روايات

رواية ما وراء الماضي الفصل السابع عشر 17 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي الفصل السابع عشر 17 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي البارت السابع عشر

رواية ما وراء الماضي الجزء السابع عشر

رواية ما وراء الماضي الحلقة السابعة عشر

مر عدة أيام على ابطالنا بقى ريان بين الحياة والموت غائب تماما لا يشعر بشئ سوي الهروب من الحياة فقط لا غير
ظلت بتول مقيمه بالمشفى حتى تستكمل علاجها عاد الجميع لأعمالهم وبالمساء يأزروا بتول وريان على حدة
بعد أن فحص الطبيب بتول نظر له زين وقال بتساؤل
-ها يا دكتور حالتها عامله ايه دلوقتى؟
اجابه الطبيب بمهنيه موضحًا له.
-الحمدالله حالة مدام بتول بقت تمام الضغط اتظبط السكر عندها اتظبط
اتسعت أعين الجميع وتكلمت قمر بحزن وقالت
-سكر !! هى بتول عندها السكر ؟!
أومأ رأسه بالتأكيد قائلا بتوضيح
-ايوه بس واضح أنه لسه جديد عندها عموما انا هكتب ليها العلاج المناسب وده هتستمر عليه بجرعات معينه مدى الحياة وهقولكم ايه هو الاكل المسموح بى وايه الحاجات الممنوعه عنها، علشان نتجنب اي ضرر أو غيبوبة سكر.
اومأت قمر رأسها بالموافقه وقالت بدموع.
-حاضر يا دكتور كل اللى هتقولنا عليه هنفذه بالحرف.
ابتسم لهم الطبيب قائلا:
-أنا هكتبلها على خروج النهارده اتفضلوا فى الحسابات وبعد كده هنتظركم فى مكتبي، عن اذنكم.
انهي كلامه وذهب يتابع عمله.
نظرت قمر إلى أثره وتكلمت بدموع
-سكر يا بتول انتى صغيره على موضوع السكر ده ياريت كنت انا وانتى لا يا حبيبتى يارب ابعد عنها الشر وخليها ليا ولاولادها.
تكلمت فرح بدموع.
-أنا خايفه على ماما اوى يا خالتو يعنى بابا مات وماما جالها السكر، احنا بيحصلنا ليه كل ده.
أنهت كلامها وارتمت داخل أحضانها
ربتت قمر على ظهرها بحنو وقالت:
-يا حبيبتى متقوليش كده استغفرى ربنا ده ابتلاء من عنده واحنا راضين بأمره وحكمه وربنا هيجازي صبرنا ده خير.
تكلمت من بين شهقاتها وقالت:
-اللهم لا اعتراض على حكمك الصبر من عندك يااارب.
وظلت تبكى بقوة .
………………………………………………….
عند ريان
جلس عدي بجوار ايوب وربت على قدمه وقال بصوت حزين:
-عمى ايوب روح ارتاح شويه فى البيت من يوم اللى حصل لبابا ده وانت مروحتش من الشغل للمستشفى ومن المستشفى للشغل وده غلط على صحتك.
حرك رأسه بالرفض وتكلم بصوت مختنق:
-مقدرش أمشى واسيب ريان هنا لوحده ابوك يا ابنى رفيق عمرى شاركنى فى رحلتلى وعمره ما زعل منى مهما كنت اعمل فيه رغم فرق السن اللى بينا الا كان دايما العقل المدبر ليا اعتمادي كله كان عليه مقدرش اسيبه فى وقت زى ده وانام على سريري عادى زمان فضل قاعد جنبى وانا فى غيبوبه مبعدش عنى ثانيه ابوك اخويا الصغير زيه زي عامر ومعاذ ميفرقش حاجه عنهم.
ابتسم له بحزن وقال:
-ربنا يديم ما بينكم المحبه ويرجعه لينا بالسلامه.
تنهد بحزن وقال بتمنى:
-اللهم امين.
ثم نظر إلى منى وبناتها وتكلم بصوت هامس:
-قول لأختك رهف تاخد امها واختها ويروحوا يرتاحوا شويه من يوم اللى حصل وهما على نفس الحال
حرك رأسه بضيق وقال:
-حاولة كتير بس مش راضين وبالذات مرات ابويا ورغد بيعتبرونى عدوهم مش طايقين كلمه ليا.
زفر بضيق وقال بنفاذ صبر:
-الواحد لو مكانش الظروف اللى هو فيها ده كان عرف يتصرف معاهم بس لا مكانه ولا وقته.
أستقام عدى من مقعده وقال:
-هروح اطمن على ماما عن اذنك.
نظر إلى أثره وقال بصوت هامس.
-الله يعينك يا عدي على اللى انت فيه شايل هموم الدنيا على كتفك وبتحاول تستحمل.
………………………………………………….
وصلوا جميعا إلى منزل بتول اول مره تدخل المنزل فى عدم وجود وليد وقفت امام البوابه تعالت دقات قلبها أغلقت عينيها بدموع وشعرت بقدميها لم تتحملها أسندت على زين وزياد ويدها كانت ترتجف بشدة
ربت زين على يدها بحنو حتى يحسها على التحرك وتكلم بصوت حزين.
-اجمدى يا ماما علشان خاطرى واهدي شويه بالله عليكى.
تكلمت من بين شهقاتها.
-مش قادره يا زين اول مره هدخل المكان وابوك مش فيه ريحته موجوده فى المكان بطريقه مش معقوله حاسه قلبى هيوقف من كتر الوجع والحزن رجلي مش شيلانى يا ابنى.
فرت دمعه من عين زين وقال:
-لو مش قادره تقعدى هنا تعالى نروح الفيلا التانيه اقعدى فيها الفترة دى
حركت رأسها بالرفض وقالت بدموع:
-لا يا زين مش هسيب المكان اللى فيه ريحة ابوك افتح الباب يلا.
اومأ رأسه بالموافقه وتحرك إلى الأمام فتح الباب واسندتها فرح وزياد وتحركوا إلى الداخل.
وقفت بتول مكانها تنظر حولها كل ركن بالمنزل ترى فيه ذكرى لزوجها وليد تعالت شهقاتها وتحركت إلى الاريكه وجلست عليها وحركت يدها وقالت بحزن.
هنا كان بيرجع من الشغل يقعد جنبى يقولى بحبك واحشتينى.
ثم نهضت واتجهت إلى الدرج وقالت.
-هنا زعلته ولما حسيت بغلطى ودموعى نزلت منى مهنتش عليه اخدنى فى حضنه وطبطب عليا.
وتحركت إلى السفره وحركت يدها على مقعده وقالت.
-وهنا كان بيقعد يلمنا حواليه ويبص ليا كل شويه على أنى أعظم انتصاراته ويبص على ولاده بفخر أنهم ثمار حبه ليا، ااااه يا وليد ليه موت وسيبتنى هعيش ازاى من غيرك كل حته فى البيت فيها ذكرى حلوه مافيش ولا ذكرى وحشه افتكرها ليك كنت اطيب وأعظم زوج وأب، ااااه يارب صبر قلبى على فراقه.
احتضنتها قمر بدموع وقالت بترجى.
-بتول علشان خاطرى اهدي انتى لسه تعبانه واللى بتعمليه ده مش كويس عليكى.
تمسكت بها بقوه وتكلمت من بين شهقاتها.
-ياريت يحصلي حاجه و اروح ليه ياريت علشان مش قادره اكمل حياتى من غيره.
تكلمت فرح بدموع وقالت.
-متقوليش كده بالله عليكى فكرى فينا شويه كفايه علينا خسارة واحدة مش هنقدر نستحمل خسارة تانيه يا ماما.
نظر لها زياد بوجع وحزن على دموعها وتكلم بترجى.
-اهدي يا فرح متزودهاش عليها، كفايه اللى هى فيه.
ابتعدت بتول عن حضن قمر ونظرت إلى فرح وزين بحزن وقالت:
-انكتب علينا خلاص الفراق وابوكم بقى فى مكان احسن من هنا دلوقتى انتوا ثماره فى الدنيا الذريه الصالحه ليه، ده دوركم دلوقتى زى ما هو جابكم الدنيا وتعب علشانكم كبركم وخلاكم قد المسؤوليه دوركم انكم تخلدوا اسمه فى الدنيا تدعوا ليه فى كل وقت وكل صلاة تخرجوا ليه صدقه جاريه ومستمرة، حياتكم خلي صورة ابوكم دايما قصاد عيونكم اى فعل تعملوه افتكروا أمنيته و هو عايش أنه يفتخر بيكم ويقول هما دول ولاد وليد الديب، الشركه اللى تعب فيها وكبرها لازم تفضل مفتوحه واسم وليد الديب عليها تمسكها يا زين انت ونغم بنت خالتك تكبروها اكتر وتوصلوها فى المكانه اللى تليق بأسمه كأنه موجود وسطنا بالظبط عايزاها تسلم اجيال وتفضل فى مجدها عايزه لما أقابله أقوله امنتك اللى انت سيبتها ليا ولاولادك حفظنا عليها وسلمناها للأجيال الجايه.
أومأ زين رأسه بدموع وقال:
-حاضر يا ماما انا اصلا مسكت الشركه من اول يوم دخل فيها المستشفى وكنت ناوى اساعد بابا الله يرحمه فيها لما يخرج من المستشفى كان عندى امل أنه يخرج وافرح قلبه وبوجودى جنبه فى الشركه زى ما كان عايز، بس للاسف مات قبل ما يعيش اللحظه دى وافرحه.
كانت حور تستمع كلمات زين وتبكى حزنا على ألمه ووجعه.
اقتربت نغم من بتول وقالت بدموع:
-تعالى يا خالتو ادخلى اوضك ريحى جسمك شويه.
نظرت لها بحزن وقالت.
-وهو بعد موت عمك وليد يا نغم فيه راحه؟ خلاااص يا بنتى اللى جاى كله حزن ووجع قلب.
وتركتهم وتحركت إلى غرفتها دلفت إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها.
نظرت حور إلى باب غرفة بتول بقلق وقالت:
-ماما أنا خايفه على خالتو بتول اوى مش المفروض تدخلى معاها متسبهاش لوحدها.
حركت رأسها بالرفض وقالت
-لا يا حبيبتى سبيها تعيش اللحظه على انفراد وانا متأكده أنها هتبقى كويسه اللى شوفنا فى حياتنا زمان خلانا ناخد وجع الصدمه وبعد كده نقوي علشان نكمل واللى شوفناه زمان أنا وخالتك مكانش قليل ابدا احنا شوفنا جميع انواع الوجع والعذاب وبفضل ربنا رجعنا، اه رجوعنا كان دايما بيبقى ناقص فيه حاجه بس اهو بنعافر مع الدنيا علشان نقدر نكمل ونعيش.
تنهد زين بوجع وقال.
-عن اذنكم هطلع أوضى.
تكلمت حور سريعا وقالت
-زين انزل تانى علشان عايزاك.
اومأ رأسه بالموافقه وصعد إلى غرفته.
تكلمت فرح بحزن وقالت.
-أنا مليش نفس اطلع أوضى دلوقتى هطلع اشم شوية هوا فى الجنينه، عن اذنكم.
وخرجت بدموع وتركتهم.
تابعها زياد بحزن وتحرك خلفها واتجه إليها.
نظرت نغم إلى قمر وقالت.
-هنعمل ايه دلوقتى يا ماما.
تنهدت بحزن وقالت .
-أنا هدخل اعمل لقمه للكل وبالمره ابعت لابوكى وعدى وانس اكل علشان بقالهم كتير اوى مأكلوش لقمه بيتى تسند قلبهم.
اومأت نغم رأسها بالموافقه وقالت.
-ماشى يا ماما اعملى الاكل وانا لما تخلصى هخدلهم الاكل للمستشفى.
اومأت قمر رأسها بالموافقه واتجهت إلى المطبخ.
نظرت حور إلى نغم وقالت.
-نغم ا ا انا هطلع لزين اطمن عليه علشان خايفه عليه اوى.
وتحركت بأتجاه الدرج.
ركضت نغم خلفها وامسكتها من ذراعها وقالت بضيق.
-استنى هنا رايحه فين انتى اتجننتى عايزه تطلعى ليه فى اوضه.
نظرت لها بأستغراب وقالت:
-وفيها ايه مش فاهمه احنا فى ظرف طارق يا نغم وانا بحاول اقف فى ضهره واقويه.
زفرت بضيق وقالت بتوضيح.
-يا حبيبتى مش بقولك متوقفيش فى ضهره وقويه بس ميصحش انك تطلعى اوضه هو اصلا زمانه بياخد حمام دافى علشان جسمه يرتاح شويه هتطلعى انتى تعملى ايه فى الوقت ده اصبرى شويه انتى قولتيله يخلص وينزل وهو هينزلك لانه هو محتاجك فعلا وبيقوي بيكى بس فى الاصول يا حور.
نظرت لها بأستغراب وقالت:
-مع أن سمعت انك كنتى عايشه مع عدى لوحدكم وكان عادى يعنى.
تنهدت بحزن وتكلمت بتوضيح
-اولا أنا مكنتش عايشه مع عدى أنا كنت قاعده عنده فى الفيلا لأن وقتها مكانش عندى مكان اقعد فيه وطلبت منه المساعده وهو متأخرش واخدنى اعيش فى المكان ده، ثانيا أنا بعد موت عمو ليد فيه حاجات كتير عد حساباتى فيها زى ما تقولى كده موته كانت وعظه ليا وفؤقتنى لحاجات كتير كنت بعملها غلط،
ثالثا يا حور انتى عيشتى وسط امك وابوكى وكنتى بتلاقى اللى يوجهك لصح وللغلط كان فيه أم دايما بتنصح، البيئه اللى انتى عيشتى فيها غير اللى أنا عيشت فيها خالص انا كنت بشوف حاجات بعنيا صعبه حاجات مقرفه بشوفها قصاد عينى بس عمرى ما فكرت اعمل زيهم، اوقات كتير كنت بتمنى الاقى ام تنصحنى اخ يخاف عليا اخت نسهر ونتكلم مع بعض ونوجه بعض لصح والغلط، اللى عايزه اقوله ليكى احنا الاتنين عيشنا فى مكان وبيئة مختلفه تماما عن بعض علشان كده مينفعش تقارنى حاجه حصلت بينى وبينك، فهمتى يا حبيبتى.
شعرت حور بأندفعها فى الكلام تكلمت بأسف وقالت
-أنا اسفه يا نغم مقصدش ازعلك أنا كنت بسأل عادى على فكره مقصدش حاجه والله.
ابتسمت لها ابتسامه هادئه وقالت:
-ولا يهمك يا حور اهم حاجه اسمعى الكلام واياكى تطلعى عند زين فى اوضه فاهمه.
اومأت رأسها بالطاعة وقالت بأبتسامه.
-حاضر فاهمه.
قبلت نغم حور على وجينتها وابتسمت لها ابتسامه حنونه وتحركت بأتجاه المطبخ وجدت قمر تعد الطعام حضنتها من الخلف ووضعت رأسها على كتفها وقالت بصوت مختنق:
-ماما هو ليه حصل كل ده لما رجعت معقول المشكله فيا انا ووشي نحس على كل اللى حواليا.
التفت لها واحتضنت وجهها بيديها ونظرت بعينها قائله بنبره هادئه حنونه:
-بالعكس يا نغم رجوعك لينا القوة اللى خلتنا نستحمل كل الاحداث دى رجوعك النور الساطع فى الضلمه وجودك جنبى فرق معايا كتير يا حبيبتى يعنى لو عمك مات فى وقت اختفائك ده مكنتش هستحمل كنت هنهار وقتها لانه كان اخر واحد فى عيلة الديب ومن ريحتك وجوده الله يرحمه كان فارق معايا اوى فى غيابك.
تنهدت بحزن وقالت .
-ربنا يرحمه ويصبر قلوبنا على فراقه قطع بينا كلنا ملحقتش أشبع منه.
ابتسمت لها بحزن وقالت بنبرة مختنقه:
-معلش يا حبيبتى اكيد ربنا ليه حكمه فى كده يموت بعد رجوعك بكام يوم كأنه كانت روحه متعلقه عليكى ولما اطمن انك رجعتى لحضننا ربنا استرد أمانته وهو مرتاح.
اومأت رأسها وتحدثت بأبتسامه:
-ونعم بالله، يلا يا قمري خلصى الاكل علشان الحق اروح بي المستشفى، وانا هساعدك علشان نخلص
قبلت قمر وجينتها بحب واومأت رأسها بالموافقه وقالت.
-ماشى يا حبيبتى يلا بينا
وبدأوا يعدوا الطعام سويا حتى انتهوا واخذتوا نغم وذهبت به إلى المشفي.
………………………………………………….
جلست فرح على الارجيحه المتواجده بالخارج وظلت تبكى بحزن شديد وهى تتذكر والدها التى اشتاقت له بشدة
جلس بجوارها زياد وأمسك يدها بحنو وتكلم بصوت مختنق:
-اهدى يا فرح علشان خاطرى مينفعش كده دموعك على طول على خدك بدل عياطك ده ادعيله كتير واقري قرأن يهدى قلبك شويه إنما الدموع دى هتتعبك ومش هترجع اللى راح .
تكلمت من بين شهقاتها:
-بابا واحشنى اوى يا زياد الاشتياق وحش اوى بالذات لو لحد ميت يبقى نفسك تحضنه بس مبتقدرش نفسك تشوفه تسمع صوته تملى عينك منه بس مش موجود خلاص مجرد تفكيرك أن الشخص ده بقى ذكرى وخلاص معدتش هتشوفه تانى دى بتوجع اوى، ااااه يارب الصبر من عندك نار فى قلبى كل يوم بتقيد اكتر.
إلى هنا ولم يستطيع زياد منع حاله من احتضانها امسكها من ذراعها وأخذها داخل أحضانه وربت على ظهرها بحنو وتكلم بصوت مختنق.
-علشان خاطرى اهدي يا فرح مش قادر اشوفك كده دموعك نار بتكوي قلبى عارف أن غصب عنك بس علشان خاطرى كفايه.
تمسكت به بقوه وانهمرت دموعها أكثر وتكلمت من بين شهقاتها.
-حضنك نفس حضن بابا نفس ريحته نفس الدفى اللى فيه نفس الامان اللى كنت بحسه عنده، خليني كده ارجوك يا زياد.
قبل رأسها بوجع وحزن وقال
-هخليكى كده بس بشرط تبطلى عياط يا فرح.
اومأت رأسها بالطاعه وتمسكت به بقوة أكثر
وظلت ساكنه داخل أحضانه حتى ذهبت فى سبات عميق نظر لها بحزن وأبعدها عن حضنه لكنها عادت مره اخرى داخل أحضانه وتمسكت به مره اخرى مثل الطفل الصغير
ضمها داخل أحضانه أكثر وتركها نائمه هاربه من الواقع الاليم.
………………………………………………….
هبط زين من الاعلى بعد أن أخذ حماما بارد حتى يهدأ النار المتأججه داخل قلبه من فقدان أبيه وجد حور تجلس على الأريكة تنتظر نزوله اتجه إليها و جلس بجوارها وتكلم بصوت مختنق:
-البيت بقى كئيب اوى بعد موت بابا كأنه اخد بهجت كل حاجه حلوة معاه
أمسكت يده وتكلمت بحزن:
-ربنا يرحمه يا حبيبى، انت لازم تقوى يا زين انت دلوقتى المسؤوليات كترت عليك وبقيت مسؤول عن شركه واهلك بقيت انت مكان ابوك، لازم تثبت لكل انك قد المسؤوليه دى يا زين، ومتقلقش انا معاك وفى ضهرك ووقت ما هتميل متخافش هسندك.
قبل يدها بحب ونظر لها نظرة انسان فاقد للحياة وتكلم بحزن شديد
-ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى كان نفسي اوى يكون بابا عايش وسطنا ويجى يطلب ايدك من عمو ايوب ويفرح بينا ويشوف اولادنا على قد ما انا بحلم باليوم ده دلوقتى بس فرحتى مش هتكون كامله اليوم ده.
ابتسمت من بين دموعها وقالت.
-اكيد هيحس بينا اليوم ده وهيفرح اوى مكانه لانه كان نفسه ده يحصل من زمان ربنا يرحمه يا حبيبى ادعيله كتير طول ما انت قاعد صدقنى هو ده اللى محتاجه دلوقتى
اومأ رأسه بحزن وقال:
-حاضر يا حبيبتى معلش يا حور أنا منمتش ساعتين على بعض من يوم اللى حصل لبابا ده هطلع انام شويه، ولما اصحى نبقى نقعد مع بعض.
ابتسمت له بحزن وقالت
-اطلع يا حبيبى نام متشغلش بالك بحاجه.
أستقام بجسده ومال إلى رأسها قبلها بحب وتحرك بأتجاه الدرج وصعد إلى غرفته ارتمى على فراشه نظر إلى الاعلى وانهمرت دموعه بغزاره حتى غالبه النوم وذهب فى سبات عميق.
………………………………………………….
بالمشفى…..
كان عدى يقف أمام غرفة ابيه والدموع تتسابق على وجه كلما تذكر فراق والده وليد ونظر إلى ريان الملقي على تخته بالمشفى على مشارف الموت تتسارع دقات قلبه بحزن شديد وتزداد دموعه من شدة الخوف والفقدان.
ربتت رهف على كتف عدي بحزن شديد وقالت بترجى.
-عدي علشان خاطرى ارتاح شويه انت ليل نهار واقف الواقفه دى مبتقعدش ثانيه، انت كده هتوقع من طولك ومش هتقدر تصد على اللى جاى.
احاطها بذراعه ووضع رأسه على رأسها وتكلم بدموع.
-أنا اتكتب عليا قلة الراحه يا رهف الاول تتخطف حبيبتى وتغيب عني عشرين سنه ويوم ما ربنا يكرمنى وترجع لحضنى القدر ياخد منى بابا وليد وبابا ريان مرمى فى المستشفى ما بين الحياة والموت الدنيا حالفه ما تفرحنى ابدا، كأنها مش وراها حاجه غيرى.
نظرت له بدموع وقالت .
-اجمد يا عدي علشان خاطرنا احنا اخواتك اللى بنستمد قوتنا منك و علشان خاطر مامتك اللى هتموت على فراق عمو وليد انت سندنا دلوقتى بعد ربنا سبحانه وتعالى.
اخذ نفس عميق وتكلم بصوت مختنق وقال.
-أنا كده قوى علشانكم صدقينى لو مكنتش عامل حسابكم انكم ساندين عليا كان زمانى انهارت من زمان اوى كان زمانى عملت حاجه متهورة علشان ارتاح من العذاب اللى انا فيه ده وجودكم انتوا هو الدافع الوحيد اللى مخلينى مكمل لحد دلوقتى وقادر اقف على رجلي.
وفى ذلك الوقت وصلت نغم إليهم وعندما رأت دموع عدى شعرت بوخزة بقلبها ابتسمت له بحزن وقالت.
-عامل ايه دلوقتى يا عدي؟
أومأ رأسه بحزن وقال.
-عايش أو عامل نفسي أن عايش يا نغم
نظرت إلى رهف وابتسمت لها بترحاب وقالت.
-ازيك يا رهف، مش انتى اسمك رهف؟
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت.
-ايوه يا نغم أسمى رهف اتقابلنا يوم موت عمو وليد الله يرحمه هنا لما جيتى لعدى وهو منهار.
نظرت إلى عدي بقلق ثم نظرت إلى رهف وقالت بتساؤل:
-مأكلش ولا لقمه برضه؟
حركت رأسها بالرفض وقالت بنفاذ صبر.
-لا مأكلش ورافض يحط أى لقمه فى بؤقه وعلى الحال ده من يوم اللى حصل لبابا.
اومأت رأسها بحزن وقالت .
-طيب سبيه عليا أنا هعرف اكله.
ربت على كتفها بابتسامة امتنان وتركتهم وذهبت بعيد عنهم.
نظرت نغم إلى عدي بضيق وقالت.
-كده برضه يا عدي بتموت نفسك بالبطيئ عايز تسيبنى بعد ما صدقت لاقيتك، أنا عارفه أن اللى بنمر بي صعب بس برضه محتاج تاكل لقمه تصلب بيها طولك علشان تقدر تواصل وتكمل المشوار اللى انت فيه ده، أنا جايبه معايا لقمه ليك انت وانس وبابا ايوب من ايد ماما علشان تاكلوا حاجه نضيفه بدل اكل الشارع ده يلا يا حبيبى تعالى كل.
حرك رأسه بالرفض وتكلم بدموع.
-علشان خاطرى سبينى براحتى يا نغم مليش نفس اكل والله واى لقمه هتنزل معدتى دلوقتى مش هتقعد وهرجعها تانى.
ردت عليه سريعا وقالت:
-انت مجربتش يا عدي كل وبعد كده يبقى يحلها ربنا حتى لو رجعتها يبقى استفد بفوايدها فى جسمك وخلاص.
تنهد بقلة حيله هو يعلم جيدا أن نغم لن تخضع لرافضه مهما حصل أومأ رأسه بالموافقه وتحرك بأتجاه ايوب وانس وجلس بجوارهم وأخذ قطعتين صغيره من الخبز وقال
-الحمدالله شبعت.
حركت رأسها بالرفض وقالت .
-كل يا عدى انت مأكلتش حاجه.
نظر له ايوب وقال بصوت مختنق:
-كل يا عدى كل يا ابنى علشان تقدر تكمل.
وضع اللقمه داخل فمه والدموع تتساقط على خده نظر الاتجاه الآخر وتعالت شهقاته.
أبعد ايوب الطعام وأخذ عدى داخل أحضانه وتكلم بحزن.
-اهدا يا ابنى وادعى ربنا يعدى الفتره الصعبه دى علينا بخير ويقوم ابوك ريان بالسلامه.
تمسك بأيوب وتكلم من بين دموعه.
-أنا مش قادر استحمل اكتر من كده يا عم أيوب بابا وليد واحشنى وهموت من القلق على بابا ريان حتة انك لازم تكون قوي علشان تسند الكل دى صعبه اوى يمكن مكنتش بحس بده قبل كده علشان بابا وليد كان شايل هو الشيله دى كلها لوحده كان بيقوي علشان كلنا ساندين عليه عمره لا اشتكى ولا ملى من حمايته لينا لحد ما وقع ومشي وسابنا، طيب اقولك على حاجه، أنا ضعيف أوى يا عم أيوب حاسس ان غريق ومحتاج قشه واحده بس اتعلق فيها تنجدنى من اللى انا فيه ده.
ربت على ظهره بحنو وتكلم بنبره حكيمه:
-يااااه يا ابنى ده انت لسه عضمك ضعيف، ومش هيقوى غير من الازمات دى، و كل ضربه هتقوى عضمك، الدنيا يا حبيبى عمرها ما كانت حنينه ولا هطبطب عليك، بالعكس الدنيا دى تحدي كل ما توجعك تقوى عليها كل ما توقعك ترجع توقف على رجلك وتبقى احسن من الاول كل ما تاخد منك حاجه عزيزه عليك كل ما يقوى ايمانك بربنا وتثبتلها أنك مؤمن وراضى بقضاء الله، احنا اتخلقنا علشان نعدى اختبارات كتير اوى وفى النهايه اللى ربنا كاتبه لينا هو الأصلح وشفاء لكل جروحنا عافر واصبر وسيب الباقى على اللى خلقك.
شعر عدى بأرتياح شديد ابتسم له بأمتنان وقال:
-ونعم بالله، شكرا بجد ليك يا عم أيوب كلامك ريحنى وفرق معايا كتير، ربنا يخليك لينا وتفضل كده فى ضهرنا.
كانت نغم تتابع الحوار بسعاده شعرت بفخر بأيوب وكم والدتها كانت محظوظه بهذا الرجل وعرفت الآن كيف كان هذا الرجل سند لوالدتها فى غيابها وشكرت الله على وجود رجل حكيم مثل ايوب فى حياتهم.
………………………………………………….
بعد مرور عدة أيام
بقى الوضع كما هو لا تقدم فى حالة ريان ظلت بتول حبيسة غرفتها مع ذكرياتها هى ووليد، وظل الحزن يخيم على الجميع عادت حور تتابع العمل بالشركه مع ايوب بدأ زين بالعمل بشركة وليد الديب وقام بمساعدته انس بعد ما استأذن ايوب بذلك ظلت قمر مقيمه مع بتول بالفيلا تعتنى بها وتراعيها وبقى ايوب بالمشفى بجوار ريان وعدي ظلت نغم تأزر عدى فى هذه الظروف الصعبه ومثلها زياد يازر فرح فى حزنها على أبيها عاد عامر لسهر فى الشقق المشبوه كما كان وعلمت دنيا بخبر ريان كانت من كل وقت لآخر تذهب المشفى هى وابنائها ليطمئنوا عليه بقيت منى وبناتها بالمشفى بجوار ريان تحت نظرات منى ورغد الكارهه لعدي والمودة والعطاء من رهف لأخيها، وظلت اسيل تتردد على المشفى كل حين لتطمئن على ابن خالتها ريان وتأزر عدي وايوب.
فى صباح يوم جديد استيقظت بتول وهى تشعر بأنقباضه بقلبها دقاته تسارعت بشدة هى تعلم جيدا هذا القلق بخصوص ريان نهضت سريعا من على تختها بدلت ملابسها بملابس سوداء وخرجت من الغرفه تفاجئت قمر بها ونهضت سريعا واتجهت إليها بأستغراب وقالت بتساؤل:
-بتول رايحه فين كده؟!
تكلمت بصوت حزين :
-رايحه المستشفى عند ريان، قلبى بيقولى أنه هيحصل حاجه.
نظرت لها بأستغراب وقالت؛
-انتى فى ايه ولا ايه يا بتول انتى لسه بتحبيه طيب ووليد وحزنك عليه
انهمرت دموعها بغزاره وتكلمت من بين شهقاتها.
-وليد عشرة عمرى القلب الطيب اللى كان بيدينى من غير ما ينتظر منى مقابل قلبى وجعنى على فراقه حاسه نفسي ضعيفه من غيره واحشنى كلامه ليا ونظرته اللى كانت كلها حب، أما ريان فهو حب عمرى اللى فضل فى قلبى ومقدرتش أدى وليد الحب اللى يستحقه منى بسبب حب ريان ده وانا قولتها لوليد قبل كده وهقولها ليكى دلوقتى، ياريت كنت قبلت وليد قبل ما اعرف ريان ياريته كان هو اول حب كان حاجات كتير اوى اتغيرت كنت قدرت احب وليد قد حبه ليا تلت مرات.
ثم ضحكت بألم وقالت :
-أنا حياتى معقده شفره صعب حد يقدر يفكها يعنى الإنسان اللى حبنى بجد من قلبه مقدرتش احبه بس انكسرت بعد موته وكل ثانيه عيشتها معاه وجنبه وانا مش قادره احبه زى ما بيحبنى سكينه بتغرز فى قلبى دلوقتى من الندم وفى نفس الوقت قلبى بيحب واحد كان كل مهمته أنه يوجعنى وهرب من اول مشكله حصلت فى حياتنا فضل طول السنين دى متعلق بي وبيعشقه ومش قادر يكرهه كل ما بنكبر كل ما حبى كان بيزيد فى قلبى ليه لسه بحس بوجوده من قبل ما اشوفه لسه قلبى بيدق جامد اول يحس بالقرب منه حتى لو مش شايفه، انا مش فرحانه باللى أنا فيه ده ولا راضيه بى، بالعكس أنا بستحقر نفسى كل ثانيه وكل دقيقه بحس بالقرف من قلبى ومن نفسي ومن مشاعرى ومن كل حاجه فيا بتحب ريان، ادعيلى يا قمر يريح قلبى من اللى انا فيه ده ويهدينى لطريق الصحيح علشان انا تعبت بجد.
أنهت كلامها وخرجت دون أن تستمع رد من اختها صعدت السياره وتحركت بها سريعا إلى المشفى وكل ثانيه دقات قلبها تتزايد وشعور القلق والتوتر يجتاح كيانها أسرعت السياره بطريقه جنونيه ووصلت المشفى فى وقت قياسي ترجلت منها وركضت سريعا إلى الداخل سألت على المكان المتواجد فيه ريان وصعدت عنده لكنها تفاجئت بالجميع يقف أمام غرفته والدموع تنهمر على وجوههم اقتربت منهم سريعا و……..
………………………………………………….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى