روايات

رواية مرارة العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم دندن

رواية مرارة العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم دندن

رواية مرارة العشق الجزء الحادي عشر

رواية مرارة العشق البارت الحادي عشر

مرارة العشق
مرارة العشق

رواية مرارة العشق الحلقة الحادية عشر

نضرت تلك الفتاة الصغيرة إلى زمرد وقالت بمرح ” سوفا مين القمر دي؟! ”
تقدم يوسف من الصغيرة وحملها مردفا بعد أن نضر إلى زمرد بتحذير ” دي مراتي ياخلود ”
ابتسمت وأردفت بسعادة ” عيونها شبه الغزال ” ابتسم يوسف بينما تلك الشرسه تصلب جسدها ونضراتها توقفت على الصغيرة تحدق بها بتلك العيون الملونه القاتمه”
نضرت سناء اللى زمرد التي تيبست وقالت بعد أن حمحمت” زمرد ”
حولت نضراتها القاتمه الى سناء من ثم نزلت الدرج مثل التائهة اقتربت من يوسف الدي يقف ويحمل خلود بين يديه ثم أشارت إلى الصغيرة بسبابتها وقالت بحقد ” دي اللى قتلت ماما ؟!”
حدقت بها خلود مستفهمة من ثم انزلها يوسف قبل أن تهتاج زمرد ، ابتسمت الصغيرة لها وقالت انا خلود وهي ثم قدمت يدها تصافحها “انت مين؟! ”
صرخت زمرد بها ” انا اللى قتلتي أمها ،انت السبب ، عشان تتولدي ،راسخ ساب امي تموت قدام عيني ”
شعر يوسف بحرقة زمرد التي فجأة تذكرت ماضيها وكيف ماتت والدتها وقبل ان تبدا بالانهيار او تأدي الفتاة بسبب غضبها داك ، جدبها يوسف رغم ثورتها عليه ، جدبت يدها منه بقوة وقالت بعنف وهي تنضر الى الصغيرة ” اتحرمت من صابرة بسببك ”
تألم يوسف لألم حبيبته فإقترب منها وجدبها الى أحضانه دفن رأسها في صدره حتى اختفت بداخله واقترب من اذنها هامسا” والله حاسس بيكي يا غزال ،لو ليا خاطر عندك بلاش البنت صغيرة ”
همست بضعف قائلة” صابرة ” شعر بدموعها على قميصه الابيض ، أغمض عيونه ثم نضر إلى صابرة وأشارة لها ان تهتم بخلود بينما انحدر يوسف وضع يده خلف قدم زمرد والأخرى على ضهرها ،قام بحملها وتوجه الى الاعلى ،كانت الصغيرة مندهشة ونزلت دموعها من شدة الخوف ،اقتربت منها صابرة وقالت مبتسمة بعد أن مسحت دموعها ” في قمر يعيط ؟!”
احتضنت خلود صابرة وهتفت بدعر ” انا خايفة منها ” ابتسمت صابرة تحتضنها وتربت على ضهرها وأردفت بهدوء ” هي طيبة بس مش واخدة دواها ”
نضرت لها خلود بإستفهام ” يعني هي مجنونه؟!” اومأت لها صابرة فإتسعت عيون سناء وكدالك يامن الذي ضرب كفا على الآخر من غباء ابنته
بالاعلى ما أن انزلها على الارض حتى استعد الى ردت فعلها الغاضبه والعنيفة ، بدت مثل المجنونه وحل عليها هدوء غريب جلست على السرير صامته تتدكر ايامها مع والدتها ”
فلاش باك
زفرت بغيض من شعرها المموج الكتيف الدي لا تستطيع جمعه زفرت بضجر وتركت شعرهاو رمت المشط بعنف وهتفت بضجر ” وانت عامل زي الشمس كدة كل شعرة فيك ماسكة قناة ”
ابتسمت صابرة بعد أن فتحت باب غرفة زمرد تضحك على حنقها ثم جلست خلف ابنتها وقالت متسائلة ” مالك يا زمرد؟!”
زفرت بحنق وقالت ” سلك المواعين دا مش عايز يتسرح ،تعبني”
ضحكت صابرة على الفاض ابنتها ثم اخدت المشط من على السرير وجلست تسرحه لها وقالت” كل حاجة يا حبيبتي عايزة صبر ،حتى الشعر ”
زفرت بضيق وقالت” مش مهم انا خلقي ديق”
ابتسمت صابرة وقد اكملت جديلة ابنتها و وضعتها بجانب عنقها تدلي بها إلى الأمام كي تريها لها وقالت” ما شاء الله شعرك طول اهو واتسرح”
ابتسمت زمرد بعد أن نضرة إلى تلك الضفيرة وفعلا والدتها قد سرحت شعرها التفت تحتضنها بقوة وقالت ” بحبك يا ماما ،انا مش هقدر اعيش من غيرك ”
ابتسمت صابرة تربت على ضهر ابنتها بحنان بالغ وقالت “وانا بحبك اكتر يا قلب مامتك ”
عادت الى واقعها المرير وفراق والدتها وضعت كلتا يديها على وجهها وبكت كما لم تبكي من قبل ،الفراق اصعب شعور اجتاجها تالمت وتألمت وضاق صدرها ،هي تريدها فقط بجانبها ان تحتضنها ان تضع راسها على صدرها هي فقط تريد والدتها ،كم تألم قلب يوسف عليها ، جلس بجانبها وجدبها الى أحضانه مربتا على ظهرها وقبل جبينها مردفا بحنان ” هي في مكان احسن ”
نضرت له بعيونها الحمراء وقالت ببكاء وضعف” عايزة ماما ،عايزة حضنها ” ابتسم متألما على حالتها وقال بهدوء بعد أن رفع دقنها بإبهامه” غزال بوصي ليا”
نضرت له بعيونها التي جابهة الدماء في لونها فقال بصوت هادئ حنون” أنا عيلتك ، لو صابرة مش موجودة انا موجود ، عايزة تبكي ابكي يا غزال ،صرخي وطلعي كل اللى جواكي ،وانا جنبك عمري ما أسيبك ”
كلماته متل البلسم تداوي جروح قلبها المحطم ،كيف بمجرد كلمات يستطيع تهدأتها ،حدقت في عيونه وقالت بحزن دفين ” ماما ماتت بسببها ،قولت لراسخ ينقد امي قالي سبيها تموت عشان ارتاح منها ” دخلت في نوبة من البكاء الحاد بعد تدكرها دالك اليوم المشؤوم وقالت بصوت متقطع” عشان البنت دي كانت هتتولد ساب امي بوجعها ، يوم ميلادها هو ذكرى وفاة امي ، انا مستحيل اقدر اسامحها ”
تنهد يوسف بقوة قبل أن يقول برزانه” زمرد خلود طفلة ،الغلط على راسخ ” بعد أن وجد عيونها تشتعل استرسل موافقا اياها ” بلاش نضرتك دي يا غزال ، انت معاكي حق في كلامك ”
نضرت له بحزن تعلم أنه يجاريها وقالت بضعف ” تعرف انه راسخ بيكرهني سابني للشارع بقلب قاسي وانا اثناشر سنه لا عرف اني حية او ميته وحتى فارس وكمان خلود كلهم بيكرهوني ” شعر انها تخرج ما في قلبها فتركها تتحدت هي غالبا ما تتحدت في طبيعتها ،استرسلت بصوت واهن ” عارف ايه اكتر حاجة بفكر فيها ؟!”
نضر لها مستفهما فإسترسلت ” ان حد يحبني لدرجت يملأ الفراغ اللى عندي ” نضر لها متعجبا فقالت ” تفتكر الفراغ اللى بتسبيه العائلة ممكن حد يمليه في رأيك ؟!” لم يجد ردا على سؤالها ان كان الفراغ الدي بداخل الانسان او الجرح سببه العائلة كيف يمكن إصلاحه ؟!
ابتسمت ساخرة على نفسها وقالت” انا يمكن اكتر وحدة بتتوجع ،بس بتوجع ساكته ،الوجع هنا في قلبي أشارت إلى قلبها ،كبير اوي ومش بخف يا يوسف ،نفسي ارتاح منه بس بطاردني ، انت شايفني قوية وبتقول اني زي حية ،انا شايفة نفسي ضعيفة ومجرد طير مكسور ” عادت دموعها للسقوط وقالت بعد أن دفنت نفسها في احضانه ” عايزة انام عشان انسى ،لو نمت هفوق ناسيه كل حاجة ”
تاكد الان يوسف ان غزاله الضائع ليس فقط جريح بل مكسور من الداخل الى اشلاء صغيرة ، مسد على ضهرها بهدوء يعلم أنها بحاجة إلى مساعدة نفسية تخرجها من حالتها تلك ، ضحك ساخرا يبدوا ان زمرد لا تحتاج الى احد يساعدها ،هي فقط تحتاج الى اخد ما هو ملك لها او الاحق هي بحاجة إلى أب ،إن كان ما إكتشفه يوسف اليوم ان زمرد تحب راسخ بل تعشقه الا أنه رفضها، هي مجروحة منه لعدم اعترافه بها او حبه لها ، شفاء زمرد هو حضن والدها ابتسم مردفا بعد أن غفت بأحضانه” طلعتي بتحبي راسخ يا زمرد عكس اللى بتقوليه وبتغيري من اخواتك عشان حبهم وانت لا ” ثم استرسل بضيق” ياريث ابوكي يفهم ان انت بجد تستاهلي الحب اللى هو حارمك منه ،بس فعلا هو مش بيستاهل بنت زيك ”
**************************************************
بالاسفل كانت سناء وصابرة يلعبون مع خلود التي بدت مرحة وعفوية ، الى حد ما هده الفتاة تشبه زمرد عندما كانت صغيرة لكن هي عكسها هادئة ، ابتسمت لهم خلود وقالت” يعني مرات يوسف هي أختي؟! ”
اوما لها يامن مردفا بهدوء بعد أن أجلسها على ساقه ” بس هي شريرة شوية ”
ضحكت خلود بخفت وقالت” شبه بابي ”
ضحكك يامن بغلب وقال ” هي شوية شريرة على بابي”
اومأت له وقالت ” أنا عايزة اتعرف عليها ”
انتشلها يوسف من حضن والده وحملها مردفا ” نعمل ايه وهي غيرانه منك ؟!”
مطت شفتيها وقالت بضيق” عايزاك تبقى ليها وحدها ،بس انت حبيبي ” ابتسم يوسف على كلامها وقال متسائلا ” مين جابك ؟!”
رفعت منكبيها وقالت ” ماما ” ثم استرسلت بعد أن شعرت بالجوع ” جوعت يا يوسف ” اومأ لها فاخدتها سناء الى المطبخ كي تضع لها الطعام ”
نضر يوسف إلى والده وقال ” دي اعمال مياسين عارفة عقدت زمرد من خلود بعتتها عشان توجعها”
اومأ له والده وقال متفهما ” هي لازم تتقبل وجودها ، مهما حصل هي اختها، ولسه طفلة مش هتقدر تحاسبها ”
اما براسها وقال “هشوف خلود لو اكلت عشان ارجعها ، هي وزمرد في نفس المكان مشكلة ” وافق والده وفعلا ما أن اكلت خلود حتى اخدها يوسف إلى منزلها ، قابل مياسين التي احتضنت ابنتها من ثم نضر يوسف إلى راسخ قائلا بهدوء ” راسخ عايز اكلمك ؟!” اومأ له وغادر معه الى الخارج توقف يوسف وفرك جبينه مردفا بضيق” اللى عملته مياسين اليوم هغمض عيني عليه بمزاجي، مرة ثانيه رد فعلي مش هيعجب حد فيكم”
نضر له بإستفهام وقال متسائلا ” هو لما ابعت خلود عندك تبقى مشكلة؟! ”
احتدت عيون يوسف وقال بصرامة ” المشكلة انك عارف ان وحدة من ولادك حارمها من كلمة بنتي وحارمها من حنان الاب كإنها وحدة من الشارع ،تقوم تحط بنتك اللى بتخاف عليها من الهوا قدامها”
عقص راسخ حاجبيه وأردف بضيق ” انت جاي تحاسبني ، مش عايز خلود تجي عندك قول ،ليه اللف والدوران دا”
زفر يوسف وقال بضيق ” شوف يا عمي انا لسه بحترمك وعامل بحساب الدم اللى بنا، لحد زمرد والدم اللي بنا ممكن انساه افتكر دا كويس “شعر بلهجة يوسف التحذيرية وقال متهكما ” انت بتهدد عمك ؟!”
حدق يوسف به بحدة وقال ” دا مش تهديد دا اندار، المرة الجاية مش هتعرف الضربة هتجيلك من فين ، لو فاكر زمرد ملهاش اي تبقى غلطان ،انا ابوها وامها وعائلتها ،واللى ياديها أنسفه يا راسخ ، حتى لو كان الشخص دا اللى خلفها ” قال كلماته وغادر بينما عاد راسخ إلى الداخل يخرج النار من فمه ، حدقت به مياسين وقالت بتسائل بعض ان لاحضت غضبه ” مالك يا حبيبي؟!”
أجابها بإنفعال ” عال العال دا اللى بقى، على اخر الزمن ولد فتح امبارح وقف في وشي يهددني عشان بنت لا اخدت ولا جابت”
لم تفهم كلامه واقتربت منه مستفسره ” ايه اللى حصل؟! ”
زفر محتنقا وقال بعد أن جلس ” البيه بهددني لو قربت من المحروسه عروسته”
رفعت مياسين حاجبها وقالت بمكر بعد أن ابتسمت ” يعني فعلا لما زمرد شافت خلود و انهارت ”
نضر لها مستفهما فقالت” حبيت ارد ليها اللى عملته معايا ، هي مجرد ما تشوف خلود هتشوف الفرق بنهم ويضهر ضعفها ،عشان كده يوسف جه يهددك ”
زفر بضيق من افعالها وقال ” مياسين فكك من زمرد ، طالما بعيدة عنك بلاش تطلعيها من جحرها بنت صابرة انا عارفها ،طالعة شبهي ومش ساهلة خلي بالك منها’
اومأت له بمكر وقالت ” خلينا نشوف أخرها ” ثم استرسلت بدلال بعد ان قبلت خده ” عملالك أحلى محشي من اللى بتحبه”
ابتسم وقبل يدها مردفا بحنان” ربنا يخليك ليا ” اومأت له وقالت ” يلا كفاية تفكير وتعالى ناكل ونطلع نغير جو وننسى الهم”
اومأ لها قائلا بعشق ” عارفة انا بعشق مش من قليل انت بتفهميني من نضرة وحدة وبتعرفي تخفف عني ”
ابتسمت له بحب وقالت بعد أن أشارت إلى قلبها ” عشان انا بحبك وبحس بيك قبل ما تنطق ” ابتسم على كلماتها المحبه واستقام يحتضنها بحنان متوجهان نحو المطبخ
**************************************************
صباح تقلبت زمرد في فراشها وفتحت عيونها بتقل واثر النوم لا يزال عليها استشعرت حضن يوسف الدافئ لها ، ثم رفعت عيونها تقابل وجهه ،ابتسمت بوهن ،شعر بحركتها فإستيقض يقابل عيونها دات اللون الفريد وقال بعد أن قبل رأسها ” صباح الخير يا غزال”
ابتسمت على كلماته المحببه الى قلبها وقالت بعد أن إعتدلت جالسه ” أسفة بتعبك معايا ”
نفى برأسه بعد أن إعتدل وقال ” تعبك راحة ليا ”
نضرت إلى عيونه تتمعن عشقه لها وقالت بغلب ” اهرب مني على قد ما تقدر ،انا مؤدية ،وجودك جنبي هيأديك”
بادلها تلك النظرات العاشقة وقال بغرام اتقل قلبه” عارفة لو حبك نار ، أنا عايز أحترق بيه” كلماته ادابت قلبها وداوت جروحها ، شعرت بالراحة والأمان ، حتى ادمعت عيونها ،مرر ابهامه على وجنتيها يمسح دموعها ويتحسس خدها ، اقترب منها بينما هي مستكينه وهادئة ، كل ما تحتاجه هو الحنان والحب الذي فقدته في سن مبكر ،قبلها بهدوء وروية يطفي ضمأ قلبه وأشواقه لها التي تحرقه بينما هي كانت تستمد أمانها وسكينتها منه ،تاه كل واحد منهم في الاخر ،رغم الهموم يبقى الحب هو الدواء لكل الجروح ،يوسف لن يستطيع اصلاح كل كسور زمرد لكن يداويها ربما مع الوقت تنسى ويختفي اثر كسرها ، لايعلم كيف مر عليهم الوقت وهو ينال من رحيقها و يروي عطشه اللذي يشعره انه يغرق ويغرق دون طوق نجاة ، بل هو يرغب بالغرق بكل ارادته رغم انقطاع أنفاسه وصعوبة الامواج التي تغرقه الا أن دالك البحر العدب بأمواجه النادر يعجبه ويفتنه حد الموت
طرقت صابرة باب غرفتهما تنادي على أخيها ، ترك شفتيها مجبرا و أنفاسه تكاد تنقطع ، دفن رأسه في جوف رقبتها يحاول استعادة أنفاسه التي كانت سوف تنقطع بسبب تلك الفتنه التي بين يديه ، التي لم يكن حالها افضل منه فقد أصبح وجهها متل كتلت الطماطم الحمراء الناضجة في موسمها بفعل ثورة يوسف وما أعاته من فوضى بها، كان صدرها يعلوا وينزل بقوة بفعل ما مررت به للحضات وقد لجم لسانها ، اتسعت حدقتيها وصرخت رغم عنها بعد أن شعرت بأسنانه تغرز في رقبتها وهتف بصوت متهدج من شدة مشاعره ” ردي عليها ”
اومأت برأسها دون رد وحاولت اخراج صوتها طبيعيا وقالت بصوت عالي ” خمس دقائق وننزل يا صابرة”
زفرت صابرة بحنق وغادرة للأسفل تسبهم ،بينما حاولت زمرد دفع يوسف عنها قليلا وقالت بهمس” يوسف يلا لازم ننزل ”
رفع راسه عن رقبتها ثم حدق في وجهها بعشق يتمعن في ملامح وجهها وتلمس شفتيها بإبهامه يتحسس ما احدته بهم ، ضمت شفاهها بخجل جراء لمسه لها، ابتسم بخفة قبل أن ينحني مرة اخرى مقررا إعادة تجربة دالك الشعور الجميل الحلو المداق ، اتسعت حدقتيها و وضعت يدها على شفتيها تحميهم من تهوره ، وضع شفتيه على يدها ونضر لها بغيض بعد ان ابتعد قليلا وقال بضيق ” ارحميني يا بنت صابرة ” نفت برأسها وهي لا تزال تضع يدها على تغرها فإستقام من عليها على مضض وقال بغيض ” جواز مع وقف التنفيذ ”
أبعدت يدها عن تغرها تتنفس براحة من ثم إعتدلت جالسه وقالت بعبوس ” انت قليل الادب ”
حدق بها بإستنكار وقال بغيض ” بقالي ثلات شهور متجوزك ، والحمد لله رضيتي ابوسك ” اتسعت حدقتيها فإسترسل ممزاحا” يلا نستنى ثلات شهور عشان ناخد بوسه ثانيه ” ضحكت رغما عنها على كلامه وقالت بخجل ” بطل قلت ادبك معايا”
اقترب منها ونزل الى مستواها وقال ” بزمتك مش عيب وانا راجل كده طول بعرض وما شاء الله التلاتين ابتديت فيها مراتي متجوزها وقاعدة معايا في اوضتي زي اختي”
ضحكت على كلامه فإسترسل مغتاضا ” والوالد بقى يتمسخر عليا ويقولي روح اكشف شكلك طويل على الفاضي يرضيكي”
نفت برأسها وقالت بعد أن أحاطة عنقه بيديها” أبدا ما يرضيني يا حبيبي”
غمز لها مردفا” ايه رايك أخدك يومين نسافر نغير جو نسيب الهم ”
اومأت له مردفة ” من عيوني ” قبل جبينها واستقام قائلا ” هاجي المسا أخدك تكوني بقى جهزتي كل حاجة ” اومأت له بطاعة فاعادت صابرة طرق الباب بقوة قائلة بضيق ” ما حد فيكم يحترم ان البيت دا كل ناس عزاب ”
زفر بغيض من أخته المتسلطة تلك وغادر الى الحمام بينما استقامة زمرد التي ضحكت على رد فعل زوجها وفتحت لها الباب مردفة بضيق ” لو ماجرة لينا الاوضة ما تعملي كده ”
كانت عيون صابرة تتفحص الغرفة من الداخل ،حدقت بها زمرد بغيض وقالت” في ايه يا صابرة ؟!”
نضرت لها قائلة بتسائل ” ما فيش بيبي كده ولاكده؟!”
” اه” صرخت بها بعد ان نزل اخيها على قفاها وقال ببرود” طالما كل صبح بتجي تخبطي على الباب زي البوليس ،اعتبريني قطعت الخلف”
ابتسمت زمرد بينما اغتاضت صابرة.وقالت بغيض” يا اخي قفايا ابوك كاتبه ليك مع البيت كل مرة تصقف عليه”
زفر بغيض منها قبل أن يقبل جبين زوجته ويغادر ، رقصت زمرد بحاجباها تغيض الاخرى ثم قالت بإستفزاز ” انت سوسه”
دفعتها صابرة ودخلت الى الغرفة وجلست على السرير مردفة بضيق ” عايزة اكلمك اقفلي الباب ”
اومأت لها وأقفلت الباب ،جدبت زمرد كرسيا وجلست مقابل صابرة وقالت بتسائل ” في ايه يا ضرت امي ؟!”
تغيرت ملامح صابرة للحزن وقالت بصوت ضعيف” أنا في مصيبة مش عارفة اطلع منها”
نضرت لها زمرد مستفهمة فإسترسلت صابرة بعد أن ابتلعت غصتها ” زمان كنت بحب فارس لما كنت في لندن وهو كمان رسم عليا الحب و وثقت فيه ، كنت معاه بإرادتي قولت هو ابن عمي ودمي مستحيل يسمح فيا ، طلع خاين وعايز بس رسوماتي ،اول ما أخدهم سابني وراح لغيري ،وبعدها بمدة حملت ،روحت ليه و واجهته،قالي ان كان مجرد وقت حلو وخلص ومش مستعد يتحمل نتيجته وانه لازم ينزل ،انا اتصدمت فيه ساعتها بس كان ضروري انزله لانه هتفضح ،اخدني لدكتورة مشبوهة واجهضت عندها ،ودلوقتي لما روحت اكشف الدكتورة قالت لازم اشيل الرحم عشان اتعفن ،ان اللى عملي العملية مش محترف واذى الرحم عندي ” اختنقت بالبكاء وسالت دموعها ،حدقت بها زمرد التي تعلم مسبقا كل هدا لا تعلم هل التعاطف معها ام تقتلها لافعالها ،نضرت لها صابرة واسترسلت بأعين دامعة ” يوسف مصر يجوزني ،لو اتجوزت هتفضح يا زمرد ”
نضرت لها زمرد بضيق قبل أن تقول ” مش عارفة اقوم اجيبك من شعرك ولا احضنك لاني زيك عارفة ايه احساس الوحدة وأنك كل دا تعيشه وحدك صعب ” ثم استرسلت ” لو قولتي لاخوكي من البداية كان زمانك مرتاحة وجابلك حقك ،لكن كدة مش بعيد يسجنك انت وهو ”
زفرت صابرة بضيق هي اتت لها لكي تريحها ليس لتزيد عليها وقالت بإنفعال” ابقى غلطانة عشان جيت عندك؟! ”
زفرت زمرد بضيق وقالت ” اتجوزي فارس دا احسن حل ،كده هو عارف اللى عمله معاكي ”
حدقت بها صابرة بنضرات قاتلة فقالت زمرد بغيض ” خلاص سكت ” ثم استرسلت بتسائل ” مين العريس اللى اخوكي جايبه ”
زفرت صابرة وقالت بضيق ” ابن صاحب بابا اسمه راسل ”
مطت زمرد شفتيها وقالت بتسائل ” انت تعرفيه؟!” نفت براسها و ردت ” بسمع عنه في السوشل ميديا” ثم استرسلت بإستفهام “ليه بتسالي عنه ؟!” ابتسمت زمرد بمكر وقالت ” انت عايزة حل لمشكلتك سبيها عليا ” لم ترتح ابدا إلى نبرتها وقالت بضيق ” وفارس”
رفعت زمرد منكبيها وقالت بعدم اهتمام ” طالما سابك من البداية يبقى يسيبك دائما ،اللى يبيعك بيعيه ”
نضرت لها صابرة مطولا وقالت ” انا واثقة فيكي ” ابتسمت زمرد قبل أن تستقيم وقالت بهدوء ” انا ههتم بالموضوع ” ثم غادرت الى غرفة ملابسها واختارت فستان باللون الابيض قصير للغاية يلتصق بجسدها ،خرجت الى صابرة بينما ترتدي كعبها الابيض ،شهقت صابرة وقالت ” اليوم يدفنك يوسف ،وبعدين انت رايحة فين ؟!”
ابتسمت قائلة هحط عليه جاكيت طويل ولا يهمك ، اخدت حقيبتها ومعطفها ثم غمزت إلى صابرة ” عندي موعد شيق كان لازم أعمله من زمان ”
نضرت لها مستفهمة فقالت زمرد بعد أن ابتسمت بإتساع” مياسين” وقبل ان ترد كانت قد خرجت ونزلت الى الاسفل نضرت إلى سناء التي كانت تتجهز للخروج وقالت بعد أن بعتت لها قبله في الهواء ” طالعة انتي كمان؟! ”
اومأت لها فإسترسلت ” يلا ومنها نشرب قهوه ” حدقت بها بغيض وقالت ” والشغل؟!” غمزت لها مردفة” على حسابي “ابتسمت سناء وقالت بمرح ” اشطا ،انا كمان من زمان ما طلعت ولا اتكلمت معاكي ” غادرت برفقتهاواستقلت سيارتها الى بيت راسخ .
وصلت زمرد وخرجت من السيارة تبعتها سناء وضعت زمرد العلكة في فمها وانزلت نضارتها بينما تتفحص المنزل وقالت بعد أن نضرت إلى سناء ” بلاش تسالي ليه جيت هنا ،، أكمل شغلي وبعدها هقولك ” اومأت لها وضلت بالخارج
كانت مياسين تجلس رفقة هاجر يناقشون اعمال الشركة ، أثار انتباههم صوت حداء الكعب العالي ، رفعت مياسين نضراتها لتجد زمرد تقف أمام الباب ، استقامت هي وهاجر تقدمت منهم زمرد بينما تمضغ العلكه وقالت بعد أن ابتسمت ” أهلا يا مرات ابويا وبنت عمتي ”
حدقت بها مياسين بضيق تعلم ان تلك الحية التي أمامها لا تاتي في الخير أبدا زفرت بضيق وقالت ” جاية ليه يا بنت صابرة؟! ”
ضلت ابتسامة زمرد الجميلة على وجهها وقالت بعد أن نضرت للمنزل واعادت نضراتها لها وقالت ” دا بيتي ،اجي ليه وقت ما انا عايزة ” ثم استرسلت غامزة ” انا ليا نصيب فيه ”
احتدت نضرات مياسين وقالت بضيق ” طالما جيتي لمي بعضك ورحي ” ثم استرسلت هاجر بإستفزاز” البيت دا ليه عيلة واب أسرة اللى انت مش منها ”
ابتسمت زمرد قائلة دون اهتمام ” لا ليا فيه حق زيكم بالضبط ” ثم استرسلت بعد أن نضرت إلى هاجر ” شكله الكف اللى اكلتيه مش جايب نتيجة تاخدي غيره ”
حدقت بها بشر وقالت بإنفعال” فاكرة اني هسبها تمر ،استني الضربة جيالك قريب ”
ابتسمت زمرد قائلة بتكبر وتقة ” كل الرصاص اللى عندكم اضربوني بيه ،نشوف لو ممكن اموت ،لو مت اريحكم ،بس لو عشت ابقى دماركم ” ثم رفعت سبابتها تمررها عليهم مرارا وتكرارا وقالت ” انتم كلكم وانا وحدي ”
نضرت لها مياسين قائلة بمكر ” للاسف يا زمرد مع كل اللى انتي فيه مش عارفة تتهني ، عيلة صغيرة قدرت تهزك ”
عقصت زمرد حاجبها وقالت بعد أن اصدرت صوتا مزعجا باللبان الذي تنفخه ” حببتي يا مياسين على الاقل مش شايفة جوزي في حضن غيري ” ثم استرسلت بمكر ” اللى عمله زمان يعمله دلوقتي ،زي ما جاب ضرة لصابرة ممكن يجيب ليكي ضرة انت كمان ،اتوقعي اي حاجة ”
حدجتها مياسين بنضرات نارية فإسترسلت زمرد ” ابعدي بنتك الصغيرة عني ،بلاش تبقي ندلة وتدخليها في الحرب اللى بيني وبينك ،عشان ورحمة صابرة ما أحن فيها وادعسها زي ما ناوية ادعسكم ”
وصل غضب مياسن الى قمته الى ان صوت صراخ فارس الدي أتى من ورائها جعلها تتوقف عن الحديث” انت فاكرة نفسك مين يا زمرد ، واقفة بتهددي امي بكل وقاحه”
التفتت له وقالت بعد أن اشاحت بيدها ” امك يا تبعد عن طريقي وانت معاها يا اما ابتدوا تعدوا في نهايتكم ”
اقترب منها فارس وقال بغضب ” انت نكره عارفة ايه نكره مش شايفينك ، مهما تعملي انت في نضرنا ولا حاجة ”
ثم استرسلت والدته بعد أن شعرت بلدة الانتصار “ودلوقتي اطلعي برة ”
وجهت زمر نضرها الى مياسين ثم اقتربت منها مبتسمة وقالت ” بلاش تشوفي الضحكة الحلوة الى طالعة من وشي وهدوئي وتتغري ” ثم تحولت ملامحها للغضب وقالت بتهديد ” نزلي صوتك وانت بتكلميني ، وبلاش تحاولي تاخدي دوري مش بليق على حد غيري ”
نضرت لها هاجر بضيق وقالت ” انت فاكرة نفسك ذكية جدا ؟!”
ابتسمت زمرد وتوقفت فجأة صامته كأنها تفكر وقالت بمرح بعد أن غمزت لها بتسليه ” لا مش بفكر ،انا ذكية فعلا ” ابتسامتها الخلابة تلك تجعلها منتصرة في جميع الحروب ثم نضرت إلى فارس واخرجت اللبان من فمها وغمزت له قائلة ” حبيبتك هتتخطب وطير ” ثم وضعت اللبان على الطاولة الزجاجية وألصقته بها مما جعلهم يقرفون فقالت مياسين بتهديد ” خافي مني ”
نضرت لها بملل وقالت بتحدير ” انت اللى لازم تخافي ، وخافي اوي ،لانك هتنصدمي من اللى هتشوفيه ” قالت كلماتها وخرجت منتصرة وعلى شفتيها ابتسامة عريضة وراحة اكبر بينما بالداخل بقي التلاته منصدمون من قوتها
*****************************************************
في احدى المقاهي التي تطل على منضر خلاب مليئ بالأشجار كانت زمرد وسناء يجلسان يتناولان الفطور في جو مشمس جميل وهادء
كانت زمرد تضع يدها على خدها تفكر في شيئ ما ، نضرت لها سناء وهي ترتشف من عصير البرتقال المنعش وقالت ” بتفكري في ايه؟! ”
نضرت لها قائلة بحيرة ” ولا حاجة بس سرحت شويه ” ثم استرسلت متسائلة ” انت أخبارك ايه؟!من فترة ما اتكلمنا؟!”
تنهدت سناء تتذكر ما حدث معها في الآونة الأخيرة وقالت ” جلال أصر على انه يسجل يوسف بإسمه وبحاول يراضيني بكل الطرق عشان اسامحه”
أمأت لها زمرد وقالت مستفهمة “وانت بتفكري في ايه ؟!” بفكر اسامح يا زمرد ،رغم اني هبقى تعيسه معاه”
نضرت لها زمرد بتفكير وقالت ” انت عايزة تسامحي عشان ابنك !! وتضحي بسعادتك وتعيشي تعيشه عشان كلام الناس وغيره !!”
استشعرت سناء سخرية زمرد وقالت بضيق منها ” اعمل ايه ؟! كل الحلول بتوقف في وشي بلاش تزيديها عليا ، ثم ان دا الحل الوحيد اللى عندي عشان ابني يتكتب على اسم ابوه”
قلبت زمرد عيونها مليا قبل أن تعتدل في جلستها وحدقت في عيون سناء بقوة مردفة ” جو الروايات اللى واخدة منه والواقعية اللى بتسمعيها من بوق الناس انسيها ، لا الروايات هتطلع صح ولا الناس هما اللى مكانك هيستحملوا الوجع اللى هتعيشي فيه،هتعيشيه وحدك ، وتخسري لوحدك وتعيطي وحدك وتموتي وحدك عشان قرارك ”
زفرت سناء بغيض وقالت بضيق ” اعمل ايه؟! ”
نضرت لها بقوة وقالت بتقة “خدي حقك ارجعي للقرية واجهي اهلك ،ابوكي، وامك خدي حقك من جلال ، عشان تتهني اياكي تفتكري ان لما تسيبيه عايش مرتاح هتعرفي تعيشي مرتاحة ، الماضي هيطاردك يا سناء واجهيه ،واجهي ابوكي اثبتي ان سناء الطفلة مش المرأة اللى واقفة قدامهم دلوقتي ، ردي اعتبارك ،اياك ترحمي حد ”
تاهت سناء بعد كلام زمرد وقالت مستفهمة ” المرأة القوية بتسامح ،والمراة الدكية بتتجاهل ،والمراة الضعيفة بتنتقم ”
ضحكت زمرد ساخرة وقالت بعد أن غمزت لها ” المرأة اللى بتنتقم هي القوية عارفة ليه ،لانه مهما اتكسرت مهما اتضلمت بتجيب حقها مش بتسيبه ، اللى بتسامح هي الضعيفة ،ليه اعيش طول عمري وانا بفتكر الى اداني وازعل بدل ما يمكن اجيب حقي وافتكرت اللى عملته فيه واضحك ”
زفرت سناء مطولا وقالت ببغض ” انت شريرة يا زوزو”
نضرت لها زمرد مطولا وقالت بجدية ” بلاش تحاولي تسامحي ، بلاش تهتمي ،لان كل واحد بيعرف كل حاجة انت شايلاها ناحيته ، حتى انه بيعرف بس من نضرة وحدة في عينك ”
استوعبت سناء كلماتها، نعم زمرد تملك الحق مهما حاولنا أن نخفي عيوننا تفضحنا فقط بنضرة واحدة ،نضرت لها بجدية وقالت ” انت معاك حق احنا البنات اكيد لازم نعمل حاجة ،عشان نعيش و نبقى صامدين ”
استرسلت زمرد كلماتها ” ابقي فايقة ،دكية ،دايما حافضي على دفاعك ،بلاش ثوتقي بحد حتى اقرب الناس ليكي ،اياك تحني رقبتك او تقبلي بالذل لنفسك ، اضربي اول ضربة ،واياك تشفقي او تسامحي او تزعلي ،اشتري نفسك وراحتها ، عشان تبقي دائما فوق ”
اومأت لها سناء بعد أن استمدت منها الثقة وقالت بقوة ” اول حاجة اعملها هرجع للبلد أجيب حقي و جاويد هسجنه على اللى عمله فيا زمان”
ضربت كفها بكف زمرد وقالت ” ربنا يخلينا لبعض سند طول العمر ” اومأت زمرد على كلامها وابتسمت مردفة ” ربنا ما يحرمنيش منك ”
بعد مدة غادرة سناء ،و دهبت زمرد الى مركز التسوق وبالضبط الى محلات المتزوجين ، استغربت وجود الفتياة مع ازواجهم يختارون تلك الملابس الغريبة والغير أخلاقية في نضرها ، زفرت بغيض ثم اتصلت بيوسف ،سريعا ما رد عليها وقال ” اهلا يا حببتي انت كويسه؟! ”
ردت عليه بحيرة وهي تحدق في الملابس ” انا كويسة جدا ” ثم استرسلت بتفكير” المفروض ايه بيعجبكم في هدوم سافلة زي دي؟! ”
لم يستوعب كلماتها فإسترسلت بتفسير” انا قدام محل فيه حاجات للمتجوزين ،كنت عايزة اشتري منه ،بس انت عارف انا مش بفهم في الحاجات دي ،واغلب البنات معاهم رجالة ، عشان كدة اتصلت بيك ”
ابتسم بخفة يعلم أنها تعتمد عليه وهو كل شي بالنسبة لها فقال ممازحا” وانت ليه عايزة تشتري ؟!”
هزت كتفيها مردفة ” انا عن نفسي مش عايزة الحاجات دي ولا تنفعني ،انا جيت اشتريها عشانك سمعت بتعجب الجنس الاخر ، قولت اعمل حاجة تبسطك بما أننا مسافرين”
ابتسم مردفا بهدوء ” طيب يا غزال ،انا هاجي فورا ونختار مع بعض ” اومأت له واغلقت الهاتف وسريعا ما قد أتى اليها ،احتضنها من خلف مردفا بحنان ” اهو جيت يا غزال؟!”
حدقت به وقالت بغيض ” انا مش عارفة ازاي اتشكيت في دماغي والفكرة دي طبت عليا ”
ابتسم مردفا بعد أن امسك يدها ” عشان بتحبيني ، تعالى نشوف ”
دخلت رفقته الى المتجر تنضر الى تلك الغلالات دات الآوان المختلفة ،تقدمت منهم المساعدة وقالت بلطف ممكن اخد منك المعطف يا مدام ” او مات لها وتلك الغبية نست ما ترتدي تحت المعطف ونسيت جمالها الذي يحاول اخفائه عن الناس ، خلعت معطفها والتف لها ليتكلم لكنه صدم من مدى قصر دالك الفستان وبسرعة جدب المعطف من يد المساعدة وعاد ارتدائه لها ، شعرت بمدى حماقتها فصمتت بينما هو جز على أسنانه ينضر حوله اغمض عيونه بقوة من نضرات الناس لها ،كيف وان كانت تعجب النساء ما ادراك بالرجال ونضراتهم وتخيلاتهم ،صك على أسنانه وجدبها للخارج قائلا بغضب ” بتعاندي يا زمرد؟! ”
نفت برأسها وقالت ” والله كان الجاكيت طويل ” ثم استرسلت بخفت ” بس نسيت وقلعته ”
جدبها الى متجر ملابس المنتقبات اتسعت حدقتيها بعد أن جدبها للداخل ” نضر لها بحدة طالما بتعملي اللى في دماغك انا هعمل اللى في دماغي ”
حدقت به بشراسه ” يا انا يا انت ما البس حاجة من هنا ”
بعد مدة طويلة دخلت سيارته وهي تجر نقابها الطويل بغيض منه وزفرت بغيض ” حسبيا الله ونعم الوكيل فيك يا يوسف أنا طول الوقت مش عارفة امشي بيه خطوة من غير ما اقع ،لبسته ليا ولفيت بيا المول زي الحمارة ”
نضر لها بإستفزاز ” شوفتي يا غزال انا سايبك براحتك بس لما اجيب اخري منك هتاخدي على قفاكي ،احمدي ربنا جات على قد الهدوم بدل ما كنت مديكي علقة عشان عقلك اليابس ”
قلبت عيونها بملل وأردفت ” وبعدين يا سوفا انا جعانه عايزة اكل ”
زفر بضيق قبل أن يقفل الباب ثم توجه إلى مكان القياد دون ان يرد عليها بأي كلمة
*************************************************
بعد أن أخبرته زمرد ان حبيبته سوف تتزوج جن جنونه لم يعي متى وصل بسرعة إلى شركة صابرة ، اوقف سيارته بطريقة متهورة امام شركتها من ثم دخل منفعلا ، صعد بسرعة إلى مكتبها وفتحه دون استأدان ، تبعته مساعدتها الا ان صابرة صرفتها من ثم نضرت له بضيق” عاوز ايه؟!”
صرخ بها بقوة وقال ” انت عايزة تتجوزي؟! ”
اومأت له بهدوء دون ان تعطية أدنى اهتمام ” أيوة ،ودلوقتي اطلع برة ”
حدق بها بدهشة لعدم مبالاتها وقال بتهديد ” والله يا صابرة تفكري تعمليها افضح اللى حصل بنا، انت يا ليا يا لربنا حطيها في دماغك”
ابتسمت صابرة على حالته المشتعلة واستقامت تقترب منه تواجهه، رفعت سبابتها له بحدة ” فاكر كلامك ممكن اخاف منه ” ثم استرسلت بتمثيل مستعطف” أرجوك يا فارس بلاش تفضحني ”
ضحكت ساخرة وقالت” أعلى ما في خيلك أركبه ، اول متضرر هو انت ”
نضر لها بتكبر وقال ” لا يا حلوة ” ثم مرر يده على دراعها وقال ” انت اللى هتخسري كتير لما ابوك يعرف انه بنته الشريفة العفيفة كانت في بيتي وفراشي برضاها”
ابتلعت غصتها من تهديده واهانته لها واستجمتت قوتها وانزلت صفعة على وجهه نضر لها بغضب وجدبها من يدها حتى ارتطمت بصدره العريض ،اشتعلت عسليتها بالحقد والكره وقالت وهي تصك على أسنانه” انت واحد حقير ، دا انا وثقت فيك ،سلمت ليك نفسي طلعت مش راجل ،وبكل بجاحة بتهددني ”
حدق في عيونها ونيران الغيرة وكلماتها التي اهانت كرامته ورجولته تزيد من فتيل اشتعاله ،يعلم انه مخطئ بحقها ولكنه يأبى الاعتراف واجابها بما اوقع قلبها واطاحه دون رحمه” انا لا خدرتك ولا اجبرتك كل حاجة كانت برضاكي ،يعني مش دنبي لوحدي ،انت كمان غلطتي ،ما هو لو كل واحد يضحك عليكي بكلمتين ترمي نفسك في سريره، ازاي عايزاني اتق بيكي ؟!” ثم استرسل ساخرا ” عريس الغفلة يعرف انك كنت عروسة غيره قبل ما يلبس ”
سقطت دموعها من اهانته والمها قلبها على كلامه فهتفت بصوت ضعيف” روح من هنا يا فارس”
شعر بأنه دبحها من شدة قسوة كلماته الحادة بعد أن اختل توازنها ،اغمض عيونه وقال بتحدير” اياك حد يلف ناحيتك ، عشان رد فعلي مستحيل يعجبك” تركها وغادر بينما هي وقعت على الارض تموت اختناقا من كلامه لا تعلم هل تتالم على من انه كان حبيبا لها يوما او تشمأز من نفسها وافعالها ،وتلك الخطيئة الذنيئة التي اقحمت بها نفسها ، انهارت من البكاء ولم تجد من يهون عليها ،استقامت بضعف واخدت هاتفها تبحت عن اي شخص يهون عليها المها واحده في وقت ضيقها
لم تجد سوى رقمها، هي التي تتق بها اتصلت بها وفعلا كانت نعم الصديقة الغت موعدها مع زوجها واخبرته أن يوصلها اليها
دخلت زمرد بسرعة إلى مكتب صابرة التي كانت تجلس ارضا ،رفعتها عن الارض واجلستها على الأريكة ،احتضنتها صابرة بقوة وانهارت من البكاء
ابعدتها زمرد قليلا و قدمت لها الماء، ساعدتها لتشربه وانتضرتها قليلا حتى هدأت ،حكت لها صابرة كل ما حدث ، ضلت زمرد شاردة فقط بينما صابرة كانت تنضر لها، تنتضر أدنى كلمة منها فهي تائهة ، استقامت زمرد وشددت على شعرها بعنف من دالك المستغل أخيها هو فعلا ضالم مثل والدها ولن تنتضر أن تخلق صابرة اخرى تضلم وتموت صامته متل والدتها نضرت إلى صابرة الثائهة وقالت بهدوء ” صابرة ”
رفعت صابرة عيونها المدمعة لها فقالت زمرد بجدية ” اياك تشفقي ،ولا تحني ،ولا ترحمي ” ثم استرسلت بتفكير” كده فارس وصل لأخره معايا ”
نضرت لها صابرة وقالت بألم ” فارس اداني عشان حبيته؟! هو الحب مش كده؟! بنضحي عشان اللى بنحبه ؟! انا ضعفت عشان حبيته اديته كل اللى اقدر عليه حتى نفسي بس عشان ارضيه”
شعرت زمرد بجرح صابرة العميق دالك البلاء الذي اسمه الحب هو السبب في معاناتها هزت راسها وقالت بألم ” صابرة زيك حبت راسخ اللى كان عايز بس املاكها” ثم استرسلت بجدية ” الحب عمره ما كان كله عطاء من غير تفكير ،بندي وناخد ، انت بتشتري سعادة اللى بتحبيه مقابل تعاستك ودايما ساكته رغم انه بيدعس عليكي ، لدرجة فارس قعد يدعس عليكي من غير ما يسمع صوتك لانك سكتي من اول مرة ”
تنهدت بعد أن شعرت انها لا تستطيع تحمل الكلام اكتر وقالت ” وافقي تتجوزي راسل ودا غصب عن عين اهل فارس ،طالما فاكرك تحت ايده دلوقتي هتبقى كلمتك اللى بتمشي ”
لم تفهم صابرة مقصد زمرد فقالت زمرد ” راسل دا ضابط ،وانا وانت هنلعب عليه ،وبالنسبة اللى حصل بينك وبين فارس هنحله ،بس مستحيل ترجعي ليه”
اماءت برأسها وقال ” انا مش عايزة ارجعله” ابتسمت صابرة واقتربت تحتضنها وهمست بخفت وهي تبتسم ” دورك جه يا فارس “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرارة العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى