روايات

رواية ما وراء الماضي الفصل السادس عشر 16 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي الفصل السادس عشر 16 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي البارت السادس عشر

رواية ما وراء الماضي الجزء السادس عشر

رواية ما وراء الماضي الحلقة السادسة عشر

عندما يجتمع القدر على اختبار صبرك فتأتى المصائب على هيئة ابتلاءت متتاليه فى وقتًا واحد فعليك تحمل الالم لتعلم ما سر الرساله الالهيه وراء ما حدث فصبراً جميلاً
نظر عدى إلى بتول والدموع تتسابق على وجه قائلا بقلب مكسور
-بابا ريان عمل حادثة وحالته خطر
متزامنا مع خروج الطبيب من عند وليد بوجه حزين وقال بأسف
-للاسف المريض حالته تدهورت جدا وحاليا دخل فى غيبوبه هننتظر اتنين وسابعين ساعه، الساعات دى لو عدت بخير يبقى كده الخطر راح بس معرض يحصل مضاعفات كتير ممكن تأدي إلى وفات المريض فى الساعات دى كثفوا الدعاء فى الوقت ده عن اذنكم
إلى هنا وكفي لن تستطيع بتول التحمل أكثر من ذلك فى وقت واحد شعرت بألم الفراق يأتى لها من جميع الاتجاهات سقطت على الأرض فاقده الوعى.
تقاسم فريقين فريق اتجهوا إلى ريان وفريق بقي مع وليد وبتول
وقف عدي أمام غرفة العمليات المتواجد بها ريان مازال بالداخل والحاله تدهورت أكثر.
ربت انس على كتفه وقال
-اهدا يا عدى أن شاءالله هيبقى كويس
رد عليه بدموع وقال بصوت مختنق.
-مش باين أنه هيبقى كويس انت مش شايف بقاله كام ساعه فى العمليات لما قلبى هيوقف من القلق عليه وهتجنن برضه على بابا وليد وعلى ماما يااارب أحنا ليه حصلنا كل ده مره واحده.
تحدث انس بقلق وقال.
-يا عدى اهدا شويه بص عمك ايوب قاعد ازاى هدوئه ده مش طبيعى انا خايف عليه اوى
نظر بأتجاه ايوب وتكلم بصوت مختنق
-روح اطمن عليه يا انس مش قادر اتكلم مع حد دلوقتى
اومأ رأسه بالموافقه وتحرك بأتجاه ايوب وجلس بجواره وتكلم بقلق
-عمي ايوب روح ارتاح شويه بدل قعدتك دى وشكلك باين عليه الإرهاق اوى.
لم ينتبه ايوب لكلام انس كان يفكر فى الحوار الذى دار بينهم قبل الحادث بدقائق ونظرت الكسره الموجوده داخل عينه وقتها اغلق عينه حتى لا تخدعه دموعه وتنهمر أمام الجميع وفى ذلك الوقت خرج الطبيب بملامح لا تبشر بالخير نهض ايوب سريعا واقترب من الطبيب وتكلم بتساءل
-طمني يا دكتور ريان عامل ايه دلوقتى
حرك رأسه بأسف وقال
-للاسف رافض يرجع الحياة من تانى مؤشرات جسمه كلها بتقاوم العودة يعنى هو حاليا المؤشرات كلها شبه متوقفه احنا هنحطه تحت الاجهزه علشان يتنفس اصطناعى والباقى على ربنا، عن اذنكم.
إلى هنا وانهارت جميع حصون ايوب انهمرت دموعه بغزاره وتكلم من بين شهقاتها.
-بترجاك ارجعل للحياة من تانى اتمسك بيها علشان خاطر اللى قلبك حبها قوم منها يا ابن خالتى اجمد يا صاحبي علشان خاطرى.
كان عدي دموعه تتسابق على وجينته تأبي الوقوف لم يستطيع التكلم اكتفي بالبكاء فقط
وصلت منى ومعها رهف ورغد بعد أن أبلغ انس الخبر لرهف الثلاثه كانوا منهارين فى البكاء اقتربت رهف من عدى وارتمت داخل أحضانه وتكلمت بدموع
-أنا خايفه اوى على بابا يا عدى
ربت على ظهرها وتكلم بصعوبه
-بابا هيرجع لينا بالسلامه أنا متأكد يا رهف
نظرت منى إلى عدى بضيق ثم نظرت إلى ايوب وتكلمت بدموع متسائلة:
-طمني يا ايوب ريان عامل ايه دلوقتى.
اغلق عينه بحزن شديد وتكلم بوجع
-ادعيله يا منى يعدي الساعات الجايه على خير ويرجعلنا بالسلامه
تكلمت رغد من بين دموعها وهى تنظر إلى عدي بضيق:
-منها لله اللى كانت السبب وهدمة حياتنا
نظرت رهف لها بضيق وهدرت بها بغضب وقالت
-رغد اتلمى مش وقت الكلام اللى بتقوليه ده
احتضنت منى ابنتها رغد وتكلمت وهى تنظر لعدى بكره شديد.
-بنتى رغد مغلطتش منها لله اللى كانت السبب طول ما هما فى حياتنا مش هنرتاح ابدا.
اغلق عدى عينه بغضب شديد وحاول يتحكم في أعصابه قليلا وقال
-لا ده وقته ولا ده مكانه الكلام اللى بتقولوه ده فيه راجل نايم جوه بين الحياه والموت وانتوا بتقولوا ااااايه
اخرج جملته الآخيره بصراخ مكبوت انتفض عليها الجميع
تكلمت رهف بأسف وقالت:
-متزعلش يا ريان هما ميقصدوش حاجه هما بس زعلانين على بابا وخايفين عليه.
ضغط على أسنانه بغضب وقال
-يبقى كل واحد يحط لسانه فى بؤقه ومسمعش نفس حد فيهم
كانت الدموع تتسابق على وجه رهف واومأت رأسها بالطاعه.
كان انس يتابع ما يحدث فى صمت لكنه شعر بقلبه يتقطع من شدة الالم عندما رأي دموع رهف ود لو كان بإمكانه ازالة هذه العبارات عنها وأخذها داخل أحضانه.
………………………………………………….
عند وليد
بدأت بتول تحرك رأسها ببطئ شديد ربتت قمر على يدها وتكلمت بحزن .
-بتول انتي كويسه؟!
تذكرت ما حدث لوليد وما حدث لريان انهمرت الدموع على وجهها بغزارة وتكلمت بصعوبه.
-الاتنين هيروحوا فى نفس الوقت، طيب ليه ازاى يحصل كده فى وقت واحد كأنهم متفقين على وجع قلبى وكسرته طيب المفروض دلوقتى ابقى جنب مين، جنب وليد اللى عمل كل حاجه حلوه فى حياتى وشالنى فى اصعب أوقاتى اللى دايما كان بيدي وعمره ما انتظر مقابل منى، ولا ابقى جنب حب عمرى وابو ابنى واللى ساكن قلبى ومحدش غيره دخل فيه، ردى عليا يا قمر قوليلى اعمل ايه واتصرف ازااااى، يااارب الصبر من عندك يارب.
أنهت كلامها وارتمت داخل أحضان قمر
ربتت قمر على ظهرها بحنو وتكلمت بنبره هادئه.
-وليد هو الأحق دلوقتى بوقفتك جنبه، ده الوقت اللى تردي جزء من اللى هو عمله معاكى، كفايه أنه ربى ابنك عدي زى ابنه واكتر كمان رغم كان ممكن يقولك أبوه اولى بي، وليد هو اللى اتمسك بيكي رغم رفضك ليه سنين طويله هو اللى اتحدي الدنيا كلها وأتحدي أهله علشانك، فؤقى يا بتول وفكري بعقلك مش بقلبك وكفة وليد هى اللى هطب.
ابتعدت عن حضن قمر ونظرت لها ثم تكلمت بدموع وقالت من بين شهقاتها.
-تعرفى أن ريان كان هنا قبل الحادثه، سمعته وهو بيقول لايوب أنه بيحبنى ومش قادر يعيش حياته من غيرى كان بيعيط وبيقولوا أن حبي زى الادمان المزمن كانت نظرت عيونه بتترجاني ابقى معاه، رفض وزعقتله وطلبت منه أن ينسي إن كان فيه فى حياته واحده اسمها بتول، قولتله ينسانى وانا مش قادره أنساه وزى ما انا بالنسبه ليه ادمان مزمن هو بالنسبالى الحياة وما فيها هو النفس اللى بتنفسه، كان نفسي اترمي فى حضنه واعيط بس معملتش كده، وليد ميستحقش منى كده يا قمر انا حاسه نفسي تايهه ومشتته قلبى يقولى حاجه وعقلي يرفض ويقولى حاجه تانيه، أنا تعبت من الحرب اللى جوايا دى ونفسي ارتاح.
أنهت كلامها وارتمت داخل أحضان قمر مره اخرى وظلت تبكى حتى خارت قواها وفقدت الوعى.
………………………………………………….
ابتعدت نغم عن الزحمه واجرت اتصالا بعدي حتى تطمئن عليه وانتظرت الرد ثوانى معدودة سمعت صوته الحزين يقول لها
-ايوه يا نغم طمنينى بابا وليد عامل ايه دلوقتى.
تنهدت بحزن وقالت بصوت مختنق.
-لسه زى ما هو مافيش جديد وعمو ريان عامل ايه دلوقتى.
أجابها بوجع والكلام خرج منه بصعوبه.
-بابا رافض يرجع الحياة يا نغم انا فاهم بابا ليه رافض يرجع اكيد علشان مش مستحمل يشوف ماما مع راجل تانى، الاتنين رغم الحب اللى كان ما بينهم كبريائهم وعنادهم ضيعهم من بعض، بس ارجع واقول بابا وليد طيب ويستاهل يتحب ويعيش جنب اللى قلبه اختارها. حيات التلاته لغز كبير ومحتاج حد يفك شفرته واللى هتبقى اكيد واحد فيهم خسران.
ردت عليه بأقتناع وقالت.
-عندك حق يا عدي، بس اللى ربنا ريده هو اللى هيكون المهم الاتنين يقوموا بالسلامه وربنا يطمن قلبنا عليه، أنا هقفل دلوقتي ولو جددت حاجه اتصل بيا بلغنى وانا هعمل كده لو حصل حاجه لقدر الله هبغلك سلام
أغلقت الخط معه وعادت مره اخرى عند الجميع تنظر إلى الوجوه بحزن شديد وقلق وتتابعهم وهم يظهر عليهم الخوف والارتباك. داعيه الله أن ينجى وليد وريان ويطمن قلب الجميع عليهم.
………………………………………………….
باليوم التالى
استيقظوا جميعا على فاجعة. لقد كان يهرولوا جميع الأطباء إلى غرفة وليد يحاولوا إنعاش قلبه الذى توقف تماما
وقفت بتول غير مصدقه ما يحدث لا تستطيع تخيل ماذا سيحدث إذا تركها وليد وحيده فى هذه الدنيا ركضت بأتجاه الغرفه المتواجد بها زوجها ورأت جميع الأطباء ملتفين حوله وقفت خلف الزجاج تنظر له بترجى والدموع تنهمر من عينيها تكلمت بصعوبه وهى تحاول توصيل صوتها له قائله.
-وليد ارجوك اجمد علشان خاطرى انا وولادك صدقنى محدش مننا هيقدر يكمل الحياه من غيرك انت السند لينا ولييييد ارجعلى بترجاك.
جحظت عيناها بصدمه وهى ترى الممرضين وهما يضعوا الغطاء الابيض على وجه حركت رأسها رافضه ما ترى بعينيها وركضت سريعا إلى الداخل وتكلمت بعدم تصديق
-لا لا لا انتوا بتعملوا ايه شيلوا البتاعه دى من على وشه وليد رد عليا وليد وليييييد
نظروا لها جميع من بالمكان بأشفاق فهما كانوا معجبين بحبهم لبعض وتمنوا أن يعيشوا مثل قصة حبهم، اقتربت منها الممرضه حتى تأخذها إلى الخارج لكنها رفضت وظلت تصرخ بأسم وليد
جاءت قمر ونغم واتصدموا من خبر وفاة وليد اخذت قمر بتول فى أحضانها بدموع وتكلمت من بين شهقاتها
-البقاء لله يا حبيبتى وليد قطع بينا كلنا بس هو ارتاح من الالم اللى كان حاسس بي ربنا يصبر قلبك وقلوبنا على فراقه.
تكلمت بصراخ وهى ممسكه بقوة بأختها قمر.
-وليد مات وسابنى يا قمر هو وعدنى أنه هيفضل جنبى ومش هيسبنى مهما حصل ليه بقى بيخلف كلامه معايا دلوقتى هو عمره ما خلف بوعده ولييييد تهون عليك دموعى ده انت مجرد ما بتشوف دمعه تنزل منى كنت بتجرى وتمسحها بأيدك وتخدنى فى حضنك قوم علشان خاطرى انت قولتلى مبتعرفش تنام وانا بعيده عن حضنك ازاى جالك قلب تنام دلوقتى وتسيبنى ااااااه يارب.
نظرت قمر بدموع لدكتور وقالت بترجى.
-بترجاك يا دكتور اديها حقنه مهدأه
اومأ رأسه بالموافقه وأمر الممرضه تأخذها إلى الغرفه وتعطيها المهدأ
لكن بتول رفضت بشدة وظلت تصرخ بقوه هزت اركان المشفى بأسم وليد حتى خارت قواها ونقلوها إلى الغرفه وأخذت المهدأ.
جلست نغم بالأرض مثل الطفل الصغير وظلت تبكى بألم الفقدان بعد عودتها إلى احضان الجميع وتصورت أن الحياة رضت عليها تفاجئت بقلم تلو الآخر تصفعه لها الحياة وأخذت كل من هو عزيز على قلبها تكلمت بدموع وقالت.
-اااايه حرام عليكى ليه كل ما تشوفينى مبسوطه شويه تدينى بالقلم على وشي توجعينى ليه مصممه تخدي منى اللى بحبهم بعد ما صدقت رجعت تانى لحضنهم كفاااايه بقى قلبى مش حمل وجع ولا فراق كفايه صدمات فيا حرام عليكى.
تذكرت عدي وكيف ستبلغه هذا الخبر المفزع مشفقه على حاله فى لحظه فقد أبيه الروحي والاخر حاله لا يبشر بالخير وعلى مشارف الموت تنهدت بوجع وامسكت الهاتف الخاص بها وأجرت اتصالا هاتفيا على عدي وانتظرت الرد دقائق معدودة وسمعت صوت صراخه.
-بابا ريان بيموت يا نغم الدكاتره بيحاولوا معاه جوه بس رافض يرجع الحياة.
ألجمتها الصدمه يا للقدر تزامن المصائب بوقتًا واحد وكأنه اتفاق مسبق لم تستطيع أخباره بوفاة وليد وهو يعانى من الخوف من فقدان أبيه ريان الحروف رافضه تجتمع على لسانها حاولة مراراً وتكرارا وكأنها عادت مره اخرى خرساء كان الصمت سيد الموقف والدموع تزين اللحظه الحزينه تلك
ولكن جاء سؤال عدى المفاجئ قائلا من بين شهقاته
-بابا وليد عامل ايه دلوقتى، طمنينى؟.
غمامه سوداء ظللت فى سماء الفراق حركت شفاها ببطئ شديد منتظره عواقب ما سوف تنطقه قائله.
-ا ا البقاء لله.
صمت تاااام لا تستمع غير صوت شهقات ريان وفقط شعرت دقات قلبها سوف تخترق صدرها من شدة الالم تكلمت بقلق قائله
-عدي انت كويس رد عليا ارجوك.
فى هذا الوقت استمعت صوت إنهاء المكالمه ازداد القلق عندها نهضت سريعا وركضت بأتجاه والدتها وتكلمت بدموع.
-ماما أنا هروح عند عدى عرف بالخبر وكمان عمو ريان حالته خطر والدكاتره بيحاولوا يرجعوا وهو رافض وبابا ايوب فى الشغل ومحدش معاه هناك .
نظرت قمر لها بدموع وقالت.
-اللهم لا اعتراض على امرك وحكمك اللهم لا سألك رد القضاء ولكن أسالك اللطف فيه اللهم صبر قلوبنا ونزل السكينه فيه.
ثم نظرت إلى نغم بدموع وقالت.
-ماشى يا بنتى روحى وابقى طمنينى على عمك ريان ربنا يقومه بالسلامه وانا هبلغ الكل خبر وفاة وليد.
نظرت لها بدموع واومأت رأسها بالطاعه وخرجت من المشفى وذهبت عند عدي.
………………………………………………….
أبلغت قمر الجميع بخبر وفاة وليد ووصل زين وفرح وهم منهارين تماما ظلت بتول تحت تأثير المهدأ بدأ عدى و زين إنهاء إجراءات الدفن وبعد اتمام جميع الإجراءات وصلوا جميعا إلى مقابر عائلة الديب معادا بتول وظلت معها حور حتى لا تتركها بمفردها بدأ تشيع جثمان وليد إلى مثواه الاخير، داعيا المولى أن يتغمده بواسع رحمته.
نظرت نغم إلى قبر والدها مروان الديب الذى يجاور مقبرة عمها وليد وجدها وجدتها
وتذكرت يوم الحادث وضعت يدها على عنقها وتسارعت دقات قلبها وكادت أن تقع يد عدى امسكتها نظر لها بأعين مملوءة دموع وتكلم بقلق.
-مالك يا نغم
حاولة أن تهدأ وتكلمت بصوت مهتز
-م م مافيش يا عدي زعلانه بس على فراق عمو وليد
شعر برعشة يدها تكلم بصوت مختنق.
-لا يا نغم مش هو ده السبب قولى مالك أنا مش قادر اتكلم.
نظرت إلى قبر والدها وتكلمت بدموع
-افتكرت مشهد موت بابا و و وهو محروس بيدبحه منظر كان بشع
وضعت يدها على عنقها وجسمها كله بدأ ينتفض بشدة وتكلمت بخنقه.
-المنظر كله بيتعاد قدامى دلوقتى شايفه منظر السكينه وهي ماشيه على رقبته شايفه الدم وهو بيطرطش فى المكان شايفه هزت جسم بابا وسامعه صوته وهو بيطلع الروح ا ا المشهد كله قصادى
وبدأ جسمها ينتفض بشدة
ضمها عدى داخل أحضانه وتكلم بدموع
-نغم يا نغم اجمدى علشان خاطرى ا ا انا محتاجك جنبى دلوقتى خليكى قوتى اوعى تضعفى فى اللحظه دى نغم ردى عليا
خارت قواها واغمى عليها بعد صراع مع ماضيها المؤلم والمشهد الذى سيظل محفور فى ذاكراتها و ستظل ندبه لا تلتئم مدى الحياة.
مال بجسده حملها من على الأرض اتجه إلى خارج المقابر وضعها داخل السياره وخلع سترته عنه ووضعها عليها واغلق الباب وعاد مره اخرى إلى الداخل حتى يأخذ العزاء.
………………………………………………….
بعد الانتهاء من العزاء بالمقابر تقسموا فريقين مثل الأول.
ذهب عدى مره اخرى إلى المشفى المتواجد بها ريان ومعه ايوب وزياد
ولكن هذه المره ذهب انس مع زين حتى يأزره فى هذه المصيبه لأنه كان منهارا على فراقه والده
وعادت قمر ومعها فرح ونغم المشفى المتواجد بها بتول ومعها حور.
عندما اطمئنت حور على بتول خرجت وطلبت من والدتها أنها تهتم بها قليلا وبحثت عن زين وجدته يجلس على الأرض ويبكى تحركت بأتجاه وجلست بجواره وامسكت يده بدموع وقالت
-شد حيلك يا زين علشان خاطرى
تكلم من بين شهقاتها وقال
-الشدة على الله، ابويا مات يا حور ضهرى انكسر خلاص مبقاش عندى سند فى الدنيا، مات وعرفت قمته بعد فوات الاوان، كام مره طلب منى انزل اساعده فى الشركه علشان تعب وانا رفض كان بيجهد نفسه علشان يحافظ على فلوسنا وانا غبي حمار كنت بقوله لا يمكن لو كنت ساعده مكانش قلبه تعب من المجهود وكان زمانه عايش وسطنا دلوقتى، عرفت ده متأخررر اوى.
حركت رأسها بدموع وقالت
-لا يا زين متحملش نفسك ذنب موته ده عمره وانتهى وبيك أو من غيرك كان هيموت لأن ساعته جات اجمد يا حبيبى امك واختك محتاجينك دلوقتى
ارتمى داخل أحضان حور وتمسك بها بقوه وظل يبكى مثل الطفل الصغير وتكلم من بين شهقاته وقال.
-مش عارف هقدر اكمل حياتى زى بعد موته حاسس ان حياتى وقفت على اللحظه دى عقلي رافض يستوعب فكرت موته لسه لحد من كام ساعه كانت ضحكته منوره على وشه ازاى دلوقتى يكون نايم تحت الارض والله صعبه عليا يا حور صعبه.
ربت على ظهره بحنو وتكلمت من بين شهقاتها.
-عارفه انها صعبه والله عمو وليد قطع بينا كلنا بس انت قدها يا زين أنا متأكده انك هتقوى علشان خاطر اللى بيحبوك.
تمسك زين بها بقوة وازدادت شهقاته وحرك رأسه بالرفض وقال بدموع
-لا يا حور أنا ضعيف أضعف مخلوق على الأرض قوتى وسندى ماااات خلاص انا من غيره ولا حاجه.
لم تجد حور كلام تقوله له غير احتوائها له داخل أحضانها متغلبه عن خجلها تاركه أى قيود فهو الان فى امس الحاجه لحضنها.
………………………………………………….
كان زياد جالس معهم بالمشفى وعقله مشغول بفرح وعن حالتها الغير مطمئنه لانهيارها عند فقدان والدها نظر إلى والده وجده يجلس بحزن شديد اقترب منه وتكلم بصوت هامس
-بابا هروح اطمن على خالتو بتول واشوفهم محتاجين حاجه ولا لا وجاى تانى
اكتفي ايوب بأمأة رأسه بالموافقه دون أن يتكلم
نهض زياد واتجه إلى عدي وقال
-عدى هروح عندهم هناك اطمن عليهم واجيلك تانى محتاج حاجه منى؟
حرك رأسه بالرفض وتكلم من بين دموعه.
-لا يا زياد روح ليهم انت هناك وابقى طمنى على ماما عامله ايه دلوقتى.
اومأ زياد رأسه بالموافقه وربت على كتفه وتركه واتجه إلى المشفى المتواجده بها بتول بعد عدة دقائق كان بالداخل يبحث بعينه على فرح وجدها تجلس على إحدى المقاعد بمفردها وتبكى ذهب عندها وجلس بجوارها وأمسك يدها وقال بحزن شديد
-اهدي يا فرح علشان خاطرى.
تكلمت بصعوبه من بين شهقاتها وقالت
-أنا السبب يا زياد بابا مات مقهور بسببى
حرك رأسه بالرفض وقال بوجع.
-لا طبعا يا فرح عمو وليد الله يرحمه مش من النوع اللى بيفكر كده انا متأكد أنه كان متفهم وضعك وعارف انك عيله صغيره واضحك عليكى ومتأكد أنه وصى خالتو بتول عليكى لان غلاوتك انتى فى قلبه غير اى حد، اما اللى حصله ده كلنا عارفين أن عضلة القلب عنده كانت ضعيفه وأنه فى الفترة الاخيره دى كان واضح عليه التعب والارهاق وكان لازم يعمل العمليه فى اسرع وقت، يعنى الموضوع بعيد عنك خالص، وفى الاخر ده أجله وانتهى ومحدش فينا يقدر يعترض على قضاء الله ادعيله بالرحمه والمغفرة هو دلوقتى فى امس الحاجه لدعاء.
وضعت يدها على وجهها وقالت .
-مش قادره اصدق ان خلاص مش هشوفه تانى مش هيحضنى كل يوم الصبح زى ما متعودة مش هيقولى يا فرحة قلبى ويبتسم ليا ابتسامته الجميله، بابا هيواحشنى اوى والله.
تكلم بقلب مفطور من شدة الحزن على وجع محبوبته قائلا:
-انتى عارفه أن هو دلوقتى حاسس بيكى ودموعك دى بتعذبه فى نومته، لو بتحبيه بجد بلاش عياط وخليكى قوية علشان يكون مرتاح فى نومته دلوقتى .
اومأت رأسها بحزن ومسحت دموعها وقالت
-ربنا يصبر قلبى على فراقك يا حبيبى.
ثم نظرت إلى زياد وقالت .
-ممكن تجيبلى مصحف عايزه اقراه فيه علشان النار اللى فى قلبى تهدا شويه.
اومأ رأسه بالموافقه ونهض سريعا وقال
-عيوني حاضر هروح اجبلك المصحف وأجى على طول
وبالفعل خرج مسرعا متجهًا إلى أحدي المتاجر حتى يأتى لها بكتاب الله الشريف كما تريد.
………………………………………………….
بدأ مفعول المهدأ ينسحب من جسد بتول وبدأت تحرك رأسها ببطئ شديد ويصدر منها صوت انين شعرت بها قمر نهضت سريعا من مقعدها واقتربت منها وامسكت يدها وربتت عليها بحنو وقالت
-بتول طمنينى عليكى عامله ايه دلوقتى؟
فتحت عينيها بصعوبه وتكلمت بصوت ضعيف وقالت بتساؤل
-وليد يا قمر عامل ايه دلوقتى طمنينى عليه؟
تنهدت بحزن على حالة اختها وتكلمت بصوت مختنق.
-ادعيله يا حبيبتى بالرحمه، هو دلوقتى فى مكان احسن من هنا.
حركت رأسها رافضه ما قالته قمر وتكلمت بدموع.
-لا لا لا متقوليش كده وليد عايش أنا متأكده هو مستحيل يسيبنى بسهوله كده روحى بس قوليله بتولك بتعيط ودموعها على خدها هيجى جرى علشان يمسحهم بأيديه، ابوس ايدك يا قمر قوليلى أن وليد عايش واللى حصل ده كله كابوس وهصحى منه، اتكلمى يا قمر ساكته ليييه ردى علييييا بترجاكي.
جلست قمر بجوارها ضمتها داخل أحضانها وربتت على ظهرها بحنو وقالت:
-اهدي يا بتول علشان خاطرى قلبى بيتقطع علشانك ادعيله بالرحمه وربنا يصبرنا كلنا على فراقه.
تمسكت بها بقوه وقالت بصراخ.
-ياااااااارب الصبر من عندك يارب.
وظلت تبكى بقلب مفطور من وجع الفراق.
………………………………………………….
وصلت اسيل إلى المشفى عند ريان بعد ما ابلغها انس بما حصل له وجاء معها ابنتها أميرة متزامناً فى نفس وصول عامر إلى المشفى نظر لها بضيق ودلف إلى الداخل وذهب عند أيوب وتكلم سريعا
-ايوب طمنى ريان عامل ايه دلوقتى انا عرفت صدفه من شويه من الاخبار اللى انتشرت على النت بخبر موت وليد وحادثة ريان
نظر له بوجع وقال بصوت مختنق.
-ادعيله يا عامر حالته وحشه اوى ورافض يرجع للحياة الدكتور قال محتاج حد يكون بيحبه اوى يجي يبقى جنبه فى الوقت ده علشان يديله دافع يرجع من الغيبوبه دى.
تكلمت اسيل سريعا وقالت
-بتول، هى اقرب حد لقلبه وهى الوحيده اللى ريان هيتمسك بالحياة علشانها.
حرك رأسه بالرفض وقال بصوت مختنق.
-مينفعش بتول جوزها مات النهارده وحالتها صعبه مينفعش اطلب منها طلب زى ده فى الوقت ده، ما انا عارف انها هى الوحيدة اللى فى قلبه بس وجودها صعب.
كانت منى تستمع كلماتهم ونار الغيره تحرق قلبها والغضب يزداد بقوه داخلها نظرت لهم بغضب شديد وابتعدت عنهم.
تكلمت اسيل بتوتر وقالت
-شكلها زعلت من الكلام اللى احنا قولناه دلوقتى وغيرانه على جوزها
نظر ايوب لهم بعدم اهتمام وقال
-اصلا ريان طلقها يوم الحادثه، وهى عارفه بموضوع بتول ده من اول لحظه دخلت حياة ريان فيها.
شعرت اسيل بالذنب لأنها كانت هى السبب فى فراق ريان وبتول ووصلهم إلى المرحلة تلك من العذاب تنهدت بحزن وقالت
-ربنا يصلح الأمور ما بينهم.
ابتسم عامر بتهكم وقال
-الشيخه فتكات، دلوقتى نزل عليكى التقوى والايمان، الله يرحم ايام ما كنتى فى حض
قاطع كلامه ايوب الذى صرخ بغضب شديد وقال
-عاااامر احترم نفسك مش وقت اللى بتعمله ده، اطمن بس على ريان ولينا كلام بعدين.
نظر عامر له بعدم اهتمام ونظر إلى اسيل بغضب ثم تحرك إلى مكان آخر وجلس عليه.
نظرت إلى عامر بدموع ثم نظرت إلى ايوب وقالت.
-هروح اطمن على بتول واعزيها ورجعلكم تانى.
اومأ ايوب رأسه بالموافقه وقال
-ماشى خلى السواق يوصلك.
خرجت اسيل من المشفى وصعدت السياره واتجهت إلى بتول حتى تأزرها فى حزنها.
………………………………………………….
وصلت اسيل المشفى عند بتول وسألت على الغرفه المتواجده بها وصعدت عندها طرقت على الباب ودلفة إلى الداخل بأحراج ونظرت إلى بتول بتوتر وقالت
-البقاء لله
اجابتها بصوت حزين وقالت.
-ونعم بالله، اتفضلى
احضرت قمر مقعد لها ووضعته بجوار السرير وقالت:
-اتفضلى يا اسيل اقعدى
جلست اسيل على المقعد ونظرت إلى بتول وقالت:
-شد حيلك يا بتول ربنا يرحمه ويصبرك على فراقه
ردت عليها بدموع:
-الشدة على الله.
أخذت اسيل نفس عميق وقالت بتوتر.
-ا ا انا لسه جايه من عند ريان.
نظرت لها بدموع وقالت
-ربنا يقومه بالسلامه لمراته وبناته.
حركت رأسها بالرفض وقالت بصوت حزين
-ريان رافض يرجع الحياة تانى بيحاولوا الدكاتره معاه علشان يفوق من الغيبوبه بس هو رافض يستجيب ليهم ومؤشرات جسمه كلها شبه واقفه، و و والدكتور قال لازم حد يكون ريان متعلق بي قوى ويكون هو الدافع اللى يرجع علشانه الحياة.
نظرت إلى الجانب الآخر وتكلمت من بين شهقاتها .
-بيتهيألى مراته وبناته هما اقوى دافع ليه.
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
-بتول، ريان طلق منى يوم الحادثه وحتى لو مطلقهاش كلنا عارفين مين اكتر حد قريب من قلبه والوحيده اللى ريان هيتمسك بالحياة علشانها
نظرت بتول لها بصدمه وقالت
-ريان طلق منى!! ليه؟
حركت رأسها بعدم معرفه وقالت.
-معرفش والله ده ايوب اللى لسه قايلي الكلام ده.
أغلقت عينيها بدموع وقالت
-هو حر فى حياته يعمل اللى عايز يعمله.
اسيل أمسكت يد بتول ونظرت لها بأسف وقالت.
-بتول أنا عارفه أن الوقت مش مناسب لكلامي ده ولا اللى هقوله هيرجع اللى فات، انا اسفه يا بتول على اللى حصل زمان انا السبب فى فراقك انتى وريان طول السنين اللى فاتت دى وانا اللى سرقت منكم سعادتكم وانا السبب فى اللى وصلتوا ليه دلوقتى بس صدقينى كنت عيله صغيره مراهقه كنت فى ثانوى خالتها استغلت صغر عقلها ولعبة بدماغها وكبرت فكرت الجواز من ابنها فى دماغى كنت شبه العروسه بتحركها بصوابعها وعلى ما جيت كبرت وفهمت و فؤقت من اللى كنت فيه لاقيت الدنيا كلها باظت وكل واحد منكم شاف حياته مع حد تانى وانا اتجوزت عامر وكل واحد اتلهى فى حياته بس اتفاجئت بعد السنين دى كلها لا انتى قدرتى تنسي ريان ولا هو قدر ينسي حبك وحسيت بالذنب وتأنيب الضمير وربنا جابلك حقك منى تالت ومتلت وشوفت العذاب الوان على ايد عامر وأمه، نفسي تسامحينى يا بتول هو اه جات متأخر اوى بس المهم ان قدرت اتأسفلك علشان لما اقابل ربنا أقابله وانا ضميرى مرتاح
كانت بتول تستمع كلماتها والدموع كالشلال تدفق بغزاره لا تعلم ماذا تقول وماذا تفعل تكلمت بصعوبه من بين شهقاتها وقالت.
-بسببك انتى عيشت عمرى كله ظلمه عيشت مع أعظم راجل فى الدنيا بس مقدرتش احبه لو مكنتيش دخلتى حياتى انا وريان كان زمانه عايشين مع بعض بنربى ابننا وأخواته كان قلبى ارتاح من تأنيب الضمير اللى بيعذبنى علشان كنت باخد الحب والحنان كله من وليد ومكنتش قادره ارد ليه نص اللى بيعمله معايا، وفى الاخر مات وانا مديونه ليه بعمرى كله مات زى ما قالى هيفضل لاخر نفس فيه يحبنى ويدينى بدون مقابل.
ثم أخذت نفس عميق كله الم ووجع وقالت
-عموما أنا مسمحاكى عارفه ليه؟ علشان لو وليد كان عايش كان هو اول واحد هيطلب منى اسامحك.
ابتسمت لها بحزن وقالت.
-ربنا يرحمه يا حبيبتى، وبجد أنا مبسوطه أوى انك سامحتينى وريحتينى من تأنيب الضمير ده بس برضه مش هرتاح غير اللى فى دماغى يتحقق، هسيبك بقى ترتاحى دلوقتى وهروح اطمن على ريان وهجيلك تانى.
أنهت اسيل كلامها وخرجت من الغرفه
نظرت بتول إلى أثرها بدموع ووضعت يدها على وجهها واجهشت فى البكاء.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى