رواية ما وراء الماضي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت السابع والعشرون
رواية ما وراء الماضي الجزء السابع والعشرون
رواية ما وراء الماضي الحلقة السابعة والعشرون
وصل زين بعد وقت بوجه عابس بارك للعرسان وجلس على مقعده يبحث بعينه عن حور التى لم تظهر بعد دقائق كانت تهبط من أعلى الدرج التفت إليها الجميع بأنبهار فكانت فى قمة الجمال وخطفت أنظار الجميع تعالت دقات قلب زين بشدة لم يتوقع أن هذا يحدث له عندما يراها بهذه الطله التى تخطف الانظار نهض وتحرك اتجاهها ببطئ شديد كأنه اله تتحرك دون إدراك منه ولكن ما جعله يقف مكانه مشدوهًا عندما رأى سيف يقترب من حور ويستقبلها مقبلا يداها برقه وهى تبتسم له بترحاب.
نظرت حور إلى زين الذى ينظر إليها بغضب شديد وتكلمت بابتسامه:
-منور يا استاذ سيف ومبسوطه انك قبلت دعوتى وجيت حفلة خطوبة اختى.
ابتسم لها بسعاده وقال بنبره هادئه:
-بنورك يا ست البنات بس بلاش ألقاب ما بينا قوليلى سيف على طول، وبجد مبسوط اوى بدعوتك ليا مكنتش مصدق نفسي وانتى بتطلبى منى احضر حفلة خطوبة اختك.
تعالت ضحكاتها وقالت بتوضيح:
-لا ما احنا لازم ناخد على جو الاحتفالات المشترك ده انت ناسي الحفله اللى بنظمها سوي ولا ايه.
أجابها بصوت مرتفع نسبيا:
-اممم ربنا يكتر من حفالتنا ويكون فى مره حفله تخصنا انا وانتى.
نظرت له بتوتر وابتلعت ريقها بصعوبه وقالت:
-ا ا أن شاءالله يلا تعالى معايا عند بابا.
اومأ رأسه بالموافقه ونظر إلى زين وابتسم لها سعيد بتحقيق اول هدف فى طريقه وتحرك معها إلى أيوب.
نيران الغضب اشتعلت داخل قلب زين لم يتوقع أن تستخدم حور هذه الحيله الرخيصه حتى تشعل الغيره عنده تحرك سريعا عندها وجدها تقف مع سيف فى مكان بعيد عن الموجودين وتتكلم معه اقترب منها وامسكها من ذراعها وتكلم بغضب وقال:
-امشى معايا.
دفعت يده بعيد عنها وتكلمت بغضب:
-اياك تلمسنى تانى فاهم، واتفضل بقى شوف رايح فين علشان أنا مش هتحرك معاك فى حته.
وعادت مره اخرى عند سيف وقالت:
-اسفه يا سيف كنا بنقول ايه.
ضغط زين على أسنانه بغضب واقترب منها مره اخرى وقبل أن يمسك ذراعها امسك سيف يده وتكلم بغضب:
-قالتلك اياك تلمسها تانى ايه مبتفهمش.
نظر له بغضب وقال:
-لا مبفهمش يا روح امك
ولكمه فى وجه ونظر إلى حور وتكلم بغضب:
-قولتلك امشي معايا.
انتفضت حور بخوف شديد وحركت رأسها بالرفض وتكلمت بدموع:
-مش هتحرك معاك يا زين فى حته وكفايه لحد كده لو سمحت بدل ما ابلغ بابا باللى انت بتعمله ده.
وتحركت بأتجاه سيف وقالت بتساءل:
-انت كويس يا سيف.
اغلق زين عينه بغضب واقترب منها مره اخرى وامسكها من ذراعها وحركها معه غصب عنها.
تحرك سيف سريعا ولكم زين بقوه بوجه وأمسك يد حور وتكلم بغضب:
-مش سيف السيوفى اللى تتاخد منه حاجه تخصه.
صرخت حور بقلق وتكلمت بغضب وقالت:
-انت اتجننت ازاى تمد ايدك عليه يا حيوان.
وابعدت يد سيف عنها وجلست على الأرض بجوار زين. تكلمت بدموع وقالت:
-زين انت كويس؟
نهض من على الأرض بغضب وقال:
-انتى واحده رخيصه وانا غلطان أن حبيت واحده زيك فى يوم من الايام ومن النهارده حتى القرابه اللى ما بينا هنساها.
أنهى كلامه بغضب وخرج سريعا وتركهم.
نظرت إلى أثره وانهمرت دموعها بغزاره وتكلمت بحزن شديد.
-انا بكرهك يا زين بكرهك.
ابتسم سيف بلؤم ومد يده لها وقال:
-قومى يا حور ده واحد حمار علشان يكون هو السبب فى دموعك بالشكل ده.
نظرت إليه بتوتر ومن ثم نظرت إلى يده الممددة إليها وابتلعت ريقها بصعوبه ثم حركت يدها ببطئ شديد ووضعتها بيد سيف ونهضت من على الارض.
تكلمت بشكر وقالت بتلعثم:
-ش ش شكرا.
ابتسم لها ابتسامه ذات مغزى وقال بنبره هادئه:
-العفو، تعالى بقى نسلم على استاذ ايوب علشان كنا بندور عليه مش لاقينه.
نظرت إلى وجه المحمر من أثر لكمة زين وقالت:
-ب ب بس وشك باين عليه انك كنت بتتخانق مع حد.
حرك رأسه بعدم اهتمام وقال بابتسامه:
-عادى، أنا اصلا مبسوط من اللى حصل علشان ده قربنى منك اكتر.
قال كلامه وأمسك يدها وارغمها على التحرك معه للبحث عن أيوب تحت حزنها واستغربها من كلمات سيف.
………………………………………………….
عند زياد كان يبحث عن فرح فى المكان وأثناء بحثه حضر ما كان يحدث بين حور وزين وهذا الرجل الغير معروف له وظل يتابع الأحداث من بعيد حتى رأى زين يخرج بغضب شديد ركض سريعا خلفه وهتف عليه قائلا:
-زين يا زين استنى انت يا ابنى رد عليا.
لم يجيب عليه زين وصعد سيارته وتحرك بها مسرعا.
زفر زياد بضيق وعاد مره اخرى إلى الداخل وجد فرح تنظر له بأستغراب قائله بتساءل:
-زياد كنت فين كده؟
لم يريد اخبارها بما حدث منذ قليل تكلم بكذب قائلا:
-ها ك ك كنت بدور عليكى ومكنتش لاقيكى طلعت ادور عليكى بره.
اومأت رأسها بتفهم وقالت بتوضيح:
-انا كنت بساعد خالتو قمر فى تحضير صينية الشبكه بتاعة نغم ورهف.
ابتسم لها بحب وقال بصوت هامس:
-عقبلنا يارب احسن خلاص هتجنن عليكى.
نظرت له بخجل وقالت بتلعثم:
-و و وحد منعك ما تكلم ماما.
زفر بضيق وقال بتوضيح:
-قولت لماما قالت استنى بعد الامتحانات.
اومأت رأسها بتفهم وقالت:
-مش مشكله يا زياد دى كلها شهر ونخلص امتحانات.
اقترب منها وقال بهمس:
-تعرفى أن انا كان نفسي اوى بعد الشهر ده يكون فرحنا نفسي احضنك اوى يا قلبى.
تراجعت إلى الخلف وتكلمت بتوتر وقالت:
-ز ز زياد ا ا ايه اللى انت بتقوله ده احترم نفسك و و وبطل تقرب منى بالشكل ده.
اقترب اكثر لها وأسند ظهرها على الحائط وقال بمداعبه:
-هو أنا لو خطفت منك حاجه كده هيحصل حاجه.
جحظت عيناها بصدمه والكلام وقف بحلقها وأغلقت عينيها وتكلمت بصعوبه:
-ز ز زياد بس قلة ادب وابعد حد يشوفنا.
وفى ذالك الوقت سمعوا صوت انس وهو يقول لهم:
-الله يحرقكم عيله انتووووا ايه مش بتتعبوا تلزيق ماشاءالله عليكم والله اشوف فيكم يوم زى ما انتوا مبسوطين كده وانا متشحطف على مسكت ايد البت ومش عارف امسكها.
استدار زياد له بضيق وتخفت فرح خلف ظهره بخجل وتكلم بنفاذ صبر:
-ده وقته بذمتك تيجى فيه، ارحم امى القصيره حرام عليك قطعت اللحظه الرومانسيه.
عقد ذراعيه على صدره وتكلم بصوت هامس:
-احمد ربنا أن انا اللى قطعت عليكم اللحظه الرومانسيه دى يا اخويه بدل ما اخوها كان هو اللى قطع عليكم وكان زمانه قااااطع انت فاهم بقى لم الدور وسيب البت تمشى من قصادك دلوقتى.
تنحنح بأحراج وقال بابتسامه:
-اخويه الغالي ابو الرجوله كلها مبروك خطوبتك يا برنس اتفضل انت واللى عايزه هيكون عندك.
تعالت ضحكات انس وغمز له وقال:
-تسلم يا غالى ده العشم برضه هااا.
أنهى كلامه وتحرك من امامهم وعاد مره اخرى عند رهف.
ظلت فرح متمسكه بملابس زياد من الخلف بخوف شديد ابتسم على حركتها الطفوليه وتكلم بأبتسامه.
-سبينى طيب علشان اعرف ابصلك.
تركته بخجل شديد وتكلمت بصعوبه:
-ع ع عجبك اللى حصل ده ك ك كله بسببك قولتلك اتلم وبطل قلة ادب ا ا اهو انس شافنا وممكن يروح يقول لزين أو لعدي.
حرك رأسه بالرفض وتكلم بابتسامه:
-انس عمره ما هيقول حاجه لحد، متقلقيش وانا اسف يا فرح مكانش ينفع اعمل كده بس اندفعت بمشاعرى شويه متزعليش منى، ووعد مش هعمل معاكى كده غير لما تبقى مراتى.
ابتسمت له بحب وقالت بخجل:
-و و وانا واثقه فيك.
غمز لها وقال بدعابه:
-مش وعد اوى يعنى انا ممكن أضعف فى اى لحظه بسبب الضحكه القمر دى.
تعالت ضحكات فرح على كلمات زياد وتحركت سريعا من أمامه.
نظر إلى أثرها بأبتسامة حب وقال:
-يااارب قرب البعيد انت عارف بقى وحاسس بيا.
أنهى كلامه وعاد مره اخرى عند الجميع.
………………………………………………….
خرجت رغد إلى الخارج بضيق فهى لم تستطيع التكيف مع هذه العائله وقفت تستنشق الهواء الطلق وفى ذالك الوقت وقف مجموعه من الشباب وبدأوا بمضايقتها تراجعت إلى الخلف بخوف وتكلمت بصعوبه:
-ل ل لو سمحتوا احترموا نفسكم ا ا انا اخويا ظابط وممكن يرميكم كلكم فى الحبس.
تكلم احد الشباب وقال بتهكم:
-ظابط! طيب ظابط نفسه على الساعه كام.
تعالت ضحكاتهم وتكلم شاب آخر وقال:
-لا لا لا يمكن تقصد اخوها ظابط بس ظابط ايقاع.
ردت عليهم بدموع وقالت:
-ا ا انتوا عايزين منى ايه؟
أجابها إحدى الشباب وقال:
-ولا حاجه يا قمر تيجى معانا نقضى ليله لذيذه وكله بتمنه.
حركت رأسها بخوف شديد وقالت بدموع:
-ا ا انت قليل الادب و و وقح ولو ممشتش انت وهو هدخل اجبلكم اخويا يتصرف معاكم.
تعالت ضحكاتهم على ساذجتها ولكن فى هذا الوقت تفاجئوا بشاب يقترب منهما وهو يرتدى البدله المري وموجه سلاحه لهم وقال بتحذير:
-تحبوا أفرغ سلاحى ده فيكم كلكم ولا تمشوا حالا من هنا.
قبل أن ينهى كلامه كانوا ركضوا من أمامه بخوف شديد.
نظرت له بأمتنان وقالت:
-ش ش شكرا حضرتك، كويس انك جيت فى الوقت المناسب.
ابتسم لها بهدوء وقال:
-مكانش ينفع تخرجي من جوه لوحدك فى وقت زى ده.
نظرت له بأستغراب وقالت بتساؤل:
-هو حضرتك كنت فى الفرح جوه؟
اومأ رأسه بالتأكيد وقال بتوضيح:
-ايوه أنا تميم صاحب عدي اخوكى ولما شوفتك خارجه فى وقت زى ده واتأخرتى بره قلقت ليكون حصلك حاجه واللى توقعته فعلا لاقيته، اتفضلى يلا معايا جوه.
اومأت رأسها بالموافقه وتحركت معه إلى الداخل وجلست على المقعد.
ابتسم لها ابتسامه هادئه وقال:
-اقعدى هنا ومتطلعيش بره تانى لوحدك انتى شوفتى بنفسك كلاب السكك عاملين ازاى بره.
نظرت له بأحراج واومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-ح ح حاضر بس ياريت متقولش اللى حصل ده لعدي.
رد عليها بالتأكيد وقال:
-طبعا مش هقوله حاجه زى كده هسيبك بقى واروح عنده ولو احتاجتى حاجه دلوقتى من بره قوليلى وانا هجبهالك.
أنهى كلامه وتركها وذهب عند عدي
نظرت رغد إلى أثره بأستغراب وابتسمت على شجاعته وعندما كان يقف أمامها كسد يحميها.
………………………………………………….
وصل عامر ومعه فتاة ترتدى ملابس تبرز ملامح جسدها ممسكه بذراعه تحرك بأتجاه ايوب وتكلم بصوت غاضب:
-عداك الاصول المره دى يا ابن ابويا المفروض تفهم ابنى أن ليه اب لسه عايش مش تقوم انت بدورى وانا موجود فى الدنيا.
نظر ايوب إلى الفتاة بأشمئزاز وقال بتهكم.
-مش لما يكون الأب ده عاقل وأفعاله محترمه ويفتخر بى مش كل يوم مع واحده زباله.
أحاط خصر هذه الفتاة وتعالت ضحكاته وقال:
-وهو فيه احسن من النسوان الزباله ده حتى دول اللى بيعرفوا اللى فى دماغ الواحد ايه وينفذوه بالظبط تحب تجرب صدقنى مش هتندم.
اغلق ايوب عينه بغضب حتى يتحكم فى اعصابه ولا يتهور كان معاذ يتابعهم وعندما رأى ملامح ايوب تهجمت اقترب منهم سريعا وأمسك ذراع عامر وتكلم بصوت مختنق:
-امشي معايا يا عامر.
دفع معاذ بعيد عنه وتكلم بغضب:
-مش هتحرك من هنا دى خطوبة ابنى.
سمع انس صوت والده وأتى إليهم ونظر إلى الفتاة المتواجده معه وتكلم بصوت مختنق:
-انت ايه اللى جابك؟
تكلم بغضب وقال:
-ايه مش عايز ابوك يحضر خطوبتك كمان مش كفايه اتقدمت وعملت كل حاجه من غير ما ترجعلى.
تنهد انس بوجع وزفر بضيق وقال:
-انت ليه غاوي تعكنن عليا فرحتى ليه مصر تكرهنى فيك، مش معترض والله انك تحضر خطوبتى اعتراضى على تصرفاتك، دى لزمتها ايه معاااك تقصد ايه بوجودها هنا بالشكل ده عايز تغيظ امي مثلا لا اطمن هى رمت طوبتك من زمان عايز تقل منى أنا وعمي ايوب وتكسفنا، متقلقش صورك موجوده فى كل مكان والحمدلله بيتحرق دمنا بسبب منظرك وانت فى أحضان البنات وسكران طينه كفايه اللى انت بتعمله ده حرام عليك احترم سنك يا اخي بقى كفاااايه.
أنهى كلامه وتحرك من أمامه بغضب شديد.
نظر له ايوب ومعاذ وحركوا رأسهم بعدم رضا وتكلم ايوب بنفاذ صبر قائلا:
-عجبك الحاله اللى وصلت ابنك ليها دى عجبك صورتك قصاد ولادك دى كفايه اللى بتعملوا فينا هما مش ذنبهم حاجه غير انهم موجودين فى الدنيا بسبب اب ناقص زيك خد الزفته اللى معاك وغور من قصادى فى ستين داهيه.
قبل أن يتكلم عامر امسكه معاذ وارغمه على التحرك معه إلى الخارج.
كانت أميرة تتابع ما يحدث والدموع تتسابق من عينيها اقترب فريد منها وربت على يدها وقال:
-اهدي يا اميرة علشان خاطرى.
تكلمت من بين شهقاتها وقالت:
-هو ليه مصمم ينزل نفسه من عيونا حاولة كتير اتقبل أفعاله بس فى كل مره يخذلنى فيها أنا نفسي افتخر بى زى اى بنت بتفتخر بأبوها، أنا تعبت يا فريد من حرب الأعصاب اللى عايشه فيها دى مافيش مره شوفته فيها إلا كان سبب دموعي.
رد عليها بنبره هادئه وقال:
-انا عارف انها صعبه عليكى بس للاسف احنا كأبناء ملزومين نتقبل أفعالهم منقدرش نغلط فيهم مهما كان حجم اخطائهم لأن ربنا اللى أمرنا بكده أمرنا أننا ملناش علاقه بأفعالهم لينا أننا نطيعهم ونقول ليهم قولا كريمٍ وندعي ليهم بالهدايه وحسابهم عند ربنا مش عندنا احنا ادعيله يا اميره ربنا يهديه ويصلح حاله وان شاءالله ربنا هيشيل الغمامه دى عن عينه وهينور بصيرته.
تكلمت بدموع وقالت:
-ربنا يهديك يا بابا انا محتاجك اوى بجد فى حياتى.
ابتسم لها بحب وقال:
-الله ينور عليكى ادعيله على طول كده، امسحى بقى دموعك علشان عيونك غاليين عندى اوى ومش قادر استحمل اشوفهم كده.
ابتسمت له بحب وقالت بخجل:
-ح ح حاضر.
وازالة دموعها بكف يدها وظلت تنظر حولها بتوتر من نظرات فريد لها.
………………………………………………….
تم تلبيس محابس الخطبه لكلا من عدى ونغم وانس ورهف وبعد المباركه لهم من الجميع انتهت الخطبه وعاد الجميع إلى منازلهم وانتهى اليوم بين سعاده البعض والوجع والحزن للبعض الآخر.
فى صباح يوم جديد استيقظت نغم على صوت الهاتف الخاص بها إجابة عليه بأبتسامه وتكلمت بصوت ناعس:
-صباح الخير يا قلبى.
أجابها عدى بحب وقال بسعاده:
-صباح النور يا عمري، تصدقى أن امبارح كان اسعد يوم فى حياتى اه مش الفرحه الكبيره بس يكفى أن بقى فيه حاجه رسمي ما بينا أنا عمال ابص على دبلتك اللى فى ايدى مش مصدق نفسي.
اعتدلت على فراشها ونظرت إلى يدها بسعاده وقالت:
-ولا انا كمان مش مصدقه أن دبلتك فى ايدى يااااه حلم جميل اوى مش عايزه اصحى منه يا عدي خايفه اوى لسعادة دى تتخطف مننا.
شعر بدقات قلبه تتزايد بخوف شديد وتكلم سريعا وقال:
-متقوليش كده يا نغم انا معاكى وانتى معايا وهنعيش اجمل ايام حياتنا وهتبقى معايا وفى حضنى وهنبقى اجمل واحلى بابا وماما وبكره نحكى حكايتنا لأولادنا وعن قصة حبنا اللى عاشت فى قلوبنا من واحنا اطفال واتفرقنا وفضل حبنا عايش جوانا مفقدناش الامل أننا نتجمع تانى وربنا عوضنا خير فى الاخر، بكره نضحك على تفكيرنا الساذج ده ونقول قد ايه كنا محددوين الفكر والايمان بالله وان ربك رب الخير كله.
ابتسمت بحب وقالت:
-ونعم بالله يا حبيبى، ايه عندك شغل الصبح ولا بليل؟
أجابها عدى بأرهاق وقال:
-هو المفروض عندى بالنهار بس تميم هيمسك مكانى علشان جسمى متكسر ومش قادر تحضيرات امبارح هدت حيلى بصراحه وفى الاخر كله على الفاضى كل واحد مننا نام فى اوضه.
تعالت ضحكات نغم وقالت بتهكم:
-تصدق صعبت عليا يا حرام، ما تتلم يا ابنى وانشف كده بلاش شغل النحنحه ده مش بيجى معايا سكه، عيبه فى حقك كظابط على فكره.
ابتسم على كلماتها وقال:
-هو علشان انا ظابط معرفش اقول كلمتين حلوين ولا ايه ده أنا حتى اداب بشوف الانحراف كله قصاد عينى بس انت وبس اللى فى قلبى.
تكلمت بضيق وقالت:
-وحياة امك طب فكر تبص لواحده كده ولا كده هخزقلك عينك يا حليوة.
تعالت ضحكاته وتكلم بصعوبه وقال:
-اموت فيك أنت يا شرس، يلا بقى هقفل معاكى علشان اروح ادي ماما علاجها.
ردت عليه بأبتسامه وقالت:
-ماشى يا حبيبى ربنا يجعله ليها بالشفا يارب.
أغلقت الخط معه ونهضت من على تختها واتجهت إلى المرحاض وبعد دقائق خرجت وارتدت ملابسها وأدت فرضها وخرجت من غرفتها واتجهت إلى غرفة حور طرقت على الباب ودلفة إلى الداخل وجدتها تجلس على السرير بحزن شديد تنهدت بوجع وتحركت بأتجاهها وجلست بجوارها وربتت على ظهرها وقالت بصوت مختنق:
-صباح الخير يا حبيبتى.
تكلمت حور بحزن وقالت :
-صباح النور يا نغم.
نظرت نغم لها بتوتر وقالت بتساؤل:
-ع ع عملتى ايه مع زين امبارح؟
حركت يدها بعدم اهتمام وقالت:
-ولا حاجه .
ردت عليها بعدم فهم وقالت:
-ولا حاجه ايه مش فاهمه، وبعدين مين اللى كان معاكى ده يا حور طول الحفلة.
تجمعت الدموع فى عينيها وقالت بصوت مختنق:
-ده سيف اللى حكتلك عليه قبل كده.
اتسعت عيناها بصدمه وقالت:
-اللى كنت خايفه منه ومش مرتاحه ليه.
حركت رأسها بالرفض وقالت بتوضيح:
-انا مكنتش خايفه منه، أنا كنت خايفه زين يعرف بشغلى معاه وتحصل مشكله واللى كنت خايفه منه حصل وزين سابنى بسببه، إنما موضوع مش مرتاحه ليه فهو فعلا أنا لسه مش مرتاحه ليه نظراته حركاته حتى ضحكته بتقول أن وراه الشخص ده حاجه مريبه مش طبيعيه.
تكلمت نغم بتوتر وقالت بتساؤل:
-اسمه سيف ايه يا حور؟
اجابتها بصوت مختنق وقالت:
-اسمه سيف السيوفى أو بمعنى أصح اسمه سيف شريف السيوفى، بس بتسألى على اسمه ليه؟
ردت عليها بأرتياح وقالت:
-تعرفى أنه فيه شبه كبير من خالك محروس تحسي أنه فوله وانقسمت نصين منه بس بعد ما عرفت اسمه اطمنت الحمدالله.
نظرت لها بعدم فهم وقالت بتساؤل:
-خالك محروس مين ده وتعرفيه منين؟
تجمعت الدموع فى عين نغم وتكلمت بصعوبه:
-هقولك حاجه اوعى تقوليها لماما يا حور.
حركت رأسها بالنفي وقالت:
-قولى يا نغم متقلقيش والله محدش هيعرف بحاجه.
اخذت نفس عميق وقالت:
-خالك محروس ده هو السبب فى كل حاجه وحشه عشناها هو اللى قتل بابا مروان وهو اللى كان خطفنى وهو اللى كان بيضربنى ويعذبنى بالساعات وكان بيسبنى من غير اكل فى الاوضه بالايام لدرجة أنه كان عايزنى اعمل حاجات وحشه مع الرجاله لولا ستر ربنا ومحدش قرب منى لحد ما جاتلى الفرصه والشرطه هجمت على الشقه واخدونى مع البنات وهناك شوفت عدي والباقى انتى عارفه.
كانت حور تستمع كلمات نغم بعدم تصديق لم تتخيل أن يكون لديها خال بهذه الحقاره تكلمت بصعوبه وقالت:
-انا مصدومه بجد يعنى عندى خال حقير بالشكل ده طيب ازاى ماما مقالتش ليا حاجه زى دى قبل كده؟ وازاى واحد زى ده يقبل يعمل كده فى بنت أخته ده المفروض الخال والد يعنى يكون مكان ابوكي انا حاسه ان بحلم.
حركت رأسها بدموع وقالت:
-محروس ده أحقر من الحقاره نفسها، علشان كده مقولتش لماما الحقيقه لحد دلوقتى لأن صدمتها هتبقي كبيره اوى والله اعلم ايه ممكن يحصلها بسبب خبر زى ده، اهم حاجه اوعى تقولى حاجه لماما يا حور هو كده كده اتمسك خلاص وهيتنفذ حكم الاعدام فيه خلال أيام ونرتاح منه للابد.
اومأت رأسها بتفهم وقالت:
-حاضر يا نغم متقلقيش مش هقول حاجه لماما، بس انتى بتقولى أن سيف شبه اوى انتى شاكه فى حاجه ولا ايه؟
ابتسمت لها ابتسامه هادئه وقالت:
-كنت شاكه أن يكون ابنه من العلاقات الزفت اللى كان بيعملها مع البنات بس انتى بتقولى اسمه سيف شريف السيوفى يعنى ابن حد تانى خالص بس زى ما بيقولوا يخلق من الشبه اربعين واللى اسمه سيف ده مجرد شبه من الزفت محروس مش اكتر.
ثم استقامة بجسدها وقالت:
-يلا بقى هسيبك تجهزى علشان متتأخريش على شغلك.
وخرجت من الغرفه وتركتها.
نظرت حور إلى أثر نغم وتنهدت بحزن وقالت:
-اتعذبتى كتير اوى يا نغم، محدش مرتاح فى الدنيا دى كل واحد لازم ينول من الوجع نصيبه مافيش مفر منه.
………………………………………………….
استيقظ انس من نومه على صوت رنين الهاتف الخاص به نظر به بأعين ناعسه وجدها رهف أجاب عليها بحب وقال:
-صباح الفل يا عمرى.
ردت عليه بصوت هادئ وقالت:
-صباح النور يا انس، عامل ايه دلوقتى طمنى عليك.
تنهد بحزن وقال بصوت مختنق:
-كويس يا رهف خلاص اتعود مبقتش اتفاجئ من أفعاله وبالذات لما يلاقينا مبسوطين شويه يعمل بكل طريقه علشان يكسر فرحتنا.
تكلمت بنبره حنونه:
-معلش يا انس هو بس اخد على خاطره انك عملت خطوبتك ومقولتش ليه.
ابتسم بوجع وقال:
-والله انتى اللى طيبه وعلى نياتك المهم سيبك منى قومى اجهزي واياكي تخرجى من البيت قبل ما اجيلك اعملى حسابك أن هوصلك كل يوم الشركه ولما تخلصى هاجى اخدك اوصلك البيت.
ردت عليه بضيق وقالت:
-ليه يعنى صغيره ومش هعرف اسوق عربيتى واروح الشغل لوحدى.
رد عليها سريعا وقال بتوضيح:
-لا يا قلبى مش علشان كده بس اهو فرصه اشوفك كل يوم الصبح وبليل وبالمره اوصلك واكون مطمن عليكى.
تكلمت بتوتر وقالت:
-م م ماشي بس متتأخرش عليا انت عارف عمو ايوب مش بيحب حد يتأخر على الشغل.
تنهد بحب وقال بابتسامه:
-يا خراشى يا ناس على الرقه حرام عليكى ارحمى قلب امى من رقتك دى يخربيت ام جمالك يا شيخه اقفلى جتك القرف فى حلاوتك.
تعالت ضحكاتها على كلامه وقالت:
-والله العظيم انت مجنون ما طبيعى، سلام.
اغلق انس الخط معها وابتسم على كلماتها ثم نهض من على فراشه واتجه إلى المرحاض ودلف إلى الداخل واغلق الباب خلفه.
………………………………………………….
كانت بتول تجلس على الأريكة بحزن شديد لقد اشتاقت إلى رفيق دربها هبطت دمعه مسحتها سريعا قبل أن يراها احد وفى ذلك الوقت دخلت اسيل إليها وقالت بابتسامه.
-صباح الخير يا بتول.
نظرت لها بأستغراب وقالت:
-صباح النور يا اسيل اتقضلى.
جلست اسيل بتوتر ونظرت لها قائله:
-بتول أنا عزماكى النهارده عندى على الغدا بس ياريت تيجى وقت ما يكون الاولاد فى شغلهم وبنتك فى الجامعه.
نظرت لها بأستغراب وقالت بتساؤل:
-عزماني أنا على الغدا! طيب والاولاد ليه مش عايزاهم يكونوا موجودين.
تنحنحت بتوتر وقالت :
-ها ل ل لا عادى انا قولت تبقى قاعده ليا وليكى بس نتكلم براحتنا.
ابتسمت لها بعدم ارتياح واومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-تمام مافيش مشكله هكون عندك على العصر أن شاءالله.
هبت واقفه بسعاده وقالت:
-ان شاءالله هروح أنا بقى علشان الحق أحضرك الاكل بأيديا دول.
وتحركت بأتجاه الباب وهى مرتسمه الابتسامه على وجهها بسعاده ناويه على شئ ما اعتقادنا منها سوف تستطيع إعادة الحياة إلى من فقد الحياة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)