رواية مذكرات فيروزة الفصل العاشر 10 بقلم شيماء آل شعرواي
رواية مذكرات فيروزة البارت العاشر
رواية مذكرات فيروزة الجزء العاشر
رواية مذكرات فيروزة الحلقة العاشرة
تذكرت تواً أني منذ كنت طفلة رأيت فى منامي حُلماً من عالم الخيال، تحدثتُ فيه لشخص غريب كان يروى لي قسوة أيامه وما يحدث معه وأنه لا يستطيع تخطيه أو حتى تجاهله، أدخلني معه فى تفاصيل العمق، كان الهدوء مخيف يُخيمُ على أرض الحُلم يليه أنبثاق الاجيج، رأيت كيف أن القدر أعطاه صفعه من شدة قوتها أرتد جسده للخلف وما عاد يقدر على الحراك للأمام مرة أخرى، رأيت وجوه أشخاص من بعيد جميلة جدا وعن قرب مشوهه جعلت مني أفر هاربة، رأيت غريق لا يبالى بالموج حيث أنه ترك جسده ينساب من دون مقاومة وحريق نباتات مزهرة حتى باتت رماد، كان هناك صوت أنين خافت لشخص يافع أجهل مكانه ومن ثم اتضح لي أن الشخص بثقب أسود يود إبتلاعه
سمعت وقع أقدام تخطو بعيداً بينما نفس الشخص ينادى طلباً ليد العون، لكن هؤلاء الأشخاص تجاهلوه وكأن سمعهم أصم، فأتجه ذلك الشخص لي وقام بمناداة أسمي واقترب مني شيئاً فشيئاً، ذلك الشخص الذى كنت أجهل معالم وجهه كان أنا منذ البداية، وما حدث لم يكن سوى نبذة عن مستقبلي وقدرى المحتوم، لكن إدراكي أتى متأخرا عندما قضى الأمر وبات حلمي واقع.
بعد ما أنهت التدوين فى المذكرة قامت بأغلاقها…ثم هبت واقفة من مكانها وأتجهت إلى نافذة الغرفة المفتوحة، أخذ الهواء يحرك خصلات شعرها الذهبية الملتفه على بعضها، تغلق عيناها بقوة لعلها تتخلص من تلك الذكريات السيئة لقد مره أكثر من شهر على زواجها من ذاك المتعجرف فقد سلب منها حريتها وحياتها وروحها، فأنه أخذ يعاقبها على ذنب لم تقترفه، قامت بأغلاق زجاج النافذة ثم ابتعدت قليلاً وهى تشد الستائر عليه، تحركت بخطوات مرهقة لتجلس على المقعد الجانبي وبدأت أن تضع تلك المراهم المعالجة..
لحظات ودلف إليها “رائف” الذى قال ببرود:
– أخوكى أنيس أتصل من شوية .
نظرت إليه بوجه شاحب وقالت: فى حاجة ولا ايه.
وقف أمام المرآه وهو يعدل من ملابسه:
– أهلك عايزين يشوفوكي أصل الهانم وحشتهم.
تحدثت بضيق: تمام بس ياريت حضرتك متجيش معايا مش حابه وجود واحد زيك فى وسطنا.
استدار بجسده إليها وقال: والله أنا أجى بمزاجي ياحلوة..ثم أقترب منها وأمسك خصلاتها الطويلة وأكمل بحده:
– عارفة يافيروزة لو لسانك الحلو دا نطق بحرف قدام أهلك أننا مسافرناش ولا كنا فى شهر عسل هعمل فيكي ايه، وطبعاً أنتى مجربة جزء بسيط منه فبلاش أوريكي الوش التانى لان ساعتها مش هرحمك.
نظرت إليه بقوة قائلة: وأنا مش خايفة منك واللى عندك .
شدت على شعرها بقوة جعلها تتألم أكثر وقال بنبرة غاضبة: قسماً بالله لو مانفذتيش أى حرف من اللى بقولك عليه هيكون عقابك كبير.
ثم نظر إليها فأكمل بخبث قائلا:
– اممممم فكره بردو ممكن نوريكي جزء من العقاب وليه لا….فبدأ أن يقرب منها بلهفة وهو ينزع تلك المنامه الرقيقة دفعت بغضب قائلة ببكاء:
– لو سمحت يارائف متقربش حرام عليك جسمي كله لسه بيوجعني ومش مستحمله أى لمسه.
“رائف” بعيون مظلمة: أنتى مراتى ودا حقى أخده فى أى وقت فاهمه ولا تحبي أفهمك بطريقة تانية.
حدقت به “فيروزة” بخوف وذعر تخشى أن يضربها مرة أخرى فهى لن تتحمل هذا مجدداً، فأبتسم إليها بخبث وهو يقول: متخافيش مش هضربك هكون رحيم معاكى النهاردة لان مليش مزاج فخليكى هادية كدا معايا بدل ما أغير رأيى…ثم جذبها نحوه دون مقاومة منها هذة المرة فهى ليس لديها روح أو طاقة للمعافرة.
*****************************
فى حديقة القصر كانت تجلس “سهر” أمام حمام السباحة وكأن يجلس بجانبها “طارق” يراقبها بينما هى مازالت تأكل ولا تهتم بوجوده، أمسك الطبق منها وقال بضيق:
– حرام عليكي كفاية أكل خلصتي على مخزون الشهر كله ايه بلاعه.
رفعت حاجبها الأيسر ببرود: كنت دافع حاجة من جيب أبوك هات الطبق يازفت…ثم شدت الطبق من يديه لتكمل أكلها بشراسة.
حدق بها بصدمة قائلاً: أنتي لا يمكن تكوني بنادمه زينا ياشيخة أعتقى نفسك شوية…وبعدين هى البعيدة معندهاش دم ولا بتحس.
تركت الطبق من يديها قائلة بنفاذ صبر: عايز ايه يازفت مني .
طارق: ما هو البعيدة مش بتحس بس أعمل ايه أنتى مش ملاحظة أنى بقالى كتير سنجل بائس مش كدا.
سهر: أنت أهبل ياطارق ولا عندك خال أهبل.
ضربها بخفه على رأسها قائلاً: هو لسانك الطويل دا لو مسكتش هيجراله حاجة.
نظرت سهر إليه قائلة بهدوء: اه و هات من الأخر وقول عايز ايه.
رد عليه وهو يشير نحو ابن عمه “أدم” الذى كان يجلس بجانب خطيبته “سارة” يتغازل به: عايز أعمل زى اللى هناك دول.
استدارت تنظر نحوهم ثم التفتت إليه وقالت: طب وأنا مالى دول أتنين مجانين بيحبوا بعض وهيتجوزوا
وبعدين ماتروح تخطب زيهم هو حد قالك لا.
زفر بضيق فقال: هو حد قالك قبل كدا أنك متخلفه ومابتفهميش.
اردفت بثقة: كتير قالولى كدا لكني نحنُ لا نهتم بأراء الآخرون.
طارق: بصى بقا ومن الآخر عشان أنتى هتشليني أنا بحبك يامتخلفة وعايز أتجوزك ها قولتى ايه.
نظرت إليه بعدم استيعاب فقد الجمتها الصدمة، فجذبها من معصمها وهو يسير بها مبتعداً قليلاً ثم وقف تحت ظل تلك الشجرة وقام بإخراج علبة صغيرة من جيبه ووضعها فى يديها قائلاً: أنا عارف أنك مصدومة بس مش مهم المهم أنى قدرت أخد أول خطوة فى الموضوع دا وأعترفلك بحبى ليكى…والعلبة دى فيها خاتم لو أنتى بتحسى بنفس شعوري وبتحبيني وموافقة أن أحنا نتجوز البسي الخاتم دا ماشى هسيبك تفكرى براحتك خدى وقتك زى ما أنتى عايزة بس أعرفى يوم ما تلبسيه مش هتقلعيه تانى و هتبقى ملكى وعمرك ما هتبعدى عنى مهما حصل.
ثم قبلها على خديها برفق وذهب من أمامها…تحسست مكان القبلة بذهول قائلة: يانهار أسود هو أنا هتجوز المجنون ده …دا من عاشر المستحيلات.
********************************
أمام غرفة “لارين” وقف “معاذ” يعدل ملابسه بضربات قلب متسارعة وبنفس يعلوا ويهبض من كثرة تلك المشاعر الجياشة يشعر وكأنه شاب مراهق..طرق على الباب بخفة وبعد ثوانٍ فتحت له الأخرى ونظرت إليه بحياء فقال هو بتوتر: كنتى نايمة يالولو.
اردفت “لارين” بهدوء: لا صاحية فى حاجة ولا ايه يامعاذ.
مد يديه بعلبة كبيرة مغلفة واعطاه لها قائلاً: كنت معزوم برا مع صاحبي فاشتريت ليكي بيتزا لان عارف أنك بتعشقيها وكمان خليته يزود الجبنة زى ما بتحبيها ياست البنات.
أخذت منه بسعادة قائلة: دى علشاني أنا.
هز رأسه بالإيجاب فضمته سريعاً دون تردد ثم أبتعدت بخجل وقالت بضحكة بسيطة: بجد أنا فرحانه لان كنت جعانة فعلا ونفسى كانت رايحه ليها .
نظر إليه بتركيز وهو يراقب أفعالها وفرحتها التى اسعدته بشدة فقال: مكنتش أعرف أنك هتفرحى بالشكل دا لو كدا هجبلك بيتزا كل يوم عشان اشوف ضحكتك الجميلة دى اللى بتنور حياتي .
ثم أخرج لوح من الشوكولاته الغالية من سترته وأعطاه لها:
-وجبتلك دى كمان عشان تحلى بيها بعد ما تتعشى ياقمر .
بينما هى أتسعت عيناها بذهول فهتفت بسعادة غامرة وهى تلتقطها من بين يديه:
-أنت أكيد بتهزر دى من نوع اللى بحبه بجد أنا مش مصدقه.
تحدث “معاذ” بحب: اسيبك أنا دلوقتى ولو عوزتي أى حاجة كلميني وأنا عنيا ليكي ياست البنات.
نظرت إليه بعيون لامعه قائلة: بجد أنت أحسن معاذ فى الدنيا.
معاذ: تصبحي على غير ياقمري.
أبتسمت برقة: وأنت من أهل الجنة.
تحرك من أمامها فأغلقت الباب بخفة ثم أتكأت عليه بسعادة فهى تعشق أهتمامه الجميل بها تنفست بحب ثم أتجهت إلى مقعدها وبدأت بفتح الأكل.
*******************************
فى اليوم التالى كانت جالسة “نازلي” بشرفتها وهى تنظر إلى صورتها مع فيروزة بعيون دامعة فقالت بهمس:
– ماشى يافيروزة والله أول ما اشوفك قدامي لاضربك عشان تنسى أمك بالشكل ده وماتسأليش عنها.
قاطعها صوت رقيق من خلفها: وأهون عليكي ياست الكل دا أنا حتى بنتك البكرية.
ألتفتت خلفها وقالت بعدم تصديق: روزا .
أقتربت منها فضمتها نازلي بقوة إلى أحضانها شعرت “فيروزة” بألم فى جسدها لكنها لم تظهر ذلك حتى لا تقلق عليها والدتها، فقالت “نازلي” بعتاب:
– ينفع كدا هان عليكي أنى مشوفكيش لمدة شهر ونص وجوزك كل شوية يقولنا معلش أصلنا عرسان جداد وبنقض شهر العسل.
أبتعدت عنها ثم قبلت يديها وقالت بأعتذار: حقك عليا يا أمي ما أنتى عارفة رائف ما صدق يتجوزنى عشان يحقق غرضه.
نظرت إليها بأستغراب: غرضه قصدك ايه بالكلمة دى.
ابتسمت بوجع وقالت بكذب: قصدك أنه مصدق يتجوز اللى بيحبها وأن هى معاه.
نازلي: بجد يعني هو بيحبك وبيعملك كويس.
فيروزة: أه ياماما رائف كويس معايا وحتى مش بيزعلني.
أردفت “نازلي” بأرتياح: طب الحمدلله أنتى متعرفيش أنا كنت خايفة عليكي قد ايه أصل كنت بشوفك كل يوم فى الحلم وأنك دايماً زعلانه ولابسه أسود حتى اسألي ابوكى هيقولك أن معظم الأوقات كنت بقوم من النوم مفزوعة علشانك.
أردفت الأخرى بداخلها للدرجاتى كنتى حاسه ببنتك أنا فعلا كنت كل يوم بموت ومحدش كان عالم باللى بيجرالى كنتوا فاكرين أنى سافرت لكن أنا كنت موجودة هنا فى بلدي وبتعذب.
هزت والدتها كتفها بحنان قائلة: سرحتي فى ايه ياروزا أوعى يكون رائف وحشك.
فيروزة بهمس: وحش لما يلهفه ويخلصني منه البعيد.
نازلى: بتقولى ايه يابت مش سمعاكي.
فيروزة بإبتسامة: أبدا ياحبيبتي بقولك ايه ياأمى أنا هموت وأكل أى حاجة من ايدك الجميلة بجد وحشنى طبيخك وريحته الشهية اللى بتفتح النفس .
ضحكت “نازلي” بخفة: بعد الشر عليكي ياروحي من الموت هعملك كل اللى نفسك فيه دا أنتي تؤمري.
ضمتها “فيروزة” بسعادة: ربنا يخليكي ليا ياست الكل ومتحرمش من وجودك أبدا ياأمي وتفضلي دايما منورة حياتنا أنتى وجودك نعمة كبيرة…وبعدين صح مش كنتي بتقولى أنك أول ماتشوفيني هتضربيني.
مسدت على شعرها بحنان: قلبي عمره ما طوعني على ضربك أنتى بنتي ومفيش أم بتقدر تضرب عيالها حتى لو عملوا فيها ايه.
فيروزة: طب وحلفانك كدا هتصومي تلات أيام.
نازلى: تصدق صح أنتى لازم تضربي اه ما أنا مش هقدر أصوم…فقامت بضربها بخفة على كف يديها فقالت بحنان: كدا خلصين عشان متحسبش على الحلفان .
ضحكت “فيروزة” بخفة: ماشى يالوزة ويلا بقا أنا جوعانه كتيييير.
قرصتها من خدها بخفة قائلة بمرح: هو الواد كان مجوعك ولا ايه لما يجيلى بس هو صحيح فين مجاش معاكي ولا ايه.
تحدثت بنبرة حزينة قائلة: لا موجود أصله مش قادر يبعد عني وهيفضل ملازمني.
ثم أضافت بهمس داخلى:خايف لاقول على أفعاله الوسخه اللى بيعملها معايا بس أنا مش قادرة أتحمل كل القرف دا حاسه لو فضلت ساكته أكتر من كدا هموت لازم بأقرب فرصة اقول لبابا واللى يحصل يحصل.
ولجت إليهم “لارين” بابتسامة واسعة قائلة: أنتى متعرفيش كنتى وحشانى قد ايه والبيت حقيقي كان وحش أوى من غيرك ياروزا كنتى عاملة حس وروح حلوة لينا وللبيت بقولك ايه ما تطلقى واقعدى معانا أحسن بلا جواز بلا نيلة يعني خدوا ايه من الجواز غير مسح وترويق وطبخ وعسل مواعين وهدوم وتراب وقلة قيمة وبكرا لما تخلفى هيلطع عين اللى جبوكى وفى الأخر مش هتعجبى البيه ولو قصرتي معاه هيعمل من الحبه قبه فالأحسن تلحقى نفسك من دلوقتى وتخلعى.
دفعتها “نازلي” بكتفه وقالت بغضب : بس ياحيوانه عايزة اختك تطلق بعد جوازها بشهر ونص كويس أن رائف مسمعكيش.
لارين بلامبالاة: رائف مشى ياختي من شوية وقالي خلي اختك تبقى تكلمني على الفون.
ابتسمت “فيروزة” بسعادة قائلة: بجد مشى.
ضحكت “لارين” بخفة: شكلك ماصدقتى أنه خلع باين عليه كان كاتم على نفسك.
فيروزة: مش كدا أصل لو فضل هنا مش هيسبني وهيفضل لازق فيا .
نازلى بابتسامة: يابت بيحبك عشان كدا مش عايز يبعد عنك.
لاوت فمها وقالت بسخرية : اه بيحبني أوى ثم همست بصوت غير مسموع من كتر حبه فيا جسمي بقا عامل زي اللى داس عليه قطر صحيح اللى ميعرفش يقول عدس.
******************************
بعد ساعتين..
أخذت تتصفح هاتفها وهى تسير بمر القصر فأرتطمت بشئ صلب جعل توازنها يختل وكادت أن تسقط من أثره لكن منعها من السقوط تلك اليد القوية، تسارعت نبضات قلبها عندما رفعت عيناها الفيروزية تنظر إلى ذاك الشخص، فقالت بدهشة: مستحيل دا أنت.
أبتسم ثغره لتظهر تلك الغمازة على وجهه الجميل فقال:
– أنتى تانى يا فيروزتى والله صدفة حلوة بس بتعملى أيه هنا.
أجابته بارتباك من نظراته التي تخترقها قائلة: ده بيت أهلى أنت اللى بتعمل ايه هنا.
عمران: جاى فى شغل لسيادة اللواء.
فيروزة: جاى لبابا هو أنت بتشتغل معاه.
أجابها عمران بدهشة: هو اللواء عامر بيكون والدك.
أومأت رأسها بهدوء فأكمل هو: بجد مكنتش أعرف أنه عنده بنات بالجمال المميزة ده.
أرجعت شعرها الذهبي للخلف وقالت بصوت مهزوز وقلب نابض لا تعلم لما ينبض هكذا بوجوده:
– اممممم هو حضرتك قبلت بابا ولا لسه.
عمران: لسه .
فيروزة: امال واقف هنا ليه.
عمران: جتلى مكالمة مهمه عشان كدا اضطريت ابعد عن جوا واجى ارد هنا.
أردفت فيروزة بأبتسامة لطيفة: ماشى ياسيدي هسيبك أنا تروح تشوف بابا عن أذنك.
جاءت أن تذهب لكنه أمسك كفها الناعم قائلاً: ينفع لما أخلص مع سيادة اللواء نقعد نتكلم مع بعض شوية.
أبتعدت عنه بخجل: لو خلصت بدري معاه مفيش مشكلة.
بعد لحظات كانت جالسة بأحضان جدتها التى قالت بحنان: طمنيني عليكي مبسوطة مع جوزك ولا لأ.
أردفت “فيروزة” بتوهان: تقدرى تقولى أنى عايشة معاه عادى ياتيتا ولا مبسوطة ولا حزينة حاسة أن مفيش فيا روح.
الجدة بقلق: هو بيعملك وحش أو بيمد أيده عليكي.
كادت أن تنطق لكنها صمتت عندما تذكرت تهديده لها
فتحدثت بهدوء: أبدا هو كويس معايا المهم طمنيني عليكي انتي بتاخدى بالك من صحتك ولا بتطنشى .
الجدة: اه ياحبيبتي باخد بالى كويس وبعدين مرات أبني نازلي ربنا يبارك لها وفى صحتها ويرزقها الراحة والسعادة دايما مش مخلياني محتاجة أى حاجة وبتاخد بالها مني كويس.
فيروزة بابتسامة: أمي اصلا مفيش منها أتنين ربنا يباركلنا فيها.
اقترب منها أخيها “عمر” وقام بمسك خديها قائلاً بمرح:
– خدودك دى و لا خدود أرانب حلوة ومقلبظة.
ضربته على يديه قائلة بضيق:
– أبعد يارخم خدودى وجعتني وبعدين ما أنت عندك خدود مقلبظة زيي.
جلس بجانبها: بس مش حلوة زى اللى عندك وبعدين يابت ايه الحلاوة دى كلها جيباها منين .
اردفت الجدة بابتسامة مرحه: من أمك ياخفيف .
عمر :أمى تصدقى صح أساسا فيروزة الوحيدة اللى فينا تحسيها نسخة من ماما حتى لون عينياها نفس لون عين ماما مع أن المفروض أن أحنا نطلع شبهها عشان هى مخلفانى.
نظرت الجدة لفيروزة: والله فعلا اللى يشوف فيروزة يقول أنها نازلي الصغيرة واللى يشوفها يقول انها بنت نازلي بجد.
عمر: ينفع كدا خدى كل الجمال لوحدك ومسبتيش ليا شوية.
ضحكت روزا بخفة قائلة: عمر حبيبي أنت حصل لمخك حاجة بجد والله نفسي أدخل جوا دماغك دى وأعرف مين اللى لعبلك فيها.
عمر: يابنتي دى دماغ متكلفة اه وربنا مش محتاجة لحد يعني.
********************************
فى غرفة خالد وزوجته فكان الباب غرفتهم مفتوح قليلاً.
تحدث بغضب: عارفة يعني ايه اتقفلت منك يعني مهما عملتي او جبت حتة من السما مش هرجع تاني زي الأول معاكى ومش همشى ورا كلامك، مش عشان أنا وحش وقلبي إسود لأ ده عشان قبل ما أوصل للمرحلة دي إديتلك بدل الفرصة ألف وقولت هتتغير مع الزمن و إديتلك مبررات ما إديتهاش لنفسي وعديت ليكي مواقف ما تعديش وياما جيت على نفسي علشان خاطرك لكن متستهليش، هتفضلى طول عمرك أنسانه عندها نقص وقلبها أسود من جحيم جهنم، أنتى مش شايفة نفسك بقيتي عاملة ازاى أنا حاسس أني عايش مع شيطانه مش بنادمة.
نادية بضيق: أنت بتزعقلي كل دا عشان ايه ها عشان أخوك وعياله اللى ميستهلوش.
خالد: كفاية بقا حرام عليكي عايزة ايه من أخويا تانى مش كفاية اللى عملتيه زمان ابعدى بقا عنهم وسبيهم فى حالهم.
نادية بحقد: لا ياخالد مش هسيبهم أنا لازم أدمرهم وأخد منهم كل حاجة وأخلى عامر يموت بحسرته على عياله.
أمسكها من ذراعيها بقوة وقال بغضب: عارفة لو قربتي منهم يانادية والله لاقتلك.
دفعته بعيد عنها بعنف قائلة: دلوقتى هتعمل فيها راجل ياخويا وخايف عليهم مش كفاية عملتلك السوداء زمان بعد ما رميت البت فى الملجأ و اتفقنا أننا نجيب جثة طفلة بدلها وحرقنا الأوضة اللى فيها وبقت جثة مشوهة علشان محدش يتعرف عليها.
أسكتتها صفعته الدموية قائلاً : أخرسى وإياكى أسمعك بتقولى الكلام ده تاني بسببك أنتى رميت بنت أخويا فى الملجأ واشتركت معاكى فى الجريمة البشعة دى مش عارف أزاى أنا عملت كدا ومشيت وراء كلام حرمه بشعة زيك.
نادية بصوت عالٍ وغضب: دلوقتى بقيت أنا اللى وحشه لو أنت كنت راجل بصحيح وبتخاف على أخوك مكنتش سمعت كلام الحرمة دى لكن الكلام كان على هواك ياأستاذ وبعد دا كله روحت خدته وخليته يتبنا بنته قال ايه مهنش عليك أن هى تتربى فى ملجأ وبعيد عنكم بجد أنت أستاذ شاطر دا المفروض الشيطان يقوم يسقفلك على أفعالك الوسخة.
جلس على المقعد بتعب شديد وهو يقول: أنا فعلا أنسان حيوان ومش راجل عشان خليت أخويا وبنته يعانوا لحد دلوقتى أنا خليت أخويا لحد دلوقتى فاكر أن بنته ماتت لكن هى عايشة وسطنا وقدام عينيه.
قاطعهم صوت مصدوم ظهر من خلفهم: قصدك ايه بالكلام دا يعني كارما لسه عايشة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مذكرات فيروزة)
روعه تسلم ايدك