رواية ما وراء الماضي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت السادس والعشرون
رواية ما وراء الماضي الجزء السادس والعشرون
رواية ما وراء الماضي الحلقة السادسة والعشرون
فى مكان آخر تسطح محروس على تخته الفخم بغرفته فى إحدى القصور وتعالت ضحكاته الشيطانية قائلا بتوعد:
-اصبروا عليا بس تهدا الأمور شويه وهعرفكم مين هو محروس و هشرب من دمكم واحد واحد.
أنهى كلامه وظل تتعالى ضحكاته وتتردد بالمكان نظر حوله بأرتياح وأمسك سيجار من افخم انواع الكوبى واشعله وظل يفكر بطرق عديده لبدأ خطت انتقامه فى القريب العاجل.
وفى ذلك الوقت انفتح الباب ودلف عليه سيف بأبتسامه هادئه قائلا:
-نورت قصر ابنك يا بابا من زمان اوى وانا بحلم باليوم اللى هتعيش معايا فيه.
اعتدل على فراشه ونظر له بانتصار وقال:
-طلعت ابن ابوك بجد ونفذت وعدك ليا وخرجتنى من المكان اللى كنت فيه بكل سهوله.
جلس بجواره وقال بتوعد:
-ولسه هتفتخر بيا بجد لما احرق قلبهم على كل عزيز ليهم.
ربت على كتفه وقال بابتسامه شر:
-راجل من ضهر راجل رغم أن كنت رافض وجودك من الاول بس بعد كده عرفت انك عزوتى وضهري بس امك وقتها راحت اتجوزت شريف السيوفي ده بعد ما اوهمته انها حامل منه من الليلة اللى قضاها معاها ده من احسن الزباين عندى فى الشقه وامك كانت حلوه وعليها الطلب وشريف ده لما شافها ريل عليها وبعد ما انت جيت بكام سنه مات وكل أملاكه بقت بأسمك انت بما أنه ملوش ولاد غيرك ومن وقتها انت قصاد الناس كلها ابن شريف السيوفي حتى هو كان مفكر كده إنما الحقيقه انت ابنى أنا سيف محروس.
ابتسم له بشر وقال بتوعد:
-وغلاوتك عندى كل من كان ليه يد فى حبسك هدفعه التمن غالى اوى خليك انت هنا واتفرج على اللى هيعمله ابنك من بعيد وافتخر انك جيبت راجل بجد.
تمدت محروس على فراشه بسعاده وقال:
-ياااااه الواحد ضهره اتكسر من نومة السجن هنام شوية ولما اصحى نتكلم مع بعض كتير واقولك هنبدأ بمين.
اومأ رأسه بالموافقه واستقام بجسده وتحرك إلى الخارج وأغلق الباب خلفه اتجه إلى غرفته وتسطح على تخته وأمسك الهاتف الخاص به وأجرى اتصالا وانتظر الرد ثواني معدودة وسمع صوت حور تقول له:
-السلام عليكم مين معايا؟
رد عليها بصوت هامس وقال:
-لا انا ازعل منك اوى كده ازاى مش مسجله رقمي يا حوري.
تكلمت بغضب شديد وقالت:
-انت!! متصل بيا ليه كام مره اقولك ملكش دعوة بيا ابعد عن طريق يا بارد ده انت واحد معندكش دم بجد.
-تعالت ضحكاته وتكلم بصعوبه :
-عسل وربنا بس مش هاخد على كلامك دلوقتى عارف انك زعلانه بسبب اللى عمله معاكى زين من شويه بس تصدقى طلعتى عبيطه يعنى كنتى اديله قلمين تلاته واحد قليل اوى عليه ده بنى أدم شكاك وصلت معاه أنه يصورك وانتى فى حضنى ويفرج صورنا لكل لا يا حورى مش ده اللى يستهلك انتى عايزه راجل بجد يصونك ويحفظك اصلك جوهرة غاليه اوى ومحتاجه اللى يقدرك.
كانت تستمع لكلماته بصدمه ابتلعت ريقها بصعوبه وتكلمت بصوت مرتعش:
-ا ا انت عرفت كل ده ازاى اللى حصل ده كان ما بينا مكانش فيه حد غريب؟
ظل يضحك بقوة وقال بتوضيح:
-يا حبيبتى أنا أعرف انتى لابسه ايه دلوقتى فى اوضك وبتكلمينى وانتى عامله ازاى اصل مدام سيف السيوفي اعجب بيكى وحطك فى دماغه مش هسيبك غير وانتى فى حضني.
شعرت بالخوف من تصرفات هذا المختل تكلمت بتوتر وقالت بتحذير:
-ط ط طيب حسك عينك تتصل بيا تانى يا سيف ولو مبطلتش اسلوبك ده معايا انا هخلي بابا يتصرف معاك.
رد عليها سريعا وقال:
-بابا اللى بتخافى تتكلمي معاه كلمتين على بعض من خوفك منه ومن طريقته معاكى، لا خوفتينى الصراحه، بصى بقى يا قطه اسمعى الكلمتين دول وحطيهم فى دماغك مش سيف السيوفى اللى تعجبه واحده وتتعزز عليه علشان انا مدام عجبتينى مش هعتقك لو حصل ايه فخليها برضاكى احسن ما هتبقى غصب عنك وفى الاخر هتبقى ليا انا يا حلوه واه لو بتحبى زين ده اوى يبقى أبعدى عنه احسنلك باااااى.
أنهى كلامه واغلق الخط معها دون أن يستمع كلمه اخره منها والقى الهاتف بجواره وتعالت ضحكاته الرجوليه ونظر أمامه بتوعد وقال.
-دى لسه البدايه واللى جاى هيكون دمااار.
………………………………………………….
مر عدة أيام ظلت حور بين حزنها على بعاد زين عنها وبين محاولاتها لاثبات نفسها بالعمل حتى تحقق ما يريده ايوب ويفتخر بها.
ظلت نغم تأزر اختها حور بوجعها ولم تذهب الشركه كما طلب منها عدي.
أما عدي فكان مشغول بالبحث عن محروس والقلق يزداد بقلبه خوفا من اذيته لأسرته كما وعده بقاعة المحكمه.
ظلت ريفال حبيسه بغرفته لم تخرج منها كما طلب منها مهاب لكنها كانت تريد أن تتحدث معه بشدة ربما وجدت ضلتها معه.
فى صباح يوم جديد استيقظت ريفال من نومها على صوت هتاف والدتها وهى تقول لها.
-ريفال اصحى يا حبيبتى مهاب ابن عمتك بره وعايز يقعد معاكى شويه.
عندما استمعت اسم مهاب نهضت سريعا من على فراشها وتكلمت بسعاده .
-بجد يا ماما ط ط طيب اصبرى اجهز نفسي وبعد كده دخليه.
حركت رأسها بالرفض وقالت.
-لا هو قال إنه هيستناكى فى اوضة الضيوف.
اومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-ماشى روحى وانا وشويه وجايه.
ابتسمت لها بسعاده وخرجت من الغرفه وتركتها.
تحركت ريفال سريعا بأتجاه خزانة الملابس الخاصه بها أخرجت ملابس لها واتجهت إلى المرحاض أخذت حماما دافئاً وخرجت ارتدى ملابسها ثم خرجت من غرفتها واتجهت إلى غرفة الضيوف عندما رأته ابتسمت له ابتسامه هادئه وقالت بتساؤل:
-اتأخرت اوى كده ليه استنيتك كتير قولت انك مش جاى تانى.
حرك رأسه بالرفض وقال بتوضيح.
-لا متأخرتش عنك ولا حاجه دول كلهم كام يوم وبعدين انا وعدك هجيلك وكان لازم انفذلك وعدى وجيت فعلا بس انتى اللى منفذتيش وعدك ليا يا ريفال.
نظرت له بعدم فهم وقالت :
-وعدى ليك اللى هو ايه ؟!
أجابها بتوضيح وقال:
-قولتلك اخرجى من اوضك ساعدى امك فى البيت اتكلمى مع ابوكى حسسيهم بوجودك بس انتى معملتيش كده.
نظرت له بحزن وقالت بصوت مختنق:
-مقدرتش اعمل كده.
شعر بتوترها اخرج حبايه واعطاها لها وقال.
-خدى دى الاول يا ريفال.
اومأت رأسها بالموافقه واخذتها منه وارتشفت خلفها قليلا من الماء ثم نظرت إلى مهاب وقالت:
-حاولة اعمل زى ما قولتلى بس حاسه ان بره اوضى ده عالم كبير اوى ومخيف دقات قلبى بتسرع وببقى خايفه متوتره.
ابتسم لها وقال بأستغراب:
-طيب ما انتى بره اوضك اهو مخوفتيش ولا حاجه وقاعده وبتتكلمى معايا عادى ايه المخيف بقى فى كده.
نظرت له بتوتر وقالت :
-ما هو ده اللى مستغرباه أن انا قاعده دلوقتى عادى ومش خايفه بس لما مشيت وحاولة اخرج خوفت مش عارفه ايه اللى بيحصل ولا فاهمه حاجه.
اومأ رأسه بتفهم وقال:
-اممم طيب خلي الموضوع ده بعدين خلينا بقى نتكلم عند اخر حاجه وقفنا فيها المره اللى فاتت، قولتى انك بتخافى عايز تكلمينى عن مخوفك دى.
تنهدت بوجع وقالت بصوت مختنق:
-بخاف من الناس تنتقد شكلى كلامى اسلوبى تضحك على حاجه بقولها تستهزأ بيا، لما بكون فى مكان فيه ناس بحس الناس كلها مركزه عليا أنا وده بيخلينى اقطع فى الكلام او حتى معرفش ارد اقول ايه على كلام الشخص اللى قصادى مبقاش مركزه على حاجه من كتر ما انا عماله أتلفت حواليه اشوف الناس بتبص عليا ولا لا أو مين بيضحك عليا ده أنا لما بشوف اتنين بيتكلموا مع بعض شويه بحس انهم بيجيبوا سيرتى وبيستهزأوا عليا علشان كده بخاف أخرج من أوضى وأشوف اى حد حتى لو كان بابا وماما.
نظر لها بأهتمام وقال بتساءل:
-احكيلي يومك كان بيعدي ازاى فى مدرستك وانتى صغيره فاكره.
نظرت أمامها بدموع وبدأت تتذكر ما كان يحدث معها فى الطفوله قائله:
-انا من اول يوم مدرسه كنت خايفه لأن اول مره ابعد عن ماما واكون لوحدى كنت بعيط كتير واقولهم عايزه ماما لحد ما شويه بشويه اخد على المكان بس كان فيه لسه رهبه جوايا كنت لما اجى اتكلم مع اى حد من اللى فى سنى احس نفسى خايفه واتهته فى الكلام كانوا يفضلوا يضحكوا على طريقتى وطلعوا عليا ريفال تهته كنت افضل اعيط من طريقة استهزاء الكل عليا وبقيت اخد جنب لوحدى وابعد عنهم وفى تانى سنه جسمى تخن وبقيت قلبوظه بقوا يقولوا ليا ام كرش اهي اوعى تاكلينا ولما اقعد جنب حد يبعد عنى كأنى جرثومه هتعديهم بقيت اتهته اكتر ومع جسمى كنت عباره عن اضحوكه لكل الاطفال حتى اوقات كان فيه مدرسين بيتنمروا عليا لدرجة أن حالتى النفسيه ساءت وطلبوا من ماما أنها تعرضنى على دكتور اخصائى بحالتى بس ماما رفضت وخلت بابا نقلنى مدرسه تانيه كانت فيها ناس كويسه احسن من التانيه اه كان فيه ناس بتتريق عليا بس اتعرفت على أصحاب فيها عدت كام سنه وبقيت اتخن اكتر من الاول واصحابى دول كانوا يقولوا كلام صعب على هيئة هزار يتنمروا على جسمى وعلى ساذجتى وكده ومره واحده لاقيتهم بيبعدوا عنى وبقيت وحيده تانى دخلت على مرحلة الاعدادى ودى كانت بداية معاناتى اللى بجد كنا انسات برضه وفاهمين ودخلنا على سن المراهقه كنت بشوف البنات الاولاد بيعجبوا بيهم وانا يضحكوا على جسمى وطريقة لبسي اخد قرار مع نفسي أن اخس علشان اهرب من التنمر على جسمى وفعلا خسيت وجسمى بقى مثالى حسيت بثقتى فى نفسي رجع منها جزء بسيط بس كل ما اتعرف على أصحاب يومين ويسيبونى بعد ما يتنمروا عليا أن عبيطه ومش بعرف اتكلم كلمتين على بعض خلصت من مشكله جسمى دخلت على مشكلة اسلوبى وكلامى ودى ملهاش حل دخلت ثانوى ونفس الشئ فى الجامعه بقى مكانش ليا اصحاااب خالص والصراحه أنا اللى كنت بهرب خوفى من أن أكون أصحاب يومين تلاته ويسبونى علشان طريقة كلامى، وفى يوم حبيت شاب وقولت مستحيل هيبص ليا، انا طول عمرى مافيش شاب اعجب بيا حتى البنات بيرفضوا اننا نكون اصدقاء لاقت الشاب ده نظراته معلقه عليا قلبى كان بيرقص من الفرحه وحسيت أن الدنيا مش سيعانى وهو بدأ يتقرب منى ويعرفنى على نفسه ولاول مره اتكلم من غير لغبطه فى الكلام وكنت على طبيعتى الحقيقه معاه وفى يوم سألنى إذا كنت بحبه ولا لا.
وفى ذلك الوقت انهمرت دموعها بغزاره ولم تستطيع أن تتكلم.
تدخل مهاب سريعا وقال:
-خلاص يا ريفال النهارده نكمل بعدين أهدى خلاص.
نظرت له بدموع وقالت:
-زهقت انت كمان منى ومن كلامى وعايز تمشي وتسيبنى زيهم.
حرك رأسه بالرفض وقال :
-لا طبعا مزهقتش منك ولا حاجه بس حسيت أن انتى كده بتضغطى على اعصابك وقفتك، وقولت المره الجايه نكمل تكونى هديتى شويه.
تكلمت بتوتر وقالت بتساؤل:
-يعنى هتيجى تانى ؟
أومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-تانى وتالت ورابع لحد ما انتى بنفسك تقوليلى زهقت منك يا ابن عمتى ومتجيش تاني.
ردت عليه سريعا وتكلمت بأندفاع:
-انا عمرى ما ازهق منك بالعكس أنا بستناك بفارغ الصبر.
ابتسم على كلماتها وقال:
-وانا مش هخليكى تستنى كتير المره الجايه، بس اوعدينى المرادى بجد انك هتحاولى تخرجى من اوضك وتنفذى اللى اتفقنا عليه المره اللى فاتت.
اومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-ح ح حاضر.
استقام بجسده وقال بابتسامه هادئه:
-انتى هتخرجى معايا دلوقتى من هنا لما امشى مترجعيش اوضك خليكى قاعده مع مامتك استنى رجوع باباكى من الشغل صدقينى هيفرحوا اوى بالخطوه دى جربي ومش هتندمى.
أنهى كلامه وتحرك بأتجاه باب الغرفه وفتحه ونظر إلى ريفال حتى تتحرك إلى الخارج.
نظرت له بتوتر وتحركت إلى الخارج بقدم مرتعشه أغلقت عينيها حتى تهدأ لكنها شعرت بيد مهاب تربت على ظهرها ويتكلم بهمس بجوار أذنيها:
-فتحى عينك يا ريفال شوفى نظرت السعاده اللى فى عيون مامتك وهى شيفاكي واقفه قصادها.
فتحت ريفال عينيها ببطئ شديد ونظرت إلى والدتها وجدتها تنظر لها بأبتسامه حنونه ابتسمت لها ثم نظرت إلى مهاب الذى حثها على التحرك معه إلى الاريكه وبالفعل تحركت معه عند الاريكه وجلست عليها وجلست بجوارها والدتها وجلس مهاب على المقعد الآخر وقال:
-طنط ريفال عندك اهى وهى مستعده تساعدك فى البيت.
تذكرت حديث مهاب لهم فى ذالك اليوم وعن عدم اظهار اى رد فعل تكلمت بنبره هادئه:
-ياريت احسن ضهرى اتقضم من شغل البيت اللى مش بيخلص ده .
ابتسمت على كلمات والدتها وقالت بترحاب.
-انا هساعدك فى شغل البيت كله قوليلى عايزه ايه ومش هتندمي.
دقات قلب والدتها تراقصت بسعاده وتكلمت بنبره هادئه:
-ياريت يا بنتى تشيلى عنى التعب شويه.
هبت واقفه وقالت بابتسامه:
-انتى تأمرى بس والبيت كله هيبقى فله.
أنهت كلامها وتحركت سريعا من امامهم.
نظرت إلى مهاب وقالت بشكر وامتنان:
-شكرا يا مهاب انك رجعتلى بنتى.
حرك رأسه بالرفض وقال:
-لا طبعا ريفال متعالجتش احنا لسه فى اول الطريق هى بتعمل كده بناء على طلبى أنا، مش عايز نظرات عيونك يظهر فيها اى تعبيرات إذا كانت بالسعاده ولا الفرحه ولا حتى تفتحى معاها مواضيع من بتاعة زمان، اتعاملى معاها عاااادى خالص.
اومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-حاضر يا دكتور ربنا يحميك لشبابك يا حبيبي.
ابتسم لها وقال بأدب:
-شكرا يا طنط عن اذنك لازم امشى دلوقتي سلميلى على خالو مازن.
أنهى كلامه وتحرك بأتجاه الباب وغادر سريعا.
………………………………………………….
عند حور
استيقظت من نومها على صوت نغم وهى تيقظها بسعاده فاليوم خطبتها على عدي تكلمت بفرح وقالت:
-حور حوري اصحى يلا النهارده اجمل يوم فى حياتى حوووور اصحى يلا.
فتحت عينيها المتورمتين من كثرة البكاء وتكلمت بصوت مختنق:
-صباح الخير يا نغم صحيت خلاص.
جلست بجوارها وتكلمت بحزن وقالت:
-عجبك منظر عيونك كده يا حور يا بنتى انسي بقى هو مسألش فيكى من يوم اللى حصل ولا حتى حد فتح الموضوع.
انهمرت دموعها على وجينتها وقالت بوجع:
-الكلام سهل يا نغم الفعل صعب اوى والله مش قادره انسي زين لسه بحبه اوى يا نغم صدقينى الموت اهون مليون مره من بعاده عنى.
ثم أخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء وقالت :
-بلاش نكد النهارده ده اجمل يوم فى حياتنا كلها خطوبة اجمل واحلى بنوته على حب عمرها ربنا يسعدك يا حبيبتى ويفرح قلبك.
احتضنتها بقوه وقالت بحزن شديد:
-حقك عليا يا ضى عينيا لو بأيدى كنت أجلت كل حاجه لما الأمور اتصلحت بينك وبين زين بس عدى بيقولى كده احسن ربما النهارده تتقابلوا وقلوبكم تحن على بعض وكل حاجه ترجع زى الاول.
حركت رأسها بالرفض وتكلمت بغضب:
-لا يا نغم انا مش تحت امره زين ورقه وقطعتها من حياتى اه بتعذب وبموت كمان من بعاده بس مش حور اللى تستنى حد يعطف عليها.
ثم استقامت بجسدها وقالت:
-يلا ورانا حاجات كتير هدخل الحمام وهاجى وراكى على طول
اومأت رأسها بحزن وهبت واقفه وتكلمت بصوت مختنق:
-انا هنزل استناكى تحت.
وتحركت بأتجاه الباب وخرجت وتركت حور بمفردها بمجرد ما أغلقت نغم الباب انهمرت الدموع مره اخرى على وجينتها وتكلمت بوجع وقالت:
-لازم انساك يا زين حتى لو هموت من بعدك.
وتحركت بأتجاه المرحاض وبدأت تتجهز للهبوط للاسفل.
………………………………………………….
عند بتول
استيقظ زين من نومه على صوت والدته الغاضب وتكلمت بنفاذ صبر:
-قوم يا اخرت صبرى عايزه اتكلم معاك كلمتين.
زفر بضيق واعتدل على فراشه ونظر إلى والدته وتكلم بصوت مختنق:
-خير يا ماما لو جايه تتكلمى معايا على نفس الموضوع بلاش منه احسن علشان هيكون هو هو نفس الرد، حور خلاص انتهت من حياتى ولو اخر واحده مش هفكر فيها تانى.
هدرت به بغضب افزعته من مكانه وقالت:
-هو انت اصلا نسيتها بلاااااش تفكر بدماغى زمان هتندم يا زين أنا عملت زيك كده ودفعت تمن عنادى العمر كله انا شايفه نفس السيناريو بيتعاد قصاد عيونى شايفه اتنين بيتعذبوا من البعد والعند مسيطر عليهم شايفه قصتى انا وريان بلاش يا ابنى بترجاك مش هتقدر تستحمل وجع انك تشوفها مع واحد تانى دى هتموتك فى اليوم مليون مره فوق يا زين فوق يا حبيبى قبل فوات الاوان.
نظر لها بوجع وقهره وتكلم بغضب:
-مش هقدر اغفرها اللى عملته يا ماما دى كسرت كلمتى وكذبت عليا كنت هبوس ايديها علشان تتكلم بس هى فضلت مصره على موقفها قولتلها أن هو ده اللى هيحصل ما بينا لو عرفت حاجه من بره استهترت بكلامى وكملت طريقها يبقى محدش يلوم عليا أنا معملتش كده من فراغ ولا جيت عليها وظلمتها هى اللى اختارت نهايتنا اه بتعذب من بعادها بس لازم اتعود عليه مش هيبقى عندى ثقه فيها تانى.
حركت رأسها رافضه ما قاله وقالت:
-غبي وحمار فيه مليون طريقه تعاقبها بيها غير الفراق انت اخترت الطريقه الغلط انت اخترت موتكم يا متخلف.
نظر الاتجاه الآخر وتكلم بصوت مختنق:
-حتى لو الطريق ده فيه موتى هكمله مش هرجع فى قرارى يا ماما .
هبت واقفه وتكلمت بغضب وقالت:
-وانا مش هقعد واتفرج على موت ابنى مبقاش أنا لو مكنتش جوزتكم انتوا الاتنين انشالله لو بالغصب.
أنهت كلامها وخرجت من الغرفه تاركه إياه بين اوجاعه.
………………………………………………….
بالمساء اجتمعت العائله وبعض الأصدقاء والمقربين بالفيلا الخاصه بأيوب.
تجهزت نغم ورهف وبدأت الحفله فى الاستعداد لاستقبال العرائس كانوا فى قمة الجمال والرقه صعد لهم ايوب ونظر لهم بسعاده وقال:
-مبروك يا بنات ماشاءالله قمرات عقبال الفرحه الكبيره يارب وانا برضه اللى اسلمكم لعرسنكم.
تكلمت رهف بحزن وقالت:
-الله يبارك فيك يا عمو.
شعر بحزنها ربت على يدها وقال:
-انا عارف انتى زعلانه ليه كان نفسك ابوكى هو اللى يكون مكانى بس متزعليش اللى هو فيه ده موقت وبكره يعمل العمليه ويسلمك هو لعريسك فى الفرحه الكبيره.
نظرت له بأسف وقالت:
-انا اسفه يا عمو مش قصدى والله بس انا زعلانه على احساسه دلوقتى تلاقيه قاعد على كرسيه حاسس بالعجز كان نفسه يبقى واقف جنبى دلوقتى انا عارفه بابا حاسس بأيه.
قبل رأسها بحنو وقال:
-معلش يا حبيبتى ده ظرف مؤقت وكل حاجه هتبقى احسن من الاول.
نظرت نغم له بحب وقالت:
-بابا ايوب أنا بحبك اوى وماما فعلا محظوظه براجل زيك.
احتضنها بسعاده وربت على ظهرها وتكلم بنبره حنونه:
-وانا بموت فيكى يا قلب ابوكى ومحظوظ أن عندى عيله زيكم انتوا اجمل حاجه فى حياتى وعايش علشانكم وبس ربنا يسعدك ويفرح قلبك يا حبيبتى.
ابتعدت عن حضنه ونظرت له بترجى وقالت:
-بابا ممكن اطلب منك طلب.
اومأ رأسه بالموافقه وقال:
-طبعا يا حبيبتى اطلبى.
تنهدت بحزن وقالت:
-ممكن تحاول تدخل فى موضوع حور وزين الاتنين بيموتوا من بعدهم عن بعض والمشكله أن الاتنين اعند من بعض حاولة اتكلم مع الاتنين نفس الرأى ونفس الكلام لازم حد حكيم زى حضرتك يتصرف فى الموضوع ده.
حرك رأسه بالرفض وقال:
-مقدرش اوعدك بحاجه زى كده يا نغم لأن دى كرامة بنتى ومستحيل التهاون فيها يا حبيبتى واللى عمله زين مع حور مش حاجه هينه بس متقلقيش فى الوقت الصح هتدخل سيبك انتى من اى حاجه دلوقتى ويلا بينا عدى وانس تحت مستنين نزولكم.
تنهدت بحزن على حال حور واومأت رأسها بالموافقه وتحركت معه هى ورهف وخرجوا من الغرفه وهبطوا إلى الاسفل وصافح ايوب كلا من عدي وانس وأخذوا منه البنات كانوا منبهرين بجمالهم ونظراتهم العاشقه معلقه عليهم تكلمت رهف بخجل وقالت:
-ا ا انس ممكن نروح عند بابا.
اومأ رأسه بالموافقه وتكلم بسعاده:
-طبعا انتى تأمرى يا اجمل ما فى حياتى.
نظرت إلى الأرض بخجل وتحركت معه عند ريان وقبلت رأسه وجثت على ركبتيها ونظرت إليه بحب وقالت:
-اوعى تفكر أن ممكن اى حد ياخدنى منك انت هتفضل فى قلبى وفوق راسي اجمل وأعظم اب فى الدنيا انت اول حب اللى هيعيش معايا لاخر نفس فيا.
قبل يدها بدموع وقال:
-حقك عليا يا بنتى كان نفسى اكون واقف جنبك فى فرحتك بس زى ما انتى شايفه واحد عاجز قاعد على كرسي لا حولا ليه ولا قوة.
ازالت عبراته سريعا وقالت:
-متقولش كده وغلاوتى عندك انت جنبى فعلا ولسه فيه الفرحه الكبيره هتخدنى بنفسك تسلمنى لعريسي وهمشى جنبك وانا فخوره أن انا بنت أعظم راجل فى الدنيا دى كلها.
احتضنها بقوه بث لها جميع مشاعره الابويه وقبل رأسها بحب وقال:
-ربنا يسعدك يا بنتى ويفرح قلبك يا حبيبتى.
ثم صافح انس واحتضنه وقال:
-حسك عينك تزعل بنت قلبى انتوا لسه على البر يعنى اخرك دبله هرميها ليك وانا بتلكك اصلا.
تعالت ضحكات انس الرجوليه وتكلم بمرح.
-صلى على النبى فى قلبك اسيب مين بس دي روحى ولو بعدت عنى اموت.
ابتسم ريان بسعاده وقال:
-انا واثق فيك يا انس ربنا يفرح قلوبكم يا حبيبى، يلا روحوا.
كانوا الجميع يشاهدوا هذا الموقف المؤثر.
نظر عدى إلى نغم بحب وقال:
-النهارده فرحتى فرحتين فرحتى بأختى وفرحتى بيكى يا نغم حياتى مش قادر اصدق ان خلاااص حلم حياتى بيتحقق جزء منه دلوقتى اخيرا بقيتى خطيبتى وكلها شهور وتبقى مراتى وفى حضنى.
نظرت له بخجل وقالت بصوت هامس:
-ا ا انا اللى مش مصدقه نفسي ان حلمى بيتحقق دلوقتى تعبت أوى على ما وصلتله بعد ما كنت فاقده الامل فى أننا نتجمع مع بعض تانى.
كوب وجهها بين يديه وقال بحب:
-وعد منى هعوضك عن كل دقيقه بعدنا فيها عن بعض مش هحسسك انك مر العمر ده كله واحنا بعاد عن بعض ابدا.
اومأت رأسها بأبتسامه وقالت:
-وانا واثقه فيك انك هتكون قد وعدك يا حبيبى.
ابتسم لها بحب وتكلم بنفاذ صبر:
-والله العظيم لو مكانش عم أيوب يعلقنى دلوقتى كان زمانى حضنك ومكسر عضمك بين دراعى.
لكزته بخفه بصدره وقالت بخجل:
-اتلم يا قليل الادب وامشى بقى الناس مركزه معانا.
تعالت ضحكاته وتحركوا بأتجاه المقعد الخاص بهم وجلسوا عليه.
بحث ايوب بأستغراب عن قمر ولم يجدها اتجه إلى غرفتهم وجدها تجلس وتبكى اقترب منها وجلس بجوارها وربت على ظهرها بأستغراب وقال بتساءل:
-قمرى مالك يا قلبى.
تكلمت من بين شهقاتها وقالت:
-مش قادره اصدق ان نغم بنتى رجعت لحضنى وكمان بتتخطب لحب عمرها خايفه اكون بحلم خايفه افرح والدنيا ترجع تاخد منى الفرحه من تانى.
حرك رأسه بنفاذ صبر واحتضنها بقوة وقال:
-يا حبيبتى عيشى اللحظه وافرحى نغم معانا وفى حضننا وبقت عروسه زى القمر اهى عارف نار الفراق نهشت قلبك طول السنين اللى فاتت دى بس ربنا عوضك برجوعها وبنشاركها فرحتها دلوقتى اشكرى ربنا على عوضه لينا وانسي كل اللى فات.
تمسكت به بقوه وتكلمت بصوت مختنق:
-نفسى كان ربنا كمل فرحتنا على خير مع حور بنتى بتموت بالبطيئ يا ايوب.
ابتعد عنها وكوب وجهها بين يديه ونظر بعينيها وقال بنبره هادئه:
-حور بنتى قويه وده الوقت اللى هيظهر اللى زرعته فيها طول السنين اللى فاتت دى أنا واثق منها ومتأكد أنها هتثبت ليا ولكل انها بنت ايوب اللى مافيش حاجه تكسرها والضربه دى هتقويها اكتر من الاول متقلقيش واوثقى فى تربيتى ليها.
اومأت رأسها بتفهم وقالت:
-ربنا يريح قلبها يارب، يلا يا حبيبى نطلع لناس بره.
نهض ايوب وأمسك يد قمر وخرجوا من الغرفه.
بحث ريان عن بتول وجدها تجلس على الاريكه بحزن تحرك بالمقعد اتجاهه وقال بصوت هامس:
-مبروك يا ام عدي.
ابتسمت له بحزن وقالت:
-الله يبارك فيك.
تكلم بقلق وقال بتساءل:
-مالك يا بتول مهمومه ليه وحزينه فى يوم زى ده؟
نظرت له والدموع تتجمع فى عينيها وقالت:
-كان نفسي وليد يكون معانا فى يوم زى ده كان بيحلم باليوم ده من زمان اوى.
شعر بالغيره بقلبه وتكلم بصوت مختنق:
-طبعا الله يرحمه وكل حاجه بس ده ابنى انا وفرحتى أنا ومكانش من حق اى حد يستنى الفرحه دى غيرى انا .
نظرت له بضيق وتكلمت بصوت مختنق:
-لا يا ريان عدى كان ابن وليد زى ما هو ابنك بالعكس كان اكتر هو اللى عاش معايا مراحل حمله تعب معايا كتير اوى وانا حامل اول من شاله بين أيديه هو وليد اول كلمة بابا اتقالت كانت لوليد اول يوم مدرسه كانت مع وليد لما كان بيتعب وهو صغير كان وليد هو اللى بيجرى بي اللى شال هم عدى لحد ما بقى راجل طول بعرض ودخل الشرطه هو وليد، متجيش بعد مماته تنكر كل ده وتنسبه ليك لوحدك وليد ليه فى عدى اكتر منك كمان فاهم.
اغلق عينه بحزن وتكلم بصوت مختنق وقال:
-ومين اللى حرمني اعيش كل اللحظات دى مش انتى لما مقولتيش ليا انك حامل لو كنتى قولتيلى كانت حاجات كتير اوى اتغيرت يا بتول كنت زمانى عايش كل لحظه فى حيات ابنى.
ابتسمت بأنكسار وقالت:
-ومين رمانى من اول مشكله قابلتنا فى حياتنا مين كان سبب وجعى ودموعى مين كان بكلمه من أمه يتحرك طلق مراتك حاضر انتى طالق اتجوز بنت خالتك حاضر هتجوز، ده انت حتى مهانش عليك تسأل عليا بعد كده يمكن لو كنت كلفت نفسك وسألت مره واحده عليا كنت هتعرف أن انا حامل فى ابنك بس لا ازاى حضرتك مش بتغلط أنا الغلط كله عندى عارف ليه علشان مسمعتش كلام ماما عليك لما قالتلى انتوا فرحانين بمشاعركم دلوقتى بس لسه عضمكم طرى مع اول مشكله هتقابلكم هيبان ضعفكم وكل واحد فيكم هيروح من طريق بس وقتها الوجع هيكون مضاعف كل كلمه قلتها اتنفذت بالحرف ربنا يرحمك يا امى ويرحمك يا وليد اللى كنت دوا لكل جروحى عن اذنك.
ونهضت من على الأريكة وتركته بقلب مفطور من شدة الوجع.
وصل زين بعد وقت بوجه عابس بارك للعرسان وجلس على مقعده يبحث بعينه عن حور التى لم تظهر بعد دقائق كانت تهبط من أعلى الدرج التفت إليها الجميع بأنبهار فكانت فى قمة الجمال وخطفت أنظار الجميع تعالت دقات قلب زين بشدة لم يتوقع أن هذا يحدث له عندما يراها بهذه الطله التى تخطف الانظار نهض وتحرك اتجاهها ببطئ شديد كأنه اله تتحرك دون إدراك منه ولكن ما جعله يقف مكانه مشدوهًا عندما رأى سيف يقترب من حور ويستقبلها مقبلا يداها برقه وهى تبتسم له بترحاب.
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)