روايات

رواية ما وراء الماضي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي البارت الخامس والعشرون

رواية ما وراء الماضي الجزء الخامس والعشرون

رواية ما وراء الماضي الحلقة الخامسة والعشرون

اتسعت أعين الجميع بصدمه عندما رأوا حور بالقرب من سيف..
وقفت حور بصدمه وحركت رأسها بعدم تصديق والدموع تتسابق على وجينتها اقتربت منه بقدم مرتعشه حتى وقفت امامه ودون سابق إنذار رفعت يدها إلى الاعلى وهوت بها على خده وهدرت به بغضب قائله:
-اخرس قطع لسانك أنا شريفه مش حور ايوب اللى يتمسك عليها شوية صور زى دى.
ثم مالت بجسدها وأخذت أحدي الصور وتكلمت بوجع وكسره.
-مين ده يا بابا، مش ده سيف السيوفى اللى حضرتك صممت أن اشتغل معاه والصوره دى كانت فى اليوم اللى روحت معاه الفندق اللى هيتعمل فيه الحفله، وقربه ده لانه بيحاول معايا بس انا فى كل مره بوقفه عند حده مكانش على لسانى غير كلمه واحده بس انا بحب خطيبى اللى هو مفروض حضرتك وكنت بقوله عيونى مش شايفه غيرك قلبى مستحيل يبقى لغيرك بس للاسف طلعت عبيطه وحبيت واحد شكاك معندهوش ذرة ثقه فيا ولا فى حبى ليه لدرجة أنك بتراقبنى وبتصورني كمان.
صفقت بيدها بدموع وقالت.
-لا براڤوا عليك انت كده راجل اوى، انا اللى بقولها قصاد الكل اهو مش عايزاك ولو انت اخر راجل فى الدنيا كلها برضه مش هكون ليك وبكره تيجى ليا تبكى بدل دموعك دم علشان اسامحك يا زين، بس خلاص فات الاوان.
أنهت كلامها وركضت إلى غرفتها.
ظل أنظار الجميع الغاضبه متجه إلى زين نظر لهم بنفاذ صبر وقال:
-خلاص الكل شايفنى أنا الجانى وهى المجنى عليها الكل اتعاطف مع دموعها ومحدش فيكم اتعاطف مع رجولتى ليه أنا جيت ليها وقولتلها قوليلى انتى مداريه عنى ايه اديتها الامان وقولتلها مهما كانت الغلطه وحجمها هسامحها عليها بس لو هى اللى قالتها، كذبت عليا وانكرت، حتى لو شغل أنا قولتلها ممنوع تتعامل مع رجاله لما كنت معاها فى الشركه كنت ببعد عنها اى شغل فيه احتكاك بالرجاله أنا كده طبعى كده ده بغير عليها ومبحبش اشوفها تتكلم مع راجل غيرى وشوفتوا بعيونكم لما اتعاملة مع راجل ايه حصل طمع فيها وكان بيحاول يقرب منها انتو لو حصل معاكم كده مش كنتوا هتتصرفوا زى كده، عموما انا وحور حكايتنا انتهت لحد كده وانت يا عم أيوب ابقى جوزها واحد من رجال الأعمال اللى هتموت عليها بقى.
أنهى كلامه وخرج مسرعا صعد سيارته وتحرك بها بسرعه جنونيه.
الجميع كانوا يجلسون فى ذهول مما حدث نظر لهم ريان وتكلم بصوت هادئ حتى يلطف الجو.
-حصل خير يا جماعه شباب لسه صغيره ولما يهدوا ابقوا اقعدوا معاهم واتكلموا بهدوء.
ثم نظر إلى بتول وقال بندم.
-لازم يتعلموا يحافظوا على الحب الاول علشان ميضعوش من بعض ويفضلوا عمرهم كله يندموا على لحظة غضب فرقت ما بينهم.
كانت بتول تستمع كلمات ريان وقلبها يتمزق من شدة الوجع ذكرياتها معه وكلمة الطلاق تتردد فى رأسها فى ذالك الوقت فرت دمعه إزالتها سريعا وتكلمت بصوت مختنق:
-طيب يا جماعه بما اننا اتفقنا على الخطوبه يوم الجمعه وعلى كل حاجه نمشى بقى وهما الاولاد يخرجوا يقضوا اليوم مع بعض.
كانت قمر تجلس حزينه على ما حدث لابنتها حور نهضت بتول وجلست بجوارها على الأريكة ربتت على قدميها وقالت بأسف:
-انا اسفه نيابة عن ابنى زين حقك على راسي حور غاليه اوى عندى وانا مش هعدى ليه اللى عمله ده بالساهل متزعليش يا اختى كله الا زعلك.
ابتسمت لها بحزن وتكلمت بصوت مختنق:
-مقدرش ازعل منك يا بتول انتى امي و اختى وبنتى انتى غاليه اوى عليا ومهما يحصل ما بين الاولاد عمره ما هيقصر على علاقتنا انا وانتى يا بتول.
قبلة بتول رأسها بحب وقالت:
-ربنا يخليكى ليا يا ضى عينيا، أنا همشى دلوقتى وليا كلام مع حور بعدين بعد لما تهدا شوية.
اومأت رأسها بالموافقه وقالت:
-ان شاءالله يا حبيبتى، بيتك تيجى فيه فى اى وقت.
استقامت بجسدها ونظرت إلى فرح وقالت.
-يلا يا حبيبتى نمشى.
نهضت فرح وقالت:
-يلا بينا يا ماما.
نهض عدى وقال:
-تعالوا يلا اوصلكم.
حركت بتول رأسها بالرفض وقالت:
-لا يا حبيبى خليك انت قاعد شويه مع خطيبتك أنا هسوق العربيه.
وقف زياد سريعا وقال:
-انا هروح اوصلهم متشغلش بالك انت يا عدى.
ربت عدى على كتف زياد وقال:
-تسلم يا غالى سوق بس براحه خلى بالك عليهم.
اومأ رأسه بالموافقه وخرج مع فرح إلى الخارج ونظرت بتول نظره أخيره إلى ريان وتحركت خلف فرح وزياد صعدوا السياره وتحرك بهم إلى المنزل.
ظل يتابعها ريان بقلب مفطور ثم تنهد بحزن وقال:
-واحنا كمان يلا بينا.
تكلم ايوب بصوت مختنق وقال:
-خليك يا ابنى لسه بدري.
حرك ريان رأسه بالرفض وقال:
-معلش يا ايوب يدوب اروح اخد علاجى وانام.
تكلم سريعا وقال :
-ان شاءالله تعمل العمليه وبعد كده تعمل علاج طبيعى وترجع تنور شركتنا من تانى.
ابتسم له بحزن وتنهد بوجع وقال:
-ان شاءالله، يلا بينا يا رهف.
تكلم انس بضيق وقال:
-يعنى انا اللى وقعت من قعر الاوفه ما عدى هياخد خطيبته ويخرجوا مع بعض أنا كمان عايز اخد رهف ونخرج معاهم.
نظر ريان له بضيق وتكلم بنفاذ صبر:
-احنا هنبدأ من اولها ولا ايه لا بقول ايه احنا لسه على البر.
تكلمت اسيل سريعا وقالت بأبتسامه:
-بلاش تلعب بأعصاب الولا يا ريان سيبهم يفرحوا زى عدى ونغم.
تكلم ايوب أيضا وقال:
-اسمع الكلام بقى يا ابنى وسيبهم ما هتبقى مع اخوها يخرجوا الاربعه سوا.
اومأ ريان بالموافقه وقال:
-ماشى بس متتأخروش.
نهض عدى ومعه نغم وهى حزينه على اختها حور وما حدث لها وايضا رهف كانت حزينه على صديقتها وهى تعلم مدى حبها له وخرجوا الاربعه بسياره واحده وتحركوا بها حتى يقضوا السهره فى مكان آخر.
تكلم معاذ وهو يستقيم بوقفته وقال:
-تعالى يا ريان اوصلك انت ومراتك وبناتك على طريقى.
اومأ رأسه بالموافقه ونظر إلى منى ورغد بضيق وأمرهم يتحركوا إلى الخارج وحرك معاذ المقعد المتحرك بريان ثم وضعه بالسياره وصعدت منى و رغد وتحرك بهم اوصل منى ورغد إلى منزل والدها واوصل ريان إلى الفيلا الخاصه به ثم اتجه إلى منزله.
وقفت دنيا هى وابنائها وقالت بصوت مختنق:
-مش مكتوب لينا الفرحه كنت ناويه انا كمان اخطب اميره بنت عامر لابنى فريد علشان عايزها بس الوقت مسمحش هحدد يوم مع امها وهبقى ابلغكم بقى.
نظرت اميره إلى الأرض بخجل وابتسمت اسيل بسعاده وقالت:
-ده يوم السعد ويوم الهنا أنا مش هلاقى لبنتى راجل يصونها زى ابنك.
ربتت دنيا على ظهرها بأمتنان وقالت:
-تسلمي يا حبيبتى دى بنتك اميره هى اللى زينة البنات ربنا يسعدها يارب، قومى يلا نوصلكم على سكتنا.
اومأت رأسها بالموافقه ونهضت اميره مع والدتها اسيل وصعدوا السياره مع مهاب وفريد ودنيا وذهبوا إلى المنزل الخاص بأسيل.
تنهدت قمر بحزن شديد ونظرت إلى الصور المتواجده على الأرض الخاصه بأبنتها حور وتكلمت بصوت مختنق:
-قولتلك بلاش يا ايوب بنتك قلقانه من موضوع الشاب اللى اسمه سيف ده صممت وقولتلى ده شغلك ومحدش يدخل فيه عجبك كده لما كسرت قلبها، عجبك وجعها وكسرتها قصاد الكل؟ استفد أيه دلوقتى يا ايوب.
نظر لها نظره مطوله ونهض من على مقعده دون أن يجيب عليها وصعد الغرفه الخاصه بحور طرق على الباب ودلف إلى الداخل وجدها ملقى على تختها وتبكى بوجع تنهد بضيق وتحرك اتجاهه وجلس بجوارها وربت على ظهرها وقال:
-حور أهدى عايز اتكلم معاكى كلمتين، وبعد كده اللى انتى عايزاه هنفذه ليكى.
اعتدلت امامه والدموع تتسابق على وجينتها نظرت له نظرة وجع وخذلان وقهره.
اغلق ايوب عينه حتى يهرب من نظراتها التى تخترق قلبه وتكلم بنبرة حنونه:
-حور انتى عندك شك لو واحد فى الميه أن انا بكرهك وعايز تعستك؟!
أغلقت عينيها بدموع وظلت صامته.
زفر بضيق وتكلم بنبره مختنقه:
-انا عمرى ما كرهتك لا انتى ولا اخواتك بالعكس أنا كل حاجه بعملها بحط صورتكم قصاد عينى انتوا الدافع اللى عايش علشانه لحد دلوقتى بقسي عليكى ايوه بس ده علشان مصلحتك أنا لو حصلى حاجه وجه اجلى هتبقى لوحدك معندكيش الضهر اللى تسندى عليه زى دلوقتى هتلاقى وحوش فى غابه كله عايز ينهش لحمك هيشوفوا انك بنت ولقمه سهله ممكن ياكلوها انا اهو كراجل فى اول طريقى اتنهشت واتخدعت واتظلمت شوفت العذاب الوان علشان كان عضمى طرى مكانش عندى الاب اللى يقوينى ويوقف فى ضهرى كنت وحيد رغم أن جدك كان عايش كان نفسي يعمل معايا زى ما بشوف الابهات بتعمل مع ولادها طيب على اقولك حاجه كان نفسى يزعقلى و يضربنى او يعاقبنى، يوجهنى لطريق الصح بس ده محصلش مشيت الطريق لوحدى وده اللى خلى الكل يشوفنى لقمه سهله وحصل اللى حصلى علشان كده انا بعمل معاكى اللى كان نفسي ابويا يعملوا معايا عارف انك بنت مش زى راجل بس ده يخلينى اشد عليكى اكتر علشان تقدرى تسدي لما تكونى لوحدك تكونى قويه كفايه وتسندى نفسك بنفسك محدش يقدر يقرب منك لو ده حصل تاكلى بسنانك تخليهم يندموا أن فكروا يلعبوا عليكى ولا يستقلوا بيكى علشان انتى واحده ست أنا مش هعيشلك العمر كله وهتعرفى معنى كلامى ده لما اموت وتبقى لوحدك وسطهم وتقدرى توقفى قصاد الكل وتلاقى نفسك اقوى واحده فى السوق.
تكلمت من بين دموعها:
-بعد الشر عليك يا بابا ربنا يجعل يومى قبل يومك، أنا عارفه أن حضرتك بتحبنى بس ضغط عليا فى الشغل اوي وده اثر على حياتى الشخصيه خلانى شخصيه سلبيه وجبانه، أنا بخاف اتكلم مع حضرتك كلمتين على بعض، جيت قولتلك أن مش مرتاحه لسيف ده صممت اشتغل معاه قولتلك أن لو زين عرف هخسره وده اللى حصل وخسرت زين للابد أنا بحبه يا بابا ومش متخيله حياتى من غيره.
ابتسم لها بهدوء وقال بتوضيح:
-لو هو بيحبك بجد مكانش شك فيكى كان هيبقى واثق فيكى لو شغاله وسط مليون راجل، زين رجل اعمال ناجح جدا بس فاشل جدا فى حياته العاطفية، لو قبلتى باللى بيعمله معاكى دلوقتى يبقى اخرتك البيت وتربية الولاد، وكل اللى بيعمله ده هيروح على الأرض، للاسف زين من الشخصيات المتسلطه اللى عايز يفرض رأيه وسيطرته عليكى وده هيتعبك كتير اوى فى حياتك لازم نفرق بين الشغل وحياتنا الشخصيه وهو للاسف بيخلط ما بين الاتنين.
تكلمت بوجع وقالت بنبره منكسره:
-بحبه يا بابا حضرتك عارف يعنى ايه تكون بتحب حد اوى وروحك متعلقه بى لدرجة أنه ممكن تموت لو الشخص ده بعد عنك انا كده حاسه ان روحى بتروح منى مجرد التفكير أن زين مش هيبقى ليا الفكره بتموتنى والله.
رد عليها بهدوء قائلا:
-وهو كمان بيموت فيكى وميقدرش يعيش من غيرك بس هو بيحاول يستخدم معاكى اسلوب الضغط اللى هو يا تعملى اللى قولتلك عليه ليبقى يا أنا يا الشغل وانتى زى الهبله هتختارى سي زين، وتضيعى سنين تعبت فيها علشان اسسك فى الشركه سبيه يتربي شويه ولما يلاقى أن طريقته دى منفعتش معاكى هيجيلك راكع تحت رجليكى يطلب منك السماح وسعتها بقى انا اللى هسويه على نار هاديه.
ابتسمت له من بين دموعها.
سحبها داخل أحضانه وتكلم بنبره أبويه حنونه:
-انتى غاليه اوى عندى يا حور متزعليش منى يا حبيبتى.
تمسكت به بقوه وتعالت شهقاتها وتكلمت بصعوبه.
-وانا بحبك اوى يا بابا متزعلش منى أن بتعبك معايا وان شاءالله هكون زى ما انت عايز واحسن كمان، وموضوع زين هسيبه على جنب اه هتعب اوى فى بعده بس لازم يحترم شخصيتى ويكون عنده ثقه فيا اكتر من كده.
ربت على ظهرها بحنو وقال:
-ربنا يريح قلبك ويسعدك يا حبيبتى يلا اغسلى وشك وتعالى تحت علشان نتعشى.
اومأت رأسها بالموافقه وابتعدت عن حضن ابيها.
قبل رأسها بحنو وابتسم لها ابتسامه حنونه وربت على وجينتها وخرج من الغرفه وهبط إلى الاسفل.
نظرت إلى أثره بحب وتنهدت بقلب موجوع من أفعال زين معها ونهضت من على مقعدها واتجهت إلى المرحاض.
………………………………………………….
عند عدي
جلست نغم بجوارها رهف بوجه عابس يشعرون بالحزن اتجاه حور وما حدث معها نظر عدى وانس إلى بعض بضيق وتكلم عدى نفاذ صبر:
-هو احنا جاين هنا علشان تبقوا بالمنظر ده ساكتين وبوزكم شبرين.
زفرت نغم بضيق وقالت بلوم:
-مكانش ينفع اسيب اختى حور وأجى معاكم اكيد مفلوقه من العياط علشان اللى حصلها ده، انا واحده انانيه مش بفكر غير فى نفسي.
تكلم انس بتوضيح وقال:
-طيب ما احنا زعلانين عليها وعلى زين هو كمان بس متقلقوش هما هيقعدوا مع نفسهم شويه وبعد كده كل حاجه هترجع زى الاول اصلا الاتنين ميقدروش يبعدوا عن بعض.
ردت عليه رهف بصوت مختنق وقالت:
-بس زين ده حيوان علشان مقدرش حب حور ليه وعمل فيها كده ليه يشك فيها ويراقبها لدرجة لما كانت بتكلمنى ويرن عليها يتصل بيا يسألنى أنا اللى كنت بكلمها ولا لا، اساس اى علاقه الثقه وزين للاسف مكانش عنده ثقه فى حور.
نظر عدى لها بضيق وقال بتوضيح:
-لا خالص زين مش من النوع ده ومدام عمل كده اكيد حس بحاجه غريبه من حور خلاه شك بالطريقه دى هو اصلا بقاله كذا يوم متغير ولا بياكل ولا بيشرب وعلى طول سرحان اكيد حصلت حاجه خلته عمل كده.
تكلمت نغم بنفاذ صبر وقالت بغضب:
-مهما كانت اسبابه ده ميدهوش حق يراقبها بالشكل ده اوقات الصوره مبتكونش موضحه الحقيقه كامله الاحسن كان واجهها بينه وبينها واتكلموا مع بعض وعرف منها الحقيقه بوضوح إنما ده ادانها على طول وحطها فى وضع المذنبه، اللى زى ده هيفضل شكاك ومتهور طول عمره ومش هيتغير وحور كانت هتتعب اوى معاه.
تكلم انس بغضب وقال:
-وليه كلكم جايبين الغلط على زين مع أن لو بصيتوا من اتجاه تانى هتلاقوا أن حور بالفعل غلطانه لانه من الاول طلب منها ميكونش فيه شغل مع الرجاله وهى وافقت وبعد كده كذبت عليه ومقالتش على شغلها مع اللى اسمه سيف ده اى راجل مكانه كان هيعمل زي زين واكتر، مش حور اختى اهى! وبحبها زى اميره بالظبط بس انا كمان زعلت منها اوى كانت ممكن تيجى وتقولى كل حاجه وانا كنت هتصرف انشالله لو كنت رجعت الشغل فى الشركه تانى واستلمت الشغل مع الراجل ده إنما هى محتنى ومحت زين من قاموسها ودارت علينا كلنا.
ردت عليه رهف بغضب شديد وقالت:
-هى مش ملزمه أنها توقف شغلها علشان تحكمات سي السيد هى شغاله ووارد جدا انها تشتغل مع الصنفين والمفروض زين يكون واثق فيها اكتر من كده وعلى فكره هى لو مكانتش خايفه منه من اساسه كانت قالتله كل حاجه كفايه بقى ضغط عليها هى هتلاقيها منين ولا منين ضغط عم أيوب عليها وضغط سي السيد بتاعها عليها وضغطك انت يا أنس عليها اللى المفروض تكون فى ضهرها تدعمها كفايه بقى الضرب فى الميت حرام.
تكلم انس معاها بنفس بنبرتها الغاضبه وقال:
-انتى مش هتزعلى ولا هتخافى على حور اكتر منى لأنها اختى فعلا فى الرضاعه واللى يوجعها يوجعنى، وانا زعلى منها على قد حبى ليها علشان كده أياكى تقللى من حبى لاختى فاهمه.
شعرت نغم بتأزم الوضع بين انس ورهف نظرت إلى عدى حتى يتدخل وينهى هذا الحوار اومأ رأسه بتفهم وتكلم بنبرة هادئه.
-صلوا على النبي يا جماعه احنا خارجين ننبسط بالمناسبه السعيده دى مش عايزين حاجه تعكنن علينا وزين وحور مسيرهم يرجعوا لبعض ويحلوا مشاكلهم مع نفسهم محدش ليه دخل.
نظرت رهف الاتجاه الآخر وألتزمت الصمت.
استقام عدى بجسده وأمسك يد نغم وارغمها على الوقوف وقال:
-تعالى عايز اتكلم معاكى كلمتين.
اومأت رأسها بتفهم وتحركت معه وتركوا انس مع رهف بمفردهم.
نهض أنس من على مقعده وجلس على المقعد المجاور لمقعد رهف وتكلم بنبره هادئه:
-انا زعلت منك مرتين يا رهف اول مره لما صوتك على عليا وتانى مره لما شككتى فى حبى لحور، احنا لسه فى بداية علاقتنا فى اول سلمه ولازم يكون النقاش ما بينا اهدا من كده وان مهما كان اللى بيحصل حوالينا ده ميأثرش على علاقتنا ببعض نشارك فى حل مشاكلهم بهدوء بس من غير ما ندخل ده فى حياتنا.
نظرت له بضيق وقالت بصوت مختنق:
-غصب عنى يا انس أنا زعلانه اوى علشان حور علشان أنا اكتر واحده عارفه هى بتحب زين قد ايه وكانت خايفه ازاى الفتره اللى فاتت من ردت فعله لما يعرف بموضوع شغلها مع سيف ده وحاولة كتير اوى تقنع عمو ايوب يشوف حد بدلها يشتغل معاه بس هو كان مصمم أن حور هى اللى تكمل معاه.
اومأ رأسه بتفهم وقال:
-انا عارف اختى ايه ومتأكد من اخلاقها يا رهف بس انا كان نفسى تلجئ ليا وانا كنت حاولة احل المشكله دى بطريقتى مكانش زمان كل ده حصل، بس هى مشكلتها هبله ومبتعرفش تتصرف صح وبالذات وهى خايفه ومتوتره تحسي أن دماغها بتوقف فى الوقت ده، المهم هسيبهم هما الاتنين يهدوا شويه وبعد كده هحاول احل الموضوع ما بينهم، خلينا دلوقتى فى فرحتنا، انا مش مصدق نفسي ان يوم الجمعه هتبقي خطوبتنا اينعم كان نفسي يبقى كتب كتاب بس اهو نص العمى ولا العمى كله المهم ان هيبقى فيه حاجه ما بينا رسمي.
-ابتسمت له بخجل وقالت:
-و و وانا كمان فرحانه اوى، ت ت تعرف ان دى اول مره اخرج مع شاب غريب لوحدينا.
رفع أحدي حاجبيه إلى الاعلى وقال بتهكم:
-لوحدينا!! اومال اخوكى عدى وخطيبته دول ايه؟
ابتسمت على كلماته وقالت:
-ما هو طلع عنده ذوق اهو وسابنا لوحدينا على الترابيزه واخد خطيبته وراح قعدوا لوحديهم هناك.
حرك شفتيه بطريقه كوميديه وقال:
-يا شيخه اتنيلي ده تلاقيه مزنوق فى كلمتين لنغم علشان كده أخدها ومشى.
تعالت ضحكاتها على حركات انس المضحكه وقالت:
-انت فظيع بجد، انا كنت راسمه ليك شخصيه تانيه خالص متوقعتش انك كوميدي بالطريقه دى.
نظر لها بأستغراب وقال بتساؤل:
-شخصيه تانيه اللى هو ازاى؟!
أجابته بتوضيح وقالت:
-يعنى قصدى أن انا كنت مفكراك شخصه جد اوى كده وخلقك عند مناخيرك ومتعجرف ومبتحبش الهزار ودمك تقيل اتفاجئت انك شخصيه لذيذه ودمها خفيف والضحكه مش بتفراق شفايفى طول ما انت موجود.
امسك يدها بحب وقال بسعاده:
-بجد يا رهف يعنى انتى حابه شخصيتى كده ؟!
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت بخجل:
-ا ا ايوه شخصيتى جميله اوى.
ابتسم لها وقال بحب:
-تعرفى أن انا مكنتش كده شخصيه جد اوى فى الشغل معنديش يا أما ارحمينى اسأل حور بعمل معاها ايه ساعة الجد فى الشغل الا انتى يا رهف ببقى هادى جدا فى الشغل وفى اى وقت طول ما انتى موجوده حتى الكل مستغرب ازاى انس عامر اللى فى الشغل بيهد الدنيا معاكى هادى اوى كده ليه.
نظرت بعينه وقالت بتساؤل:
-ليه؟
سرح فى عينيها وقال:
-علشان بعشقك تخطيت مراحل الحب من زمان أنا بموت فى كل حاجه فيكى ووجودك جنبى معنى الحياة.
نظرت إلى الأرض بخجل وابتسمت بتوتر وقالت.
-ط ط طيب مش ناوي تطلبلى حاجه اشربها ولا ايه.
ابتسم على خجلها وتهربها من الكلام وأشار إلى النادل حتى يأتى لهم ما يريدون.
…………………………………………………
عند عدى ونغم
جلست نغم بابتسامه حزينه وتكلمت بصوت مختنق:
-خير يا عدى؟!
امسك يدها وقبلها وقال بأسف:
-انا اسف متزعليش منى لو انفعلت عليكى.
حركت رأسها بالرفض وقالت سريعا:
-يا حبيبى انت منفعلتش عليا ولا حاجه اكيد كلنا اعصابنا مشدودة بسبب اللى حصل ما بين زين وحور وان شاءالله تتصلح الأمور ما بينهم .
ابتسم لها بحب ونظر بعينيها بعشق وقال:
-يارب يا حبيبتى، المهم انا بحبك وكلها ايام وتكون دبلتك منوره صوبعى ودبلتي منوره صوبعك.
نظرت له بخجل وابتسمت له بتوتر قائله:
-و و وانا كمان مبسوطه اوى بالتقدم ده فى علاقتنا وبتمنى من ربنا ميبعدناش ابدا عن بعض.
رد عليها بتمنى وقال:
-يارب يا حبيبتى، وتفضلى منوره حياتى.
نظرت له بخجل واحتفظت بأبتسامتها المرتسمه على شفتيها وظلت صامته حتى انتبهت على صوت عدي وهو يهتف على النادل حتى يأتى لهم بالمشروبات.
………………………………………………….
عند زين كان يدور بسيارته بالشوارع المظلمه دون هدف وكانت تتسابق الدموع على وجينته لم يتوقع ما فعلته حور امام الجميع فهو صاحب الحق من وجهة نظره ظل يتذكر كيف كان يراقب تحركات حور مع هذا الرجل كيف كانت تستغفله عندما قالت له انها ستنام وأغلقت الخط قبل أن يتفوه بحرفا واحدا ضرب المحرك بيده بغضب شديد وتكلم بصراخ.
-لييييه تعملى فيا كده يا حور جيت لحد عندك طلبت منك تقوليلى الحقيقه اديتك الامان علشان متخافيش قولتلك لو عرفت من بره هتخسرينى وانتى استمريتى فى كدبك عليا استغفلتينى وبعدينى بأقل مجهود منك، بس لا مش أنا اللى تكسرنى واحده مهما كانت دى مين صفحتك هقطعها من حياتى يا حور هعتبرك ماضى وانتهى واعيش الحاضر ليا وبس وهنشوف أنا ولا انتى اللى هيبكى بدل دموعه دم.
ضغط بنزين أكثر وتحرك بسيارته بسرعه جنونيه عاد إلى المنزل وجد بتول تجلس على الأريكة تنتظره نظر لها بضيق وتحرك باتجاه الدرج لكنه وقف على صوت هتاف والدته الغاضب وهى تقول له:
-استنى عندك هنا ممكن بقى تفهمنى ايه اللى انت عملته عند خالتك ده؟
اغلق عينه بضيق وتكلم بصوت مختنق وقال:
-ابوس ايدك يا ماما مش وقته الكلام ده أنا تعبان وعايز اطلع انام علشان اقدر اصحى لشغل الصبح بدرى .
اقتربت منه بغضب ونظرت له نظرات ناريه وقالت بصوت جهورى:
-انت مفكر يعنى علشان ابوك مات البيت مش هيكون ليه كبير، لا يا زين فوق انا لسه عايشه وكلمتى تمشي سيف على رقبة الكل.
ابتسم بتهكم وقال:
-اهى الكلمه دى بقى هى سبب المشاكل كلهااااا.
نظرت له بعدم فهم وقالت بتساؤل:
-كلمة ايه دى؟
أجابها بأقتضاب:
-سيف يا ماما، تصبحى على خير.
أنهى كلامه وتركها وصعد إلى غرفته.
نظرت إلى أثره بحزن وقالت بصوت مختنق:
-فينك يا وليد كنت شايل عنى حاجات كتير اوى الحمل تقل على كتافى بعد منك ربنا يرحمك يا حبيبى ويصبرنى على فراقك.
من ثم تحركت إلى غرفتها تمدت على فراشها وبعد وقت ذهبت فى سبات عميق.
………………………………………………….
فى مكان آخر تسطح محروس على تخته الفخم بغرفته فى إحدى القصور وتعالت ضحكاته الشيطانية قائلا بتوعد:
-اصبروا عليا بس تهدا الأمور شويه وهعرفكم مين هو محروس و هشرب من دمكم واحد واحد.
أنهى كلامه وظل تتعالى ضحكاتها وتتردد بالمكان نظر حوله بأرتياح وأمسك سيجار من افخم انواع الكوبى واشعله وظل يفكر بطرق عديده لبدأ خطت انتقامه فى القريب العاجل.
وفى ذلك الوقت انفتح الباب ودلف عليه سيف بأبتسامه هادئه قائلا……….
………………………………………………….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى