روايات

رواية متكئي ومسندي الفصل الخامس 5 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي الفصل الخامس 5 بقلم ولاء عمر

رواية متكئي ومسندي البارت الخامس

رواية متكئي ومسندي الجزء الخامس

متكئي ومسندي
متكئي ومسندي

رواية متكئي ومسندي الحلقة الخامسة

– مريم، مالك؟
– رقية، أنا شوفته.
– مين؟
حكيت ليها اللي حصل، جوايا خايف، ينفع أبين إني لا أبالي؟
قربت مني وقفت جنبي وقعدت تطبطب، مجرد حركة بسيطة، بس بالنسبة ليا مطمئنة لأبعد حد.
هو رجع، رجع يعمل الإجتماعات بتاعته تاني في الكافيه، الإحتكاك بيننا قليل، يمكن علشان اللي بيحبها، يمكن بيحجم ويقلل علاقته علشانها.
ليه الإنسان يعلق نفسه وقلبه وعقله بحاجات هو مش عارف هي نصيبه ولا لاء؟ ليه غاوي تعب نفسه ويحيرها؟ وكإن لو الدنيا سكتت دماغة بتحلف مية يمين ما هي سيباه في حاله.
بعدها بكام يوم
قعدت على ترابيزة على جنب وأنا سرحانة، قعدت جنبي بنت معاها طفل أقصاه أربع سنين.
– إزيك، أنتِ مريم صح؟
– ايوا.
إبتسامتها وسعت واتحولت لضحكة، مدت إيدها وهي بتقولي:- أنا سيدرا، توأم جاد، احنا أيوا مفيش بيننا شبه كبير بس إخوات بقى.
افتكرت إن هي نفس البنت اللي كان قاعد معاها ساعة لما سمعته .
سلمت عليها بلمحة من التوتر، وكمان رحبت بيها، جيبت ليها وللطفل اللي معاها عصير، بعدها خليته يدخل ركن الأطفال يلعب فيه، كان مستمتع.
– تعرفي؟ جاد أول مرة يتعلق بحد من بعدي، دي مش نرجسية مني والله، بس جاد عنده خوف من إنه يتساب، من إنه يعيش وحيد، من حاجات كتير.
– طيب وأنا إيه دخلي؟
– دخلك؟ أنتِ دخله، أنا ماصدقت إنه رجع يعيش من تاني، حاد عاش مطفي من ناحية الحب، بس شغوف في شغله وإنه يبقى له career، هو حبك وإتعلق بيكي، لقى فيكي دنيته اللي تاه عنها ومعرفش يرجع ليها.
دقات قلبي مع كل كلمة منها كانت بتزيد، يعني هو بيحبني بجد؟ يعني بيبادلني نفس الشعور؟ يعني أنا البنت اللي كان بيكلمها عنها؟
كملت كلامها:- حبيت أقولك الكلام دا علشان أنا مِصرة عليه إنه يسيب خوفه من كل حاجة ويركنها على جنب وييجي يطلب إيدك، هو قال لباباكي وجاي له الليلة، الحقيقة إنه ميعرفش بمقابلتنا دي، بس أنا كان لازم أقولك.
جاي لي؟ جاي يطلب إيدي؟ أنا دعيت في صلاتي كتير إنه ربنا يكتب لي الخير علشان كنت خايفة، دلوقتي قلبي متطمن إنه الخير ومرتاح.
مشيت وبعدها أنا دخلت المطبخ عند رقية، وقفت وأنا متوترة وعرقانة وبأخد نفسي بالعافية.
– كنتي بتجري علشان تبقى حالتك كدا يا بنتي؟
– يا رقية مش وقت قلشاتك بجد؛ أخته كانت هنا.
ردت وهي مش مستوعبة أنا بتكلم عن إيه أو في إيه أصلاً:- أخت مين؟
– جاد.
– هو مش يتيم؟
– توأمه، هي قالت كدا.
– طيب تخيلي لو طلعت مراته الأولى وجاية تخليكي تقتنعي بيع علشان معندهمش عيال؟
خبطتها بالطبق البلاستيك، أجل أجل لقد انقلبت الأدوار وأنا اللي خبطتها.
– يا ذكية، الطفل اللي دخلته في ركن الأطفال دا ابنها، وبتقولي عليا أنا اللي دماغي مليانة روايات ؟ اسكوتي، ما تتكلميش ،ولا أشوفك بتتخيلي تاني ماشي؟!!
ضحكت على عصبيتي وهي بتقول:- لاء واضح إنك مش واقعة خالص يا هانم.
وقفت أجهز المخبوزات وأنا بتكلم معاها، في مشاعر كتيرة عيشاها في نفس اللحظة، مابين حب، خوف، توتر، فرح، أمل، حياة، أُنس.
روحت البيت بدري علشان بابا رن عليا وطلب مني كدا.
كان قاعد هو وجاد في الصالة، نادى عليا.
– جاد جاي وطالب إيدك.
مكانش لوحده، كان معاه أخته وابنها وأعتقد الشاب التاني اللي معاهم دا جوز أخته.
دخلت جري على المطبخ، كانت ماما جوة بتصُب العصير في الكوبايات، قربت منها وأنا متوترة وبقول:
– إيه يا ماما دا؟ طيب حتى رنوا عليا قولوا لي قبلها، عرفوني!
– ما أنتِ بترفضي كل عرس، أنتِ من ناحية، وأبوكي من ناحية، قولت لاء بقى ما بدهاش، هحطك قدام الأمر الواقع.
– يا ماما!! يعني دا كلام؟ دا أنا حتى مش عاملة ماسك ينور لي وشي!
– خلينا في موضوعنا، الواد محترم وابن ناس يكفي إن أبوكي حابه وواثق فيه.
– يا ماما.
– مريم؛ خلاص، يلا ظبطي طرحتك.
– يا ماما طيب أنتو خدتوا رأيّ؟
– مش هنغصبك على حاجة ولا هنفرض عليكي حاجة، واضحكي وإفردي وشك، متسبقيش الأحداث وسلمي أمرك لله، ولو هو خير ليكي هتلاقي ربنا بيسهل وييسر ليكم كل حاجة .
إتنهدت وبعدها غمضت عيني وأنا بدعي من جوايا قلبي في سري إنه يكون الخير، مسكت الصينية وطلعت.
بعد القعدة المتعارف عليها اللي أنا كنت بسيح فيها من التوتر سابونا وبعدوا مسافة بحيث يكون في حرية للكلام شوية.
– إزيك.
– الحمد لله.
هما المفروض بيقولوا كدا صح، التوتر مخليني مش عارفه أجمع الكلام بجد، حاسة وكإني فقدت القدرة، أو زي اللي عنده مشكلة وبيتكلم بصعوبة.
إتكلم بنبرة هادية:- مريم، أنا كنت حد لا هو مؤمن بالحب ولا حد مش مؤمن بيه، كنت مؤمن بإن في حياتنا في شمس واحدة، قمر واحد، بس لما إكتشفتك كل المقاييس إتغيرت.
كلامه حلو، مطمئِن، هادي، مخلي الزحمة اللي في دماغي خفيفة، حاسة وكإني برقة الفراشة من مجرد كلمات بسيطة.
كمل كلامه:- أنا الحقيقة مش عارف أقول إيه؛ بس هستنى أسمع موافقتك من عمي بعدما تصلي إستخارة.
مشيوا، رنيت على رقية وحكيت ليها، كنت طايرة، حسيت وكإني طير وجناحاته بترفرف في كل الإتجاهات في السما وهو فرحان، أصريت عليها تيجي تبات معايا، صليت استخارة والحمد لله كان قلبي مرتاح.
كنا قاعدين بنسمع كارتون الأميرة والضفدع
– تعرفي يا بت يا مريم قصتك أنتِ وجاد شبه مين؟
– مين يا ست رقية؟
– الأميرة تيانا والأمير نيفين.
فهمت قصدها بس حبيت أسمع منها:- وضحي.
– هي كان حلمها تفتح مطعم وكانت بتحوش، كان حلم عمرها، حلم طفولتها، أمنيتها هي وباباها، وأنتِ دي أمنيتك من وإحنا في ثانوي، وهو ساعدك ووقف معاكي زيه، الأمير ساعدها إنها تفتح المطعم وتنجح وتتشهر، وجاد سادعك في إنك تحققي حلمك وتفتحكي الكافيه وساعدك في إنه يتشهر.
إبتسمت، هي معاها حق، هو يشبه للأمير فعلاً، gentleman ، حنين عارف ربنا، قلبي إرتاح بعد ما صليت الاستخارة يبقى ربنا يجعله خير فعلاً.
كملت رقية كلامها:- حبيت أقولك إن صلاة الاستخارة بتتصلى تلات مرات، بمعنى تلات ليالي، و ادي عدت أول ليلة.
نمنا وصحينا روحنا الكافيه، لقيت بوكيه ورد وجنبه شيكولاتات، كان البوكيه شكله حلو أوي الورد بتاعه لونه مائل للبني، ورقيق، ألوانه هادية ، كان جواه ورقة، فتحتها وكان مكتوب فيها
” عيونك بُنِي زي الأرض، بس مش بيطلع منهم ورد، بيطلع منهم حب”.
جات مسج في نفس الوقت ليا، فتحتها، كانت منه، مجملها كان:-
” أتمنى الهدية تعجبك، وأتمنى إحنا كمان نعجبك، أتمنى قلبك يرتاح بعد الاستخارة، أتمنى أمنياتي معاكي تكون حقيقة، ولا يفنى العمر إلا و الخيال حقيقة”.♡
عدت الأيام ووافقت، مكنتش حابة فكرة الزيطة والأغاني والاختلاط والذنوب، هو آه يوم في العمر بس إزاي أنا عايزة أبني بيت على طاعة الله وأبدأ حياتي وأنا بعصيه؟
– طيب أنا عندي فكرة، إحنا نكتب الكتاب ونعزم القريبين مننا، ونعمل سيشن حلو لينا كلنا، وبعدها أخدك ونسافر نتفسح بدال مصاريف القاعة.
– أنا متفقة مع كلامك.
من أفضل وأجمل الحاجات اللي بيرزَق بيها البني ادم إن ربنا يجعل من نصيبه شخص ناضج ومتفاهم، ومش مستهيف والأفكار بتاعتك، عارف ربنا وعارف الصح من الغلط، والحلال من الحرام.
– يا رقية، حاسة إني متوترة، مش قادرة أستوعب.
– أهدي يا حبيبتي، مش قادرة تستوعبي إيه بس، أنتو خلاص بتكتبوا الكتاب.
لحظات كتب الكتاب، توترها, الفرحة بتاعتها، الدموع اللي بتنزل، التشتت، دقات قلب السريعة المحببة، فستانه الجميل اللي كفيل يحسسني فعلاً إني أميرة، بلونه الكريمي والخمار اللي بنفس اللون بس ستان، والفستان فيه ورد، وكإني فعلاً أميرة، رقية وسيدرا مأكدين لي كدا، الحقيقة لسة معرفش رأي جاد.
مسكت القلم أمضي لما دخلوا الدفتر، توتر، رهبة، رعشة إيدي وأنا ماسكة القلم، عرقي اللي بمسحه بالمنديل، بصمت، يا الله، إزاي حصلت كل حاجة بسرعة، إزاي أنا جنبه دلوقتي وقاعدين كدا عادي وعارفين نضحك ونهزر ونتكلم.
مش عارفة أقول غير أنه سبحان الله؛ طلع بيتكلم ويضحك ويهزر ودمه خفيف.
– مريم كنت حابب أقولك، إني كنت حد مكانش قاصد يكتشف، أنا لا كنت ضد الحب أو معاه، أنا مؤمن جداً بإن الفصول الأربعة، هتفضل دايماً أربعة
وبإن شمس واحدة
وقمر واحد
وإن الفصول الأربعة دايماً أربعة
بس لما لقيتك اكتشفت إني لازم أضيف حاجات تاني،
فـ ضيفت فصل خامس جميل، بيجمع بين نسمات الليل بتاعة الصيف المحببة لقلبي، وأجواء الشتاء من مطر لتلج، للبس حلو دافئ، وجو معتدل يشبه لجو الربيع اللي بتتفح في الورود، والشجر بيطلع ورقه، و الخريف اللي هواه يشفي العليل، وورقة بيتساقط وكإنه زي الحزن اللي جوايا وكل حاجة سلبية بتمشي لما أقعد معاكي.
كنت فاكر الشمس بس هي المضيئة، طلع عندي شمس منورة قلبي، وقمر تربع عليه.
قرب مني وحضني، وكإن كل جوارحنا سكنت وسكتت لما بقينا مع بعض، حنت علينا الدنيا وادتنا وأخيراً حد نكمل معاه الرحلة.
” كانت الأرواح مشتته، لكنها تلاقت، بعد كل الكسرات والعثرات، وحن علينا العمر، وضحك لنا القدر هذه المرة ولم يبتسم فقط”.

تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية متكئي ومسندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى