رواية مرارة العشق الفصل الأول 1 بقلم دندن
رواية مرارة العشق الجزء الأول
رواية مرارة العشق البارت الأول
رواية مرارة العشق الحلقة الأولى
البداية
وسط حديقة السرايا تقف أميرة متوجة بتاجها الذهبي وفستان زفافها الأبيض المرصع بالؤلؤ وحذائها ذو الكعب العالي سعادتها الداخلية لا تقارن ولا تعطى لأحد مثل الفراشة اللتي تعلمت الطيران و فردت أجنحتها تحلق بالسماء السابعة ، نضرت الى زوجها و تبسمت له بحب حد الثمالة ،تلك السمراء الفاتنة لها قبول محبب ليس كأي فتاة عادية ، لم يكن يبادلها الإبتسامة ولا حتى نفس المشاعر بل كان شاردا في مكان أخرا بعيد عن حفلة زفافه ،وكيف ولا ،ومن تجلس أمامه ليست إلا فتاة عادية فرضها عليه والده ، و زوجها له رغما عنه ،لم يحبها يوما ، في نضره هي مجرد خيال لا وجود له ، حرمته من حبيبته ، و بسببها قد ضح بحب حياته ،تذكرها ليبتسم دون شعور ، نعم مياسين تلك البلورة ذات العيون الزرقاء التي ترهق نومه و تأرقه ،يحبها بل يعشقها حد النخاع ،والأن هي تدرف دموع فراقة ،فقد قتلها و دبحها بسكين بارد لا حدة فيه بعد أن أخبرها بزواجه من إبنة عمه الوحيده ، تذكر دموعها و إنهيارها أمام عيونه العاشقة لها حد الموت ،زفر بحنق وإرهاق مرر يده على جبينه متألما على حبيبة القلب وغدق الروح ، نضر إلى تلك التي تمسك يده مشددة عليها بعشق وقال بصوت مختنق يملأه الألم ” تعبت ، امتى هنخلص من الحفل ”
حدقت به صابرة مبتسمة وقالت دون شعور : اليوم فرحنا ،اذا مش هنفرح فيه هنفح امتى ؟!
حدق بها بضيق و أغمض عيونه يبتلع مرارة الموقف قبل أن يستقيم من مكانه متقدما نحو المنصة ، دون تردد صرف جميع الحضور ،الشيئ اللذي لم ينل رضى والده ،وجعله غاضبا منه ، حدق بتلك البريئة التي كسرت فرحتها ، ثم توجه نحو إبنه بعد أن غادر الجميع وقال بصوت حاد و عيون غاضبة “إيه اللى عملته يا راسخ ؟!”
ابتسم بسخرية قبل أن يمر من جانب والده دون كلمة ، و توجه إلى تلك المسكينة و حملها على كتفه ، مما جعلها تشهق بخفة تحت نضراتها المستغربة ، لم تنل تصرفاته إعجاب والده اللذي صرخ به بقوة ” راسخ ،أنا بكلمك ؟! البنت مالهاش دعوة في اللى بيني وبينك ”
إلتف إليه ،و إبتسم راسخ بطريقة شيطانيه توحي بعدم ندور الخير وقال بجفاء و عيون تضخ الإنتقام ” دي مراتي يا بابا ، واليوم أول يوم ليها في البيت ،لازم أتعرف عليها كويس ،وهي تتعرف عليا ”
انخلع قلب أبيه على تلك الوديعة ،وتأكد أن إبنه سينفد إنتقامه بها ،حاول أن يتكلم معه ، إلا انه رحل من أمامه متوجها بها نحو غرفته، دمعة نزلت من عيون أبيه خوفا على تلك الفتاة ، اللتي اختارها له، يعلم أن إبنه لا يحبها ،ولكن هي ،هي تحبه وتعشقة حد الجنون ، وهي مستعدة لأن تضحي بحياتها من أجله ،لكن إبنه لايدري ،ومن يدري سر القلوب أمرها ليس بيد صاحبها ،كلنا راغبون بالحب ،ولكن ماذا لو الحب لا يرغب بنا
ما أن وصل بها إلى غرفته حتى فتح الباب و أقفله بقدمه بقوة أجفلت تلك المعلقة على كتفه اللتي لا تعي شيئا مما يحدث ، رما بها على سريره فإعتدلت جالسة مثل البلهاء وحدقت به مبتسمة ، طالعها من أسفلها لأعلاها نضرات أخجلتها ،إبتسم مستهزأ عليها ثم خلع سترته ووضعها بطريقة مرتبة فوق الأريكة ، من ثم جلس أمامها يحدق بها لثواني قبل أن ينطق بقوة مثبت خضرائه على قوس قزح عيونها ” أنا متجوز ”
حدقت به مثل البلهاء وقالت بعد أن أشارت إلى نفسها ” متجوزني انا ؟!”
نفى برأسه و أكمل حديتة بنفس اللهجة اللاذعة ” إسمعي أنا بحب بنت ثانيه ،و أبويا ضغط عليا اتجوزك ، قال بتحبيني وغيره ، وأنك اللى مناسبة تبقى مراتي وتشيلي إسمي ” ثم أكمل حديثه بتبات ” أنا دغري ومش بحب الكدب ، إنت لا شكلا ولا عنوانا عجباني ،واللى بحبها إتجوزتها، وهي في بتنا دلوقتي وحامل مني ، وجوازي منك هيبقى طبيعي ،يعني انتي مراتي الثانيه ،كل إلى عليا إتجاهك مجرد حقوق هتاخديها لا غير ”
لم تستوعب كلماته ولا سيل الصدمات التي وقعت عليها لم تشعر بشيئ حتى حينما إقترب منها ،ومتى إمتلكها ،ومتى حل ذالك الصباح ، هي لم تنم بل كانت تنضر للفراغ ، من بعد أن صدمها أثم زواجه بها وغادر ،تركها كأنها مجرد دمية اأفرغ بها غضبه من فعلته الشنعاء اتجاه زوجته الأولى ، أو مثل فتاة ليل غجرية يستعملها لتلبية حاجاته الشهوانيه ،يا ليته سكت فقط ولم يقل شيئ ،حتى إن كان متزوجا من غيرها،بل فقط عليه إحترام مشاعرها ،تحملت صابرة كل ذالك الألم والإهانة التي فتكت بقلبها العاشق الولهان ، و حاولت الوقوف والتوجه للمرحاض ،فهو لم يترك مكان بجسمها سليما، بصعوبة استطاعة الوصول لمغسل الحمام وما أن تساقطت المياه عليها حتى سقطت دموع القهر والإهانة والعداب ،لم تستطع الصراخ ،فقط تبكي وتبكي ، ليكون لها قسمة ونصيب من إسمها ،صابرة
هكذا توالت الأيام على صابرة التي هجرها زوجها بعد أول يوم من زواجهم أو لنقل منذ ليلتها الأولى معه ،لم تسلم من كلام والدته و أخته ،كانت إهانته لها مجرد ساعات لكن عائلتة لم ترحمها لمدة شهر ، كانت تهتم بالتنضيف والطبخ وتلبيت حاجاتهم ،ومع ذالك أمه تقهرها ،لأنها سبب في إبتعاد إبنها عنها ، لم يكن يؤنس وحدتها غير وجود أبيه اللذي يخفف عنها ،كانت تخجل وتستحي من طلب الطلاق أو حتى أن تشتكي ،بينما هو كان يشعر بها ويحاول مواساتها على أفعال إبنه الجاحد
جلست بجانبه بعد أن وضعت الشاي أمامه إبتسم لها بحب بعد أن ربت على يدها وقال “حبيبت قلب أبوها زعلانة ليه ”
إبتسمت صابرة بإمتنان ” مش زعلانة يا بابا بس سرحت شوية”
أماء برأسه وقال بندم ” تعرفي أنا زعلان لإني غلطت في حقك”
وضعت يدها على تغره وقالت ” حاشى لله إنك تغلط ”
غلبت قسمات الحزن على وجهه وقال بعد أن أبعد يدها عن ثغره بلطف ” فعلا غلطت لما جوزتك راسخ ،في الوقت اللى يامن هو اللى حبك ، وكان عايز يضحي بالدنيا دي عشانك ،و أنا اللى بعدته عنك وجوزته ،خوفت عليكي منه و إنت صغيرة ،قولت أكيد راسخ اللى هيبقى سند ليكي ” دمعت عيونه و أكمل نادما ” طلع راسخ هو اللى أذاكي و أنا اللى سلمتك ليه ، أهو راح يتسرمح مع اللى ما تتسمى وسابك إنت ”
نفت برأسها وقالت بحنان رغم ألم قلبها ” أنت مش غلطان يا بابا ،أنا بحب راسخ وبحب ليه الخير ،لو هو فرحان مع مراته أنا أتمنى له الخير بس ”
إبتسم بخفة على حديتها وقال ” طول عمرة بريئة وطيبة ،إنتي دايما بتسامحي في حقك عشان اللى بتحبيه ”
هزت رأسها وقالت بصوت حنون ” مش بحب المشاكل ”
عارفك “قالها بتلقائية وأمسك يدها وقال بقوة ،إسمعيني يا صابرة لو حصلي حاجة لقدر الله عايزك تبقي جدعة وتحمي نفسك واللى في بطنك ”
نضرت له بخوف ” ليه بتقول كدة ”
إبتسم وقال ” الحياة مش فيها ثقة ، الثقة في الله وحده ،لو حصلي حاجة ، عايزك لو خلفتي ولد إديه لإبني يامن يربيه ، ولو خلفتي بنت ،اديها أمانة لإبن يامن ”
حدقت به بإستغراب ” مش فاهمة يا بابا”
تنهد وأغمض عيونه وقال ” أنا عارف يا صابرة لو خلفتي ولد وشاف اللى أبوه بيعمله مش بعيد يقتله ،ولو خلفتي بنت هتحقد عليه ،عايزك تزرعي في اللى في بطنك مشاعر حلوة ، خليه زيك بس قوي ،يامن هيربي إبنك أو جبنتك على الطيبة وهو اللى يعرف يطلع الحقد من العسل اللى في بطنك ”
إستغربت من حديته إلا أنها وعدته بتنفيد كلامه ، لم تكن تعلم أنه يوصيها وصيته الأخيرة ،و أن أجله إقترب ، وفعلا لم يمر سوى أسبوع وكان قد غادر الحياة ، لم تتحمل صابرة موته ،إنهارت من ألم البعد والفراق كيف وهو سندها ووالدها الثاني ، كان الرفيق والصديق الحامي لها ، الحياة لاتعرف الشفقة والموت لا يعرف الإختيار ، وهكذا مرت الأيام
الحب يا إما متبادل أم من طرف واحد ،كيف وهو عاشق لزوجته حد النخاع أن يخونها ،من قال أن الحب يعرف الرحمه بل كل شيئ مباح فيه ،من أجل أن يسعد مالكة قلبه وروحه ، أحضرها في صباح اليوم التالي الى المنزل ،كانت صابرة تجلس في بهو المنزل وحدها شارده . بعد موت والده ،لم ينتضر حتى بل قام بإحضار زوجته التي تحمل بطفله ،كان يسندها في الخطى وهي تبتسم عليه ، نضرت لهم صابرة و إستقامت من مكانها بهدوء توزع نضراتها بينهم ، نضر لها بضيق لكنها ابتسمت وقالت بود” نورت بيتك يا راسخ ”
حدق بها وقال دون ذرة شعور لأحاسيسها ” مياسين مراتي هتعيش معانا من هنا ورايح ، وياريث تشوفي أوضة ثانيه عشان هي هتبقى معايا ”
أمأت برأسها وشعرت بالأسى لأجل نفسها تنهدت من شدة قلة حيلتها وتحجرت الدموع بعيونها وقالت بترحاب ” أهلا بمرات الغالي ، البيت بيتك ، انا هجهز الأوضة ” قالتها بسرعة قبل أن تقوم دموعها بخيانتها و تنساب على وجنتيها ، حدقت به زوجته التي رغم تعاطفها معها إلا أنها لا تنكر أنانية الحب اللتي جعلتها تسعد لأنه لا يعترف بوجود غريمتها وقالت بعتاب ” مش لازم تعاملها كده”
إبتسم دون إهتمام للأخرى وقال ” كل اللى يهمني راحتك إنت “إبتسمت لكلماته اللتي قامت بإرضاء أنوثتها وشعرت بالسعادة من تعضيمه لها أمام زوجته الأولى ، فالحب أعمى ويعمي حتى الأحاسيس
بينما في الأعلى كانت تجمع ملابسها وتنضف غرفتها ،لتستضيف غريمتها ، ياليتها كانت عادية ، مياسين ملاك مقارنة بها هي ذات بشرة سوداء ، وشعر مجعد لما سيحبها ، حدقت بعيونها المختلطة بين الازرق والاخضر ، ضحكت بسخرية ما نفع لونهم ،فهي قبيحة ،لربما زوجها محق ، لن تستطيع مجارات زوجته الفاتنة ،لذالك لترضى بقضائها ولا تحاول أن تتحدى من أجمل منها ،غادرت غرفتها حزينة تجر هزيمتها ، دخلت غرفتها وأكتر شيئ يؤلمها هو أنها كانت تنتضر أن تسعده بحملها ، ها هي تحمل ببطنها بدرة منه حتى و إن كانت نتيجة ليلة واحده وهو نادم عليها ، إلا انها تشعر بنبض رحمها ، للأسف لم تكتمل فرحتها وتخبره ، على الأقل بعد أن يعلم بحملها قد يسعد ولو قليلا ويهتم بها فقط لأجل جنينها وهذا يكفيها
ارتمت على فراشها بسعادة تحتضن بطنها بحب وحنان بينما كان هو و زوجته يقضيان شهر العسل الخاص بهم دون مراعاة لتلك المسكينة ، توالت الأيام يغدق معشوقته بحبه متناسيا وجود الثانية و غير مكترث لوجودها ،كانت ترى حبه وإهتمامه بزوجته الأولى ،مثل السكاكين تغرز في قلبها ،تتألم وتموت ببطئ ، كانت تقف أمام المطبخ تحدق به بينما يداعب زوجته وهما يشاهدان التلفاز ويغدقها بحنانه ، وضحكهما يصل إلى باب المنزل ،إقتربت منهما صابرة بعد أن مسحت دمعتها الحزينة واللتي تتمنى فقط نضرت حنان منه ، همست بصوت خفيض ” راسخ ” ، إختفت ابتسامته و إبتسامة زوجته التي إستوعبت نفسها و وضعهما المخجل ، التف اليها راسخ ينضر لها بملل كعادته ، وضعت عيونها أرضا وقالت بصوت خجول يملأه الإستحياء ” أنا كنت عايزة اكلمك في موضوع ”
تأفف بعد أن سند بكوعه على الأريكة و حدق بها بملل وقال بصوت بارد ” قولي اللى عندك ، زي ما إنت شايفة أنا مشغول ”
أحرجتها كلماته و تمسكت بملابسها تشد عليهم بأصابع يدها وقالت بصوت مبحوح ” أنا حامل ”
حدق بها مرتين أو أكتر مصعوقا من كلماتها وكذالك زوجته التي لم يستحسن الأمر إعجابها وتغيرت ملامح وجهها للغضب و الإنزعاج ، إستقامت دون أي رد فعل و غادرت إلى الأعلى وصوت طرق حذائها على الأرض يدل على شدة غضبها، بينما هو حدق في أثرها بضيق ثم إستقام جادبا صابرة من رسغها بقوة ألمتها وقال صارخا بقوة و غضب جامح في وجهها جعلها تنتفض ” حامل ازاي ؟!، حركها بعنف وقال صارخا ” انطقي ؟!”
إبتلعت لعابها خوفا منه وقالت وهي ترتجف من الخوف ” والله أنا لسه عارفة من أيام قليلة ؟!”
حدق بها بضيق ومسح بيده على وجهه بعنف وقال بصوت حاد لا يقبل النقاش ” الطفل دا لازم ينزل ”
وضعت يديها على رحمها بحماية ونضرت له بعيون زائغة وخائفة ،جدبت يده تقبلها وقالت برجاء ” أبوس ايدك يا راسخ ،إلا ابني ”
رمقها بقسوة و صرخ بها عاليا ” قولت لازم ينزل ”
نفت برأسها وقالت وهي تبكي بقوة ” لا ، مستحيل أعملها ”
غضب من تمردها و عنادها ذاك ، وحدق بها بقسوة متحديا إياها و إبتسم ساخرا بعد أن أعتلت وجهه تلك النضرة
الشيطانيه ،خافت منه و حاولت الإبتعاد ، إلا أنه جدبها من رسغها بقوة يجرها خلفه وهي تحاول مجاراته خوفا على بطنها ، قادها الى غرفتها ، ثم دفعها بقوة لتقع على السرير ،أقفل الباب بالمفتاح وخلع حزام بنطاله مما جعلها ترتجف وتبتعد بعد أن نضرت الى زيتونتيه الشيطانيه التي لا تنذر بالخير وبعد أن هتف بكل جحود ” طالما مش عايزة تنزليه ، أنزله بطريقتي”
حدقت به وجناحها مكسور وقالت بصوت شاحب أشبه بالهمس ” عشان خاطر بابا طاهر بلاش ،والله ما تسمع ليا ولا لأبني حس ”
شيطانه لم يحد من عقله وبكل ما سولت له نفسه من قوة وجحود تسلط عليها بهم وضربها إلى أن خارت قواه ،وغادر من أمامها ،ضلت تنتحب بقوة على قسوته ،لكن لم تمر الى ثانيه حتى صرخت بقوة من ألم بطنها بعد أن شعرت بحركة طفلتها ،علمت أنها تواسيها ، بل كانت تحاول الدفاع عنها ،تلك الطفلة الشرسة في مراحل تكونها وما ادراك ان خرجت إلى الحياة ،ابتسمت من وسط دموعها ،على دالك الشعور ،وضعت يدها على رحمها وقالت بخفة ” إهدي أنا كويسه ، و إنت هتبقي كويسة ،أنا هيبقى أحميكي ”
شعرت بسكون طفلتها تنهدت بإرتياح تكتم ألمها ،أغمضت عيونها تهرب بطريقتها المعتادة ،وهي النوم ، تاركة ألمها و معاناتها وراء ظهرها
مرت الأشهر بسرعة لم يتغير بها شيئ سوى قسوة راسخ على صابرة التي كانت تتحمل عنفه وضربه وإهانته وكسرته لها ، بل جعلها خادمة له و لأمه و أخته و زوجته الحامل ، رغم حملها الصعب وحاجتها للراحة ،كانت تصبر على أي عنف منهم ،تقابله بالصمت ،وتدعي ربها أن يخفف ما نزل عنها وعن طفلتها ،التي كانت ونيستها الوحيدة في المنزل ، لم يهمل زوجته كان يغدقها حبا ويتفنن في إرضائها ومتابعة حملها وكل ما يخصها ،يهتم بأدويتها و موعد طبيبتها ،كان يسهر على راحتها وعلى تعاسة صابرة التي لايعلم حتى بأي شهر هي ، أو حتى أخبارها
كان برفقة زوجته بالخارج ، بعد أن أرهقت من المنزل لكن مخاض الولادة فاجئها ،أضطر الى إصطحابها للمستشفى لتقوم عملية ولادتها بسلام ، وذالك ما حصل ،فقد ولدت طفلا يشبه والده تماما ،أخد منه نفس العيون ولونها ونفس الملامح ،كانت سعادة راسخ لاتقدر ،أخيرا أصبح له طفلا من المرأة اللتي يحبها ،ولي عهده وتمرت حبهم ، بينما في المنزل كانت صابرة تمسح الدرج ،أدركها المخاض ،فجلست تستريح تكتم ألمها ،وضعت يدها على بطنها إلا أن الألم اشتد عليها ولم تعد تستطيع تحمله ،صرخت بأعلى ما لديها ،ونزلت دموع ألمها تتمنى الموت على هذا الألم ،خرج على إثر صوتها والدته ، نضرت إلى حالتها ،علمت أنها تلد ،ساعدتها وأخدتها الى المستشفى ،ثم راسلت إبنها الذي لم يهتم أبدا للخبر ،لم تكن ولادتها بالهينة ،لكنها بالأخير أنجبت طفلة تشبهها ، خرج الطبيب وبشر والدته بأنها بخير وأنجبت ،حمدت الله أن الأمور تمت على ما يرام ، حدقت بإبنتها بحب وإحتضنتها مطولا قبل أن يأخدوها منها ،و زوجها لم يكلف نفسه للإطمئنان عليها ،بعد محايلات من والدته أتى ليرى إبنته أخيرا ،كانت سمراء البشرة و سمينة بعض الشيئ عيونها مثل والدتها ، حدق بوالدته وقال بضيق” هي دي إللى قهرتيني عشان أجي اشوفها ، شبه أمها ”
نضرت له والدته وقالت بعتاب ” بس بنتك ”
نفى برأسه قائلا إبني الوحيد هو فارس إللى خلفته من مياسين ،مش عايز علاقة بدي وأمها ”
قال كلماته ورحل ،لم تنل ردت فعله إعجاب والدته التي نضرت إلى الفتاة ودعت لها بالحض لعله لا يكون مثل حض والدتها.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرارة العشق)