلبها لان زمرد لاتنوي على خير
**************************************************
مساءl كانت حديقة فيلا راسخ مليئة بالأضواء والزينة والناس من الطبقات الراقية والفخمة، بالفعل-هذه المرة تقبل يامن دعوة أخيه وأتى مع عائلته
وقف فارس ووالده وأمه وهاجر أمام طاولات السهرات التركية يتبادلون الأحاديث عن أسهم الشركات، نضر فارس إلى والده وقال بفخر “اليوم ضربت صابرة ضربة مش ممكن توقف بعدها، كل الشركات إلاى يدعمونها انسحبوا” أوما له والده وقال بجدية”خد بالك صابرة لايمكن تسكت، غير يوسف الصبح ضرب أسهم عائلة الكيلاني للأرض عشان سحبوا التمويل من أخته”
ابتسم فارس بثقة يعلم أن يوسف لن يضر بدمائه وقال “يوسف مستحيل ياديني في شغلي عشان أنا من دمه وعائلته”
حدقت به هاجر بتعجرف تعلم أنه ذئب التجارة وجشعه الذي يريد به إمساك السوق بأكمله وقالت “اياك تتغر”
ابتسم ساخرا وقال \ركزي في شغلك” لم ينل رده ارضائها انتبه راسخ إلى دخول يامن رفقت اولاده ،غادر طاولته وتقدم منهم،تقوف يامن ونضر له قائلا بجدية قبل أن يسلم عليه “أنا جيت بس عشان اسم العيلة، غير كذا عمرك ما كنت هتشوف وشي ”
اومأ له وقال مبتسما “كفاية علي انك جيت” تقدم منهم فارس والقى السلام ثم نضر إلى صابرة وقال “عاملة ايه زعلت على اللى حصل لشركتك”
ضحكت بداخلها ساخرة، يقتل القتيل ويدهب في جنازته، هل يضن أنها غبية ولا تعلم أنه هو خلة تلك الضربة التي تلقاها في عملها، نضرت له بتقة وقالت “عادي، الشغل كذا مرة يطلع ومرة ينزل، بس ولا يهمك قريبا هاخد السوق مرة وحدة”
شعر بشيئ غريب في كلامها هناك تلميح بالخطر وتهديد لكنه لا يعلمه حاول والده تلطيف الاجواء وقال “كفاية كلام على الشغل يا أولاد، دلوقتي استمتعوا بالحفلة”
أومأ له ابنه ثم أشار راسخ إلى يامن على أن يتقدمه ليريه طاولته، بعد مده كانت الأجواء صاخبة تعم بالموسيقى وتعارف رجال الأعمال وحديتهم فيما بينهم ،بينما الجميع مشغولون دخلت زمرد تتألق في فستان سهرة أحمر طويل له قصة منخفضة من الأعلى وقصة من بداية ركبتها وترتدي كعبا عاليا أحمر وبجانبها سناء التي ترتدي فستان سهرة أزرق قصير ملتصق بجسدها
انتبهت هاجر ومياسين إلى تلكما الزائرتين الغريبتين، غير أناقتهما الراقية ،همست هاجر إلى وياسين “مين دول”
هزت مياسين كتفاها وقالت بجهل واضح “مش عارفة” طالعتهما هاجر بنضرات غير مبشرة وتقدمت منهما، همست سناء بضيق من أفعال زمرد “الله يخربيتك جايين من غير عزومة ”
لم تبال لها وقالت بملل “دا بيتي يا سناء، وبعدين فكي شوية واستمتعي الموسيقى حلوة”
امتغصت ملامح سناء من أفعالها بينما توقفت هاجر أمامها وقالت مبتسمة “أهلا”
لم تبال زمرد بينما ردت سناء “أهلا”
حدقت هاجر في زمرد التي كانت تتفحص الحفل كأنها تبحت عن أحد ما وقالت “حضرتك مين أنا مش عارفاكي”
انتبهت لها زمرد وضحكت مجبرة قائلة “هتعرفيني قريب” ثم تجاهلتها ودخلت الى الحفل بينما اتبعتها سناء، حدقت هاجر في أثرها بضيق من معاملتها المتكبرة
ما أن رأها يوسف حتى جن جنونه بداية من جمالها الى فستانها الى غيرته التي نهشته وعيون أغلب الرجال عليها، استقام مسرع واقترب منها قائلا بحدة بعد أن جدبها من ذراعها “ايه اللى بتعمليه؟!اتفقنا على ايه الصبح،؟!غير ايه الفستان الى مش ساتر حاجة؟!”
مطت شفتيها بملل وقالت “شوف يا حبيبي الفستان أختك اللى جابته، يعني زعق لها هي” ثم استرسلت بملامح طفولية “وحشتني وجيت أشوفك”
مسح على وجهه ساخط منها ومن أفعالها ونزع سترته بضيق والبسها لها قائلا بحدة “تبقي جنبي، سامعة ولا حركة”
اومأت له مثل البريئة من ثم اقتربت من طاولة يامن تقف بجانبه بينما استرسلت سناء حديتها بينما تخطوا بجانب يوسف “أنا نصحتها بس هي” تنهد مطولا وقال “عارف عنيدة”
كانت تضحك على رد فعل صابرة التي فعلا لم تصدق انها قد ارتدت الملابس ونصقتها وصففت شعرها بنفسها، وضع يوسف يده على خصرها بعد أن لاحض اقتراب مياسين وهمس قرب أذنها “بلاش اي تصرف تندمي عليه” ابتسمت له بعد أن القت مياسين التحية عليهم ثم سالت يوسف عليها، الدي أجابها أنها زوجته كانت نضرات زمرد ترى ماضيها لا غير، احتدت نضراتها ترى عدوتها أمامها من حرمت أمها من الحب ومن الرحمه ، تلك من كانت اول سبب في وفاة والدتها
فجأة عم الصمت بعد أن جدب يامن انتباههم متحدثا بواسطة المايكروفون وقال “اهلا بالجميع، انا سعيد لتواجدكم عشان نخلد الدكرى السبعين للسلسلة شركات اللذاع” صفق الجميع بينما زمرد كانت تحدق فيه بحده كم هو منافق لقد رمى ابنته والان يمثل من أجل مصالحه “استرسل حديثه وقال” طبعا الكل عارف ان احنا علية شركاء مع بعض واليوم عايز أعلن عن شريكة جديد للمجموعة، هاجر سليم رسلان بنت أختي اللى هتدير أسهم المرحومة زوجتي صابرة، وهي الى هتدير شركتها وتعاملكم هيبقى معها “صفق الحضور وكدالك هاجر التي تقدمت سعيدة الى المنصة لتلقي كلمتها، كانت اعين يامن ويوسف على زمرد التي احتدت عيونها تلجم غضبها وقبل أن تتكلم هاجر نفضت زمرد يدها من يد يوسف الذي كان يضغط عليها محاولا مواساتها وقالت بصوت عال” والله كان حق أمك عشان تمسكيه ”
حدق الجميع إلى مصدر الصوت وكدلك راسخ وهاجر بينما استرسلت زمرد بحدة إلى يوسف” سبني “نفضت يدها مرة أخرى بعد أن جدبها وتقدمت إلى المنصة متجهة إلى راسخ وهاجر وقالت” عايز تديها حق صابرة إلى قتلتها بإيدك يا راسخ بيه ” صدم من كلامها واتسعت حدقتينه لكنها ضحكت بأعلى صوتها وقالت ساخرة “عيب دا حتى بنتها ليه موجودة” ثم استرسلت بصوت حقود ” آه لا نسيت مشا أنت كنت طردتها وهي صغيرة”حدق بها مدهولا وكدلك هاجر وفارس الذي كان غاضبا من تشويه سمعتهم في ضل وجود الصحافة التي توثق كل حدث وهدا ومايحدت هو طبق دسم لها سوف يحتلون به الصفحة الأولى من فضائح رجال الاعمال ، لكن تلك الخبيثة زمرد لم تترك لهم مجالا وقالت بلؤم وهي تهمس إلى راسخ ” شوف ههد ازاي كل حاجة فوق دماغك” ثم حدقت بالناس واسترسلت بقوة وتتقة تخللت في صوتها “أهلا يا جماعة المنافقين، المهم أنا أصلا معدتي بتقلب لما اشوف أشكالكم ، بس أعمل ايه بابا واحد من الأشكال دي ” ثم استرسلت بعبوس “لا طبعا انتم مش عارفين ان راسخ ليه بنت من المرحومه صابرة و هو اللى قتلها وطرد بنتها طفلة صغيرة قاصر في نص الليالي ودلوقتي جاي ياكل حق امي اللى دمها في ايده ويديه للقردة بنت أخته” ثم وجهت نضربها الى هاجر وهتفت بشراسه “احلمي يا بنت سلمى الشحاته حق امي طول عمره ليا ولا حد هياخده” أعادت زمرد نضربها الى الحضور و ضحكت قائلة” ليه ساكتين يلا صفق انت وهو دا أنا حتى عملت ليكم حس بدل الصمت الرهيب اللى كنتم عايشين فيه ” ثم ابتسمت بخبت وهي تنضر الى طاولة الطعام الطويلة، صعدت فوقها وبدأت بركل كل الأكل والاطباق من عليها الى الارض وهتفت بينما تضحك\ أنا اصلا مش محتاجة اشرح كل دا لحد فيكم، بس يلا افرجكم شويه من حقيقة راسخ وعيلته الوسخة “ثم استرسلت بتوضيح أكتر \” المهم أخير عشان تعرفوا أنا ،يشرفني اقدم لكم نفسي ، أنا بنت صابرة زمرد ثم أشارت إلى يوسف الذي وجد نفسه بالكاد يستطيع كتم ضحكته ويصفق لها ، دا حبيبي يوسف بعتت له قبلة في الهواء وقالت “وجوزي كمان” ثم قفزت من على الطاولة للارض وتقدمت نحوه قائلة بإبتسامة متسعة “قلب حبيبتك كنت مخنوقة ودلوقتي طلعت الى جوايا” ابتسم بغلب قبل أن تجده يجدبها خلف ظهره بعد أن شاهد قدوم فارس الغاضب الذي صرخ بها “هقتلك”
دفعه يوسف بقوة وقال”ايدك اقطعالك يا ابن يامن لو اتمدت على مراتي، ثم استرسل بنبره تهديديه ” انت متعصب تروق ونتكلم” ثم التف لها وحملها مثل العروس بعد أن لفت يديها حول رقبته وقال بجدية بعد أن اعاد نضره الى فارس”احنا عرسان جداد ومش محتاج انكد على نفسي” قبلت خده ونضرت إلى فارس تتحداه أن يفعل شيئ وغادر بها يوسف من الفيلا بينما الصحافة تبعتهم، كان راسخ والجميع مصدومين غير الحضور الذين بدأ بالمغادرة وهم يتكلمون على فضيحة راسخ اللذاع، اقترب منه يامن وقال بقسوه عارف ايه أخطر الناس في الدنيا يا راسخ “حدق به صامتا فإسترسل يامن\” اللى عايشين من غير أهل او حب “قال كلماته وغادر رفقت عائلته بينما كان الجميع يحاول استيعاب الصدمة والكارتة والفضيحة التي سوف تضرب أسهم الشركة الى الارض
**************************************************
دخل يوسف إلى المنزل يحملها بين بيده ما أن وصل إلى البهو حتى رماها فوق اقرب الأريكة، ابتسمت بخفة وقالت بعد أن نضرة له “في عريس يرمي عروسته كده”
حددها بنضرات غاضبة جدا مما افتعلت نعم هو أيدها لكن هو غاضب منها وهدر بها “أعاتبك على ملابسك ولا بجاحتك ولا الفضيحة”
نضرة له بهدوء وقالت “أنا عارضة أزياء أتعود على لبس\”
“نعم” قالها مندهشا
أومأت برأسها وقالت بثقة “يوسف أنا فعلا بحبك لكن لازم تقدرني وتقدر أني تحرمت من الحياة ،ودلوقتي بحاول أوقف على رجلي بلاش توقفافي طريقي”
عقد حواجبها من كلماتها الهددة والمحدرة له وقال بتساؤل “أنت عايزة إيه يا زمرد؟!”
أجابته بتصميم وحده “حقي، محتاجة حقي من راسخ وحق امي”
زفر ومسح على وجهه هي لا. تريد التراجع عن فكرة انتقامها وقال “هتنتقمي من نفسك مش ابوكي”
ضحكت ساخرة وحدقت في عيونه بقوة وقالت بشراسه “اب مين الى بتتكلم عنه، أب عمره ما مسك ايدي في حياته، لو حتى مرة وحده، أمي خلفت بنت، لكن بابا عمره مسك ايدك الطفلة دي أبدا” ثم استرسلت بغصة من شدة حرقتها وحزنها \”انا لم أكن طفلة سيئة حقا، لما كنت بتوجع بعيط ساكته، حتى انا مش فاهمة كنت بيكي او لا، عمري كنت بنت سيئة، ليه كنت بنت من غير أب؟ مش فاهمة؟ ليه ابويا بيكرهني دا سؤال تعيبني جدا، انا عشت من غير أب بلاش تحاسبني دلوقتي”
رغما عنه وجد نفسه يحتضنها بقوة يربت على ظهرها برفق وقال بألم “والله حاسس بيكي، وعارف انك ضايعة، بس مش عايزك توجعي قلبك و نفسك”
“دفنت نفسها بأحضانه وأردفت بعد أن اشتد عليها ألم قلبها” سبني اخد حقي، وعد مني لما أخذه هيبقى أحسن”
شعر بكسرتها وحرقتها فاومأ لها موافق وقال” إعملي اللى مرتاحة فيه ”
دخل يامن رفقة صابرة وسناء، نضر لها وقال بعد أن أبتسم تعالى هنا، بسرعة إبتعدت عن أحضان يوسف وارتمت داخل احضان يامن، ربت على شعرها مردفا” أحسن حاجة عملتيها، عايزك قوية ”
إبتعدت وقالت بهدوء” انت مش زعلان مني “نفى برأسه مردفا” كان لازم حد يعملها من زمان وأنت قدرتي عليها ”
ضحكت بخفة فقال بعد أن نضر إلى يوسف” إياك تزعق لابنتي ثاني “ادار يوسف راسه ساخطا من دلال والده لها وقال بعد أن أشار لها” خاف عليا مش عليها، دي زي الحية ”
ضحك يامن على تشبيهه لها فقالت زمرد بغيض” انا مش حية ولا سيئة، البيئة اللى عشت فيها وحشه ”
اومأ لها يامن وقا” بهزر معاكي ”
تأففت بغيض وحدقت به مردفة” احرمه من فلوسك واديهم ليا ”
ابتسمت صابرة وقالت بغيض” نصابة “رن هاتفها فجأة، ردت على الاتصال سريعا ما تغيرت معالم وجهها وأقفلت الهاتف، نضر لها والدها وقال بتسائل” مالك يا ابنتي ”
ردت عليه شاحبة الوجه” المعمل اللى اشتغلت عليه عشان ينجح اتحرق”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرارة العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى