رواية مجدولين الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani
رواية مجدولين الجزء الخامس
رواية مجدولين البارت الخامس
رواية مجدولين الحلقة الخامسة
…… رمت مجدولين الهاتف من يدها ونظرت إلى أمها بحرقة وهي لا تدري ماذا تفعل .ولم تمض ربع ساعة حتى حضر سامر إلى المكان ووجد مجدولين في إحدى الزوايا وهي مذهولة ومحتارة يا لصعوبة هذا الموقف لا أحد إلا سامر الذي اقترب منها وقال لها: لابأس إهدئي من روعك أنا إلى جانبك الآن لست وحدك ..
قالت ماذا أفعل الآن لقد أبت إلا أن تغادر هذا العالم بسببي أنا وبسبب كلماتي أخبرني يا ساامر ماذا أفعل ؟
قال دعينا ندفن الجثة الآن …
فوقفت صارخة :كلا اريدها أن تبقى إلى جانب أنت لا تعرف أن أمي بارعة في التمثيل ولا بد أنها تمثل الآن ثم نظرت إلى أمها :اليس كذلك يا أمي هيا إستيقضي وكفاك تمثيلا
ولكن أنى للموتى أن يتحدثوا وكان سامر ينظر إليها بحزن وشفقة ويريد التخفيف عنها ولكنها كانت منهارة ..وبكت وبكت إلى أن وقعت أرضا فأخذها إلى المشفى بسرعة وكان هاتفه لا يتوقف عن الرنين فاصدقاؤه في المنزل كانوا بانتظاره ولم يرد إخبارهم بما حصل
وقد أخبره الطبيب أن المريضة تحتاج إلى أن تبقى في المشفى لمدة يومين لأن حالتها صعبة جدا وتتطلب العناية وعندما سأله عن صلة القرابة بينهما قال :إنها خطيبتي وأهلها مسافرون
فأجابه الطبيب أن الفتاة تعيش حالة سيئة جدا وطلب منه التعامل معها بحذر وبعد ذلك ذهب إلى منزل مجدولين وقام بدفن الجثة وخشي أن يراه أي أحد حتى لا يتهم بجريمة قتل
تلك الراقصة التي كان يحوم حولها الكثير من الناس دفنت وحدها ولم يحضر جنازتها حتى ابنتها ثم عاد سامر إلى المشفى واتصل بأصدقائه واعتذر منهم وأخبر أهله أنه مضطر للنوم خارج المنزل لأن صديقه قد تعرض لحادث مؤسف ويريد البقاء إلى جانبه
وبعد يومين خرجت مجدولين من المشفى وقد تمنت لو أن الموت أخذها وأراحها مما هي فيه وأول سؤال قامت بطرحه على سامر هو مكان قبر والدتها ثم ذهبت معه إلى هناك
وبدأت تعاتب أمها بحرقة .ثم نظرت إلى سامر وشكرته على حسن صنيعه وطلبت منه أن يعود إلى منزله فلا بد أن أهله يشعرون بالقلق تجاهه .فقال لها: لا بد وأن أذهب الآن وأنا أوقن أن وضعك النفسي ليس مستقرا .ما رأيك أن تذهبي وتنامي في إحدى الفنادق حتى لا تنامي وحيدة في المنزل ؟
سأنام الليلة هناك بلا شك ولا أعلم ما قد يخطر إلى بالي بعد ذلك لا تنسى أن الذكريات التي تخص أمي كلها موجودة هناك ولا بد أن أجد ما يرشدني إلى أبي
قال لم أفهم أليس والدك ميتا؟
قالت لا أعلم .لا أعلم أي شيئ أنا ضائعة
ورحل سامر من المكان ولكن تفكيره كله مع تلك الفتاة الغريبة التي يشعر إتجاهها بحنو ملفت وكان يتساءل دوما إن كان هذا ما يسمى الحب وهل سيتزوج يوما بفتاة في مثل وضع مجدولين وخاصة أنه يعرف عنها كل شيء
وماذا عن اعتقاداته حول الإنسانية هل هي مجرد كلام الجرائد أو ملام الفيسبوك بالفعل إنه اختبار واقعي لمعتقداته وأفضل أنواع الصدق هو الصدق مع النفس حتى لو اضطر أن يواجه المجتمع بأكمله وبكل الأحوال الظروف ليست مؤاتية لطرح مثل هذه المواضيع والمشاعر ..
أما مجدولين فعادت إلى المنزل وبدأت تتأمله والدموع سيدة الموقف ووقفت أمام النافذة لتراقب القمر وفجأة بدأ يدق باب المنزل بقوة وأحدهم يصرخ خارجا يريد الدخول
فهرعت مجدولين إلى الباب وراقبت من المنظار الداخلي وعلى ما يبدو أنه أحد الزبائن ويريد الدخول بقوة
فقالت له من خلف الباب بصوت مرتجف :ماذا تريد؟؟
أريد أن أرى أمك يا سيدة الحسن والجمال ؟؟
قالت ماذا تريد منها؟؟
قال أريد أن أصفي حسابي معها
قالت حسابكما في العالم الآخر لقد ماتت فارحل من هنا قبل أن أطلب لك الشرطة ..
قال أنت كاذبة البارحة كانت على قيد الحياة فما الذي يميت الثعابين ؟
قلت لك لقد ماتت ولا داعي لأن تقف كثيرا هنا لأني لن أفتح لك
وبدأ الزبون يتوعد يمينا ويسارا ويصرخ بأعلى صوته إلى أن مل من ذلك ورحل وهو يعد المسكينة بصباح أسود ..
فهمست مجدولين :سامحك الله يا أمي ماالذي يجبرني على تحمل هذه الإهانات الآن ؟
ثم دخلت إلى غرفة أمها ووجدت الصندوق الخاص بها على السرير.. ففتحته وتأملت صورة والدها جيدا وقالت لنفسها: أين أنت يا أبي أنت لا تعلم كم أنا بحاجة إليك
ووقعت عينها على ورقة داخل الصندوق مكتوبا فيها:
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مجدولين)