رواية ما وراء الماضي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت الحادي والعشرون
رواية ما وراء الماضي الجزء الحادي والعشرون
رواية ما وراء الماضي الحلقة الحادية والعشرون
جلست بتول ببهو الفيلا الخاصه بها تحتسي فنجان القهوة الخاصه بها تائهه مع ذكرياتها هى ووليد تسابقت عبراتها على وجينتها دون أن تشعر ولكن ما جن جنونها عندما تخيلت وليد يجلس أمامها على المقعد كما اعتادت سابقا ابتسمت من بين دموعها وقالت بصوت مرتعش:
-و و وليد واحشتنى اوى كده اهون عليك تبعد وتسيبنى الايام مبقاش ليها طعم من غيرك كلها بقت شبه بعضها واحشنى غزلك فيا فى اى وقت واى مكان واحشني حضنك اللى هموت وانام فيه ليه موت وسيبتنى لوحدي كنت خدنى معاك طيب.
ابتسم لها ابتسامته المعتادة وحرك يده على وجهها وازال عبراتها من على وجهها شعرت بلمسته وكأنها حقيقه ازدادت دموعها أكثر ولكنها انتبهت على صوت رهف وهى تمسح لها دموعها قائله بصوت حزين:
-طنط بتول حرام عليكى نفسك انتى كده بتعذبى نفسك أنا دخلت لاقيتك بتكلمى نفسك ودموعك نازله على خدك ولما نديت عليكى مسمعتنيش حتى لما مسحت ليكى دموعك فكرتى ان عمو وليد الله يرحمه هو اللى بيمسحها ليكى.
نظرت لها بدموع وقالت بحزن:
-فقدان شخص عزيز عليكى صعبه اوى يا بنتى بتتمنى أن يرجع لو ثانيه واحده تحضنيه تكلميه تشوفيه، اصعب حاجه هو الفراق وانا انكويت بنار الفراق مرتين مره لما أبوكي سابنى ومره لما وليد مات بس لما ابوكى سابنى ربنا بعت ليا الحضن اللى خفف عنى وجعي إنما لما مات وليد والحضن الامان بالنسبه ليا ملاقتش اللى يخفف عني فراقه، علشان من الاخر كده مافيش حاجه فى الدنيا دى تعوض غياب وليد عني.
أخذت نفس عميق وتكلمت بصوت مختنق:
-بابا محتاجك جنبه يا طنط بعد ما قعد على كرسي متحرك وانتي كمان محتاجه جنبك يعوضك عن فقدان عمو وليد، انتوا الاتنين محتاجين بعض.
ابتسمت لها بحزن وقالت بصوت مختنق:
-مبقاش ينفع يا بنتى، لأسباب كتير اوى، أولهم أنك انتى وامك واختك اولى بأبوكى وكمان انا عمرى ما هقبلها على ولاد وليد وهما كبار كده اجبلهم جوز ام هتقوليلى ما انتى جيبتى لعدى هقولك عدى وقتها كان طفل صغير وكان بيحب وليد اصلا وبيقوله بابا فعلا علشان هو اللى مربيه من وهو حتة لحمه حمرا وعدي اللى كان عايز كده لانه بالفعل اخد على وجوده معانا إنما دلوقتى زين راجل وفرح عروسه مينفعش اتجوز واجيب ليهم جوز ام ده غير أن سنى ميسمحش بكده عارفه أن فيه فى سنى بيتجوزوا عادى بس مش أنا واهم ما فى الموضوع كله أنا مقدرش اكون فى حضن اى راجل تانى بعد حضن عمك وليد لان مافيش اى راجل هحس معاه الاحساس اللى كنت بحسه وانا فى حضنه أنا هعيش مع ذكريات وليد وبس وده أقل شئ اعمله علشان ارد لو جزء بسيط جدا من اللى كان بيعمله معايا.
حركت رأسها بالرفض وقالت بترجى:
-ارجوكى وافقى يا طنط بابا والله العظيم حالته صعبه وبالذات بعد اللى حصله ده أما موضوع أن احنا أحق بي، بابا وماما اصلا انفصلوا قبل موضوع الحادثه دى ومستحيل يرجعوا لبعض تانى لأن بابا عمره ما حب ماما ولا هيقدر يحبها لان مافيش غير انتى اللى فى قلبه وماما عارفه ده ومقدرتش تستحمل تكمل معاه وهى شايفه حبه ليكى، واحنا مش صغيرين وفاهمين كل حاجه، وانا بنته اهو وجايه بنفسي اترجاكى تدي لبابا فرصه تانيه وبالنسبه لزين وفرح كل واحد منهم هيتجوز ويسيبك لوحدك فى الاخر واعتقد عدي مستحيل يرفض رجوعك لابوه اكيد دى حاجه هتفرحه، وعمو وليد ربنا يرحمه مات خلاص والحي ابقى من الميت.
نظرت لها نظره مطوله وقالت بتوضيح:
-أنا متاكده أن وجودك هنا وكلامك ده ابوكى اللى بعتك ليا قوليله ينسانى يا رهف وليد اه مات بس عايش فى قلبى وكل لحظه عشتها معاه هتفضل محفوره جوايا مش هكدب عليكى واقولك أن نسيت ابوكى ولا كرهته بالعكس حبه عايش جوايا بس اخلاصى لوليد اكبر من حبى لريان.
تنهدت بقلة حيله وهبت واقفه وقالت:
-تمام يا طنط هبلغ بابا بالكلام ده بس بعد اذنك ليا طلب اخير ممكن تيجى تزوري بابا لو لاخر مره لانه نفسه يشوفك جدا وموضوع الكرسي ده مانعه عنك.
اومأت رأسها بتفهم وقالت:
-أن شاءالله يا حبيبتى احنا كده كده هنتقابل عند عمك ايوب علشان عدى قرر يتقدم لنغم.
نظرت لها بسعاده وقالت:
-بجد!! مبروك يا طنط أنا فرحتله اوى ربنا يسعدهم يارب.
ابتسمت لها وقالت بنبره حنونه:
-ويسعدك يا بنتى، ممكن انا بقى اطلب منك طلب؟
اومأت رهف رأسها بالموافقه وقالت:
-طبعا يا طنط اتفضلى.
تكلمت بترجى وقالت:
-علشان خاطرى حاولى تصلحى الامور بين ابوكى وامك ورجعيهم لبعض هما اولى ببعض دلوقتى خليهم يعيشوا أيامهم قبل فوات الاوان علشان أنا جربت نار الندم فى وقت مينفعش فيه الرجوع.
ابتسمت لها بأمتنان وقالت:
-حاضر يا طنط، ربنا يريح قلبك ويخليكى لينا يارب.
ثم مالت بجسدها قبلت رأس بتول وتحركت إلى الخارج وصعدت سيارتها واتجهت بها إلى العمل.
نظرت بتول إلى أثرها وابتسمت بحزن وفرت دمعه من عينيها وتكلمت بوجع.
-ياريت كان ينفع يا ريان، احنا اتكتب الفراق على قصتنا خلاص.
ثم تنهدت بألم ونهضت من على مقعدها ودلفة إلى الداخل.
………………………………………………….
جلست حور خلف مكتبها تتابع عملها بأهتمام شديد سمعت صوت طرقات على الباب أذنت لطارق بالدخول.
انفتح الباب ودخل سيف بأبتسامه هادئه وقال بصوت رجولي.
-عامله ايه يا انسه حور؟
أغلقت عينيها بضيق وتذكرت كلام والدها فى الصباح حاولت أن تهدأ ثم نظرت له بأبتسامة مجامله وقالت:
-الحمدلله يا استاذ سيف، خير حضرتك فيه حاجه؟
جلس على المقعد المتواجد أمام المكتب الخشبى ووضع ساق فوق الأخرى وتكلم بتوضيح:
-خير أن شاءالله جيت ليكى من عند استاذ ايوب علشان تساعدينى فى تحضرات الحفله بتاعة العقود.
جحظت عيناها بصدمه ونظرت له بعدم تصديق وقالت:
-بابا هو اللى قالك كده؟!
اومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-ايوه، ولو مش مصدقاني روحى اسأليه.
أغلقت عينيها بضيق وتكلمت بصوت هامس وقالت:
-ليه يا بابا بس ده لو زين شم خبر بموضوع شغلى مع الزفت ده هينيل عيشتى.
كان سيف يتابعها بابتسامه وقال بتساؤل.
-ها قولتى ايه يا انسه حور؟
حركت رأسها بتوتر وقالت:
-م م ماشي، بس هو مافيش موظفه عند حضرتك تساعدنى هى فى الموضوع ده بدل ما تتعب نفسك.
نظر لها نظره مطوله ثم قال:
-واضيع فرصتى ليه أن ابقى جنبك ده انا ما صدقت أن لاقيت حاجه تقربنى ليكى.
اتسعت عيناها بصدمه ونظرت له بغضب وقالت:
-لو سمحت ياريت تلتزم حدودك مينفعش تتكلم معايا كده احترم نفسك انا واحده مخطوبه ولو خطيبى شم خبر أن شغاله مع حضرتك هيهد الدنيا .
نظر لها بصدمه وقال بعدم تصديق.
-مخطوبه!! طيب ازاى وانتى مش لابسه دبله؟
ردت عليه بتوضيح وقالت:
-لانها لسه اتفاق هو اصلا ابن خالتى ومتربين مع بعض علشان كده مجرد اتفاق والخطوبه قريب ان شاءالله.
ابتسم لها ابتسامه ذات مغزى وقال:
-لا مدام كده اوك، انتوا لسه على البر وده هيسهل حاجات كتير.
نظرت له بعدم فهم وقالت بتساؤل:
-يعني ايه مش فاهمه؟!
حرك رأسه سريعا وقال:
-لا ولا حاجه يلا نشوف هنبدأ بأيه علشان ننجز وقتنا لان مافيش وقت.
شعرت بالخوف من طريقته المريبه معها ابتسمت بتوتر واومأت رأسها بالموافقه وبدأوا يتابعوا عملهم.
………………………………………………….
أنهت نغم العمل الخاص بها ونظرت إلى زين وانس بأرهاق شديد وقالت:
-أنا تعبت أوى النهارده معرفش انكم كنتوا بتتعبوا اوى كده غير لما جربت بنفسي.
تكلم زين بأبتسامه وقال:
-الموضوع مرهق بس علشان فى اوله بس لما تفهمى كل حاجه هتحبي الشغل وهتلاقيه حاجه ممتعه جدا ومش هتحسي بالارهاق ده تانى.
ابتسمت له وقالت بمزاح:
-ايوه يا عم مين قدك النهارده بابا ايوب كان بيمدح فيك على الفطار وفخور بيك اوى.
نظر لها بعدم تصديق وقال:
-احلفي!! عمو ايوب قال كده فعلا عليا.
اومأت رأسها بالتأكيد وقالت:
-ايوه والله العظيم قال أنه فخور بيك وأنه فرحان بشغلك وشايفك هتبقى فى المستقبل من احسن رجال الأعمال وانك هتنقل الشركه دى للعالميه.
تراقصت دقات قلبه بسعاده وتكلم بأبتسامه وقال:
-أنا فرحان اوى بجد عمو ايوب طول عمره قدوتي وكان نفسي اوى ابقى شبه فى كل حاجه لدرجة أن سيبت بابا الله يرحمه شغال لوحده علشان ابقى جنب عم أيوب واتعلم منه كل حاجه وابقى شبه وبعد الكلام اللى قولتيه ده حاسس ان قلبى هيوقف عليا من كتر السعاده ان قدرت احقق حلمي و يفتخر بيا.
نظرت له بأستغراب وقالت بتساؤل:
-لدرجاتي!!
اومأ رأسه بالتأكيد وقال بنبره كلها فخر:
-ايوه واكتر يا بنتى انتى عارفه عمو ايوب ده عنده كمية صبر فى شغله غريبه طرق وحيل عجيبه بيعرف امته يستخدمها علشان يسيطر على السوق ده غير طبعا ألتزامه بالمواعيد واهتمامه بكل كبيره وصغيره فى الشغل التنظيم شئ اساسي عنده حكمه وهدوء غريب وفى نفس الوقت عصبى ومتهور لو الشغل مطلعش زى ما هو عايز ولا شاف حد بيدلع فى الشغل، طيب انتى عارفه اكتر المشاكل اللى بتحصل ما بين عم أيوب وحور هو عدم التزامها بالمواعيد والاستهتار علشان كده مش بيفوت ليها غلطه أنا الصراحه معاه فى الموضوع ده لان لازم يأسس حور صح علشان تحافظ فى المستقبل على كل اللى عمله ده وتبقى ماشيه صح ومكمله بنفس الطريقه بتاعته يعنى انا لو مكنتش اتعلمت صح منه مكنتش هقدر امسك شركه زى دى وادرها لوحدي وده الفضل كله يرجع لعمو ايوب.
شعرت بالفخر الشديد بعد كلام زين على ايوب وابتسمت له بسعاده وقالت.
-أنا فخوره جدا أن ربنا رزق ماما بواحد زى بابا ايوب ده عوضها عن وجعها من بابا زمان وعوضنى بعد رجوعى حنان الاب اللى فقده من وانا صغيره او تقدر تقول معشتش اصلا حنان الاب ده زمان ربنا يخليه لينا يارب.
ابتسم لها بتمنى وقال:
-يارب يا نغم…
ثم نظر إلى انس بأستغراب وقال بتساؤل.
-انت فيه ايه ساكت ليه كده مش عوايدك؟
زفر بضيق وقال بصوت مختنق.
-مافيش.
نهض من على مقعده واقترب من انس وربت على كتفه وقال:
-مالك يا انس شكلك مضايق؟
وقفت نغم بابتسامه وقالت :
-طيب اسيبكم تتكلموا براحتكم.
حرك انس رأسه بالرفض وقال:
-لا خليكى يا نغم اقعدى، مافيش حاجه تستخبي عليكى.
ثم نظر إلى زين وقال بصوت مختنق:
-رهف واحشتنى اوى يا زين من ساعة ما كنا فى المستشفى وانا مشوفتهاش.
اتسعت عين نغم بصدمه وقالت بعدم تصديق:
-انت بتحب رهف اخت عدي؟!
اومأ رأسه بالتأكيد وقال بنبره عاشقه:
-أنا الاول كنت بحبها إنما بعد الاحداث الاخيره ووجودى جنبها فى المستشفى بأستمرار عشقتها كل حاجه فيها جميله خطفت قلبى بطيبتها ورقتها وضحكتها اللى بتجيب قلبى الأرض ونظرت عيونها البريئه اللى سحرتنى، أنا كنت ناوى اخطبها اول ما الدنيا تهدا بس جه موضوع شلل ابوها وكمان شوية مشاكل عندى فى البيت خلتنى اجل الفكره شويه بس هموت واشوفها واحشتنى اوى وهى مش من النوع اللى بترضى تخرج مع اى شاب حتى لو بتموت فيا وكمان انا مش هرضاها الصراحه لعدي مش عارف اعمل ايه هتجنن ومش قادر اركز فى اى حاجه.
شعرت بالاشفاق على حال انس تكلمت سريعا وقالت:
-أنا ممكن اخليك تشوفها النهارده، ايه رايك؟
نظر لها بعدم تصديق وقال بسعاده:
-بجد طيب ازاى يا نغم قوليلى؟
أجابته بأبتسامه قائله بتوضيح.
-أنا هروح الشركه علشان عايزه حور اختى فى موضوع وانت توصلنى هناك بحجة أن زين مش فاضى يوصلنى، عدي عنده شغل وقالى مش فاضى خلى اخويا يوصلك وبكده هيكون عندك سبب تدخل بى الشركه وتقابل رهف فى مكتبها كمان ايه رأيك.
نظر لها بسعاده وقال:
-ينصر دينك يا شيخه بجد دماغك دى ألماظ قومي يلا بسرعه.
ابتسم زين بسعاده وقال بدعابه:
-استنى عندك دى بنت عمى واخويا وموصينى عليها ولازم اروحها بنفسي وانا خلصت شغل ومش ورايا حاجه والصراحه بقى انا كمان عايز اشوف حور علشان واحشتنى.
نظر له بضيق وتكلم بنفاذ صبر:
-بلاش غتتك دى يا اخى ما انت تقدر تشوف بنت خالتك فى اى وقت أنشالله لو روحت ليهم الفيلا محدش هيقولك حاجه إنما أنا مش هعرف اشوفها غير بالطريقه دى، اهدا بقى وخلينى أنا أوصلها.
حرك رأسه بالرفض وتكلم وهو يكبت ضحكاته قائلا:
-لا انا اللى هوصل نغم.
هب واقفا بحزن وقال بصوت مختنق:
-براحتك، عن اذنكم.
تعالت ضحكات زين وقال بمزاح:
-بلاش قمص النسوان ده يا اخويا أنا اصلا بهزر معاك روح وصل نغم وخلى بالك منها.
نظر له بسعاده وارتسمت ابتسامه على وجه وقال بأمتنان:
-بجد يا صاحبى، مش عارف اقولك ايه بجد شكرا يا زين اردها ليك يوم ما عم أيوب يقفشك فى وضع من اللى بقفشك فيه مع البت حور دايما يارب.
امسك زين شئ من أمامه وألقى على أنس وقال بمزاح:
-تصدق أن انا غلطان علشان بعمل معاك معروف اساعدك بي وانت بتدعى عليا أنا والبت الغلبانه اللى هناك دى.
تعالت ضحكات نغم وتكلمت بصعوبه وقالت:
-انت بتدعيلوا ولا بتدعى عليه يخربيت دماغك السايحه دى، امشى يلا هنتأخر والبت هتمشى من قبل ما تشوفها.
ركض انس سريعا وفتح باب الغرفه لها وقال بطريقه مرحه:
-برنسس نغم اتفضلى جنابك.
ابتسمت على جنان انس وتحركت إلى الخارج وهبطوا الاثنين إلى الاسفل صعدوا السياره واتجهوا إلى شركة ايوب.
………………………………………………….
جلس عدى على مكتبه بغضب شديد وتكلم بصراخ:
-ازاى هرب من تحت ايديهم ده واحد محكوم عليه بالاعدام المفروض يكون عليه حراسه مشدده، احنا كلنا كده فى خطر يا تميم.
تكلم تميم بضيق وقال بتوضيح:
-انا شاكك فى أن اللى هربه من جوه السجن حد مسؤول اصل مستحيل يعرف يهرب من تحت ايد الحراسه دى كلها بسهوله كده.
ارجع بظهره إلى الخلف وتكلم بقلق:
-انا خايف على نغم اوى يا تميم هى اكتر واحده هتتأذى منه وطبعا كل العيله بلا استثناء معرضين للخطر.
أومأ تميم رأسه بالتأكيد وقال:
-ايوه يا عدى كلكم معرضين للخطر بس أولهم انت ونغم علشان كده لازم تزود الحراسه اكتر من كده تانى ولو تعرف تمنع خروج الحريم خالص الفترة الجايه هيكون احسن، بس اهدا ومتتوترش هو استحاله يعمل حاجه دلوقتى هو هيحاول يدارى فتره بعيد عن العين علشان متأكد أننا هندور عليه فى كل مكان والحكومه مش هتسكت هيظهر بس بعد الفترة وتكون الأمور هدات من كل الاتجاهات.
تنهد بحزن ثم قال:
-أنا مش عارف ليه مش مكتوب لينا الفرحه كل ما نقول يا هادى نبدأ صفحه جديده ونقطه من اول السطر يظهر خزوق يشقلب حالنا وترجع الأمور انيل من الاول.
ابتسم على كلمات عدي بحزن وقال:
-سيبها على ربنا وهو قادر يعدى الغمه دى بعيد عنكم، قوم يا صاحبى روح وبلاش تقلق حد بخبر هروب محروس ده وبالذات نغم لأنها هتبقى قلقانه طول الوقت.
اومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-ما هو ده اللى ناوى اعمله مش هعرف حد بهروب محروس ده وربنا يستر.
أستقام بجسده ونظر إلى تميم وقال:
-أنا همشى دلوقتى ولو جدت حاجه تانى بلغنى بيها على طول وحاول اعرف مين ساعده يهرب من المكان ده بسهوله كده.
رد تميم عليه بأبتسامه هادئه:
-حاضر هحاول اعرف مين مع أن هيكون صعب يتعرف حاجه اكيد مش هيكونوا سايبن اثر وراهم عارفين شغلهم كويس اوى.
تحرك باتجاه الباب وتكلم بصوت مختنق:
-ربنا يعدى الفترة دى على خير يارب.
أنهى كلامه وخرج من مكتبه هبط إلى الاسفل صعد سيارته واتجه إلى الفيلا الخاصه بريان أخذ قرار لا راجعه فيه سوف يتمم زواجه من نغم بأسرع وقت حتى يتمكن من حمايتها طول الوقت.
………………………………………………….
جلست اميرة داخل الجامعه الخاصه بها تتذكر حوارها مع فريد ابن خالتها دنيا فى إحدى الكافيهات بسعادة والابتسامه مرسومه على شفتيها.
فلاش باااك….
جلس فريد على المقعد المقابل لها ونظر لها بأبتسامه وقال:
-اميرة أنا بحبك.
اتسعت عينيها بصدمه والكلام وقف بحلقها احمرت وجينتها بخجل وتكلمت بصعوبه:
-ها ب ب بتحبنى ط ط طيب امته وازاى ا ا احنا مش بنشوف بعض غير كل فين وفين أنا اخر مره شوفتك فيها كنا لسه صغيرين اه منكرش انك المرادى شكلك مختلف عن كل مره بس معرفش حتى طبعك ايه.
ابتسم على كلماتها وقال:
-اولا اخر مره شوفنا بعض فيها مكنتش طفل كنت فى تانيه كليه وانتى كنتى فى تانيه ثانوي وانا بحبك من واحنا اطفال فعلا فى كل اجازه كنا بننزل فيها كنت بتعلق بيكى اكتر بس مكانش عندى الجرأة اللى افتح بيها الموضوع ده واعترفلك بحبى بس المرادى غير، نظرات الإعجاب اللى فى عيونك ليا هى اللى شجعتنى اجى اعترفلك بحبي.
نظرت إلى الأرض بخجل وقالت بتلعثم:
-ها ش ش شجعتك نظراتى ليك، ع ع عادى يعنى نظراتى ليك زى كل مره.
حرك رأسه بالرفض وقال بتوضيح:
-لا يا اميرة نظراتك مش زى كل مره المرادى شايف لمعه جميله فيهم كل ما تبصى ليا، شايف توترك وكسوفك، كل ما تشوفينى من الاخر أنا بحبك من زمان وانتى بدأتى تحبينى.
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت:
-ف ف فريد متكسفنيش بقى و و ويلا بينا علشان اتأخرت على الجامعة.
امسك يدها وقال بحب :
-اميرة أنا عايز اتأكد من مشاعرك ليا علشان لو احساسي صح اخطبك المرادى قبل ما اسافر والاجازه الجايه نتجوز.
نظرت له بصدمه وقالت بتوتر.
-ت ت تخطبنى و و و نتجوز بالسرعه دى؟
أومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-ايوه اخطبك ونتجوز، وبعدين انا قولتلك بحبك من زمان، فين السرعه دى ؟
حركت رأسها بالموافقه وقالت بخجل:
-م م موافقه ب ب بس كلم اخويه انس واللى هيقول عليه هو اللى هيمشي.
نظر لها بأستغراب وقال بتساؤل:
-أنس!! طيب ما اكلم باباكى هى دى الاصول يا اميرة.
نظرت له بحزن وحركت رأسها بالرفض وقالت بصوت مختنق:
-لا يا فريد ارجوك لو عايزنى بجد اطلبنى من أنس أو عمو ايوب أو حتى من عمو معاذ، إنما بابا لا بلاش بترجاك يا فريد.
شعر بحزنها ربت على يدها بحنو وقال:
-ماشى يا اميرة اللى يريحك أنا هكلم انس وخالو ايوب، واطلبك منهم.
ابتسمت له ابتسامه حزينه وتكلمت بصوت هادئ:
-تمام مش يلا بينا بقى علشان اتأخرت على المحاضره.
اومأ رأسه بالموافقه وهب واقفا ووضع الحساب على الطاوله وقال.
-يلا تعالى اوصلك واسيبلك العربيه واروح بأى مواصله اخد عربيتى من عندكم وبعد كده اروح على الفيلا عندنا افاتح ماما فى موضوعنا.
نهضت اميرة من على مقعدها بخجل وتحركت إلى الخارج صعدت السياره على المقعد الامامى وصعد فريد أمام المقود وتحرك بها متجها إلى الجامعه.
باااك…..
تنهدت بحب وقالت بصوت هامس
-اااه لو تعرف أن انا كمان كنت بحبك من زمان اوى يا فريد وكنت بستنى نزولكم مصر بفارغ الصبر علشان اشوفك أنا اتخطيت الحب ده من زمان اوى انا دلوقتى بعشقك يارب قرب البعيد وأجمعنى بى فى أقرب وقت.
أنهت كلامها ونهضت من على مقعدها صعدت سيارتها وعادت إلى المنزل.
…………………………………………………
وصل انس ومعه نغم إلى الشركه الخاصه بأيوب تعالت دقات قلبه بسعاده وكادت أن تخترق صدره نظرت إليه نغم وابتسمت على تعبيرات وجه وقالت:
-ما تهدا يا ابنى ده انت باين عليك اللهفه بطريقه مش معقوله لو بابا شافك بالمنظر ده صدقنى هيفهم وهينفوخك.
تنهد بحب وقال بصوت هامس:
-اعمل ايه بس واحشانى اوى وهتجنن عليها ربنا يقدرنى بس واول ما اشوفها محضنهاش وكسرها عضمها من كتر اشتياقى ليها.
ابتسمت على كلمات هذا المختل وقالت:
-ربنا يعينها عليك الصراحه ربنا ابتلاها بواحد مجنون رسمي امشى يلا.
تحركوا إلى الداخل وسألت انس عن مكان مكتب حور وأشار إليه بأصابعه وتركها واتجه إلى المكتب الخاص برهف وطرق على الباب وسمع صوتها من الداخل تأذن له بالدخول أعلن قلبه عن اندلاع حربًا داخله بين رغبته الملحه فى أفعال أشياء متهوره وبين التحكم فى مشاعره وإظهار لها عكس ما يدور ما بداخله أخذ نفس عميق ويحدث ما يحدث خلال هذه اللحظه فتح الباب ودلف إلى الداخل واغلق الباب خلفه وظل ينظر لها فى صمت يملى عينه منها ارتبكت من نظراته لها ولكنها كانت مشتاقه له أيضا ابتسمت ابتسامه هادئه عكس ما يدور داخلها من مشاعر وقالت:
-أنس، انت بتعمل ايه هنا فى الشركه؟
ابتلع ريقه بتوتر وتكلم بصعوبه:
-أنا جاى علشانك واحشتينى اوى يا رهف.
أرجعت شعرها خلف أذنيها وتكلمت بتوتر:
-ا ا اتفضل ادخل اقعد واقف عندك ليه.
تكلم بنبره عاشقه وقال:
-واقف عندى علشان كل خطوه هقربها نحيتك هتزيد جوايا رغبه ان احضنك أنا مانع نفسي بالعافيه والله.
اتسعت عيناها بصدمه وقالت بضيق:
-أنس، ايه اللى انت بتقوله ده احترم نفسك.
تحرك بصعوبه وجلس على المقعد وتكلم بنفاذ صبر.
-رهف، أنا خلاص مش قادر استحمل بعدك عنى اكتر من كده، تتجوزينى؟
نظرت له بتوتر وتكلمت بصعوبه:
-ت ت تتجوزني؟!
اومأ رأسه بالتأكيد وقال:
-ايوه يا رهف نتجوز ايه المشكله؟!
تنهدت بحزن وقالت بصوت مختنق:
-المشكله هى بابا يا انس مش هقدر اتجوز واعيش حياتى وهو فى الحاله دى مش هكون مطمنه عليه وهو كده، أجل الموضوع ده لحد ما بابا يعمل العمليه ويبقى كويس ويرجع يمشى على رجليه.
رد عليها بضيق وقال.
-بس ده بعيد اوى يا رهف طيب ما نتجوز دلوقتى ولما يعمل العمليه ابقى خليكى جنبه مش همنعك من ابوكى صدقينى انا مش قادر على بعدك عنى الاول كان اللى بيصبرنى لما بشوفك كل يوم هنا لكن دلوقتى انا فى مكان وانتى فى مكان تانى وكل فين وفين لما بشوفك أنا النهارده كنت هتجنن عليكى وصعبت على نغم وقررت تساعدنى علشان اجيلك ارحمى قلب امى المتشحطف عليكى ده بقى.
ابتسمت على كلماته وقالت بترجى:
-ارجوك يا انس متضغطش عليا اكتر من كده انا مش هكون سعيده معاك ولا هقدر اسعدك علشان فكرى هيكون مشغول طول الوقت على بابا الموضوع مش بعيد ولا حاجه عمو ايوب خلاص قرب ميعاد العمليه وهتكون خلال الشهرين الجاين دول.
زفر بضيق وتكلم بقلة حيله وقال:
-ماشى نأجل موضوع الجواز ده لبعد العمليه بس حتى اخطبك الفتره دى وتبقى بتاعتى علشان اقدر اشوفك براحتى.
ابتسمت له واومأت رأسها بخجل وقالت:
-م م ماشى م م موافقة على الخطوبه.
وقف بسعاده وصفق بيده وقال:
-ايوه بقى هو ده من بكره هكون عندكم فى الفيلا واطلب ايدك لا بكره ايه ده بعيد اوى من النهارده هتكوني خطيبتى من دلوقتى وحياتك هطلع من عندك على عم ريان على طول.
نظرت له بصدمه وقالت بنفاذ صبر:
-انت مجنون يا انس دلوقتى ايه اللى تخطبنى وانا فى الشغل ما تصبر لما اروح واقول لبابا على الموضوع واجبلك منه ميعاد.
حرك رأسه بالرفض وقال.
-ميعاد ايه بس اللى تجبيه هو احنا أغراب دى امى تبقى بنت خالة ابوكى يعنى مننا وعلينا، يلا بالاذن أنا بقى علشان الحق اخطبك ومتتأخريش ها هستناكى هناك باااى
وخرج سريعا من عندها دون أن يستمع منها اى رد.
نظرت إلى أثره بصدمه وتكلمت بعدم تصديق.
-ايه ده!! ايه المجنون الرسمي ده، يا لهوى ده شكله رايح بجد، يارب صبرنى على الشخص فاقد الاهليه ده.
ثم ابتسمت بسعاده وقالت :
-مجنون بس دمه شربات ويتاكل اكل من حلاوته بموت فيه ابن الذين.
أنهت كلامها وبدأت تتابع عملها بسعاده.
………………………………………………….
فى مكتب حور….
تفاجئت بدخول نغم عليها نهضت سريعا واحتضنتها بسعاده وقالت:
-نورتى مكتبى يا نغومتى والله ايه المفاجئه الحلوه دى.
ربتت على ظهرها وقالت بنبره هادئه:
-المكتب منور بيكى يا قلب اختك، أنا جيت اطمن عليكى، عامله ايه دلوقتى؟
ابتعدت عن حضنها وابتسمت لها بحب وقالت:
-الحمدالله كويسه كلام بابا طيب خاطرى وطبطب على قلبى ونسانى كل اللى حصل، بس….
صمتت بتوتر ونظرت إلى نغم بقلق.
ظلت تتابعها بأستغراب وقالت بتساؤل:
-بس ايه؟ اتكلمى يا حور متقلقنيش.
جلست على الأريكة ونظرت إلى نغم وتكلمت بصوت مختنق:
-عارفه أصحاب الشركه اللى كنت بتكلم مع بابا عليهم امبارح وحصلت المشكله بسببهم؟!
اومأت نغم رأسها بالتأكيد وقالت:
-ايوه فاكره، مالهم؟!
أخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء حتى تستطيع أن تتكلم وقالت:
-ابن صاحب الشركه ده اسمه سيف من اول ما شافنى امبارح وهو نظراته ليا مش طبيعيه مش بينزلها من عليا وانا اضيقت منه فى الاجتماع وما صدقت أنه خلص وخرجت وسيبته مع بابا بس هو خرج ورايا وقعد يقولى كلام غريب واحفظى أسمى كويس علشان ليه دور فى حياتك الفتره الجايه ده غير أنه طلب مكتب عندنا فى الشركه وانا متأكده أنه عمل كده علشان يكون موجود جنبى والنهارده اتفاجئت بى جاى يقولى أن انا وهو هنظم حفل توقيع العقود مع بعض وبناء على طلب بابا منه ولما طلبت انظم الحفله مع اى موظفه عنده قالى انه ما صدق لاقى حاجه تقربه ليا ولما قولتله انه يلزم حدوده علشان مخطوبه طريقة كلامه مطمنتنيش حاسه ان هتحصل مشاكل كتير اوى ليا بسببه وبالذات أن زين بيغير عليا اوى ومانعنى اشتغل مع رجاله من اساسه وخايفه لما يعرف بموضوع سيف ده ينيل عشتى؛ أنا هتجنن يا نغم ومش عارفه اتصرف ازاى.
كانت نغم تستمع لها وهى تشعر بالقلق من هذا الشخص المجهول تنهدت بتوتر وابتسمت لها وأظهرت لها عكس ما يدور بداخلها وقالت:
-ولا فيه اى حاجه انتى مكبره الموضوع على الفاضى يا بنتى انتى جميله اوى أموره ماشاءالله وطبيعى تخطفى عيون وقلوب الشباب لما يشوفوكى وتلاقى اللى اسمه سيف ده اعجب بيكى وهو معذور الصراحه فكك منه ومتحطيش فى دماغك حاجه من دى وبالنسبه لزين انتى شغاله فى شركه كبيره يا ماما ووارد جدا انك تشتغلى مع رجاله مدام فى حدود الأدب مفيهاش مشكله لازم يكون عنده ثقه فيكى اكتر من كده أهدى كده ومتفكريش فى اى حاجه وركزى فى شغلك.
ابتسمت لها بحب وقالت :
-طيب أنا أحبك اكتر من كده ايه بس، يا بنتى اقسم بالله وجودك فى حياتى خلاها اختلفت كتير وفرق معايا ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك ابدا يارب.
جلست بجوارها واحتضنتها بسعاده وقالت:
-وانتى وجودك فى حياتى خلاها احلى بكتير وجودى وسطكم حسسنى بأهميتى وخلى عندى ثقه بالنفس انتو عزوتى فى الدنيا بحبكم اووووى.
تمسكت نغم بحور بقوه و انهمرت دموع السعاده وتمنت أن تبقى الحياه هكذا بجوار من تحب دائمًا، ولكن لدنيا رأىٍ اخر لن ولم تستكين لرغبتنا ابدآ.
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)