رواية ما وراء الماضي الفصل العشرون 20 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت العشرون
رواية ما وراء الماضي الجزء العشرون
رواية ما وراء الماضي الحلقة العشرون
فى صباح يوم جديد استيقظت بتول من نومها واعتدلت على فراشها بأبتسامه ونظرت أمامها بدموع وقالت:
-ياااه يا وليد واحشتنى اوى انا فرحانه أن حلمت بيك النهاردة كان نفسي افضل نايمه ومصحاش من الحلم ده ابدا.
وفى ذلك الوقت سمعت صوت طرقات على الباب سمحت له بالدخول وارتسمت ابتسامه على شفتيها وقالت بنبره حنونه:
-صباح الخير يا حبيبى تعالى يا عدي.
اقترب منها وجلس بجوارها وأمسك يدها وقبلها بحب وقال:
-صباح النور يا ست الكل، أنا لاقيتك اتأخرتى فى النوم جيت اطمن عليكى واديكي علاجك.
ربتت على ظهره بحنو وقالت:
-ربنا يباركلى فيك يا حبيبى وميحرمنيش منك ولا من حنيتك عليا ابدا.
أستقام بجسده وأحضر الدواء لبتول وأعطاه لها ثم أعطاها المياه وقال:
-ربنا يجعله ليكي بالشفا يارب.
أخذته منه ووضعته بفمها وارتشفت من المياه عدة رشفات وأعطتها له و قالت:
-تعالى يا حبيبى عايزه اتكلم معاك كلمتين.
اومأ رأسه بالموافقه وجلس بجوارها ونظر لها بأهتمام وقال بتساءل:
-خير يا ماما عايزه تقولى ايه؟.
أمسكت يده ونظرت له نظره حنونه وقالت:
-مش ناوي تاخد خطوة بقى وتخطب نغم كفايه عليكم كده انت كنت رافض فكرة الجواز طول السنين اللى فاتت دى علشان خاطر نغم ضايعه والحمدلله اهى رجعت وبقت عروسة زى القمر، ودى أمنية ابوك وليد الله يرحمه كان نفسه يفرح بيك وبيها، شوف يوم نروح ليهم ونطلب ايديها وبالمره نطلب ايد حور لزين.
ارتسمت ابتسامه عاشقة على شفتيه وتكلم بسعادة:
-أنا بحلم باليوم ده من زمان اوى يا ماما ونفسي يجى اليوم اللى هيتقفل علينا باب واحد وتبقى من نصيبى، بس موت بابا وليد اجل الفكره دى من دماغي الفترة اللى فاتت، وفعلا أنا محتاج وجودها فى حياتى الايام دى اوى.
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت:
-خلاص يا حبيبى كلم ابوك واتفق مع عمك ايوب على ميعاد نروح نخطبها.
احتضنها بقوه وقال بسعادة:
-ربنا يخليكى لينا يا اطيب واحن قلب فى الدنيا دى كلها.
ربتت على ظهره بحنو وقالت بسعادة:
-ربنا يسعدكم ويفرح قلوبكم يا حبيبى يارب، يلا روح وانا جايه وراك احضركم الفطار.
ابتسم لها بحب واستقام بجسدة وخرج من الغرفه وتركها.
نظرت بتول إلى أثر عدى بحب ثم نظرت إلى الصوره الخاصه بوليد المتواجدة بالغرفه وقالت:
-كل حاجه كان نفسك تعملها فى حياتك هحققها ليك وانت مكانك يا حبيبى، ربنا يرحمك يا وليد.
أنهت كلامها ثم نهضت واتجهت إلى المرحاض.
………………………………………………….
دخلت قمر غرفة حور حتى تيقظها وجدت نغم تنام بجوارها وقفت أمام التخت تنظر لهم بسعاده كم تمنت أن ترى هذا المشهد منذ أن جاءت حور إلى الدنيا تراقصت دقات قلبها واقتربت منهم وربتت على كتف حور وقالت بصوت هامس.
-حور يا حبيبتى اصحي يلا يا حبيبة ماما.
فتحت حور عينيها بصعوبه ونظرت إلى والدتها بأبتسامه حزينه قائله:
-صباح الخير يا ماما
ثم نظرت بجوارها وجدت نغم غارقة بأحلامها ابتسمت بحب وقالت:
-نغم نامت هنا امبارح؟ أنا نمت محستش بحاجه وانا بتكلم معاها بحسبها بعد ما انام هتروح اوضتها معرفش أنها هتنام هنا جنبي.
ردت عليها بنبره حنونه وقالت:
-ربنا يخليكم لبعض يا حبيبتى وتفضلوا سند وقوة بعض.
فتحت نغم عينيها بأبتسامة وقالت:
-اللهم امين يا ام نغم صباحكم بيضحك يا قمراتى
ردت قمر عليها بأبتسامه حنونه:
-صباح النور يا قلبي.
نظرت نغم إلى حور وقالت بتساؤل:
-عامله ايه دلوقتى يا حور؟
نظرت إلى والدتها بحزن وقالت بصوت منكسر:
-الحمدلله يا نغم احسن دلوقتى.
نظرت قمر لهم بأستغراب وقالت بتساؤل:
-مالك يا حور، تعبانه ولا ايه؟
حركت نغم رأسها بالرفض وقالت:
-متقلقيش يا قمرى دول كانوا شوية صداع وراحوا لحالهم.
اومأت رأسها بتفهم وقالت:
-اااه الف سلامه عليكى يا حبيبتى، يلا قوموا اتحركوا، جهزوا نفسكم وانزلوا علشان تفطروا وتروحوا الشغل.
هبت نغم واقفه وقالت بتساؤل:
-هو بابا ايوب صحى ولا لسه نايم؟
تكلمت قمر سريعا وقالت بتوضيح:
-صحى يا حبيبتى من بدرى وسيبته يجهز علشان يفطر و يروح الشركه.
اومأت رأسها بتفهم وقالت:
-طيب أنا نازله عنده عايزه اتكلم معاه فى موضوع يخصنى.
ابتسمت لها بحنو وقالت:
-انزلى يا حبيبتى هتلاقيه فى اوضتنا.
تحركت سريعا من أمام قمر وهبطت إلى الاسفل واتجهت عند باب غرفة ايوب وطرقت عليه وسمعت صوته يأذن لها بالدخول فتحت الباب ودلفة إلى الداخل وقالت بأبتسامه:
-صباح الخير يا بابا ممكن اتكلم مع حضرتك كلمتين ؟
ابتسم لها ابتسامه حنونه وقال:
-طبعا يا حبيبتى تعالى اقعدى.
جلست على الأريكة بجوار ايوب وقالت بتوتر:
-ا ا انا جايه اتكلم مع حضرتك فى حاجه تخص حور.
نظر لها بقلق وتكلم سريعا وقال:
-مالها حور تعبانه ولا حاجه؟
حركت رأسها بالرفض وتكلمت بابتسامه هادئه:
-هو ده اللى جايه اتكلم فيه ليه على طول بتقسي عليها رغم خوفك وقلق عليها وحبك ليها اللى واضحين فى عيونك دول؟ هى حاسه انك بتكرهه والصراحه حضرتك كانت طريقة كلامك جافه اوى معاها امبارح وكذا موقف أحضره ما بينكم يحصل نفس الموضوع ده.
تنهد بأرتياح وتكلم بأبتسامة أبويه حنونه وقال:
-وهو فيه أب بيكره ضناه برضه يا نغم؟ الاب يقسي اوقات كتير يزعق يسمع كلام صعب، بس بيبقى اول واحد بيفرح بنجاحهم اول ايد تسند وقت ما يوقعوا ويساعدهم يوقفوا من اول وجديد ويحمي ضهرهم الاب الوحيد اللى بيبقى دايما عايز يشوف ولاده احسن منه الاب الوحيد اللى بيفضل باله مشغول بولاده حتى وهما كبار وليهم بيوتهم الاب الوحيد اللى مستعد يضحى بعمره كله علشان يحمى ولاده، انا إذا كنت بقسي عليها دلوقتى ده لمصلحتها يا نغم بعمل كده علشان انشف عضمها وتقدر تستحمل قسوة السوق و تحارب معاهم بقلب جامد، انا ببقى فرحان اوى وقلبى بيرقص لما بلاقيها ناجحه فى حاجه واسم حور ايوب ليه علامه وسط اتخنها شنب ببقى فخور جدا بيها وانا شايف نضجها فى الشغل بيكبر كل يوم عن اليوم اللى قبله، أنا عارف أن قسوتي عليها صعبه وأنها شيفانى اب مفترى ومبيحبهاش بس هتعرف قيمة كل اللى بعمله معاها ده بعدين.
كانت تستمع كلماته وقلبها ينزف بقهره عن حرمنها من حب الاب وعطفه تذكرت معاملة والدها لها وهى طفله، اخذت نفس عميق حتى تهدأ ولا يشعر بوجعها أحد ابتسمت له وقالت بصوت مختنق:
-أنا قولتلها الكلام ده امبارح والله، بس صعبت عليا لأنها كانت منهارة، وليا رجاء شخصي عند حضرتك حاول تبقى اهدأ من كده معاها حاول تخدها بالمسايسه صدقنى كل حاجه ليها علاج فى الدنيا دى الا اللى قلبها مكسور من قسوة أهلها، بتعيش العقدة فى قلبها ولا ملايين الدنيا هتقدر تنسي الوجع ده وهتفضل نقطه سوده فى حياتها.
شعر ايوب بوجع نغم وتذكر كلام قمر على معاملة مروان لها وهى طفله اقترب منها واحاطها بذراعه وابتسم لها ابتسامه حنونه وقال:
-انتوا اكبر نعمه ربنا رزقني بيها وانا عايش علشان اشوفكم احسن وأعظم ناس فى الدنيا وبعمل ما فى وسع علشانكم علشان كده مش عايز اشوف نظرة الكسره والحزن اللى فى عيونك دى يا نغم، فاهمه.
ابتسمت له بأمتنان وقالت:
-حاضر، انت فعلا اطيب واجمل اب فى الدنيا ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك ابدا يارب.
ثم وقفت وقالت بترجى.
-أنا هروح اجهز دلوقتى وعلشان خاطرى طيب خاطر حور بكلمتين.
اومأ رأسه بأبتسامه وقال:
-ماشى يا حبيبتى روحى.
خرجت نغم من عند أيوب وصعدت غرفتها وبدات تجهز نفسها لذهاب إلى الشركه.
وبعد وقت اجتمعوا حول طاولة الطعام وبدأوا يتناولوا فى صمت. نظرت نغم إلى ايوب بترجى أن يفعل كما طلبت منه.
تنحنح ايوب برجولية وقال بنبره جادة:
-حور، أنا واثق فى كلامك بتاع امبارح ومقصدش اقل منك يا بنتى، بس انا عايز افهمك أن بحكم تجاربي فى الحياة ووجودى فى السوق ليا نظره مستقبليه شايف اللى انتى مش هتقدرى تشوفيه دلوقتى الحياة العمليه تجارب ومكسب وخسارة ولازم نتعلم من خسارتنا ويكون دافع لينا ونقوي ونرجع اقوى من الاول، شوفي زين ابن عمك ماشاءالله قدر يفهم دماغى وصل لنضج التجارى فى سنه الصغير ده لانه كان حابب يتعلم كل كبيره وصغيره من صغره وهو اخدنى قدوته وصمم أنه يبقى زى فى يوم من الايام وحقق حلمه قسيت عليه كتير اوى وكنت بدوس عليه فى الشغل لدرجة الناس كانت بتنتقدنى وزعلانه علشانه بس هو لا، كان فرحان أن بعمل معاه كده كان بيضغط على نفسه علشان يثبتلى أنه قد المسؤوليه ودلوقتى أنا فخور جدا باللى وصل ليه زين ومتأكد أنه فى فترة صغيره جدا هيقدر ينقل الشركه بتاعتهم فى حته تانيه خالص ومش ببالغ لو قولتلك أنه هيوصلها للعالميه، أنا بشوف نفسي فيه ومتوقع منه كتير اوى فى اللى جاى، علشان كده مش عايزك تزعلى منى وتفتكرى أن بعمل كده علشان بكرهك وحطك فى دماغى ومستقصدك، أنا عايزك احسن منى مليون مره وتعرفى أن بحبك انتى وأخواتك زى بعض وعمرى ما فرقت ولا هفرق ما بينكم وربنا يقدرني واقدم رسالتى معاكم على اكمل وجه.
كانت حور تستمع كلمات والدها والدموع تنهمر من عينيها كانت فخوره به جدا وشعرت بتأنيب الضمير لما كانت تفكر به اتجاهه اعتقاد منها أنه يكرهها، وعندما أنهى ايوب كلماته نهضت سريعا وارتمت داخل أحضانه وامسكت يده وقبلتها بحب وقالت بأسف.
-أنا اسفه يا بابا مقصدش ازعلك منى والله ووعد منى هكون زى ما انت عايز واحسن كمان وهخليك تفتخر بيا وتقول دى بنتى حور ايوب.
ربت على ظهرها بحنو وقال:
-ربنا يباركلى فيكى انتى وأخواتك واشوفكم فى اعلى المراكز واسلمكم بأيدي لرجالتكم يارب.
تكلم زياد بمرح وقال ببكاء مزيف:
-لا لا لا مش مصدق نفسي هيجى اليوم اللى تسلمنى لعريسي وتفرح بيا يارب قرب البعيد يارب.
تعالت ضحكات قمر ونغم وحور على كلمات زياد.
نظر له بغضب وقال بتهكم.
-ما تسترجل يالا وبلاش شغل المياعه ده
وهو يضع الطعام بفمه قال:
-لاااا حاسب يا ايوب أنا راجل اوى واعجبك اياكش بس القفشه هى اللى بتحكم الواحد فى أوقات غلط.
حرك رأسه بعدم رضا وقال:
-لله الأمر من قبل ومن بعد، من كتر ما عيبت على عمك معاذ طلعت شبه فى الهيافه.
تكلم زياد بطريقه كوميديه وقال:
-شوف يا اخى الصدف لسه ماما كانت بتقولى أن طالع اهطل ليه.
اتسعت عين قمر بصدمه وقالت:
-أنا!! يا ابن الكدابه.
زياد بيحاول كبت ضحكاته قال:
-ايوه انتى يا قمرى حتى قولتيلى اوعى تقول لابوك علشان هينفخنى وانا مش حمل نفخ كفايه النفخه اللى شيفاها معاه.
كانت تستمع كلماته الكاذبه بذهول وصدمه وتكلمت بغضب:
-اه يا ابن ال بقي أنا اللى قولت كده؟
تكلم ايوب بثقه وقال:
-بقى امك هتقولك كده وهتقولك ابوك هينفخنى وهو نافخنى.
اومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-وحياة ام خالد حصل يا بوب واديلوا أدى بقي.
وفى ذلك الوقت شعر بألم اثر المعلقه الملقى من يد ايوب على رأسه بنفاذ صبر، تكلم زياد بألم وقال:
-اااه يا بوب دماغى، حرام عليك فتحت دماغى هات بقى الفايه علشان اروح اخيطها.
مالت قمر بجسدها والتقطت الحذاء البيتي وقالت بتوعد:
-من عينيا يا روح امك هديك اللى انت عايزه.
عندما رأى زياد الحذاء هب واقفا سريعا وركض إلى الخارج وقال:
-طيب يا جماعه عن اذنكم بقى علشان عندى محاضرات كتير، عنيفه اوى انتى يا ست الحبايب، يااااارب انت عارف بقى اللى فى قلبى.
قال كلمته الاخيره وخرج من الباب واغلقه خلفه.
نظروا جميعا إلى أثره وتعالت ضحكاتهم على أفعال هذا المختل معهم.
………………………………………………….
عند ريان….
كان يجلس على مقعده المتحرك داخل غرفته وسمع صوت طرقات على الباب إذن لطارق بالدخول وانفتح الباب ودلفة ابنته رهف بأبتسامتها الهادئه الجميله وقالت.
-صباح الخير يا بابا.
ابتسم لها بحنو وتكلم بنبره هادئه:
-صباح النور يا قلب ابوكى، تعالى يا حبيبتى اقعدى وطمنينى على احوالك وعامله ايه فى الشركه.
جلست أمامه على الأريكة وامسكت يده بابتسامه وقالت:
-أنا تمام وكل حاجه فى الشغل زى الفل مش ناقصه غير نزولك تانى فيها الشركه وحشه اوى من غيرك يا بابا.
نظر أمامه بحزن شديد وحرك يده على قدميه وقال بوجع:
-ازاى بس يا بنتى وانا مشلول وقاعد على كرسي متحرك وجودى هيكون زى قلته.
حركت رأسها سريعا وقالت بنبره هادئه:
-لا ايه ده يا ابو عدي مش اخده عليك وانت ضعيف كده فين ريان القوى اللى عنده إراده و عزيمه ده انا اتعلمت الاصرار منك يا بابا.
فرت دمعه منه وقال بصوت منكسر:
-مش هقدر استحمل شفقه من حد يا بنتى بعد ما كنت بروح هنا واجى هنا واتحرك بحريه هبقى محبوس فى مكتبى ومحتاج اللى يساعدنى، على ايه خلينى هنا فى أوضى قافل على نفسي لا حد يشوفنى ولا اشوف حد.
حركت رهف أصابعها وازالة دمعته من على وجينته وتكلمت بحزن وقالت:
-ليه يا بابا مش ريان اللى حاجه زى دى تكسره وبعدين قعدتك على الكرسي دى حاجه مؤقته عمو ايوب بيتفق مع الدكاتره بره علشان يقربوا ميعاد العمليه شوية وان شاءالله هتعملها وهتبقى زى الفل.
ابتسم بوجع وقال :
-أن شاءالله يا بنتى، بقولك يا رهف عايز اطلب منك طلب.
نظرت له بأستغراب وقالت بتساؤل:
-اتفضل يا بابا ايه هو الطلب ؟!
نظر لها بتوتر وقال…….
………………………………………………….
جلست اسيل واميره وانس حول طاولة الطعام وبدأوا يتناولوا فى سعادة وتكلمت اميره وقالت:
-مامي هى عمتو دنيا جايه امته تانى.
نظرت لها بأستغراب وقالت بتساؤل:
-مش عارفه يا بنتى، بس بتسألى ليه؟
تنحنحت بتوتر وقالت:
-ها و و ولا حاجه بسأل عادى علشان واحشتنى.
ابتسمت اسيل على توتر ابنتها وقالت:
-هبقى اكلمها تيجى تقعد معانا شويه.
اومأت رأسها بخجل عندما شعرت أن والدتها فهمت عليها وقالت:
-م م ماشى أنا هروح الجامعه بقى باى.
خرجت تركض وصعدت سيارتها وقبل أن تتحرك بها سمعت صوت فريد ابن دنيا الأصغر وهو ينادى عليها قائلا:
-اميرة يا اميره استنى.
ابتلعت ريقها بصعوبه وترجلت من السياره بتوتر وقالت:
-ف ف فريد عامل ايه؟
ابتسم لها ابتسامته الساحره التى تخطف القلوب قائلا بنبره رجوليه:
-الحمدالله أنا قولت اجى الحقك قبل ما تروحي على الجامعه.
نظرت له بعدم فهم وقالت:
-ها ت ت تلحقنى ليه فيه حاجه؟
اومأ رأسه بالتأكيد وقال.
-اممم فيه كلام عايزه اقوله ليكى بس مش هينفع هنا تعالى نقعد فى اى مكان نتكلم فيه براحتنا.
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت:
-م م ماشى اركب معايا
وقبل أن تصعد أميرة أمام المقود امسك فريد ذراعها وقال:
-لا اركبى انتى الجنب التانى أنا اللى هسوق.
اومأت رأسها بالموافقه وتحركت الاتجاه الآخر وصعدت على المقعد الامامى.
صعد فريد أمام المقود وأدار السياره ونظر إلى أميرة بأبتسامه وقال بتساؤل:
-ها نروح على فين؟
تكلمت بتلعثم وقالت:
-ا ا اتحرك و و وانا هقولك تمشى ازاى.
تحرك بالسياره مسرعا واتجه بها إلى إحدى الكافيهات.
نظر انس إلى اسيل وتكلم بتوتر وقال:
-ماما أنا عايز اسألك سؤال بس تجاوبينى بصراحه.
نظرت له بأستغراب واومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-اسأل يا حبيبى.
اغلق عينه حتى يهدأ قليلا وقال بتساؤل.
-هو انتى اتعرفتى على بابا ازاى؟!
اتسعت عين اسيل بصدمه والكلام وقف فى حلقها تنحنحت بتوتر وقالت:
-ها ب ب بتسأل ليه يا انس ؟
تكلم بصوت مختنق وقال:
-فضول مش اكتر.
أخذت نفس عميق وتكلمت بصوت حزين وقالت:
-ع ع عادى عرفته عن طريق عمك ايوب.
نظر لها بحزن وقال بصوت مختنق:
-اه قصدك لما روحتى معاه الشقه يوم الحفله.
كدلو من الماء انصب فوق رأسها الكلام وقف بحلقها وقالت بصوت مهزوز:
-ها ش ش شقة ايه دى اللى بتقول عليها أنا مش فاهمه حاجه.
تكلم بصوت شبه غاضب:
-علشان جوزك بيعايرنى أن جيت من علاقه ما بينكم قبل الجواز بيعايرنى على أني غلطه كلفته أن يعيش معاكى طول السنين دى غصب بيعايرنى بيكى.
كانت تستمع كلماته بدموع وتكلمت بصعوبه.
-حقك عليا يا ابنى غصب عنى والله وقتها كنت صغيره وفيه مشاكل كتير جدا فى حياتى يومها شربت كتير. محستش بنفسي غير تانى يوم وانا نايمه فى حضن راجل معرفهوش، ازاى وأمته وليه معرفش ايه اللى حصل وبعدها بفترة صغيره اتعلقت بي وبقينا نتقابل فى الشقه وقت ما اعرف ازوغ من ريان وفى يوم اغمي عليا وكشفت عليا مني مرات ريان، قالتله أن حامل وقتها الدنيا اتقلبت وصمموا أن ابوك يتجوزني علشان الفضيحه، وقتها كان عامر بيعاملنى وحش اوى، ولما جيت انت قررنا أننا نفتح صفحه جديد ونربيك تربيه كويسه، بس جدتك حلفت ما تخلينى اعيش مبسوطه ابدا كل ما تشوف وشي تسمعنى كلام زى الزفت زى ما انت عارف، بس هى دى كل الحكايه سامحنى يا ابنى لو اعرف أن هكون وسمت عار ليك فى الكبر كنت غيرت حاجات كتير اوى زمان سامحني يا حبيبى .
أنهت كلامها. ظلت تبكى بغزاره.
اخذها داخل أحضانه وربت على ظهرها بحنو وتكلم بنبره مختنقه وقال:
-انتى شرف لأى حد يا أمي انا اللى وجعنى طريقة كلام بابا عليكى صعبه عليا لما اسمعه يقول عليكى كده كان هاين عليا اقتله وقتها بس للاسف مش هقدر لانه ابويا مهما حصل.
تمسكت به بقوه وقالت بأسف:
-أنا اسفه يا ابنى اسفه أن مكنتش الام اللى تفتخر بيها اسفه أن مخترتش ليك الاب اللى تفتخر بي اسفه لأن حياتنا وغلطنا القديم وجعك دلوقتى لو اعرف أن مع الوقت هنندم على أفعالنا مكنتش عملتها وبقيت شخصيه تانيه تفتخر بيها انت واختك يا انس.
قبل رأسها بحب وقال بصوت مختنق:
-متتأسفيش يا ماما ابوس ايدك انا مش هقدر اشوف كسرتك دى كفايه تعبك معانا لحد ما كبرتينا محدش معصوم من الغلط وانتى مع اول فرصه بجد جاتلك اتغيرتي عملتى كل حاجه علشان تبقى ام عظيمه ولاخر نفس فيا هحبك واحترمك واحطك تاج فوق راسي يا اجمل الناس فى الدنيا دى.
نظرت له بفخر وقالت من بين دموعها:
-ده انا اللى محظوظه بجد أن ربنا عوضنى بأجمل اتنين فى الدنيا انت واختك ربنا يفرحنى بيكم واشوفكم اسعد الناس يارب، يلا يا حبيبى روح شغلك علشان متتأخرش.
أستقام بجسده وقبل رأس والدته وقال:
-خلى بالك على نفسك يا ماما لو محتاجه حاجه اتصلي بيا اجبهالك وانا جاى.
أنهى كلامه وخرج صعد سيارته وتحرك بها إلى العمل.
………………………………………………….
بالفيلا الخاصه بعامر…
استيقظ من نومه على صوت دنيا الغاضب فتح عينه بصعوبه وزفر بضيق وقال بنفاذ صبر:
-يا صباح يا عليم يا رزاق يا كريم، مش هنخلص بقى من زنك كل شويه، هتغورى امته وترجعى مكان ما جيتي.
عقدة ذراعيها على صدرها وقالت:
-قاعده على قلبك لحد ما يتصلح حالك وتبعد عن السكه القرف اللى ماشي فيها دى، وتنتبه لمراتك وعيالك، اللى رميهم دول.
اعتدل على فراشه بغضب ونظر لها وتكلم بتحذير.
-اقسم بالله كلمه تانى لكون مكسرك صف سنانك غوري يا بت جتك القرف.
وفى ذلك الوقت سمع صوت معاذ الغاضب.
-ما تحترم سنك يا اخى ده أحنا الأصغر منك منقدرش نعمل ربع أفعالك دى فكر فى ابنك ومنظره قصاد الناس فكر فى بنتك لما ربنا يرزقها بأبن الحلال فكر وقتها ايه مصيرها لما يعرفوا أن ابوها سكري بتاع نسوان اااايه انت طول عمرك زباله بس الواحد كان عشمان فى ربنا انك تتغير مع الزمن بس للاسف بقيت ازبل من الاول.
نهض بغضب وأمسك معاذ من تلبيبه وتكلم بتحذير.
-وممكن كمان ادفنك مكانك لو محترمتش نفسك، انتوا مالكم بيا دى حياتى وانا حر فيها اعمل اللى انا عايزه محدش ليه عندى حاجه فاهمين .
دفعه معاذ بقوه أبعده عنه وتكلم بغضب:
-لا لينا لما يبقى اللى بتعمله ده يأثر على سمعتنا احنا وأولادنا يبقى لينا لما نشوفك ماشى فى طريق غلط وبدوس على مراتك وأولادك يبقى لينا انت اخونا وكل فعل بتعمله بيأثر على حياتنا احنا.
ابتسم بتهكم وقال بصوت غاضب:
-قولوا بقى انكم خايفين على سمعتكم اصل مش فى يوم وليله هتحبونى كده وتخافوا عليا، انتوا طول عمركم بتكرهوني وبتحبوا اخوكم التانى بتهزقونى وتحترموا اخوكم التانى شايفنى واحد زباله وبتفتخروا بالتاني، عموما دى حياتى واعمل فيها اللى انا عايزه وانتوا ابقوا اتبروا مني وانكروا أن انا اخوكم، ويلا بقى من غير مطرود عايز اجهز علشان اروح شغلي.
كان ايوب يستمع كلماته وهو يقف على الباب وعاقد ذراعيه على صدره وتكلم بنفاذ صبر.
-ايه السواد ده كله اللى فى قلبك ليا ده يا ابنى لسه زى ما انت بعد السنين دى كلها متغيرتش، ده أنا عملت ما فى وسعي علشان اغيرك واحببك فيا، طيب قولى اعملك ايه تانى علشان الكره اللى فى قلبك ليا ده يتشال رد عليا، لو اللى بتعمله فى حياتك ده قصد علشان تسوء سمعتى أنا، يبقى متحاولش لأن عمرك ما هتعرف تعمل كده لان بأختصار معروف أن فى كل شجرة عيله جزع فاسد غير الباقين وده بقى بيبقى ناتج عن غيره وحقد وممكن سواد أو حتى شيطانه مسيطر عليه، انت بس وسمة عار فى حياة مراتك واولادك هما دول اللى هيتأذوا بجد من افعالك، فوق يا عامر قبل فوات الاوان فوق وانتبه لحياتك ولام ولادك، شوف ريان ووليد واتعظ منهم واحد فى يوم وليله فارق الحياة والتانى قاعد على كرسي متحرك بعد ما كان منتشر فى كل مكان الدنيا مش مضمونه، ولو النهارده اديتك وشها فى ثانيه هتكون مدياك ضهرها.
أنهى كلامه ونظر إلى دنيا ومعاذ وخرجوا الثلاثه من الغرفه وتركوا بمفرده.
انتابه حاله من الهرج وبدأ يفقد أعصابه ويكسر كل شئ أمامه حتى شعر بانفاسه تقطعت جلس على الأرض وظل يصرخ بدموع.
………………………………………………….
وصل عدي نغم إلى الشركه ووقف بسيارته أمامها نظر إليها بحب وقال:
-حبيبتى أنا هكلم عمو ايوب علشان نيجى نطلب ايدك خلاص مش قادر استحمل بعدك عنى اكتر من كده كفايه السنين اللى عشتيها بعيد عني.
نظرت له بدموع وقالت بصوت مختنق:
-أنا خايفه تندم بعد كده يا عدي انا اتربيت فى بيئه قذره غير البيئه بتاعتك خايفه ده يعمل فرق ما بينا بعد الجواز.
امسك يدها بضيق وقبلها بحب وقال:
-حسك عينك تقولى الكلام ده يا نغم انتى حبيبتى وخطيبتى وهتبقى مراتى وكل ما ليا انا واثق انك عمرك ما عملتى ولا هتعملي حاجه غلط واثق أن مهما كان البيئه اللى اتربيتى فيها زمان إلا أن البذره اللى انا ذرعتها جواكي من واحنا صغير اديتك دافع انك تحافظى على نفسك وتفضلي بنوتى البريئه، أنا هندم فعلا بس هندم لو مبقتيش فى حضنى فى اقرب وقت انا مستحيل ابقى لأى حد تانى غيرك وانتى مستحيل تبقى لأى حد غيرى، أنا بعشقك يا نغم.
ابتسمت له بحب وتكلمت من بين شهقاتها.
-وانا بموت فيك والله العظيم بحبك بطريقه مجنونه مهوسه بكل حاجه فيك بس خوفي من انك ممكن تتغير معايا وتكرهنى فى يوم من الايام منغصه عليا حياتى وتعبانى اوى يا عدي، انت لو بعد عني فى يوم من الأيام هيكون موتي فاهم.
كوب عدي وجهها بين يديه ونظر لها بعينيها وقال:
-لو الاب يقدر يكره بنته عمري ما هقدر اكرهك انتي بنوتى اللى عيشنا مع بعض اجمل ايام طفولتنا قبل ما تتسرق مننا فرحتنا ولو الزمن عاد نفسه هفضل احبك تاني وتالت ورابع وهستناكى لاخر نفس فيا اياكي تقولى الكلام ده تانى يا عمرى اللى راح وعمري اللى جاي.
تراقصت دقات قلبها بسعادة ونظرت إلى عينه بحب وقالت:
-بعشقك ومش عايزه حاجه من الدنيا غير وجودك جنبي.
اقترب من وجينتها وقبلها بحب وابتسم لها وقال:
-دى حاجه بسيطه لحد ما ربنا يكرمنا ويتقفل علينا باب واحد.
احمرت وجينتها من شدة الخجل ودفعته بقوه وتكلمت بضيق.
-والله العظيم انت غلس وقليل الادب، حسك عينك تعملها تانى فاهم.
أنهت كلامها وترجلت من السياره سريعاً.
تعالت ضحكاته على انفعالها المحبب لقلبه وظل يتابعها حتى دلفة إلى داخل الشركه وأدار السياره وتحرك بها.
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)